أخناتون

(تم التحويل من إخناتون)

أخناتون (Akhenaten ، Ikhnaton) أو أمنحوتپ الرابع هو فرعون من الأسرة الثامنة عشر، «آمون يرضى»، ويُدعى في المصادر الكلاسيكية أَمنوفيس . والده أمنحوتب الثالث (1417 -1379 ق.م)، ووالدته تيي التي تحدَّرت من بيئة شعبية، على خلاف ما عُرف عن زوجات الفراعنة اللواتي تحدّرن من سلالات مميزة. أما مرضعته فهي تي، وزوجها قائد المركبات أيي، وخالته شقيقة الملكة الأم هي «موت نجمة» Moutnejmet.

حكم مع زوجته نفرتيتي لمدة 17 سنة منذ عام 1369 ق.م. كلمة أخناتون معناها الجميل مع قرص الشمس. حاول توحيد آلهة مصر القديمة بما فيها الاله أمون رع في شكل الإله الواحد أتون. ونقل العاصمة من طيبة إلي عاصمته الجديدة أخت أتون بالمنيا. وفيها ظهر الفن الواقعي ولاسيما في النحت والرسم وظهر أدب جديد يتميز بالأناشيد للإله الجديد آتون. أو ما يعرف حاليا بنظام تل العمارنة. وإنشغل الملك أخناتون بإصلاحاته الدينية وانصرف عن السياسة الخارجية وإدارة الإمبراطورية الممتدة حتي أعالي الفرات والنوبة جنوبا. فانفصل الجزء الآسيوي منها. ولما مات خلفه أخوه توت عنخ أمون الذي ارتد عن عقيدة آتون وترك العاصمة إلى طيبة وأعلن عودة عقيدة أمون معلنا أنه توت عنخ آمون. وهدم كهنة طيبة آثار أخناتون ومدينته ومحوا اسمه من عليها.

وبداية حكمه اختلطت بنهاية حكم أبيه الذي بلغت مصر في عهده ذروة مجدها في تاريخها القديم، وامتد نفوذها من الجزيرة الفراتية والأناضول وكريت وحوض بحر إِيجه إِلى النوبة.

وقد تلقى الملك الشاب اسمه الملكي الذي حمله بعد تتويجه نفرخبرورع ولكنه بعد ست سنوات من اعتلائه العرش دعا نفسه أَخناتون وهو الاسم الذي اشتهر به.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سنوات حكمه المبكرة كأمنحوتپ الرابع

نقش يمثل أمنحوتپ الرابع قبل أن يتغير اسمه إلى أخناتون،Neues Museum, برلين.

مرّت السنوات الأولى من حكم أمنحوتب الرابع، أخناتون، بوصفه مشاركاً للسلطة مع أبيه في العاصمة طيبة. ولكنه كان مصمماً على تحقيق إِصلاح ديني جذري، فترك العاصمة طيبة برضى أبيه الملك، وأسس على مسافة تقرب من ثلاثمئة وخمسة وسبعين كيلو متراً إِلى الشمال من طيبة، بعيداً عن أرض آمون, مدينة جديدة سرعان ما أضحت عاصمة زاهرة هي أخيت آتون (تل العمارنة).

ونقل أخناتون بعدئذ مقره إِلى هذه المدينة الجديدة ليعيش فيها مع زوجه وجواريه وأفراد حاشيته من كبار الموظفين وبناته الست اللواتي أنجبتهن نفرتيتي. ويبدو أن العائلة المالكة عاشت حياة سعيدة في أخيت آتون حتى انقسام الأسرة في أواخر سنوات حكمه.

ولم يقتصر التغيير في أسلوب حياة الفرعون على علاقته بأسرته ورعيته, بل ثمة تغيير في أسلوب الملك المصري تبرزه دراسة الرسائل الدبلوماسية في أرشيف تل العمارنة وهي تكشف عن أسلوب التخاطب والتراسل بين ملوك وأمراء كنعان وأمورو (فلسطين وسورية) من جهة والفرعون المصري من جهة أخرى.

وتدل دراسة عصر العمارنة برمته على تدهور النفوذ الفرعوني في المناطق التابعة بعد التراخي في فرض هيبة الملك التي تراجعت كثيراً عما كانت في عصر تحوتمس الثالث. فمبالغ الجزية المفروضة على البلاد لم تعد تصل إِلى خزانة فرعون. ولم يتحرك القصر الفرعوني كما يقتضي الأمر لمواجهة الوضع الدولي الناجم عن تراجع مصر أمام تقدم النفوذ الحثي. ويبدو أن مؤامرة كبيرة أطرافها من الداخل: كهنة آمون في طيبة وقائد الجيش حورمحب من جهة, وأمراء كنعان وأمورو من جهة أخرى, قد تم تدبيرها للإطاحة بحكم العاهل الذي كان منصرفاً إِلى الإِصلاح الديني, من دون أن يكون محيطاً بما كان يجري حوله.

Bronze plate with the titulary of أمنحتپ الرابع قبل أن يغير اسمه إلى أخناتون، المتحف البريطاني.

ومرّ زمن كان فيه الملك قابضاً بيد قوية على زمام الأمور في طيبة وفي القصر. وكان باستطاعته أن يأمر بتشييد معابد ضخمة لآتون في طيبة بجوار معابد آمون. ولكن بعد السنة الثانية عشرة من حكمه أخذ الضعف يدبُّ في بنية السلطة. ووقع الانشقاق في الأسرة الملكية نفسها. فتركت الملكة نفرتيتي القصر الملكي في وسط مدينة أخيت آتون مع المربية تي وزوجها الكاهن إِيي وأربع من بناتها والأمير الصغير توت غنخ آتون واتخذت لنفسها مقراً في شمالي المدينة، في حين استقر الملك في قصر آخر في جنوبي العاصمة. ووثق صلته بأخيه الأصغر «سمنخ كارع» ليجعله صهره وزوجاً لابنته وشريكاً له في إِدارة الُملك، وبذلك دخل عصر العمارنة مرحلة جديدة. في هذه المرحلة تفاقمت حالة الملك النفسية، وازدادت تصرفاته اضطراباً، فغدت شبه عشوائية ووسّع جبهة المناهضين لحركته الدينية عندما أمر بتحطيم تماثيل آمون وبمحو اسمه من النقوش، وألغى ألقابه وكل ما كان يطلق عليه من صفات تعبر عن الاعتقاد بحماية عرشه الملكي. واتسع نطاق هذا التغيير في الحياة الدينية في مصر القديمة حتى شمل صورة الصقر التي يرمز بها إِلى الربّة نخبت, وشُوَّه اسم مدينة آمون (طيبة) المكتوب بالهيروغليفية، وأصدر الملك أوامره بإِزالة تلك الصور الممقوتة حتى حدود النوبة، وإِحلال عبادة آتون محلها في كل أنحاء البلاد.

وقد اصطدمت هذه السياسة الدينية التي قادها الملك بمعارضة قوية تزعمها كهنة المعابد الذين كانوا أكثر المتضررين من توحيد العبادة، وكذلك النبلاء الذين هدَّدت الإِصلاحات امتيازاتهم، والضباط والقادة العسكريون الذين تقلص نفوذهم في الدولة لقلة اهتمام الملك بالجيش ولعزوفه عن متابعة سياسة أسلافه التوسعية، فأصاب الوهن القدرات العسكرية للدولة وتدهورت هيبتها المعهودة داخلياً وخارجياً، وتوغلت دول الأناضول القوية في سورية. وقد أشارت وثائق العمارنة ولاسيما الرسائل الدبلوماسية منها إِلى حقيقة الوضع في فلسطين وسورية في مواجهة التوسع الحثي. وكان لانصراف أخناتون عن قيادة جيوشه أو تحريكها بطريقة فعالة من أجل المحافظة على مواقع مصر في آسيا الغربية، والاكتفاء بالعمل على نشر عقيدته الجديدة عواقب وخيمة كلّفت البلاد ثمناً باهظاً، إِضافة إِلى انهيار العلاقات التجارية لانعدام الأمن والاستقرار، وانتهت أيام الملك في خضم أزمة مأساوية، وآلت الأمور بادىء الأمر إِلى وريثه سمنخ كارع الذي عمل على إِعادة الاتصال بمنفيس وطيبة، وأعاد مصر إِلى التعددية الدينية. ودفن أخناتون في عاصمته أخيت آتون. وقد تعرّف علماء الآثار على قبره، ولكنهم لم يعثروا إِلاّ على حطام ناووسه الملكي الذي رمم ونقل إِلى متحف القاهرة. أما مومياؤه التي لم يعثر عليها فلا يعرف أحد ماذا حلّ بها. وقد يكون أصابها ما أصاب أخيت آتون (تل العمارنة) من التدمير على يدي القائد حورمحب الذي كان في مقدمة من عمل على إِنهاء عصر العمارنة وعلى الإِطاحة بحكم أخناتون. وقد عثر في وادي الملوك على مومياء يظن أنها مومياؤه ولكن لا توجد دلائل قاطعة على ذلك. وبعد سمنخ كارع الذي حكم مدة قصيرة اعتلى العرش توت عنخ آتون الذي اضطر إِلى تبديل اسمه إِلى توت عنخ آمون مؤذناً بإِعادة الاحترام لآمون ولكهنة طيبة الأقوياء. وهكذا انهارت هذه المحاولة المبكرة لقلب الوجدان الديني التقليدي في مصر القديمة ولإِحلال وحدانية الإِله محل التعددية.


