سلا
سلا | |
---|---|
الإحداثيات: 34°02′N 6°48′W / 34.033°N 6.800°W | |
البلد | المغرب |
الجهة | الرباط - سلا - زمور- زعير |
الحكومة | |
• النوع | ملكية |
• الملك | محمد السادس |
التعداد (2007) | |
• الإجمالي | 903٬485 |
منطقة التوقيت | UTC+0 (WET) |
• الصيف (التوقيت الصيفي) | UTC+1 (WEST) |
سلا (بالأمازيغية: ⵙⵍⴰ) هي مدينة مغربية عريقة وعاصمة عمالة سلا الواقعة بغربيّ البلاد. تقع المدينة على الضفة الشمالية لنهر أبي رقراق، على اليمين من مصبه في المحيط الأطلسي، بالقرب من العاصمة المغربية الرباط. سميت قديما باسم شالة.
وتعود بدايات المدينة، حسب المؤرخين، إلى العهد الموحدي (القرن 11 م)، وشهدت المدينة عنفوانها وازدهارها في تلك الحقبة. عرفت المدينة تطورا حضاريا عكسته مجموعة منجزات يأتي في مقدمتها المسجد الأعظم الذي أنشأه يعقوب المنصور الموحدي سنة 1196 م ويعتبر عهد المرينيين، (القرن 14 م) فترة ازدهار عمراني وحضاري لا نظير له.
تعد مدينة سلا طيلة التاريخ الإسلامي نقطة عبور مهمة بين مدن وعواصم إسلامية حكمت المغرب، مثل فاس ومراكش. وبفضل وجود ميناء على سواحل المدينة الذي غدا مركزا للتبادل التجاري بين المغرب وأوروبا وأدى بدوره إلى استقرار واستمرار النشاط التجاري والصناعي إلى حدود القرن التاسع عشر الميلادي.
خلال العهد السعدي (القرن 17 م) تلاحقت هجرة الأندلسيين من شبه الجزيرة الإيبيرية وأسسوا كيانا مستقلا عن السلطة المركزية بمراكش عرف باسم جمهورية أبي رقراق، وكثفوا نشاطهم البحري الشيء الذي أعطى نفسا جديدا للمدينة أهلها لمنافسة جارتها مدينة الرباط اقتصاديا ،وتعد هذه الفترة من تاريخ مدينة سلا فترة الأوج والازدهار. في غضون القرن 19 م تضررت أمور المدينة إذ عرفت نوعا من الركود والانعزال بسبب تراجع نشاطها التجاري فأبدت اهتمامها بالجوانب الدينية والثقافية حتى فترة الحماية الفرنسية، أصبح معه مصير المدينة ونظامها مرتبطين بالأحداث التاريخية التي مضت.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تاريخ المدينة
يذكر بعض المؤرخين أن الفينيقيين اختاروا الموضع الذي تشغله شالة الواقعة جنوب الرباط الحالية كأول نقطة للماء قابلوها قرب المصب التي أصبحت عاصمة الفينيقيين ، وكانت هذه المنطقة بمثابة المركز التجاري للفينيقيين في المغرب الأقصى.
برز اسم سلا في العصر الروماني، وفي المنطقة المحيطة والمجاورة للرباط التي أنشئت في العصر الإسلامي. واستمرت سلا القائمة قبالة موضع الرباط الحالية مزدهرة في العصر الروماني، وحدث أن تقلصت مكانتها بعض الشئ عند ظهور الوندال، ولم تلبث أن استعادت مكانتها في العصر البيزنطي.
كانت شالة هي أهم المدن التي ارتبط بها موقع المدينة التي ستسمى فيما بعد برباط الفتح تاريخياً التي كانت حتى ظهور دولة المرابطين مجرد منطقة فضاء تقع شمالي مدينة شالة وترتبط بها إدارياً وتاريخيا .
بلغت شالة أوج عظمتها في أوائل القرن الثالث الميلادي، إذ كانت المرسى الوحيدة للمراكب الشراعية الرومانية التي تمد الرومان بسائر محصولاتها الزراعية وتستجلب منها أنواع المتاع وضروب المصنوعات الرومانية.
من بنى سلا
تساءل البعض هل المولى إدريس هو باني مدينة سلا منهم البكري في (المسالك ص 221) وصاحب (روض القرطاس) (ص 150). وقد نقل أبوجندار عن الترجمانة للزياني أن الاسكندر هو باني كل من سلا وشالة وقيل افريقش الحميري (مقدمة الفتح لابي جندار ص 18) وصاحب كتاب (الرباط وناحيته) (طبعة باريس عام 1918). ومما يؤكد أن المقصود بسلا في بعض الكتب التاريخية هي شالة خلط بعضهم في إشراف تميم بن زيري الزناتي اليفرني على سلا وقبله يدر بن يعلى الذي قتله ابن عطية عام 368 هـ - كملكين لها وكانت شالة إذ ذاك هي الحاضرة السياسية الأولى بالمغرب تشرف حتى على فاس بينما كانت (أنفا) حاضرة المغرب الاقتصادية منذ أزيد من ألف سنة كما أوضحنا ذلك في كتابنا حول (أنفا) مستندين إلى جملة من المؤشرات الإيجابية ولم يكن لسلا آنذاك ذكر كما تنبه إلى هذه الحقيقة مؤرخ سلا محمد بن علي الدكالي الذي أكد في أرجوزته التاريخية أن باني سلا هو القاسم بن عشرة عام (420 هـ / 1029م) ولذلك تعرف مدينة سلا بمدينة بني العشرة وكان الدكالي يقول بالنظرية الأولى (الإتحاف – خع 42 – 59 ص).[1] والواقع أن مدينة سلا كان لها وجود أيام بني يفرن الذين أقاموا نواة مسجد منذ القرن الرابع الهجري هو أسيسة الجامع الأعظم الذي تبلور على يد بني العشرة وقد شاركت بمحاضرة في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة مرور ألف عام على بناء المسجد.
وتحدث ابن خلدون (ج 2 ص 80) عن كل من شالة وسلا في عرضه لتقسيم المغرب بين أبناء المولى إدريس الثاني بعد عام (213 هـ) ولكنه لم يشر إلى مدينة سلا عندما تطرق إلى فتوحات المولى إدريس الأول بعد عام (172 هـ) كما أن ابن حوقل – وهو من مؤرخي القرن الثالث الهجري – لم يشر إلى مدينة سلا ملاحظا عثوره على نقود سكها الأدارسة تحمل أسماء مدن إدريسية عدا مدينة سلا ولعل ابن حوقل الذي سمى نهر أبي رقراق (وادي سلا) كما سماه ابن عذارى (البيان ج 1 ص 26) بحر سلا إنما يقصدان شالة. أما صاحب (الاستبصار) وهو شخص رافق المنصور الموحدي في (غزوة الأرك) وأثناء بناء رباط الفتح فقد خلط بين شقي أبي رقراق عندما تحدث بما يوهم أن (سلا) قد بنيت في القرن السادس الهجري.
وقد حدثنا الشريف الإدريسي عن (سلا الحديثة) قبل بناء الرباط مما يدل على أنها كانت آنذاك حاضرة مزدهرة وهو يقصد سلا الحالية فوصفها بأنها " مدينة حديثة حصينة في أرض رمل ولها أسواق نافقة وتجارات ودخل وخرج وتصرف لأهلها وسعة أموال ونمو أحوال والطعام بها كثير رخيص جدا وبها كروم وغلات وبساتين وحدائق ومزارع وكان أصحاب أهل اشبيلية وسائر المدن الساحلية من الأندلس يقلعون عنها ويحطون بها بضروب من البضائع ".
وقد وافق صديقنا العزيز المرحوم محمد حجي في كتابه (الزاوية الدلائية – هامش ص 185) على الفكرة السائدة وهي تسمية الرباط بسلا الحديثة. وقد استفادت (سلا) منذ العهد المومني من النظام الموحدي الجديد في ميدان التجارة الخارجية حيث أصبح الأسطول الموحدي أول أسطول في البحر الأبيض المتوسط يصل مناء أبي رقراق بمراسي جنوة وبيزة والبندقية خارج الأندلس مع انتظام جمعيات تجارية لتنظيم هذه العلاقات الاقتصادية
قبل الغرناطيين
وقد سكن (سلا) قبل الغرناطيين مهاجرون من أهل بلنسية وشاطبة وجزيرة شقر وغيرهم فسح لهم مجال الانتقال إلى المغرب ظهير الخليفة الرشيد الذي يوصي الولاة بحمايتهم وهومؤرخ ب21 شعبان 637 هـ)
ويلوح أنه منذ هذه الفترة بدأ بعض هؤلاء المهاجرين يتخذون من (رباط الفتح) (وهي المدينة الجديدة المؤسسة قبل ذلك ببضعة عقود) منطقة امتداد للاستمراح وللاسترواح لا يميزون بين شقي الوادي.
وقد انصب الطابع السلاوي طوال ثمانية قرون حتى بعد تأسيس (رباط الفتح) على مجموع ما وراء (نهر أبي رقراق) شمالا إلى السهول والمهدية حيث أناخ مهاجرو عدوة الأندلس لاستثمار هذه المساحة الثرية التي تعذر ازدهارها جنوبي الوادي منذ ما قبل القرن الرابع الهجري حيث ظل البرغواطيون يعيثون به فسادا إلى (كريفلة) التي استشهد بها عبدالله بن ياسين وقد ورد ت بعد ذلك على ما عرف (بقصبة سلا) أفواج من (الهورناشيروس) سكان البلاطة (استرامادور) غربي الأندلس وكانوا أثرياء اشتروا من ملك إسبانيا (فيليب الثالث) حق حمل السلاح وقد طرد الباقون منهم بالأندلس بمقتضى مرسوم ملكي إسباني مؤرخ (بدجنبر1609) فوصلوا إلى ضفاف وادي الرمان (4) أوائل (عام 1019 هـ / 1610).
وكان مركز (رباط الفتح) يدعى قبل تأسيس حاضرة الرباط (رباط سلا) كمعسكر لمائة ألف من الجيوش الموحدية ولكن القصبة أصبحت بعد ذلك تدعى (المهدية) نسبة للمهدي ابن تومرت .
ولم يكن الانفصال بين شقي الوادي ناتجا عن وجود الحاجز النهري بل لوحظ ذلك حتى بين طرفي العدوة الجنوبية أي ما بين (قصبة المهدية) و(رباط الفتح) والواقع أن تنافس الجانبين كان مصدر تكامل لأن خصائص أحدهما دعم مميزات الآخر فانبثقت ازدواجية خلاقة في ربوع الوادي حيث ظل اسم (سلا) العنوان اللامع الذي ارتبط بميناء جعل منها المرسى الاقتصادية الثانية في فترة من تاريخ المغرب مع ميناء (مرتيل) شمالا وقد امتاز وادي (سلا) باستقلال موصول لم يعرفه جيب من جيوب الساحل الأطلنطيكي وتبلور هذا الدور الحضاري بعد هجرة الأندلسيين الذين جعلوا من (سلا) (نموذجا مصغرا من فاس الإدريسية خزان المغرب ومجمع ثرواته وقد فقدت (قصبة المرابطين) من جدواها بعد أن زاوج عبد المومن بن علي بين احتلالها واحتلال سلا حوالي (540 هـ) حيث تزل قصر ابن العشرة إذ بالرغم عن بقاء القصبة مركزا لقيادة الجهاد بالأندلس فإن منطقة سلا برزت إستراتيجيتها لوقوعها في مفترق الطرق بين فاس ومراكش وإشرافها على سهول تامسنا والغرب واتجاه الطريق المارة بها إلى القصرين الكبير والصغير (قصر مجاز) للجيوش إلى الأندلس وظل وادي أبي رقراق رديفا بحريا للإبحار إلى الشمال.
ظلت حاضرة سلا في خضم جولاتها مجمعا لتراث الأندلس الحضاري بقيمه الزراعية والصناعية والفكرية بالإضافة إلى نسك بعض رجالاتها والوافدين عليها جعل منها خلوة الناسكين من مهاجري الأندلس أمثال ابن الخطيب وابن عاشر مما حدا عالم الرباط وقطبها أبا المواهب سيدي العربي بن السائح إلى الامتناع أوائل القرن الرابع عشر الهجري عن تعيين رائد رباطي للطائفة التجانية اكتفاء برياسة وكيل سلا للإشراف على مريدي العدوتين على أن ابن عربي الحاتمي نفسه وهو الشيخ الأكبر رمز الفكر الصوفي المغربي الأندلسي الأصيل قد نهل بعض معارفه من سلا حيث أخذ عن أحد أعلامها وهو أبو أحمد السلوي الذي صحب أبا مدين الغوث ثمان عشرة سنة (جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 1 ص 420) وفي ذلك العهد أي منتصف القرن الثامن الهجري حيث امتنع الشيخ سيدي أحمد بن عاشر من اقتبال الخليفة المريني أبي عنان - لم يكن رجل مسيحي يجرؤ على وضع قدميه بمدينة سلا التي عرفت كيف تحتفظ بقدسيتها عبر التاريخ ولعلها المدينة الوحيدة التي احتفظت باستقلالها طوال ألف عام من تاريخ المغرب.
القشتاليون
وقد امتاز سكان سلا من المهاجرين بأنهم كانوا من الفريق الأندلسي الذي عرف بنشاطه الفياض في دعم الازدهار الزراعي في إسبانيا في حين كان الكثير من أندلسيي الرباط من الحضريين الذين وسموا بنوع من النزوع الارستقراطي صيرهم في نظر البعض أقرب إلى المسيحيين الأسبان مما حدا آخرين إلى وصفهم ب (مسيحيي قشتالة) رغم نزاهتهم عن هذه النعرة وكان للإنجليز دور في تعزيز هذا الرأي عن طريق قنصلهم جوهن هاريسن (راجع وثائق دوكاستر – قسم مسيحيي المغرب – س.أ. ص 97).
وفي عام (558 هـ) حشر عبد المؤمن على ضاحيتي الوادي جيشا بلغ 480.000 رجل امتد معسكره من (عين غبولة) إلى (عين خميس) و(المعمورة) تحت القيادة المباشرة للخليفة طوال سنتين حيث توفي برباطه في شهر جمادى من نفس السنة (القرطاس ص 286 / ابن خلدون ج 2 ص 195 / ابن الأثير ص 525 ) وكان بناء جسر يصل رباط الفتح بسلا من أبرز التجديدات التي عززت وحدة الحاضرتين مسهلة المبادلات الداخلية بين الشمال والجنوب وتزايد الشعور باستراتيجية موقع العدوتين الذي أصبحت قيادته تسند إلى الأمراء مثل (عمر المرتضى) أخي الخليفة عام (643 م).
كانت سلا مأوى جميلا توجهت للإقامة فيه قسرًا شخصيات مثل يحيى بن عبدالعزيز قاضي علناس بن حماد الصنهاجي صاحب بجاية وقد نقله عبد المومن بن علي عام (548 هـ) إلى سلا حيث أسكنه في قصور بني عشرة إلى أن توفي (رحلة التجاني ص 344) ولاحظ (صاحب الاستقصا ج1 ص 143) أنه سكن سلا عام (558 هـ) ومات بنفس السنة. كما نفي إليها عيسى بن عمر العبدي وزير الخارجية المغربية وقائد عبدة. وفي عام (671 هـ) نظم عبد العزيز الملزوزي شاعر البلاط المريني قصيدة يصف فيها سلا ونهر أبي رقراق جاء فيها :
لله درك يا سلا من بلـــــــدة من لم يعاين مثل حسنك ما اشتفى قد حزت برا ثم بحرا طاميـــا وبذاك زدت ملاحـة وتزخرفــــا
القراصنة: جمهورية بورقرق
- مقالة مفصلة: جمهورية بورقرق
كان القراصنة الموسومون بالسلاويين في معظمهم إن لم نقل كلهم من الأعلاج المرابطين بسلا لم يكن فيهم أي بحار سلاوي لنزاهة أهل سلا عن اللصوصية البحرية وهي القرصنة.
