أخبار:القتال يندلع على الحدود الصينية-البورمية بين الجيش البورمي وفصيل شيوعي سابق يتاجر في الهيروين

جنود من الجيش البورمي على الحدود مع الصين، نوفمبر 2023.

في 1 نوفمبر 2023، قال متحدث باسم المتمردين لوكالة فرانس برس إن الجيش البورمي شن غارات جوية لليوم الثاني على أراضي تسيطر عليها جماعة عرقية مسلحة على الحدود مع الصين. وتأتي الضربات في الوقت الذي يقاتل فيه الجيش تحالفاً من الجماعات المسلحة في منطقة شمالية تعد موطناً لاستثمارات صينية ويقول المجلس العسكري إنه فقد أراضي فيها.[1]

موقع ولاية كاچين على الحدود مع الصين.

وصرح الكولونيل ناو بو المتحدث باسم جيش استقلال كاشين لوكالة فرانس برس أن طائرة عسكرية قصفت موقعا قرب بلدة لاي‌زا في ولاية کاچین عند الساعة 12.45 ظهرا بالتوقيت المحلي. وأضاف أنه لا توجد تفاصيل بعد عن الضحايا جراء الغارة، مضيفًا أنها جاءت بعد يوم من قيام طائرة بإسقاط ثلاث قنابل على لاي‌زا، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثني عشر آخرين.

وقُتل جنود وضباط في 31 أكتوبر عندما حاول جيش استقلال بورما الاستيلاء على طريق رئيسي في ولاية کاچین، وفقًا لصحيفة جلوبال لايت أوف نيو ميانمار التي يسيطر عليها المجلس العسكري. وقال الجيش إنه نفذ "هجوماً مضاداً مناسباً" دون تقديم تفاصيل. وأضافت أنه "تم تحذير الدولة المجاورة مسبقاً (الصين)".

وفي ولاية شان الشمالية المجاورة، أفادت التقارير أن آلاف الأشخاص قد نزحوا بعد أن شنت ثلاث مجموعات مسلحة عرقية أخرى هجمات منسقة على المجلس العسكري نهاية أكتوبر. تضم ولاية شان خطوط أنابيب النفط والغاز التي تزود الصين وخط السكك الحديدية المخطط له بقيمة بليون دولار، وهو جزء من مشروع البنية التحتية العالمي للحزام والطريق في بكين.

وقالت وسائل إعلام رسمية في بورما إن وزير الأمن العام الصيني التقى يوم في 30 أكتوبر بزعيم المجلس العسكري مين أون ليانگ في العاصمة ناي‌پيي‌داو في ثاني أيام المحادثات مع كبار مسؤولي المجلس العسكري بشأن الاشتباكات. وذكرت صحيفة "جلوبال نيو لايت" أنهما ناقشا الهجمات التي تشنها الجماعة العرقية المسلحة التابعة لجيش التحالف الوطني الديمقراطي في ميانمار "على معسكرات أمنية... مع محاولات لتدهور السلام والاستقرار في المنطقة".

خلفية النزاع

خريطة توضح منطقة كوكانگ (بالأخضر).


باي شوشنگ، رئيس مليشيا كوكانگ باي شوشنگ، رئيس مليشيا كوكانگ
باي شوشنگ، رئيس مليشيا كوكانگ
پنگ جياشنگ، مؤسس القوات الشيوعية البورمية.

يتركز هذا النزاع بشكل رئيسي في منطقة كوكانگ على الحدود البورمية الصينية. ويتضمن ثلاث جوانب:


ينتمي جيش التحالف الديمقراطي الوطني البورمي وقوات كوكانگ لعرقية الهان الصينية. انفصل جيش التحالف الديمقراطي عن القوات الشيوعية البورمية عام 1989، الذي أسسه پنگ جياشنگ. عام 2009، كان جيش التحالف الديمقراطي يحكم لاوكاينگ عاصمة كوكانگ.

مينگ گووان (يمين) وشقيقه مينگ گوانگ‌تساي (يسار). مينگ گووان (يمين) وشقيقه مينگ گوانگ‌تساي (يسار).
مينگ گووان (يمين) وشقيقه مينگ گوانگ‌تساي (يسار).

خانت إحدى المجموعات المنشقة جيش التحالف الديمقراطي وپنگ عندما قام التات‌ماداو (الجيش البورمي) بمهاجمة لاوكاينگ. وعملت المجموعة المنشقة مع التات‌ماداو لطرد الحركة من مدينة لاوكاينگ، وشكلوا فيما بعد ثلاثة فروع لقوات كوكانگ المحلية، التي تسيطر عليها ثلاث عائلات، أو فروع:

وِيْ سان وِيْ سان
مليشيا كوكانگ.
  • الفرع الأول والأكثر قوة هي مليشيا كوكانگ المكونة من قبيلة الباي، ويترأسها باي شوشنگ.
  • الفرع الثاني هو كتيبة شرطة كوكانگ، التي تسيطر عليها قبيلة مينگ، كان مينگ گووان قائداً للكتيبة، لكنه يعاني حالياً من إصابات خطيرة نتيجة حادث سقوط من حصانه في إحدى شوارع لاوكاينگ. تولى شقيقه الأصغر مينگ گوانگ‌تساي قيادة الكتيبة.
  • الفرع الثالث هي كتيبة حرس الحدود، التي تشرف عليها قبيلة وِيْ، ويترأس وِيْ سان لجنة تفتيش الحدود التي تسيطر على كتيبة حرس الحدود.