تغيير اسمه إلى إخناتون

أمنحوتپ الرابع أخناتون
اسم حورس
E1
D40
N29A28S9

Kanakht-qai-Shuti

"Strong Bull of the Double Plumes"

it
n
N5
mr

Meryaten

"Strong Bull, Beloved of Aten"

اسم نبتي
wr
r
swt
n
iimit
p
Q1t
Z2

Wer-nesut-em-Ipet-swt

"Great of Kingship in Karnak"

wr
r
swiiAa15
N27
it
n
N5

Wer-nesut-em-Akhetaten

"Great of Kingship in Akhet-Aten"

اسم حورس الذهبي
U39Y1N28
Z2
mO28W24
O49
M27

Wetjes-khau-em-Iunu-Shemay

"Crowned in Heliopolis of the South" (Thebes)

U39r
n
V10
n
it
n
N5

Wetjes-ren-en-Aten

"Exalter of the Name of Aten"

Prenomen
ranfrxprZ3ra
wa
n

Neferkheperure-waenre

"Beautiful are the Forms of Re, the Unique one of Re"

ranfrxprZ3ra
wa
n

Neferkheperure-waenre
Nomen
imn
n
HtpR8S38R19

Amenhotep Netjer-Heqa-Waset

"Amenhotep god-ruler of Thebes"

it
n
ra
G25x
n

Akhenaten

"Effective for the Aten"

في عام 1380 ق.م مات أمنحوتپ الثالث الذي خلف تحتمس الثالث على عرش مصر بعد حياة حافلة بالعظمة والنعيم الدنيوي ، وخلفه إبنه أمنحوتب الرابع الذي شاءت الأقدار أن يعرف بإسم اخناتون. ولدينا تمثال نصفي لهذا الملك واضح المعارف ، عثر عليه في تل العمارنة، ومنه نحكم بأنه كان شخصاً نحيل الجسم إلى حد لا يكاد يصدقه العقل، ذا وجه نسائي في رقته، شاعري في أحاسيسه. وكانت له جفون كبيرة كجفون الحالمين الخياليين، وجمجمة طويلة شوهاء، وجسم نحيل ضعيف. وملاك القول أنه كان شاعراً شاءت الأقدار أن تجعل منه ملكاً.

ولم يكد يتولى الملك حتى ثار على دين آمون وعلى الأساليب التي يتبعها كهنته. فقد كان الهيكل العظيم بالكرنك طائفة كبيرة من النساء يتخذن سراري لآمون في الظاهر، وليستمتع بهن الكهنة في الحقيقة.

وكان الملك الشاب في حياته الخاصة مثالاً للطهر والأمانة، فلم يرضه هذا العهر المقدس؛ وكانت رائحة دم الكبش الذي يقدم قرباناً لآمون كريهة نتنة في خياشيمه كما كان إتجار الكهنة في السحر والرقى، وإستخدامهم نبوءات آمون للضغط على الأفكار بإسم الدين، ولنشر الفساد السياسي، مما تعافه نفسه، فثار على ذلك كله ثورة عنيفة، وقال في هذا: "إن أقوال الكهنة لأشد إثماً من كل ما سمعت حتى السنة الرابعة (من حكمه)؛ وهي أشد إثماً مما سمعه الملك أمنحوتب الثالث ، وثارت روحه الفتية على الفساد الذي تدهور إليه دين شعبه، وكره المال الحرام والمراسم المترفة التي كانت تملأ الهياكل، وأحفظه ما كان لطائفة الكهنة المرتزقة من سيطرة على حياة الأمة. ثار الرجل على هذا كله ثورة الشعراء، فلم يقبل تراضياً ولم يقنع بأنصاف الحلول، وأعلن في شجاعة أن هاتيك الآلهة وجميع ما في الدين من إحتفالات وطقوس كلها وثنية منحطة، وأن ليس للعالم إلا إله واحد هو- آتون.

ورأى إخناتون- كما رأى أكبر في الهند من بعده بثلاثين قرناً- أن الألوهية أكبر ما تكون في الشمس مصدر الضوء وكل ما على الأرض من حياة. ولسنا نعلم هل أخذ نظريته هذه عن بلاد الشام، أو ابتدعها من عنده وهل كان آتون مجرد صورة أخرى لأدنيس. وأياً كان أصل هذا الإله فقد ملأ نفس الملك بهجة وسروراً ، فإستبدل بإسمه الأول أمنحوتب المحتوي على لفظ آمون إسم إخناتون ومعناه "آتون-راض" ، وإستعان ببعض الترانيم القديمة، وبعض قصائد في التوحيد- نشرت في أيام سلفه - فألف أغاني حماسية في مدح آتون، أحسنها وأطولها جميعاً القصيدة الآتية. وهي أجمل ما بقى لدينا من الأدب المصري القديم:


ما أجمل مطلعك في أفق السماء!
أي آتون الحي، مبدأ الحياة؛
فإذا ما أشرقت في الأفق الشرقي
ملأت الأرض كلها بجمالك.
إنك جميل، عظيم، براق، عال فوق كل الرؤوس،
أشعتك تحيط بالأرض، بل بكل ما صنعت،
إنك أنت رِى، وأنت تسوقها كلها أسيرة؛
وإنك لتربطها جميعاً برباط حبك.
ومهما بعدت فإن أشعتك تغمر الأرض؛
ومهما علوت، فإن آثار قدميك هي النهار،
وإذا ما غربت في أفق السماء الغربي
خيم على الأرض ظلام كالموت،
ونام الناس في حجراتهم،
وعصبت رؤوسهم،
وسدت خياشيمهم،
ولم ير واحد منهم الآخر ،
وسرق كل متاعهم،
الذي تحت رؤوسهم،
ولم يعرفوا هم هذا.
وخرج كل أسد من عرينه
ولدغت الأفاعي كلها...
وسكن العالم بأجمعه
لأن الذي صنعها يستريح في أفق سمائه.
ما أبهى الأرض حيت تشرق في الأفق،
وحين تضيء يا آتون بالنهار
تدفع أمامك الظلام.
وإذا ما أرسلت أشعتك
أضحت الأرضان في أعياد يومية،
واستيقظ كل من عليهما ووقفوا على أقدامهم
حين رفعتهم.
فإذا غسلوا أجسامهم، لبسوا ملابسهم،
ورفعوا أيديهم يمجدون طلوعك،
وأخذوا في جميع أنحاء العالم يؤدون أعمالهم،
وإستراحت الأنعام كلها في مراعيها،
وإزدهر الشجر والنبات،
ورفرفت الطيور في مناطقها،
وأجنحتها مرفوعة تسبح بحمدك.
ورقصت كل الأغنام وهي واقفة على أرجلك،
وطار كل ذي جناحين،
كلها تحيا إذا ما أشرقت عليها،
وأقلعت السفائن صاعدة ونازلة،
وتفتحت كل الطرق لأنك قد طلعت.
وإن المسك في النهر ليقفز أمامك،
وإن أشعتك لفي وسط البحر العظيم الأخضر ،
يا خالق الجرثومة في المرأة،
ويا صانع النطفة في الرجل،
ويا واهب الحياة للابن في جسم أمه،
ويا من يهدئه فلا يبكي،
يا من يغذيه حتى وهو في الرحم،
يا واهب الأنفاس يا من ينعش كل من يصنعه!
وحين يخرج من الجسم... في يوم مولده
تفتح أنت فاه لينطق،
وتمده بحاجاته،
والفرخ حين يزقزق في البيضة
تهبه النفس فيها لتحفظ له حياته
فإذا ما وصلت به،
إلى النقطة التي عندها تكسر البيضة
خرج من البيضة، ليغرد بكل ما فيه من قوة
ويمشي على قدميه
ساعة يخرج منها.
ألا ما أكثر أعمالك
الخافية عليا.
أيها الإله الأوحد الذي ليس لغيره سلطان كسلطانه،
يا من خلقت الأرض كما يهوى قلبك
حين كنت وحيداً.
إن الناس والأنعام كبيرها وصغيرها،
وكل ما على الأرض من دابة،
وكل ما يمشي على قدمين،
وكل ما هو في العلا
ويطير بجناحيه،
والبلاد الأجنبية من سوريا إلى كوش
وأرض مصر،
إنك تضع كل إنسان في موضعه
وتمدهم بحاجاتهم...
أنت موجد النيل في العالم السفلي،
وأنت تأتي به كما تحب
لتحفظ حياة الناس...
ألا ما أعظم تدبيرك
يا رب الأبدية!
إن في السماء نيلاً للغرباء
ولما يمشي على قدميه من أنعام كل البلاد.
إن أشعتك تغذي كل الحدائق،
فإذا ما أشرقت سرت فيها الحياة،
فأنت الذي تنميها.
أنت موجد الفصول
لكي تخلق كل أعمالك
خلقت الشتاء لتأتي إليها بالبرد،
وخلقت الحرارة لكي تتذوقك.
وأنشأت السماء البعيدة، وأشرقت فيها
لتبصر كل ما صنعت،
أنت وحدك تسطع في صورة آتون الحي.
تطلع، وتسطع، وتبتعد، وتعود،
إنك تصنع آلاف الأشكال
منك أنت وحدك؛
من مدائن، وبلاد، وقبائل؛
وطرق كبرى وأنهار،
كل الأعين تراك أمامها،
لأنك أنت آتون النهار فوق الأرض ...

