النهر الصناعي العظيم

خريطة توضح مسار النهر الصناعي العظيم، من الجنوب إلى الشمال.
رسم تخطيطي للمشروع. مع ملاحظة أنه تم اقتراح مسارات مختلفة لمراحل المشروع ولم تنفذ بعد. (بالخطوط المتقطعة). Tobruk may for instance end up connected to Ajdabiya instead of to the Jaghboub well field.

مشروع النهر الصناعي العظيم، هو مشروع لانشاء شبكة أنابيب لنقل المياه من الصحراء الكبرى في ليبيا، من نظام الحجر الرملي النوبي للمياه الأحفورية. وهو أكبر مشروع ري في العالم.[1]

حسب الموقع الرسمي للمشروع، هو أكبر شبكة أنابيب (2820 كم) [2] وقنوات نفقية في العالم. يتكون من أكثر من 1.300 بئر، معظمها أعمق من 500 متر، وينقل 6.500.000 متر3 من المياه العذبة يومياً إلى مدن طرابلس، بنغازي، سرت ومدن أخرى. الرئيس الليبي السابق معمر القذافي وصف المشروع على أنه "عجيبة الدنيا الثامنة."[3]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

نقل قطاعات الأنابيب.
عمليات الحفر.
صورة بألوان غير حقيقية لمشروع خزان عمر المختار العظيم جنوب بنغازي. المياه (بالأزرق الداكن) الموجودة في الخزانات تظهر مرتين في هذه الصورة، في أعلى اليمين وفي الأسفل. يظهر الغطاء النباتي باللون الأحمر، ومنشآت المدن مثل أرصفة الشوارع والمباني تظهر باللون الرمادي، ويظهر سطح الأرض العاري باللون التان أو البيج.

في عام 1953، أدت النشاطات الحثيثة في سبيل استكشاف النفط في جنوب ليبيا، إلى اكتشاف كميات كبيرة من المياه الجوفية الصالحة للشرب في أعماق الأرض. وجرى تصميم مشروع النهر الصناعي العظيم (GMRP) في أواخر الستينيات وبدأ العمل في المشروع فعلياً عام 1984. وقسمت عمليات بناء المشروع إلى خمس مراحل. وتطلبت المرحلة الأولى حفر 85 مليون متر مكعب، وانتهت في 28 أغسطس 1991. وبدأت المرحلة الثانية في 1 سبتمبر 1996.

وتعود ملكية المشروع لهيئة مشروع النهر الصناعي العظيم، المملوكة للحكومة. وكان المقاول الرئيسي للمراحل الأولى شركة "كونسورتيوم ودونگ آه" وهي شركة كورية جنوبية، والمقاول الرئيسي الحالي هو شركة النهر للهندسة المحدودة.

صنعت التجهيزات التي استخدمت للاستخدام في بناء النهر الصناعي العظيم في كوريا وأوروبا (بشكل رئيسي في إيطاليا) ووصلت عن طريق البحر عبر ميناء الدخول في البريقة (خليج السدرة). وجرى ازويدها بحماية من التآكل الكاثودي لخط الأنابيب من قبل شركة AMAC Corrosion Protection، الأسترالية ومقرها في ملبورن، ووصلت عبر ميناء بنغازي.[4]أما بقية التجهيزات فقد صُنعت في ليبيا.

وكان من المتوقع أن تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع أكثر من 25 مليار دولار أمريكي.[5] وأنجزت ليبيا المشروع حتى الآن دون دعم مالي من الدول الكبرى أو قروض من البنوك العالمية. ومنذ عام 1990، وقامت اليونسكو بتوفير التدريب للمهندسين والفنيين المشاركين في المشروع.

تستخرج المياه الجوفية التي تستخدم في النهر من نظام المياه الجوفية من الحجر الرملي النوبي. والتي تراكمت خلال العصر الجليدي الأخير ولا تخضع للتجديد. ولكن حتى ولو لم تتحسن معدلات الاسترجاع، فإن المياه من الممكن أن تستمر لألف عام.[6][7] وتشير تقديرات أخرى إلى أن طبقة المياه الجوفية يمكن أن تستنزف من المياه في غضون 60 إلى 100 عام.[8] وبحسب الخبراء فإن تكاليف نظام استخراج المياه الجوفية البالغة 25 مليار دولار هي 10% من تكلفة تحلية المياه.[9]

