الأساطير اليونانية
الأساطير اليونانية أو الأساطير الإغريقية Greek mythology، والمهتمة بآلهتهم، وشخصياتهم الأسطورية الأخرى، وطبيعة العالم، وتعتبر أساس ممارساتهم الدينية والطقوسية. كانت الميثولوجيا جزءاً من الدين في اليونان القديمة، وجزء من الدين في اليونان المعاصرة، كما أصبح يمارسها اليوم بعض الأشخاص خارج اليونان. يهتم العلماء المعاصرون بدراسة هذه الأساطير لفهم الحياة الدينية والسياسية في اليونان القديمة إضافة إلى معرفة نشأة هذه الأساطير بحد ذاتها.[1]
تتجسد الميثولوجيا اليونانية في مجموعة كبيرة من الروايات، وفي الفنون اليونانية المتنوعة، مثل الرسم على الفخار. تحاول هذه الأساطير معرفة نشأة العالم، وتتبع حياة الآلهة والأبطال والمخلوقات الخرافية. انتشرت هذه الميثولوجيا في البداية عن طريق تاريخ شفهي والشعر، ويمكن أن نجدها اليوم في الأدب اليوناني.
تعتبر ملاحم هوميروس من أقدم ما وجد من الشعر اليوناني، المتمثلة في الإلياذة والأوديسة، والتي تركز على حصار طروادة. تضم القصيدتين التيين ألفهما هسيود، ثيوجوني والأعمال والأيام تفاصيل خلق العالم، وتعاقب حكام العالم من الآلهة، وتعاقب العصور البشرية، ونشأة ممارسات الأضحية. كما تضم ترانيم هوميروس بعض الاساطير، وكتب بعض الفنانون التراجيديون في العصر الخامس قبل الميلاد قصص آلهتهم المعبودة. كما يوجد آثار من الميثولوجيا في كتابات بعض العلماء والشعراء من الحضارة الهلنستية وآخرون من الإمبراطورية الرومانية.
وفرت الاكتشافات الأثرية مصدراً أساسياً لتفاصيل الأساطير اليونانية، حيث احتلت الآلهة والأبطال مكاناً بارزاً في زخرفة القطع الأثرية. كما يمكن أن نجد على الفخار الذي يعود عمره إلى القرن الثامن قبل الميلاد، رسوماً هندسية تمثل حصار طروادة ومغامرات هيراكليس. غذت ملاحم هوميروس وغيرها من القصص الميثولوجية الأخرى الأدب في مراحل اليونان القديمة والكلاسيكية والهلنستية.[2]
أثرت الأساطير اليونانية تأثيراً كبيراً على ثقافة وفنون وآداب الحضارة الغربية، وتبقى جزءاً من التراث الغربي.[3] ما زال الكثير من الشعراء والفنانين يستلهمون من الأساطير اليونانية.
توفر الدلائل الأثرية مصدراً أساسياً لوصول لتفاصيل الأساطير الإغريقية، حيث يظهر الآلهة والأبطال الإغريق بشكل بارز في زخرفة الكثير من القطع الفنية. تصور التصميمات الهندسية على الفخار في القرن الثامن ق.م. مشاهد من حرب طراودة فضلاً عن مغامرات هرقل. في الفترات العتيقة، الكلاسيكية، والهيلينية، تظهر المشاهد الهومرية والأسطورية الأخرى، مكملة للدلائل الأدبية القائمة.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التسمية
تعني كلمة ميثولوجيا أساساً أي قصة مقدسة أو تراثية، سواء كانت صحيحة أم خاطئة.[4][5] القسم -لوجيا يأتي من الجذر اليوناني -λογία،[6][7] ومعناها حقل دراسة حول مسألة ما.[7] فالمصطلح "ميثولوجيا إغريقية" معناه دراسة الأساطير والقصص التراثية اليونانية، التي تشكل جزءاً من ثقافة وحضارة اليونان القديمة.[8] يقول البروفسور والكاتب البرتغالي كارلوس سيا:"للمصطلح معنيان، أولهما مجموعة الأساطير والكتابات الميثولوجية المتعلقة بكائنات فوق الطبيعة، والبشر الكاملين، وثانيهما، دراسة وتفسير هذه الأساطير."[9]
يعتبر المصطلح حديث، نظراً لاعتبار الإغريق والرومان معتقداتهم "دين"، وليس كأساطير، وهي الحال نفسها مع الوثنيين الهلنستيين الجدد.
المصادر
المصدر الرئيسي للميثولوجيا الإغريقية هو الأدب اليوناني، ومصدر الرسومات هو الفخار اليوناني.[10]
المصادر الأدبية
لعبت الروايات الأسطورية دوراً مهماً في كل نوع تقريباً من الأدب اليوناني. لكن الدليل الوحيد الشامل لأساطير الإغريق الذي نجا من اليونان القديمة هو المكتبة للكاتب أبولدورو الزائف. يحاول هذا العمل التوفيق بين أعمال الشعراء المتناقضة ويوفر ملخصاً للميثولوجيا الإغريقية وأساطير أبطالها.[11] عاش أبولدورو الحقيقي في فترة 180-120 ق.م وكتب عن الكثير من هذه الأعمال. وفرت كتاباته أساس هذه المجموعة، لكن الأحداث التي ذكرتها "المكتبة" تقع بعد مماته، ومن هنا جاءت تسمية أبولدورو الزائف.
تعد أعمال هوميروس، الإلياذة والأوديسة، من أقدم المصادر الأدبية. أتم بعض الشعراء الآخرين "الدورة الملحمية"، لكن ضاعت معظم هذه القصائد بشكل كامل. على الرغم من التسمية "ترانيم هوميروس"، إلا أن هذه الترانيم لا تمت بصلة لهوميروس، بل هي ترانيم من وقت سابق سمي بعصر الشعر الغنائي.[12] قدم هسيود في ملحمته ثيوجيني (أصل الآلهة) جميع ما يمكن ذكره عن أوائل القصص الميثولوجية الإغريقية، التي تتعامل مع خلق العالم، أصل الآلهة والتيتانيون والعمالقة، إضافة إلى سلاسل نسب الآلهة والحكايا الشعبية. تضم قصيدة هسيود الأعمال والأيام أساطير بروميثيوس، باندورا والعصور الأربعة. تعطي القصيدة نصائح عن كيفية النجاة في عالم خطر، الذي أصبح أكثر خطورة بسبب الآلهة.[2]
كثيراً ما استلهم الشعراء الغنائيون أعمالهم من الميثولوجيا. وصف الشعراء الغنائيون بيندر، باخيليدس، سيمونيدس والشعراء الرعويون ثيوكريتوس وبيون، حوادث ميثولوجية فردية.[13] كما كانت الميثولوجيا محورية في مسارح أثينا. استوحى الكتاب المسرحيون التراجيديون إسخيلوس، سوفوكليس ويوربيديس محاور قصص مسرحياتهم من ميثولوجيا عصر الأبطال وحرب طروادة. كما أخذت الكثير من القصص التراجيدية (مثل: أجاممنون وأولاده، أوديب، جاسون، ميديا، إلخ) تتكون في شكلها الكلاسيكي ضمن هذه التراجيديات. كما استخدم كاتب المسرحيات الكوميدي أريستوفان قصصاً ميثولوجية في العصافير وملهاة الضفادع.[14]
نشر المؤرخان هيرودوت وديودورس، وعالما الجغرافيا باوسانياس وسترابو، الذين جالوا اليونان ودونا القصص التي سمعوها، عدداً من الأساطير المحلية التي سمعوها، لكن غالباً ما قدموا نسخاً بديلة عنها غير معروفة.[13] بحث هيرودوت في مختلف التقاليد والعادات واستطاع أن يجد الجذور التاريخية أو الميثولوجية في الصراع بين اليونان والشرق.[15] وحاول هيرودوت بعدها أن يوفق بين أصول الميثولوجيات المختلفة والمزج بين القيم الثقافية المختلفة.
كُتب الشعر في الحضارتين الهلنستية والرومانية في بادئ الأمر بغرض الفن والأدب، إلا أنه يحوي معلومات مهمة عن ثقافة وحضارة تلك الدول، وكانت ستضيع تلك المعلومات لولا هذا الشعر. من الأمثلة على ذلك:
- الشعراء الرومانيون: أوفيد، ستاتيوس، غايوس فاليريوس فلاكوس، سنكا، ورغيليوس.
- شعراء إغريق من أواخر العصور القديمة: نونس، أنتونيوس ليبيراليس، كوينتوس سميرناوس.
- شعراء إغريق من العصر الهلنستي: أبولونيوس من رودس، كاليماخوس، إراتوستينس، بارثينيوس.
- روائيون إغريق ورومان: لوكيوس أبوليوس، بترونيوس، لوليانوس، هيليودوروس.
تعد الكتابات غير الشعرية فابولاي وأسترونوميكا لهايجينوس مصادر مهمة للميثولوجيا. ويمكن أن نعد أيضاً من المصادر المهمة، الخيالات لفيلوستراتوس الأكير وفيلوستراتوس الأصغر والأوصاف لكاليستراتوس.
