قدماء المصريين
حضارة قدماء المصريين أو الحضارة الفرعونية هي الحضارة التي قامت في مصر تحت حكم الأسر الفرعونية المختلفة منذ فجر التاريخ وحتي الغزو الروماني لمصر.
glass technology, new forms of literature, and the earliest known peace treaty, made with the Hittites.[1] Ancient Egypt has left a lasting legacy. Its art and architecture were widely copied, and its antiquities were carried off to far corners of the world. Its monumental ruins have inspired the imaginations of travelers and writers for millennia. A newfound respect for antiquities and excavations in the early modern period by Europeans and Egyptians has led to the scientific investigation of Egyptian civilization and a greater appreciation of its cultural legacy.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
موجز تاريخ مصر القديم
إقرأ أيضا تاريخ مصر
اتفق المؤرخون الحديثون على تقسيم تاريخ مصر القديمة الفرعونية إلى ثلاثة أقسام رئيسية هى :
الدولة القديمة والوسطى والحديثة. وتمثل كل دولة من هذه الدول عصراً من عصور الازدهار والتقدم ، وتضم عدداً من الأسر الفرعونية التى حكمت مصر الموحدة. يترأس هذه الدول أشهر ثلاثة ملوك قاموا بتوحيد شطرى البلاد وهم نعرمر (مينا) منتوحتب الثاني وأحمس الأول . وقد سبق عصر الدولة القديمة عهد عتيق شمل الأسرتين الأولى والثانية ، أرست فيه أسس الحضارة المصرية ودعمت خلاله اركان الدولة المصرية. كذلك مرت البلاد بعد كل دولة من تلك الدول بعهد ضعف سيطر فيه الأجانب على جزء من البلاد وقرب نهاية التاريخ الفرعونى تمتعت البلاد بعصر نهضة يعرف بالعصر الصاوى ، حاول فيه المصريون أن ينهضوا ببلدهم من جديد ويحيوا مجدها القديم ، وقد قسم المؤرخون هذا العصر الفرعونى إلى واحد وثلاثين أسرة حاكمة .
ويمكن تقسيم هذا العصر إلى العصور الإتية :
الأسر الفرعونية بمصر القديمة |
مصر قبل الأسرات |
عصر نشأة الأسرات |
عصر الأسر المبكرة |
1 - 2 |
الدولة القديمة |
3 - 4 - 5 - 6 |
الفترة الانتقالية الأولى |
7 - 8 - 9 - 10 - |
11 (طيبة فقط) |
الدولة الوسطى |
11 (كل مصر) |
12 - 13 - 14 |
الفترة الانتقالية الثانية |
15 - 16 - 17 |
الدولة الحديثة |
18 - 19 - 20 |
الفترة الانتقالية الثالثة |
21 - 22 - 23 - 24 - 25 |
العصر المتأخر |
26 - 27 - 28 |
29 - 30 - 31 |
العصر الإغريقي والروماني |
بطالمة - الإمبراطورية الرومانية |
العصر العتيق
ويبدأ حوالى عام 3200 ق.م. ويشمل الأسرة الأولى والثانية ومن أهم ملوكها الملك " مينا " موحد القطرين وتم فيه وضع أسس الدولة الموحدة وعاصمتها " منف" .
يضم هذا العصر الأسرتين الأولى والثانية، وقد أطلق عليه المؤرخون أسماء عدة، منها: "العصر العتيق"، على اعتبار أنه أقدم العصور التاريخية المصرية؛ وسُمَّى أيضاً "عصر بداية الأسرات"، على اعتبار أنه يضم الأسرتين اللتين يبدأ بهما التاريخ المُدوَّن لمصر. وقد سمى أيضاً: "عصر الأسرات المبكر"، إشارة إلى الأسباب التى ذكرناها مع التسميات السابقة. وأُطلق عليه أيضاً: "العصر الثِّينى، " نسبةً إلى قرية "ثِنِى" التى تقع بالقرب من "أبيدوس" (العَرَّابة المدفونة، مركز البَلِّينا، محافظة سوهاج)، على اعتبار أن معظم الآراء ترجح أن الأسرة التى نجحت في توحيد قطرى مصر قد خرجت من هذه القرية.
عصر الدولة القديمة
- مقالة مفصلة: الدولة المصرية القديمة
ويبدأ حوالى 2780 ق.م. وتشمل الأسر الثالثة والرابعة والخامسة والأسرة السادسة ومن أهم ملوكها الملك " زوسر" صاحب أول هرم في مصر واول استخدام للحجر في مصر ومن ملوكها أيضا خوفو ـ خفرع ـ منكاورع . وشهدت البلاد في هذا العصر ازدهار في كافة مجالات الحضارة المعمارية والعقائدية وبدأ ظهور عقيدة الشمس منذ أوائل الأسرة الخامسة.
عصر الاضمحلال الأول
ويبدأ حوالى 2281 ق.م. ويشمل الأسر السابعة والثامنة والتاسعة والعاشرة، فبعد انتهاء أسرة مصرية سادسة انفلت زمام الحكم من يد الملك وساد الانحلال السياسى والتفكك الإجتماعى ورجعت البلاد إلى ما كانت عليه قبل الوحدة من انقسام وتفرق وقامت حرب أهلية وانتشر فيه الفقر والبؤس وتلاشت السلطة المركزية .
عصر الدولة الوسطى
- مقالة مفصلة: الدولة المصرية الوسطى
ويبدأ حوالى 2134 ق.م. ويشمل الأسرتان الحادية عشر والثانية عشر ، بعد نجاح الملك " منتوحتب الثاني " في توحيد البلاد مرة آخرى وظهر نجم مدينة " طيبة" الأقصر كعاصمة للبلاد حتى أنشأ الملك " أمنمحات الأول" عام 2000 ق.م " ايثت تاوى " اللشت الحالية عاصمة لمصر في الفيوم . وشهد هذا العصر تقدم في العمارة والفن والأدب ونهضة شاملة للحضارة المصرية .
عصر الاضمحلال الثاني
ويبدأ حوالى 1778 ق.م. ويشمل الأسر الثالثة عشر والرابعة عشر والخامسة عشر والسادسة عشر ، في نهاية الدولة الوسطى دخلت مصر في فترة ضعف حيث قوى نفوذ حكام الأقاليم وتقاتلهم وادى هذا إلى أعطاء الفرصة لقبائل صغيرة أطلق عليها المؤرخ مانيتون اسم "الهكسوس" الذين استخدموا ضد مصر العجلات الحربية واخضعوا شمال البلاد لسيطرتهم لمدة مائة عام وجعلوا " أواريس " صان الحجر عاصمة لهم وسيطر النوبيون على الجزء الجنوبى للبلاد. ولم يبقى من مصر المستقلة سوى جزء صغير يحكمها فيه ملوك " طيبة " الأقصر .
عصر الدولة الحديثة
- مقالة مفصلة: الدولة المصرية الحديثة
ويبدأ حوالى 1570 ق.م. ويشمل الأسر الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين . فبعد ظل المصريون يعتقدون لقرون طويله ان العالم هو مصر ومصر هى العالم ,و ان ما دون ذلك هو بخور يأتى من النوبة و أخشاب ـاتى من فينيقيا أفاق المصريون على صدمة غزو الهكسوس لشمال البلاد, قام "أحمس الأول " و هو مؤسس الدولة الحديثة بعد قضائه على الهكسوس والنوبيين وإعادة الوحدة للبلاد بوضع حجر الأساس للامبراطورية المصرية و اصبح المصريون اكثر صرامه و عدوانيه تجاه العالم الخارجى و اهتمت مصر بإنشاء جيش قوى منظم ساعد على أقامة هذه الامبراطورية وإمتدت الحدود المصرية شمالا حتى أعالى الفرات وجنوب الناضول وجنوبا إلى وسط افريقيا ومن أهم ملوك هذه العصر " أمنحتب الثالث" ـ نفرتيتي ـ اخناتون ـ حتشبسوت ـ توت عنخ أمون ـ رمسيس الثاني ـ رمسيس الثالث . وكان هذا العصر عصر إنفتاح على العالم وشهدت مصر أزهى عصورها في شتى مجالات الحضارة معماريا وزراعيا وأدبيا وعسكريا وأصبحت مصر تنعم بالرخاء وهذا ما يسجله أثار الدولة الحديثة في الأقصر وأبي سمبل.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
العصر المتأخر (عصر النفوذ الأجنبى)
ويبدأ حوالى 1085 ق.م. ويشمل الأسرات الحادية والعشرين وحتى الحادية والثلاثين ، وفيها انقسمت مصر إلى دويلات استخدمت فيها الأسرة العشرون الجنود الليبيين المرتزقة حتى تمكن أحدهم وهو " شيشنق الأول " اعتلاء عرش مصر وإنشاء الأسرة الثانية والعشرين وانفصلت النوبة عن مصر حتى تمكن ملوك النوبة من الاستيلاء على مصر كلها تحت حكمهم حوالى 720 ق.م. وأسس ملكهم الملك " بعنخي" أول ملوك الأسرة الخامسة والعشرين حتى دخل مصر الملك "أشور بانيبال " الآشورى حتى طردهم الملك " ابسماتيك الأول" واعلن نفسه ملكا على مصر 663 ق.م وهو ما يعرف بالعصر الصاوى وحاول إعادة أمجاد الفراعنة الأوائل ، حتى غزا الملك " قمبيز" مصر سنة 525 ق.م. وضم مصر إلى الامبراطورية الفارسية وحطم العاصمة " طيبة " وقامت ثورات ضد الفرس عدة مرات حتى تمكن المصريون بقيادة اميريتى من طردهم حتى عاد الفرس مرة أخرى عام 341 ق.م. حتى دخلها الاسكندر الأكبر عام 332 ق.م. وضمها إلى ملكه. وبذلك ينتهى العصر الفرعونى ويبدأ العصر البطلمى .