إنك في قلبي
وما من أحد يعرفك
إلا ابنك إخناتون.
لقد جعلته حكيماً
بتدبيرك وقوتك.
إن العالم في يدك
بالصور التي خلقته عليها،
فإذا أشرقت دبت فيه الحياة
وإذا غربت مات؛
لأنك أنت نفسك طول الحياة
والناس يستمدون الحياة منك
مادامت عيونهم تتطلع إلى سناك
حتى تغيب.
فتقف كل الأعمال
حين تتوارى في المغرب...

أنت أوجدت العالم،
وأقمت كل ما فيه لإبنك ...
إخناتون، ذي العمر المديد؛
ولزوجه الملكية الكبرى محبوبته، سيدة القطرين
نفر- نفر- آتون، نفرتيتي،
الباقية المزدهرة أبد الآبدين.

وليست هذه القصيدة من أولى قصائد التاريخ الكبرى فحسب، بل هي فوق ذلك أول شرح بليغ لعقيدة التوحيد، فقد قيلت قبل أن يجيء إشعيا بسبعمائة عام كاملة. ولعل عقيدة التوحيد هذه كانت صدى لوحدة عالم البحر الأبيض المتوسط تحت حكم مصر في عهد تحتمس الثالث، كما يقول برستد. ويرى إخناتون أن إلهه رب الأمم كلها، بل إنه في مديحه ليذكر قبل مصر غيرها من البلاد التي يوليها الإله عنايته. ألا ما أعظم الفرق بين هذا وبين العهد القديم عهد آلهة القبائل! ثم ناظر إلى ما في القصيدة من مذهب حيوي: إن آتون لا يوجد في الوقائع والانتصارات الحربية، بل يوجد في الأزهار والأشجار وفي جميع صور الحياة والنماء؛ وآتون هو الفرحة التي تجعل الخراف الصغرى "ترقص فوق أرجلها" والطير "ترفرف في مناقعها". [8]

وليس الإله إنساناً في صورة البشر دون غيرها من الصور ، بل إن هذا الإله الحق هو خالق حرارة الشمس ومغذيها ؛ وليس ما في الكرة المشرقة والآفلة من مجد ملتهب إلا رمزاً للقدرة الغائبة. على أن هذه الشمس نفسها تصبح في نظر إخناتون "رب الحب" لما لها من قدرة شاملة مخصبة مباركة؛ وهي فوق ذلك المرضع الحنون التي "تخلق في المرأة الطفل- الرجل" والتي "تملأ قطري مصر بالحَب". وهكذا يصبح آتون آخر الأمر رمزاً للأبوة الجزعة القلقة الرحيمة الرقيقة القلب ؛ ولم يكن كيهوه، رب الجيوش ، بل كان رب الرحمة والسلام. ومن مآسي التاريخ أن إخناتون بعد أن حقق حلمه العظيم حلم الوحدانية العامة التي سمت بالبشرية إلى الدرجات العُلى لم يترك ما في دينه الجديد من صفات نبيلة يسري في قلوب الناس ويستميلها إليه على مهل ، بل عجز عن أن يفكر في الحقائق التي جاء بها تفكيراً يتناسب مع الواقع. لقد خال أن كل دين وكل عبادة عدا عقيدته وعبادته فحش وضلال لا يطاق. فأصدر أمره على حين غفلة بأن تمحى من جميع النقوش العامة أسماء الآلهة كلها إلا اسم آتون، وشوه إسم أبيه بأن محا كلمة آمون من مئات الآثار، وحرم كل دين غير دينه، وأمر أن تغلق جميع الهياكل القديمة. وغادر طيبة لأنها مدينة نجسة، وأنشأ له عاصمة جديدة جميلة في إخناتون "مدينة أفق آتون". وما لبثت طيبة أن تدهورت بعد أن أخرجت منها دور الحكومة- وخسرت رواتب الموظفين، وأضحت إخناتون حاضرة غنية أقيمت فيها المباني الجديدة- ونهض الفن بعد أن تحرر من أغلال الكهنة والتقاليد. ولقد كشف السير وليم فلندرز بيتري في تل العمارنة- وهي قرية حديثة أنشئت في موقع إخناتون القديمة- طواراً جميلاً تزينه صور الطيور، والسمك وغيرهما من الحيوانات ، رسمت كلها أدق رسم وأجمله. ولم يفرض إخناتون على الفن قيوداً بل كل ما فعله من هذا القبيل أن حرم على الفنانين أن يرسموا صوراً لآتون، لأن الإله الحق في اعتقاده لا صورة له، وما أسمى هذه من عقيدة. ثم ترك الفن بعدئذ حراً طليقاً ، عدا شيئا واحداً آخر، وهو أنه طلب إلى فنانيه: بِك، وأوتا، ونتموز، أن يمثلوا الأشياء كما يرونها، وأن يغفلوا العرف الذي جرى عليه الكهنة. وصدع هؤلاء بأمره، وصوروه هو نفسه في صورة شاب ذي وجه ظريف رقيق رقة تكاد تبلغ حد الوجل، ورأس مستطيل مسرف في الطول، واسترشدوا في تصويرهم بعقيدته الحيوية في إلهه، فصوروا كل الكائنات الحية نباتية كانت أو حيوانية في تفصيل ينم عن حب وعطف عظيمين، ودقة لا تسمو عليها دقة في أي مكان أو زمان. وكان من أثر هذا أن ازدهر الفن أعظم ازدهار لأن الفن في جميع العصور يحس بآلام المسغبة والقتام.

ولو أن إخناتون كان ذا عقل ناضج لأدرك أن ما يريده من خروج على تعدد الآلهة القديم المتأصل في عادات الناس وحاجاتهم، إلى وحدانية فطرية تخضع الخيال للعقل، لأدرك أن هذا تغيير أكثر من أن يتم في زمن قصيرة؛ وإذن لسار في عمله على مهل وخفف من حدة الانتقال بأن جعله على مراحل تدريجية. ولكنه كان شاعراً لا فيلسوفاً، فاستمسك بالحقيقة المطلقة فتصدع بذلك جميع بناء مصر وانهار على أم رأسه.

ذلك أنه ضرب ضربة واحدة جرد بها طائفة غنية قوية من ثرائها فأغضبها عليه، وحرم عبادة الآلهة التي جعلتها العقيدة والتقاليد عزيزة على الناس. ولما أن محا لفظ آمون من إسم أبيه خيل إلى الناس أن هذا العمل زيغ وضلال، إذ لم يكن شيء أعز عليهم من تعظيم الموتى من أسلافهم. وما من شك في أن إخناتون قد إستخف بقوة الكهنة وعنادهم، وتغالي في قدرة الشعب على فهم الدين الفطري. وقام الكهنة من وراء الستار يأتمرون ويتأهبون، وظل الناس في دورهم وعزلتهم يعبدون آلهتهم القديمة المتعددة. وزاد الطين بلة أن مئات الحرف التي لم تكن لها حياة إلا على حساب الهياكل أخذت تزمجر في السر غضباً على الملك الزنديق، بل إن وزرائه وقواده بين جدران قصوره كانوا يحقدون عليه ويتمنون موته. ألم يكن هو الرجل الذي ترك الدولة تنهار وتتقطع أوصالها بين يديه؟.

وكان الشاعر الفتى في هذه الأثناء يعيش عيشة البساطة والإطمئنان. وكانت له سبع بنات ولكنه لم يكن له ولد ذكر. مع أن القانون كان يجيز له أن يطلب وارثاً ذكراً من زوجة ثانية، فإنه لم يقدم على هذا الحل، وآثر على أن يظل وفياً لنفرتيتي. ولقد وصلت إلينا تحفة صغيرة من عهده تظهره يحتضن الملكة؛ كما أجاز لمصوريه أن يرسموه في عربة يسير بها في الشوارع يلهو ويطرب مع زوجته وبناته. وكانت الملكة تجلس إلى جانبه في الإحتفالات وتمسك بيده كما كانت بناته يلعبن إلى جانب عرشه. وكان يصف زوجته بأنها: "سيدة سعادته" ويقول "إن الملك يبتهج قلبه حين يسمع صوتها"؛ وكان في قسمه يقسم بهذه الصيغة: "بقدر ما تسعد قلبي الملكة وأطفالها". لقد كان حكم هذا الملك فترة من الحنو والعطف وسط ملحمة القوة والسلطان في تاريخ مصر.

وجاءت الرسائل المروعة من الشام تنغص على الملك هذه السعادة الساذجة البريئة، فقد غزا الحيثيون وغيرهم من القبائل المجاورة لهم البلاد التابعة لمصر في الشرق الأدنى. وأخذ الحكام المعيَّنون من قِبَل مصر يلحون في طلب النجدة العاجلة. وتردد إخناتون في الأمر؛ ذلك أنه لم يكن على ثقة من أن حق الفتح يبرر إخضاع هذه الولايات لحكم مصر؛ وكان يكره أن يرسل المصريين ليهلكوا في ميادين القتال البعيدة دفاعاً عن قضية لا يثق بعدالتها. ولما رأت الولايات أنها لا تطلب النجدة من ملك حاكم بل تطلبها من ولي صالح ، خلعت حكامها المصريين، وإمتنعت في غير جلبة عن أداء شيء من الخراج ، وأصبحت حرة مستقلة في جميع شؤونها. ولم يمض من الزمن إلا أقصاه حتى خسرت مصر إمبراطوريتها الواسعة، وانكمشت حتى عادت دولة صغيرة ضيقة الرقعة. وسرعان ما أقفرت الخزانة المصرية التي ظلت قرناً كاملاً تعتمد أكثر ما تعتمد على ما يأتيها من الجزية الخارجية. ونقصت الضرائب المحلية إلى أقصى حد، ووقف العمل في مناجم الذهب، وعمت الفوضى في جميع فروع الإدارة الداخلية. وألفا أخناتون نفسه فقيراً لا صديق له ولا معين في عالم كان يخيل إليه من قبل أنه كله ملك له. واندلع لهيب الثورة في جميع الولايات التي كانت تابعة لمصر وقامت جميع القوى الداخلية في وجهه تناوئه وتترقب سقوطه.