كما جرى استثمار مليار يورو في هذا المشروع لتركيب 50 ألف شجرة نخيل صناعية لتكثيف المياه. ونفذ هذا المشروع المهندس الإسباني أنطونيو إيبانيز دي ألبا.[10][11][12][13][14][15][16]

في 22 يوليو 2011، وأثناء الحرب الأهلية الليبية الأولى والتدخل العسكري الأجنبي، تعرض أحد المصنعين اللذين يصنعان الأنابيب للمشروع، وهو مصنع بريقة، لهجوم بغارة جوية من قبل قوات الناتو.[17] [18]

وخلال الحرب الأهلية الليبية الثانية بين عامي 2014 إلى 2020، عانت البنية التحتية للمياه من الإهمال والانهيارات العرضية. واعتباراً من يوليو 2019، تم تفكيك 101 بئر من أصل 479 بئراً في نظام خطوط الأنابيب الغربية.[19]

وفي 10 أبريل 2020، استولت مجموعة مسلحة مجهولة على محطة تتحكم في تدفق المياه إلى طرابلس والمناطق المجاورة لها. ونتيجة لذلك، انقطع تدفق المياه عن أكثر من مليوني شخص، وأدانت الأمم المتحدة الهجوم لأسباب إنسانية.[20]


التنفيذ

أسس له معمّر القذافي ووجه في 3 أكتوبر 1983 الليبيين إلى تبنيّه حيث انعقدت المؤتمرات الشعبية الأساسية لمناقشته وأقرت البدء في تنفيذه لانقاذ السكان والبلاد من كارثة عطش محققة، حيث وضع معمّر القذافي حجر الأساس للبدء في المشروع في 28 أغسطس 1984. يستند المشروع على نقل المياه العذبة عبر أنابيب ضخمة تحت الأرض، يبلغ قطر كل منها أربعة أمتار وطولها سبعة أمتار، لتشكل في مجموعها نهراً صناعياًَ بطول يتجاوز في مراحله الأولى 4.000 كم، تمتد من حقول آبار واحات الكفرة والسرير في الجنوب الشرق، وحقول آبار حوض فزان وجبل الحساونة في الجنوب الغربي، حتّي يصل جميع المدن التى يتجمع فيها السكان في الشمال. [21]

سيتغذّى النهر في المستقبل برافدين آخرين؛ الأول قادم من واحة غدامس، والآخر من واحة الجغبوب، وتجري دراسات لتغذية النهر من بعض أنهار القارة الأفريقية. تتجمع مياه فرع النهر القادم من واحات الكفرة والسرير عند وصولها إلى الشمال في خمس بحيرات صناعية معلّقة اقلها سعة اربعة ملايين مترا مكعبا وأكبرها سعة أربعة اأضعاف هذا الحجم مملؤة بالمياه طوال العام. المشروع يستهدف بالدرجة الأولى توفير مياه الشرب للسكان واقامة مشروعات زراعية استيطانية وانتاجية.

منظومات النهر

  • منظومة السرير سرت - تازربو بنغازي: نقل (18) مليون متر مكعب من المياه العذبة يومياً، تستغرق رحلة المياه المنقولة من حقول الآبار من الجنوب إلى الساحل (9) أيام بسرعة (0.95) متر/ثانية.
  • منظومة الحساونة الجفارة: تصل أطوال هذه المنظومة إلى (1676) كلم لنقل (2.5) مليون متر مكعب من المياه العذب يومياً.
  • منظومة الجغبوب طبرق: نقل حوالي (121) متر مكعب من المياه يومياً.
  • منظومة غدامس النقاط الخمس والزاوية: تنقل هذه المنظومة (250) ألف متر مكعب يومياً.
  • منظومة الكفرة تازربو: ويبلغ طول هذا الخط (383) كيلومتر. 1.68 مليون متر مكعب يومياً.
  • وصلة القرضابية السدادة: بطول 190 كم وذلك لنقل (980) ألف متر مكعب من المياه يومياً.
  • المنظومة الكبرى: وهي منظومة ذات رؤية مستقبليّة.


التمويل

ورقة مالية بقيمة 20 دينار ليبي
شعار المشروع.