أخيراً، وفر أرنوبيوس وعدد من الكتاب الإغريق البيزنطيين تفاصيل مهمة للميثولوجيا، أتوا بها من أعمال إغريقية سابقة تعتبر اليوم ضائعة. تضم لائحة الذين حافظوا على التراث الميثولوجي، معجم هيسيخيوس، السودا، وأطروحات جون تزيتيس ويوستاثيوس. يمكن أن تغلف وجهة نظر المسيحية عن الأساطير اليونانية في القول التالي: ἐν παντὶ μύθῳ καὶ τὸ Δαιδάλου μύσος ("في كل أسطورة، يوجد هناك تدنيس دايدالوس")، فكان لدايدالوس دور في إشباع شهوة باسيفاي غير الطبيعية لثور بوسيدون:"بما أن دايدالوس تلقى اللوم على هذه الأفعال الشريرة، وأصبح مكروهاً، لذلك أصبح محور هذا المثل."[16]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المصادر الأثرية
ساعد اكتشاف عالم الآثار الألماني هاينريش شليمان للحضارة الميكينية، في القرن التاسع عشر، واكتشاف عالم الآثار البريطاني السير أرثر إيفانز للحضارة المينوسية في كريت، في القرن العشرين، على الإجابة على العديد من الأسئلة المتعلقة بملاحم هوميروس، وقدمت براهين أثرية على التفاصيل الميثولوجية لقصص الآلهة والأبطال. تعد الأدلة على الميثولوجيا في المواقع الأثرية المينوسية والميكينية آثاراً تذكارية اليوم.[2]
تحوي الرسوم الهندسية على فخار القرن الثامن قبل الميلاد مشاهد من حرب طروادة، ومغامرات هرقل.[2] تعد هذه التمثيلات البصرية للميثولوجيا مهمة لسببين، أولاً، تعد هذه الفخارات أقدم من المصادر الأدبية، على سبيل المثال، فقط قصة واحدة من قصص هرقل كتبت قبل أن ترسم.[17] بالإضافة إلى أن بعض الرسوم تحوي قصصاً وأساطير غير موجودة في الأدب. في بعض الأحيان، يسبق ظهور أول تمثيل لميثولوجيا في الأدب ظهورها في الفن الهندسي بعدة قرون.[10]
دراسة الأساطير اليونانية
مذاهب أساسية | |
تعدد الآلهة · الأساطير · Hubris Orthopraxy · Reciprocity · الفضيلة | |
الطقوس | |
أمفيدروميا · ياترومانتس | |
آلهة | |
الاولمپيون الاثنى عشر: آرس · أرتميس · أفروديت · أبولو أثينا · دميتر · هيرا · هستيا هرمس · هفستس · پوسايدون · زيوس --- الآلهة الأزلية: Aether · كاوس · خرونوس · إربوس گايا · همرا · نيكس · ترتاروس · أورانوس --- الآلهة الأصغر: ديونيسس · إروس · هبه · Hecate · هليوس هراقليس · إيريس · سلنه · پان · Nike | |
نصوص | |
Argonautica · إلياذة · اوديسة Theogony · الأعمال والأيام | |
انظر أيضا: | |
انزواء الشرك الهليني Hellenic Polytheistic Reconstructionism Supreme Council of Ethnikoi Hellenes |
تطورت الأساطير اليونانية مع تقدم الحضارة اليونانية، واستخدمت لإغناء ثقافة كل عصر مرت بها اليونان.[18] كان أول من سكن شبه جزيرة البلقان شعب زراعي، استخدم الإحيائية لإعطاء روح لكل شيء في الطبيعة. في النهاية، تحولت هذه الأرواح إلى شكل بشري وأخذت مكانها في الميثولوجيا المحلية بصفتها آلهة.[19] عندما غزت قبائل الشمال شبه جزيرة البلقان، جاءوا ومعهم مجموعة آلهة جديدة، تعتمد على الغزو والقوة والضراوة والبطولة العنيفة. مُزجت آلهة العالم الزراعي سابقاً، مع ميثولوجيا الغزاة، وبعضها مات لعدم أهميته.[20]
بعد منتصف العصر القديم، بدأت أساطير العلاقات بين الآلهة الذكرية والأبطال الرجال بالظهور، مما يدل على تطور قصص اللواط، فقد عين الشعراء على الأقل إيرومينوس - مرافق جنسي مراهق - واحد لكل إله مهم عدا آريز، ولكثير من الشخصيات الميثولجية المهمة.[21] كما أعاد بعض الشعراء صياغة قصصاً ميثولوجية من وقت سابق، مثل أخيل وفطرقل، في إطار اللواط.[22] كان ناتج الشعر الملحمي خلق سلاسل من القصص، وتطوير شيء يشبه خطاً زمنياً للميثولوجيا. وهكذا تتكشف الأساطير اليونانية باعتبارها مرحلة في تطور العالم والبشر.[23] من المستحيل وضع خط زمني دقيق للميثولوجيا، بسبب التناقضات الكثيرة، لكن يمكن وضع خط تقريبي. ينقسم تاريخ العالم الميثولوجي في هذه الحالة إلى ثلاث أو أربع فترات:
- ميثولوجيا الخليقة أو عصر الآلهة: ثيوجوني، ولادة الآلهة، خلق العالم والبشر.
- العصر الذي اختلط فيه البشر والآلهة بحرية :قصص الاختلاط الأولى بين الآلهة، أنصاف الآلهة والبشر.
- عصر الأبطال : عندما أصبح النشاط الإلهي محدوداً. تعتبر ‘’حرب طروادة وما بعدها’’ آخر قصة بطولية (يعتبرها بعض الباحثين فترة رابعة منفصلة).[24]
يتوجه دارسي الأساطير اليونانية المعاصرين نحو عصر الآلهة بشكل واضح، بينما يفضل الكتاب الإغريق من العصور القديمة والكلاسيكية عصر الأبطال، حيث بنوا خطاً زمنياً وسجلوا إنجازات البشر بعد معالجة أسئلة خلق العالم. على سبيل المثال، تضائل الاهتمام بالملحمتين البطوليتين الإلياذة والأوديسة وانصب التركيز على ثيوجوني وترانيم هوميروس. تحت تأثير هوميروس، أدت عبادة الأبطال إلى إعادة هيكلة في الحياة الروحية، عبر عنها في الفصل بين عالم الآلهة وعالم الأموات (الأبطال)، بين الآلهة الكثونية والأولمبية.[25] في الأعمال والأيام، وضع هسيود مخطط عصور البشر الأربع، الذهبي والفضي والبرونزي والحديدي. تفصل هذه العصور بين خلق الآلهة، فحكم كرونوس في العصر الذهبي، وبقية العصور لخليقة زيوس. وكان عصر الأبطال بعد العصر البرونزوي مباشرة. في ميتامورفوزيس، لحق أوفيد مبدأ هسيود في العصور الأربعة.[26]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عصر الآلهة
نشأة الكون وعلم الكونيات
تحاول ميثولوجيا الخليقة فهم طبيعة الكون ونشأته وشرح أصول العالم.[27] تعد محاولة هسيود لتفسير خلق العالم في ثيوجوني، أكثر نسخة مقبولة في ذاك الوقت. يبدأ بكاوس، الفراغ والظلام الذي سبق كل الخليقة. يظهر من الفراغ غايا (الأرض)، وبعض من الكائنات الإلهية الأولية: إيروس (الحب)، تارتاروس (الجهنم) وايريبوس.[28] من دون أي مساعدة من ذكر، أنجبت غايا أورانوس، الذي قام بإخصابها. نتج عن ذلك ولادة التيتانيون، ستة ذكور وستة إناث، كويوس، كريوس، كرونوس، هايبيريون، يابيتوس، أوقيانوس، منيموسيني، فيبي، ريا، تيا، تيميس، تيتيس. بعد ولادة كرونوس، اتفق غايا وأورانوس على عدم إنجاب المزيد من التيتانيون. أنجبا بعد ذلك سايكلوب وهكاتونكاير. لكن لم يسمح أورانوس هذه الكائنات الإلهية القوية التي أنجبها بالمغادرة من داخل غايا، وظلوا كلهم مطيعين لوالدهم.[29] عدا كرونوس، الذي خصى والده بمنجل صنعه من أحشاء غايا، ورمى بقضيبه في البحر، محرراً بذلك كل إخوته العالقين في أمه. ولدت أفروديت بفضل المني الساقط من عضو أوراونوس، بينما ولد من الدم الساقط من جروحه الحورية ميليادي، الإيرينيات والعمالقة عندما ارتطم بالأرض.[29] أصبح كرونوس بعد ذلك ملك التيتانيون، وتزوج أخته ريا، وجعل بقية التيتانيون حاشية بلاطه.
