أخبار:اعتصام متفوقات سوهاج والفيوم لاختفاء المدرسين والإدارة
- اعتصام طالبات مدارس المتفوقين في سوهاج والفيوم لاختفاء المدرسين والإدارة.
في 1 نوفمبر 2021 بدأت طالبات مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا في سوهاج (86 طالبة)، اعتصامًا داخل المدرسة، احتجاجًا على نقص المدرسين، وسوء وضع السكن الداخلي للطالبات، وعدم وجود إدارة، وبالتالي عدم بدء الدراسة في المدرسة، رغم مرور ما يقرب من شهر على بداية الدراسة، بحسب ما قالته إحدى الطالبات المعتصمات. وهي مشكلات تكررت في عدة مدارس أخرى بمحافظات مختلفة مثل الفيوم والمنيا.
مدارس المتفوقين هي مدارس داخلية متخصصة، للمرحلة الثانوية، للطلبة المتفوقين، وعددها 19 مدرسة على مستوى الجمهورية. وهي مدارس علمية متقدمة توفر للطلاب المتفوقين إمكانيات متقدمة في التعليم والبحث العلمي، ولها شروط خاصة للتقديم، ويتم اختيار عدد محدود من الطلبة كل عام. تم تأسيسها بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في 2011.
ياسمين، إحدى الطالبات المعتصمات في مدرسة سوهاج، قالت إن «السنة اللي فاتت درسنا في مدرسة المتفوقين بتاعة بني سويف، السنة دي أول سنة هنا، المدرسة في سوهاج قبل تحويلها إلى «المتفوقين»] كانت مدرسة تجريبي وفشلت. والسكن عبارة عن فصول، عملوها أوض وقسموها نصين وحطوا سراير ودواليب حديد، مفيش غير حمامين، كل واحد متقسم ستة لـ86 طالبة، المباني منهارة، مفيش مدرسين، معندناش إدارة ولا شؤون طلبة، ولا حد ياخد الغياب».
في الأيام الماضية، تحدثت الطالبات المعتصمات مع مسؤولين بالوزارة، وتقدمن بشكاوى سابقًا، دون جدوى، بحسب ياسمين، التي أوضحت أنه بسبب عدم وجود أحد في المدرسة، اضطر عدد من طالبات الصف الثاني منتصف سبتمبر الماضي أن يقوموا بتوجيه طلبة الصف الأول في المدرسة، لتعريفهن بنظام المدرسة، ومع بداية الدراسة في التاسع من أكتوبر الماضي، فوجئت الطالبات بوجود ثلاثة مدرسين فقط، اثنان منهم تركا المدرسة بعد أسبوع، فقررت الطالبات عدم النزول للطابور في اليوم التالي، فوعدهن رئيس مجلس الأمناء في المدرسة أن يتواجد المدرسون بعد أسبوعين، وبعد مرور الأسبوعين، مد المهلة أسبوعين آخرين، وأخبرهن، أن المدرسين وقعوا عقود العمل وسيبدأون، وحين لم يحدث ذلك، دخلت الطالبات في اعتصام.
مشكلات مدرسة المتفوقين بسوهاج متكررة في نظيراتها بمحافظتي المنيا، بحسب ياسمين، والفيوم بحسب أحد طلاب المدرسة هناك، طلب عدم ذكر اسمه، حيث أوضح، أن لديهم مدرسين منتدبين فقط منذ بداية العام الدراسي، يحضرون للمدرسة بشكل غير منتظم، ويقومون بتدريس حصة أو حصتين فقط في الأسبوع، مضيفًا أن أغلب المدرسين الموجودين أخصائيون اجتماعيون ومدرسو كمبيوتر.
وبحسب طالب الفيوم، نظم عدد من الطلاب بمدرسة الفيوم وقفة احتجاجية في فناء المدرسة، رفعوا خلالها لافتات طالبوا فيها بإحضار مدرسين، ويشكون سوء الإدارة، إلا أن الإدارة خوفتهم، على حد تعبيره، وطلبت منهم الصعود للفصول.