وقد وصف كثير من المؤرخين البحارة المغاربة بأنهم أقبح من خاض لجج البحار من الأمم والشعوب حتى علق هذا الوهم بأذهان الكثير مع أن ذلك يتنافى مع تطور الأحداث قبل وبعد القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) وهو العصر السعدي الذي يمكن أن يعتبر بمثابة حد فاصل في عصر العلائق الطيبة في إفريقيا وأوربا والعصر الذي غمرته الآلة واستغلال الاستعمار الناشئ وهذه الحقيقة تتجلى بوضوح في تاريخ القرصنة بالبحر الأبيض المتوسط فقد حاول مؤرخان اثنان يجمعان بين النزاهة والضلاعة رسم لوحة جلية المعالم عن السمات البارزة التي طبعت نشاط القراصنة الأعلاج وذلك خلال العصور الوسطى وفي غضون فترة قصيرة من العصور الحديثة وهذان المؤرخان هما سيموندي صاحب كتاب (تاريخ الجمهوريات الإيطالية) ولاطري Latrie في مصنفه حول (صلات المسيحيين بالغرب في الشمال الإفريقي) وقد عمد كلاهما إلى دحض الافتراءات المروجة ضد العرب في شأن الفظائع المرتكبة باسم القرصنة البحرية ومما يؤكد ذلك ما رواه المؤرخ بالدوتشي Baldocci Pergolothi من أن المغرب وخاصة سلا – نظرا لضآلة القرصنة – كان الدولة الثانية في حقل التجارة الخارجية العامة والتبادل بين أوربا والعالم العربي وما كانت هذه العلائق لتستقر وتستتب لولا ضمان حظ ولو قليل من السلامة والأمن لاسيما وأن معاهدة أمضيت آنذاك (عام 1323 م) بين تونس واراكون Aragon تعتبر القرصنة نفسها كوسيلة حربية عادية مشروعة وقد لاحظ (لاطري) نفسه أن كثيرا من رجال الملاحة الأسبان والإيطاليين لم يتورعوا عن إدراج النهب في صفقاتهم التجارية.
على أن القرصنة الموصوفة بالعربية أو الإسلامية بالمغرب قد اتسمت أول الأمر بطابع خاص كرد فعل وطني أو سياسي ضد عمليات التعذيب والتحقيق (Inquisition) التي مورست ضد الأندلسيين وضد غزوات الأسبان والبرتغاليين للأراضي الإفريقية وخاصة الجيوب الساحلية المغربية وليس معنى ذلك أن هذه القرصنة لم تنقلب بعد إلى صراع عسكري بما ينطوي عليه من عنوان ونهب.
ولا يمكن أن نفصل تاريخ هذه القرصنة عن حركة الغزو والتمسيح التي نسقت – كما يقول هنري تيراس Terrasse ( في كتابه حول تاريخ المغرب ) – تنسيقا بديعا تحت ظل البابوية حيث أغار الأسبان على شرق المملكة بينما اكتسح البرتغاليون غربها محاولين إقرار حمايتهم على مجموع المغرب ولكن هذه المحاولات ارتطمت بصمود تلقائي تبلور في حركة القرصنة الأندلسية في البحار وفي مقاومة الشعب المغربي في الداخل ومعروف أن الشعب المغربي لم يتوان في خوض كفاح مرير ضد كل المعتدين ولو كانوا من المسلمين لأن صراعه لم يتسم لا بالطابع العنصري و لا بالرغبة في الربح المادي الذي هو شنشنة القراصنة الأقحاح وقد كان حنق الأندلسيين المهجرين إلى منطقة أبي رقراق وغيرها شديدا ضد إسبانيا التي فتكت في ظرف (139) سنة بنحو ثلاثة ملايين من المسلمين واليهود حسب المؤرخ لورانت Lorente في تاريخه النقدي للتعذيب بإسبانيا كما أحرقوا على 1499 م أزيد من مليون مخطوط عربي حسب رواية المؤرخ بيرسكوط Perscott في كتابه حول (فرناندو وإيزابيلا) (ص451) ولهذا انقلب الأندلسيون المنفيون والمطرودون الذين فقدوا أموالهم وعائلاتهم من جراء هذه الضربات المتوالية إلى مجاهدين كونوا عصابة من القراصنة هاجمت الأساطيل المسيحية في قوة وعنف فتحولت القرصنة البحرية منذ ذاك إلى كفاح وطني وقد أبرز المؤرخ لين بول Lean Pool هذا النوع الجديد من الحرب في كتابه حول (قراصنة إفريقيا).
ومع ذلك أصبحت هذه الأعمال التي كان يرتكبها هؤلاء "القراصنة" مثار قلق بالنسبة للمغرب لاسيما وأن بعض المسؤولية ترجع لأوربا نفسها التي أصبحت تتحدى السلطات المغربية الشرعية فاعترفت لمن يسمون بالقراصنة المغاربة طوال قرنين اثنين بوجود قانوني شبه رسمي وقد كتب (دوكاستر) بحثا قيما حول (تاريخ قرصنة سلا) أكد أن المغرب تمكن من فرض وجوده خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر إلى حد أن الدول المسيحية خطبت وده وحالفته وأدت له جزية ثم علل ذلك بأن أسطولا قرصنيا كان يثير الرعب في المحيط الأطلنطيكي فوجب أن تضمن السفن التجارية المسيحية سلامتها عن طريق المعاهدات والجزيات مع المغرب على أن القرصنة نفسها في حوض أبي رقراق وما والاه كمرسى المهدية هي من آثار الأوربيين أنفسهم لأن ذلك كان مجهولا في المغرب حتى استقر أيام المرينيين وكر قرصني في المعمورة (المهدية) فعظم شأنه واستفحل أمره وكان القائمون عليه أخلاطا من جميع الأمصار فيهم المسيحيون أكثر من المسلمين – كما يقول دوكاستر.
وزاد الأمر استفحالا أن محور التجارة الدولية كان قد انقلب آنذاك من الشرق إلى الغرب على إثر الكشوف البحرية الكبرى حيث أصبح مضيق جبل طارق وهو المركز الاستراتيجي الذي أقامه عبد المؤمن سنة الأخماس (555 هـ) – أقول أصبح المحجة الكبرى فكانت مرسى كل من سلا وتطوان أقرب إلى هذه الطريق الدولية على أن ضعف الدولة وروح التوتر التي كانت تذكي الفئات الأندلسية هي التي حدت كلا من العدوتين بل شقي العدوة الجنوبية (أي القصبة ورباط الفتح) إلى تشكيل (ديوان) أو (مجلس إدارة) من ستة عشر عضوا لمساعدة وال أو قائد منتخب وقد أطلق الأجانب على هذا الديوان اسم "جمهورية" وهو مصطلح غربي دخيل لم تتعرف إليه جماعات الأطلس والجنوب ولا جماعة الأندلسيين التي لم تزد بادرتها هذه على تكوين مجالس لتسيير دولاب الحياة لصالح الفئات المتساكنة كما فعلوا في غرناطة نفسها حيث شكلوا إبان الثورة – آيت الأربعين – على غرار الأطلسين واستغل أهل الدلاء والخضر غيلان هذا الوضع الشاذ لإذكاء نارالشقاق والتطاحن التي استمر أتونها أول الأمر خمس عشرة سنة (1037 هـ - 1051 هـ ) ولعل بعضها قد ورثه المهاجرون الأندلسيون من الخلافات المزمنة التي عرفتها الأندلس منذ العصر الأموي ولم يكن الصراع خاصا بين العدوتين بقدر ما كان أحيانا بين شقي العدوة الجنوبية نفسها وهما القصبة ورباط الفتح فظل السلاويون يمدون القصبة المحاصرة بحرا لأنهم كانوا يجدون في إخوانهم المحصنين في القصبة درعا يدرأ عنهم هجمات الأعداء وخاصة الانجليزوقد أجج الغربيون عوامل التناحر بين العدوتين للاستيلاء على القصبة بدعوى قطع دابر القرصنة من معقلها مدعين أن سلا اقتنصت في ظرف عشرة أعوام أزيد من ألف سفينة مسيحية في حين كانوا يستهدفون تركيز مبادلاتهم التجارية بوضع اليد على مراكز في الشاطئ المغربي للمحيط الأطلنطيكي وقد شعرت المستوطنات الثلاث في العدوتين بالمكيدة الاستعمارية فانصاعت إلى سيادة محمد الحاج الدلاني ممثلا في شخص خليفته قائد سلا الحاج الجنوي ثم ولده الأمير الدلائي عبد الله قائدا أعلى للمنطقة يدعى " أمير سلا " إلى عام (1071 هـ) حيث ثارت العدوتان ضد الدلائيين بانتخاب القائد عبد القادر مرينو على رأس الرباط والحاج محمد فنيش على سلا وهنا انبرى العلويون لجعل حد لهذه الفوضى فاستولى المولى الرشيد على المنطقة عنوة دون إراقة قطرة دم ولا إطلاق رصاصة واحدة لأن الشعب مل هذا الانقسام فانصاع للدولة الفتية فدخلت العدوتان في مرحلة هادئة بعد اضطرابات عارمة تواصلت ويلاتها أزيد من نصف قرن.
وعندما هاجمت سلا اثنتا عشر سفينة فرنسية بقيادة نائب الأميرال ديستري Le Comte d’Estrée وجه المولى الرشيد رسالة (عام 1082 هـ/ 1672 م) (يوجد نصها بخزانة المؤرخ السلاوي ابن علي الدكالي ) يأمره فيها بعدم التفاوض إلا بلسان المدافع (Hesperis, Vol-IX, 1968).
وفي عام (1038 هـ / 1628) أصدر ملك إنگلترا شارل الأول منشورا يحذر أصحاب المراكب الإنگليزية من الاعتداء على أهل سلا وتطوان والجزائر وتونس والضرب على يد المخالفين فتأسست بعد عشر سنوات شركة بارباري Barbary C. الإنجليزية وصادف هذا التاريخ توالي هجرات الأندلسيين إلى المغرب وانتقال بعضهم من مدن داخلية إلى مصبي مرتيل وأبي رقراق وهكذا ازدهرت التجارة الخارجية بمرسى العدوتين حيث وردت عليها عام 1110 هـ / 1698 (أربعون سفينة فرنسية ) واستمرت بها شركات أخرى من (شركة سلا) المؤسسة (عام 1112 هـ / 1700) (10) والواقع أن ميناء سلا أصبح أول ميناء في النصف الأول من القرن الحادي عشر بينما تحول النشاط التجاري في النصف الثاني منه إلى أسفي وكانت العدوتان حافلتين بالتجار الفرنسيين والإنجليز والهولنديين علاوة على سماسرتهم من اليهود فحذا استغلالهم الفاحش للموقف (عام 1082 هـ / 1671) إلى تدخل السلطة العلوية لتعيين وال على العدوتين بجانب قائد المرسى فتزايد عدد السفن الواردة حيث بلغت المراكب الإنگليزية وحدها مائة سفينة سنويا في بعض الفترات ورسوم الجمرك مائتي ألف ليرة ذهبية لاسيما بعد أن اتخذ السلطان محمد بن عبد الله البادرة فأسس بسلا (دار صناعة) جديدة لبناء السفن جلب إليها العتاد من تركيا (عام 1181) هـ كما أنشأ شركات تجارية مشتركة كالتي قامت (عام 1751 هـ) بين المغرب والدانمرك عززت نشاطها في أبي رقراق مع مينائي أسفي وأكادير وكان هذا النشاط يتعرقل أحيانا بسبب حروب ومشاجرات بين أقطار أوربا كاحتدام الصراع في البحار بين إنجلترا ونابليون على إثر الحصار القاري وترصد السفن الفرنسية للمراكب الإنجليزية في المياه المغربية وظل ازدهار المرسى يتزايد حتى بلغ دخل المبادلات أيام المولى عبد الرحمن عام 1857 ما قيمته 2.294.950 فرنك من الواردات و 1.863.515 من الصادرات و ما بين مليون وأربعة ملايين من قيمة الرسوم الجمركية.
وقد أصبحت العدوتان حاضرتين بارزتين منذ أزيد من ثلاثمائة سنة في ظل الملوك العلويين بإشراف قائدين اثنين مع ثالث مشترك يراقب حركة الميناء وظلت القرصنة في العهدين الرشيدي والإسماعيلي موصولة كحركة دفاعية عن المملكة في البحار دون أي إسهام من سكان العدوتين غير أن المولى محمد بن عبد الله بن إسماعيل ما لبث أن عزز أسطوله بخمسين قطعة يشرف على قيادتها ستون ضابطا يعمل تحت إمرتهم خمسة آلاف بحار وألفان من الرماة معظمهم مواطنون من سلا وباقي الحواضر وعادت (دار الصناعة) بسلا إلى نشاطها في صناعة السفن وكانت قد تأسست في عهد الخليفة يوسف بن يعقوب المريني في باب (المريسة) بسلا وكان أبوسعيد أول من قام ببناء أسطول حربي بها وأضاف لها العلويون أوراشا أخرى قبالة (جامع حسان) بالرباط تزج في المحيط بسفن جهز بعضها بخمسة وأربعين مدفعا وبذلك انصرفت العدوتان عن القرصنة مع الحفاظ على تجارتهما مع أوربا حيث أصبح ميناء أبي رقراق أنشط مراسي المغرب مع مرسى مرتيل بتطوان أما الحاجز الرملي (Barre) الذي أشار إليه صاحب الاستبصار (ص 53) وكان يعوق دخول المراكب إليها فقد اتسع تحت تأثير زلزال وقع في إشبونة عام 1169 هـ / 1753 بعد وفاة المولى إسماعيل بعشرين سنة فأصبح في وسع السفن التي تزيد حمولتها على مائة وخمسين طنا الدخول إلى الميناء فتشكلت آنذاك شركة بربريا للقيام رسميا بصفقاتها وتوافر في المدينتين التجار الإنگليز والفرنسيون والهولنديون مما فسح المجال لتعيين قناصلة أوربيين.
وكان القنصل الفرنسي بوميي Beaumier يلقب مرسى العدوتين بقنطرة المغرب لموقعها على الشاطئ الأطلنطيكي في منتصف الطريق بين مراكش وفاس وقد لاحظ دوازان Doazan هذه الأهمية إذ بالرغم عن الحاجز الرملي (Barre ) فإن البحارة المهرة كانوا يفضلون مرسى العدوتين على مرسى الدارالبيضاء والجديدة وأسفي لسهولة مرابطة السفن آنذاك في أرصفة أبي رقراق والصعوبة الوحيدة التي كانت تعرقل نطور الميزان التجاري في العدوتين هو عدم استقرار لائحة الصادرات بالإضافة إلى قلة اليد العاملة المتخصصة من البحارة ورداءة الأجهزة مما كان يعرض بعض السلع إلى الضياع لاسيما وأن الروح التجارية ونعرة الأرباح كانت تهيمن لدى الأجانب على الصفقات مع الخارج مما دفع السلطان محمدًا بن عبد الله إلى القبض بيد من حديد على التجارة الخارجية والاشتراك مع التجار الأجانب برؤوس أموال لضمان مراقبتهم حفاظا على سمعة المراسي والديوانة المغربية.