اعتبر اليونانيون الإغريق قصص نشأة الكون المتعلقة بثيوجوني ذات قدرات سحرية. على سبيل المثال، كان أورفيوس الشاعر والموسيقار يغني الثيوجوني لتهدئة البحار والعواصف. كما ذكر أبولونيوس من رودس في شعره الملحمي الأرغوناوتس، غنائه للثيوجوني لتهدئة قلوب آلهة العالم السفلي المتحجرة. كما تظهر أهمية ثيوجوني في ترانيم هوميروس لهيرميز عندما اخترع هيرميز القيثارة، فكان أول ما غناه هو ولادة الآلهة.[30]
الثيوجوني ليست فقط أكبر شامل للميثولوجيا الإغريقية حفظت لأيامنا هذه، فهي أكبر دليل إلى الشعر اليوناني القديم. كانت محور العديد من القصائد الضائعة، من ضمنها تلك المنسوبة إلى أورفيوس، موسايوس، إبيمينيديس، أباريس، وغيرهم من العرافين، الذين استخدمت قصائدهم في طقوس خاصة والديانة الغامضة. هناك بعض المؤشرات على أن أفلاطون كان على دراية بنسخة من الثيوجوني الأورفية.[31] ما زالت بعض القطع من هذه الأعمال حية في استشهادات من فلاسفة أفلاطونيين، وعلى قطع من الفافير تم التنقيب عنها حديثاُ. تظهر إحدى تلك الوثائق صمود إحدى القصائد المتعلقة بالثوجوني وعلم الكون من تأليف أورفيوس حتى القرن الخامس قبل الميلاد على الأقل. تحاول القصيدة أخذ مكان ثيوجوني هسيود بإضافة فرد جديد إلى عائلة الآلهة، نيكس (الليل)، مما يجعلها بداية جديدة للخليقة قبل أورانوس، كرونوس وزيوس.[32][33]
مجمع الآلهة
عندما احتل كرونوس مكانة والده أورانوس، أصبح أسوأ من أبوه. أنجب من أخته ريا أوائل الآلهة الأولمبية (هيستيا، ديميتر، هيرا، هادس، بوسيدون وزيوس)، لكن سرعان ما ابتلعهم بعد ولادتهم، لخوفه من تكرار التاريخ لنفسه. لكن استطاع زيوس الهرب بمساعدة من أمه، التي أعطت كرونوس صخرة ملفوفة بقطعة ثياب ليأكلها ظناً منه أنها زيوس. حارب الابن أباه بعد ذلك، ليحصل الفائز على عرش الآلهة.[29] أخيراً بمساعدة من سايكلوب الذي تحرر من تارتاروس، انتصر زيوس وأمر بسجن أبيه وبقية التيتانيون في التارتاروس بعد إجبار كرونوس على تقيؤ إخوة زيوس.[29] تبعاً للميثولوجيا، بعد رحيل التيتانيون، ظهرت مجموعة جديدة من الآلهة، من ضمنها الأولمبيون الاثنا عشر، الذين سكنوا قمة جبل أوليمبوس تحت عرش زيوس (تقليص عدد الأولمبيين إلى اثني عشر فكرة جديدة معاصرة).[34] في هذه المرحلة، قدس الإغريق ألهة غير الأولمبيون الاثنا عشر، مثل بان، إله الطبيعة والغابات، الحوريات (أرواح الأنهار)، النايادات (اللواتي سكن الينابيع)، الدريادات (أرواح الأشجار)، النيريدات (اللواتي سكن البحار)، آلهة الأنهار، الساتير، وغيرهم. إضافة إلى قوى الظلام في العالم السفلي الإيرينيات، أصحاب وظيفة ملاحقة المذنبين بجرائم ضد الأقارب.[35]
تبعاً للباحث والتر بوركرت، إن سلوك الآلهة اليونانية سلوك أشخاص عاديين.[36] بغض النظر عن منظر الآلهة البشري، امتلكوا قدرات خاصة، كالمناعة من المرض والجروح والزمن، كما كان لهم القدرة لأن يصبحوا غير مرئيين، والسفر مسافات طويلة في لحظة. وكانت السمة التي تميز الآلهة عن غيرهم هي الخلود والشباب الدائم، الذي حرص الآلهة على تأمينه عن طريق شرب النكتار والأمبروسيا بشكل مستمر.[37]
ينحدر كل إله من نسل خاص فيه، وله اهتماماته المختلفة، ومجال خبرة، وشخصية فريدة عن غيرها، لكن هذه الأوصاف تنشأ من متغيرات محلية معينة حدثت في تاريخ الإله. عندما يتم استدعاء الآلهة في الصلاة أو العبادة، تتم الإشارة إليهم عبر مجموع اسمهم ونعت خاص بهم، حتى يتم التفريق بينهم وبين تجسيدات أخرى لهم (مثل أبولو موزاغيتيس هو "أبولو [باعتباره]، رئيس إلهات الإلهام").
ارتبطت معظم الآلهة بجانب من جوانب الحياة. على سبيل المثال، كانت أفروديت إلهة الحب والجمال، آريز إله الحرب، هاديس إله الموت، وآثينا إلهة الحكمة والشجاعة.[38] لكن بعض الآلهة، طورت نوعاً من الشخصية المعقدة والوظائف المتعددة، مثل أبولو (إله الشمس) وديونيسوس (إله الخمر)، بينما هناك آلهة أخرى لم تكن أكثر من تجسيد مثل هيستيا وهليوس (حرفياً الشمس). سعى الإغريق إلى جعل معابدهم الكبرى مخصصة لعدد معين من الآلهة الذين كانوا محور الطوائف اليونانية الكبرى. لكن في القرى، كان من الطبيعي أن يسخر الناس عبادتهم لآلهة ثانوية. كما كرمت الكثير من المدن الآلهة الشهورة بطقوس محلية، وربطتهم بأساطير محلية غير معروفة في مكان آخر. خلال عصر الأبطال، أصبحت عبادة الأبطال مكملة لعبادة الآلهة.
عصر الآلهة والخالدين
تعتبر الفترة بين العصر الذي عاش فيه الآلهة لوحدهم والعصر الذي كان فيه التدخل الإلهي بشؤون البشر محدوداً عصر مستقل واصل بينهما عاش فيه الآلهة والبشر معاً. كانت تلك الأيام الأولى للعالم، عندما اختلطت فيه الجماعات المختلفة بحرية أكبر من الوقت اللاحق. حكت ميتامورفوزيس لأوفيد معظم هذه الحكايات، وقسمت الحكايات إلى حكايات الحب وحكايات العقاب.[39]
- ضمت معظم حكايات الحب زواج الأقارب، أو إغراء أو اغتصاب إله ذكر لامرأة بشرية، ناتجاً عن ذلك نسل بطولي. تحكي القصص عن وجوب الابتعاد عن العلاقات بين البشر والآلهة، لندرة النهايات السعيدة الناتجة عنها.[40] في حالات قليلة، تتزاوج إلهة أنثى مع ذكر بشري، كما هي الحال في ترنيمة هومرية لأفروديت، حيث تمارس الجنس مع أنخيسيس فتنجب أينياس.[41]
- تضم حكايات العذاب سرقة أو اختراع قطع أثرية هامة، كسرقة بروميثيوس للنار من الآلهة، وسرقة تانتالوس للرحيق والأمبروسيا من طاولة زيوس وإعطائها لأتباعه، كاشفاً لهم سر الآلهة، وعندما علمت ديميتر الزراعة وألغاز إليوسيس لتريبتوليموس، وعندما اخترع مارسياس الأولوس ودخل في مسابقة موسيقية مع أبولو. تعتبر مغامرات بروميثيوس نقطة الفصل بين تاريخ الآلهة وتاريخ البشر.[42] تظهر ورقة من البردي يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد ديونيسوس وهو يعاقب ملك تراقيا، ليسورغوس، الذي تأخر باعترافه بالإله الجديد، ناتجاً عواقب وخيمة امتدت إلى ما بعد الموت.[43] تظهر قصة مجيء ديونيسوس إلى تراقيا لإنشاء دينه فيها في ثلاثية قصص درامية للشاعر إسخيلوس.[44] في تراجيدية أخرى، الباكوسيات ليوربيديس، عاقب ديونيسوس ملك ثيفا بينثيوس، عندما قلل من احترام الإله وتجسس على عبدة ديونيسوس من الإناث.[45]
في حكاية فولكلورية قديمة،[46] كانت ديميتر تبحث عن ابنتها برسفون، فأخذت شكل امرأة عجوز تدعى دوسو، وتلقت ترحيباً من سيليوس، ملك إلفسينا في أتيكا. فقررت أن ديميتر أن تكافئ سيليوس على ضيافته عبر تحويل ابنه ديموفون إلى إله، إلا أنها لم تستطع إكمال الطقس، لأن أمه ميتانيرا دخلت عليهما أثناء الطقس ورأت ابنها محاطاً بالنار، وبدأت بالصراخ، مماأغضب ديميتر التي قالت أن البشر الأغبياء لا يفهمون طبيعة الطقوس.[47]
عصر الأبطال
“ | حقيقة أن البشر والآلهة وجدوا مع صنف ثالث من الأبطال، الذين يدعون أيضاً "أنصاف آلهة"، من ميزات الدين والأساطير اليونانية فمن الصعب أن نجد ما يوازيهم. | ” |
—والتر بوركرت, 1993.[48] |