خط زمني
- منذ 250 ألف سنة ق.م. في عصور ما قبل التاريخ كانت مصر موئلا للإنسان البدائي الذي كان يصيد الحيوانات حيث كانت المنطقة في أقصي الجنوب عند النوبة غنية بالحشائش.
- منذ 25 ألف سنة ق.م. تعرضت هذه المنطقة للتصحر الذي توقف بهطول الأمطار مما أوجد مجتمعات زراعية بمصر الوسطي والدلتا بالشمال.وقامت أول حضارة مصرية في منطقة البداري بالصعيد تقوم علي الفلاحة والصيد وتربية الطيور والمواشي وصناعة الفخار والتعدين.
- في سنة 4000 ق.م. ظهرت نظم الري وأصبحت مصر ممالك قبلية صغيرة وكان الوجه القبلي يرمزله بالتاج الأبيض و الوجه البحري يرمز له بالتاج الأحمر ووحد الملك مينا من الجنوب القطرين منذ 3100سنة ق.م وجعل العاصمة منف (ممفيس). وهذا التوحيد جعل مصر بلدا آمنا وعاصمتها ممفيس مما جعلها ركيزة وباكورة الحضارة الإنسانية بلا منازع وهذا يتضح من خلال سجلاتها الكثيرة الذي حافظ عليها مناخها الجاف لتكون رسالة محفوظة عبر الأزمان المتلاحقة وما نقش علي جدران أوابدها العظيمة وماكتب هلي ورق البردي.
جزء من سلسلة عن |
---|
تاريخ مصر |
مصر portal |
وهناك تاريخ دقيق مثبت لمسيرة هذه الأمة عبر الأزمان والقرون فنجد، مثل ذلك الذي كتبه مانيتو في العهد البطلمي:
- تقسيم تاريخ مصر لثلاثين أسرة حتي دخول الإسكندر الأكبر مصر وهذا التاريخ فيه ثغرات أغفلت فيها فترات حكم العديد من حكام مصر. انظر: مانيتو.
- ظل حاكم مصر يضفي عليه الألوهية منذ توحيد مصرعام 3200 سنة ق.م. وحتي دخول الرومان مصر واطلق عليه لقب فرعون.
- 2772 ق. م. عرف المصريون أن تقويم السنة 365 يوم.
- 2700 ق.م. الملك زوسر شيد هرمه المدرج.
- 2560 ق.م. بني الملك خوفو الهرم الأكبر الذي ظل أعلى بناية في العالم حتي القرن 19.
- 2050 ق.م أصبحت طيبة أثناء الدولة الوسطى عاصمة مصر.
- 1786 ق.م. الهكسوس الذين قدموا إلى مصر كتجار وأجراء في القرن المضطرب السابق، يحتلون شمال مصر ويستقدمون الحصان والعجلة وقوي نفوذهم بسبب المشاكل الداخلية بمصر.
- 1600 ق.م. ثورة ضد الهكسوس في مصر العليا إنتشرت بكل أنحاء مصر.
- 1560 ق.م. أحمس طرد الهكسوس وباقي القبائل الآسيوية، مؤسسا الدولة الحديثة وأصبحت مصر دولة إستعمارية وقد أدخلوا فنون حرب الهكسوس في الجيش وبلغوا أعالي الفرات.
- 1500 ق.م. استعمل الشادوف.
- 1375 ق.م. دعوة التوحيد إخناتون ونقل العاصمة من طيبة لتل العمارنة ومنع عبادة الشمس.
- 661 ق.م. المصريون بقيادة ابسماتيك الأول" يطردون الآشوريين.
- 332 ق.م. الإسكندر الأكبر يهزم الفرس في مصر ويعلن نفسه فرعونا ويبنى مدينةالإسكندرية.
- 330 م حكم البيزنطيين الروم لمصر.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
لم تكن حضارة قدماء المصريين فلتة حضارية في عمر الزمن. لأن حضارتهم كانت متفردة بسماتها الحضارية وإنجازاتها الضخمة وأصالتها. وهذا ما أضفي عليها مصداقية الأصالة بين كل الحضارات. مما جعلها أم حضارات الدنيا بلا منازع. وهذه الحضارة أكثر مكوثا وانبهارا وشهرة بين حضارات الأقدمين. فلقد قامت حضارة قدماء المصريين The Ancient Egyptians Civilization بطول نهر النيل بشمال شرق أفريقيا منذ سنة 5000 ق.م. إلي سنة 30 ق.م. . وهي أطول حضارة اسنمرارية بالعالم القديم ، ويقصد بالحضارة المصرية القديمة من الناحية الجغرافية تلك الحضارة التي نبعت بالوادي ودلتا النيل حيث كان يعيش المصريون القدماء. ومن الناحية الثقافية تشير كلمة الحضارة للغتهم وعباداتهم وعاداتهم وتنظيمهم لحياتهم وإدارة شئونهم الحياتية والإدارية ومفهومهم للطبيعة من حولهم وتعاملهم مع الشعوب المجاورة.
ويعتبر نهر النيل الذي يدور حوله حضارة قدماء المصريين بنبع من فوق هضاب الحبشة بشرق أفريقيا ومنابع النيل بجنوب السودان متجها من السودان شمالا لمصر ليأتي الفيضان كل عام ليعذي التربة بالطمي. وهذه الظاهرة الفيضانية الطبيعية جعلت إقتصاد مصر في تنام متجدد معتمدا أساسا علي الزراعة. ومما ساعد عل ظهور الحضارة أيضا خلو السماء من الغيوم وسطوع الشمس المشرفة تقريبا طوال العام لتمد المصريين القدماء يالدفء والضوء. كما أن مصر محمية من الجيران بالصحراء بالغرب والبحر من الشمال والشرق ووجود الشلالات (الجنادل) جنوبا بالنوبة على النيل مما جعلها أرضا شبه مهجورة. وفي هذه الأرض ظهر إثنان من عجائب الدنيا السبع. وهما الأهرامات بالجيزة ومنارة الإسكندرية. وكانت نبتة أقدم موقع أثري بالنوبة. وكان منذ 6000 سنة منطقة رعوية تسقط بها الأمطار الصيفية ترعي بها الماشية حتي منذ 4899 سنة عندما إنحسرت عنها الأمطار. اكتشف بها دوائر حجرية وقد قام بالمنطقة مجتمعات سكانبة من بينها قرية كان يمدها 18 بئر بالمياه تحت سطح بلاطات بناء ميجوليثي كبير عبارة عن تمثال يشبه بقرة نحت من صخرة كبيرة. وكانت تتكون القرية من 18 بيتا. وبها مدافن كثيرة للمواشي حيث عثر علي هياكلها في غرف من الطين . وهذا يدل علي أن السكان كانوا يعبدون البقر . ووجد مواقد كانت تستعمل. وعظام غزلان وأرانب برية وشقف فخار وقشر بيض نعام مزخرف. لكن لايوجد مدافن أو مخلفات بشرية في نبتة. وهذا يدل أن البدو كانوا رحلا يأتون لنبتة كل صيف حيث الماء والكلأ. والزواج والتجارة وإقامة الطقوس الدينية.
في مجال علوم الفلك نجد أن قدماء المصريين قد أقاموا أقدم مرصد في العالم وقبل عصر بناء الأهرامات منذ فترة زمنية حسب الشمس والنجوم حيث أقاموا الشواهد الحجرية ميجاليثات Megaliths. وهي عبارة عن دائرة من الحجر أقيمت منذ 7000 سنة في الصحراء الجنوبية بمصر. قبل إقامة مواقع الميجاليثات بإنجلترا وبريطانيا وأوربا بألف سنة كموقع ستونهنج الشهيرة.