كان تمويل المشروع من الخزانة العامة الليبية عبر تخصيص البند الأكبر من المالية التنموية للمشروع بينما يتم خفض لكل ميزانيات التعليم والصحة والأمن الجنائي والضمان الإجتماعي لصالح زيادة الميزانية مع فرض رسوم كبيرة على كل الخدمات الشعبية (مصالح الجمهور والأوراق والجوازات والرخص)، مخصصة لميزانية المشروع الذي تم تقدير حجمه ب27 مليار دولار ليتجاوز لاحقاً سقف الخمسة وثلاثين مليار دولار.

المقاولون

الشركات منفذة المشروع:

  • مؤسسة مشروع النهر الصناعي العظيم وتولت الادارة فقط.
  • شركة براون أند روت الأمريكية (كي بي آر حالياً) التابعة لمؤسسة هاليبرتون للطاقة وپرايس براذرز وكان مقاول التنفيذ D.A.C، وهو اتحاد شركات كوري وأمريكي وأوروبي.
  • شركة براسويل البرازيلية التابعة للحكومة البرازيلية ومهمتها حفر الآبار

خط زمني

  • 3 أكتوبر 1983: المؤتمر الشعبي العام يعقد جلسة غير إعتيادية لإعلان قرارات المؤتمر الشعبي الرئيسي، والذي قرر تمويل وتنفيذ مشروع النهر الصناعي العظيم.
  • 28 أغسطس 1984: معمر القذافي يضع حجر الأساس في منطقة السرير لبدء انشاء مشروع النهر الصناعي العظيم.
  • 28 أغسطس 1986: معمر القذافي يفتتح وحدة البرقة لانتاج الأنابيب الإسطوانية الصلبة المقاومة للجهد، والتي تعتبر أكبر أنابيب من أسلاك الصلب مقاومة للجهد (غالبية أسلاك الصلب كانت تصنع في إيطالي في شركة ردايلي تكنا كايڤنو-ناپولي). وحدة السرير كانت قد افتتحت أيضاً في هذا التاريخ.
  • 26 أغسطس 1989: معمر القذافي يضع حجر الأساس للمرحلة الثانية من مشروع النهر الصناعي العظيم.
  • 11 سبتمبر 1989: وصلت المياه إلى أجدابيا.
  • 30 أغسطس 1991: وصلت المياه إلى سرت.
  • 1 سبتمبر 1996: وصلت المياه إلى طرابلس.
  • 28 يوليو 2007: وصلت المياه إلى جريان.

حقائق وأرقام

  • بلغت كمية الاسمنت المستخدمة في تصنيع الانابيب نحو خمسة ملايين طن بما يكفي لتعبيد طريق خرسانة من مدينة سرت في ليبيا الي مدينة بومباي في الهند.
  • بلغ عدد الابار التي تم حفرها 1300 بئر تضخ مامقداره ستة ملايين ونصف متر مكعب من المياه يومياُ بتزود مقداره ألف لتر من المياه.
  • يفوق مجموع اعماق ابار المياه التي تم حفرها في الصحراء بمشروع النهر الصناعي العظيم مايزيد عن قمة أفرست بسبعين مترا.
  • يبلغ طول اسلاك الفولاد سابقة الاجهاد المستخدمة في تصنيع الانابيب ما يكفي للالتفاف حول الكرة الارضية 280 مرة.
  • يكفي ناتج اعمال الحفر في المشروع لانشاء 20 هرما بحجم هرم خوفو الاكبر.

يبلغ طول منظومة نقل الانابيب 3500كيلو متر مربع منتشرة بالمساحة تعادل مساحة غرب اوربا.

انتقادات المشروع

عبر بعض الأخصائيين عن تحفظاتهم تجاه المشروع خاصة من الناحية البيئية حيث يرون أن المشروع في الدرجة الأولى مشروع ترويجي قبل أن يكون مشروع مدروس من الناحية المالية أي أنه هناك خلل بين الموارد التي خصصت لهذا المشروع و المنافع التي أتى بها. كما أن إحدى الإنتقادات الموجهة لهذا الموضوع هو تدميرها للمياه الجوفية الصحراوية أو على الأقل جعلها تنضب بسرعة أكبر.