يعرف العصر الذي عاش فيه الأبطال باسم عصر الأبطال.[49] ظهر عصر الأبطال في المرحلة ما قبل الكلاسيكية عندما تخيل الإغريق "الأبطال" (بالإغريقية: ἥρωες) كشخصيات في الأساطير الملحمية.[48] الأبطال (أو أنصاف الآلهة) ليسوا خالدين، لكنهم مختلفين عن البشر بقدراتهم التي تعد خارقة بالنسبة للبشر، يعود سبب ذلك إلى كونهم ثمرة العلاقة بين فان وإله.[48]
بعد البدء بعبادة الأبطال، أصبح الشعب يوجه صلاته إلى الأبطال والآلهة معاً.[25] بعكس عصر الآلهة، خلال عصر الأبطال لم يتم إعطاء قائمة الأبطال شكلاً نهائياً، لم يولد أي إله في ذاك الوقت، لكن بمكن دائماً إحياء بطل من جيش الأموات. كما يوجد عامل آخر يفرق بين العبادتين، وهو أن البطل المعبود يصبح هوية القبيلة المحلية.[50]
تعد أحداُ هيراكليس الضخمة بداية عصر الأبطال. ويحوي العصر ثلاثة أحداث محورية: البعثة الأرغوية، حرب ثيفا وحصار طروادة.[51]
هرقل والهرقليون
يعتقد بعض الباحثون[52] أن وراء الأساطير المعقدة الخاصة بهيراكليس رجل واقعي، ربما زعيم إقطاعيات في آرغوس. وفسر باحثون آخرون أن ميثولوجيا هيراكليس هي كناية عن مرور الشمس بكوكبات دائرة البروج الاثني عشر.[53] وهناك مجموعة ثالثة تعتقد بأن أصل الميثولوجيا من حضارات أخرى، فتصبح قصة هيراكليس نسخة محلية لأساطير بطل موجودة سابقاً. هيراكليس، هو ابن زيوس وألكميني الفانية، حفيدة بيرسيوس.[54] وفرت مآثره الفردية المتسمة بمظاهر قصص الفلكلور المواد الأساسية لاعتباره أسطورة شعبية. وصف بأنه مستعد للتضحية بنفسه، محارب ذو قوة جسدية كبيرة وشجاعة فائقة، بارع باستخدام السيف والترس، مما جعله متفوقاً على الرجال الفانين.[54] أما بالنسبة للمظهر الخارجي، فكان يمثل دوماً مع لحية، جلد أسد وهراوة في يده، وعضلات كبيرة في ساعديه وساقاه.[55]
كتب يوربيديس التراجيديا هرقل، التي تتحدث عن ميثولوجيا البطل، وتكشف معاناته، واستعداده للانتحار، لكن من شجعه على العيش هو صديقه ملك أثينا ثيسيوس.[56] كما حكى سوفوكليس عن هيراكليس في مسرحيته التراكينياناس.[57]
وصل هيراكليس إلى ذروة مستواه الاجتماعي عند تعيينه لجد الملوك الدوريون. مما شرع الهجرات الدورية إلى بيلوبونيز. هيلوس، البطل الإغريقي المسمى على اسم قبيلة دورية، الذي أصبح هيراكليداي (المنحدرون من هيراكليس[58]) غزا الهيراكليديون الممالك البيلوبونيزية ميكينيس، آرغوس وأسبرطة، مدعين حقهم بالحكم لانحدارهم من هيراكليس. يدعى صعودهم إلى السلطة ب"الغزو الدوري". أصبح حكام هذه المناطق من الليديين والمقدونيين هيراكليديون أيضاً.[59]
مع أن هيراكليس مات بسبب جانبه البشري الموروث من أمه ألكميني، يؤمن بهض الإغريق مثل بندار الذي سماه "إله بطل"[60]، أن بسبب جانبه الإلهي المنحدر من زيوس، صعد إلى أوليمبوس وأصبح إلهاً.[61]
يوجد لدى أول أجيال الأبطال مثل بيرسيوس، بيليروفون، ثيسيوس وديوكاليون صفات مشتركة كثيرة مع هيراكليس. فمثله، كانت مآثرهم فردية ورائعة وتعد حكايا خرافية، مثل قصصهم عن قتل وحوش شيمر وميدوسا. كما تبنى معظم قصص الأبطال على إسناد الأبطال لمهام موتهم فيها شبه مؤكد، مثل قصص بيرسيوس وبيليروفون.[62]
الأرگونوت
الأرگونوت، من كتابة أبولونيوس، هي الملحمة الهلينية الوحيدة التي نجت حتى يومنا هذا. تحكي الملحمة قصة رحلة جاسون والأرگوناوتس لاسترجاع الصوف الذهبي من كولخيس. أرسل الملك بيلياس جاسون لأداء المهمة، الذي تلقى نبوءة أن رجل يلبس صندل واحد سيكون عدوه. يخسر جاسون صندلاً في نهر، ثم يذهب إلى قصر بيلياس، وتبدأ الملحمة. رافق جاسون تقريباً كل أبطال الجيل التالي، منهم هيراكليس، في سفينة الأرغو، لاسترجاع الصوف الذهبي. ضمت أيضاً المجموعة ثيسيوس، الذي سافر إلى كريت لقتل المينوتور؛ أتالانتا، البطلة الأنثى. يعطي بندار، أبولونيوس وبيبليوتيكا قائمة أسماء البحارين كاملة.[63]
مع أن كتابة أبولونيوس للملحمة تعود للقرن الثالث قبل الميلاد، تقع أحداث القصة قبل الأوديسة، التي تظهر مقاطع تتقاطع مع قصة جاسون.[64] قديماً، كانت النظرة إلى البعثة كحقيقة تاريخية، ساهمت في فتح أبواب البحر الأسود أمام الإغريق للتجارة والاستعمار.[65] أصبحت القصة ذات شعبية كبيرة، فبنيت عليها أكثر من قصة ميثولوجية محلية. مثل قصة ميديا، التي كتب عنها التراجيديون.[66]
بيت أتريوس والدورة الطيبية
ولد بين الأرگو وحرب طروادة، جيل عرف بجرائمه البشعة. مثل أفعال أتريوس وثييستيس في آرغوس. تقع وراء ميثولوجيا بيت أتريوس، مسكلة انتقال السلطة. يلعب التوأم أتريوس وثييستس مع أحفادهم الدور الرئيسي في تراجيدية انتقال السلطة في ميكينيس.[67]
تتعامل ملاحم ثيفا مع قدموس بشكل خاص، مؤسس ثيفا، كما تتحدث عن أفعال أوديب ولايوس في ثيفا، وهي مجموعة قصص تنتهي بنهب المدينة على يد السبعة ضد ثيفا والإبيغونيون.[68] (من غير المعروف إن ظهر السبعة ضد ثيفا في ملحمة من قبل.) ظل أوديب ملكاً لثيفا بعد اكتشافه أن يوكاستا هي أمه. تزوج بعد ذلك امرأة أخرى لتكون أماً لأولاده.[69]
حرب طروادة وما بعدها
- لمزيد من التفاصيل حول الموضوع، انظر حرب طروادة ودورة ملحمية
تبلغ الأساطير اليونانية ذروتها في حرب طروادة، التي حارب فيها كل من الإغريق والطرواديون، بما فيها من نتائج. في أعمال هوميروس، كالإلياذة، اتخذت القصص الرئيسية شكلاً جوهرياً، ووضعت المواضيع الفردية لاحقاً، خصوصاً في الدراما الإغريقية. لحرب طروادة أهمية كبيرة في ثقافة روما القديمة، بسبب قصة أينياس، بطل طروادي أدت رحلته من طروادة إلى إنشاء المدينة التي عرفت لاحقاً باسم روما، مثلما ذكر في الإنياذة.[70] هناك سجلين زائفين مكتوبان باللاتينية تحت أسماء ديكتيس وداريس.[71]
تبدأ الملاحم الطروادية بالحديث عن الأحداث التي أدت إلى الحرب: إريس والتفاحة الذهبية، محاكمة باريس، خطف هيلين، التضحية بإفيغينيا في أوليدة. بغرض استعادة هيلين، انطلقت حملة يونانية ضخمة تحت قيادة أخو مينلاوس، أجاممنون، ملك أرجوس أو ميكينيس، لكن رفض الطرواديون إعادة هيلين. تقع أحداث الإلياذة في السنة العاشرة من الحرب، وتحكي عن الخلاف بين أجاممنون وآخيل الذي كان أفضل محارب إغريقي، وعن موت فطرقل صديق آخيل، وهكتور ابن بريام الأكبر. بعد موت هكتور، شارك في الحرب لصالح الطرواديون، بينثيسيليا، ملكة الأمازونيات، وممنون، ملك الإثيوبيين وابن إلهة الفجر إيوس.[72] تمكن أخيل من قتلهما، لكن قبل أن يتمكن باريس من قتله بسهم في كعبه. كان كعبه هو الجزء الوحيد من جسمه الذي لم يكن منيعاً ضد أسلحة البشر.
ليتمكنوا من السيطرة على طروادة، سرق الإغريق من القلعة الصورة الخشبية لبالاس آثينا. ثم تمكن الإغريق بمساعدة آثينا من بناء حصان طروادة. بالرغم من تحذيرات كاساندرا ابنة بريام، تمكن سينون (يوناني زيف فكرة الهرب) من إقناع الطرواديون على إدخال الحصان إلى داخل جدران طروادة كهدية لآثينا؛ قتلت أفاعي البحر الكاهن لاوكوئون لمحاولته إحراق الحصان. عاد الأسطول اليوناني في الليل، وفتح اليونانيون الذين اختبئوا داخل الحصان أبواب طروادة. نهب اليونانيون المدن، وقتلوا بريام وأولاده، وبيعت النساء الطرواديات للعبودية في مختلف أنحاء اليونان.