لدى عائلات أخرى مشروعات في صناعات مختلفة، من التعدين إلى القمار إلى الدعارة إلى الاحتيال عبر الهاتف. هذه القبائل الثلاثة تحمل السلاح، ويمكن أن يُطلق عليهم اسم ميليشيا كوكانگ. جميعهم متورطون في تهريب المخدرات والاحتيال عن بعد.


مجلس ولاية وا. مجلس ولاية وا.
مجلس ولاية وا.

كوكانگ هي مجرد المحيط الشمالي لولاية شان الأكبر ذات الحكم الذاتي، والتي تحتوي على ولاية أخرى تتمتع بالحكم الذاتي تسمى ولاية وا (باللون الأحمر في الخريطة). ولاية وا هي فصيل آخر مثير للاهتمام، حيث نُسخ هيكلها الحكومي بالكامل من الصين. الحزب يقود الولاية والجيش، حتى مبنى المجلس لديهم يأخذ نفس شكل نظيره في بكين. ولاية وا تحت قيادة باو يوشيانگ، الذي كان مهرب مخدرات. وهي الولاية الأفضل إدارةً، وتتمتع بأكبر قدر من القوة المالية، كما أنها تتعاون بشكل وثيق مع الصين لحل مشكلة وباء المخدرات على الحدود بشكل أو بآخر. ولاية وا حيادية رسمياً في هذا النزاع.

جيش التحالف الديمقراطي، وميليشيا كوكانگ، وولاية وا، جميعهم يتنافسون مع الصين. الجيش البورمي الذي وقع على وقف إطلاق النار مع ولاية وا والمتحالف مع ميليشيا كوكانگ، يحتاج أيضًا إلى الصين. الموقف الرسمي للصين هو تجنب النزاع، والتفاوض على هيكل تقاسم السلطة. جيش التحالف الديمقراطي وميليشيا كوكانگ وولاية وا جميعهم من عرقية الهان الصينية، ولا يمكنهم حقاً خيانة بعضهم البعض:

  • ولاية وا هي الابن البكر الصالح.
  • كوكانگ هي الابن المنخرط مع الصديق السيء.
  • أما جيش التحالف الديمقراطي فهي الابن المتمرد الذي يتمتع بالاستقامة. بعد وفاة پنگ جياشنگ آلت قيادة الجيش إلى نجله پنگ دى‌رن.

يتمتع جيش التحالف الديمقراطي بالهيكل الحزبي والعسكري للصين. على الرغم من أنهم لم يعودوا شيوعيين، إلا أنهم لا يزال لديهم العديد من الأيقونات من الصين. قبل عام 2009، شنت قبيلة پنگ حملة قوية ضد تجارة المخدرات في شمال بورما. مما أكسبها تقدير المواطنيين الصينيين المحليين على الحدود. وفي هجوم عام 2023، أدرجوا أيضًا القضاء على عمليات الاحتيال عبر الهاتف من كوكانگ كأحد أهدافهم، إلى جانب طرد التات‌ماداو واستعادة السيطرة على كوكانگ. وكان الإعلان عن القضاء على الاتصالات الهاتفية بمثابة انقلاب دعائي بالنسبة لهم، وقد أشاد بهم مستخدمو الإنترنت الصينيون، حتى أن بعضهم نظم حملات تبرعات، وذلك لأن صناعة الاحتيال عبر الهاتف كانت على قدم المساواة مع الكارتل المكسيكي من حيث الوحشية.

كانوا يجذبون الناس من البر الرئيسي للصين وتايوان واعدين إياهم برواتب مرتفعة للغاية، وبعد وصولهم، يجبروهم على التدريب على كيفية الاحتيال على الأشخاص عبر الإنترنت والهاتف، إذا لم يكن الشخص جيدًا جدًا أو لم يمتثل، فسوف يتعرض للتعذيب أو ما هو أسوأ، وبعد ذلك إذا لم يكن له أي فائدة، يقومون ببيعه في المناجم المحلية، وبعد استنفاده، تسرق أعضاءه وتباع في السوق السوداء.

مدينة لاوكاينگ.