وكانت روح التسامح تذكي ملوكنا في تشجيعهم للتبادل الهادئ الوديع حتى ولو بواسطة تجار أجانب يقيمون بمختلف الموانئ غير أن هذه الروح ما لبثت أن انقلبت إلى لوازم معكوسة تحت تأثير سياسة الحيف والاستغلال الأوربية ضد المغرب فلم يسع المولى إسماعيل إلا طرد جميع التجار الأجانب من مراسي المغرب مع تشكيل حامية لأبي رقراق معززة بطبجية من ألفي مدفع مجهزة بستين مهرازا ومائتي مدفع مع برجي (صقالة) و(الصراط) أيام المولى محمد بن عبد الله للحيلولة دون نزول قوات بحرية أجنبية فوق تراب المملكة وانبرى المولى إسماعيل في حركة عارمة حرر فيها طنجة وأصيلا والعرائش والمعمورة من قبضة الغزاة الأوربيين ومنذ العهد الإسماعيلي أصبحت أربعون إلى خمسين سفينة أنجليزية تزور سنويا مرسى أبي رقراق التي احتفظت بنشاطها حتى بعد تأسيس ميناء الصويرة لأن التجار والقناصلة الأجانب ظلوا عالقين بمرسى سلا الأنسب لتجارة الساحل على أن ملوكنا كانوا في حيرة من أمرهم لأنهم كانوا يتمسكون بمبدأ حرية البحار مع ضمان سلامة التجارة الدولية فلم يكن تشكيل مليشية موحدية لمحاربة القرصنة ولا الحصول على جزية في عهد السلطان محمد بن عبد الله لضمان حرية البحار إلا انطلاقا من هذا المبدأ الذي حدا السلطان إلى تقليص نشاط القرصنة وإنشاء أسطول وطني ولو أقل من الأسطول الموحدي لضمان الذب عن المياه والسواحل المغربية بقطع حربية رسمية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
القصف الفرنسي لسلا 1851
وقد عمد المولى سليمان إلى إقفال مرسى (أنفا) التي أصبحت تسمى منذ المولى محمد بن عبد الله (مرسى الدارالبيضاء) ونقل تجارها إلى ميناء أبي رقراق غير أن اقتصاد المنطقة تقلص بسبب استفحال المجاذبات الدولية وحروب نابليون التي حالت دون وصول السفن الغربية إلى سواحل المغرب وكان الأسطول السليماني المرابط في معظمه بميناء سلا مجهزا بنحو عشرين قطعة اضطر السلطان لأسباب شتى إلى نزع سلاحها من أجل جعل حد للصراع البحري مع أوربا وحاول نابليون آنذاك الضغط على المولى سليمان للانضمام إلى (الحصار القاري) Bloc Continental مهددا تارة باحتلال المغرب وأخرى بالوعد بالمساعدة على تحرير كل من سبتة و مليلية وكان نابليون ينتظر من السلطان مساندته في احتلال مدريد ولكنه صمد في وجه نابليون قائلا في كلمته الخالدة : " إن سبتة ومليلية متاع المغرب لابد من عودتهما إلى المغرب " واتخذ سلطان المغرب نفس الموقف عام 1271 هـ من أمريكا التي طلبت منه الانحياز للدول المحايدة والدخول في الحلف الروسي الأمريكي في (حرب القرم) مقابل إرجاع المدينتين السليبتين سبتة ومليلية فرفض السلطان هذا العرض تضامنا مع الباب العالي بالأستانة كما رفض من قبل مشاركة نابليون في احتلال مدريد عاصمة الأسپان.
وقد تعزز هذا الضغط الفرنسي على المغرب بقنبلة الأسطول الفرنسي قبل ذلك بثلاث سنوات عام (1268 هـ/ 1851 م) لمدينة سلا بدعوى الثأر لهجوم مراكبها على سفينة فرنسية وتلقت الرباط آنذاك إنذارا بعدم التدخل ولكن مدافع القصبة لم تكن لتتأخر عن نجدة إخوتها بالعدوة الشمالية مما اضطر الأسطول الفرنسي إلى الإقلاع في نفس الليلة وكانت إنجلترا تلعب وراء الستار ضد فرنسا دعما لتجارتها التي بلغت حصة الأسد في العدوتين حيث تكدست واردات إنگليزية من القطنيات والحرائر والصوفيات والفولاذ والنحاس والحديد والسكر والشاي ارتفعت قيمتها من مائة ألف فرنك عام (1266 هـ / 1849 م) إلى 4.158.465 فرنك عام (1274 هـ/ 1857) وقد دخلت إلى الميناء في نفس السنة ست وثمانون سفينة مجموع حمولتها 6.684 طنا أربعون منها فرنسية وإحدى وعشرون برتغالية وثمان عشرة إنجليزية وتسع سفن أسبانية وقد وصف القنصل الفرنسي مرسى العدوتين آنذاك بأنها تشكل مركزا اقتصاديا من الدرجة الأولى وقد دخل في نفس العام عنصر جديد في واردات أبي رقراق هو (البترول) كعنوان على اتجاه المغرب نحو التطور وقد تضاعف عدد البواخر الراسية في الميناء ثلاث مرات (102 بدل 31) في ظرف ربع قرن (بين 1282 و 1309) وهكذا تبلور الاقتصاد السلوي بفضل توفر المنطقة على عناصر الازدهار الزراعي والصناعي معا كزراعة القطن حيث وصف ابن الخطيب مدينة سلا في مقامته (وهي معيار الاختيار) التي رد عليها المؤرخ السلوي اللامع محمد بن علي الدكالي في كتابه (إتحاف الملا) بأنها "معدن القطن والكتان" كما وقع العثور عام (1048 هـ/ 1638) على معدن القصدير قرب سلا على مرحلة من الرباط وهو أجود وأوفر من معدن إنجلترا وقد تم تطوير هذا المنجم عام 1941 في مركز طول دائرته ثمان مراحل تعطي 50 % منها كما تأسست (ملاحات) في المنطقة لإمدادها بما عرف آنذاك بالذهب الأبيض وهو الملح الذي قال عنه قنصل إنگلترا آنذاك بالمغرب بأن أملاحه كافية لاستهلاك مجموع الإنگليز.
أما الغابات فإنها تغطي في زمور والسهول وزعير مساحة قدرها حوالي 250.000 هكتار مربع.
وبخصوص الصناعة التقليدية أدرج ماسينيون مدينة سلا في الإحصاء الذي قام به عامي 1923 و 1924 حول حناطي المحترفين والتجار في سبع مدن أسفر تحقيقه عن وجود نسبة من رجال الحرف فبلغ نصف مجموع سكان كل مدينة وكانت الحرف منظمة في سلا وغيرها في شكل حناطي تتمتع بحرية كاملة ونظام دقيق وكانت العدوتان تتكاملان مما أدى إلى إنتاج مشترك جعل منهما أيام المولى عبدالرحمن بن هشام المركز الثالث في ضخامة الإنتاج بعد مراكش وفاس حيث انتجتا معا 840 زربية صدر ثلثها إلى الخارج و63.200 حايك و460.000 سبنية و مآت المنسوجات وستمائة ألف آنية فخارية كل سنة وبلغ عدد مصانع الزرابي بهما خمسين معملا أما ورشة بناء السفن فهي (دار الصناعة) التي أنشأها بسلا المهندس الغرناطي والوزير محمد بن علي بن عبد الله ابن الحاج (عام 714 هـ / 1315) وقد تركز جانب من النشاط التجاري الخارجي السلوي في فندق (سكور) بحومة باب حسين بسلا وهو اسم أطلق على مارستان أبي عنان في طالعة سلا قرب المسجد الأعظم. وفي آخر أيام المولى عبد الرحمن استحالت العدوتان إلى مركز صناعي من الدرجة الأولى حيث بلغ العمال المغاربة في المدينتين أربعة ألاف والصناع ثلاثة آلاف من ستين ألفا من السكان وكان المولى عبد الرحمن قد طور الاقتصاد والفلاحة في مجموع المغرب فبلغت ثروة المغرب في عصره رقما قياسيا وصل إلى أربعين مليون رأس غنم واثني عشر مليون رأس معز وستة ملايين من البقر ولعل تمسك العدوتين بروحهما الوطنية واستماتتهما في الذب عن مصالح البلاد هي التي أدت إلى هذه النتيجة وحدت الأجانب من القناصل والتجار وخاصة القنصل الفرنسي شينيي Chenier والراهب كودار إلى اتهامهم بالتعصب الديني وبالعداء للمسيحيين.
وقد اتهم العلويون دعما للفلاحة والنمو الديموغرافي بالمنطقة بتوفير مياه السقي والشرب حيث نقلوا ماء الفوارات (قرب القنيطرة) إلى سلا ومنها إلى الرباط بعد أن كان عبد المومن بن علي قد أجرى إليهما (عين غبولة) في سرب تحت الأرض (حسب الأنيس المطرب ج 2 ص 146 والمن بالإمامة ص 448) وقد ازدهرت الزراعة في حوز سلا الذي كان يحتفل بعادة أندلسية هي العنصرة الواقعة بأن الانقلاب الصيفي يوم 24 يونيه من كل سنة.
وهكذا سجل التاريخ لحاضرة سلا وأهلها امتيازات خاصة في جميع الحقول. ومن رؤساء السلاويين المرموقين علي عواد أيام المولى محمد بن عبد الرحمن (تاريخ الضعيف ص 177 – تاريخ تطوان – داود ج 2 ص 181) وكذلك الريس قنديل علاوة على أمير البحر عبد الله بن عائشة في عهد المولى إسماعيل.
الجغرافيا
الموقع
تقع سلا بجهة الرباط سلا زمور زعير، وهي تحد من الشرق بإقليم الخميسات، ومن الجنوب بعمالة الرباط ومن الغرب بالمحيط الأطلسي ومن الشمال بإقليم القنيطرة.
خطأ لوا في وحدة:Navbox على السطر 580: bad argument #1 to 'inArray' (table expected, got nil).
الجغرافيا الإدارية
المقاطعات والأحياء
المقاطعات
تنقسم مدينة سلا، الذي تم زيادة منطقة خلال النصف الثاني من القرن العشرين إلى خمس مناطق البلدية حاليا : باب لمريسة، بطانة، حصين، لعيايدة وتابريكت.
تابريكت هي المقاطعة الأكثر سكانا بينما بطانة هي الأقل سكانا. عن طريق حساب الفرق لسكان هذه المنطقتين بين عامي 1994 و2004 نرى أن تابريكت وبطانة لهم فرق ب 100٬000 نسمة. في عام 1994، كانت بطانة الدائرة الثالثة الأكثر سكانا، ولكن سكانها قد زاد قليلا في عشر سنوات، منذ تعداد عام 2004، هي الأقل من حيث عدد السكان البلدة.
المقاطعة الأكثر تقدما ديموغرافيا هي حصين، بين عامي 1994 و2004، تضاعف عدد السكان مرتين تقريبا من 74٬930 نسمة إلى 163٬672 نسمة. سكان أحياء باب لمريسة و لعيايدة وقد زادت كذلك من 114٬120 إلى 140٬383 لباب لمريسة ومن 83٬777 إلى 118٬233 للعيايدة [2].
مقاطعة | السكان في عام 1994 | السكان في عام 2004 |
---|---|---|
باب لمريسة | 114٬120 | 140٬383 |
بطانة | 102٬142 | 103٬165 |
حصين | 74٬930 | 163٬672 |
لعيايدة | 83٬777 | 118٬233 |
تابريكت | 204٬881 | 234٬733 |
الأحياء
تعتبر مدينة سلا أخت منافسه للرباط،و تميز بثقافة وهوية خاصة بها، كما أنها أقدم بكثير من الرباط (التي تأسست فقط في 1150 م، بينما سلا يعود تاريخها إلى العصر الروماني).يفصل نهر أبي رقراق مدينة سلا عن العاصمة الرباط. وتتألف مدينة سلا من عدة مناطق والتي هي أقدم المدينة العتيقة، الملاح (حي يهودي) والحي الفرنسي القديم المسمى بالرمل، والذي يتضمن كنيسة قديمة.
تأسست المدينة العتيقة في القرن الثاني عشر من طرف الموحدين في وقت مبكر، ويضم نوافير، رياضات ومساجد. يمكن باب لمريسة من دخول إلى المدينة القديمة.
يوجد أيضا بالمدينة القديمة حي القساطلة وهو تشويه لكلمة قشتالة. هذا « الحي القشتالي » استقر به العديد من الأسر ذات الأصول الأندلسية منذ عهد المرينيين، مثل بن سعيد، سمار، زنيبر، فنيش...
الملاح هو الحي اليهودي القديم استقر فيه جالية كبيرة من اليهود قبل سقوط غرناطة.
في الجدول التالي أسماء بعض الأحياء بمدينة سلا :
|
|
|
البلديات المحيطة
- مقالة مفصلة: عمالة سلا
مدينة سلا هي عاصمة العمالة التي تحمل نفس الاسم، والذي توجد بها بلديتين حضريتين هما (سلا وسيدي بوالقنادل) واثنتين ريفيتين (عامر و السهول). وقدر إجمالي عدد سكان المحافظة في عام 2004 وفقا لآخر تعداد سكاني 823٬485 نسمة [2].
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التجمعات السكانية
تشكل سلا، مع مدن الرباط (بما في ذلك البلديات الرباط وتوارغة)، تمارة وسيدي بوالقنادل، تجمعا سكانيا، بين التعدادات لعام 1994 و2004، زاد عدد سكان من 1٬340٬659 نسمة إلى 1٬622٬929 نسمة[2].
بلدية | السكان في عام 1994 | السكان في عام 2004 |
---|---|---|
سلا | 579٬850 | 760٬186 |
الرباط | 615٬401 | 621٬480 |
توارغة | 8٬056 | 6٬452 |
تمارة | 130٬793 | 225٬497 |
سيدي بوالقنادل | 6٬569 | 9٬314 |
المجموع | 1٬340٬659 | 1٬622٬929 |
تقع البلديات الخمس التي تشكل هذا التجمع السكاني في ثلاث عمالات مختلفة، وتلك من الرباط وسلا والصخيرات تمارة، تشكل مع إقليم الخميسات جهة الرباط سلا زمور زعير [2].
الرباط هي العاصمة السياسية والإدارية للمغرب، عاصمة عمالة الرباط، وفقا لتعداد وطني لعام 2004، هي سادس مدينة من حيث عدد السكان في المغرب، في حين تأتي سلا في المرتبة الرابعة من حيث السكان. ولكن خلال التعداد الوطني عام 1994، كانت مدينة الرباط أكثر سكانا من سلا، مما يدل على الانفجار السكاني التي يعاني منها سلا في ضوء الاستقرار النسبي من الرباط الذي ارتفع عدد سكانها أقل من 10٬000 نسمة في عشر سنوات. في حين أنها كانت من أكثر سكانا من سلا في عام 1994 بفرق 35٬551 نسمة، في عام 2004 مدينة سلا تقدمت على الرباط من حيث عدد السكان ب 138٬706 نسمة.توارغة، « المدينة الملكية » بالرباط، وتقع في قلب العاصمة، والتي هي واحدة من أربع بلديات من المغرب ذو وضع خاص، عرفت من 1994 إلى 2004 بنسبة انخفاض غير طبيعي في عدد السكان ابتداءا ب 8٬080 وانتهاءا ب 6٬452 نسمة، حوالي 20٪ [2].
المناخ
مناخ مدينة سلا هو نمط مناخ البحر الأبيض المتوسط مع تأثير المحيط بسبب موقعها على ساحل المحيط الأطلسي. أراضي المدينة تنتمي إلى الاختلافات المناخية البيولوجية شبه الرطبة مع تحولات شبه قاحلة (مناخ شبه جاف) ورطبة [3].
فهي تخضع لتأثيرات مزدوجة قارية ومحيطية، أما التساقطات فتتراوح بين 500 و 600 مم/سنة [3].
موسم الأمطار يمتد من أكتوبر إلى مارس وموسم الجفاف من أبريل إلى شتنبر. هطول الأمطار تغطي في المتوسط من 70 إلى 90 يوما في السنة. الرياح المحلية، لا سيما نسيم البحر، يخفف الحرارة المفرطة، وإضافة إلى عناصر أخرى، تضع المدينة في الاختلافات المناخية البيولوجية شبه الرطبة [3].
تأثير الكتلة المحيطية المعتدلة يسفر عن درجة حرارة متوسطة تصل إلى 9 درجات للأشهر أكثر برودة و 38 درجة مئوية بالنسبة للأشهر الأكثر دفئا. الصقيع أمر نادر الحدوث. أقل درجة حرارة وصلت من أي وقت مضى 3,2- درجة مئوية، في حين أن أعلاها هي 48 درجة مئوية.[3].