وفرت حرب طروادة مجموعة متنوعة من المواضيع وأصبحت مصدراً أساسياً للاستلهام بالنسبة للفنانين الإغريق (مثل طريقة بناء البارثينون، تصور نهب طروادة). يري هذا التفضيل لمواضيع حرب طروادة أهميتها الكبيرة لحضارة اليونان القديمة.[73] كما ألهمت الحرب سلسلة من الكتابات الأوروبية اللاحقة. على سبيل المثال، لم يكن الكتاب الأوروبيون الطرواديون من العصور الوسطى ملمين بأعمال هوميروس، فوجدوا في أسطورة طروادة مصدراً غنياً بالقصص الرومنسية والبطولية وإطاراً مناسباً لوضع المثل الشهمة واللطيفة الخاصة بهم. وصف كاتبا القرن الثاني عشر بونوا دو سانت-مور وجوزيف إسكانو الحرب من خلال إعادة كتابة النسخة التي وجداها في ديكتيس وداريس، فلحقا بذلك نصيحة هوراس وطريقة ورغيليوس، إعادة كتابة طروادة بدل من شيء جديد تماماً.[74]
مفاهيم الأساطير اليونانية والرومانية
كانت الميثولوجيا محور الحياة اليومية في اليونان القديمة.[75] اعتبر الإغريق قصص وشخصيات ما ندعوه اليوم بالميثولوجيا تاريخاً. استخدموا الميثولوجيا لتفسير الظواهر الطبيعية، التغيرات في الحضارة، الصداقات والعداوات. كما خدمت الميثولوجيا كمصدراً للفخر والاعتزاز بالنسب المنحدر من قادة عظماء، أبطال ميثولوجيون أو حتى آلهة. قلة هم الإغريق الذين لم يؤمنوا بحصار طروادة، الإلياذة أو الأوديسة. تبعاً لباحثين، اعتمد الإغريق في بناء حضارتهم على معرفتهم بملاحم هوميروس. فكان هوميروس "منهاج تعليم اليونان" (Ἑλλάδος παίδευσις) وشعره "الكتاب".[74]
الفلسفة والأسطورة
بعد ظهور الفلسفة، التاريخ، النثر، والعقلانية في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد، أصبح مصير الميثولوجيا غير معروف، وحاول البعض إلغاء الأمور فوق الطبيعية من الميثولوجيا باعتبارها تاريخاً، مثل ثوسيديديس.[76] وبدأ الشعراء وكتاب الدراما بإعادة كتابة الميثولوجيا، في حين بدأ الفلاسفة والمؤرخين بانتقادها.[12]
اتهم بعض الفلاسفة المتطرفين، مثل كزينوفانيس، أعمال الشعراء بالتجديف، فاشتكى كزينوفانيس من إسناد هوميروس وهسيود "لكل ما هو مخز ومشين بين البشر، فهم يسرقون، ويمارسون الجنس مع الجميع، ويخدع أحدهم الآخر".[77] عبر عن طريقة التفكير هذه بشكل مفصل في كتب أفلاطون، الجمهورية والقانون. ابتكر أفلاطون قصصاً ميثولوجية تمثيلية الخاصة به (مثل رؤية إير في الجمهورية)، وهاجم القصص التقليدية التي تتحدث عن أساليب الخداع والسرقة التي تعتمدها الآلهو واعتبرها غير أخلاقية، واعترض على دورها المحوري في الأدب.[12] كان انتقاد أفلاطون أول تحد جدي لميثولوجيا هوميروس التقليدية،[74] بإشارته لها أنه مجرد "ثرثرة لزوجتين عجوزتين".[78] وانتقد أرسطو فلسفة ما قبل سقراط الشبه ميثولوجية، وشدد على أن "هسيود والكتاب اللاهوتيين، همهم الأكبر كان كتابة ما يبدو معقولاً لهم، ولم يكنوا أي احترام لنا [...] لكن لا يستحق الأمر أخذ الكتاب الميثولوجيين على محمل الجد؛ بينما أولئك الذين يمضون قدماً في إثبات ادعاءاتهم، يجب علينا أن نفحص دراساتهم".[76]
لم يتلق رفض أفلاطون للميثولوجيا قبول الحضارة الشعبية الإغريقية.[74] فبقيت حية في الديانات المحلية، ومصدر الإلهام الرئيسي في الشعر والنحت والرسم.[76] في القرن الخامس قبل الميلاد، غير الشاعر التراجيدي يوربيديس بالتقاليد القديمة، فسخر منها، وشك بصحتها من خلال أصوات شخصياتها. لكن الشخصيات كانت دائماً مستوحاة من الميثولوجيا. وكتب الكثير من هذه المسرحيات كرد على نسخة سابقة من الميثولوجيا، أو قصة مشابهة لها. يتحدث يوربيديس عن الميثولوجيا ويظهر حقيقتها بشكل عام، ثم يبدأ بانتقادها مستخدماً حججاً شبيهة بتلك التي استخدمها زينوقراط: الآلهة، في التقاليد، تمتلك الكثير من الصفات البشرية.[77]
العقلانية الهلينية والرومانية
خلال الفترة الهلنستية، أحيطت الميثولوجيا بهيبة المعرفة، فيعتبر الخبير بها من طبقة عليا. في الوقت نفسه، زاد الشك في الميثولوجيا في العصر الكلاسيكي.[79] أسس إفيميروس تقليد البحث عن أساس تاريخي للأحداث والكائنات الميثولوجية.[80] مع أن أول عمل له (منحوتات مقدسة) ضاع، يعرف الكثير عنه من خلال ما سجله كل من ديودورس ولاكتانيوس.[81]
أصبح جعل تفسير الميثولوجيا عقلاني أكثر شعبية من أي وقت مضى تحت حكم الإمبراطورية الرومانية، وذلك بفضل نظريات الرواقية وفلسفة الإبيقوريون. فقدمت الرواقية تفسيرات الآلهة والأبطال كظاهرة فيزيائية، بينما نظر لهم الإبيقوريون كشخصيات تاريخية. في الوقت نفسه، عززت الرواقية والإفلاطونية الجديدة المعاني الأخلاقية للتقاليد الميثولوجية.[82] سعى لوقريطيوس من خلال رسالته الإبيقورية، طرد المخاوف المتطيرة من عقول المواطنين.[83] كان تيتوس ليفيوس متشكك أيضاً في التقليد الميثولوجي، ويدعي أنه لا يحكم بناء على هذه الأساطير.[84] واجه الرومان تحدياً، وهو الدفاع عن هذه التقاليد في وجه ادعاءات أنها مولودة من الخرافات. ماركوس تيرينتيوس فارو، المتخصص بالأثريات، رأى أن الدين معهد ذو أهمية كبيرة للحفاظ على الخير في المجتمع، وسخر سنين من حياته لدراسة أصول الديانات. يرى فاروس أنه في حين يخاف البشر الآلهة، الشخص المتدين حقيقة يراهم كأبوين.[83] في أعماله، ميز ثلاثة أنواع من الآلهة:
- آلهة الطبيعة: تجسيدات للظواهر الطبيعية كالمطر والنار.
- آلهة الشعراء: اخترعها الشعراء عديمي المبادئ لتحريك العواطف.
- آلهة المدينة: اخترعها المشرعين الحكماء لتهدئة وتنوير الجماهير.
يسخر الأكاديمي الروماني كوتا من القبول الحرفي والمجازي للميثولوجيا، معلناً بأن لا مكان لها في الفلسفة.[85] ويزدرئ شيشرون من الميثولوجيا بشكل عام، لكنه مثل فارو، يدعم ديانة الدولة ومؤسساتها. من الصعب معرفة الدنو الذي تجاوزته هذه العقلانية في السلم الاجتماعي.[84] يؤكد شيشرون أن لا أحد بتلك الحماقة ليصدق فظائع هاديس أو وجود السكايلا والقنطور وغيرها من المخلوقات المركبة،[86] لكن من ناحية أخرى، يشتكي شيشرون من شخصيات الناس الساذجة والمتطيرة في عمل آخر له.[87] يحتوي كتابه دو ناتورا ديوروم ملخص فكر شيشرون.[88]
مقاربات لتجميع الأساطير
في أيام روما القديمة، ولدت ميثولوجيا رومانية جديدة من خلال شبه نقل للميثولوجيا الإغريقية مع تغيير للأسماء. هذا نتيجة لصغر الميثولوجيا الخاصة بهم، مما أدى إلى تبني الآلهة الرومانية الكبرى خصائص ما يوازيها من الآلهة الإغريقية.[84] مثال على ذلك: الإلهان زيوس ويوبيتر. إضافة إلى التوفيق بين هاتين الديانتين، أدى اتصال الرومان بالديانات الشرقية إلى مزيد من التوفيق.[89] مثلاً، دخلت عبادة الشمس إلى روما بعد حملات أورليان الناجحة في سوريا. دمجت الآلهة الآسيوية الميثرانية (الشمس) وبعل مع أبولو وهليوس في سول إنفكتوس، مع طقوس وسمات الديانات المختلفة مجتمعة معاً.[90] قد يتم تعريف أبولو أحياناً على أنه هليوس أو ديونيسوس، لكن نادراً ما عكست النصوص الميثولوجية هذه التغيرات. فكانت الميثولوجيا الأدبية تزداد انفصالاً عن الممارسات الدينية الأساسية.
ألهمت نظريات العقلانية والتوفيق بين الأديان الترانيم الأورفكرية والساتورناليا لماكروبيوس. كانت الترانيم الأورفكرية مجموعة من القصائد من ما قبل الحقبة الكلاسيكية تعزى إلى أورفيوس. ألف هذه الترانيم عدة شعراء في الغالب، وتحوي مجموعة من الأدلة على الميثولوجيا في أوروبا قبل التاريخية.[91] كان الغرض من ساتورناليا نقل الحضارة الهلنستية المستمدة من قراءته، مع أن معالجته للآلهة مستلهمة من الميثولوجيا والإلهيات المصرية والشمال إفريقية.
التفسيرات الحديثة
وكان بين قطبي الدين اليوناني العلوي والسفلي، الأولمبي والأرضي، بحر يزخر بالسحر والخرافات، والأباطيل؛ وكان من وراء العباقرة الذين سنشيد بذكرهم فيما يلي من صحائف هذا الكتاب، كما كان من ورائهم، جمهرة الشعب من الفقراء والسذج الذين لم يكن الدين في نظرهم إلا شراكاً من الخوف لا سلماً للآمال؛ ولم يكن اليوناني العادي يكتفي بتصديق القصص التي تروي المعجزات كصعود منسيوس من بين الموتى ليحارب في مرثون، أو تحويل الماء إلى خمر على يد ديونيسس، ذلك أن أمثال هاتين القصتين تظهر عند جميع الشعوب، وهي جزء من الشعر المباح الذي ينير به الخيال دياجير الحياة العادية. بل إن في وسع الإنسان أن يذهب إلى أبعد من هذا فيتغاضى عن حرص أثينة على أن تأوي فيها عظام ثسيوس، وحرص إسبارطة على أن تسترد من تيجيا Tegeo عظام أرستيز Orestes، فقد يكون ما يعزوه الحكام لهذه الآثار من قدرة على فعل المعجزات جزءاً من فن الحكم وأساليبه. أما الذي كان ينيخ بكلكله على اليوناني الصالح فهو الأرواح المحتشدة من حوله التي يُعتقد أنها متأهبة على الدوام لأن تعرف مخبآتها، وأن تتدخل في شؤونه وتلحق به الأذى، وأن في مقدورها أن تفعل به هذا كله. وكانت هذه الشياطين لا تنفك تعمل لأن تتقمصه، وكان عليه أن يحذرها ويتقي أذاها على الدوام، وأن يقيم الاحتفالات السحرية ليطردها بها.