ولم يكد يتم الثلاثين من عمره حتى توفي في عام 1362 ق.م محطم القلب بعد أن أدرك عجزه عن أن يكون مَلِكاً وأيقن أن شعبه غير جدير به.

السياسات الدينية

الفرعون أخناتون (الوسط) وعائلته يعبدون أتون، وتظهر الأشعة المميزة منبثقة من قرص الشمس.
كتل التلاتات من معبد أخناتون في الكرنك.

في ظل هذه الظروف بدأ أمنحوتب الرابع وهو ولي للعهد، وفي حياة أبيه, ممارسة العبادة والشعائر الدينية المتوارثة عن آبائه، ولاسيما ما تعلّق بآمون - رع الإِله الرسمي للدولة. وأخذ في الوقت نفسه يعلن عن أفكار دينية جديدة تطورت حتى تحولت إِلى الهرطقة (البِدْعه) لخروجها على التعاليم التقليدية السائدة. ولكن توجهاته الدينية المجددة ازدادت وضوحاً بعد أن خلف أباه على العرش. وفي السنة السادسة من حكمه (1374ق.م) أعلن الملك مبادىء ديانة جديدة تدعو إِلى عبادة إِله واحد هو «آتون», وقد مثّله بقرص الشمس المجنّح. ومن دون أن يقطع الملك صلاته بالتقاليد الموروثة عمل على إِبراز بعض المظاهر التي رآها أكثر واقعية في التعبير عن الإِله الذي أراده أن يكون أكثر قرباً من الناس جميعاً، وعالمياً، موجوداً في كل مكان، في ذلك العصر الذي فتحت فيه مصر أبوابها للالتقاء بمن حولها من جيرانها, وكان عليها من جرّاء ذلك أن تعيد النظر في أسس حياتها الداخلية والروحية.

لا تتضمن شعائر العبادة في ديانة أخناتون الجديدة أية إِجراءات سرية، ولم تفرض على الناس شعائر معينة, ولكن لا يعرف كيف تم التحول عن العبادات القديمة إِلى العبادة الجديدة. وتدل الشواهد الأثرية على أن أخناتون أقام عدداً من المنشآت العمرانية، أبرزها معبد الكرنك الشهير( قرب مدينة الأقصر اليوم), ومدينة أخيت آتون، عاصمته الجديدة، التي يقوم تل العمارنة في صعيد مصر فوق أنقاضها القديمة.

ففي الموقع المعروف اليوم باسم الكرنك يقوم مجمَّع أثري يضم عدداً من المعابد التي كان أهمها بيت آمون المعبود المفضّل لدى الطبقة الحاكمة من الأسرة الثامنة عشرة، وتحيط به بيوت كبار الكهنة. في هذا المكان، وإِلى الشرق من هرم آمون أقام أخناتون معبداً لآتون، للشمس المشرقة. وكان الهدف من ذلك واضحاً وهو تأسيس ديانة جديدة لتحل محل العبادة القديمة. وتوجه في تراتيل شعرية مؤثرة إِلى ربّه آتون, الذي رمز إِليه بقرص الشمس، وأعلن أن لا حياة لشيء من دونه.

وفي دعوته المجدَّدة يعلن الملك الكاهن أن بركات آتون ليست وقفاً على مصر وأهلها, وإِنما هي للمخلوقات الموجودة في كل مكان من البشر والحيوان، فيمنح آتون عند شروقه القوة للكائنات ويحييها حتى تستمر نعمة الحياة وعند غروبه تفتر الحياة في كل شيء. وعندما يفقد العالم نسمة الحياة, يدخل هذا العالم في خمود، في الوقت الذي تشحن فيه الشمس بطاقة جديدة حيث كانت تختفي عن الأنظار. وقد وجد عدد من الباحثين تشابهاً بين مضمون هذه الترانيم الأخناتونية وسفر المزامير الذي يعزى إِلى داود (القرن العاشر ق.م) ولاسيما المزمور 104.

وفي الديانة الأخناتونية أُدخلت تعديلات على النظريات المتعلقة بالموت والشعائر الجنائزية، وتقاليد الدفن، وقُدّمت تفسيرات نشورية جديدة للتقاليد الأوزيرية القديمة المتعلقة بالعالم الآخر. أما آمون وهو القوة الخفية كما يدل على ذلك اسمه, فلم يعد يمثل عند الملك شيئاً سوى ما هو عجيب. فالملك الذي اختار للإِله اسماً قديماً معروفاً في نصوص الأهرام، من الألف الثالث ق.م هو آتون أي كوكب عين الشمس مصدر كل شيء, صار يدعى عند رعيته أخناتون أي «عبد آتون». وآتون هذا الذي كان في عصر الدولة الوسطى يتلقى الصورة الهوائية لملك عند رحيله إِلى عالم الأموات فإِن هذه الصورة تعود عند تحولها إِلى لحم مقدّس، إِلى الجسد الذي خرجت منه.

واستخدم أخناتون الفنون التشكيلية لنشر تعاليمه، فعمل بنفسه على تعليم الفنانين وتوجيههم في عصره لأنه كان يرى من الضروري ترجمة أفكاره الدينية الجديدة في أشكال واقعية. ففي المعبد الذي أقامه شرقي الكرنك لآتون عولجت صورة الملك وصور أسرته بواقعية مدهشة. وأبرزت في صورة أخناتون تشويهات مقصودة للجسم، ورسمت على الوجه علاماتٌ دالةٌ على الاستبطان عند الفنان الذي كان يهتم بأن يعكس في عمله تجربة ذاتية عميقة في معاينة ما يجري في الفكر في تلك المرحلة من تاريخ مصر، والتعبير عنه بجهد يهدف إِلى التعبير عن العواطف الداخلية للكائن لتصوير الشكل الحقيقي للجسم. فأخناتون يوصي بأن كل شيء يجب أن يضحّى به من أجل الحقيقة التي هي مصدر التوازن والعدالة والحياة وهي عناصر صورة القداسة كما تعكسها مرآة الإِيمان". [9]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

رسوم الفرعون والعائلة

تمثال صغير لأخناتون يرتدي تاج الحرب الأزرق.
لوحة ويلبور، ح. 1352-1336 ق.م. يصف هذا النقش أخناتون ونفرتيتي في أواخر عهدهما، متحف بروكلن.

وتجسد هذه الأسرة الروحانية والنموذجية الإله الأوحد على الأرض. كما كانت المعابد والمقابر تحفل بصوره أثناء ظهوره على الملأ، أو في داخل قصره بصحبة بناته وهو يتنفس، ويأكل ويروح ويغدو، ويلعب، ويقدم القرابين، وهو يتعبد واقفا تحت أشعة الشمس الهائلة التي تنير الحياة بأذرعتها. وكانت الأعياد التي تقام تمجيدا لهذا الثالوث بمثابة مناسبة عامة للمناظر والتركيبات الكبيرة التي تصف الأعياد الأساسية والقرابين الموضوعة داخل المعابد الغير مسقوفة، وزيارات المقاصير، وتلقي الجزية، ومكافأة الوزراء، وحماسة وحمية المخلصين، وكافة أنشطة الرعايا، وكلها عبارة عن تعبير خطي حي، يختلج بالحياة، ويتلون ويتنوع من خلال تفاصيل رائعة. وقد خلت منازل العمارنة إلا مما يمثل هذا الثالوث الإلهي: الشمس والملك والملكة. وكنوع من الابتكار الفني الجديد أو كتجسيم رمزي لتشوه ما في خلقة الملك، كان هو وزوجته يبدوان في النقوش البارزة كما في الرسوم بوجه ممتد مستطيل، فوق جسم مخنث. وقد عمم هذا النمط الغريب من نوعه لتصوير أي شخص . وفي البداية تميز الفن بالمغالاة لدرجة تجرح الإحساس وتتناقض مع قواعد علم الجمال التي كانت سائدة خلال الحكم السابق (مثل تماثيل الكرنك العملاقة)، لكنه عولج بشكل متحفظ في حذق ومهارة بالعمارنة (مثل التماثيل النصفية للملكة نفرتيتي).

الأسرة والعلاقات

أخناتون ونفرتيتي وأنجالهم

ونعرف من خلال عدد قليل من الوثائق أن أخناتون قد اتخذ إلى جانب الملكة نفرتيتي زوجة ثانوية تدعى "كيا Kiya" (قد تكون هي أم توت عنخ آمون). لكن لا يعتقد أبدا أن خلافا ما قد فرق بين الزوجين اللاهوتين . فعندما اختفت نفرتيتي في حوالي العام الرابع عشر ، احتلت مكانتها بصفة شكلية "مريت آتون Merytaton" كبرى بناتها الست اللاتي أنجبتهن للفرعون، ومن بعدها ظهرت ثالثتهن المدعوة "عنخ‌إسنپ‌آتون Ankhesenpaton" في المناسبات الدينية.