متوسط حالة الطقس لـ سلا | ||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
الشهر | يناير | فبراير | مارس | ابريل | مايو | يونيو | يوليو | أغسطس | سبتمبر | أكتوبر | نوفمبر | ديسمبر | المعدل السنوي | |
متوسط درجة الحرارة الكبرى ب°ف | 63 | 64 | 66 | 68 | 72 | 75 | 81 | 81 | 79 | 75 | 70 | 64 | 77 | |
متوسط درجة الحرارة الصغرى ب °ف | 46 | 48 | 48 | 50 | 55 | 59 | 64 | 64 | 63 | 57 | 52 | 48 | 58 | |
هطول الأمطار بإنش | 2.99 | 2.76 | 2.44 | 2.56 | 0.83 | 0.24 | 0.04 | 0.04 | 0.2 | 1.81 | 3.54 | 4.25 | 21٫69 | |
متوسط درجة الحرارة الكبرى ب °م | 17 | 18 | 19 | 20 | 22 | 24 | 27 | 27 | 26 | 24 | 21 | 18 | 25 | |
متوسط درجة الحرارة الصغرى ب°م | 8 | 9 | 9 | 10 | 13 | 15 | 18 | 18 | 17 | 14 | 11 | 9 | 14٫2 | |
هطول الأمطار ب مم | 76 | 70 | 62 | 65 | 21 | 6 | 1 | 1 | 5 | 46 | 90 | 108 | 551 | |
المصدر: [4][5] يوليو 2013 |
السكان
الديموغرافيا
تشكل مدينة سلا مع الرباط وتمارة وتجمع سكاني من سكان 1,66 مليون نسمة (2005). النمو الهائل للسكان يرجع إلى حد كبير إلى الهجرة القروية. وفقا لتعداد العام للسكان والمساكن في عام 2004، كان عدد سكانها حوالي 800٬000. يجب إضافة كل عام 12٬000 حضري لتكون مدينة سلا، مدينة مليونيرة بحلول عام 2020 [6][7].
السنة | 1912* | 1936 | 1952 | 1960 | 1971 | 1982 | 1994 | 2004 | 2005* | 2010* |
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
سلا | 19٬000 | 32٬000 | 47٬000 | 77٬000 | 159٬000 | 328٬000 | 580٬000 | 760٬186 | 780٬000 | 870٬000 |
* : تقدير ، مصادر :[2] [7] |
العائلات السلاوية القديمة
- مقالة مفصلة: العائلات السلاوية القديمة
تسجل رسميا العائلات السلاوية القديمة منذ تاريخ ذكرهم لأول مرة في الأدب أو السجلات؛ أقدم الأسر لا تزال موجودة في سلا وسكنت المدينة بين التاسع والقرن السابع عشر.
وتفيد وثائق تاريخية وجود أكثر من مائتي أسرة أخرى بين الثامن عشر إلى القرن العشرين، على الرغم من أن بعضها ربما أكثر رسوخا في مدينة سلا، التي لا يكاد يتجاوز عدد سكانها 50٬000 نسمة فجر الاستقلال في عام 1956. ولكن، من هذا التاريخ، ضرب الانفجار السكاني لسكان المدينة بنسبة 10 في مساحة 40 عاما، وذلك بسبب جاذبيتها: ماضيها المجيد، سمعتها كمدينة للمقاومة الرئيسية (مكافحة المستوطنون الفرنسيون في بداية 1930)، وعلى وجه الخصوص. قربها من العاصمة الرباط [8].
معالم سلا
من المآثر التاريخية الموجودة بسلا زاوية النساك الواقعة بطريق أبي العباس، وتعد من أقدم الزوايا بالمدينة إلى جانب مسجد "الشهباء" القريب من ضريح علي بن أيوب. ثم المسجد الأعظم بطالعتها ومدرسته الجوفية الذي بناه السلطان الموحدي يعقوب المنصور سنة 593هـ/1196م، وهو آية في الضخامة والعظمة، وقد حظي بعناية الملوك المتعاقبين على حكم المغرب. ومن آثار المرينيين بالمدينة نذكر المدرسة المرينية التي بناها أبو الحسن المريني قبالة المسجد الأعظم، وتعتبر من أحسن المدارس شكلاً ورونقاً، وأرفع المباني القديمة وأتقنها وضعاً وإحكاماً، وأودع الصناع في جوانبها من أنواع النقش وضروب التخريم، ما يعجز البصر، ويدهش الفكر، وقد ووقف عليها عدة أوقاف. وكانت تدرس بها سائر العلوم الشرعية وسواها، ما بين رسائل من علوم اللسان، ومقاصد من علوم الدين، وكماليات من علوم التصوف والفلسفة والصنائع. ثم المارستان أو المدرسة العلمية الطبية المعروفة بحومة باب حسين وقد بناها أبو عنان المريني، وعين لها أطباء مهرة. وقد تحولت اليوم إلى محكمة شرعية. إضافة إلى سور الماء الداخل إليها، والمعروف بسور الأقواس وقد شيده السلطان أبو الحسن المريني، ويدل على عظمة وفخامة الدولة وكمال قوتها كما يقول المؤرخ الناصري في "الاستقصا" وهو مسبوق من عين البركة خارج المدينة على أميال كثيرة منها، ممتداً من القبلة إلى الجوف على أضخم بناء وأحكمه.
كان لسلا خمسة أبواب دون باب دار الصناعة: اثنان في السور المريني الغربي، وواحد في السور القبلي، واثنان في السور الشمالي، وفي سنة 1243هـ فتح باب في السور المريني وسمي بالباب الجديد، وهو قريب من زاوية سيدي أحمد بن عبد القادر التستاوتي.
أما سور أشبار الحالي فقد بني في عهد الشرفاء العلويين، الذين خلدوا فيها آثاراً دينية وحصوناً حربية، وملاجئ طبية، وقصبة مهمة تسمى (الحريشة) والمعروفة "بقصبة كناوة" قرب ضريح الشيخ أبي عمران موسى الدكالي، وقد بناها السلطان إسماعيل العلوي، ثم الصقالة الكبرى على البحر المقابلة لرباط الفتح، والتي شيدها السلطان محمد بن عبد الله العلوي.
وتتخلل أسوار المدينة الأبراج المربعة والمثمنة الشكل، وأعظم هذه الأبراج وأحسنها شكلاً وضخامة وارتفاعاً واتساعاً "برج الدموع" بالسور المريني من الجهة الغربية بين ضريح ابن عاشر وابن المجراد. وكان هذا البرج يُعد من المنتزهات الجميلة لأهل سلا لكونه يقابل العدوتين والبحر والنهر والمروج، ويشاهد منه عند غروب الشمس الرونق الذي يكسو البحر من اصفرار الشمس، وقد وصفه أحد الشعراء الوافدين على المدينة قائلا:
- سلا، بلدة بالغرب لم أر منظراً يشاكلها في الحسن والشمس إفلة*
- ولاسيما برج الدموع الذي غدت محاسنه كالفرض، والغير نافلة*
أما خارج المدينة العتيقة، فتوجد هضاب (مطانة/بطانة) المشرفة على وادي أبي رقراق حيث شيدت المدينة الحديثة بشوارعها الواسعة وبناياتها المنسقة الجميلة ذات الجدران البيضاء، وحدائقها الرائعة؛ وبجانبها على ساحل المحيط يمتد شاطئ سيدي موسى الدكالي ذو المنظر العجيب.
العمارة والتخطيط الحضري
المدينة القديمة
الأسواق
أسواق مدينة سلا تتمتع بشعبية جيدة بفضل حرفها وثقافتها منظمة على شكل تجمع لحي لكل حرفة. نجد : القيسارية (لبيع الأقمشة والمجوهرات)، الخَّرازين (الإسكافيون)، الشراطين (بائعوا خيوط الصوف)، الحجامين (الحلاقون)، النجارين (صناع فن النجارة)، العطارين (بائعوا الثوابل) وغيرها، إضافة إلى سوق الكبير وسوق الغزل الشهيرين [9][10].
إلى ساحة « السوق الكبير » كان يأتي القرويون من القرى والمداشر التي تحيط بمدينة سلا يحملون سلعهم لبيعها لسكان المدينة العتيقة. في تلك السنوات من القرن الماضي، كان معظم سكان المدينة يسكنون في سلا العتيقة. لكن الأحوال انقلبت، إذ أصبح معظم سكان العتيقة من المهاجرين الذين وفدوا من القرى والبلدات المجاورة، وتشتت سكان المدينة الأصليون بين بعض الأحياء، مثل «بطانة» و«تابريكت» و«حي السلام».
كان القرويون الذين يأتون من أمكنة بعيدة يمضون ليلتهم في «الفندق»، وهو اسم يعني في العامية المغربية المكان الذي يمكن أن تمضي فيه الليل أنت ودابتك، سواء كان بغلا أو حمارا، لقاء بعض الدريهمات.
« سوق الغزل » يشكل معلمة تاريخية منذ أزيد من نصف قرن، يتكون من التجار المختصين في بيع الملابس الجاهزة، والأواني المنزلية الفضية والنحاسية، إلى جانب بعض الأشياء المستعملة والتحف النادرة من بعض المصنوعات التقليدية الإبداعية المهددة بالانقراض، إلى غيرها من ضروريات العيش وكمالياته، يحكي العديد من شيوخ المنطقة الطاعنين في السن، أن البقعة الأرضية التي يقام عليها السوق، كانت في الأصل من ضمن ممتلكات عقارية لسيدة تدعى « الصبيحية »، في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، وهي التي وهبتها لعدد من الباعة والتجار على سبيل التبرع من أجل استغلالها، حيث كانت في البداية على شكل مايعرف في الذاكرة السلاوية القديمة بـ «سوق الدلالة»، الغنية عن التعريف، لا في باقي المدن المغربية [11][12].
المنازل
إنَّ المتأمل في الهندسة المعمارية للمنازل في المدينة العتيقة يستطيع أي يتلمس بوضوح التنوع الحضاري والعرقي لسكانها الذين عاشوا فيها على امتداد قرون من الزمن. ويهيمن النمط العربي الإسلامي بأسواره وشرفاته العالية الحديدية المعقدة الصنع، وبالأبواب الخشبية المدرعة والتي يتفنن السكان في زخرفتها بالمسامير والأقواس والحلق، إذ كانت تمثل المؤشر الوحيد لترف العائلة في مجتمع محافظ وبنيان ملتصق. وفي هذا البنيان نجد أيضاً النمط الغربي للأجانب من مسيحيين ويهود واليهود العرب. الذين عاشوا جميعاً جنباً إلى جنب في مجتمع وحيد منسجم وفي كنف الاحترام والتسامح لعدة قرون قبل أن يغادروا أواسط القرن العشرين.
الأسوار والأبواب
على غرار باقي المدن المغربية العتيقة حصنت المدينة بسور منيع يصل طوله إلى أربعة كيلومترات وخمسمائة متر(4،5 كلم) ممدودة على مساحة تقدر ب 90 هكتار. تعتبر أسوار مدينة سلا المقابلة للأخرى بمدينة الرباط إحدى الحصون الدفاعية الأولى للمدينة، بنيت عبر حقب تاريخية مختلفة، دعمت بأبراج عظيمة لحماية المدينة من غارات الأساطيل الأجنبية [13].
أبواب
عندما ستصل إلى مدينة سلا ستجد في استقبالك السور التاريخي الذي يحيط بالمدينة بأكملها، هذا السور الذي تخترقه عدة أبواب لكل باب منها تسميته وكانت تقفل عند اقتراب أذان للعصر حماية للمدينة [13].
بِمُجرَّد دُخُولك لمدينة سلا ننصحك بزيارة باب لمريسة وهُو أكبر باب تاريخي بالمغرب بني في مدينة سلا من طرف السلطان المريني أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق حيث أنه شارك مشاركة فعلية في أعمال البناء، بين سنوات 658 و 668 هجري (1270 و 1280 ميلادي) ،المعمارون أو معلمو البناء أوالحرفيون الذين شاركوا في تصميم المبنى أو تنفيذه: حسب رواية الناصري، فإن المعماري الذي أشرف على المشروع يدعى محمد بن علي، وأصله من إشبيلية، الميناء المحمي، الذي يمكن استخدامه كدار للصناعة (صناعة السفن)، والذي يوصل المدينة بوادي أبي رقراق. ويُقدم واجهة حجرية تزينها زخرفة جميلة منحوتة بنقائش كتابية وتشبيكات زهرية. يحصن برجان مستطيلان، يبلغ بروزهما 2.20 متر وعرضهما 3.50 أمتار، قوسا كبيرا على شكل حدوة حصان منكسر، تصل فتحته إلى حوالي 9 أمتار وترتفع قمته، رغم تعلية الأرضية وتراكم الرمل بالحوض والقناة وتغطيتهما، إلى 9.60 أمتار[14].
- باب سبتة
وسمي بذلك لأن الذاهب إلى مدينة سبتة انطلاقا من مدينة سلا كان لابد أن يمر عبر هذا الباب [14].
- باب بوحاجة
باب كبير هدم في الستينات. يحمل اسم الولي الصالح الأندلسي سيدي إبراهيم بوحاجة الرندي، وهو الذي كان يحافظ على زاوية النساك في القرن الرابع عشر [14].
- باب شعفة
وهو رائع التصميم [14].
- باب معلقة
تطل على المقبرة والبحر، كانت مخصصة للسلطان عندما كان يزور الأماكن المقدسة بالمدينة [14].
- باب جديد
باب صغير بدون فائدة كبيرة، يستخدم ابتداء من ستينيات القرن الماضي كمستودع [14].
- باب دار الصناعة
بناه السلطان أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق المريني سنة 658 هـ (1261 م) بإشراف المهندس الأندلسي محمد بن الحاج الإشبيلي. ويُعرف بباب الفران وفيه ترسانة ومصنع أسلحة القراصنة. ويعرف أيضا بباب عنتر[14].
- باب الخميس
باب فاس سابقا وهو مدخل المدينة من الشرق [14].
- باب الفرد [14]
أبراج
- برج باب سبتة
بني في سنة 1738 من قبل الحاكم عبد الحق فنيش، وهناك كانت تدار شؤون المدينة [15].
أو السقالة القديمة تم بناؤها عام 1759 من طرف السلطان سيدي محمد بن عبد الله، وتوجد بها مدافع مصنوعة من البرونز [15]. و يسمى أيضا ببرج سيدي بنعاشر
- برج الروكني
يدعى أيضا برج الكبير أو السقالة الجديدة شيدت في عام 1853 من قبل أبو الفضل عبد الرحمن بن هشام [16].
- برج الملاح
يوجد قرب باب لمريسة [17].
- برج المُثمن
أو برج الكلاب، سمي لأنه يحتوي على 8 أضلاع.
آخرى
- قصبة كناوة
بناها السلطان مولاي إسماعيل سنة 1807 م، لتكون سُكنى لحامية من عبيد البخاري وتسمى أيضا « بالقصبة الإسماعيلية » أو « قصبة الحريشة » وتوجد بحي سيدي موسى.
- الرياحات
وهي عبارة عن نوافذ كبيرة نوعا ما توجد بأعلى الصور وتسمح بدخول الريح والهواء.
- المدافع والقلاع الحربية
محاذية لضريح الولي الصالح سيدي أحمد بنعاشر و لبرج الدموع.
- سور الماء العظيم
معروف بسور الأقواس، تم تشييده في العصر الموحدي (1130-1269) وجدده السلطان أبو الحسن المريني سنة 1333 م، وهو عبارة عن قناة مائية محمولة على سور طوله 14 كلم.
- دار البارود
شُيِّدت بأمر من السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام سنة 1846 من أجل تخزين البارود والسِّلاح المُعَدّْ للجهاد، كما استعملت كمنزل لعديد من البشاوات.