وأوشكت هذه الخرافات أن تكون علماً من العلوم الطبيعية، وكانت إلى حد ما سوابق لنظرية الجراثيم التي نعرفها اليوم. فقد كان معنى الأمراض جميعها عند اليوناني أن المريض قد حل فيه روح غريب، وأن من يلمس الشخص المريض يعدى بقذارته أو "يلبسه ذلك الروح الغريب نفسه". وليست المكروبات والبكتريا إلا صوراً جديدة شائعة لما كان اليونان يسمونه كريس Keres أو الجن الصغيرة. ومن ثم كان الميت "نجساً" لأن الجني قد استحوذ عليه كل الاستحواذ؛ وكان اليوناني إذا خرج من بيت فيه ميت رش نفسه بالماء من إناء يوضع لهذا الغرض عند باب البيت، وذلك لكي يطرد من جسمه الروح الذي غلب الميت على أمره. وقد امتدت هذه الفكرة عند اليونان إلى ميادين كثيرة لم يمتد إليها علمنا الحديث رغم ما ينتابنا من رهبة البكتريا وجزعنا منها. وكان الجماع من أسباب النجاسة، كولادة الطفل أو القتل )ولو كان غير متعمد(، وكان الطفل المولود نفسه نجساً. ولم يكن الجنون إلا حلول روح غريب في جسم المصاب بهِ، وكان يقال إن الجنون قد "خرج عن نفسه"، وكان لا بد في هذه الحالات من القيام باحتفال يطهر فيه الشخص النجس. وكانت المنازل، والهياكل، والمدن بأجمعها في بعض الأحيان؛ تُطهر بالماء أو الدخان كما نطهرها نحن الآن، وكان وعاء به ماء نظيف يوضع عند مدخل كل هيكل، حتى يُطهر به نفسه كل قادم للتعبد، أو لعل هذا الوعاء كان رمزاً يوحي إلى الناس بضرورة التطهر. وكان الكاهن نفسه خبيراً بأصول التطهير، وكان في مقدوره أن يطرد الأرواح الشريرة من الأجسام بالضرب على إناء من البرونز، أو بقراءة العزائم، أو بالسحر أو الصلاة؛ وحتى قاتل النفس عمداً كان يمكن تطهيره إذا أجريت له الطقوس والمراسم الملائمة. ولم تكن التوبة ضرورة محتومة في مثل هذه الأحوال، بل كل ما كان يحتاجه المتطهر هو أن يتخلص من الشيطان الشرير الذي تقمصه؛ وذلك لأن الدين لم يكن أمر أخلاق بقدر ما كان فناً لمعالجة أمور الأرواح. غير أن كثرة المحرمات ومراسم التطهير قد أكسبت اليوناني المتدين مزاجاً عقلياً يشبه شبهاً عجيباً الشعور بالخطيئة عند طائفة المتطهرين المتزمتين (البيورتان) من الإنجليز. وإن القول بأن اليونان كانوا مجردين من فكرتي الضمير والخطيئة لا يكاد يبقى له أثر عند من يقرأ كتب بندارا وإسكلس وقد نشأت من اعتقاد اليونان بأنهم يعيشون في جو من الأرواح مئات من الخرافات لخصها ثيوفراستوس خليفة أرسو في جزء من كتابه الأخلاق فقال:
وكان اليونان السذج يؤمنون، ويعلمون أطفالهم أن يؤمنوا، بأنواع لا حصر لها من العفاريت. وكانت مدن بأكملها تروع بين الفينة والفينة بما تنذر به أحداث غريبة كمولد حيوانات مشوهة أو أناس مشوهين. وكان الاعتقاد بوجود أيام مشئومة منتشراً إلى درجة تجعل من المؤمنين بهذه العقيدة لا يقدمون في هذه الأيام على زواج ولا يعقدون فيها جمعية. ولا تجتمع فيها محكمة، ولا يبدءون فيها مشروعاً خطيراً. وكانت عطسة، أو عثرة قدم، تكفي في بعض الأحيان لحمل العاطس أو العاثر على العدول عن سفره أو عمل هام، وكان خسوف جزئي يكفي لوقف زحف الجيوش أو ردها على أعقابها، وقد يؤدي إلى ختام الحرب بكارثة مدلهمة. يضاف إلى هذا الاعتقاد بأن بعض الناس قد وهبوا قدرة عجيبة على إنزال النقمة ممن يشاءون، فالأب إذا أغضب قد يصب على من أغضبه، والسائل إذا أهمل قد يُصب على مَن أهمله، لعنة لا تقوم لها بعدها قائمة. وكان بعض الناس مهرة في فنون السحر، فكان في وسعهم أن يمزجوا شراباً للعشق أو دواء مقوياً للباه، وكان في وسعهم أن يضعفوا ببعض العقاقير السرية قدرة الرجل على الجماع أو يعقموا المرأة فلا تحمل أبداً. وقد رأى أفلاطون أن شرائعه لا تكمل إلا إذا تضمنت تشريعاً يعاقب من يؤذي الناس أو يقتلهم بسحرهِ. فليست الساحرات إذن من اختراع العصور الوسطى، فها هي ذي ميديا في روايات يورپيدس، وسميثا Simactha في روايات ثيوكريتس وهما ساحرتان. وقصارى القول أن الخرافات من أقوى الظواهر الاجتماعية، وأنها بقيت في خلال أحقاب المدنية لا تكاد تتغير في قواعدها وأصولها ولا في صورها وأشكالها.
المقاربات المقارنة والتحليل النفسي
تطورت المقارنات بين الأديان في القرن التاسع عشر، جنباً إلى جنب مع الاكتشافات الإثنولوجية في القرن العشرين، مما أدى إلى تأسيس علم الميثولوجيا. منذ عهد الرومان، كانت كل دراسات الميثولوجيا هي عن مقارناتها، فسخر العلماء منهج المقارنات لجمع وتصنيف موضوعات الفولكلور والميثولوجيا.[93] في 1871، أصدر إدوارد بيرنت تايلور كتابه الثقافة البدائية، حيث طبق منهج المقارنة وحاول أن يفسر أصل وتطور الدين.[94] فجمع تايلور ثقافات وطقوس وأساطير من حضارات منفصلة عن بعضها، مما ألهم كل من كارل يونغ وجوزيف كامبل. طبق ماكس مولر علم مقارنة الميثولوجيا على دراستها، حيث اكتشف بقايا مشوهة من عبادة الآريون للطبيعة. أكد برونسيلاف مالينوفسكي على الطرق التي لبت فيها الميثولوجيا الوظائف الاجتماعية المشتركة. قارن كلود ليفي ستروس وبنيويون آخرون أنماط والعلاقات الرسمية بين الميثولوجيات حول العالم.[93]
قدم سيغموند فرويد تصوراً تاريخياً وبيولوجياً للرجل والميثولوجيا كونها تعبير عن أفكار مكبوتة.[95] من خلال القصص الميثولوجية مثل أوديب،[96] وضع فرويد مفاهيم مبتكرة عن العقل البشري، واضعاً نظريات مختلفة مثل عقدة أوديب، وفكرة العقل الباطن.[96] ساهم هذا في التقارب بين النهج البنيوية والتحليلية النفسية للميثولوجيا في فكر فرويد. وسع كارل يونغ النهج التاريخية والنفسية بنظرية العقل الباطن الجماعي والأمثلة (التي ورثت أنماط العصر القديم) المشفرة في كثير من الأحيان في الميثولوجيا، التي نشأت منها.[2] وفقاً ليونغ، على العناصر التي تبني الميثولوجيا أن تكون حاضرة في العقل الباطني.[97] بعد المقارنة بين منهجية يونغ ونظرية جوزيف كامبل، استخلص روبرت سيغال أن "لتقسير ميثولوجيا، يعرف كامبل الأمثلة فيها بكل بساطة. على سبيل المثال، تفسير الأوديسة، يري كيفية تحول حياة أوديسيوس إلى نمط بطولي. على العكس، يعتبر يونغ تعريف الأمثلة مجرد الخطوة الأولى في تفسير الميثولوجيا".[98] كارل كيريني، واحد من مؤسسي الدراسات المعاصرة في الأساطير اليونانية، تخلى عن آراؤه الأولى ليطبق نظريات يونغ في الميثولوجيا.[99]
أصل النظريات
هناك عدد من النظريات الحديثة حول أصول الأساطير اليونانية. وفقاً لنظرية النصوص المقدسة، جاءت كل الأساطير الميثولوجية من الكتاب المقدس، مع تحويل وتبديل الوقائع الحقيقية.[100] وفقاً للنظرية التاريخية، كانت كل شخصيات الميثولوجيا أشخاص حقيقيين في زمن ما، وكل الأساطير المرتبطة بهم هي مجرد إضافات جاءت في وقت لاحق. بالتالي، جاءت قصة أيولوس من واقع أن أيولوس كان حاكم جزر ما في البحر التيراني.[101] أما النظرية المجازية، فتقوم على أساس أن كل القصص هي استعارية ورمزية. أخيراً، ترتبط النظرية المادية بفكرة أن عناصر الماء والنار والهواء هم أساساً أغراض العبادة الدينية، وبالتالي فالآلهة الرئيسية هي تجسيد لهذه القوى الطبيعية.[102] حاول ماكس مولر فهم ديانة الهندو-أوروبيين الأوائل بالعودة إلى جذورها الآرية. في 1891، ادعى أن "أهم اكتشاف على الإطلاق وكان في القرن التاسع عشر مع الاحترام لتاريخ البشر القديم... كان هذه المعادلة البسيطة: دياوس-بيتار السنسكريتي = زيوس الإغريقي = جوبيتر اللاتيني = تير الإسكندنافي.[103] في حالات أخرى، تشير النقاط المتوازية في الشخصيات والقصص إلى تراث مشترك، لكن نقص الأدلة اللغوية تجعل من الصعب إثبات ذلك، مثلما هي المقارنة بين أورانوس وفارونا السنسكريتي أو بين المويراي والنورنيات.[104]
لكن بسبب علم الآثار وتمثيل الميثولوجيا في الفنون، استنتج الباحثون أن الأساطير اليونانية مستوحاة من بعض الحضارات في آسيا الصغرى والشرق الأدنى. فيبدو أن أدونيس موازي لإله يموت من الشرق الأدنى. تأتي جذور كوبيلي من حضارة الأناضول، بينما تأتي أيقونية أفروديت من الإلهات الساميات. هناك عدد من النقاط المتوازية المحتملة بين أوائل الأجيال الإلهية (كاوس وأبنائه) وتيامات من قصة الخلق البابلية.[105] تبعاً للباحث ماير راينهولد: "المفاهيم الثيوجونية من الشرق الأدنى، التي تدور حول تعاقب الخلافة الإلهية من خلال العنف والصراعات بين الأجيال من أجل السلطة، وجدت طريقها إلى... الميثولوجيا الإغريقية".[106] إضافة للأصول الهندوأوروبية والشرق أدنوية، تكهن بعض الباحثين بعودة أصول الميثولوجيا إلى المجتمعات ما قبل الهلينية: كريت، بيلوس، ميكينيس، ثيفا وأورخومينوس.[107] ذُهل مؤرخون الديانات بعدد الميثولوجيات القديمة المتصلة بكريت (إله بشكل ثور، زيوس ويوروبا، باسيفاي التي تخضع للثور وتلد المينوتور، إلخ) لخص البروفسور مارتن نيلسون الفكرة بأن كل الميثولوجيات الإغريقية الكبرى متصلة بالمراكز الموكينية وثبتت في أزمنة ما قبل التاريخ.[108] مع ذلك، وفقاً لبوركرت، لم تقدم أيقونية القصر الكريتي تأكيدات على هذه النظريات.[109]