العلاقات الدولية

أخناتون في هيئة العمارنة الميزة له.
دراسة پورتريه جصي للفرعون أو إخناتون أو ولي العهد أو من يخلفه. اكتشفت داخل ورشة النحات الملكى تحتمس بالعمارنة، وهي الآن جزء من المتحف المصري في برلين.
رأس أخناتون

وإذا كانت النصوص التي تتناول الموضوعات الدينية لم تشر إلى المنازعات الدولية التي لا مفر منه، فإن هناك بعض الموضوعات المصورة قد حفظت لنا حفظا تاما، تبين أن الملك الرسول لم يقم مطلقا حتى من الناحية النظرية بوظيفته الحربية التقليدية التي يجب على الفرعون بمقتضاها أن يصد الشعوب الأجنبية ويخضعها. وفي منتصف فترة حكمه قام نائب الملك في كوش بقمع إحدى حركات التمرد النوبي قمعا قاسيا – كالمعتاد. ولم تكن مصر المنتصرة تميل إلى شن الغزوات على آسيا خلال حكم أمنحوتب الثالث بالرغم من المطامع والميول التوسعية من جانب الجيشين والميتانيين، وبالرغم أيضا من المؤامرات التي كان يحبكها بعض صغار الملوك التابعين لمصر وتكشف لنا الوثائق الدبلوماسية التي عثر عليها بالعمارنة، والمصادر الحبشية، أن الأوضاع كانت متدهورة للغاية عند ارتقاء الملك أمنحتب الرابع العرش، ولم يستطع كبار القادة المشكوك في أمورهم، والعمليات الحربية المحدودة للغاية التي قامت بها فرق الجيش المصرية أن تحمي "جبيل" الوفية المخلصة لمصر من مطامع "الأسرة الأمورية"، بل لم تستطع أن تمنع "خاتي Khati" من دحر الحليف الميتاني، ومن ضم سوريا، أو قمع ثورات الفرق غير النظامية في فلسطين. وتبرير هذا العجز بأن الفرعون كان متقوقعا داخل صومعته الخيالية المثالية، ولا يهتم شخصيا بأمر الدفاع المسلح وبالألاعيب الدبلوماسية، إنما هو تبرير تافه.[10]

الوفاة، الدفن، والخلافة

ناووس لأخناتون معاد تجميعه من قطع مكتشفة في مقبرته الأصلية في تل العمرانة، موجود حالياً في المتحف المصري، القاهرة.

توفي أخناتون بعد سبعة عشر عامًا من الحكم ودُفن في البداية في مقبرة في الوادي الملكي شرق أخيتاتون. أمر بناء المقبرة ودفن الفرعون هناك تم إحياءه على واحدة من لوحات الحدود التي ترسم حدود العاصمة: "ليصنع لي مقبرة في الجبل الشرقي [لأختاتون]. دعوني أُدفن فيها، في ملايين اليوبيلات التي أمر بها أبي آتون. "[11] في السنوات التي أعقبت الدفن، تم تدمير ناوس أخناتون وترك في مقبرة أختاتون؛ أعيد تجميعه في القرن العشرين، وهو موجود في المتحف المصري في القاهرة اعتباراً من عام 2019.[12] على الرغم من ترك الناووس وراءه، فقد أزيلت مومياء أخناتون من المقابر الملكية بعد أن تخلى توت عنخ آمون عن أختاتون وعاد إلى طيبة. نُقلت على الأرجح إلى المقبرة KV55 في وادي الملوك بالقرب من طيبة.[13][14] دُنست هذه المقبرة فيما بعد، على الأرجح في عهد الرعامسة.[15][16]

التابوت الملكي المدنس لأخناتون والذي تم العثور عليه في المقبرة KV55.

من غير الواضح ما إذا كان سمنخ كا رع قد تمتع أيضاً بحكم مستقل قصير بعد أخناتون.[17] إذا كان سمنخ كا رع قد عاش بعد أخناتون، وأصبح الفرعون الوحيد، فمن المحتمل أنه حكم مصر لأقل من عام. الخليفة التالية لأخناتون كانت نفرتيتي[18] أو ماري آتون [19] التي حكمت مصر لقرابة العامين، باسم نفر نف رع-أتون.[20] من المحتمل أن توت عنخ أتون قد خلفها بدوره، حيث كانت البلاد تداور بواسطة الوزير والفرعون المستقبلي آي.[21]

صورة جانبية لجمجمة أخناتون المكتشفة في المقبرة.
تماثيل أوشبتي متكسرة لأخناتون من مقبرته الأصلية في تل العمارنة، موجودة حالياً في متحف بروكلن.

بينما كان من المرجح أن أخناتون - مع سمنخ كا رع - قد أعيد دفنه في المقبرة KV55،[22] لا يزال تحديد المومياء التي عثر عليها في تلك المقبرة باسم أخناتون مثيرًا للجدل حتى يومنا هذا. تم فحص المومياء مرارًا وتكرارًا منذ اكتشافها في عام 1907. وفي الآونة الأخيرة، قاد عالم المصريات زاهي حواس فريقًا من الباحثين لفحص المومياء باستخدام تحليل الحمض النووي، ونشرت النتائج في عام 2010 مع إعلان نتائج الاختبارات، حدد فريق حواس المومياء على أنها والد توت عنخ آمون، وبالتالي "على الأرجح" كانت لأخناتون.[23] ومع ذلك، منذ ذلك الحين، تم التشكيك في صحة هذه النتائج.[24][25][26][27][28] على سبيل المثال، لا تناقش نتائج الدراسة أن والد توت عنخ آمون وأخوة الأب سيشتركون في بعض العلامات الوراثية؛ إذا كان والد توت عنخ آمون هو إخناتون، فإن نتائج الحمض النووي يمكن أن تشير إلى أن المومياء هي لشقيق أخناتون، وربما سمنخ كا رع.[28][29]

الأتونية

جزء من نقش يُظهر رأسًا ملكيًا، ربما لأخناتون، وخراطيش آتون المبكرة. يظهر آتون عنخ (علامة الحياة) في النقش. عهد اخناتون، تل العمارنة، مصر. موجود حالياً في متحف پتري للآثار المصرية بلندن.

عبد المصريون إله الشمس تحت عدة أسماء، وكانت العبادة الشمسية تزداد شعبية حتى قبل إخناتون، وخاصة في عهد الأسرة الثامنة عشرة وعهد أمنحتپ الثالث، والد أخناتون.[30] في عهد الدولة الحديثة، بدأ الفرعون في الارتباط بقرص الشمس. على سبيل المثال، إحدى النقوش تسمى الفرعونة حتشبسوت "أنثى رع تلمع مثل القرص"، بينما وصف أمنحتپ الثالث بأنه "هو الذي يرتفع فوق كل أرض أجنبية، نمب‌رع، القرص المبهر".[31] في عهد الأسرة الثامنة عشرة، ظهرت أيضًا ترنيمة دينية للشمس واشتهرت بين المصريين.[32] ومع ذلك ، يتساءل علماء المصريات عما إذا كانت هناك علاقة سببية بين عبادة قرص الشمس قبل أخناتون وسياسات أخناتون الدينية.[32]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تبني الأتونية وتطورها

يمكن تتبع تبني الأتونية من خلال التغييرات التدريجية في أيقونية آتون، وقسم عالم المصريات دونالد ردفورد تطورها إلى ثلاث مراحل - الأولى، المتوسطة، والنهائية - في دراساته عن أخناتون والآتونية. ارتبطت المرحلة الأولى بعدد متزايد من صور قرص الشمس، على الرغم من أن القرص لا يزال يُرى مستقراً على رأس إله الشمس برأس الصقر، رع حوراختي، كما تم تمثيل الإله تقليدياً. [33] كان الإله "فريدًا ولكن ليس حصريًا".[34] تميزت المرحلة المتوسطة بعلو آتون فوق الآلهة الأخرى وظهور خرطوش حول اسمه المنقوش - تشير الخراطيش تقليديًا إلى أن النص المرفق هو اسم ملكي. كانت المرحلة الأخيرة تمثل آتون كقرص شمس بأشعة الشمس مثل الأذرع الطويلة المنتهية في أيدي البشر وإدخال لقب جديد للإله: "القرص الحي العظيم الذي في اليوبيل، سيد السماء والأرض".[35]