المباني الدينية
المساجد والمدارس الدينية
- المسجد الأعظم
يظل جامع المسجد الأعظم بسلا و ما يعرف لدى الساكنة السلاوية بالجامع الكبير ويُعتبر ضمن المآثر الروحية والعلمية التي تميز المدينة، ويعتبر من أعظم المساجد في العالم الإسلامي، جرى توسيعه وإعادة بنائه في عهد السلطان الموحدي أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور سنة 593 هـ (1196 م) ، وكان أول من ولي الخطبة فيه على عهد مؤسسه يعقوب المنصور الفقيه أبا محمد عبد الله ابن سليمان الأنصاري قاضي مدينتي سلا ورباط الفتح.
أقيم المسجد الأعظم فوق مساحة شاسعة تزيد عن 5070 مترا مربعا، تغطي مربعا منحرف الشكل، وتضم ساحته أسوارا عالية، قاعتين للصلاة وثلاثة صحون ومجموعة من الملحقات، وجاء كباقي المساجد الموحدية ليضاهي أكبر الجوامع الإسلامية بأعمدته العالية وأقواسه المختلفة الأشكال وتصميمه المحكم[18].
- مسجد الشهباء
هو ثاني مسجد بني بسلا من طرف الموحدون حوالي 1075. بني من قبل السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين في النصف الثاني من القرن الحادي عشر و أعيد ترميمه في أواسط القرن العشرين [19].
- مسجد سيدي أحمد حجي
شيدها السلطان أبو الحسن علي بن السلطان أبي سعيد المريني بين سنة 1330 و1341، قرب المسجد الأعظم [20].
أكثر معرفة عند السلاويين بفندق أسكور أو دار القاضي أو ما يسمى بالمارستان الطبي التي شيدها السلطان أبو الحسن علي بن عثمان وأكملها ابنه أبي عنان فارس المريني سنة 1345 [21].
الزوايا والأضرحة
تضم سلا العتيقة اليوم عددا كبيرا من الأولياء والصلحاء تضاربت أسماء بعضهم واختلفت عند العوام؛ وتفاوتت أضرحتهم من حيث الأهمية والتنظيم، منها ما هو معروف على الصعيد الوطني كضريح الولي الصالح سيدي عبد الله بن حسون الذي اقترن اسمه بموكب الشموع، وضريح الولي الصالح سيدي أحمد بنعاشر، الذي اشتهر عند العوام بإبراء الزوار المصابين بالصرع والأمراض العقلية، وهناك زوايا لها أنشطة إشعاعية وموسمية خاصة في المولد النبوي الشريف، وأكثر الأضرحة في سلا عبارة عن أماكن مهجورة هي مأوى للفقراء والمساكين، وأخرى لا تعرف إلا كأسماء لدروب وأزقة [22][23].
وفيما يلي قائمة الزوايا والأضرحة بسلا [24]:
- زاوية النســاك وهي أول زاوية بنيت في المدينة لم يتبقى منها سوى سورها وتوجد أمام مستشفى الرازي.
- زاوية سيدي بوزكري
- زاوية الدرقاوية : توجد في باب احساين
- الزاوية القادرية : زنقة زناتة، قرب النهضة
- الزاوية الحجية : السوق الكبير
- الزاوية المباركية : زنقة الشدادي، باب الجديد
- الزاوية الناصيرية : زنقة سانية حصار
- الزاوية الحنصالية : درب بوقاع، السوق الكبير
- الزاوية القاسمية : زنقة عبد الله بوشاقور
- الزاوية العيساوية : الرحيبة
- الزاوية الغازية : زنقة الطالعة
- الزاوية الحسونية : خلف المسجد الأعظم
- الزاوية التوهامية : زنقة الزاوية، الصف
- الزاوية الحمدوشية : زنقة البليدة
- الزاوية التيجانية : أمام المسجد الأعظم في الزقاق
- الزاوية الدليلية : زنقة الطالعة
- الزاوية الحراثية : شارع سيدي عبد القادر الحراتي
- الزاوية الكتانية : مالقية
- الزاوية البنعبودية : بورمادة، الشراطين
- الزاوية الصديقية : زنقة رأس الشجرة
- الزاوية المنصورية : سانية الباشة
- الصالحين
- سيدي عبد الله بن حسون
- سيدي أحمد بنعاشر
- سيدي أحمد حجي
- سيدي عبد القادر بن موسى
- سيدي عبد القادر الحراثي
- سيدي أبو العباس
- سيدي موسى الدكالي
- سيدي عبد الله المظلوم
- مولاي أحمد الغازي
- سيدي عبد الله بوشاقور
- سيدي بوسدرة
- سيدي محمد آمزار
- سيدي هشام العلوي
- سيدي بلخضر
- سيدي أمغيث
- سيدي أبو الأنوار
- سيدي البهلول
- سيدي بوقنادل
- سيدي مسعود امسارة
- سيدي علي الغرناطي
- سيدي قنديل
- سيدي لحسن العايدي
- سيدي أبو البركات
- سيدي القرشي
- سيدي إيدر
- سيدي زيتون
- سيدي مولاي بوعزة
- سيدي التركي
- سيدي علي بن أيوب
- سيدي بوغابة
- مولاي النوبة
- سيدي الساحلي
- سيدي اسعيد
- سيدي علي بن حرزهم
- سيدي أحمد الطالب
- سيدي مول الكمري
- سيدي عبد الحليم الغماد
- سيدي زكريا يحيى بن عمر
- سيدي الهاشمي الطالب
- سيدي بلشقر
- سيدي إبراهيم بولعجول
- سيدي السريري
- سيدي الخضار
- سيدي أمشيش
- سيدي قاسم غليظ
- سيدي بوحاجة
- سيدي الخباز
- سيدي ميمون
- سيدي مول الجبال
- سيدي ابن الطيب
- سيدي قدور بن علي
- الصالحات
- للا فاطنة بنت النعام
- للا صيبارة
- للا عيشة البحرية
- للا مماس
- للا الغفلة
- للا عائشة مسعود
- للا الشهباء
- للا غنيمة
- للا يامنة وهدانة
- للا تاشيخت
- للا الزرقة
المؤسسات الثقافية
المتاحف
- متحف دار بلغازي
من المتاحف الرئيسية في سلا يقدم مجموعة متنوعة خاصة الآلات الموسيقية (الأندلسية والبربرية)، والأسلحة القديمة والملابس التقليدية، والسجاد، والنوافير مزينة بالزليج، القطع النقدية، والنصوص القرآنية وغيرها الكثير.
- متحف الفخار ب« الولجة »
- متحف السيراميك
بنيت في القلعة القديمة ببرج الدموع منذ سنة 1994.
- المتحف البحري بسلا
سوف يعرض قريبا مدافع بحرية من البرونز تعود إلى عهد جمهورية بورقراق ورواق مع العديد من نماذج السفن. ويتم تنظيم موضوع المتحف إلى ثلاث فترات: قبل إسلام المغرب إلى فترة المرينيين، الوقت المريني إلى عهد القرصنة، ثم منذ حكم الرشيد بن علي الشريف إلى اليوم.
- متحف باب الخميس
المكتبات
- الخزانة العلمية الصبيحية
من أشهر المكتبات بسلا والمغرب.
- مكتبة الناصري
مكتبة خاصة للمؤرخ أحمد بن خالد الناصري.
- مكتبة المسجد الأعظم
بها الوثائق التاريخية والدراسات الإسلامية.
- مكتبة عبد الرحيم بوعبيد
- مكتبة سعيد حجي
السياسة
منذ عام 1817 م إلى غاية 1958 م، كان عمدة المدينة يسمى بالباشا، وهو ممثل السلطان بالمدن بينما القايد هو ممثل السلطان بالبوادي.
حاليا، عمدة المدينة هو نورالدين الأزرق من حزب التجمع الوطني للأحرار، انتخب عن طريق الانتخابات الجماعية المغربية لسنة 2009.
الباشا أو العمدة | الفترة |
---|---|
بوجميعة | ؟ - 1817 |
أحمد بن محمد زنيبر | 1817 - ؟ |
الحاج أحمد بن محمد بن الهاشمي عواد | 1827 - 1840 |
أبو عمار بن الحاج الطاهر فنيش | 1840 - ؟ |
عبد العزيز محبوبة | ؟ |
محمد بن عبد الهادي زنيبر | ؟ - 1854 |
عبد العزيز محبوبة (الولاية الثانية) | 1854 - 1861 |
الحاج محمد بنسعيد | 1861 - 1892 |
عبد الله بن محمد بنسعيد (ابن السابق) | 1892 - 1905 |
الحاج الطيب الصبيحي | 1905 - 1914 |
الحاج محمد بن الطيب الصبيحي (ابن السابق) | 1914 - 1958 |
إدريس السنتيسي | 2003 - 2009 |
نور الدين الأزرق | 2009 - |
الاقتصاد
- القطاع المالي
في 4 رجب 1407 هـ (5 مارس 1987 م)، افتتح الملك الحسن الثاني بن محمد دار السكة، رمز السيادة الوطنية لأنه يسمح للمغرب بإنتاج عملتها، وتختص دار السكة التابعة لبنك المغرب في طبع الأوراق النقدية وسك النقود المعدنية [25].
نظمت مدينة سلا في 21 أغسطس 2011 ندوة تحت موضوع « الاقتصاد الإسلامي والتمويلات البديلة بالمغرب »، وقد دعا المشاركون بها إلى ضرورة إنشاء بنوك إسلامية بالمغرب في ظل الأزمات الاقتصادية والمالية التي تعرفها أوروبا والولايات المتحدة، وتطرقوا أيضا إلى التعريف بالاقتصاد الإسلامي والمالية الإسلامية والتمويلات البديلة لدى مختلف الأوساط العلمية والثقافية والاجتماعية [26].
- القطاع التكنولوجي
أصبح اقتصاد المدينة في وضع جيد بعدما تم بناء المركز الاقتصادي الكبير تيكنوبوليس الذي أصبح له أهمية كبيرة وقام بهز الاقتصاد ليس لمدينة سلا فقط بل للمدن المجاورة أيضا مثل الرباط وتمارة والصخيرات وسلا الجديدة، ولهذا المراكز وظائف كثيرة ومتعددة التي تخول للطلاب حاملي الشهادات فرصة عمل.
- القطاع البيئي
مدينة سلا هي « أول مدينة مغربية، متوسطية، إفريقية وعربية » توقع على معاهدة رؤساء البلديات [27][28]، وهو مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي، هدفها الرئيسي هو المساهمة في الطاقة المستدامة. في إطار مشروع SURE، استضافت مدينة سلا في العاشر والحادي عشر من شتنبر سنة 2012 أيام الطاقة تحت موضوع: « العمل معا لجعل مدينة سلا، مدينة خضراء » [29] وكان المضيف للمؤتمر الدولي للطاقة في 12 و 13 شتنبر 2012 حول موضوع « الطاقات المتجددة في خدمة التنمية الحضرية المستدامة : تجربة مدينة سلا » [28][30].
- القطاع الفلاحي
يلعب قطاع الفلاحة في الاقتصاد الجهوي دورا جوهريا، نظرا لتنوع الأنشطة الاقتصادية الممارسة، و لفعالية الدوائر السقوية، التي تمتد على مساحات شاسعة, حيث يبلغ عدد المساحة الصالحة للزراعة بجهة الرباط سلا زمور زعير بحوالي 443 ألف هكتارا.
كانت مدينة سـلا تكتفي بالمنتوج الفلاحي المحلي إذ كان يوجد بمحاذاة المدينة ما يعرف بالسواني التي كانت تزود سلا بما تحتاجه من خضر وفواكه ولحوم وألبان ، لكن في عصرنا الحالي تحولت جل السواني إلى أحياء سكنية محافظة على أسماء العائلات السلاوية العريقة نجد منها : سانية بن خضراء ، سانية الشرقاوي ، سانية زنيبر ، سانية عواد ، سانية بوعلو ، سانية بوشعراء ، سانية المالقي ، سانية الزواوي ، سانية المعضاضي وغيرها....
- القطاع الصناعي
بلغت صادرات قطاع الصناعة التقليدية بسلا قيمة 41.485.614,31 درهم خلال سنة 2006 ممثلة بذلك أكثر من نسبة 70% من مجموع صادرات جهة الرباط سلا زمور زعير، ويشغل عددا كبيرا من اليد العاملة تقدر ب 47 ألف صانع وصانعة (40 % بقطاع النسيج – 25 % بقطاع المعمار – 35 % بقطاع الخدمات)، كما هذا القطاع يساهم في التنمية المحلية، وجلب العملة الصعبة، والتنشيط السياحي للمدينة [31].
- قطاعات أخرى
تم إنشاء حديقة الملاهي ماجيك بارك أبي رقراق في عام 2002 على الضفة اليمنى لنهر أبي رقراق من طرف شركة اكتشافات وترفيه التابعة لهولدينغ إبراهيم زنيبر بمبلغ 120 مليون درهم.
السياحة
بفضل معالمها التاريخية والتراث الثقافي، تجتذب مدينة سلا الكثير من السياح الذين يقضون إقامتهم في رياضات أو فنادق، يوجد بالمدينة العشرات من الاقامات يديرها مغاربة أو أجانب [32].
وفقا لتعداد وطني لعام 2004، فإن عدد المقيمين الدائمين الأجانب لمدينة سلا هو 8147. من المهم أن نميز السياح من المقيمين الأجانب لأن السياح يأتون لقضاء عطلهم فقد.
الصحة
يوجد بمدينة سلا العديد من المستشفيات العامة والتخصصية، ومن أمثلة تلك المستشفيات:
مستشفى العياشي لأمراض الروماتيزم.[33] | مستشفى مولاي عبد الله.[34] | المستشفى الإقليمي.[35] | مستشفى الرازي.[36] | مستشفى حي السلام |
مصحة بوسيجور.[37] | مصحة سلا تابريكت.[38] | مصحة ماء عينين |
وفيما يلي المؤشرات الرئيسية للخدمات بالمدينة:
سلا | الإقليمي | الجهوي | المحلي |
---|---|---|---|
عدد السكان لكل مرفق الرعاية الصحية | 34٬546 | 21٬225 | 11٬826 |
عدد السكان لكل مكتب استشارة طبيب خاص | 6٬304 | 2٬183 | 5٬127 |
عدد السكان لكل سرير في المستشفى | 1٬411 | 537 | 905 |
عدد السكان لكل طبيب | 1٬981 | 651 | 1٬678 |
عدد السكان لكل طبيب أسنان | 10٬405 | 5٬033 | 12٬159 |
عدد السكان لكل صيدلية أو مستودع الأدوية | 4٬340 | 3٬105 | 4٬713 |
مصدر : وزارة الصحة [39] |
النقل والمواصلات
تعتبر وسائل النقل والمواصلات في المدينة جد متنوعة، فهي تضم مواصلات أرضية وجوية. كان يوجد نقل نهري على أبو رقراق بٱستعمال القوارب أو الفلوكة كما يطلق عليه السلاويون من أجل نقل المركبات والأشخاص خلال أربعين عاماً. لقد تمت إزالة هذا النوع من النقل منذ عام 2006 لتسهيل أشغال تهيئة ضفة وادي أبي رقراق.
في عام 1957، تم تدشين قنطرة مولاي الحسن، القنطرة الأولى للربط بين الرباط وسلا. حاليا، هناك أربعة جسور بين المدينتين، بما في ذلك جسر للسكة حديدية، ومشروع تهيئة وادي أبي رقراق يعزم بناء قناطر أخرى [40].
تظم المدينة أيضا مطار الرباط سلا الدولي، يقع على بعد 5 كم شمال شرق مركز المدينة، والمحطة الطرفية الحالية مجهزة بسعة 3.5 مليون مسافر في السنة [41].
