أخبار:تركيا تبدأ غزو سوريا شرق الفرات
- تركيا تبدأ غزو سوريا شرق الفرات. وقال أردوغان، معلناً بدء العملية العسكرية، إنّ الهدف منها هو القضاء على ممر الإرهاب على حدود تركيا الجنوبية. وجاء التحرك بعد أيام فقط من انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة.
في 9 أكتوبر 2019، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء عملية عسكرية جديدة ضدّ وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الدول الغربية وتعتبرها أنقرة إرهابية، وسُمع دوي انفجارات ضخمة هزت بلدة رأس العين في شمال شرق سوريا، مع سماع أزيز طائرات في أجواء المنطقة. وشوهد دخاناً أسود يتصاعد من مباني في رأس العين التي تقع على الجانب الآخر من الحدود من بلدة جيلان بينار.[1]
وبينما كانت تقع الانفجارات، قال أردوغان إنّ بلاده بدأت عمليتها العسكرية المزمعة في شمال شرق سوريا. وأضاف في تغريدة عبر تويتر، أنّ "القوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري (معارضون مدعومون من أنقرة) بدآ عملية نبع السلام في شمال سوريا".
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية عن مقتل خمسة مدنيين وأصابت العشرات جراء القصف التركي الذي طال مناطق عدة في شمال سوريا. وأضافت القوات أنّ القصف أودى بحياة ثلاثة من مقاتليها أيضاً.
وقالت القوات، التي يقودها أكراد، إنّ طائرات تركية قصفت مواقع عسكرية ومدنية في بلدتي تل أبيض ورأس العين الحدوديتين علاوة على مواقع قرب مدينتي القامشلي وعين عيسى في شمال شرق سوريا. وذكرت عبر تويتر أنّ المنطقة تشهد موجة نزوح، مضيفةً أنّ تقارير أولية أفادت بسقوط ضحايا مدنيين لكنّها لم تقدم تفاصيل.
وقالت القوات إن طائرات حربية تركية نفّذت ضربات جوية على مواقع في بلدة عين عيسى على عمق 50 كم داخل سوريا، مضيفةً أنّ 25 طائرة تحلّق حاليا فوق المنطقة الحدودية في شمال شرق سوريا.
وأفادت وكالة الأناضول التركية عن سقوط ستة صواريخ أطلقت من مدينة القامشلي السورية في قلب مدينة نصيبين التركية الحدودية.
ردود الفعل
من جهته، طالب رئيس الاتحاد الأوروپي جان-كلود يونكر تركيا، بوقف عمليتها العسكرية ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا، وقال لأنقرة إنّ الاتحاد لن يدفع أموالاً لإقامة ما يسمى المنطقة الآمنة في شمال سوريا.
وقال يونكر في البرلمان الأوروپي: "أدعو تركيا وغيرها من الأطراف إلى التصرف بضبط نفس ووقف العمليات التي تجري حاليّاً"، مضيفاً أنّه "لدى تركيا مشاكل أمنية على حدودها مع سوريا، وهو أمر يجب أن نفهمه، لكنني أدعو تركيا والجهات الفاعلة الأخرى إلى التحرك مع ضبط النفس. سيؤدي التوغل إلى تفاقم معاناة المدنيين. وهذا امر لا يمكن أن تصفه الكلمات".
وحضّت ألمانيا تركيا على وقف العملية العسكرية في شمال سوريا، وقالت إنّ "التوغّل قد يزيد من زعزعة استقرار هذا البلد ويساعد على عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية"
وقال وزير الخارجية هايكو ماس، في بيان، إنّ "تركيا تخاطر بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وعودة نشاط تنظيم الدولة الإسلامية. الهجوم التركي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة وأيضاً تدفقات جديدة للاجئين". وأضاف: "ندعو تركيا لوقف عمليتها والسعي لتحقيق مصالحها الأمنية بطريقة سلمية".
كما أعلنت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروپية إميلي دو مونشالان بعد دقائق من بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا أنّ فرنسا تدين بشدّة الهجوم التركي وستطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي.
وقالت أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية: "تضع فرنسا وألمانيا وبريطانيا اللمسات الأخيرة على اعلان مشترك سيكون في غاية الوضوح نؤكد فيه إدانتنا الشديدة والحازمة لما يحصل"، مضيفةً أنّه "سنطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي وسنسعى إلى أكبر تحالف (ممكن) لجلب المسألة في أسرع وقت إلى النقاش" على الصعيد الدولي.
ولفتت وزارة الخارجية الفرنسية إلى أنّ باريس تشاورت مع حلفائها الأوروبيين "للنظر بكل الخيارات"، ومن بينها التوجه إلى مجلس الأمن، من دون مزيد من التوضيحات.
