أبو بكر تامادو
أبو بكر تامادو (و. 1972)، هو محامي ووزير العدل الگامبي، وعضو سابق في المحكمة الجنائية الدولية لرواندا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرته
وُلد تامبادو عام 1972، وكان والده رجل أعمال، ودرس القانون في بريطانيا، وعاد إلى گامبيا نهاية التسعينيات ليعمل محامياً.
ويقول تامبادو: «لقد علَّمتنا 22 عاماً من الديكتاتورية الوحشية كيف نستخدم صوتنا للدفاع عن الحق، فنحن ندرك جيداً مدى صعوبة ألا تكون قادراً على توصيل صوتك للعالم، أو أن تكون غير قادر على أن تطلب المساعدة».
إبادة الروهنگيا
{رئيسي|إبادة الروهنگيا}} في مايو 2018، كان يُفترض أن يحضر وزير خارجية گامبيا الاجتماع السنوي لمنظمة التعاون الإسلامي في بنگلاديش، لكنه اعتذر باللحظات الأخيرة وأرسل بدلاً منه وزير العدل أبوبكر تامبادو، الذي يشغل أيضاً منصب النائب العام في گامبيا منذ 7 فبراير 2017. وفي أثناء حضوره اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي على رأس وفد بلاده، استمع تامبادو إلى قصص حول مأساة الروهنگيا في ميانمار المجاورة لبنگلاديش، وذلك ضمن مناقشة مشكلة اللاجئين، وزار مع وفد من المنظمة معسكر كوكس بازار للاجئين من الروهنگيا، حيث هرب نحو مليون شخص من الجرائم التي يرتكبها جيش ميانمار بحقهم. في المعسكر استمع تامبادو لعشرات القصص التي أعادت إليه ذكريات مؤلمة، حيث استمع لقصص مشابهة وقعت أحداثها الأليمة قبل أكثر من ربع قرن، لكن ليس في بنگلاديش ولا ميانمار ولا حتى قارة آسيا.[1]
أبو بكر تامبادو، الشهير في گامبيا ببا تامبادو، كان يعمل محامياً وانضم إلى المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في رواندا والتي وقعت أحداثها عام 1994، بين قبيلتي الهوتو والتوتسي، وهزت العالم وقتها.
عمِل تامبادو مساعداً للمدعي العام بالقضية في الفترة من 2012 وحتى 2016، قبل أن يتولى منصبه الحالي وزيراً للعدل ونائباً عاماً. وخلال تلك الفترة استمع إلى مئات الشهادات من الناجين من المذابح في رواندا، لذلك عندما استمع إلى شهادات الفارين من جحيم ميانمار من الروهنگيا، أدرك أنه أمام جرائم إبادة جماعية دون شك. وهذا ما عبر عنه تامبادو في مقابلة تلفزيونية بعد عودته إلى العاصمة الگامبية بانگول عقب انتهاء اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي في بنگلاديش: "لقد رأيت الإبادة الجماعية واضحة دون شك، من خلال تلك القصص التي استمعت إليها"، فتلك القصص شملت -حسب الفارين- حرقاً للأطفال وهم أحياء واغتصاباً للنساء وقتلاً للرجال.
في ذلك الوقت كانت حكومة ميانمار وزعيمتها أون سان سو تشي، الحاصلة على جائزة نوبل والتي حظيت يوماً باحترام العالم، لكونها كانت ضحية للاغتصاب والتعذيب على أيدي العسكر، ينفون ارتكاب أي جرائم، ويبررون ما يقوم به الجيش هناك بأنه استهداف لعناصر مسلحة تطالب بانفصال الإقليم.
لكن تامبادو -الذي كان واثقاً بأن ما سمعه من الفارين من ميانمار بذلك المعسكر للاجئين في بنگلاديش لا يمكن أن يكون من وحي الخيال- قدَّم مشروع قرار إلى منظمة التعاون الإسلامي، يطالب بإنشاء لجنة تابعة للمنظمة؛ لفحص الادعاءات المتعلقة بالجرائم المرتكبة بحق الروهنگيا.
استعانت تلك اللجنة بشهادات اللاجئين في بنگلاديش وبتقارير الأمم المتحدة حول جرائم جيش ميانمار بحق الروهنگيا، وهذا العام أقنع منظمة التعاون الإسلامي بدعم گامبيا لتتقدم بشكوى رسمية إلى محكمة العدل الدولية ضد ميانمار، وهو ما وضع الدولة الأفريقية الصغيرة تحت الأضواء عالمياً؛ لتصدِّيها لإنقاذ الأقلية المسلمة التي تعرضت -ولا تزال- لواحدة من أكثر الجرائم الإنسانية مأساوية في العقدين الأخيرين.
وأمام محكمة العدل الدولية، الثلاثاء 10 ديسمبر، افتتح تامبادو كلمته بعبارة: «كل ما يتطلبه انتصار الشر هو أن يقف الخير مكتوف الأيدي لا يفعل شيئاً»، مضيفاً أنه يتعين على قضاة محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة التحرك لوقف الإبادة الجماعية الجارية لأقلية مسلمي الروهنگيا في ميانمار.
"إن كل ما تطلبه گامبيا هو أن تقولوا لميانمار أن تكفَّ عن أعمال القتل الغاشمة تلك، أن توقف هذه الأفعال الهمجية والوحشية التي أفزعت -وما زالت تفزع- ضميرنا الجماعي، أن توقف هذه الإبادة الجماعية لمواطنيها".
وانتهت الخميس 12 ديسمبر 2019، جلسات محكمة العدل الدولية، وشهدت الجلسة الختامية أون سان سو تشي، زعيمة ميانمار، اتهامات الإبادة الجماعية، في حين تهيمن على ثلاثة من الضحايا من الروهنگيا، يجلسون وراء الزعيمة الفائزة بجائزة نوبل للسلام، حالة من الغضب وعدم تصديق ما يسمعونه.
اللافت هنا أن گامبيا ولمدة أكثر من عشرين عاماً، كانت تحت حكم الديكتاتور يحيى جامو، الذي اعتقل وعذَّب كل من تجرأ على انتقاده، ولا تزال جرائمه التي تشمل ادعاءات بالاغتصاب أيضاً تطارده، بحسب لجنة كشف الحقائق، التي لا تزال تواصل عملها حتى اليوم.
لكن في عام 2016 وبصورة غير متوقعة، خسر جامو الانتخابات الرئاسية وهرب إلى خارج البلاد، ليتولى زعيم المعارضة، أداما بارو، رئاسة البلاد ويعِد باستعادة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وتولى تامبادو حقيبة العدل بجانب منصب النائب العام في البلاد، ولولا تلك التطورات الدرامية ربما لم تكن مأساة الروهنگيا ستصل إلى محكمة العدل الدولية.
المصادر
- ^ "لماذا تحركت غامبيا ضد ميانمار لإنقاذ مسلمي الروهنگيا؟ فتِّش عن «الصدفة» و «مذابح رواندا»". عربي پوست. 2020-12-16. Retrieved 2020-01-25.