في السنوات الأولى من حكمه، عاش أمنحتپ الرابع في طيبة، العاصمة القديمة، وسمح باستمرار عبادة الآلهة التقليدية في مصر. ومع ذلك، أشارت بعض العلامات بالفعل إلى الأهمية المتزايدة لآتون. على سبيل المثال، تنص النقوش الموجودة في مقبرة پرن‌نفر في طيبة، من السنوات المبكرة لعهد أمنحتپ الرابع على أن "يقيس المرء المدفوعات لكل إله (آخر) بمقياس مستوى، ولكن بالنسبة لآتون يقيس الواحد بمقياس فائض، "مما يشير إلى موقف أكثر تفضيلاً لعبادة آتون من الآلهة الأخرى.[34] بالإضافة إلى ذلك، بالقرب من معبد الكرنك، مركز عبادة آمون رع الكبير، أقام أمنحتپ الرابع العديد من المباني الضخمة بما في ذلك معابد آتون. لم يكن لمعابد آتون الجديدة سقف وبالتالي كان يعبد الإله في ضوء الشمس، تحت السماء المفتوحة، بدلاً من المعابد المظلمة كما كانت العادة في السابق.[36][37] تم تفكيك مباني طيبة فيما بعد من قبل خلفائه واستخدمت كحفر للإنشاءات الجديدة في معبد الكرنك. عندما تم تفكيكها لاحقاً من قبل علماء الآثار، تم الكشف عن حوالي 36000 كتلة مزخرفة من مبنى آتون الأصلي هناك والتي تحافظ على العديد من عناصر المناظر والنقوش البارزة.[38] واحدة من أهم نقاط التحول في أوائل عهد أمنحتپ الرابع هي الخطاب الذي ألقاه الفرعون في بداية السنة الثانية من حكمه. نسخة من الخطاب محفوظة على أحد صروح مجمع معابد الكرنك بالقرب من طيبة. في حديثه إلى الديوان الملكي أو الكتبة أو الشعب، قال أمنحتپ الرابع إن الآلهة كانت غير فعالة وتوقفوا عن تحركاتهم وأن معابدهم قد انهارت. قارن الفرعون هذا بالإله الوحيد المتبقي، قرص الشمس آتون، الذي استمر في الحركة والوجود إلى الأبد. قارن بعض علماء المصريات، مثل دونالد ردفورد هذا الخطاب بإعلان أو بيان، والذي أنذر وشرح الإصلاحات الدينية اللاحقة للفرعون والتي تركزت حول آتون.[39][40][41] قال أخناتون في خطابه:

معابد الآلهة سقطت في الخراب وأجسادهم لا تدوم. منذ زمن الأسلاف، والرجل الحكيم هو الذي يعرف هذه الأشياء. ها أنا الملك أتكلم حتى أطلعكم على ظهور الآلهة. أعرف معابدهم، وأنا على دراية بكتاباتهم، بشكل محدد، في جرد أجسادهم البدائية. وقد شاهدت أنهم [الآلهة] قد توقفوا عن الظهور، الواحد تلو الآخر. كلهم توقفوا ما عدا الإله الذي ولد لنفسه. ولا أحد يعرف سر كيفية أدائه لمهامه. هذا الإله يذهب حيث يشاء ولا أحد يعرف ذهابه. أقترب منه، الأشياء التي صنعها. كم هم ممجدون.[42]

أخناتون على هيئة أبو الهول في العمارنة.

في السنة الخامسة من حكمه، اتخذ أمنحتپ الرابع خطوات حاسمة لتأسيس آتون كإله وحيد لمصر. "حل الفرعون كهنوت جميع الآلهة الأخرى ... وحول الدخل من هذه الطوائف [الأخرى] لدعم آتون ". لتأكيد ولائه الكامل لآتون، غير الملك اسمه رسميًا من أمنحتپ الرابع إلى أخناتون (Ancient Egyptian: ꜣḫ-n-jtn، ويعني "الروح الحية لآتون").[38] في هذه الأثناء، كان آتون نفسه ملكًا. بدأ الفنانون في تصويره بزخارف الفراعنة، ووضعوا اسمه في خرطوش - حدث نادر، لكنه ليس فريدًا، حيث تم العثور أيضًا على أسماء رع حورآختي وآمون رع داخل خراطيش - ويرتدي الحية المقدسة رمز الملكية.[43] ربما كان آتون أيضًا موضوع مهرجان سد الملكي لأخناتون في وقت مبكر من عهد الفرعون. [44] مع تحول آتون إلى الإله الوحيد، بدأ أخناتون يعلن نفسه على أنه الوسيط الوحيد بين آتون وشعبه، وموضوع عبادتهم الشخصية واهتمامهم [45] – ميزة لم يسمع بها من قبل في التاريخ المصري، حيث أعلن فراعنة الأسرة الخامسة، مثل نى أوسر رع، أنهم الوسطاء الوحيدون بين الشعب والآلهة أوزوريس ورع.[46]

قطعة من الحجر الجيري منقوشة تُظهر خراطيش آتون المبكرة، "حي رع حورأختي". تل العمارنة، مصر. موجودة حالياً في متحف پتري للآثار المصرية بلندن.
جزء من لوحة تُظهر أجزاء من 3 خراطيش متأخرة لأتون. هناك شكل وسيط نادر لاسم الإله. تل العمارنة، مصر. موجودة حالياً في متحف پتري للآثار المصرية بلندن.

بحلول العام التاسع من حكمه، أعلن أخناتون أن آتون لم يكن مجرد الإله الأعلى، بل هو الإله الوحيد الذي يمكن عبادته. أمر بتشويه معابد آمون في جميع أنحاء مصر، وفي عدد من الحالات ، تمت إزالة نقوش "الآلهة" بصيغة الجمع.[47][48] وهذا يؤكد التغييرات التي شجعها النظام الجديد، والتي تضمنت حظرًا على الصور، باستثناء قرص الشمس المشع، حيث يبدو أن الأشعة تمثل الروح غير المرئية لآتون، الذي كان في ذلك الوقت من الواضح أنه لم يكن مجرد إله للشمس، بل إله عالمي. كل أشكال الحياة على الأرض تعتمد على آتون وضوء الشمس المرئي.[49][50] كانت تمثيلات آتون دائمًا مصحوبة بنوع من الحاشية الهيروغليفية، التي تنص على أن تصوير الشمس على أنها خالق شامل يجب أن يؤخذ على أنه مجرد: تمثيل لشيء بطبيعته كشيء يتجاوز الخلق، أن تكون ممثلة بشكل كامل أو ملائم بأي جزء من هذا الخليقة.[51] كما كُتب اسم آتون بشكل مختلف بدءًا من السنة الثامنة أو في وقت متأخر من السنة الرابعة عشر، وفقًا لبعض المؤرخين.[52] من "رع-حورآختي الحي، الذي يفرح في الأفق باسمه شو-رع الذي في آتون، "تغير اسم الإله إلى" رع الحي، حاكم الأفق، الذي يفرح باسمه رع الأب الذي عاد باسم آتون"، مما أدى إلى إزالة ارتباط آتون بشو ورع-حورآختي، وهما إلهان آخران للشمس.[53] وهكذا أصبح آتون اندماجًا يضم السمات والمعتقدات حول رع-حورآختي، إله الشمس العالمي، وشو، إله السماء ومظهر من مظاهر ضوء الشمس.[54]

جزء من تمثال سليكوني من الحجر الجيري. توجد خراطيش آتون على الكتف الأيمن الملفوف. تل العمارنة، مصر. موجود حالياً في متحف پري للآثار المصرية بلندن.

تتجلى معتقدات أخناتون الآتونية بأفضل صورها في ترنيمة آتون الكبرى.[55] أكتشفت الترنيمة في قبر آي، أحد خلفاء أخناتون، على الرغم من أن علماء المصريات يعتقدون أنه من الممكن أن تكون الترنيمة من تأليف أخناتون نفسه.[56] [57] تحتفي الترنيمة بالشمس وضوء النهار وتروي الأخطار التي تكثر عند غروب الشمس. إنها تحكي عن آتون باعتباره الإله الوحيد وخالق جميع أشكال الحياة، والذي يعيد خلق الحياة كل يوم عند شروق الشمس، والذي يعتمد عليه كل شيء على الأرض، بما في ذلك العالم الطبيعي وحياة الناس وحتى التجارة.[58] تقول الترنيمة في إحدى مقاطعها: "الإله الأوحد الذي لا يوجد بجانبه أحد! لقد صنعت الأرض كما شئت، أنت وحدك." [59] تنص الترنيمة أيضًا على أن أخناتون هو الوسيط الوحيد بين الإله والمصريين والوحيد القادر على فهم آتون: "أنت في قلبي ولا يعرفك إلا ابنك".[60]

الأتونية والآلهة الأخرى

ركز بعض الجدل على المدى الذي فرض فيه أخناتون إصلاحاته الدينية على شعبه.[61] بالتأكيد، مع مرور الوقت، قام بمراجعة أسماء آتون، واللغة الدينية الأخرى، لاستبعاد الإشارات إلى الآلهة الأخرى بشكل متزايد؛ في مرحلة ما، شرع أيضًا في محو واسع النطاق لأسماء الآلهة التقليدية، وخاصة أسماء آمون.[62] غير بعض أفراد بلاطه أسمائهم لإخراجهم من رعاية الآلهة الأخرى ووضعهم تحت رعاية آتون (أو رع، الذين ساوى إخناتون بآتون). ومع ذلك، حتى في تل العمارنة نفسها، احتفظ بعض الحاشية بأسماء مثل أحمس ("ابن إله القمر"، صاحب القبر رقم 3)، وورشة النحات حيث كانت تمثال نفرتيتي الشهير وأعمال أخرى من فن الپورتريه الملكي وجدت مرتبطًا بفنان معروف أنه كان يُدعى تحتمس ("ابن تحوت"). كما يُظهر عدد كبير للغاية من تمائم الخزف المصري في العمارنة أن مواطنوها كانوا يرتدون تعويذات آلهة البيت والولادة بيس وتوريت، وعين حورس، وتمائم الآلهة التقليدية الأخرى. في الواقع، تم العثور على مخبأ من المجوهرات الملكية مدفونًا بالقرب من المقابر الملكية في العمارنة (الآن في المتحف الوطني في إسكتلندا) يتضمن خاتم يشير إلى موت، زوجة آمون. تشير هذه الأدلة إلى أنه على الرغم من تحويل أخناتون التمويل بعيداً عن المعابد التقليدية، إلا أن سياساته كانت متسامحة إلى حد ما حتى وقت ما، ربما حدث معين لم يكن معروفًا بعد، في نهاية فترة الحكم.[63]