وأضاف طالب الفيوم، أن مدرسته (بنين) بها 106 طلاب، جميعهم يقيمون في دور واحد في أحد المباني في المدرسة، «12 طالب في الأوضة، مفيش انترنت في المدرسة، ومفيش معامل، والأمن والمشرفين بيتعاملوا معانا كأننا في الجيش، مفيش نزول من دور السكن بعد الساعة 9، وبينيمونا بالعافية الساعة 12 حتى لو عندنا مذاكرة».
وقالت ياسمين إن أحد المدرسين طالب الطالبات المعتصمات إنهاء الاعتصام والذهاب إلى الفصول، حتى لا يتطور الأمر ويصل إلى «أمن الدولة»، قاصدا الأمن الوطني، «عايزين يسكتونا، وبيهددونا يجيبولنا الأمن، قالولنا لو عايزين تعتصموا استأذنوا أمن الدولة»، تضيف الطالبة.
وأضافت ياسمين: «المدارس دي كانت منحة أمريكية بناء على معايير ومقاييس معينة، مش موجودة دلوقتي، من ساعة ما اتحولت إداريا لوزارة التربية والتعليم في 2015» على حد قولها، وأوضح طالب الفيوم أن آلاف الطلبة يتقدمون كل عام لهذه المدارس، وهذا العام تم اختيار فقط ألف طالب ومثلهم من الطالبات، مضيفًا «احنا قدمنا عالمدارس دي عشان نظام التعليم مختلف، وقايمة على البحث العلمي، بس دخلنا مالقيناش حاجة».
وبحسب طالب الفيوم، شكا أولياء الأمور منذ الأسبوع الأول من سوء الوضع في المدرسة. إثر ذلك، زار أحد المسؤولين من وحدة إدارة مدارس المتفوقين بالوزارة المدرسة ورفع مذكرة، لكن شيئًا لم يتغير، ثم زار محافظ الفيوم المدرسة قبل أسبوعين، فقامت المدرسة بإرسال طلاب الصف الثاني في رحلة ميدانية لمحطة تحلية المياه، حتى لا يشكون للمحافظ.
مشكلات نقص المدرسين منذ بداية العام الدراسي، هي مشكلة قائمة في كل المدارس، بحسب نقيب المعلمين المستقلة، حسن جبر: «في كل المدارس فيه نقص في المدرسين، عشان كدة الوزير فتح باب التطوع. وقال الحصة بعشرين جنيه للمتطوع، وبعدين قال مجاني، فمحدش قدم، اللي قدموا مايكملوش. فيه مدارس مافيهاش مدرسين خالص في ابتدائي وإعدادي وثانوي».
يضيف جبر أنه بسبب كثافة الفصول، وتقسيم الدراسة في المدارس لفترتين أو ثلاثة، حدث العجز في المدرسين، والنتيجة هي تسكين المدرسين في الحصص الفارغة على الورق فقط. يوضح «المدرس اللي واخد كل حصصه، هيجيب طاقة منين لحصص إضافية؟ عاملين الحصة الإضافية بعشرة جنيه. المدرس الواحد بيدي ما بين 18 إلى 24 حصة في الأسبوع».
هناك عجز 250 ألف مدرس في قطاع التعليم، بحسب جبر، مضيفًا أن العجز دفع عدد من المدارس إلى تسهيل غياب الطلاب، مشيرًا إلى عدم تسلم الطلبة الكتب حتى الآن، وبالتالي حتى مع وجود مدرسين، لا يوجد دراسة.
سُأل المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، عن الوضع في سوهاج، لكنه لم تكن لديه فكرة، فأخبرناه باعتصام الطالبات وشكواهن من نقص المدرسين، فعلق بأن مشكلة العجز قائمة في جميع المدارس، وأنها في طريقها للحل، طالبًا منا التواصل مع نائب الوزير ورئيس قطاع التعليم العام بالوزارة، رضا حجازي، للوقوف على تفاصيل المشكلة، لكن حجازي لم يرد على أسئلتنا حتى لحظة نشر النشرة.[1]