بدورها، ندّدت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية ماريال دوسارنيز بالهجوم التركي "الذي ينتهك القانون الدولي والحدود". وقالت إنّ العملية "خطأ أخلاقي وخطأ سياسي وتعرّض للخطر جهود تحقيق الاستقرار في شمال-شرق سوريا وأمن هذه المنطقة"، مشيرةً إلى أنّه "لا يمكننا السماح بالهجوم التركي"، وداعيةً إلى تحرك المجتمع الدولي.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي التقى في 8 أكتوبر القيادية الكردية إلهام أحمد، أعرب عن قلقله من حدوث الهجوم التركي، وأعلن أنّ "فرنسا تقف إلى جانب قوات سوريا الديموقراطية لأنهم حلفاء أساسيون في القتال ضد داعش".
في سياق متصل، أعلن مسؤولان أمريكيان ومصدر عسكري كردي أنّ مقاتلين أكراداً مدعومين من واشنطن أوقفوا عملياتهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مع بدء تركيا هجوماً عسكرياً في شمال شرق سوريا.
وقال مصدر عسكري كردي إنّ "قوات سوريا الديموقراطية، التي يقودها أكراد، أوقفت العمليات ضدّ "داعش" لأنّه يستحيل تنفيذ أي عملية في الوقت الذي تتعرض فيه للتهديد من قبل جيش كبير على الحدود الشمالية".
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إنّ تعليق العمليات أثر أيضاً على التدريب الأمريكي الخاصّ بقوات معنية بحفظ الاستقرار في سوريا.
كما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بعد وقت وجيز من بدء هجوم عسكري تركي على شمال شرق سوريا، أنّ أنقرة أرسلت مذكّرة دبلوماسية للقنصلية السورية في إسطنبول لإبلاغها بالعملية.
وأضاف جاويش أوغلو للصحفيين في الجزائر أنّ العملية التركية استندت إلى حقوق تركيا طبقاً للقانون الدولي، مشيراً إلى أنّ أنقرة أبلغت كذلك كلّ الأطراف الفاعلة الضرورية بما في ذلك الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
ولفتت وزارة الدفاع التركية إلى أنّ القوّات التركية، التي بدأت عملية عسكرية في شمال شرق سوريا، حريصة للغاية على عدم إلحاق الأذى بالقوات الحليفة في منطقة العمليات بسوريا. وأضافت الوزارة أنّ العملية التركية في شمال شرق سوريا تستهدف فقط المسلحين وقواعدهم وأسلحتهم وعتادهم.
من جهته، أشار السناتور الجمهوري ليندسي گراهام إلى أنّ الكونگرس الأمريكي سيجعل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان "يدفع غالياً جدّاً" ثمن هجومه على القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سوريا.
وكتب السناتور المعروف بدعمه للرئيس دونالد ترمپ: "لنصلّي من أجل حلفائنا الاكراد الذين تم التخلي عنهم بشكل معيب من قبل ادارة ترمپ"، مضيفاً أنّه "سأقوم بكل الجهود في الكونگرس لجعل أردوغان يدفع الثمن غاليا جدّاً".
كما دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرگ تركيا إلى ممارسة "ضبط النفس" في عمليتها ضد القوات الكردية في سوريا، محذّراً من أن تكون المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية عرضة للخطر. وقال: "أطلب من تركيا ممارسة ضبط النفس وضمان عدم تعريض المكاسب التي حققناها في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية للخطر. وسأناقش هذه المسألة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة". ولفت إلى أنّ تركيا أوضحت أنّ عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا ستكون محدودة، مضيفاً أنّه من المهم عدم زعزعة استقرار المنطقة بدرجة أكبر.
وقال ستولتنبرگ للصحافيين إنّ تركيا لديها "مخاوف أمنية مشروعة" وإنّها أبلغت الحلف بشأن الهجوم ضد المقاتلين الأكراد في سوريا في وقت سابق اليوم، مضيفاً عقب اجتماعه برئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي: "حصلت على تطمينات بأنّ أي تحرك قد يُتخذ في شمال سوريا سيكون متناسبا وموزونا". وأوضح أنّه "من المهم تجنب التحركات التي تزيد من زعزعة الاستقرار والتوتر وتسبب المزيد من المعاناة للمدنيين".
وفي السياق، أعلن دبلوماسيون أنّ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعقد جلسة مغلقة بشأن سوريا في 10 أكتوبر بعدما بدأت تركيا عملية عسكرية ضدّ المقاتلين الأكراد في شمال شرق البلاد. وذكر الدبلوماسيون أنّ جلسة المجلس، الذي يضمّ في عضويته 15 دولة، لبحث الوضع في سوريا تأتي بطلب من أعضاء أوروپيين هم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وپولندا.
ودعت مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث التطورات، وسُبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها. كما أدان بيان لوزارة الخارجية المصرية، بأشدّ العبارات، العدوان التركي على الأراضي السورية.
المصادر
- ^ "إصابات في الهجوم التركي على سوريا... إدانات دولية وعربية ودعوة لـ"ضبط النفس"". جريدة النهار اللبنانية. 2019-10-09. Retrieved 2019-10-10.