تظهر الاكتشافات الأثرية في أخيتاتون أن العديد من السكان العاديين في هذه المدينة اختاروا تقطيع أو إزالة كل الإشارات إلى الإله آمون حتى في الأشياء الشخصية البسيطة التي يمتلكونها، مثل الجعران التذكاري أو أواني المكياج، ربما خوفًا من اتهامهم بارتكاب هذا الإله. وجود تعاطف أموني. تم محو الإشارات إلى أمنحتپ الثالث، والد أخناتون، جزئياً لأنها تحتوي على شكل آمون التقليدي لاسمه: نب‌معت‌رع أمنحتپ.[64]

بعد أخناتون

بعد وفاة أخناتون، عادت مصر تدريجياً إلى دينها التقليدي متعدد الآلهة، ويرجع ذلك جزئياً إلى مدى ارتباط آتون بأخناتون بشكل وثيق.[65] من المحتمل أن الأتونية ظلت مهيمنة خلال عهود خلفاء أخناتون المباشرين، سمنخ كا رع و[نفر نفرو آتون]]، وكذلك في وقت مبكر من عهد توت عنخ آمون. [66] لفترة من الزمن تعايشت عبادة آتون وعبادة آمون من جديد.[67][68]

لكن مع مرور الوقت، اتخذ خلفاء أخناتون، بدءًا من توت عنخ آمون، خطوات لإبعاد أنفسهم عن الأتونية. قام توت عنخ آمون وزوجته عنخ‌سنپ‌أتون بإسقاط اسم آتون من أسمائهم وتغييرهما إلى توت عنخ آمون وعنخ‌سنپ‌آمون على التوالي. تم استعادة آمون ليكون الإله الأعلى. أعاد توت عنخ آمون تأسيس معابد الآلهة الأخرى، حيث كتب الفرعون على لوحة الترميم الخاصة به: "أعاد تنظيم هذه الأرض، وأعاد عاداتها إلى تلك التي كانت في زمن رع ... وجدد قصور الآلهة وصمم كل صورهم. ... أقام معابدهم وصنع تماثيلهم ... عندما بحث عن ساحات الآلهة التي كانت مدمرة في هذه الأرض، أعاد تأسيسها كما كانت منذ زمن العصر البدائي الأول".[69] بالإضافة إلى ذلك، فإن مشاريع بناء توت عنخ آمون في طيبة والكرنك استخدمت التلاتات من مباني أخناتون، مما يعني أن توت عنخ آمون ربما بدأ في هدم المعابد المخصصة لآتون. استمر هدم معابد آتون تحت حكم آي وحورمحب، وخلفاء توت عنخ آمون وآخر فراعنة الأسرة الثامنة عشرة أيضاً. كان من الممكن أن يكون حورمحب قد أمر بهدم أخيتاتون، عاصمة أخناتون.[70] ولتعزيز الانفصال عن عبادة آتون، ادعى حورمحب أن الإله حورس اختاره ليحكم مصر. أخيراً، أمر ستي الأول، الفرعون الأول من الأسرة التاسعة عشرة، بإعادة اسم آمون على النقوش التي تم إزالته أو استبداله باسم آتون.[71]

النظريات المتضاربة

قطعة تجريبية لنحات أخناتون.

أدت مكانة إخناتون كثوري ديني إلى الكثير من التكهنات، بدءًا من الفرضيات العلمية إلى النظريات غير الأكاديمية الهامشية. على الرغم من أن البعض يعتقد أن الدين الذي أدخله كان توحيديًا في الغالب، إلا أن كثيرين آخرين يرون أن أخناتون ممارس لوحدانية آتون،[72] لأنه لم ينكر وجود آلهة أخرى؛ لقد امتنع ببساطة عن عبادة أي شخص غير آتون.

أخناتون والتوحيد اليهودي-المسيحي-الإسلامي

فكر العديد من العلماء في فكرة أن أخناتون كان رائداً لدين توحيدي أصبح فيما بعد اليهودية.[73][74][75][76][77] من أوائل من ذكر ذلك سيگموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، في كتابه "موسى والتوحيد". [73] استنادًا إلى حججه على اعتقاده بأن قصة الخروج كانت تاريخية، جادل فرويد بأن موسى كان كاهنًا أتونياً أُجبر على مغادرة مصر مع أتباعه بعد وفاة أخناتون. جادل فرويد بأن أخناتون كان يسعى إلى تعزيز التوحيد، وهو الشيء الذي تمكن موسى التوراتي من تحقيقه.[73] بعد نشر كتابه، دخل المفهوم إلى الوعي الشعبي والبحث الجاد.[78][79]

علق فرويد على العلاقة بين أدوناي، وآتون المصري والاسم الإلهي السوري لأدونيس باعتبارها الوحدة البدائية للغات بين الفصائل؛[73] في هذا اليساق كان يتابع حجة عالم المصريات آرثر ويگال. رأي يان أسمان هو أن "أتون" و"أدوناي" ليسا مرتبطين لغويًا.[80]

توجد أوجه تشابه قوية بين ترنيمة آتون لأخناتون ومزمور الكتاب المقدس رقم 104؛ ومع ذلك، كان هناك بعض الجدل حول ما إذا كانت أوجه التشابه تعكس الاقتباس المباشر أو غير المباشر.[81][82]

وقد شبَّه آخرون بعض جوانب علاقة أخناتون بآتون، في التقليد المسيحي، بين يسوع المسيح والله، لا سيما التفسيرات التي تؤكد على تفسير أكثر توحيداً للأتون من التفسير الهينوثي. لاحظ دونالد ردفورد أن البعض اعتبر أخناتون نذيرًا ليسوع. "بعد كل شيء، أطلق أخناتون على نفسه اسم ابن الإله الأوحد:" ابنك الأوحد الذي خرج من جسدك".[83] ربط جيمس هنري بريستد أخناتون بيسوع،[84] ورآه آرثر ويگال على أنه سلف فاشل للمسيح ورآه توماس مان "على أنه على الطريق الصحيح ولكنه ليس الشخص المناسب للطريق".[85]

جادل ردفورد أنه في حين أن أخناتون أطلق على نفسه اسم ابن قرص الشمس وعمل كوسيط رئيسي بين الله والخلق، فقد ادعى الملوك نفس العلاقة والدور الكهنوتي لآلاف السنين قبل زمن أخناتون. ومع ذلك، قد تختلف حالة أخناتون من خلال التركيز الذي وضعه على علاقة الأب والابن السماوية. وصف أخناتون نفسه بأنه "ابنك الذي خرج من أطرافك"، "ابنك"، "الابن الأبدي الذي خرج من قرص الشمس"، و"ابنك الوحيد الذي خرج من جسدك". فالعلاقة الوثيقة بين الأب والابن تجعل الملك وحده يعرف قلب "والده" حقاً، وفي المقابل يستمع والده إلى صلاة ابنه. إنه صورة أبيه على الأرض، وبما أن أخناتون ملك على الأرض، فإن والده ملك في الجنة. كرئيس كهنة ونبي وملك وإلهي ادعى المركز المركزي في النظام الديني الجديد. لأنه وحده يعرف عقل والده وإرادته، يمكن لأخناتون وحده أن يفسر هذه الإرادة للبشرية جمعاء بالتعليم الحقيقي الذي يأتي منه فقط.[83]

وخلص ردفورد إلى أنه:

قبل أن تتوافر الكثير من الأدلة الأثرية من طيبة وتل العمارنة، حوَّل التفكير بالتمني أحياناً أخناتون إلى معلم إنساني للإله الحقيقي، ومعلم لموسى، وشخصية تشبه المسيح، وفيلسوفاً قبل عصره. لكن هذه المخلوقات الخيالية تتلاشى الآن مع ظهور الواقع التاريخي تدريجياً. هناك القليل من الأدلة أو لا يوجد أي دليل يدعم فكرة أن أخناتون كان من أسلاف التوحيد الكامل الذي نجده في الكتاب المقدس. كان لتوحيد العهد القديم والعهد الجديد تطور منفصل خاص به - تطور بدأ بعد أكثر من نصف ألف عام بعد وفاة الفرعون.[86]

المرض المحتمل

نقش هيراطيقي على قطعة فخارية. يسجل السنة 17 من حكم أخناتون والإشارة إلى نبيذ بيت آتون. تل العمارنة، مصر. موجود حالياً في متحف پتري للآثار المصرية بلندن.
قطعة الحجر الجيري لملك، ربما أخناتون، ورأس أصغر لشخص جنسه غير مؤكد. تل العمارنة، مصر. موجود حالياً في متحف پتري للآثار المصرية بلندن.