لم يكبح انتشار المسيحية شعبية الميثولوجيا. مع إعادة اكتشاف العصور الكلاسيكية القديمة في عصر النهضة، أصبح لشعر أوفيد تأثير كبير على مخيلات الشعراء، الدراميون، الموسيقون والفنانون.[110] من أوائل سنوات عصر النهضة، صور فنانون مثل ليوناردو داڤنشي، ميكيلانجيلو ورفائيل المواضيع الوثنية مع مواضيع مسيحية تقليدية.[110] كما استلهم شعراء عصر النهضة والعصور الوسطى مثل دانتى، پترارك وجوفاني بوكاتشيو من الأساطير اليونانية في إيطاليا، من خلال أعمال أوفيد والوساطة اللاتينية.[2]
في أوروبا الشمالية، لم تأخذ الأساطير اليونانية نفس الطريق في الفنون البصرية، لكنها أثرت بشكل واضح على الأدب. فكانت مصدراً إلهام كبير لمخيلات الكتاب الإنجليز مثل جفري تشوسر، جون ميلتون، ويليام شكسبير وروبرت بريدجز. أعاد كل من راسين في فرنسا وگوته في ألمانيا إحياء الدراما الإغريقية.[110] خلال عصر التنوير، أصبح رد الفعل على الميثولوجيا سلبي في أنحاء أوروبا، لكنها ظلت مصدراً خام للدراميون، من ضمنهم الذين كتبوا الليبريتي لكثير من أوبرات هاندل وموتسارت.[111] بحلول نهاية القرن الثامن عشر، بدأت الرومانسية موجة حماس لكل ما هو يوناني، بما فيه الأساطير اليونانية. في بريطانيا، ألهمت كل من ترجمات التراجيديات الإغريقية وهوميروس الشعراء المعاصرين ألفرد تنيسون، جورج گوردون بايرون، پرسي بيش شلي وجون كيتس والرسامين فريدريك ليتون ولورنس تديما.[112] ربط ريتشارد شتراوس، كريستوف ڤيليبالد گلوك وجاك أوفنباخ مواضيع الميثولوجيا بالموسيقا.[2] صرح كتاب القرن التاسع عشر الأمريكيون توماس بولفينش وناثانيال هاوثورن أن دراسة الميثولوجيا أساسية لفهم الأدب الإنكليزي والأمريكي.[113] في أوقات حديثة، أعيدت المواضيع الكلاسيكية في أعمال جان أنويه، جان كوكتو وجان جيرودو الدرامية في فرنسا، يوجين أونيل في الولايات المتحدة، وت. س. إليوت في بريطانيا.[2]
عناصر الفن والأدب الغربي
الأساطير اليونانية في الوثنية الجديدة
مع مجيء الوثنية الجديدة، سعت مجموعة من الأشخاص من اليونان المعاصرة إلى إنقاذ الميثولوجيا واعتمادها كديانة. فهذه المجموعة لا ترى بنظرة ميثولوجيا وثنية جديدة ولا تعبد ما هو معروف اليوم بال"ميثولوجيا إغريقية"، بل قدمت الديانة اليونانية القديمة إلى العصر الحديث. سعت حركة إعادة إعمار الديانة المتعددة الآلهة الهلينية منذ التسعينات إلى إعادة إحياء ممارسات اليونان القديمة الدينية، وتعلم أفكار تعدد الآلهة والاورثوبراكسية، وتعترف بالآلهة الاثنا عشر، مع وجود بعض المجموعات داخل الحركة تفضل نصب الاهتمام على إله أو عدة معينين. تأسس المجلس الأعلى للهلينيون الوطنيون (باليونانية قديمة: [Ύπατο Συμβούλιο των Ελλήνων Εθνικών] Error: {{Lang}}: text has italic markup (help) أو YSEE) في 1997 وسرعان ما أصبح منظمة بارزة تمثل الديانة في اليونان. لا أحد يعرف تماماً عدد المنضمين للحركة، لكن يوجد مجتمع بارز في الولايات المتحدة، فحوالي 2500 شخص يحضرون المهرجان السنوي بروميثيا، الذي يرعاه المجلس. هناك بعض التقاليد الأخرى المتأثرة بالميثولوجيا، فالويكا ترتكز على الديانة الكلتية وديانات السحر، لكنها تستمد مفاهيم العقل والبدن والروح من الفلسفة الإغريقية.[114][115][116] في إنكلترا، استلهمت عدة جماعات في نورفولك،[117] تشيشير[118] وغيرها تعاليمها من الميثولوجيا الإغريقية وغيرها من المصادر.[119]
ملاحظات
- ^ قالب:يستشهد موسوعة
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر قالب:يستشهد موسوعة خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صالح؛ الاسم "Br" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة. - ^ Sem nome. "Os mitos gregos e sua influência na cultura ocidental". História Geral: Uol Educação. Acesso: 30 de agosto de 2008.
- ^ (إنگليزية) termo "mito", Dicionário OED. Acesso: 27 de janeiro de 2009
- ^ (إنگليزية) termo "mito", Princeton Wordnet. Acesso: 27 de janeiro de 2009
- ^ Aninha Duarte, Introdução à Crítica de Arte (2004), p.18. Acesso: 27 de janeiro de 2009
- ^ أ ب Terra, Ernani. De Nícola, José. Português: De olho no mundo do trabalho. Editora Scipione (1ª Edição, 2006). pág.209, cap.4.
- ^ Sacconi, Antonio. Minidicionário Sacconi. Verbete: mitologia 1-2 (sobre mitologia grega), p. 462.
- ^ Carlos Ceia. "Mitologia". E-Dicionário de Termos Literários. Acesso: 16 de novembro de 2010.
- ^ أ ب F. Graf, Greek Mythology, 200
- ^ R. Hard, The Routledge Handbook of Greek Mythology, 1
- ^ أ ب ت G. Miles, Classical Mythology in English Literature, 7
- ^ أ ب Klatt-Brazouski, Ancient Greek nad Roman Mythology, xii
- ^ Miles, Classical Mythology in English Literature, 8
- ^ P. Cartledge, The Spartans, 60, and The Greeks, 22
- ^ Pasiphae, Encyclopedia: Greek Gods, Spirits, Monsters
- ^ Homer, Iliad, 8. An epic poem about the Battle of Troy. 366–369
- ^ Johnson, C. D. (2003), Entendendo a Odisseia, 17–18, Greenwood Press. ISBN 0-313-30881-0.
- ^ Albala-Johnson-Johnson, Understanding the Odyssey, 17
- ^ Albala-Johnson-Johnson, Understanding the Odyssey, 18
- ^ A. Calimach, Lovers' Legends: The Gay Greek Myths;, 12–109
- ^ W.A. Percy, Pederasty and Pedagogy in Archaic Greece, 54
- ^ K. Dowden, The Uses of Greek Mythology, 11
- ^ G. Miles, Classical Mythology in English Literature, 35
- ^ أ ب W. Burkert, Greek Religion, 205
- ^ Ovid, Metamorphoses, I, 89–162
- ^ Klatt-Brazouski, Ancient Greek and Roman Mythology, 10
- ^ Hesiod, Theogony, 116–138
- ^ أ ب ت ث Ribeiro Jr, Wilson A. "O titã Cronos". greciaantiga.org. Acesso: 6 de setembro de 2008.
- ^ Hino Homérico à Hermes, 414–435
- ^ G. Betegh, The Derveni Papyrus, 147
- ^ والتر بوركرت, Religião Grega, p. 236
- ^ G. Betegh, O Papiro de Derveni, p. 147
- ^ H.W. Stoll, Religião e Mitologia dos Gregos, p. 8
- ^ Brito, Rafael.Alguns Deuses, Coribantes, Dáctilos e Erínias. Templo do Conhecimento. Acesso: 21 de setembro de 2008.
- ^ W. Burkert, Religião grega, 182
- ^ H.W. Stoll, Religion and Mythology of the Greeks, 4
- ^ H.W. Stoll, Religion and Mythology of the Greeks, 20ff
- ^ G. Mile, Classical Mythology in English Literature, 38
- ^ G. Mile, Classical Mythology in English Literature, 39
- ^ Homeric Hymn to Aphrodite, 75–109
- ^ I. Morris, Archaeology As Cultural History, 291
- ^ J. Weaver, Plots of Epiphany, 50
- ^ R. Bushnell, A Companion to Tragedy, 28
- ^ K. Trobe, Invoke the Gods, 195
- ^ M.P. Nilsson, Greek Popular Religion, 50
- ^ Homeric Hymn to Demeter, 255–274
- ^ أ ب ت Ribeiro Jr, Wilson A. "Introdução aos mitos heróicos". greciaantiga.org. Acesso: 21 de setembro de 2008.
- ^ F.W. Kelsey, An Outline of Greek and Roman Mythology, 30
- ^ ;Raffan-Burkert, Greek Religion, 206
- ^ F.W. Kelsey, An Outline of Greek and Roman Mythology, 30; هربرت روز , A Handbook of Greek Mythology, 340
- ^ H. J. Rose, A Handbook of Greek Mythology, 10
- ^ C. F. Dupuis, The Origin of All Religious Worship, 86
- ^ أ ب قالب:يستشهد موسوعة
- ^ Ribeiro Jr, Wilson A. "Heracles", Iconografia. Acesso: 27 de agosto de 2008.