وقد أكتشف موقع نبتة منذ عدة سنوات ويتكون من دائرة حجرية صغيرة. وبه عظام ماشية وخمس خطوط من الحجارة المائلة والبلاطات الحجربة التي كشف عنها مائلة على بعد ميل من الموقع وبعضها بإرتفاع 9 قدم. وكل بلاطة مدفونة بالتربة وهي فوق صخرة منبسطة. وهذا الموقع يتجه للجهات الأصلية الأربعة ويحدد الإعتدال الشمسي. وبالموقع دائرة حجرية صغيرة بها عظام الماشية وخمسة خطوط من ميجوليثات مائلة. وكان هذا الموقع قد بني علي شاطيء بحيرة يتجمع بها ماء المطر صيفاً وقتها. حيث كانت قطعان المواشي تُقاد إلى نبتة في العصر الحجري الحديث منذ 10 آلاف سنة. وكان البدو الرعاة يفدون إليها في موسم أمطار حتي منذ 4800 سنة حيث إنحسرت الرياح الموسمية باتجاه جنوب غلاب لتصبح المنطقة جرداء. وكانت هذه الدائرة الصغيرة قطرها 12 قدم تضم أربعة مجموعات من البلاطات القائمة حيث يمكن رؤية الأفق. وكانت مجموعتان تتجها ناحية الشمال والجنوب والمجموعتان الأخريتان تتجها ناحية أفق الإعتدال الشمسي الصيفي. وسلالة هؤلاء بعد 2000 سنة قد نزحوا ل وادي النيل وأقاموا الحضارة المصرية القديمة ولاسيما بعدما أقفرات هذه المنطقة الرعوية وتغير مناخها. واستقروا سنة 4000 ق.م. بمصر العليا ولاسيما في نيخن القديمة ونقادة وأبيدوس (أنظر : بداري). وهذا الإستقرار المكاني جعل قدماء المصريين يبدعون حضارتهم ومدنيتهم فوق أرضهم. فأوجدوا العلوم والآداب والتقاليد والعادات والكتابات والقصص و الأساطير وتركوا من بعدهم تسجيلات جدارية و مخطوطة على البردي لتأصيل هذه الحضارة المبتكرة. فشيدوا البنايات الضخمة كالأهرامات والمعابد والمقابر التي تحدت الزمن. علاوة علي المخطوطات والرسومات والنقوشات والصور الملونة والتي ظلت حتي اليوم.
وكانوا يعالجون نبات البردي ليصنعوا منه اطماره الرقيقة وكتبوا عليها تاريخهم وعلومهم وعاداتهم وتقاليده لتكون رسالة لأحفادهم وللعالم أجمع . فكانوا يكتبون عليها باللغة الهيروغليفية وهي كتابة تصويرية التي فيها الرمز يعبر عن صورة معروفة . وابتدعوا مفاهيم في الحساب والهندسة ودرسوا الطب وطب الأسنان وعملوا لهم التقويم الزمني حسب ملاحظاتهم للشمس والنجوم . ورغم أن قدماء المصريين كانوا يعبدون آلهة عديدة إلا ان دعوة التوحيد الإلهي ظهرت علي يد الملك إخناتون كسمة عقائدية . كما أنهم أول من صوروابتدع عقيدة الحياة الأخروية. وهذه المفاهيم لم تكن موجودة لدي بقية الشعوب . وبنوا المقابر المزينة والمزخرفة وقاموا بتأثيثها ليعيشوا بها عيشة أبدية . وكانت مصر القوة العظمي بالعالم القديم وكان تأثيرها السياسي في أحيان كثيرة يمتد نفوذه لدول الجوار شرقا في آسيا وغربا بأفريقيا. وجنوبا بالنوبة وبلاد بونت بالصومال. وكان قدماء المصريين يطلقون علي أرضهم كيمت Kemet أي الأرض السوداء لأن النيل يمدها بالطمي وكان يطلق عليها أيضا ديشرت Deshret أي الأرض الحمراء إشارة للون رمال الصحراء بهاالتي تحترق تحت أشعة الشمس . وكانت وفرة مياه الفيضان قد جعلهم يفيمون شبكة للري والزراعة وصنعوا القوارب للملاحة والنقل وصيد الأسماك من النهر. وأعطتهم الأرض المعادن والجواهر النفيسة كالذهب والفضة والنحاس. وكانوا يتبادلون السلع مع دول الجوار. وتاريخ مصر نجده يبدأ منذ سنة 8000 ق.م. في منطقة جنوب شرق مصر عند الحدود السودانية الشمالية الشرقية. وقد جاءها قوم رعاة وكانت هذه المنطقة منطقة جذب حيث كان بها سهول حشاشية للرعي ومناخها مضياف وكان بها بحيرات من مياه الأمطار الموسمية. وآثارهم تدل علي أنهم كانوا مستوطنين هناك يرعون الماشية. وخلفوا من بعدهم بنايات ضخمة في سنة 6000 ق.م.
وقد بدأت الزراعة في بلدة البداري منذ ستة 5000 ق.م. وكان بالفيوم مستوطنين يزرعون قبل البداري بألف سنة . وكانت مدينة مرميد بالدلتا علي حدودها الغربية منذ سنة 4500 ق.م. وفي مدينة بوتو ظهرت صناعة الفخار المزخرف يختلف عن طراز الفخار في مصر العليا . وكان هناك إختلاف بين المصريين القدماء مابين مصر العليا ومصر السفلي في العقيدة وطريقة دفن الموتي والعمارة .وجاء الملك مينا عام 3100 ق.م. ووحد القطرين (مصر العليا ومصر السفلي). وكان يضع علي رأسه التاجين الأبيض يرمز للوجه القبلي والأحمر للوجه البحري . وجعل الملك مينا منف Memphis العاصمة الموحدة و كانت تقع غرب النيل عند الجيزة وأبيدوس المقبرة الملكية والتي إنتقلت لسقارة إبان عصر المملكة القديمة. أنظر: أهرام. وكان عدد سكان مصر قبل عصر الأسرات( 5000ق.م. – 3000ق.م. ) لايتعدي مئات الالآف وأثناء المملكة القديمة (2575ق.م. – 2134 ق.م. ) بلغ عددهم 2مليون نسمة وإبان المملكة الوسطي (2040 ق.م. – 1640 ق.م. ) زاد العدد وأثناء المملكة الحديثة (1550 ق.م. – 1070 ق.م. ) بلغ العددمن 3- 4مليون نسمة . وفي العصر الهيليني (332 ق.م.- 30 ق.م. ) بلغ العدد 7مليون نسمة . وبعدها دخلت مصر العصر الروماني . وكان المصريون يجاورون النهر . لأنها مجتمع زراعي وكانت منف وطيبة مركزين هامين عندما كانت كل منهما العاصمة. والتعليم والكتابة كان مستقلا في مصر القديمة وكانت الكتابة والقراءة محدودتين بين نسبة صغيرة من الصفوة الحاكمة أو الكتبة في الجهاز الإداري . وكان أبناء الأسرة الملكية والصفوة الحاكمة يتعلمون بالقصر. وبقية أبناء الشعب كانوا يتعلمون في مدارس المعابد أو بالمنزول . وكان تعليم البنات قاصرا علي الكتابة والقراءة بالبيت. وكان المدرسون صارمين وكانوا يستعملون الضرب . وكانت الكنب المدرسية تعلم القراءة والكتابة وكتابة الرسائل والنصوص الأخري . وكانت المخطوطات تحفظ في بيت الحياة وهو دار الحفظ في كل معبد وأشبه بالمكتبة .وكان المتعلمون في مصر القديمة يدرسون الحساب والهندسة والكسور والجمع والطب. ووجدت كتب في الطب الباطني والجراحة والعلاج الصيدلاني والبيطرة وطب الأسنان . وكانت كل الكتب تنسخ بما فيها كتب الأدب والنصوص الدينية .
وكان حجر رشيد قد إكتشف عام 1799 إبان الحملة الفرنسية و قد نقش عام 196 ق.م. وعليه ثلاث لغات الهيروغليفية والديموطقية (القبطية ويقصد بها اللغة الحديثة لقدماء المصريين) والإغريقية . وكان وقت إكتشافه لغزا لغويا لايفسر منذ مئات السنين . لأن اللغتين الأولتين كانتا وقتها من اللغات الميتة . حتي جاء العالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليون وفسر هذه اللغات بعد مضاهاتها بالنص الإغريقي ونصوص هيروغليفية أخري . وهذا يدل علي أن هذه اللغات كانت سائدة إبان حكم البطالمة الإغريق لمصر لأكثر من 150 عاما . وكانت الهيروغليفية لغة دينية متداولة في المعابد واللغة الديموطيقية كانت لغة الكتابة الشعبية والإغريقية لغة الحكام الإغريق . وكان محتوي الكتابة تمجيدا لفرعون مصروإنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر . و قد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة . واستطاع شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام 1822 ليفتح أفاق التعرف علي حضارة قدماء المصريين وفك ألغازها وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد مواتها عبر القرون.وكانت الهيروغليفية وأبحديتها تدرس لكل من يريد دراسة علوم المصريات . ثم تطورت الهيروغليفية للهيراطقية ثم للديموطقية ثم للقبطية .
