آل أفراسياب

خريطة البصرة عام 1775.

آل أفراسياب، هي أسرة تاريخية نشأت في البصرة، أثناء الحكم العثماني للعراق، ومؤسسة إمارة آل أفراسياب (1596-1668).[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

بعد اضطراب الأمن في البصرة، ومحاصرة الوالي العثماني في مقر الحكم في السراي الحكومي من قبل العشائر الثائرة، اضطر الوالي العثماني علي باشا إلى القيام بعمل غريب، وهو بيع منصب الوالي إلى شخص يسمى أفراسياب بثمانية أكياس رومية (الكيس الواحد يساوي ثلاثة آلاف ليرة محمدية)، على أن لا يقطع الخطبة باسم السلطان، وكان أفراسياب كاتباً للجند العثماني في البصرة، وقد تزوج من امرأة عربية من منطقة الدير في شمال البصرة[2].

اختلفت الأقوال في تبيان أصل أفراسياب، فالبعض عده تركياً من أصل سلجوقي، وكانت أمه من أهالي الدير؛ لذا لقب بأفراسياب الديري، ويتفق هذا مع ما أورده الكعبي فقد نسبه إلى آل سلجوق وإن أهل الدير أخواله.[3] والبعض عده عربياً من بغداد، ومهما يكن من أمر فإن الرجل ارتبط بالمنطقة وسكانها، وأنه لم يتخذ لنفسه لقباً عثمانياً، بل اتخذ لنفسه لقباً عربياً هو أمير البصرة وكذلك فعل أبناؤه[4]. أما صاحب كتاب مرآة الكائنات فقد أورد أنه أفراسياب بن ترك بن نورين بن فرديون.

وحسب ما أورده عباس العزاوي في موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين، المجلد الرابع، يقال أن أفراسياب كان كاتباً للجند المحافظ في البصرة. وإن الأهلين قاطعوا واليهم، وأضربوا عن الاختلاط به أو الرجع إليه، وبسبب ذلك قلت مداخله وعجز عن القيام بأرزاق الجند وأقواتهم فلم ير بداً أن يبيع البلدة من أفراسياب بثمانية أكياس رومية وكان الكيس ثلاثة آلاف محمدية على أن لا يقطع اسم السلطان من الخطبة فرضي بذلك أفراسياب واشترى البصرة وذهب حاكمها إلى أسطنبول سنة 1005 هـ.

ومن العبث في حال كهذه أن نلتمس لهذا المتغلب أصلاً بعد معرفة الطريقة التي توصل بها أو أن نركن إلى الأقوال في ذلك فهو عصامي حصل على الحكومة وصارت تدعى باسمه (الفراسيابية) أو (السيبية)، وتنسب إليه بعض العمارات مثل (السيب) ولم نعرف عن حاله السابق أكثر من أنه ديري نسبة إلى نهر الدير من أنهار البصرة في شماليها، فاستخدم كاتباً للجند إلا أن صنائعه لم يكتفوا بذلك وإنما استنطقوه، أو أخذوا إشارة من بعض أخلافه فبنوا عليها وقالوا إنه من آل سلجوق. والمتزلفون كثيرون في كل حين. ونسبه إلى آل سلجوق عبد علي الحويزي في كتابه قطر الغمام، فهو بصري وعندي أنه لما كان بصرياً فالافختار به أولى من إلصاقه بآخرين من الأجانب. وقال الحويزي إن نسبته إلى الدير باعتبار أن أخواله من هناك.

والمطلوب بيان أعماله، وما قامت به أسرته من الحضارة أو التخريبات ولا يهمنا ما يتوسل به رجال هذه الأسرة أو المتزلفون لهم من الانتساب إلى أكبر أسرة، أو أعز قوم، أو أشرف قبيلة في حين أن المؤسس إنما قام بمقدرة ذاتية، ومواهب نفسية. ولم يكن المعول عليه النسب في أصل تسلمهم المكانة الرفيعة.

والمعروف عن هذا المؤسس أنه راعى رغبة الأهلين في الأمور النافعة ونشر العدل والعلم فقوي سلطانه وزادت شوكته فحبب نفسه من الأهلين، وفتح القبان. وكان يحكمه رجل يقال له بكتاش أغا فانتزعه منه وقضى على نفوذ حاكم الدورق وهو بدر ابن السيد مبارك وحاكم الحويزة السيد مبارك اللذين صار لهما شأن استافدة من ضعف حاكم البصرة. فلما تمكن أفراسياب من إعطاء الجوائز إلى السيد مبارك وهي رسوم كان يأخذها وكذا رده عما كان يأخذه من شط العرب من القسم الشرقي منه. واستمرت حكومته لمدة سبع سنوات ثم خلفه ابنه علي باشا ولم يعثر على تفاصيل كافية عن أيامه وعلى كل تصادف زمن تأسيس حكومة وتنظيم إدارة فلا يؤمل منها أكثر مما عرف عن والده.

ويعتقد أنه في سنة 1603 توفي أفراسياب، مؤسس الإمارة الأفراسيابية في البصرة وكما تبين فقد كان همه مصروفاً إلى تثبيت الملك وتقوية دعائم الاستقلال في البصرة. أما خلفه ابنه علي باشا فقد وجد البناء ثابت الأساس فحول وجهه نحو العلوم والآداب فنالت في أيامه نشاطاً.


إمارة آل أفراسياب

نجحت سياسة أسرة آل أفراسياب في تثبيت وجودها كأسرة حاكمة في البصرة مدة اثنين وسبعين عاماُ في ظل حكمها لإمارة آل أفراسياب (1596-1668)، وامتدت سيطرتها على مناطق الولاية، وعلى الأخص الجزائر، التي عجز العثمانيون من فرض سيطرتهم عليها[5]. ويمكن تفسير سبب نجاح هذه الأسرة واستمرار حكمها لهذه المدة إلى سياستها الحكيمة، وتنشيطها الحركة التجارية، واستثمار الأراضي الزراعية، وتمكّنها من صد الاعتداءات الخارجية، فضلاً عن ذلك فقد وفَق آل أفراسياب بين المذاهب الاسلامية، فلم يتحيزوا لمذهب ضد اخر. فعلى سبيل المثال كان (علي باشا) يستقبل بالترحاب شخصيات امثال المفتي (محمد بن احمد الحللي) وهو حنفي المذهب، والشيخ (طه عبد السلام)، وهو شافعي المذهب ويقبل ما يطرحونه من آراء، بل ويقبل وساطتهم في بعض الخارجين على الامارة، ويستقبل الشّيخ (عبد الله الحلّي)، من علماءالمذهب الشيعي، وقد جاءَ من العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة، ورحّبَ به كثيراً، وأصبح أحد مستشارية المقرّبين[6].

المصادر

  1. ^ "أسرة آل أفراسياب". مركز تراث البصرة. 2019-01-29. Retrieved 2020-02-28.
  2. ^ العزاوي، تاريخ العراق: 4/139.
  3. ^ موسوعة العراق بين احتلالين: 4/138، التحفة النبهانية: ص 309 وما بعدها
  4. ^ الحويزي، السيرة المرضية: ص33.
  5. ^ يحيى بن ملا خليل البصري، الشاهد الجلي، ورقة (149.)
  6. ^ العزاوي، تاريخ العراق : 5/82