أحمد أبو مراحيل
أحمد أبو مراحيل - قائد حركة العصابات في قوات العاصفة - قطاع غزة - المنطقة الوسطى |
---|
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تعريف
أحمد علي أبو مراحيل واسمه الحركي (صقر الدين أحمد) فدائي ومناضل فلسطيني ولد في بئر السبع عام 1947، هُجّر مع عائلته في عام النكبة إلى قطاع غزة حيث عاش وترعرع في أزقة مخيم النصيرات. كان من أوائل المنتسبين الى معسكرات الثورة الفلسطينية في القطاع. قاد حركة العصابات ضمن صفوف قوات العاصفة في غزة بعد إعلان الكفاح المسلح في ستينيات القرن الماضي، ونفذ عدة عمليات ضد جيش الاحتلال، قبل أن يفرّ مطارداً عام 1969 عبر صحراء سيناء لينضم إلى معسكرات حركة فتح في الأردن. شارك في عمليات عسكرية نوعية استهدفت العمق الإسرائيلي انطلاقاً من الأراضي الأردنية. في أحداث أيلول الأسود عام 1970 اعتقل ضمن مجموعة من الفدائيين وأودع في سجن الجفر قبل أن يطلق سراحه بعد وساطة الرئيس السوداني جعفر النميري. في عام 1973 غادر إلى لبنان والتحق بمعسكرات الثورة في منطقة العرقوب، وشارك في معارك الدفاع عن استقلالية القرار الوطني الفلسطيني. بعد أن خضع لعدة دورات عسكرية في العراق ومصر والأردن، أصبح مدرباً للأشبال والزهرات في معسكرات حركة فتح في شمال لبنان ومن ثم قائداً للقوات المحمولة في المنطقة. في عام 1983 غادر مع القوات الفلسطينية على متن السفينة التي أقلت ياسر عرفات إلى اليمن، وهناك قاد حركة تمرد بعد أن وجد الفدائيون أنفسهم خارج المعادلة التي كان يجري الترتيب لها آنذاك ضمن تسوية سياسىية أسفرت فيما بعد عن توقيع اتفاقية أوسلو، وهي الاتفاقية التي عاد بموجبها إلى الجزء المتاح من الوطن عام 1996، ليصطدم بواقع مرير ويكون شاهداً على تحول منظمة التحرير الفلسطينية بعد عقود من الكفاح، من حركة تحرر وطني إلى سلطة بلا سيادة دون وطن ودولة[1].
سيرته النضالية في كتاب
"عائد إلى المخيم[2]" كتاب للصحفي الفلسطيني علي أبو مريحيل[3] يرصد التحولات التي مرت بها حركة التحرر الفلسطينية منذ نشأتها في ستينيات القرن الماضي، حتى إسقاطها خيار الكفاح ودخولها في تسوية سياسية، وذلك بأسلوب روائي يمزج بين المذكرات الشخصية وتسلسل الأحداث التاريخية. ينطلق المؤلف في سرديته الذاتية من تجربة والده النضالية الذي غادر فلسطين مطارداً من قبل الاحتلال عام 1969، وعاد بعد نحو ثلاثة عقود بموجب اتفاق أوسلو. تبدأ فصول الكتاب برحلة المسير الشاقة في صحراء سيناء، ومن ثم تتوالى المجريات بدءاً بأحداث أيلول الأسود في الأردن، مروراً بالحرب الأهلية اللبنانية وخروج القوات الفلسطينية من بيروت، وصولاً إلى توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل وتأسيس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. يبرز المؤلف خلال هذه الفترات المتعاقبة تفاصيل دقيقة عن كل محطة ومرحلة، تشعر معها بأنه عاصر تلك الأحداث لحظة بلحظة، بل أكثر من ذلك، يوغل في الماضي البعيد ويستحضر أحداثاً ساهمت في تشكيل الوعي الثوري عند بطل الرواية حين كان طفلاً. في فصول لاحقة تدور