وكان لقدماء المصريين تقويمهم الزمني منذ مرحلة مبكرة وكان يعتمد علي ملاحظانهم للشمس والنجوم بالسماء ومواعيد فيضان النيل في كل عام . وكانوا يستعملون تقويمهم في تسجيل الأحداث التاريخية وجدولة أعيادهم ونأريخ القرارات الملكية . وكان أول محاولة لصنع تقويم عام 8000 ق.م. عندما صنع الدوائر الحجرية (أنظر: آفبيري .وستونهنج) في ركن بأقصي جنوب غربي مصر حاليا . وكانت تستخدم لمراقبة النجوم وحركاتها . وقسموا اليوم 24 ساعة (12 نهار و12 ليل )والأسبوع 10 أيام والشهر 3 أسابيع أو 30 يوم . والسنة 12 شهر . وكانت تقسم لثلاثة فصول كل فصل 4 شهور . وكانت السنة تعادل 360 يوم . وكان قدماء المصريين يضيفون بعدها 5 أيام كل يوم من هذه الأيام الخمسة تشير لعيد ميلاد إله. و بهذا تكون السنة الفرعونية كاملة 365 يوم. وهي تقريبا تقارب السنة الشمسية حاليا ماعدا ربع يوم الفرق في كل سنة شمسية ولم يكن يعرفون إضافة يوم كل 4 سنوات .
وقام قدماء المصريين بالغديد من الأعمال الإبداعية المبتكرة والمذهلة للعالم سواء في التحنيط (مادة)والموسيقى والنحت والأدب والرسم والعمارة والدراما . وبعد توحيدها أيام مبنا أصبحت العقيدة الدينية لها سمات رسمية من التعددية قي الآلهة والإلهيات وكانت البيئة لها تأثيرها علي الفكر الديني والعبادات الفرعونية حيث إتخذت الآلهة أشكالا بشرية او حيوانية أو خليطا منها . وهذه الأشكال جسدفيها قدماء المصريين قوي الطبيعة وعناصرها .وتأليف الأساطير والقصص حول آلهتهم وعالمهم لفهم التداخل المعقد في الكون من حولهم. ولعبت العقيدة الدينية دورا كبيرا في حياتهم وكان لها تأثيرها علي فنونهم وعلي فكرهم عن الحياة الأخروية وفكرة البعث والنشور وعلاقاتهم بحكامهم . وكان الفن التشكيلي كالنحت والرسم بالأبعاد الثنائية علي جدران المعابد والمقابر وأكفان الموتي وتوابيت الموتي وورق البردي. وكان الفنانون المصريون يجسمون الصور الشخصية بملامحها التعبيرية متحطين معدل الزمن والفراغ في هذه الصور اتعبر عن الخلودمن خلال الرسومات الهيروغليفية التي تصاحبها وتكون جزءا من العمل الفني الرائع . وكان يوضع إسم صاحب التمثال علي القاعدة أو بجانبه .
والأهرامات نجدها تعبر عن عظمةالعمارة لدي قدماء المصريين . وهذه الأوابد الضخمة مقابر لها أربع جدران مثلثة تتلاقي في نقطة بالقمة وهي تمثل التل البدائي أصل الحياة في أساطير الخلق أو تمثل أشعة الشمس القوية . ولقد بنوا حوالي 100 هرم كملاذ وبيت راحة لحكامهم بعد الموت . وكانت المعابد مربعة الشكل باتجاه شرق غرب علي خط شروق وغروب الشمس .وكان قدماء المصريين يعتقدون أن نموذج المعبد الذي يبنيه البشر يمكن أن يكون بيئة طبيعية مناسبة للآلهة. وقد إستفاد الأغريق من قدماء المصريين في النحت والعمارة والفلسفة والإلهيات (أنظر : أمنحتب). . فلقد كان المصريون القدماء سادة فنون الأعمال الحجرية والمعدنية وصنع الزجاج العادي والملون. وكشف التنقيب عن آثار عصر ماقبل التاريخ بمصر منذ 6000 سنة ق.م. وجود مواقع أثرية علي حدود مصر الجنوبية مع السودان حيث عثر بها علي أماكن دفن وإقامة الأعباد والإحتفالات ومقابر للماشية مما يدل علي تقديسها . وعثر بالمقابر البشرية علي مشغولات يدوية وأسلحة وأوان ترجع لهذه الحقبة مما يدل علي وجود عقيدة ما بعد الموت . وكانت عقيدة قدماء المصريين تقوم علي الشمس ممثلة في عقيدة رع وحورس وأتون وخبري . والقمر ممثلا في عقيدة توت وخونسو والأرض ممثلة في عقيدة جيب . وكانت نوت ربة السماء و شوو تفنوت إلها الريح والرطوبة. وأوزوريس وإيزيس حكام العالم السفلي . ومعظم هذه الآلهة دارت حولهم الأساطير. وأصبح رع وآمون بعد إندماجهما يمثلان عقيدة آمون - رع كملك الآلهة .
وكان هناك آلهة محلية تعبد خاصة بكل إقليم بمصر . وكان الملك الكاهن الأكبر يمارس الطقوس في الأعياد والكهنة كانوا يؤدونها في الأيام العادية بالمعابد . وكان عامة الشعب لايدخلونها إلا لخدمتها . وكان المصريون يهتمون بالحياة بعد الموت ويقيمون المقابر ويزينونها ويجهزونا بالصور والأثاث. وكانوا بعد الموت يهتمون بتحنيط (مادة) الميت . وكانوا يضعون في الأكفان التعاويذ والأحجبة حول المومياء . وكانوا يكتبون نصوصا سحرية فوق قماشه أو علي جدران المقبرة وأوراق البردي لتدفن معه . وكانت هذه النصوص للحماية ومرشدا له في العالم السفلي .
وفي مصر القديمة كان الملك هو الحاكم المطلق والقائد الروحي والصلة بين الشعب والآلهة . وكان يعاونه الوزير والجهاز الإداري ويتبعه الكهان . وكان الملك قائد الجيش وقواده وكان الجيش جنوده من المصريين في عمر الخامسه و العشرين حتى اربعين عاما . وكان الحكم وراثيا بين الأبناء في معظم الوقت بإستثناء حورمحب (1319 ق.م.)الذي كان قائدا ورمسيس الأول الذي خلفه لم يكن من الدم الملكي . وقلما كانت امرأة تحكم مصر ماعدا حتشبسوت التي حكمت في الأسرة 18 بعد وفاة زوجها تحتمس الثاني عام 1479 ق.م. وتقاسمت الحكم مع تحتمس الثالث . وكان المصريون يعتقدون أن مركز الملك إلهي والملك إله . وبعد موته تؤدي له الطقوس ليظل إله . وكان يلقب عادة بمالك وملك الأرضين مصر العليا ومصر السفلي (الدلتا بالشمال والوادي بالجنوب. وكان إقتصاد مصر قوم علي الزراعة معتمدة علي النيل الذي كان يمدمصر بالمياه والمحاصيل المتنوعة كالحبوب ولاسيما الشعير والقمح والفاكهة والخضروات .وممعظم الأراضي الزراعية كانت ملكا للملك والمعابد . وكان الشادوف وسيلة الري بعد إنحسار الفيضان . ولقد إكتشفت مومياوات عديدة محفوظة تم العثور عليها في كل أنحاء العالم بكل القارات حيث إتبع التحنيط mummification بكل القارات و ان كلمة مومياء أصلها الكلمة القبطية "مم"التي تعني شمع أو القار والذي كان يستخدم في عمليات التحنيط. وقد إشتُقت منها لاحقا الكلمه Mummy واانتشرت بعد ذلك الى اللغات الهندواوروبيه.وهذه الكلمة مومياء تطبق علي كل البقايا البشرية من أنسجة طرية. والتحنيط قد يكون موجودا في كل قارة لكن الطريقة ترتبط بطريقة قدماء المصريين لهذا ينسب إليهم. وكانت أول دراسة للمومياوات كانت في القرن 19. وليس المومياوات المصرية مجرد لفائف من قماش الكتان تلف بها الأجساد الميتة فقط . ولكنها طريقة لوجود بيوت دائمة للأرواح. وهذه طريقة تحايلية علي الموت .
