أخبار:تفشي سلالة جديدة لكورونا
- تفشي سلالة جديدة من ڤيروس كورونا، في أكثر من 35 دولة من بينها المملكة المتحدة.
في 19 ديسمبر 2020، أُعلن عن تفشي سلالة جديدة ڤيروس كورونا في المملكة المتحدة، وفي اليوم التالي، أُعلن عن اكتشافها في ثلاث دول أخرى.
مثل جميع الڤيروسات الأخرى، يمر ڤيروس كورونا بالتعديد من الطفرات، التي تغير في تركيبه الجيني. تنتج تلك الطفرات عن أخطاء في عملية نسخ الڤيروس، والتي عادة ما تحدث أثناء تكرار تضاعفه، حيث يؤدي كل خطأ في الخسن لتخليق نوع جديد من الڤيروس. إلا أن معظم هذه الأخطاء ليست مهمة، فهي لا تغير من تركيب الڤيروس أو أنها تغيره قليلاً لدرجة أنها لا تؤثر على شدة الإصابة بالمرض أو مدى انتشاره. ولحسن الحظ، غالباً ما تحدث هذه الأخطاء في كثير من الأحيان لڤيروسات كورونا، بشكل أقل مما يحدث لبعض الڤيروسات الأخرى مثل تلك التي تسبب الإنفلونزا.[1]
ومع ذلك هناك العديد من المتغيرات في ڤيروسات كورونا المنتشرة في جميع أنحاء العالم مع وجود متغيرات مختلفة أكثر شيوعاً في أماكن مختلفة، وقد لاحظت مجموعة العلماء التي تسمى كونستريوم التركية الجينية لكوڤيد-19 في المملكة المتحدة COVID-19 Genomics UK (COG-UK) Consortium، أن الشكل الجديد للڤيروس أصبح أكثر شيوعاً في لندن وجنوب شرقي إنگلترة، كونه يحتوي على بعض الطفرات في الپروتين الشوكي لڤيروس كورونا، ما يغير قليلاً في تركيبه.
وقد تمت تسميته بشكل سريع VUI-202012/01 ويتم تعريفه من خلال مجموعة من 17 تغييراً أو طفرة. وإحدى أهم هذه الطفرات، طفرة N501 Y في الپروتين الشوكي الذي يستخدمه الڤيروس لربط مستقبل ACE2 البشري، إذ قد تحدث تغيرات في هذا الجزء من الپروتين الشوكي من الناحية النظرية. كما أوضح السير پاتريك فالانس كبير المستشارين العلميين للحكومة البريطانية أن السلالة الجديدة أظهرت 23 تغييراً مختلفاً على ڤيروس كوڤيد-19 الأصلي والعديد منها مرتبط على وجه التحديد بالپروتينات. وأضاف: "هذا عدد كبير بشكل غير عادي من المتغيرات، كما أنه يحتوي على متغيرات في مناطق الڤيروس المعروفة بأنها مرتبطة بكيفية ارتباط الڤيروس بالخلايا ودخوله إلى الخلايا".
لذلك هناك بعض التغييرات التي تثير القلق من حيث شكل الڤيروس. أما السؤال الذي يواجه العلماء الآن بشكل مباشر: هل السلالة الجديدة تقع ضمن هذه الفئة الأخيرة؟ وهل تمثل مخاطر صحية متزايدة؟ أم هل حدث انتشارها السريع مؤخراً عبر جنوب إنگلترة لأنها نشأت في الأشخاص الذين يصيبون كثيراً من الأشخاص الآخرين ربما لأنهم يتجاهلون قيود كوڤيد-19؟
من الممكن أن يسهِّل التغيير على السلالة الجديدة الوصول إلى خلايانا، وفي هذه الحالة قد يكون قادراً على الانتشار بسهولة أكبر، ولكن لا يوجد دليل على ذلك حتى الآن. وقد وجدت هيئة COG UK أن لندن وجنوب شرقي إنگلترة شهدتا أعداداً متزايدة من الأشخاص المصابين بالسلالة الجديدة، وفي الوقت نفسه هناك أعداد متزايدة من المصابين بڤيروس كورونا في المنطقة بشكل عام. وقد أشارت اختبارات الفحص إلى أن 43% من الڤيروس في الجنوب الشرقي أصبح الآن السلالة الجديدة، وفي شرق إنگلترة 59% وفي لندن 62%.
وفيما يتعلق بحدة خطورة السلالة الجديدة من ڤيروس كورونا، فليس من المعروف حتى الآن ما إذا كان هناك علاقة بين التحورات الجديدة للڤيروس واختلاف الأعراض أو حدة أو مدة المرض، ولا زال الباحثو في COG-UK يراقبون حركة السلالة الجديدة، كما أنهم يحللون الشفرة الجينية لنحو 10% من حالات الإصابة بڤيروس كورونا ويشاركون التسلسل على الفور.
أما عن قوة اللقاحات المطروحة أو المقترحة أمام هذه السلالة الجديدة، فقد صرح إيوان بيرني نائب المدير العام للمختبر الأوروپي للبيولوجيا الجزيئية والمدير المشترك لمعهد المعلومات الحيوية الأوروپي في كمبردج إن اللقاحات تم اختبارها مع العديد من أنواع الڤيروس المنتشرة، لذلك هناك كل الأسباب للاعتقاد بأن اللقاحات ستظل تعمل ضد هذه السلالة الجديدة على الرغم من أنه من الواضح أنه يجب اختبارها بدقة. من جهته، قال السير باتريك فالانس إنه بناءً على ما هو معروف الآن لا يبدو أن السلالة الجديدة تغير استجابة اللقاح بالشكل الذي جعله أقل فاعلية. وأضاف أن هناك أسباباً نظرية تشير إلى أنه قد يغير الاستجابة المناعية على الرغم من عدم وجود دليل على ذلك.
أما عن حدة السلالة الجديدة وتأثيرها على طول فترة المرض، فليس هناك تقدير حقيقي لذلك، إلا أن الباحثون يوصون باتخاذ المزيد من التدابير الوقائية الصارمة، حتى يتم دراسة السلالة الجديدة للڤيروس وتأثيرها من حيث قوة العدوى وحدة الأعراض ومدة المرض.
قيود السفر
في 20 ديسمبر، قررت الحكومة الهولندية، حظر الرحلات الجوية من المملكة المتحدة بعد اكتشاف السلالة الجديدة من الڤيروس. وسيظل حظر السفر الجوي سارياً حتى 1 يناير، وستدرس الحكومة تطورات الموقف وفرض تدابير إضافية في ما يتعلق بوسائل النقل الأخرى.
وأضافت هولندا أنه في أوائل ديسمبر، كشفت عينات أخذت من حالة في البلاد عن نفس سلالة الڤروس الموجودة في المملكة المتحدة وجاء الحظر بعد أن أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وعلماءٌ بريطانيون في اليوم السابق، أن السلالة الجديدة من ڤيروس كورونا التي تم تحديدها في البلاد أصبحت معدية بنسبة تصل إلى 70%.[2]
المصادر
- ^ "ما الذي نعرفه عن السلالة الجديدة لـ«كوفيد - 19»؟". جريدة الشرق الأوسط. 2020-12-20. Retrieved 2020-12-20.
- ^ "هولندا تحظر الرحلات الجوية من بريطانيا بعد ظهور سلالة جديدة من الفيروس فيها". روسيا اليوم. 2020-12-20. Retrieved 2020-12-20.