أحداثها في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، يسجل الكاتب ملاحظاته وانطباعاته الخاصة عن معنى اللجوء والكينونة الفلسطينية، ويسهب في تصوير أوضاع اللاجئين، وينقل صوراً ومشاهد دقيقة من أزقة وحارات المخيم. كما يجري مقاربة بين الصورة الرومانسية للوطن في مخيلة اللاجئ الحالم، والواقع الذي اصطدم به حين عاد إلى قطاع غزة بموجب اتفاق أوسلو، حيث سيشهد هناك بداية تأسيس السلطة الوطنية والحكم الذاتي المحلي، وسيرصد التحولات التي طرأت على المجتمع الفلسطيني في ظل واقع جديد يتناقض تماماً مع الصورة التي نحتها في قلبه وعلقها على جدران المخيم. يمكن تصنيف الكتاب ضمن الأعمال الروائية التي تناولت التجربة الوجودية للشتات الفلسطيني، لكن ما يعطي قيمة إضافية لهذه الرواية، الجمع بين ذاكرة جيلين فلسطينيين: جيل حمل البندقية وآمن بها، وآخر كان شاهداً على انحراف مسار الكفاح، قبل التورط في تسوية سياسية تهاوت فيها الحقوق، وتبخرت معها أحلام اللاجئين بالعودة!
مقتطفات من الرواية
"أن تولد لاجئاً في مخيم يعني أن ترث وتحمل قضية بالفطرة. تحضر فلسطين دون استئذان في قماط الولادة المغزول بألوان العلم الوطني. في اسم المولود: كفاح، نضال، تحرير، صمود. في سلسال يناغي الرضيع بين حلمتين. في كوفية توشّح ابتسامته الأولى. في صورة شهيد أو أسير تتوسط صدر البيت. في شعارات تثمل الجدران بالشوق والحنين، وفي تراتيل تصدح كل صباح بأهازيج الثورة وتبشر بنصر مبين[4]".
"وصلنا فجراً إلى معبر رفح الحدودي. ينتظرنا عمي في الخارج، تفصلنا عنه بضعة أمتار، بل بوابة واحدة. لكن، علينا أولاً استكمال إجراءات الدخول. يبدو الموظف غريباً، شعره أشقر وعيناه زرقاوتان، غير أنه يتحدث العربية بطلاقة. من هؤلاء يا أبي؟ التزموا الصمت، هذا موظف إسرائيلي! كيف ذلك؟ وماذا يفعل هنا؟ ولماذا لم يقتله أحد؟ أسئلة بريئة من جيل لم يطالع بنود أوسلو. لم نعتد كلاجئين أن نرى إسرائيلياً لا يجري خلفه الأطفال بالحجارة".
"أيها المخيم، هل أسأنا الظن بك؟ هل كنت وطناً في حدود خيمة، أم خيمة بملامح وطن! هل كنا قساة معك حين لم نلتفت لوداعك ونحن نهم بالرحيل، هل نسينا شيئاً خلفنا؟ تلك الخرابيش على جدرانك، نبض الأطفال وهم يلعبون في حاراتك، تهافت القلوب حول برتقال الجليل، صلاة الغائب على شهداء قضوا في بئر السبع، رائحة الأحذية البالية المنبعثة من دكان أبو مصطفى، صوت أم حسن وهي تحمل البشرى، صراخ الخباز على صبية يعبثون بأرغفة العجين، كرامات الحاج حسين وهو يشد وثاق الكفن .. من قال إني بلا وطن!"
مصادر
- ^ https://fatehmedia.eu/?p=249216
- ^ https://ktabpdf.com/watch/%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%84-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D9%8A%D9%85-pdf
- ^ https://www.facebook.com/ALIABOMREHIL
- ^ https://www.raialyoum.com/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF-%D8%AD%D9%86%D8%B8%D9%84%D8%A9-%D9%8A%D8%B1%D9%85%D9%8A-%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88/