النقل البري هو الرئيسي. المدينة مزودة بطريق سريع على بعد 30 كيلومترا تربط المدينة بالقنيطرة، فضلا عن طريق سيار بطول 24 كم، تربط طنجة و الرباط.
بالإضافة إلى ذلك خطين للترامواي الرباط - سلا على مسار مشترك لضمان نقل أهل سلا والرباط [42].
تشمل شبكة الحافلات الحضرية، حوالي 60 خطوط تربط بين مدينتي الرباط وسلا وتمارة.
بالنسبة للنقل السككي تضم مدينة سلا 3 محطات : محطة سلا المدينة، محطة سلا تابريكت ومحطة سيدي بوقنادل. يرتقب محطة أخرى تخص مشروع القطار فائق السرعة بتيكنوبوليس سلا الذي سيربط الرباط وسلا بطنجة بمدة زمنية تقدَّر بساعة والدار البيضاء بمدة نصف ساعة.
إذا كنت بالعاصمة الرباط فتستطيع الوصول لمدينة سلا عبر القطار في 5 دقائق بعشرة دراهم فقط أو ترامواي الرباط - سلا بستة دراهم أو عبر السيارة أو طاكسي الكبيرة مرورا بالقنطرة مولاي الحسن هو الجسر الرابط بين المدينتين ويشهد يوميا مرور 350 ألف مواطن.
المسافة بالكيلومتر بين سلا وبعض المدن والقرى [43] |
---|
من - إلى | المسافة بالكيلومتر |
---|---|
الثقافة
الحرف
- صناعة الحصر
و أما صناعة الحصر فهي الآن خاصة بسلا في الاتقان والجودة وحسن المنظر وعجيب الرقم، ولا زالت هذه الصنعة لها روجان في سائر بلاد الغرب وأمصاره وتحمل حتى إلى بلاد الإفرنج [44].
- صناعة الفخار
و أما صناعة الفخار فلا زالت من أعظم الحرف بالعدوتين، إلا أنها نقلت جميع معاملها للرباط، ولم يبقى من دور الفخار إلا داران فقط. ويحمل من الفخار المزدج إلى مراكش وفاس ومكناس وسائر بلاد المغرب ما يشذ عن الحصر. وكاد هذا النوع المزدج أن يكون خاصا بعدوتي سلا والرباط [45][44].
- الدباغة
و أما الدباغة فكانت من أعظم الحرف بسلا. وإتقان هذه الحرفة في الدبغ وصبغ الجلود وتلوينها وكيفية خرزها نعالا وغير ذالك كان في القديم خاصا بالعدوتين. ثم شاركهما غيرهما من بلاد المغرب كفاس وتطوان ومراكش، فضعف حالهما في ذالك. وكان يحسب ما يحمل من سلا للبلاد الأجنبية كمصر والاسكندرية وغيرهما مقدار ما يحمل من سائر بلاد المغرب وأمصاره. ودوام حال محال. وما زال لهذه الحرفة وما يصنع منها روجان في بعض فصول السنة، فيتجر بمصنوعها في البوادي المجاورة، بمدبوغها بفاس ومراكش[44][46].
- فن الزليج
هو أمر شائع جدا في النمط المعماري لسلا. ملون جدا ومزخرف، ويحظى بشعبية كبيرة منذ المرينيون وعرف لحظة مجده بعد طرد الموريسكيين من إسبانيا الذين جلبوا خبراتهم ليس فقط في سلا ولكن أيضا في الرباط وفاس[44].
- حرف البناء
فهو قطاع ذو أهمية كبرى في سلا ويتمثل في بناء المنازل الخاصة والمباني العامة، مثل الجدران والأبراج والحصون والمساجد والمدارس الدينية والزوايا أو الأضرحة والمستشفيات ومباني الخدمات الإدارية، وغيرها[44].
- الزرابي
يعتبر قطاع الزرابي إحدى الفنون التقليدية التي تزخر بها مدينة سلا، أهلته مكانته لأن يحتل الصدارة في هرم الحرف التقليدية بهذه المدينة العريقة، ويتنوع إنتاج الزرابي بمدينة سلا بين الحنبل الذي يعتبر من أقدم صناعات النسيج بسلا [47]، ثم الزربية التي تحمل اسم الرباطية، وتأتي في المقدمة حيث تليها الزرابي البربرية أو زرابي الأطلس المتوسط ثم الزرابي العصرية التي اختصت بإنتاجها بعض الوحدات الإنتاجية[44].
فن الطبخ
فن الطبخ يحتل مكانا بارزا في التقاليد السلاوية. وأدخلت عدة أطباق من طردوا من إسبانيا كالبسطيلة، طبق أندلسي الأصل، وهي تتألف من المعجنات الرقيقة محشوة بالحمام واللوز، هو طبق حلو ـ مالح مغربي. كما في كل مكان في المغرب هو الكسكس الشهير، مصحوب أحيانا بالبصل « تفايا » والزبيب واللوز الأبيض المزين. خلال شهر رمضان الكسكس يعرف باسم « سبع خضاري » (ذو سبع خضر) كما زينت تقليديا بسبعة أنواع مختلفة من الخضار وأكثر من ذلك. خلال الشهر نفسه، الزميتة (كعكة حلوى ذو مظهر شوكولاتي، في بعض الأحيان تعد بالأعشاب الطبيعية) وتحظى بشعبية كبيرة، ناهيك عن السفوف الذي يؤكل مع كوب من الحليب الطازج. دائما في الحلو هناك لقلي أو الشباكية (حلويات مقلية في الزيت والمغلفة بالعسل) وهناك أيضا البغرير (فطائر صغيرة تقدم مع الزبدة المذابة والعسل) والتي توجد في جل الموائد بعيد الفطر المبارك. كل هذه الأطباق لا تؤكل إلا مع كوب من الشاي بالنعناع على النحو المطلوب في العرف. بالأطباق المالحة، هناك المقيلة (خروف مطبوخ مع الكزبرة المجففة والدهون) لا تزال تحظى بشعبية كبيرة. وطاجين الدجاج مع الليمون والزيتون هي أيضا وجبة لذيذة جدا [48].
الشاي بالنعناع، يحظى بشعبية كبيرة في كامل المغرب
اللهجة السلاوية
- مقالة مفصلة: لهجة سلاوية
اللهجة العربية السلاوية هي لهجة محلية مستعملة في سلا لا يزال يتحدث بها العديد من العائلات السلاوية القديمة. فهي لهجة قريبة من اللهجة « الرباطية » و« الفاسية » أو « التطوانية » نجد فيها تحولات خاصة بالعربية الأندلسية. في الواقع الهجرات المتتالية التي شهدتها المدينة وثقافتها تركت بصمة على اللغة العربية بالمدينة.
قد أثر وصول بعض الأندلسيين المسلمين وأيضا بعد طرد الموريسكيين من إسبانيا إلى سلا إلى حد كبير لغة الكلام في ذلك الحين، بذلك نجد بعض الكلمات مأخودة من الإسبانية أو التركية. للتحولات المترتبة عن العربية الأندلسية بعض الخصوصيات، فهي تميل إلى تأنيث أو تصغير الكلمات نجد كمثال : « شجيرة » تصغير « شـجرة »، « تـفيفحة » تصغير « تـفاحـة ». تَشكَّل هذا الكلام مع مرور الوقت حتى خلق لهجة خاصة بالمدينة نسمعها اليوم دائما في لغة العائلات ذات الأصول السلاوية.
العادات والتقاليد
موسم الشموع
- مقالة مفصلة: موكب الشموع
هذا التقليد السلاوي يعود إلى عهد أحمد المنصور الذهبي (سلطان المغرب من 1557 إلى 1603) الذي كان معجب جدا خلال منفاه في الدولة العثمانية (1557 حتى 1576) بموكب الشموع بمناسبة عيد المولد النبوي. لذلك قرر أن يحضره إلى المغرب، وأقيم هذا المهرجان للمرة الأولى في مدينة مراكش. ثم انتشر هذا التقليد في جميع أنحاء المغرب. عقدت مدينة سلا أول موسم لها في 1579 [49][50].
شهر رمضان
- مقالات مفصلة: رمضان (شهر)
- ليلة القدر
كان أهل سلا يحتفلون بليلة السابع والعشرون من رمضان في كل عام، حيث كانت تأتيها الوفود من جميع أنحاء بلاد المغرب لتشاركها هذا الاحتفال. فكانت الخيام تنتشر حول المساجد وتزدان الأسواق والمتاجر، وترفع المغارم، ويقوم أهل الخير بإقامة الولائم الكبيرة حيث كانت توزع اللحوم والسمن والحلوى، كما كان يحضرها المغنون والمنشدون ويشهدها الجميع [51].
ظاهرة العداوة بين الرباطيين والسلاويين
ويرجع الباحث جمال بامي ظاهرة العداوة بين الرباطيين والسلاويين إلى عام 1407 م، وهي السنة التي وقع فيها طرد الموريسكيين من إسبانيا، الذين استقبلتهم أرض سلا العتيقة. ولما استقر هؤلاء بالمدينة، قام الفقهاء السلاويون المتشددون يعبرون عن امتعاضهم واستيائهم من هذا الوافد الجديد، بسلوكياته المخالفة للمألوف من الروح الإسلامية كما تعارف عليها أهل سلا [52].
وأمام هذا التبرم الشعبي من وجودهم، والذي عبر عن نفسه بأشكال كثيرة من المضايقات اليومية، ارتحل هؤلاء المورسكيون إلى أحياء معزولة في مدينة الرباط، ولحقتهم سخرية أهل سلا، حيث كانوا يسمونهم « مسلمي الرباط »، في حين كان يقول أهل الرباط عن السلاويين «أهل سلا أهل بلا»، (من البلاء) [52].
وانتقلت هذه المناوشات من المجال اليومي إلى المجال الأدبي والشعري والأدب الشفهي، ما جعل العداوة تنقلب في كثير من الأحيان إلى نزاعات وحساسات لا فكاك منها. إذ يقول المثل الشعبي المتداول آنذاك معبرا عن هذه الحالة: «لو صار النهر (أبي رقراق) حليبا، والرمل زبيبا، ما صار السلاوي للرباطي حبيبا». ويقول شاعر رباطي قادحا في أهل سلا: «أهل سلا أهل بلا، مناقيرهم من حديد، يؤذون الناس من بعيد»، ويرد عليه شاعر سلاوي متفاخرا بمدينته، ومستفيدا من اللعبة اللفظية :
أرى النفس تزهو في سلا من سلوها | ويعلوها في الرباط ضرب من القنط |
ويؤيد هذا التفاخر السلاوي شاعر معاصر هو أحمد بن عباس القباج، إذ يقول مستثمرا دلالة طبيعية خلقية، وهي كف اليد بأصابعها الخمسة، التي تشبه في هيئتها كلمة سلا، فيقول [52]:
لو لم تكن خير البلاد بأرضنا | لم يرسم الله اسمها في كفنا |
ويكشف هذا البيت الحديث عن أن الحساسية المتوارثة بين المدينتين ظلت ترسباتها مستمرة حتى وقت قريب [52]..
التعليم
- مقالة مفصلة: التعليم في سلا
التعليم الابتدائي
يبلغ عدد مدارس التعليم الابتدائي 156 مدرسة، يلجها 83470 تلميذ (48.2% منهم إناث) [53].
ومن أمثلة مدارس هذه المرحلة: المدرسة المحمدية، مدرسة العلامة احمد بن عبد النبي، مدرسة العياشي, مدرسة مولاي المكي العلوي الشهيرة بمدرسة السور.
التعليم الثانوي الإعدادي
تُظهر إحصاءات العام الدراسي 2011 - 2012 أن عدد مدارس المرحلة الإعدادية تبلغ 50 مدرسة، تضم تلك المدارس إجمالياً 47205 تلميذ (47.8% منها إناث). ويعمل بها 1645 أستاذ وأستاذة و 454 إطار إداري [53].
ومن أمثلة مدارس هذه المرحلة: إعدادية حمزة بن عبد المطلب، إعدادية عبد العزيز بنشقرون، إعدادية الكتبية, إعدادية الأميرة للا حسناء.
التعليم الثانوي التأهيلي تشير إحصاءات العام الدراسي 2008 - 2009 بالنسبة أن عدد مدارس التعليم الثانوي تبلغ 33 مدرسة، يدرس بها 33250 تلميذ. ويعمل بها 1522 أستاذة وأستاذ و 1622 إطار إداري [53].
ومن أمثلة مدارس هذه المرحلة: ثانوية الفقيه أبوبكر التطواني المعروفة بثانوية البلاطو، ثانوية صلاح الدين الأيوبي، ثانوية الصبيحي، ثانوية الفقيه المريني.
التعليم العالي : يبلغ عدد مدارس التعليم العالي 5 مدارس، ومن أمثلة مدارس هذه المرحلة: كلية العلوم القانونية الاقتصادية والاجتماعية - سلا التابعة لجامعة محمد الخامس السويسي [54]، المدرسة العليا للتكنولوجيا [55]، معهد التكنولوجيا الفندقية والسياحية [56]، المدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين [57]، الجامعة الدولية للرباط [58].
الرياضة
- كرة القدم
وصول الرياضة في المدينة يتزامن مع وصول الفرنسيين في المغرب.حيث أن الفرنسيين هم من ساعد المغاربة على ٱكتشاف مختلف الرياضات الملعوبة في فرنسا وأوروبا. بالنسبة لكرة القدم، فابتداء من عام 1913، تم إنشاء عدة أندية من قبل الجنود الفرنسيين في المدن الرئيسية في المغرب من بينها الاتحاد الرياضي الرباط- سلا [59].
في سنة 1927-1928 عرف تأسيس مجموعة من الجمعيات الرياضية إقتداءا بالنادي الإسلامي المعروف حاليا بالجمعية الرياضية السلاوية، فكانت ساحة مقبرة سيدي أحمد بنعاشر، ساحة باب سبتة، ساحة الجردة، الصف، فضاء باب لمريسة، الملاعب التي يبرز فيها الشباب السلاوي مؤهلاته التقنية والرياضية [59].
ويمكن اعتبار موسم 1932-1933 موسم ميلاد مجموعة من الفرق الصغيرة كالنادي الرياضي السلاوي، النجاح الرياضي السلاوي، النجم السلاوي، الاتحاد الرياضي السلاوي، الحسنية السلاوية التي تنشط في مجال كرة القدم و التي سيتم دمجها في فريق واحد قوي قادر على اللعب في النخبة، إنها الجمعية الرياضية السلاوية [59].
في 1990، تمكن نادي سبورتينغ سلا من البقاء بين النخبة لسنوات عديدة، قبل أن يسقط في دوري الدرجة الثانية في الموسم 2000-2001 وبعد أن احتل المركز الأخير، في الموسم الموالي تم دمج الناديين نادي سبورتينغ سلا والجمعية الرياضية السلاوية باسم هذه الأخيرة [59].
- كرة السلة
بالنسبة لكرة السلة، فالجمعية الرياضية السلاوية لديها سِجِل غني بالبطولات، بعد أن فازت ببطولتين محليتين وخمسة كؤوس للعرش. كما أن « قراصنة سلا » مثلوا المغرب خلال نهائيات كأس أبطال العرب من خلال الوصول إلى المركز الثاني وكأس دوري أبطال أفريقيا حيث أنهم احتلوا المركز الثالث.
تعتبر الآن رياضة كرة السلة الأكثر شهرة عكس كرة القدم. فيما يتعلق بالمسابقات السنوية، تنظم سلا منذ عام 2008، البطولة الدولية التي تشمل عدة فرق من جميع أنحاء العالم، فازت بها الجمعية الرياضية السلاوية مرتين.
- رياضات أخرى
تمارس أيضا العديد من الرياضات الأخرى في مدينة سلا نجد منها كرة اليد التي لديها فريق في دوري الدرجة الأولى و هو جزء من الجمعية الرياضية السلاوية.
كما أن رياضة الكرة الطائرة الشاطئية شعبية بالمدينة. حيث نظمت سلا البطولة الدولية الثالثة للكرة الطائرة الشاطئية في عام 2010 في أبو رقراق مارينا.