المصادر التاريخية
تنقسم إجماليا إلى أربع فئات غير متساوية من حيث الكم والكيف:
أعمال المؤرخين المصريين
إن هذه الأعمال لها ثقلها فعلا، بالرغم من أنها تستخدم مضمونا ومفهوما تاريخيا يختلف عن مضمون ومفهوم التاريخ الحديث. إلا أنها تلبي مطلبين أساسيين: أولهما، مطلب عملي وهو رصد أوجه الأنشطة القضائية والإدارية (وبصفة خاصة الضرائب) التي تتطلب بدون شك جدولة للأحداث التاريخية. وبما أن حساب السنوات كان يبدأ دائما من الصفر لكل حكم، ولذا كانت الضرورة تستلزم وضع قوائم عن الفراعنة للحصول على استدلال دقيق عنهم.[3]
وثانيهما، مطلب أيديولوجي: فالمضمون التاريخي هو عبارة عن امتداد وتكرار لعملية الخلق. ولذا كانت الضرورة تستلزم تسجيل الأحداث، أو ما اعتبر أحداث حتى يمكن إرجاعها إلى السلوك المتكرر الثابت الأساسي، وتحديدها على هذا النمط في صورة قدسية. ولذا كان يوجد ما يمكن أن يسمى "بالوقائع" التي تسرد أوجه نشاط الفرعون عند مباشرته لعمال الهامة كالحروب، إذ يكلف الكتبة بإصدار ما نطلق عليه حاليا الحوليات الخاصة بالمعارك. وأحيانا كانت هذه الوثائق تستخدم كمصادر لإعداد مؤلفات عن الإنتصارات، "مثل حوليات الملك تحتمس الثالث"، وكذلك "معركة قادش" التي قادها الملك "رمسيس الثاني"، والتي سجلت بطريقة مزدوجة: بالنص الأدبي كتابة، وبالنقوش المصورة على جدران العديد من المعابد، ومعها بعض "النشرات" على هيئة القصائد. ولا شك أن هذه الوقائع الخاصة بنظم الحكم كانت تكون سجلا فعليا للأحداث، ولذلك يتضمن نص "حجر بالرمو" سردا للأحداث الهامة لفترات حكم الأسرات الخمس الأولى كالإحتفال بالعياد وبناء المعابد، وإقامة التماثيل، وإرسال الحملات الحربية، أما قائمة تورين الملكية Canon royal de Turin فهي تعطينا سجلا لكل الفراعنة، ومدى بقائهم في الحكم.. وهذه القائمة لها قيمة منهجية أو استدلالية إلى حد ما، ذلك لأن بعض هؤلاء الملوك كانوا ينتسبون إلى العاصمة التي وقع اختيارهم عليها، فنصف مثلا ملوك الأسرة الثانية عشرة بالطيبين نسبة إلى طيبة، وملوك الأسرة الواحدة والعشرين بالتانيسيين نسبة إلى تانيس) أو نصفهم بالنسبة لمنبتهم الأصلي. ولا شك أن هذه المحاولة لتحديد فترات الحكم إنما هي توضيح للأفكار التاريخية فقط، ولذا فإن "قائمة تورين الملكية" تحسم الأمر بالنسبة للعديد من البيانات المكدسة بالمعابد، والتي لا تهدف إلا إحياء ذكرى الفراعتنة المحليين، الذين أقيمت صروحهم خلال أعمال التوسعات. ثم قام أخيرا مؤرخ مصري يدعى "مانيتون Manethon"، بكتابة التاريخ المصري باللغة اليونانية خلال حكم الملكيين البطلميين الأولين، معتمدا على الوثائق التاريخية للفترة الفرعونية. وللأسف لم يصلنا هذا التاريخ المكتوب إلا من خلال بعض النصوص التي سردها بعض الملخصين، أو بعض الكتاب الذين كانوا يستعينون بها لأغراض خاصة.
إذن، فمن نتاج أعمال المؤرخين المصريين، لا نملك سوى آثار وبقايا مليئة بالثغرات، ويلاحظ أن النقد الحديث قد اعترف بقدر هذه الأعمال إلى حد ما، بحيث يجب أخذها منالمصادر كما هي على علاتها لما لها من أهمية، على عكس النظرة السابقة لها باعتبارها مجرد أحداث من نسج الخيال والأساطير.
مصادر قديمة غير مصرية
كانت مصر الفرعونية على امتداد حوالي ثلاثة آلاف سنة تعتبر إحدى القوى العظمى في منطقة الشرق الأدنى، كما أنها استطاعت أن تندرج بشكل أو بآخر ضمن اهتمامات ومشاغل الحضارات الكبرى، وبالتالي تردد ذكرها فيما أورثته لنا تلك الحضارات من وثائق ومستندات. فنجد أن سجلات ومحفوظات "الحيثيين"، ثم بعد ذلك الوقائع الخاصة بملوك "الآشوريين"، قد أعطت جميعها مكانا فسيحا لتلك العلاقات والخلافات مع مصر. بل أكثر من ذلك، فقد أولت التوراة اهتماما واضحا عدة مرات نحو هذا البلد حيث ارتبط ارتباطا وثيقا بأقدم حقب تاريخ الشعب العبراني الذي كانت ثقافة مصر مصدر إلهام عظيم له.
لكن المؤلفين الإغريق والرومان هم أكثر من قدم المصادر الأساسية القديمة. فاليونان قد جذبتها وسحرتها مصر الفرعونية، وتوثقت عري الروابط بينهما منذ بداية الفترة المينوية ، وازدادت هذه الروابط قوة خلال حكم الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية بفضل حصولهم على امتياز الإستقرار في مرفأ "نقراتيس". وتوطدت عرى هذه الروابط في عهد المملكة البطلمية، ثم من خلال الإندماج مع الإمبراطورية الرومانية. وبالإضافة إلى ذلك فإن حكايات الرحالة الفضوليين، وذكريات التجار والعسكريين، وافداريين الذين وفدوا إلى مصر في مهام عملية، إلى جانب الأقاصيص والأقاويل التي كان يتم تناقلها من ميناء إلى آخر، كل ذلك ساعد على تغذية وتنمية معرفتنا بالتقاليد الكلاسيكية الغرزية الخاصة بمصر والتي تضمنت العديد من الأساطير العريقة. وتراكمات الكتابات المتنافرة تنافرا واضحا من حيث التسلسل التاريخي، وإعادة تفسير الوقائع الحقيقية، بل والمعطيات الأصلية أيضا. وضمن هذه الأعمال الكلاسيكية تبدو واضحة بصفة خاصة أعمال "بلوتارخ" (46 120 ميلادية) ، التي كانت تتجه بصفة خاصة نحو الدين. وهناك أيضا "المكتبة Bibliotheque" "لديودور الصقلي Diodore de Sicile" (القرن الأول الميلادي)، حيث خصص جزءا كبيرا منها لمصر الفرعونية، كما تضمنت العديد من النصوص القديمة (مع بعض الإشارات الشخصية) كذلك الكتاب السابع عشر باسم "جغرافية سترابون Geographic de Strabon" (القرن الأول الميلادي)، والذي ينم عن ذهن متفتح عرف كيف يثرى ملاحظاته الخاص برحلاته إلى مصر الرومانسية بالبيانات والإشارات المستمدة من علماء الجغرافيا، وعلماء الدين القدماء. وأخيرا نجد أيضا ما كتبه (هيرودوت Herodote) في كتابه المسمى "بالتاريخ" (خلال القرن الخامس قبل الميلاد). كان هيرودوت يهدف إلى وصف المملكة الفارسية التي قوضها ودمرها الإغريق، ولذلك نجده قد توقف طويلا أمام إحدى ولايات هذه الإمبراطورية، ألا وهي مصر، التي اعتبرها من أعجب البلاد وأكثرها إثارة للدهشة (وخصص لها الكتاب الثاني وجزءا من الكتاب الثالث). لقد كتب "هيرودوت" بحثا تاريخيا حقيقيا في التاريخ الثقافي الذي استقاه من مصادر متعددة ومن كتابات السابقين، ومن القصص وحكايات التراجمة المرشدين dragomans، الذين قاموا بإرشاده خلال رحلته (ولو أن البعض يتشككون في حقيقة هذه الرحلة)، بل وفي ملاحظاته الشخصية، وعموما لايمكننا القول بأن كل ما كتبه "هيرودوت " عبارة عن هذيان أو حكياات باطلة، فهو يسرد أحداثا تكاد تكون قريبة من القرن الذي عاصره. ولقد قام أحد علماء المصريات الممتازين بإعداد رسالة علمية قيمة عن أهمية المعلومات التي قدمها "هيرودوت"، والخاصة بالأسرة السادسة والعشرين.
وعموما فإن المصادر الكلاسيكية تمدنا بمواد غير متساوية أو غير متطابقة عن تاريخ مصر الفرعونية. كما أن بعض التشوهات المنهجية الناجمة عن التفسيرات اليونانية (بل الرومانية) تتطلب جهدا كبيرا في مجال العمل النقدي. لذلك نرى في أغلب الأحيان أن علم المصريات هو الذي يقوم بتوضيح النصوص القديمة عن مصر الفرعونية وليس العكس.