وفيما يلي أهم الانتقادات الموجهة للمشروع[22]:

  • الفكرة لها مردود خطر على الحالة البيئية بالمنطقة حيث أن المخزون المائي غير متجدد ومحدود و بالتالي سيتم استنزاف كل المياه الصالحة للحياة بالجنوب مما يسيقتل كل الكائنات الحية ويتسبب في تهجير كامل للبشر إلى الشمال مع انهاء المخزون المائي كليةً أي قتل الجنوب بتكلفة 35 مليار دولار.
  • التكلفة المبالغ فيها والتي قدرت مبدئياً ب25 مليار ثم ارتفعت في النهاية إلى 35 مليار، بينما المردود لا يستحق أي مقابل حقيقي لمحدوديته وحتمية نفاذه مما يجعل المال مهدر كليةً.
  • أدى المشروع لإهمال كامل لمشروعات تحلية المياه بحيث بات الحل الوحيد لمشكلة المياه مهمل وبحاجة لميزانيات جديدة بينما المال كله ملقى على مشروع سيتحول في النهاية لخط أنابيب فارغ لا ينقل شئ لنفاذ المياه ويقع الشمال والجنوب في أزمة مياة طاحنة في حين كان يمكن بنصف المبلغ انشاء محطات تحلية مزدوجة تكفي لإمداد الشمال بالمياه للأبد.
  • الفساد الهائل المختلط بالمشروع حيث يقدر النهب بأكثر من عشرة مليارات دولار في كل مراحله بالاضافة للفساد في اختيار الشركات المنفذة، فعلى سبيل المثال اتحاد الشركات الكوري الغربي سئ السمعة ومتهم في قضايا فساد وقتها ومع هذا تم التعاقد معه والشركة البرازيلية كانت أشهرت افلاسها ثم تم اختيارها وجنت أرباح خيالية ثم أعادت اشهار افلاسها ثانية في موقف غير مفهوم، وكذلك الشركات التي تولت المقاولات من الباطن تم انشاؤها خصيصاً للمشروع بدون خبرة أو حتى مجالس ادارة حقيقية مما يوحي بأنها واجهات لمتنفذين يديرون المشروع ثم شركات الاستشارة التي تقاضت الأجور بالساعة في مشروع مدته أكثر من عقدين في حالة فساد لا مثيل لها.
  • شبكات المياه رئيسية بمعنى أنها توصل المياه لخزانات رئيسية ببنغازي وسرت وطرابلس فتوصل الخزانات بالبيوت والمزارع بغرض الزراعة، لكن ما حدث أنها وصلت للخزانات دون انشاء أنابيب أرضية لنقلها للمزارع فباتت المزارع الكبرى تنقل المياة عبر براميل مياة محمولة على السيارات بينما أغلب المزارع لا تصل اليها قطرة مياه واحدة فالمشروع لم تتم دراسته جيداً مما أدى لعدم استفادة المزارع بالمرة من المياة لعدم وجود أنابيب لنقل الماء من الخزانات اليها.
  • بدأت حالات شديدة من تسرب المياه و تآكل الأنابيب الموصلة للمياه في كل الفروع والأكثر تضرراً الفرع الشرقي من واحات الكفرة مما يدل على فساد في اختيار الأنابيب ونوعيتها وكفاءتها واستبدالها بأنواع أقل جودة ومتانة و مناسبةً وكانت الطامة الكبرى مع اكتشاف أن الأنابيب المستوردة مطلاة من الداخل بمواد سامة (الاسبستوس والنترات) مما يؤكد وجود حالات الفساد في اختيار الانابيب وسط تجاهل كامل للمسئولية والحساب.
  • أصيبت كل مضخات المياه المستوردة من الدنمارك بالصدأ مما يهدد تدفق المياه من الجنوب بالتوقف وكان السبب فعلياً هو القاء الكلور النقي بكميات هائلة في المياه بحجة تنقيتها مما أدى لتآكل الآلات و قد حاول المسئولين تبرير الأمر بهذا لكن الواقع أن ليبيا تضع كراسة للشروط المطلوبة في آلات الضخ قبل الاستيراد ومنها تحملها للكلور.
  • تسمم مياه بعض الآبار وانتقالها للمواطنين بسبب الاهمال في الكشف على كل مياة الآبار فأنشأت الدولة محطات تنقية عديدة، مما رفع التكلفة وهذا يعود للإهمال وعدم وجود دراسة جدوى حقيقية.

