أخبار:عون للحريري: الحكومة أو التنحي
- الرئيس اللبناني ميشال عون يخير سعد الحريري بين تشكيل فوري للحكومة أو التنحي.
في 17 مارس 2021، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري إلى قصر بعبدا من أجل التأليف الفوري للحكومة. جاء ذلك في كلمة متلفزة وجهها عون إلى عموم اللبنانيين، ونشرها على حسابه بموقع فيسبوك.[1]
بدأ عون كلمته بالقول: "أيتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون، كلّ شيء يهون أمام معاناتكم التي بلغت مستويات لا قدرة لشعب على تحمّلها". وأضاف: "الوباء يتربص وأيضا العوز والبطالة والهجرة وزوال القدرة الشرائية. كذلك انقطاع المواد والتخبط في مختلف السلطات الدستورية والإدارات المعنية بتأمين مستلزمات العيش، فيما لم نخرج بعد من فاجعة انفجار المرفأ... كل يوم يحمل أثقاله، فيتفاقم القلق بفعل العجز عن أبسط أساليب الحياة الكريمة".
وأكد عون أنه "آثر الصمت" إفساحاً في المجال أمام المعالجات على مختلف المستويات، "وتفادياً لأيّ حدث من جرّاء التجاذبات والانقسامات الحادّة في المواقف السياسيّة وانهيار المنظومة الاقتصاديّة والماليّة نتيجة سياسات خاطئة لعقود خلت". وتابع الرئيس أنه سلك "درب المساءلة الوعرة في ظلّ نظام تجذّر فيه الفساد السلطوي والمؤسساتي واستشرى، وارتفعت أمامي كلّ المتاريس، وأنتم تعرفون أنّي ما اعتدت الإذعان والرضوخ دفاعاً عن كرامتكم وعيشكم الحر الكريم". واتهم عون رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بتقديم عناوين مسودة حكومية لا تلبي الحد الأدنى من التوزان الوطني، ما أدخل البلاد في "نفق التعطيل".
وأضاف "أدعوه (الحريري) إلى قصر بعبدا من أجل التأليف الفوري للحكومة بالاتفاق معي، وفق الآلية والمعايير الدستورية المعتمدة في تأليف الحكومات من دون تحجج أو تأخير". وقال إنه حال وجد الحريري نفسه "في عجز" عن التأليف وترؤس حكومة إنقاذ وطني تتصدّى للأوضاع الخطيرة التي تعاني منها البلاد والعباد، فعليه "أن يفسح في المجال أمام كل قادر على التأليف".
وتابع: "دعوتي للرئيس المكلف تأتي من منطلق مسؤوليّته الدستوريّة وضميره الإنساني والوطني، ذلك أنّ مثل هذه المعاناة الشعبيّة لن ترحم المسؤول عن التعطيل والإقصاء وتأبيد تصريف الأعمال". واعتبر أن دعوته للحريري مصمّمة وصادقة "إلى أن يبادر فوراً إلى أحد الخيارين المتاحين"، معتبرا أنه "لا ينفع بعد اليوم الصمت والتزام البيوت الحصينة، علّنا ننقذ لبنان". وختم عون كلمته بالقول: " لا فائدة من كلّ المناصب وتقاذف المسؤوليّات إن انهار الوطن وأصبح الشعب أسير اليأس والإحباط، حيث لا مفرّ له سوى الغضب".
وفي اليوم السابق، أحرق محتجون غاضبون الإطارات وسدوا الطرق في أجزاء من بيروت، في ظل انهيار جديد لليرة اللبنانية أمام الدولار، لتفقد معظم قيمتها بينما يتفاقم الانهيار المالي الذي تعيشه البلاد. وتفرض الأزمة الاقتصادية أكبر تهديد على استقرار لبنان منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990، إذ تمحو الوظائف وتحول بين الناس وودائعهم المصرفية وتثير خطر تفشي الجوع.
وسجلت الليرة نحو 15 ألفا للدولار الواحد، وتجاوزت ذلك الرقم للمرة الأولى في التاريخ أمس الثلاثاء، بحسب ما ذكره متعاملون بالسوق لوكالة "رويترز"، لتصل خسائرها إلى نحو 90 في المئة منذ اندلاع الأزمة أواخر 2019. ومنذ نحو عام ونصف العام، يشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، قادت إلى خسارة العملة المحلية أكثر من 80% من قيمتها مقابل الدولار، وفاقمت معدلات التضخم.
ويواجه لبنان أزمة في تشكيل الحكومة، منذ أن تم تكليف سعد الحريري بالمهمة للمرة الرابعة في أكتوبر 2020، حيث تعهد بتشكيل حكومة اختصاصيين لتنفيذ الإصلاحات الضرورية لتلقي مساعدات خارجية.
وفي مطلع ديسمبر 2020، قدم إلى رئيس الجمهورية "تشكيلة حكومية من 18 وزيرا من أصحاب الاختصاص، بعيدا عن الانتماء الحزبي"، إلا أن عون أعلن اعتراضه على تشكيلة الحريري، معتبرا أنه شكلها دون الاتفاق معه من خلال تفرد بتسمية الوزراء.
المصادر
- ^ "ميشال عون يخير الحريري بين تشكيل فوري للحكومة أو "إفساح المجال"". سپوتنيك نيوز. 2021-03-17. Retrieved 2021-03-17.