أخبار:الصين تمنع إمداد الفلبين للسفينة المغرقة في ضحضاح توماس ببحر الفلبين الغربي

بي ار بي سييرا مادري
صورة حديثة للسفينة بي ار بي سييرا مادري
السفينة العسكرية "بي ار بي سييرا مادري" في الجزيرة المرجانية المتنازع عليها.


في 7 أغسطس 2023، قال خفر السواحل الصيني، أنه أجبر الفلپين على سحب سفينة حربية كانت متمركزة في منطقة ضحضاح توماس الثاني المرجانية قرب جزر سپراتلي المتنازع عليها. كانت الحكومة الفلپينية قد أغرقت السفينة لتنمو عليها الشعاب المرجانية، منطقة ضحضاح توماس الثاني، ومن ثم تصبح سمة جغرافية يحق المطالبة بها كأرض فلپينية وسط ما يسمونه بحر الفلپين الغربي، الواقع أقصى شرق بحر الصين الجنوبي.

كانت البحرية الفلپينية تقوم بمهام تناوب وإعادة تموين في الموقع بشكل مستمر. وفي 6 أغسطس اتهمت الفلپين خفر السواحل الصيني باعتراض طريق قارب إمدادات عسكري فلپيني في بحر الصين الجنوبي واستهدافه بمدافع المياه، منددةً بالتصرف ووصفته بـ"إجراءات مبالغ فيها وهجومية" تجاه سفنها.[1]


نزاع جزر سپراتلي

تتنازع الدولتان، وكذلك فيتنام وبروناي وماليزيا، بشأن السيادة على الكثير من الجزر والشعاب المرجانية في أرخبيل سپراتلي. إذ تطالب بكين بالسيادة الكاملة عليها، فيما تسيطر الدول المطلة عليها على قسم منها.

يُذكر أنه عام 1999، أوقفت الفلپين عمداً السفينة العسكرية "بي ار بي سييرا مادري" في الجزيرة المرجانية بهدف جعلها نقطة متقدمة تؤكد مطالبها بالسيادة عليها في مواجهة الصين. ومنذ ذلك الحين تشكل السفينة مصدر توتر بين البلدين. إذ يعتمد مشاة البحرية الفلپينية على متنها، على مهمات الإمداد للاستمرار. واتهمت الفلپين خفر السواحل الصينيين بانتهاك القانون الدولي من خلال منع مهمة الإمداد الأخيرة واستخدام خراطيم المياه. وفشل أحد القوارب المستأجرة في الوصول إلى الجزيرة المرجانية.

احتلال دائم

ردّت بكين التي تطالب بالسيادة على غالبية مساحة بحر الصين الجنوبي، بأنها اتخذت "الضوابط الضرورية" ضد سفن دخلت مياهها بشكل "غير قانوني". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان "قدمت الفلپين في مناسبات عدة التزاما واضحا بإزالة هذه السفينة العسكرية عبر سحبها". وأضاف "لكن مرت 24 سنة. ليس فقط لم تقم الفلپين بإزالتها انما تحاول أيضاً إصلاحها وتدعيمها على نطاق واسع من أجل تكريس احتلالها الدائم لريناي"، التسمية الصينية للشعاب المرجانية.

تؤكد بكين أنها تبحث منذ فترة طويلة مسألة السفينة عبر القنوات الدبلوماسية مع مانيلا لكن السلطات الفلپينية تظهر سوء نية عبر مواصلة تعزيز السفينة وهو "ما يتعارض مع القانون الدولي". وأضاف الناطق الصيني أن "الصين تحض الفلپين مرة أخرى على سحب هذه السفينة الحربية فوراً والعودة الى الوضع (السابق) حيث لم يكن أي شخص ولا أي منشأة متواجدين في الشعاب المرجانية".

حادث عام 2021

وتقول مانيلا إن سفنها التي تقوم بدوريات في هذه المياه المتنازع عليها تخضع بانتظام لمراقبة أو اعتراض من قبل خفر السواحل أو سفن تابعة للبحرية الصينية. وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الفلپيني جوناثان مالايا "لن نتخلى أبدا عن جزيرة ايونغين، نحن متمسكون بها" مستخدما الإسم الفلپيني لجزيرة سيكند توماس. كان حادث السبت الأول منذ نوفمبر 2021، عندما استهدفت الصين سفنا تنقل إمدادات لعسكريين فلپينيين بخراطيم مياه. وجزيرة سيكند توماس المرجانية تقع في جزر سبراتلي المتنازع عليها بين البلدين. وتبعد حوالى 200 كيلومتر من جزيرة بالاوان الفلپينية وأكثر من ألف كيلومتر من جزيرة هاينان، أقرب الأراضي الصينية.

وتطالب بكين بالسيادة على الجزء الأكبر من بحر الصين الجنوبي وقد تجاهلت قرارا صادرا عن محكمة دولية العام 2016 ينص على أن لا أساس قانونياً لمطالباتها هذه. ووجهت الفلپين منذ العام 2020، أكثر من 400 مذكرة احتجاج دبلوماسي الى الصين على خلفية "نشاطات غير قانونية" في بحر الصين الجنوبي، وفق ما أكدت وزارة الخارجية في مانيلا. وعرفت العلاقات بين الفلپين والصين سلسلة من النزاعات البحرية في منطقة بحر الصين الجنوبي.

وتفادى الرئيس الفلپيني السابق رودريگو دوترتي إثارة غضب بكين في هذا المجال، واعتمد مقاربة حذرة في ظل رغبته بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين وجذب استثماراتها لبلاده. لكن منذ توليه الرئاسة في يونيو العام الماضي، أكد ماركوس أنه لن يسمح للصين بالتعدي على حقوق الفلپين. ويشهد عهده تقاربا مع الولايات المتحدة.[2]

مرئيات

الصين تحض الفلپين على سحب سفينة حربية من منطقة متنازع عليها، 7 أغسطس 2023.

لحظة طرد سفينة صينية لزورق فلپيني في البحر باستخدام خراطيم المياه، 8 أغسطس 2023.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ رويترز (2023-08-07). "الصين تحض الفلپين على سحب سفينة حربية من منطقة متنازع عليها". asharq.com.
  2. ^ يورونيوز (2023-08-07). "الصين تطالب الفلپين بسحب سفينة متوقفة في المياه المتنازع عليها". arabic.euronews.com.