مشروع الخزان النوبي

الحرب الأهلية الليبية

مشروع النهر الصناعي العظيم

في 3 أبريل 2011، حذرت مسؤول ليبي من أن الضربات الجوية التي يقودها حلف شمال الأطلسي يمكن أن تسبب "كارثة إنسانية وبيئية" إذا ألحقت الضربات الجوية أضراراً بمشروع النهر الصناعي العظيم. وقال المهندس ومدير المشروع عبد المجيد قهود للصحفيين الأجانب في طرابلس:

"إذا تضرر جزء من البنية التحتية، فإن المشروع برمته يتأثر وقد يؤدي تسرب هائل للمياه إلى كارثة"، ويؤدي إلى حرمان 4.5 مليون ليبي من مياه الشرب."

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قطع الماء عن البريقة

وصرح المتحدث باسم المعارضة المسلحة الليبية شمس الدين عبد المولى 18 يوليو 2011 لوكالة فرانس برس أن قوات القذافي متحصنة بين المنشآت الصناعية في البريقة مع تضاؤل ​​الإمدادات.

وأشار الى انقطاع إمدادات الغذاء والمياه عنهم.

هجوم الناتو

في 22 يوليو 2011، هاجمت طائرات الناتو الحربية مصنع تصنيع الأنابيب في البريقة مما أسفر عن مقتل ستة من حراس أمن المنشأة: وأظهر لقطات الفيديو أن مبنىً رئيسياً داخل المصنع دمر تماما، كما أن أضراراً لحقت بواحدة على الأقل من الشاحنات التي تستخدم لنقل الأنابيب إلى الأماكن التي تحتاج إلى إصلاحات وبحسب وكالة أسوشييتد برس، قال عبد الحكيم الشويهدي، رئيس الشركة التي تدير المشروع: "لقد تضررت أجزاء كبيرة من المصنع. قد تكون هناك انتكاسة كبيرة للمشاريع المستقبلية". ويعد المصنع مفتاح استمرارمشروع النهر في العمل، إذ أنه يتيح إصلاح أي تسرب أو انكسار في نظام الأنابيب.[23]

رد الناتو

وأكد المكتب الصحفي لحلف شمال الأطلسي استهدف بريقة في 22 يوليو، وقال أن الضربة استهدفت "منشأة تخزين عسكرية وأربع مركبات مسلحة".

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده حلف شمال الأطلسي في 26 يوليو في نابولي، قال العقيد رولون لافوا، بأن ضربات الناتو شملت مركبات مدرعة وقاذفات صواريخ ومرافق تخزين عسكرية ومصنع خرسانة مُعاد استخدامه حيث كانت القوات الموالية للقذافي تستخدم منه قاذفات صواريخ متعددة الفيروسات، مما يعرض السكان للنيران غير المباشرة.

وقال "حصلنا بشكل متكرر خلال الأسابيع القليلة الماضية على معلومات استخباراتية واضحة تشير إلى أن القوات الموالية للقذافي تستخدم هذا المصنع لأغراض عسكرية. ويتم استخدام هذا المصنع لإخفاء المواد العسكرية بما في ذلك قاذفات الصواريخ المتعددة، وأشار أن هذه الأسلحة كانت داخل مجمع المصنع وجرى إخفاؤها بعناية داخل الأنابيب الخرسانية"

مصنع البريقة لانتاج الأنابيب

The Pre-Stressed Concrete Cylinder Pipe Factory at Brega is one of only two such facilities in Libya – the other being at Sarir to the east. This makes it a very important component of the Great Man-Made River – with two production lines making up to 80 pipes a day.

According to the BBC:

The engineer in charge of the Brega pipe factory is علي إبراهيم. He is proud that Libyans are now running the factory:

“At first, we had to rely on foreign-owned companies to do the work. But now it’s government policy to involve Libyans in the project. Libyans are gaining experience and know-how, and now more than 70% of the manufacturing is done by Libyans. With time, we hope we can decrease the foreign percentage from 30% to 10%.”

As a result, Libya is now a world leader in hydrological engineering and it wants to export its expertise to other African and Middle-Eastern countries facing similar problems with their water.

According to the official web site of the Great Man-Made River Authority:

Approximately 500,000 pre-stressed concrete cylinder pipes have been manufactured to date. Approximately 500,000 pipes transported to date. Pipe transportation is continuous process and the work goes on day and night, distance traveled by the transporters is equivalent to the sun and back. Over 3,700 km of haul roads was constructed alongside the pipe line trench to enable the heavy truck – trailers to deliver pipe to the installation site.