كما نظمت مدينة سلا العديد من البطولات الرياضية أخرى، كراليات (سباق) خاصة بالسلك الدبلوماسي التي نظمها المغرب، وكانت سلا مدينة الانطلاق والوصول.
- المرافق
يعد ملعب أبو بكر عمار من المرافق الرياضية الحالية بالمدينة، وهو ملعب جديد بُنِي في تسعينيات القرن الماضي بعد هدم الملعب القديم « ملعب المسيرة الخضراء » بسبب تهيئة ضفتي أبي رقراق. كما يوجد بالمدينة « القاعة المغطاة البوعزاوي » لكرة السلة [60].
كما تضم مدينة سلا أيضا اثنين من المراكز الرياضية، « مركز المعمورة » و« أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ».
دون أن ننسى « القاعة المغطاة لمريسة » التي دشنها الملك محمد السادس في 2008 [61] و « ملعب دار الشباب تابريكت » لكرة السلة والكرة الطائرة.
المهرجانات والفعاليات
المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا الذي يقام منذ سنة 2004 من قبل جمعية أبي رقراق [62].
مهرجان قراصنة يقام كل عامين في مدينة سلا منذ سنة 2006، من تنظيم الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية حرجة وجمعية قراصنة [63].
مهرجان رمضان لمريسة، أقيمت دورته الأولى سنة 2007 من طرف مقاطعة سلا باب لمريسة وجمعية النهضة للنهضة الفنية والثقافية، ويهدف المهرجان إلى إبراز ما تزخر به المدينة من التراث الصوفي [64].
مهرجان رمضان لمدينة سلا، أقيمت دورته الأولى سنة 2009،و يعرض المهرجان السماع والمديح النبوي والملحون والطرب الغرناطي وألوان عربية وصوفية وأندلسية أخرى والموسيقى الشعبية [65][66].
مهرجان سلا لفيلم التلميذ، أقيمت دورته الأولى سنة 2012 وكرم الممثل العالمي ميشيل قيسي [67].
مهرجان الطفل العربي، أقيمت دورته الأولى سنة 2013 تحت شعار « الطفل العربي... آلام وأمال » وكان فيها أطفال لاجئين سوريين ضيوف شرف المهرجان [68].
مهرجان مقامات الإمتاع والمؤانسة، يقام كل سنة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ومن تنظيم جمعية أبي رقراق، هذا المهرجان مختص في الفنون الأصيلة بمشاركات مغاربية [69][70].
المهرجان الدولي لفلكلور الطفل، منظمة من طرف جمعية أبي رقراق تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم وكان فيها أطفال البلدان الآسيوية ضيوف شرف الدورة السـادسة [71][72].
أعلام السلاويين
ومن السلاويين الذين كان لهم دور داخل المغرب أو خارجه :
- علي السلاوي قائد فاس عام (1142 هـ) (الاستقصا ج 4 ص 162)
- عمر بن يحيى الهنتاتي جد الحفصيين المتوفى بسلا عام (571 هـ) وهو بطل موقعة السباط (568 هـ) وقائد كتيبة الدرقة
- محمد بن أحمد السلاوي قائد تطوان (عزل عنها عام 1315 هـ)
- محمد بن عبدالسلام النجاري السلاوي قائد تطوان وطنجة والغرب والجبال وحاجب المولى سليمان (1230 هـ) (الاتحاف لابن زيدان ج 4 ص 186) (تاريخ تطوان داود ج 3 ص 142)
- محمد السلاوي قائد عبيد مكناسة (قتل عام 1169 ) (الاستقصا ج4 ص 86 )
- عبدالله بن قاسم حصار السلاوي عامل (أنفا)
كما كان لهم ضلع في العلوم والفنون تبلور في نشاطهم في الشرق ومشيخة رجالاتهم في شتى الحواضر فقد عجت حواضر الشرق بعشرات الأفذاذ من السلاويين أمثال :
- ابن خلف الشريشي أحمد السلوي المتوفى بالفيوم بمصر (641 هـ) أخذ عن علماء مصر وبغداد منهم السهروردي صاحب (عوارف المعارف)
- ابن خلوف عبدالله ابن شبونة دفين أغمات (537 هـ) حافظ المذهب بسبتة نزل ببني عشرة قبل الانتقال إلى أغمات حيث أصبح مفتيا وهو أحفظ أهل عصره للفقه المالكي (معجم أصحاب الصدفي ص 214 / فهرس القاضي عياض – الغنية ص 84)
- ابن داود الصديقي السلوي الحافظ من أشياخ الرعيني (فهرس الفهارس ج 2 ص 114 – درة الحجال ج 2 ص 461) فهل تنتمي إليه أسرة بن داود في العدوتين ؟
- ابن عطية أحمد الحارثي (1129 هـ) (السلوة ج 1 ص 371 ) صاحب (التفكر والاعتبار) و (سلسلة الأنوار في طريقة السادات الصوفية الأخيار) (خع 1800 د–2227 د– 103 د / مكتبة تطوان 842)
- شمس الدين السلاوي عامل خانفال خاتون (الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي ج 2 ص 109)
- عبد القادر بن عمر بن أبي القاسم السلاوي سمع من الفخر الرازي وغيره (741 هـ) (الدررالكامنة لابن حجر ج 3 ص 4)
- الغماري عبدالرحيم المصري السبتي السلاوي
- محمد بن ابراهيم الطرابلسي السلاوي (من طرابلس الغرب) (أشارإليه محمد بن موسى المزالي الفاسي نزيل مصر في كتابه (مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام) ( رحلة ابن رشيد ج 5 ص 180)
- محمد بن إبراهيم القيسي ولد ونشأ بسلا وجده لأمه هو ابن عشرة رحل إلى المشرق وتتلمذ للحرالى (رحلة ابن رشيد ج 6 ص 30)
- محمد شمس الدين بن بدر البعلي السلاوي أستاذ الحافظ ابن حجر بابن شقرا (779 هـ) (شذرات الذهب ج 6 ص 264 )
- محمد بن حسين بن أبي بكر بن منصور الشمس السلاوي ربيب الشمس السمرقندي العطار رحل عن دمشق عام (903 هـ) (الضوء اللامع ج 5 ص 221)
- ابن المجراد محمد الفنزاري شيخ النحاة المحدث الفقيه المقرئ (778 هـ) (شجرة النور ص 235). له مصنفات معتمدة شرقا وغربا توجد نسخ منها في مكتبات العالم
- ابن بقي أبوبكر يحيى بن محمد السلوي. كان له ضلع في نشر القراءات والتفسير والحديث والأدب بالأندلس حيث سكن مدينة مرسية (563 هـ)
- أبوعلي الشريشي البكاء جال في المشرق نحوا من عشرين سنة (التشوف ص 181)
- وكذلك يوسف بن عيسى الشريشي المتوفى بسلا عام (629 هـ) وقد أخذ عن شيوخ مصر والأندلس.
- ابن رضوان أحمد بن محمد شهاب الدين الدمشقي الشافعي المعروف بمحمد بن عمر السلاوي ولي قضاء بعلبك والمدينة وصفد وغزة والقدس (ت 813 ) (معجم ابن حجر / عقود المقريزي / الضوء اللامع ج 2 ص 81 / شذرات الذهب ج 2 ص 100)
- الشريف الإدريسي المشهور بالسلاوي من أكابر تلاميذ ابن عرفة له تقاييد في التيسير في مجلدين وإكمال الأكمال على صحيح مسلم (شجرة النور ص 250)
من قضاة سلا
(أو قضاة السلويين بمدن مغربية) : - ابن حوض الله الأنصاري الحارثي المحدث الحافظ مؤدب أبناء المنصورالموحدي ولعله جد عائلة الحارثي بسلا لقي أبا الوليد بن رشد واستقضي في قرطبة واشبيلية ومرسية وسبتة (توفي بغرناطة عام 612 هـ ودفن بمالقة) (النفح ج 6 ص 66)
(11) في إحصائه حول الحناطي بالمغرب – طبعة باريس ص 38 - - ابن الدراج محمد بن أحمد قاضي سلا أيام يعقوب المريني (693 هـ) (الوافي بالوفيات للصفدي ج 2 ص 141) - ابن عشرة علي بن القاسم (تكملة التكملة ص 232 / الذبل والتكملة ص 7 / البيذق أخبار المهدي ص 66 / الروض المعطار للحميري ص 197 ) - أبوبكر بن محمد عواد (1296 هـ) - أبوبكر بن عبدالهادي الشنتوفي (1355 هـ) سفير المغرب إلى ألمانيا مع ممارسة القضاء في وجدة وأحواز الدارالبيضاء.له كناشان (خع 197 ج ) / الخزانة العلمية الصبيحية بسلا) - أبو محمد الرندي (1076 هـ) (الاغتباط ج 2 ص 2 ) - أحمد بن أبي بكر عواد قاضي مكناس (1358 هـ) - أحمد الشريشي الذي ولد بسلا عام 581 وتوفي بالفيوم بمصر (641 هـ) تولى قضاء سلا (ابن الأبار التكملة) وهو صاحب (أنوار السرائر وسرائر الأنوار) (قصيدة في السلوك (139 بيتا) (خع الخزانة العامة بالرباط 1617 د – 277 د – 984 د – 1204 د 1419 د) ومصنف إزالة الخفا (المطبوع بمصر عام 1316) - سعيد بن محمد العقباني قاضي سلا ومراكش وبجاية في عهد أبي عنان المريني (811 هـ) (شجرة النور ص 250) - عبدالله بن الهاشمي ابن خضرا قاضي القضاة بفاس (1323 هـ) ومراكش جال في مصر و الشام والحجاز و تركيا - علي بن الفقيه الثغراوي قاضي سلا حامل لواء المذهب المالكي (توفي بسلا عام 1344 هـ) - محمد بن سعيد الصنهاجي (الاعلام للزركلي ج 7 ص 169) - محمد بن محمد بن رشيد العراقي قاضي سلا (1359 هـ) - محمد السوسي المنصوري فاتح سلا (1142 هـ) (الاستقصا ج 4 ص 127) - محمد بن سليمان الزواوي ابن سرور قاضي القضاة بدمشق (717 هـ) (الدرر الكامنة ج 3 ص 448) / الوافي بالوفيات للصفدي ج 3 ص 137) - محمد بن علي الزواوي التجاني وعائلة الزواوي في دمشق من قضاة المالكية - علي بن محمد عواد قاضي سلا (1354 هـ) و أصل العواودة من بني هلال الدكاليين وهم سليميون انتقلوا إلى العدوتين فرارا من الغزو البرتغالي مع الصبيحيين (بني صبيح) و آل الزعيمي وبنبراهيم وآل فرج - عواد محمد بن حسون المحدث النحوي الفقيه (914 هـ) - محمد بن أحمد بن عمر التلمساني قاضي سلا (السلوة ج 2 ص 278 ) - محمد العربي بن أحمد ابن منصور (1285 هـ) - محمد بن عمر الشلبي صاحب ابن قسي توفي بسلا (558 هـ) (الحلة السيراء ص 202) - محمد بن عمر بن أبي القاسم السلاوي الدمشقي (749 هـ) (الدرر الكامنة ج 4 ص 202) تتلمذ له الحافظ ابن حجر)
وقد ظلت العدوتان تشكلان حاضرة واحدة في فترات مختلفة صدرت لها إحصائيات مشتركة اقتصاديا واجتماعيا كما أشرف على العدوتين قادة مشتركون في شتى المجالات منهم ابن الحبيب نقيب أشراف سلا والرباط (1293 هـ) والشيخ المكي الزواوي مقدم التجانيين في المدينتين واستقضي عليهما الشيخ أحمد ابن أحمد الحكمي الرباطي (1220 هـ) (الاغتباط ج 1 ص 23) ومنهم أيضا : - سليمان السكيري ابن القرشي باشا العدوتين (1220 هـ) (تاريخ الضعيف ص 419) - عبد العزيز محبوبة كلف من طرف المولى عبد الرحمن بن هشام بالإشراف في مرسى العدوتين على تكوين عشرين شابا في علم الطبجية (المدفعية) (الاستقصا ج 4 ص 206) - كما عين عبدالقادر مورينو قائد العدوتين (عام 1081 هـ) مع سفارته بفرنسا والقيادة العامة للبحرية في مرسى العدوتين (دوكاستر ج 1 ص 384 الفلاليون) - عبد الله بن محمد الحاج الدلائي أمير العدوتين المدعو أمير سلا (شجرة النور ص 314 / دوكاستر س.ا. السعديون ج 3 ص 580 – 671 )
وكان بابا سليمان الدريزي العارف برماية المهراز والانفاض (المدافع) هو معلم الطبجية من أبناء الرباط وسلا (تاريخ الضعيف ) الغازي الشاوي عامل العدوتين من عام ( 1220 إلى 1226 هـ) (تاريخ الضعيف – مخطوط الرباط ص 408) - محمد الهاشمي بن محمد اشكلانط الرباطي مفتي العدوتين (توفي بعد 1170 هـ) - المعطى بن محمد بن قاسم العزوزي مفتي العدوتين (توفي حوالي 1275 هـ) (الاغتباط ج 2 ص 95) كما كان قائد المنطقة هو قائد مراكش في عهد المنصور السعدي (وثائق دوكاستر ج 2 ق 1 ص 238 / فرنسا ص 265) وقد اختارالسلطان كموقت للدارالبيضاء (في المسجد الأعظم) الشيخ إبراهيم بن العربي السلوي (1345 هـ - 1926) و الشيخ علي بن أحمد الصنهاجي السلاوي موقتا بجامع المنصور بمراكش (996 هـ) ومن الأسر المشتركة بين العدوتين : - آل الدغمي منهم أبوعمران موسى العبدلاوي الراحل ومحمد بن محمد الدقاق المتوفى بالمدينة المنورة عام 1158 هـ) - آل البريبري منهم أحمد بن التهامي البريبري السلوي الرباطي زار الحجاز أيام الحركة الوهابية (الاغتباط ج 1 ص 40) - آل مرينو منهم أحمد حجي بن محمد (فتحا) (1135 هـ) (الاغتباط ج1 ص 12 / السلوة ج1 ص 180) - آل اشكلانط منهم الهاشمي بن محمد بن عبدالله الأندلسي السلوي (توفي بعد 1170) - آل أطوبي منهم الهاشمي بن عبدالوهاب الشاعر (1343 هـ) - آل بربيش منهم عبدالله بربيش الذي أسر في دنكيرك Dunkerque في العهد الإسماعيلي (دوكاستر – العلويون ق1 م.1 ص 440) - عائلة الحافي وأصلها من الحافات في بلاد السراغنة (والحافي بطن من قضاعة القحطانية) - آل الزياتي منهم الحسن بن يوسف بن مهدي (819 هـ) انتهت إليه الرياسة في علم النحو (روضة الآس للمقرى طبعة الرباط ص 345) - آل الدكالي منهم ابن علي المؤرخ وعمه أحمد بن علي (1322هـ ) ومحمد بن علي المصري السلوي - آل التريكي منهم سيدي التريكي دفين الرباط ومحمد بن علي التريكي كاتب الأميرال عبدالله بن عائشة بسلا وربما كان كاتب رحلته إلى باريز حوالي (1111 هـ / 1699) (الاغتباط ج 1 ص 85 و 150) - آل القادري منهم عبدالقادر بن أحمد حسب ظهير إسماعيلي مؤرخ بعام 1130 هـ (الاغتباط) - آل بنسعيد منهم وإلى سلا وخليفة النائب السلطاني بطنجة وهنالك محمد بن سعيد كان كاتبا لقرية هورناشيروس بالأندلس (إقليم البلاطة Estramador ) على بعد 35 كلم من مريدة Merida وسفيرا إلى لندن عام (1037 هـ) - آل العكاري منهم علي بن محمد درس مدة بسلا عند رجوعه من الزاوية الدلائية ثم انتقل إلى الرباط حيث توفي عام (1118 هـ) ويقال بأنه أول من أسس مجالس العلم بالرباط حسب تلميذه أبي يعزى المسطاسي - آل اليابري منهم علي بن محمد بن يوسف الفهمي سكن سلا ثم مراكش حيث توفي عام (607 أو 618 هـ) أخذ عن ابن مضاء وقد استخلصه المنصور الموحدي لتعليم أولاده وأصحبه معه إلى سلا (الذيل والتكملة ق 1 ص 399) - آل فنقاس Vanegas منهم محمد سفير الأندلسيين إلى هولندة عام 1039 (هسبيريس - تامودة ص 6 عام 1963) ولعلهم المعروفون آل برقاش بالرباط وهم غير آل بركاش - آل بلحاج منهم قاسم بن الحاج الزقاق توفي بسلا عام (559 هـ) أقرأ طويلا باشبيلية وهو صاحب كتاب (البديع) في القراءات السبع وهم أمويون (الذبل والتكملة ق 2 ص 570 / غاية النهاية ج 2 ص 24) - محمد بن علي بلحاج (الجذوة ص 180) - آل الشرفي محمد المفضل بن أحمد المرسي الشرفي الرباطي (1071 هـ) سكن بأحواز سلا ودفن بطالعتها قرب الجامع الكبير (الاستقصا ج 4 ص 49 ) - آل الطالبي منهم محمد الهاشمي وصفه الناصري بمصباح العدوتين (الاستقصا ج 4 ص 263) - آل الشدادي : شرفاء أدارسة بالرباط وفاس وسلا والقصرالكبير (الدرر البهية ج 2 ص 56) - آل بركاش نزلوا أول الأمر بسلا حيث قضوا عدة سنوات قبل الانتقال إلى الرباط
وكثيرا ما اختلط الأمر بين علماء العدوتين لسكنى بعضهما في الحاضرتين أمثال العلامة أحمد بن عبدالله الغربي وهو شيخ عالمين يعتبران في طليعة علماء جامع القرويين وهما الشيخان أبوالعلاء إدريس العراقي والتاودي بنسودة وقد سكن الشيخ الغربي بسلا مدة من الزمن قبل أن ينتقل إلى الرباط كما أكد ذلك الحضيكي في طبقاته (ص 102) وقد تتلمذ شيخ الإسلام بتونس إبراهيم الرياحي على العلامة محمد بن الطاهر المير السلوي (المتوفى عام 1120 هـ) عندما ما زار المغرب عام 1218 هـ كسفير لباي تونس وتتلمذ عالم الرباط محمد السائح للعلامة أحمد بن إبراهيم الجريري عالم المعقول المحلى بعنقاء مغرب (الاتصال بالرجال لمحمد السائح ص 68)
العطل الرسمية
- مقالة مفصلة: أعياد في المغرب
العطل الرسمية في سلا هي نفسها التي تطبق على المملكة ككل[73].