الآثار
من منطلق البحث في مجالات عصور ما قبل التاريخ، أثبت علم الآثار مدى ما يستطيع تقديمه للتاريخ بفضل استخدام الوسائل الفنية، والسبل التي تنتهجها. وفي الوقت نفسه فمن خلال الآثار ، نجد أن الأزمنة الأسطورية التي عاش فيها أبطال مصر الفرعونية تبدو وكأنها عصور الظلمات. لذل نجد المنقبين وقد تملكتهم حمى البحث عن الكتابات والنقوش، أو القطع الجميلة الصنع، لأي عطون لعلم الطبقات الجيولوجية اهتماما كبيرا، بل أخذوا يستقصون بكل همة مالم يصنع من الحجر. وبما أن هؤلاء المنقبين كانوا يجرون أبحاثهم في المواقع الكبرى، فإن قدر المعلومات التي لم يتبينوها لا بد أن يكون هائلا. وهكذا، فقي مقابل ما لوحظ من مظاهر التأخر بخصوص الحضارات المجاورة مثل علم الآثار الآشورية، نجد علم المصريات يزدهر مبكرا في عالم الآثار، ويبدي اهتمامه بنظم وعادات الماضي. ثم انتشرت الدراسات في علم النماذج البشرية من خلال "الخزف". ولم يعد هناك سر في مجال علم الطبقات الجيولوجية، بل واتسع نطاق التقنيات الحديثة: من التقاط صور فوتوغرافية من الجو، واستخدام أجهزة قياس المغناطيسية بالآويل "Proton" (ذرة كهربائية إيجابية)، والإضاءة الحرارية .. إلخ، وتتابعت النتائج الواحدة تلو الأخرى، وكان بعضها مذهلا، مثل أعمال التنقيب النموذجية التي قام بها عالم المصريات "بيتاك" في موقع "أڤاريس"، والتي ساعدت على تحديد المراحل المختلفة للاستعمار الآسيوي، وغيرت في الوقت نفسه الرؤية التقليدية عن الغزو الهكسوسي، كما ساعدت على توضيح معالم الجغرافيا التاريخية الخاصة بمنطقة الدلتا الشرقية، وبينت سبب اختيار الموقع الذي شيدت فوقه مدينة "بي رعمسيس" ، ثم سبب هجرته بعد ذلك والتوجه نحو "تانيس". ومن المنتظر أن تفصح عمليات التنقيب الحديثة عن فيض من المعلومات الخاصة بالتاريخ المصري، ولكن علينا ألا نتوقع أكثر من اللازم. فإذا كان من السهل السخرية بأوائل من قاموا بعمليات التنقيب، فإن الظروف الخاصة التي مر بها علم الآثار يجب أن توضع في الإعتبار، فمثلا تعرضت أغلب المواقع لعمليات نهب وسرقة منذ آلاف السنين بوساطة اللصوص، والباحثين عن الكنوز، واستخراج الطمى اللازم لصناعة قوالب الطوب اللبن، أو السباخ، هذا إذا لم تكن هذه المواقع قد تلاشت ودفنت تحت المدن الحديثة. وحتى إذا كانت عمليات التنقيب قد تمت على الوجه الأكمل، إلا أنه لا يتمخض عنها دائما النتائج النظرية المأمولة، وعلى وجه الخصوص الآثار المختلفة عن الأماكن السكنية والتي تعد من أثر المصادر ثراء بالمعلومات بالنسبة للمؤرخ، والتي أصبحت قاصرة بشكل لايمكن تعويضه نظرا لندرة المواقع السكنية التي قد تحقق الأمل في الحصول على المعلومات، مثل مدينة "بلاط" التي ترجع إلى الدولة القديمة وتقع في الواحة الداخلة.
نلاحظ باِلإضافة إلى ذلك أن إعادة تقييم علم الآثار، قد جر في أعقابه تجديد الاهتمام بالأدوات غير المنقوشة، والأدوات الخاصة بالحياة اليومية، بل وبالهندسة المعمارية الخفيفة. كما أن أعمال الإحصاء، والوصف، والتصنيف، تتطلب جميعها عملا دؤوبا، قد يكون غير مثير، ولكنه كفيل في النهاية أن يضيف شيئا ما إلى علم تتابع الأحداث التاريخية، وإلى علم الأخلاق والتقاليد والعادات التاريخية.
ومن البديهي أنه بالرغم من قيمة وأهمية علم الآثار، فإنه بالنسبة لتاريخ مصر الفرعونية لا يعدو أن يكون سوى إضافة ضرورية للمصادر المكتوبة.
المصادر المكتوبة
تعد هذه المصادر المكتوبة للوهلة الأولى مثيرة لبعض البلبلة والحيرة بسبب تنوع مواردها واختلاف فحوى ومضمون هذه المواد. ومع ذلك فمن الملائم أن تقسم إلى مجموعتين كبيرتين تتوافقان مع اللوائح والقوانين التي خصصها لها المصريون القدماء. فمن ناحية، توجد الكتابات الخاصةب المجال الدنيوي البحث: التي تدون غالبا بالأسلوب الموجز السريع فوق الأدوات والمواد القابلة للتلف (مثل أوراق البردى، وألواح الخشب، والشقافات، وشظايا الأحجار أو الفخار ذات السطح الأملس). ومن ناحية أخرى، هناك النقوش المقدسة: والتي غالبا ما تكتب بالهيروغليفية، فوق خامات معمرة (مثل الأحجار، والمعادن، والخشب) نظرا لأنها قد دونت أصلا لكي تدوم إلى الأبد، ولكي تسترعي أنظار العالم الذي جذبته تلك الآثار، التي دونت هذه الكتابات عليها. وقد تصدر وثيقة واحدة (كالمراسيم الملكية) في هيئة نسختين: نسخة دنيوية لوضعها في المحفوظات التي تحفظ النص الكامل مع ما تحفظه من وثائق قديمة، ونسخة مقدسة تنصب في مكان مناسب وتصاحبها مظاهر الفخامة والأبهة الأيديولوجية التي تعمل على ادماجها بأحد الأشكال الخاصة بالوجود (مثل أشكال الآلهة، والكلمات الرنانة)، كما تختصر إلى أقصى مدى، وتبسط إلى مجرد الفكرة الأساسية التي كتبت من أجلها. ولا شك أن التفرغ الثنائي بين المصادر الدنيوية والمصادر المقدسة يجب أن يكون نقطة انطلاق لأي عمل نقدي وثائقي.
المصادر الدنيوية
لو أننا قمنا بإحصاء ما وصل إلينا من الإنتاج الدنيوي الخاص بمصر الفرعونية، فإننا سوف نجد أن القائمة هائلة من ناحية الكم، مثل الخطابات الخاصة، والمراسلات الإدارية، وحسابات المؤسسات، وجداول الأحوال المدنية، وسجلات الضرائب، وعقود بيع وتأجير الأملاك والأشخاص، ونسخ الأحكام الأصلية الخاصة ببعض المحاكمات، ومصنفات العادات والتقاليد...، ولا شك أن القائمة الكاملة سوف تكون طويلة للغاية، إلا أننا قد نصاب بخيبة الأمل عند فحص تلك الوثائق عن كثب. فإن عدد الوثائق الذي قد يعتبر هائلا بالنسبة للعالم الملتزم بتفسيرها هي في الواقع حصيلة متواضعة لتراكمات نحو ألفين وخمسمائة عام. بالإضافة إلى ذلك فإن معظمها يبدو مبهما ومشوها، ولا يزودنا إلا بمعلومات ضئيلة، منفصلة الكيان الذي كان يتضمنها. وماذا عن توزيعها عبر الأجيال؟ صمت تام أحيانا، أو شبه تام على مدى قرون كاملة. فمن الملاحظ أن الألف عام الثالثة لم تقدم لنا سوى محفوظات الجبلين، ومعبدين جنائزيين يرجعان إلى الأسرة الخامسة. أما الدولة الوسطى، فلم تترك لنا سوى محفوظات بعض الأملاك الخاصة والتي كان يديرها شخص يدعى "حقا نخت"، وبعض الملفات الخاصة بموقع بناء بجوار "أبيدوس"، وبقايا بعض الأوراق الخاصة بمدن هرم "اللاهون" وبضع صفحات تتضمن حسابات البلاط الملكي بطيبة في عهد الملك "سوبك حوتب الثاني" . في الدولة الحديثة تحسنت الأمور بفضل الوثائق الوفيرة التي وصلت غلينا من دير المدينة، فأصبح من الممكن أخيرا وبشيء من الدقة متابعة سيبر العلم اثناء إنشاء المقبرة الملكية، ولاحياة اليومية التي عيشيها من يقوم بالبناء، سواء الإدارية أو العمال، كما لوحظ تتابع وتراكم الإشارات الرقمية في شيء من التماسك لدرجة أن عالم المصريات "باروسلاف تشرني" نجح في إجراء بحوث عن تطور الأسعار لا يحلم أحد بإجرائها بالنسبة لأي عصر آخر. ولكن بالنسبة لعصر الانتقال الثالث، لا تبدو الأمور بمثل هذه الروعة بسبب ندرة المصادر الملازمة فضلا عن صعوبة حل رموزها حلا كاملا. أما في العصر المتأخر، فقد ظهرت مجموعة وفيرة من الوثائق المدونة بالديموطبقية لم يحن بعد موعد تحليلها.
وبخلاف التباين في عملية تصنيف المستندات الخاصة بالأعمال الإدارية والقضائية، نجد أن المؤرخ يتعثر دائما في تأويلها وتفسيرها، فإن ميكانيكية سير العمل، وكذلك لوائح وقوانين المؤسسات والعاملين بها، لا يسهل استدلالها بسهولة، لاسيما في مجال الضرائب الذي يعتبره التاريخ من المجالات الخصبة، والذي يظل مبهما وغامضا للغاية. وبالرغم من التذكار الجميل الذي قدمته لنا الصدفة البحتة، وأعنى به "بردية ولبور" . وهي عبارة عن سجل مساحي يزيد طوله على عشرة أمتار يبين أعمال بعثة من مهندسي المساحة الذين زاولوا نشاطهم على مساحة تقدر ب150 كيلو مترا بمنطقة مصر الوسطى خلال حكم الملك "رمسيس الخامس" . وإذا كانت هذه الوثيقة الكاملة أو شبه كاملة، تثير الكثير من الصعوبات، فلنا أن نتخيل صعوبة استنباط التاريخ الإقتصادي والإجتماعي لمصر الفرعونية.