- ^ Para mais detalhes da peça de Eurípedes, ver: Ribeiro Jr, Wilson A. "Héracles, de Erípedes". Acesso: 27 de setembro de 2008
- ^ Para mais detalhes da peça de Sófocles, ver: Ribeiro Jr, Wilson A. "As traquinianas". Acesso: 27 de setembro de 2008
- ^ Ribeiro Jr, Wilson A. "Os Heráclidas". Acesso: 27 de setembro de 2008
- ^ Herodotus, The Histories, I, 6–7; W. Burkert, Greek Religion, 211
- ^ Pi. N. versos 3.22
- ^ Ribeiro Jr, Wilson A. "Heracles". Grecia Antiga.Org. Acesso: 27 de agosto de 2008.
- ^ G.S. Kirk, Myth, 183
- ^ Apollodorus, Library and Epitome, 1.9.16; Apollonius, Argonautica, I, 20ff; Pindar, Pythian Odes, Pythian 4.1
- ^ قالب:يستشهد موسوعة; P. Grimmal, The Dictionary of Classical Mythology, 58
- ^ قالب:يستشهد موسوعة
- ^ P. Grimmal, The Dictionary of Classical Mythology, 58
- ^ Y. Bonnefoy, Greek and Egyptian Mythologies, 103
- ^ R. Hard, The Routledge Handbook of Greek Mythology, 317
- ^ R. Hard, The Routledge Handbook of Greek Mythology, 311
- ^ قالب:يستشهد موسوعة; قالب:يستشهد موسوعة
- ^ J. Dunlop, The History of Fiction, 355
- ^ قالب:يستشهد موسوعة
- ^ قالب:يستشهد موسوعة
- ^ أ ب ت ث Hanson-Heath, Who Killed Homer, 37
- ^ Albala-Johnson-Johnson, Understanding the Odyssey, 15
- ^ أ ب ت J. Griffin, Greek Myth and Hesiod, 80
- ^ أ ب F. Graf, Greek Mythology, 169–170
- ^ Plato, Theaetetus, 176b
- ^ M.R. Gale, Myth and Poetry in Lucretius, 89
- ^ قالب:يستشهد موسوعة
- ^ R. Hard, The Routledge Handbook of Greek Mythology, 7
- ^ J. Chance, Medieval Mythography, 69
- ^ أ ب P.G. Walsh, The Nature of Gods (Introduction), xxvi
- ^ أ ب ت M.R. Gale, Myth and Poetry in Lucretius, 88
- ^ M.R. Gale, Myth and Poetry in Lucretius, 87
- ^ Cicero, Tusculanae Disputationes, 1.11
- ^ Cicero, De Divinatione, 2.81
- ^ P.G. Walsh, The Nature of Gods (Introduction), xxvii
- ^ North-Beard-Price, Religions of Rome, 259
- ^ J. Hacklin, Asiatic Mythology, 38
- ^ Sacred Texts, Orphic Hymns
- ^ Jung-Kerényi, Essays on a Science of Mythology, 1–2
- ^ أ ب قالب:يستشهد موسوعة
- ^ D. Allen, Structure and Creativity in Religion, 9
* Robert A. Segal, Theorizing about Myth, 16 - ^ Caldwell, R. S. (1995), The Origin of the Gods: A Psychoanalytic Study of Greek Theogonic Myth, p.344, Oxford University Press. ISBN 0-19-507266-9
- ^ أ ب Alex Vaz, O mundo dos mitos, p.2
- ^ C. Jung, The Psychology of the Child Archetype, 85
- ^ R. Segal, The Romantic Appeal of Joseph Campbell, 332–335
- ^ F. Graf, Greek Mythology, 38
- ^ T. Bulfinch, Bulfinch's Greek and Roman Mythology, 241
- ^ T. Bulfinch, Bulfinch's Greek and Roman Mythology, 241–242
- ^ T. Bulfinch, Bulfinch's Greek and Roman Mythology, 242
- ^ D. Allen, Religion, 12
- ^ H.I. Poleman, Review, 78–79
* A. Winterbourne, When the Norns Have Spoken, 87 - ^ L. Edmunds, Approaches to Greek Myth, 184
* Robert A. Segal, A Greek Eternal Child, 64 - ^ M. Reinhold, The Generation Gap in Antiquity, 349
- ^ W. Burkert, Greek Religion, 23
- ^ M. Wood, In Search of the Trojan War, 112
- ^ W. Burkert, Greek Religion, 24
- ^ أ ب ت قالب:يستشهد موسوعة
* L. Burn, Greek Myths, 75 - ^ l. Burn, Greek Myths, 75
- ^ l. Burn, Greek Myths, 75–76
- ^ Klatt-Brazouski, Ancient Greek and Roman Mythology, 4
- ^ Hine, Phil, citado em Evans, Dave (2007). The History of British Magick after Crowley. Hidden Publishing. Página 204.
- ^ Wiccan Roots: Gerald Gardner and the Modern Witchcraft Revival. Capall Bann Pub.
{{cite book}}
: Cite has empty unknown parameters:|lay-date=
,|subscription=
,|nopp=
,|last-author-amp=
,|name-list-format=
,|lay-source=
,|registration=
, and|lay-summary=
(help) - ^ Nevill Drury. "Why Does Aleister Crowley Still Matter?" Richard Metzger, ed. Book of Lies: The Disinformation Guide to Magick and the Occult. Disinformation Books, 2003.
- ^ Bourne, Lois (1998). Dancing With Witches. Hale. Página 51.
- ^ Heselton, Philip (2003). Gerald Gardner and the Cauldron of Inspiration. Capall Bann. Página 254.
- ^ http://www.wildideas.net/temple/library/frew.html.
{{cite web}}
: Cite has empty unknown parameter:|citação=
(help); Missing or empty|title=
(help); Unknown parameter|autor=
ignored (|author=
suggested) (help); Unknown parameter|obra=
ignored (|work=
suggested) (help)
المصادر
مراجع أساسية (اليونانيون والإغريق)
- Aeschylus, The Persians. See original text in Perseus program.
- Aeschylus, Prometheus Bound. See original text in Perseus program.
- Apollodorus, Library and Epitome. See original text in Perseus program.
- Apollonius of Rhodes, Argonautica, Book I. See original text in Sacred Texts.
- Cicero, De Divinatione. See original text in the Latin Library.
- Cicero, Tusculanae resons. See original text in the Latin Library.
- Herodotus, The Histories, I. See original text in the Sacred Texts.
- Hesiod, Works and Days. Translated into English by Hugh G. Evelyn-White.
- Hesiod: Theogony on Wikisource
- Homer, Iliad. See original text in Perseus program.
- Homeric Hymn to Aphrodite. Translated into English by Gregory Nagy.
- Homeric Hymn to Demeter. See original text in Perseus project.
- Homeric Hymn to Hermes. See the English translation in the Online Medieval and Classical Library.
- Ovid, Metamorphoses. See original text in the Latin Library.
- Pausanias.
- Pindar, Pythian Odes, Pythian 4: For Arcesilas of Cyrene Chariot Race 462 BC. See original text in the Perseus program.
- Plato, Apology. See original text in Perseus program.
- Plato, Theaetetus. See original text in Perseus program.
مراجع ثانوية
|
|
قراءات إضافية
- Gantz, Timothy (1993). Early Greek Myth: A Guide to Literary and Artistic Sources. John Hopkins University Press. ISBN 080184410X.
- Graves, Robert (1955—Cmb/Rep edition 1993). The Greek Myths. Penguin (Non-Classics). ISBN 0-14-017199-1.
{{cite book}}
: Check date values in:|year=
(help); More than one of|author=
and|last=
specified (help) - Hamilton, Edith (1942—New edition 1998). Mythology. Back Bay Books. ISBN 0-316-34151-7.
{{cite book}}
: Check date values in:|year=
(help) - Kerenyi, Karl (1951—Reissue edition 1980). The Gods of the Greeks. Thames & Hudson. ISBN 0-500-27048-1.
{{cite book}}
: Check date values in:|year=
(help) - Kerenyi, Karl (1959—Reissue edition 1978). The Heroes of the Greeks. Thames & Hudson. ISBN 0-500-27049-X.
{{cite book}}
: Check date values in:|year=
(help) - Morford M.P.O., Lenardon L.J. (2006). Classical Mythology. Oxford University Press. ISBN 0-19-530805-0.
- Ruck Carl, Staples Blaise Daniel (1994). The World of Classical Myth. Carolina Academic Press. ISBN 0-89089-575-9.
- Smith, William (1870), Dictionary of Greek and Roman Biography and Mythology.
- Veyne, Paul (1988). Did the Greeks Believe in Their Myths? An Essay on Constitutive Imagination. (translated by Paula Wissing). University of Chicago. ISBN 0-226-85434-5.
- Woodward, Roger D. (editor) (2007). The Cambridge Companion to Greek Mythology. Cambridge ; New York: Cambridge University Press. ISBN 0521845203.
{{cite book}}
:|first=
has generic name (help)
وصلات خارجية
الصفحة وحدة:Portal/styles.css ليس بها محتوى.
الصفحة وحدة:Portal/styles.css ليس بها محتوى.
- Hellenism.Net - Greek Mythology A collection of Greek mythological stories.
- Library of Classical Mythology Texts translations of works of classical literature
- Timeless Myths: Classical Mythology provides information and tales from classical literature.
- LIMC-France provides databases dedicated to graeco-roman mythology and its iconography.
- Theoi Project, Guide to Greek Mythology biographies of characters from myth with quotes from original sources and images from classical art
- صفحات بها قالب:Ill-WD2 دون وصلات لغات
- CS1 errors: unsupported parameter
- CS1 errors: missing title
- CS1 errors: bare URL
- صفحات بأخطاء أنماط القالب
- Articles with hatnote templates targeting a nonexistent page
- Lang and lang-xx template errors
- CS1 errors: extra text: issue
- CS1 errors: redundant parameter
- CS1 errors: generic name
- ديانة يونانية قديمة
- أساطير أوروپية
- أدب يوناني قديم
- أساطير يونانية