تحليل پيپي إسكوبار

في مقابلة للصحفي البرازيلي پيپي إسكوبار في يناير 2012 وصف فيه أن ما حدث من تدخل عسكري من قبل قوات الناتو في ليبيا كان جزء من الحرب على المياه في منطقة الشرق الأوسط. دورها، ذكرت صحيفة "مير نوفوستي" إن العدوان الذي شنه الغرب على ليبيا، أدى إلى تدمير "النهر الصناعي العظيم"، الذي كان يعتبر بحق، واحدة من العجائب، تضاف إلى عجائب الدنيا السبع. فقد كان المخطط أن يساهم "النهر الصناعي" في بعث الحياة في كافة المناطق الصحراوية، في شمال القارة الأفريقية.علما بأن القذافي لم يقترض سنتا واحدا لتمويل ذلك المشروع.[24]

وتناولت الصحيفة التبعات السلبية للثورة الليبية، مبرزة أن ما حدث في ليبيا دمر الإنجاز المتميز لنظام القذافي، المتمثل في "النهر الصناعي العظيم"، الذي يعتبر بحق أعجوبة جديدة تضاف إلى عجائب الدنيا السبع. فقد كان "النهر الصناعي العظيم"، مشروعا فريدا من نوعه على مستوى العالم، وكان المخطط أن ينقل المياه الجوفية العذبة، بكميات تكفي لإعادة الحياة إلى المناطق الصحراوية في شمال القارة الأفريقية بالكامل.

وترى الصحيفة أن ذلك الإنجاز الكبير والطموح استفز الحاقدين على العقيد القذافي، وشكل سببا إضافيا للتآمر عليه. وبالإضافة إلى ذلك شكل ذلك المشروع العملاق تحديا لدول الخليج، التي خشيت أن تتراجع مكانتها، مقابل صعود نجم القذافي. ففي عام 2008 دخل "النهر الصناعي العظيم" كتاب "گينيس" للأرقام القياسية، باعتباره أكبر مشروع للري في العالم. علما بأن القذافي لم يقترض سنتا واحدا لتمويله. لكن المفارقة المؤلمة تكمن في أن المرحلة الأولى من المشروع، استكملت في سبتمبر من عام 2010 وبعد ستة أشهر على تدشينها، بدأت صواريخ الناتو بتدمير المشروع برمته.

إن احتكار موارد المياه والسيطرة عليها، من القضايا الهامة التي تشغل السياسة العالمية. ومن المعروف أن ثمة في جنوب ليبيا أربعة أحواض مائية جوفية ضخمة، تتواجد في واحات "الكفرة" و"سرت" و"مرزوق" و"حمادة". وبحسب بعض المعطيات، فإن متوسط ما تحتويه من المياه يبلغ 35 ألف كيلومتر مكعب. ولكي ندرك مقدار هذا المخزون المائي الهائل، علينا إلا أن نتخيل كمية المياه الموجودة في بحيرة مساحتها تساوي مساحة ألمانيا، وبعمق 100 متر. لا شك في أن هذه الكميات الكبيرة من المياه تثير مطامع كبيرة، وهي لا تقل عن الأطماع في السيطرة على النفط الليبي. من المعروف أن صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، رفضا تمويل مشاريع مائية مماثلة في مصر على مدى عشرين عاما، الأمر الذي تسبب في إعاقة تطوير أكبر البلاد العربية سكانا. وليس من المستبعد أن يكون ذلك واحدا من الأسباب التي أدت إلى حدوث الفوضى التي تعيشها مصر في الوقت الراهن.

من الملاحظ أن وزارة الخارجية الأمريكية بدأت، في الآونة الأخيرة، تتدخل بشكل سافر في مشاريع الري في منطقة الشرق الأوسط. وهي تشترط لدعم مثل هذه المشاريع جني مكاسب سياسية. ومن الواضح أن تحصل على ما تريد، والدليل على ذلك مشاريع تحلية مياه البحر في السعودية.

وقد نشر المحلل السياسي فيليب نايتلي في إبريل 2010 مقالة في صحيفة "خليج تايمز" وصف فيها تدخل حلف الناتو في ليبيا بأنه "معركة من أجل المياه". وتساءل في تلك المقالة: هل سيخوض الغرب معارك مقبلة من أجل مياه الشرق العربي؟.