وهناك نوع آخر من المصادر المدنية التي تعوض هذا النقص مثل الأدب. ولا يعني ذلك إلمامنا التام به ولكن الكثير من الأعمال التي وصلتنا تتضمن قدرا وفيرا من المعلومات التاريخية. وقد يرجع ذلك إلى كونها مترابطة متشابكة. وكان الفراعنة يعرفون تماما كيف يرشون الأدباء لكي يضمنوا كتاباتهم الجذابة الشيقة بعض الرسائل السياسية كنوع من الدعاية لصالحهم، وأبلغ مثال لذلك "قصة سنوحي" ، وهي "تعاليم من أجل مري كا رع" . توفر العديد من الأعمال الأدبية للمؤرخ مادة يستقي منها معلماته، لن جذورها تمتد في أعماق بعذ التجارب الإجتماعية الواضحة المعالم التي تتعلق بلا شك بالطبقة الحاكمة في معظم الأحيان.
وبعد، فإن الدب لا يكفي بمفرده لتعويض مظاهر النقص والقصور في المصادر الدنيوية الأخرى، لذا يجب استثمار المصادر المقدسة إلى أقصى مدى.
المصادر المقدسة
إذا كانت هذه المصادر وفيرة فيرجع السبب في ذلك إلى أن أولى مظاهر إضفاء القداسة هو كتابتها على مواد وخامات معمرة. وهناك نوعان من المصادر المقدسة: المصادر الخاصة، والمصادر الملكية.
المصادر الخاصة
من المعروف أن كل مصري لديه امكانيات كان يحرص على زيادة فرصته في البعث إلى الحياة الأخرى، ليس فقط عن طريق بنائه لمقبرة مزودة بالعديد من الأثاث المنقوش بالرسومات والكتابات، ولكن أيضا عن طريق تشييد اللوحات، والتماثيل، ويقيم موائد النذور، وموائد القرابين الخاصة به في المقاصير. ولهذا فنحن نملك قدرا هائلا من الوثائق الخاصة التي قد لا تتضمن غالبا سوى عبارات دينية، واسماء وألقاب ووظائف، إلا انها تشكل إضافات تاريخية بكل منطقة، وبكل قطاع من قطاعات أوجه النشاط وبكل أسرة، وكلها تتضمن قدرا وفيرا من المعلومات. وعن طريق وضع قائمة الأنساب المختلفة، يسهل تتبع عملية انتقال أو فقدان الوظائف والرتب أو تراكمها، وييهسل أيضا تتبع الخطط المخاصة بالزواج وحقوقه المختلفة، ومظاهر رضاء الأمير أو الحاكم، أو عدم رضاه. كما أن قائمة حسابات المنشآت الجنائزية تسمح بدون شك بتقدير ثراء مالكيها. وعلى هذا النهج يستند قدر كبير من معلوماتنا الأساسية الخاصة ببعض الفترات. إذ تسمح لنا، على الأقل، بمشاهدة ملامح ذروة الموجات الهائلة التي هزت وأثارت المجتمع المصري عامة وطبقته الحاكمة خاصة، وذلك مثل: نقل المناصب الكبيرة والمسئوليات خارج نطاق الأسرة الملكية في عهد الأسرة الخامسة، وبروز طبقة متوسطة خلال الجزء الثاني من حكم الدولة الوسطى، وكثرة عدد الوصوليين، ومحدثي النعمة، خلال فترة حكم الدولة الحديثة..إلخ.
وقد تميل معظم هذه الآثار الخاصة إلى الثرثرة إلى حد ما، وحتى وإن اقتصرت على تعداد العبارات المعادة، فإن السير الذاتية تبدو لنا قيمة وثمينة للغاية، لأن هذه العبارات المعادة نفسها تعكس على الأقل، الروح التي كانت تسود عصرا من العصور. وعندما تكون هذه السير الذاتية مسهبة وتفصيلية، فإنها تعد من ضمن المصادر التاريخية الرئيسية. ولا شك أن نصوصها تساعد على التحقق من بعض النصوص الأخرى، كالنصوص الملكية، عن طريق مقارنة المعلومات ببعضها البعض.
=النصوص الملكية
إن الملوك الفراعنة قد تركوا بالطبع أسماءهم على العديد من الآثار نظرا لرغبتهم، شأنهم في ذلك شأن بقية البشر، بل وأكثر منهم، في تأكيد بعثهم بعد الممات. ومن أجل تحقيق هذه الغاية كانوا يكرسون الوسائل والسبل الهائلة التي توفرها لهم منزلتهم السامية. بالإضافة إلى أن ممارسة وظيفة "الملكية" المصرية كانت تستلزم افكثار من النصب والمباني المتضمنة النقوش والرسومات المسجلة. وفي الواقع، فإن الفرعون بصفته خليفة للإله الخالق كان يعمل على امتداد أعماله، بتحويل التاريخ إلى ظاهرة من ظواهر النظام الذي أقيم عند نشأة الكون. ولا شك أن هذا العمل الذي يتضمن معان أيديولوجية رفيعة، كان يستلزم توثيق كل نصب أو صرح أو منشأة باسم الفرعون المسئول، وأن يسجل هذا التوثيق على دعامة معمرة لا تبلى أبدا. وعلى هذا المؤرخ بصفة عامة أن يكتفي بما يجده، أو بمعنى آخر، وفي أغلب الأحيان، ببعض الخراطيش، أو النصوص المقتضبة والمنقوشة فوق جدران المعابد. إذ أن أولى واجبات الفرعون كانت تشييد وإصلاح وترميم المعابد الخاصة بالآلهة. وتنحصر معلوماتنا عن بعض الملوك في مجرد قائمة النصب والأبنية الدينية التي أقاموها ووسعوها، وأعادوا بناءها، أو وضعوا بداخلها بعض التماثيل أو المسلات. وبالطبع تعكس أعمال التشييد والبناء بشكل ِأو بآخر مدى ما يتمتع به الفرعون من سطوة ونفوذ. وبالتالي، فهي تعد أيضا انعطكاسا للأحوال السياسية والإقتصادية في عصره. ولكن تقيمنا هذا قد يكون مجرد تقييم غير متقن إلى حد ما، بالإضافة إلى عوامل التدمير أو الحفظ التي تضعف من قيمة هذا التقييم.
ولحسن الحظ، كان الملوك الفراعنة يستغلون بنهم شديد "هذه العبارة الخلاقة" التي تتخللهم، ويدونونها للأجيال التالية لهم. ولذلك وجد هذا الحكم الهائل من المراسيم والبيانات المطولة عن القرابين والعطايا المقدمة للآلهة، والنصوص التي تتناول بعض المعارك الحربية، والغزوات، وقوائم المناطق والشعوب الخاضعة لمصر، وأإحياء ذكرى الإحتفالات الكبرى، وأعمال التدين العائلية، أو المتعلقة بالأسلاف..إلخ. وهكذا تتشابك وتفتح الأبواب الموارية أمام نظرات المؤرخ. وغالبا ماتكون نظراته خاطفة لأن ما تتضمنه هذه الكتابات الأيديولوجية الفائقة من بلاغه رائعة تخفي ما يتصف به مضمونها الإعلامي من ضآلة. ومع ذلك، فمن خلال الكتابات الملكية التي اكشتفت حديثا تنبثق أحيانا بعض الحقائق، فمثلا تبين لنا "لوحة كاموس" الأحوال السياسية التي كانت سائدة في مصر خلال حكم الهكسوس.
مرئيات
كيف كان المصريون القدماء يقومون بعمليات الضرب الحسابية. بداية من الدقيقة ٢:٥٠ . |
أنظر أيضا
قراءت إضافية
- Baines, John and Jaromir Malek (2000). The Cultural Atlas of Ancient Egypt (revised edition ed.). Facts on File. ISBN 0816040362.
{{cite book}}
:|edition=
has extra text (help) - Bard, KA (1999). Encyclopedia of the Archaeology of Ancient Egypt. NY, NY: Routledge. ISBN 0-415-18589-0.
- Grimal, Nicolas (1992). A History of Ancient Egypt. Blackwell Books. ISBN 0631193960.
- Lehner, Mark (1997). The Complete Pyramids. London: Thames & Hudson. ISBN 0500050848.
- Wilkinson, R.H. (2003). The Complete Gods and Goddesses of Ancient Egypt. London: Thames and Hudson. ISBN 0500051208.
وصلات خارجية
| Ancient Egypt
]].- Ancient Egypt – maintained by the المتحف البريطاني, this site provides a useful introduction to Ancient Egypt for older children and young adolescents
- BBC History: Egyptians – provides a reliable general overview and further links
- Texts from the Pyramid Age Door Nigel C. Strudwick, Ronald J. Leprohon, 2005, Brill Academic Publishers
- Ancient Egyptian Science: A Source Book Door Marshall Clagett, 1989
- Digital Egypt for Universities. Outstanding scholarly treatment with broad coverage and excellent cross references (internal and external). Artifacts used extensively to illustrate topics.
