أخبار:الجزائر تسحب سفيرها من فرنسا لدعمها سيادة المغرب على الصحراء الغربية
في 30 يوليو 2024، أعلن الديوان الملكي المغربي أن فرنسا أعترفت بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية. وقال الديوان بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ العاهل المغربي محمد السادس أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط هو "الأساس الوحيد للتوصل الى حل سياسي بشأن قضية الصحراء الغربية". وأضافت أن الرئيس الفرنسي وجّه الى محمد السادس رسالة في الذكرى الخامسة والعشرين لتوليه العرش، قال فيها أنه "بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية. وإن دعمنا لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت"، معتبراً أن هذا المخطط "يشكل، من الآن فصاعداً، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".[1] وأضاف الديوان أن ماكرون شدد في رسالته على أنه "حان الوقت للمضي قدماً. وأشجع، إذن، جميع الأطراف على الاجتماع من أجل تسوية سياسية، التي هي في المتناول".[2]
ردود الفعل
وبعد ساعات من إعلان اعتراف فرنسا بالسيادية المغربية على الصحراء الغربية، أعلنت الجزائر سحب سفيرها لدى فرنسا، بأثر فوري، بدعوى إقدام الحكومة الفرنسية على الاعتراف بالمخطط المغربي للحكم الذاتي، كأساس وحيد لحل نزاع الصحراء الغربية، بحسب الخارجية الجزائري. وقال بيان الخارجية أن الحكومة الفرنسية أقدمت على "إعلان تأييدها القطعي والصريح للواقع الاستعماري المفروض فرضا في إقليم الصحراء الغربية. وإن هذه الخطوة التي لم تقدم عليها أي حكومة فرنسية سابقة تمت من قبل الحكومة الحالية باستخفاف واستهتار كبيرين دون أي تقييم متبصر للعواقب التي تنجر عنها".
واعتبر البيان أن فرنسا باعترافها الأخير "تنتهك الشرعية الدولية وتتنكر لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتناقض كل الجهود الحثيثة والدؤوبة التي تبذلها الأمم المتحدة بهدف استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، فضلا عن كونها تتنصل من المسؤوليات الخاصة التي تترتب عن عضويتها الدائمة بمجلس الأمن الأممي". وعليه، بحسب ما أورد البيان، فقد "قررت الحكومة الجزائرية سحب سفيرها لدى الجمهورية الفرنسية بأثر فوري، على أن يتولى مسؤولية التمثيل الدبلوماسي الجزائري في فرنسا من الآن فصاعدا قائم بالأعمال".[3]
من ناحيته استنكر المسؤول الكبير في جبهة البوليساريو محمد سيداتي، دعم فرنسا لـ "احتلال" الصحراء الغربية، بعد إعلانها دعم مخطط الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط بشأن هذه المنطقة المتنازع عليها. واعتبر وزير خارجية "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" المعلنة من طرف واحد في بيان أن "الحكومة الفرنسية لم تعد تخفي موقفها" بإعلانها رسميا "دعم" هذا المخطط.[4]
نزاع الصحراء الغربية
- صفحة مفصلة: نزاع الصحراء الغربية
سيطر المغرب على معظم أراضي الصحراء الغربية في 1975 بعد رحيل الاحتلال الإسباني. ونشبت إثر ذلك حرب عصابات مع جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، والتي تمثل جزء من سكان الإقليم وتعتبر أن السيادة على المنطقة من حقهم. حتى توسطت الأمم المتحدة في وقف لإطلاق النار في 1991 وأرسلت بعثة للمساعدة في تنظيم استفتاء على مستقبل الإقليم لكن الأطراف المعنية وصلت إلى طريق مسدود منذ ذلك الحين بسبب الخلافات حول الكتلة الناخبة.