يمكن أن يحدث هذا في شمال بورما بسبب الفوضى، وفي ظل هذه الظروف بدأ هجوم 2023، في جبال شمال بورما في 28 أكتوبر 2023، سيطر اللواء 211 من جيش التحالف الديمقراطي على تشين‌شوى‌هاو، وهو ميناء بري مع الصين، وسرعات ما أصبحت المعارك محتدمة في كوك‌تاي وسن‌وي في الغرب، ومونى‌كوى في الشمال. تتمثل استراتيجية جيش التحالف الديمقراطي في قطع طرق التعزيزات عن التات‌ماداو والتعامل مع ميليشيات كوكانگ بشكل منفصل، بهدف الاستيلاء على لاوكاينگ. كانت الكتيبة 221 قد استولت بالفعل على مانگ دونگ با في 2 نوفمبر، وهي تقع على بعد 7 كم فقط من لاوكاينگ، لكن ما ينتظرهم في لاوكاينگ سيكون معركة صعبة.

لاوكاينگ هي المقر الرئيسي لأمراء حرب من نوع ما، يُدعى ليو أباو (جميع الشركات الكبرى لديها جيشها الخاص)، وبعد إعلان جيش التحالف الوطني عن عزمها، قام ليو بتحصين مبناه. بينما كانت ألوية جيش التحالف الديمقراطي تسير نحو أهدافها، تم الاستيلاء على العديد من المواقع الاستيطانية للتات‌ماداو، وتم الاستيلاء على الأسلحة لتعزيز قوتها النارية. دُمرت دروع التات‌مادو، كما تعلم جيش التحالف الديمقراطي من الحروب الأخيرة كيفية استخدام المسيرات الجوية لاسقاط قذائف الهاون. لكن النتائج لم تكن في صالح جيش التحالف الديمقراطي؛ حيث يبلغ عدد قواتها 7.000 مقاتل، بينما يبلغ عدد قوات التات‌مادو 17.000 مقاتل بالإضافة إلى 6.000 من مليشيا كوكانگ.

ضغوط غير مسبوقة

مقاتلو جيش التحالف الوطني البورمي يتجولون في قاعدة عسكرية تابعة للجيش البورمي بعد استيلائهم عليها، 28 أكتوبر 2023.

يقول جيش التحالف الوطني البورمي، إلى جانب جيش أراكان وجيش تانگ للتحرير الوطني، إنهم سيطروا على أجزاء من الطرق الرئيسية المؤدية إلى الصين - أكبر شريك تجاري لبورما- منذ بداية هجومهم.

وقالت الجماعات في 2 نوفمبر إنها أحكمت سيطرتها الكاملة على بلدة تشين‌شوى‌هاو على الحدود الصينية وسن‌وي التي تقع على الطريق المؤدي إلى الحدود الصينية. ولم يرد المجلس العسكري على الفور على الأسئلة حول ما إذا كان لا يزال يسيطر على هذه البلدات.

وقالت الجماعات العرقية المسلحة إن الجيش تكبد عشرات القتلى والجرحى منذ بدء الهجوم، لكن وكالة فرانس برس لم تتمكن من تأكيد أي أرقام للضحايا. وتعد المناطق الحدودية في بورما موطنا لأكثر من اثنتي عشرة جماعة مسلحة عرقية، بعضها يقاتل الجيش منذ عقود من أجل الحكم الذاتي والسيطرة على الموارد المربحة. قام البعض بتدريب وتجهيز "قوات الدفاع الشعبي" الأحدث التي ظهرت منذ انقلاب عام 2021 والقمع الدموي الذي شنه الجيش على المعارضة.

تحتفظ بكين بعلاقات مع بعض الجماعات العرقية المسلحة على طول حدودها مع بورما، موطن المجتمعات العرقية الصينية التي تستخدم بطاقات الهاتف المحمول والعملة الصينية. ونفت الصين في السابق تقارير عن تزويد الجماعات المسلحة بالأسلحة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قُتل ما يقرب من 30 شخصًا وأصيب العشرات في غارة على مخيم للنازحين في ولاية كاچين المجاورة. وألقى جيش استقلال كاچين باللوم على المجلس العسكري في الهجوم.

تجارة المخدرات

في 2 نوفمبر 2023، اندلع القتال على الحدود الصينية-البورمية بين الجيش البورمي وفصيل شيوعي سابق يتاجر في الهيروين في وضع يشبه حروب كارتل المخدرات (الكوكايين) في المكسيك على الحدود الأمريكية.[2]

انظر أيضاً

مرئيات

اشتباكات الحدود البورمية الصينية، بين الجيش البورمي وفصيل شيوعي يتاجر في الهيروين، نوفمبر 2023.

المصادر

  1. ^ "Myanmar Junta Bombs Town on China Border for Second Day". voanews.com. 2023-11-02. Retrieved 2023-11-02.
  2. ^ "The war in Myanmar have reached China's borders". zhao dashuai. 2023-11-02. Retrieved 2023-11-02.