- Ancient Egyptian Metallurgy A site that shows the history of Egyptian metalworking
المصادر
- ^ Clayton (1994), p. 153.
- ^ James (2005), p. 84.
- ^ پاسكال ڤيرنوس (1999). موسوعة الفراعنة. دار الفكر.
{{cite book}}
: Unknown parameter|coauthors=
ignored (|author=
suggested) (help)
- موسوعة حضارة العالم أنشأها أحمد محمد عوف.
- Aldred, Cyril (1988). Akhenaten, King of Egypt. London, England: Thames and Hudson. ISBN 0-500-05048-1.
- Allen, James P. (2000). Middle Egyptian : An Introduction to the Language and Culture of Hieroglyphs. Cambridge, UK: Cambridge University Press. ISBN 0-521-77483-7.
- Badawy, Alexander (1968). A History of Egyptian Architecture. Vol III. Berkeley, California: University of California Press. ISBN 0-520-00057-9.
- Billard, Jules B. (1978). Ancient Egypt: Discovering its Splendors. Washington D.C.: National Geographic Society.
- Cerny, J (1975). Egypt from the Death of Ramesses III to the End of the Twenty-First Dynasty' in The Middle East and the Aegean Region c.1380-1000 BC. Cambridge, UK: Cambridge University Press. ISBN 0-521-08691-4.
- Clarke, Somers (1990). Ancient Egyptian Construction and Architecture. New York, New York: Dover Publications, Unabridged Dover reprint of Ancient Egyptian Masonry: The Building Craft originally published by Oxford University Press/Humphrey Milford, London, (1930). ISBN 0-486-26485-8.
{{cite book}}
: Italic or bold markup not allowed in:|publisher=
(help); Unknown parameter|couthors=
ignored (help) - Clayton, Peter A. (1994). Chronicle of the Pharaohs. London, England: Thames and Hudson. ISBN 0-500-05074-0.
- Cline, Eric H.; O'Connor, David Kevin (2001). Amenhotep III: Perspectives on His Reign. Ann Arbor, Michigan: University of Michigan Press. p. 273. ISBN 0-472-08833-5.
{{cite book}}
: CS1 maint: multiple names: authors list (link) - Dodson, Aidan (1991). Egyptian Rock Cut Tombs. Buckinghamshire, UK: Shire Publications Ltd. ISBN 0-7478-0128-2.
- Dodson, Aidan (2004). The Complete Royal Families of Ancient Egypt. London, England: Thames & Hudson. ISBN 0500051283.
{{cite book}}
: Unknown parameter|coauthor=
ignored (|author=
suggested) (help) - El-Daly, Okasha (2005). Egyptology: The Missing Millennium. London, England: UCL Press. ISBN 1-844-72062-4.
- Filer, Joyce (1996). Disease. Austin, Texas: University of Texas Press. ISBN 0-292-72498-5.
- Gardiner, Sir Alan (1957). Egyptian Grammar: Being an Introduction to the Study of Hieroglyphs. Oxford, England: Griffith Institute. ISBN 0-900416-35-1.
- Hayes, W. C. (1964). "Most Ancient Egypt: Chapter III. The Neolithic and Chalcolithic Communities of Northern Egypt". JNES (No. 4 ed.): 217–272.
{{cite journal}}
: Unknown parameter|month=
ignored (help); Unknown parameter|vol=
ignored (|volume=
suggested) (help) - Imhausen, Annette (2007). The Mathematics of Egypt, Mesopotamia, China, India, and Islam: A Sourcebook. Princeton: Princeton University Press. ISBN 0-691-11485-4.
{{cite book}}
: Unknown parameter|coauthors=
ignored (|author=
suggested) (help) - James, T.G.H. (2005). The British Museum Concise Introduction to Ancient Egypt. Ann Arbor, Michigan: University of Michigan Press. ISBN 0-472-03137-6.
- Kemp, Barry (1991). Ancient Egypt: Anatomy of a Civilization. London, England: Routledge. ISBN 0415063469.
- Lichtheim, Miriam (1975). Ancient Egyptian Literature, vol 1. London, England: University of California Press. ISBN 0-520-02899-6.
- Lichtheim, Miriam (1980). Ancient Egyptian Literature, A Book of Readings. Vol III: The Late Period. Berkeley, California: University of California Press. ISBN 0-520-24844-1.
{{cite book}}
: Check|isbn=
value: checksum (help) - Loprieno, Antonio (1995a). Ancient Egyptian: A linguistic introduction. Cambridge, UK: Cambridge University Press. ISBN 0-521-44849-2.
- Loprieno, Antonio (1995b), "Ancient Egyptian and other Afroasiatic Languages", in Sasson, J. M., Civilizations of the Ancient Near East, 4, New York, New York: Charles Scribner, pp. 2137-2150, ISBN 1-565-63607-4
- Loprieno, Antonio (2004), "Ancient Egyptian and Coptic", in Woodward, Roger D., The Cambridge Encyclopedia of the World's Ancient Languages, Cambridge, UK: Cambridge University Press, pp. 160-192, ISBN 0-52-156256-2
- Lucas, Alfred (1962). Ancient Egyptian Materials and Industries, 4th Ed. London, England: Edward Arnold Publishers. ISBN 1854170465.
- Mallory-Greenough, Leanne M. (2002). "The Geographical, Spatial, and Temporal Distribution of Predynastic and First Dynasty Basalt Vessels". The Journal of Egyptian Archaeology. London, England: Egypt Exploration Society. 88: 67–93.
- Manuelian, Peter Der (1998). Egypt: The World of the Pharaohs. Bonner Straße, Cologne Germany: Könemann Verlagsgesellschaft mbH. ISBN 3-89508-913-3.
- McDowell, A. G. (1999). Village life in ancient Egypt: laundry lists and love songs. Oxford, England: Oxford University Press. ISBN 0-19-814998-0.
- Meskell, Lynn. Object Worlds in Ancient Egypt: Material Biographies Past and Present (Materializing Culture). Oxford, England: Berg Publishers. ISBN 1-85973-867-2.
- Midant-Reynes, Béatrix (2000). The Prehistory of Egypt: From the First Egyptians to the First Pharaohs. Oxford, England: Blackwell Publishers. ISBN 0-631-21787-8.
- Nicholson, Paul T.; et al. (2000). Ancient Egyptian Materials and Technology. Cambridge, UK: Cambridge University Press. ISBN 0521452570.
{{cite book}}
: Explicit use of et al. in:|first=
(help) - Oakes, Lorna (2003). Ancient Egypt: An Illustrated Reference to the Myths, Religions, Pyramids and Temples of the Land of the Pharaohs. New York, New York: Barnes & Noble. ISBN 0-7607-4943-4.
- Robins, Gay (2000). The Art of Ancient Egypt. Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press. ISBN 0-674-00376-4.
- Ryholt, Kim (1997). The Political Situation in Egypt During the Second Intermediate Period. Copenhagen, Denmark: Museum Tusculanum. ISBN 8772894210.
{{cite book}}
: Unknown parameter|month=
ignored (help) - Scheel, Bernd (1989). Egyptian Metalworking and Tools. Haverfordwest, Great Britain: Shire Publications Ltd. ISBN 0747800014.
- Shaw, Ian (2003). The Oxford History of Ancient Egypt. Oxford, England: Oxford University Press. ISBN 0-500-05074-0.
- Siliotti, Alberto (1998). The Discovery of Ancient Egypt. Edison, New Jersey: Book Sales, Inc. ISBN 0-7858-1360-8.
- Strouhal, Eugen (1989). Life in Ancient Egypt. Norman, Oklahoma: University of Oklahoma Press. ISBN 0-8061-2475-x.
{{cite book}}
: Check|isbn=
value: invalid character (help) - Tyldesley, Joyce A. (2001). Ramesses: Egypt's greatest pharaoh. Harmondsworth, England: Penguin. pp. 76–77. ISBN 0-14-028097-9.
- Vittman, G. (1991). "Zum koptischen Sprachgut im Ägyptisch-Arabisch". Wiener Zeitschrift für die Kunde des Morgenlandes. Vienna, Austria: Institut für Orientalistik, Vienna University. 81: 197–227.
- Walbank, Frank William (1984). The Cambridge ancient history. Cambridge, UK: Cambridge University Press. ISBN 0-521-23445-X.
- Wasserman, James; Faulkner, Raymond Oliver; Goelet, Ogden; Von Dassow, Eva (1994). The Egyptian Book of the dead, the Book of going forth by day: being the Papyrus of Ani. San Francisco, California: Chronicle Books. ISBN 0-8118-0767-3.
{{cite book}}
: CS1 maint: multiple names: authors list (link) - Wilkinson, R. H. (2000). The Complete Temples of Ancient Egypt. London, England: Thames and Hudson. ISBN 0500051003.