التاريخ | الاسم الرسمي | الاسم المحلي | الوصف |
1 محرم | رأس السنة الهجرية | فاتح محرم | أول أيام السنة حسب التقويم الهجري (أعياد دينية) |
12 ربيع الأول | المولد النبوي | عيد الميلود | عيد المولد النبوي (أعياد دينية) |
1 شوال | عيد الفطر | العيد الصغير | عيد الفطر (أعياد دينية) |
10 ذو الحجة | عيد الأضحى | العيد الكبير | عيد الأضحى (أعياد دينية) |
1 يناير | رأس السنة الميلادية | راس العام | أول أيام السنة حسب التقويم الميلادي (أعياد عالمية) |
11 يناير | تقديم وثيقة الاستقلال | تقديم وثيقة الاستقلال | ذكرى تقديم الملك محمد الخامس طلب استقلال المغرب عن الحماية سنة 1944 م (أعياد وطنية) |
1 مايو | عيد العمال | عيد الشغل | يوم التضامن مع العمال (أعياد عالمية) |
30 يوليو | عيد العرش | عيد العرش | ذكرى تتويج ولي للعهد محمد السادس ملكا على المغرب سنة 1999 م (أعياد وطنية) |
20 أغسطس | ثورة الملك والشعب | ثورة الملك والشعب | ثورة شعبية ضد الحماية بعد تنحية ونفي ملك المغرب محمد الخامس سنة 1953 م (أعياد وطنية) |
21 أغسطس | عيد الشباب | عيد الشباب | ذكرى ميلاد ملك المغرب الحالي محمد السادس سنة 1963 م (أعياد وطنية) |
6 نوفمبر | ذكرى المسيرة الخضراء | عيد المسيرة الخضراء | ذكرى المسيرة الشعبية لتحرير الصحراء الغربية سنة 1975 م (أعياد وطنية) |
18 نوفمبر | عيد الاستقلال | عيد الاستقلال | ذكرى إعلان استقلال المغرب عن الحماية سنة 1956 م (أعياد وطنية) |
مراجع خاصة بسلا منها
- ابن عاشر الحافي (1163 هـ) :
- تحفة الزائر ببعض مناقب سيدي أحمد بن عاشر
- نسخة في خح 5700 (طبعة الخزانة العلمية الصبيحية بسلا)
- فهرسة حول علماء سلا (نسخة بمكتبة الكتاني) حول علماء عصره إلى عام (1141 هـ ) مع كناشة (خع 1044 د)
- محمد بن علي الدكالي (1364 هـ) :
- إتحاف أشراف الملا ببعض أخبار الرباط وسلا (3000 بيت في الرد على رسالة ابن الخطيب (مفاخرة بين مدينة مالقة ومدينة سلا (خع 227).
- وكان يجمع في أبحاثه بين العدوتين وهي شنشنة معظم من اهتم بالمدينتين اقتصاديا واجتماعيا وفكريا
- الاتحاف الوجيز بأخبار العدوتين (طبعة الخزانة العلمية الصبيحية بسلا) حول مدارس العدوتين ومساجدهما وزواياهما وأسواقهما وصنائع وحرف ومهن مع عوائد رجالاتها وأخلاقهم)
- أنساب أهل العدوتين تحدث فيه عن الأنساب المنقرضة :
- أدواح البستان في أخبار العدوتين ومن درج بهما من الأعيان
- وثائق العائلات السلاوية (تقييد لبعض المعاصرين (مجلة هسبيريس م. 34)
- مراسلات محمد عواد (1890 – 1930)
- مراسلات رسمية للعربي بن سعيد ومحمد وعبد الله بن سعيد (1890 – 1930)
- يوميات محمد الساسي لعبد الله الصبيحي
- (منظر سلا) رسمه Maison fort (1699) وصوره بمدخل المرسى عام 1671 (دوكاستر ق1 – العلويون م 1 ص 370)
وتوجد بالخزانة الصبيحية بسلا وثيقتان لمشروع دستور وإصلاح إداري قدمهما الحاج علي زنيبر السلاوي إلى السلطان مولاي عبد العزيز.
المدن الشقيقة
الدولة | المدينة | الولاية / المُقاطعة / المنطقة / العمالة | التاريخ | |||
---|---|---|---|---|---|---|
المغرب | الرباط | عمالة الرباط | ||||
تونس | أريانة | ولاية أريانة | 1982 [74] | |||
البرتغال | پورتالڱري | مقاطعة پورتالگري | 1998 [75] | |||
المكسيك | تلاكسكالا | بلدية تلاكسكالا | 1998 [76] | |||
السنغال | يوف الكبرى | منطقة داكار | 2009 [77] | |||
السنغال | گواندي | 2009 [77] | ||||
الكاميرون | ماروا | 2009 [77] | ||||
روسيا | سوتشي | كراي كراسنودار | 2010 [78] | |||
الولايات المتحدة الأمريكية | ألكساندريا | ڤرجينيا | 2010 [78] |
معرض الصور
مدخل المدرسة المرينية
انظر أيضاً
الهامش
- ^ عبد العزيز بنعبد الله، عضو أكاديمية المملكة المغربية والمجامع العربية (2010-01-25). "سلا منطلق الحضارة في منطقة أبي رقراق". ديوان أصدقاء المغرب. Retrieved 2010-05-06.
- ^ أ ب ت ث ج ح
{{cite web}}
: Empty citation (help) - ^ أ ب ت ث سلا، مدينة مليونية في أفق 2020
- ^ (بالفرنسية) Climat Rabat - Maroc
- ^ (بالفرنسية) MAROC-RABAT-SALE : Climat, températures, précipitations, ensoleillement
- ^ سلا، مدينة مليونية في أفق 2020:
- ^ أ ب (بالفرنسية) Explosion urbaine et maîtrise de la croissance des grandes agglomérations marocaines : le cas de la capitale
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةشالة
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةBrown
- ^ تأهيل «سلا المحروسة» مسؤولية الجميع «2»
- ^ Driss Mrini, Moulay Ismail Alaoui, Salé : Cité Millénaire, p.83
- ^ سوق الغزل- مدينة سلا
- ^ أ ب اسوار مدينة سلا
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Driss Mrini, Moulay Ismail Alaoui, Salé : Cité Millénaire, p.46
- ^ أ ب Driss Mrini, Moulay Ismail Alaoui, Salé : Cité Millénaire, p.40
- ^ Driss Mrini, Moulay Ismail Alaoui, Salé : Cité Millénaire, p.42
- ^ Driss Mrini, Moulay Ismail Alaoui, Salé : Cité Millénaire, p.43
- ^ Driss Mrini, Moulay Ismail Alaoui, Salé : Cité Millénaire, p.55-56
- ^ Driss Mrini, Moulay Ismail Alaoui, Salé : Cité Millénaire, p.56
- ^ Driss Mrini, Moulay Ismail Alaoui, Salé : Cité Millénaire, p.61-62
- ^ Driss Mrini, Moulay Ismail Alaoui, Salé : Cité Millénaire, p.63
- ^ Driss Mrini, Moulay Ismail Alaoui, Salé : Cité Millénaire, de p.64 à 70
- ^ Driss Mrini, Moulay Ismail Alaoui, Salé : Cité Millénaire, de p.71 à 74
- ^ جغرافية زوايا وأضرحة مدينة سلا
- ^ الدرهم المغربي
- ^ أساتذة وباحثون يدعون من سلا لإنشاء بنوك إسلامية بالمغرب
- ^ مشروع (SURE) لمدينة فريدريشهافن
- ^ أ ب سلا المغربية تعرض تجربتها في اتفاقية تغيير المناخ
- ^ الايام التحسيسية حول الطاقات المتجددة
- ^ المؤتمر الدولي حول الطاقات المتجددة
- ^ قطاع الصناعة التقليدية بعمالة سلا
- ^ http://www.tripadvisor.com.eg/Hotels-g660175-Sale_Rabat_Sale_Zemmour_Zaer_Region-Hotels.html
- ^ مستشفى العياشي لأمراض الروماتيزم في سلا.. خصاص في الأطر يؤثر على أداءه مهامه بنجاح
- ^ سلا: مستعجلات مستشفى مولاي عبد الله والفوضى العارمة
- ^ جلالة الملك يضع الحجر الأساس لتشييد المستشفى الإقليمي لسلا بتكلفة 272 مليون درهم
- ^ مستشفى الرازي بسلا.. مركز مرجعي لعلاج الإدمان على المخدرات
- ^ فسخ cnops لعقدة مع عدد من المصحات المخلة بالإتفاقية
- ^ مصحة سلا تابريكت.. اجتمع فيها ما تفرق في غيرها
- ^ قالب:Pdf (بالفرنسية) Préfecture de Salé, Principaux indicateurs de desserte
- ^ الإستعدادات جارية لهدم قنطرة مولاي الحسن القديمة الرابطة بين العدوتين
- ^ مطار الرباط سلا… منشأة جوية من طراز دولي
- ^ ترامواي الرباط - سلا … الوصفة السحرية لسكان و طلبة العدوتين
- ^ (بالفرنسية) Les villes à proximité
- ^ أ ب ت ث ج ح مهن و حرف
- ^ Driss Mrini, Moulay Ismail Alaoui, Salé : Cité Millénaire, p.96
- ^ Driss Mrini, Moulay Ismail Alaoui, Salé : Cité Millénaire, p.98
- ^ صناعة الزرابي تعول ثلث المغاربة
- ^ مشاهد رمضانية من مدينة سلا
- ^ Driss Mrini, Moulay Ismail Alaoui, Salé : Cité Millénaire, de p.75 à 78
- ^ موسم الشموع بالمغرب… موروث ثقافي وعمق حضاري
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةReferenceA
- ^ أ ب ت ث العاصميون والسلويون.. صراع تاريخي يتجدد اليوم
- ^ أ ب ت مونوغرافية التعليم في سلا
- ^ جامعة محمد الخامس - السويسيكلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية - سلا
- ^ المدرسة العليا للتكنولوجيا - سلا
- ^ مباراة لولوج معاهد التكنولوجيــا الفندقيـة والسياحيــة (المستــوى التقنــي )
- ^ المدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين
- ^ الملك محمد السادس يدشن الجامعة الدولية للرباط
- ^ أ ب ت ث http://www.ass-football.com/index.php/2012-11-24-18-51-47/2012-11-24-18-57-54
- ^ نهاية ملعب أسطوري
- ^ جلالة الملك يدشن بباب المريسة بمدينة سلا قاعة مغطاة للرياضات
- ^ المهرجان الدولي لفيلم المرأة بالمغرب
- ^ احياءاً لتاريخها..مدينة سلا تستضيف "مهرجان القراصنة"
- ^ مهرجان رمضان سلا لمريسة يحتفي بالفنون الأصيلة الشفشاونية
- ^ سلا ترتدي حلة جديدة بمناسبة مهرجان رمضان الأول في المدينة
- ^ مهرجان رمضان لمدينة سلا في دورته الأولى
- ^ مهرجان سلا لفيلم التلميذ، بنيابة سلا، يكرم الممثل العالمي محمد قيسي، في حفل الاختتام، ويتوج فيلم "كريم" بالجائزة الكبرى
- ^ مهرجان مغربي يكفكف دموع الطفولة العربية المعذبة
- ^ افتتاح مهرجان مقامات الإمتاع والمؤانسة بمدينة سلا
- ^ الدورة الثالثة لمهرجان مقامات الإمتاع والمؤانسة
- ^ عبق آسيا وسحرها في المهرجان الدولي لفلكلـور الطفل بســلا
- ^ انطلاق مهرجان فلكلور الطفل بسلا
- ^ لائحة أيام الأعياد المؤداة عنها الأجور وزارة التشغيل والتكوين المهني
- ^ سلا - أريانة
- ^ الملتقى الدولي للمدن المتوئمة بالبرتغال
- ^ (بالفرنسية) Maroc-Mexique: développer une coopération tous azimuts
- ^ أ ب ت (بالفرنسية) Jumelage de plusieurs villes et collectivités marocaines et africaines
- ^ أ ب (بالفرنسية) Le Conseil communal de Salé approuve plusieurs accords de partenariat
وصلات خارجية
خطأ لوا في وحدة:Navbox على السطر 580: bad argument #1 to 'inArray' (table expected, got nil).
خطأ لوا في وحدة:Navbox على السطر 580: bad argument #1 to 'inArray' (table expected, got nil). خطأ لوا في وحدة:Navbox على السطر 580: bad argument #1 to 'inArray' (table expected, got nil). 02°34' شمالا 6°48' غربا
- CS1 errors: empty citation
- Short description is different from Wikidata
- Pages using gadget WikiMiniAtlas
- Pages using infobox settlement with unknown parameters
- قوالب مخفية باستخدام الأنماط
- سلا
- عمالة سلا
- الرباط سلا زمور زعير
- مدن المغرب
- أماكن مأهولة في المغرب
- عواصم وطنية سابقة
- مواقع أثرية في المغرب
- أماكن ساحلية مأهولة في المغرب
- مدن الأضرحة
- قرصنة