انظر أيضاً

مرئيات

<embed width="320" height="240" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?fid=8ecb03c598409e2b168" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/</embed>
تسجيل مرئي لمشروع النهر الصناعي العظيم.


المصادر

  1. ^ Guinness World Records 2008 Book. ISBN 978-1-904994-18-3
  2. ^ Keys, D., 2011, Libya Tale of Two Fundamentally Different Cities, BBC Knowledge Asia Edition, Vol.3 Issue 7
  3. ^ Water-Technology
  4. ^ Hands-on; AMAC's Purchasing Manager.
  5. ^ Scholl, Adam. "Map Room: Hidden Waters". World Policy Journal. Archived from the original on 30 October 2021. Retrieved 19 December 2012.
  6. ^ Article from Saudi Aramco Archived 2014-08-05 at the Wayback Machine January/February 2007
  7. ^ "UN Environment Program". Archived from the original on 2012-03-19. Retrieved 2009-07-14.
  8. ^ "Libya's Qaddafi taps 'fossil water' to irrigate desert farms - CSMonitor.com". Archived from the original on 2013-03-23. Retrieved 2011-12-13.
  9. ^ "Colonel Qaddafi and the Great Man-made River – Water Matters - State of the Planet". Archived from the original on 2013-09-06. Retrieved 2011-12-13.
  10. ^ "La conquista del desierto". EL PAÍS (in الإسبانية). 1990-01-20. Archived from the original on 2017-09-03. Retrieved 2017-09-04.
  11. ^ "ABC (Madrid) - 15/09/1990, p. 48 - ABC.es Hemeroteca". hemeroteca.abc.es (in الإسبانية). Archived from the original on 2017-09-03. Retrieved 2017-09-04.
  12. ^ "Technology: Plastic trees may turn the deserts green". New Scientist (in الإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2017-09-02. Retrieved 2017-09-04.
  13. ^ "Cómo inventar y vivir de ello en España.A R I A D N A-101". www.elmundo.es. Archived from the original on 2017-08-24. Retrieved 2017-09-04.
  14. ^ Phillips, David J. (2001). Peoples on the Move: Introducing the Nomads of the World (in الإنجليزية). William Carey Library. ISBN 9780878083527. Archived from the original on 2024-05-30. Retrieved 2020-11-11.
  15. ^ Binner, J. (2013-10-22). Advanced Materials 1991-1992: I. Source Book (in الإنجليزية). Elsevier. ISBN 9781483294001. Archived from the original on 2024-05-30. Retrieved 2020-11-11.
  16. ^ "Antonio Ibáñez de Alba, el inventor obsesionado con evitar los ahogamientos" (in الإسبانية الأوروبية). Archived from the original on 2017-09-01. Retrieved 2017-09-04.
  17. ^ Missy Ryan; Giles Elgoodl; Tim Pearce (22 July 2013). "Libya says six killed in airstrike near Brega". Reuters. Archived from the original on 24 September 2015. Retrieved 5 July 2021.
  18. ^ "NATO bombs the Great Man-Made River". Human Rights Investigations Blog. 27 July 2013. Archived from the original on 7 June 2015. Retrieved 25 October 2011.
  19. ^ In battle for Libya's oil, water becomes a casualty Archived 2021-07-18 at the Wayback Machine. Reuters. 2019-07-02.
  20. ^ "UN condemns water cutoff to Libyan capital Tripoli". www.aljazeera.com. 2020-04-10. Archived from the original on 2020-04-11. Retrieved 2020-04-12.
  21. ^ "النهر الصناعي العظيم «المخبأ» الأغلى في العالم". جريدة الرياض. 2011-06-13. Retrieved 2013-10-27.
  22. ^ "النهر الصناعي العظيم .. جريمة شمال أفريقيا بتوقيع القذافي". منتدى شباب الشرق الأوسط. 2011-03-22. Retrieved 2013-10-27.
  23. ^ "NATO bombs the Great Man-Made River". Human rights investigations. 2011-07-27.
  24. ^ "NATO bombs the Great Man-Made River". Human rights investigations. 2011-07-27.

؛ هوامش

وصلات خارجية

Coordinates: 25°27′20″N 21°36′03″E / 25.45556°N 21.60083°E / 25.45556; 21.60083