دفعت الصور غير التقليدية لأخناتون - التي تختلف عن القاعدة الرياضية التقليدية في تصوير الفراعنة - علماء المصريات في القرنين التاسع عشر والعشرين إلى افتراض أن أخناتون عانى نوعًا من الخلل الوراثي.[87] تم طرح العديد من الأمراض، مع الإشارة إلى متلازمة فروليش أو متلازمة مارفان الأكثر شيوعًا.[88]

سيريل ألدرد، [89] متابعاً مزاعم گرافتون إليوت سميث المبكرة[90] وجيمس ستراتشي، [91] اقترح أن أخناتون ربما عانى من متلازمة فروليش على أساس فكه الطويل ومظهره الأنثوي. إلا أن هذا غير محتمل، لأن هذا الاضطراب يؤدي إلى العقم ومن المعروف أن أخناتون قد أنجب العديد من الأطفال. يتم تصوير أطفاله مرارًا وتكرارًا من خلال سنوات من الأدلة الأثرية والأيقونية.[92]

اقترح بوريدج[93] أن أخناتون ربما قد عانى من متلازمة مارفان، والتي، على عكس متلازمة فوريش، لا تؤدي إلى ضعف عقلي أو عقم. يميل مرضى مارفان إلى الطول، مع وجه طويل نحيف، جمجمة مستطيلة، أضلاع متضخمة، قمع أو صدر حمامة، حنك مرتفع أو مشقوق قليلاً، وحوض أكبر، مع تضخم الفخذين والسيقان الرفيعة، وتظهر الأعراض في بعض صور أخناتون. [94] متلازمة مارفان هي سمة سائدة، مما يعني أن المصابين لديهم فرصة بنسبة 50% لنقلها إلى أطفالهم.[95] ومع ذلك، أثبتت اختبارات الحمض النووي لتوت عنخ آمون عام 2010 أنه لم يكن مصاباً بمتلازمة مارفان.[96]

بحلول أوائل القرن الحادي والعشرين، جادل معظم علماء المصريات بأن تصوير أخناتون ليس نتيجة حالة وراثية أو طبية، بل يجب تفسيره من خلال منظور أتوني.[64] [97] صُور في الأعمال الفنية ليبدو مخنثاً لزنمردة آتون (الجمع بين الصفات الأنثوية والذكورية). [97]

آثاره

وقد توفي الملك أخناتون في العام الثامن عشر من حكمه، ولقد عثرنا على مدفنه العائلي الذي كان قد أمر بنحته في قلب جبل العمارنة، في حالة سيئة بعد سلبه ونهبه وتخربيه، كما دمرت خراطيش أخناتون وصوره وتماثيله أينما وجدت خلال الفترة التالية لحكمه. كما هدمت معابد آتون واستخدمت أحجارها في حشو المنشآت الجديدة. وبمرور الوقت أعيد لآمون مجده فتم إصلاح وتجديد أسماؤه وأشكاله على الجدران ، وعادت كلمة "آتون" من جديد إلى ما كانت عليه كوصف ومعنى للجزء المرئي من الشمس والقمر . واستعاد الإله والآلهة طقوسهم وأهميتهم.

في الفنون

Drawing of Akhnaton Cairo Cast

مسرحيات

روايات

موسيقى

  • Ikhnaton is referenced in the title of a section of the epic progressive rock song "Supper's Ready" by the English rock band Genesis on their album Foxtrot (1972). The section is named "Ikhnaton and Itsacon and their band of Merry Men".
  • فليپ گلاس: اوپرا ، أخناتون: اوپرا في ثلاثة فصول، (1983; CBS Records, 1987)
  • "Akhenaten", track on Julian Cope's 1992 album Jehovahkill.
  • "Akhénaton", name of one of the members of the French rap group IAM; also records under this name and produces other rappers under this name.
  • Akhenaten is mentioned in the song lyrics to "Dream of Amarna" (Written in December 1998) on the demo album compact disc, "The Aten Shines Again" by Leo-Neferuaten Boyle (2002).
  • "Son Of The Sun" by Swedish Symphonic Metal band Therion on the album Sirius B (2004).
ڤيديو خارجي
Meketaten-Nefertiti.tiff
House Altar with Akhenaten, Nefertiti and Three Daughters (Amarna Period) (5:03), Smarthistory[98]
The Lost Pharaoh: The Search for Akhenaten (56:35), National Film Board of Canada[99]

السينما

أخرى

سلفه

انظر أيضاً

الهوامش والمصادر

الهوامش

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة pronounce
  2. ^ Encylopaedia Brittanica
  3. ^ Michael Rice, Who's Who in Ancient Egypt, Routledge, 1999
  4. ^ Jürgen von Beckerath, Chronologie des Pharaonischen Ägypten. Philipp von Zabern, Mainz, (1997) p.190
  5. ^ Peter Clayton, Chronicle of the Pharaohs, Thames and Hudson, 2006 paperback, p.120
  6. ^ المقبرة الملكية في العمارنة
  7. ^ Clayton, op. cit., p.120
  8. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
  9. ^ عبد الله محمود حسين, محمد حرب فرزات. "أخناتون". الموسوعة العربية. Retrieved 2014-08-25.
  10. ^ پاسكال ڤيرنوس (1999). موسوعة الفراعنة. دار الفكر. {{cite book}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  11. ^ Kemp 2015, p. 11.
  12. ^ Ridley 2019, pp. 365–371.
  13. ^ Dodson 2014, p. 244.
  14. ^ Aldred 1968, pp. 140–162.
  15. ^ Ridley 2019, pp. 411–412.
  16. ^ Dodson 2009, pp. 144–145.
  17. ^ Allen 2009, pp. 1–4.
  18. ^ Ridley 2019, p. 251.
  19. ^ Tyldesley 2006, pp. 136–137.
  20. ^ Hornung, Krauss & Warburton 2006, pp. 207, 493.
  21. ^ Ridley 2019.
  22. ^ Dodson 2018, pp. 75–76.
  23. ^ Hawass et al. 2010, p. 644.
  24. ^ Strouhal 2010, pp. 97–112.
  25. ^ Duhig 2010, p. 114.
  26. ^ Marchant 2011, pp. 404–406.
  27. ^ Dodson 2018, pp. 16–17.
  28. ^ أ ب Ridley 2019, pp. 409–411.
  29. ^ Dodson 2018, pp. 17, 41.
  30. ^ Hornung 2001, p. 19.
  31. ^ Sethe 1906–1909, pp. 19, 332, 1569.
  32. ^ أ ب Redford 2013, p. 11.
  33. ^ Hornung 2001, pp. 33، 35.
  34. ^ أ ب Hornung 2001, p. 48.
  35. ^ Redford 1976, pp. 53–56.
  36. ^ Hornung 2001, pp. 72–73.
  37. ^ Ridley 2019, p. 43.
  38. ^ أ ب David 1998, p. 125.
  39. ^ Aldred 1991, pp. 261–262.
  40. ^ Hoffmeier 2015, pp. 160–161.
  41. ^ Redford 2013, p. 14.
  42. ^ Perry 2019, 03:59.
  43. ^ Hornung 2001, pp. 34–36, 54.
  44. ^ Hornung 2001, pp. 39، 42، 54.
  45. ^ Hornung 2001, pp. 55–57.
  46. ^ Bárta & Dulíková 2015, pp. 41, 43.
  47. ^ Ridley 2019, p. 188.
  48. ^ Hart 2000, pp. 42–46.
  49. ^ Hornung 2001, pp. 55, 84.
  50. ^ Najovits 2004, p. 125.
  51. ^ Ridley 2019, pp. 211–213.
  52. ^ Ridley 2019, pp. 28, 173–174.
  53. ^ Dodson 2009, p. 38.
  54. ^ Najovits 2004, pp. 123–124.
  55. ^ Najovits 2004, p. 128.
  56. ^ Hornung 2001, p. 52.
  57. ^ Ridley 2019, pp. 129, 133.
  58. ^ Ridley 2019, p. 128.
  59. ^ Najovits 2004, p. 131.
  60. ^ Ridley 2019, pp. 128–129.
  61. ^ Hornung 1992, p. 47.
  62. ^ Allen 2005, pp. 217–221.
  63. ^ Ridley 2019, pp. 187–194.
  64. ^ أ ب Reeves 2019, pp. 154–155.
  65. ^ Hornung 2001, p. 56.
  66. ^ Dodson 2018, pp. 47, 50.
  67. ^ Redford 1984, p. 207.
  68. ^ Silverman, Wegner & Wegner 2006, pp. 165–166.
  69. ^ Hoffmeier 2015, pp. 197, 239–242.
  70. ^ van Dijk 2003, p. 284.
  71. ^ Hoffmeier 2015, pp. 239–242.
  72. ^ Montserrat 2003, p. 36.
  73. ^ أ ب ت ث Freud 1939.
  74. ^ Stent 2002, pp. 34–38.
  75. ^ Assmann 1997.
  76. ^ Shupak 1995.
  77. ^ Albright 1973.
  78. ^ Chaney 2006a, pp. 62–69.
  79. ^ Chaney 2006b.
  80. ^ Assmann 1997, pp. 23–24.
  81. ^ Hoffmeier 2015, pp. 246–256: "...it seems best to conclude for the present that the “parallels” between Amarna hymns to Aten and Psalm 104 should be attributed to “the common theology” and the “general pattern"..."; [[#CITEREF

    Hoffmeier2005|

    Hoffmeier 2005]], p. 239: "...There has been some debate whether the similarities direct or indirect borrowing... it is unlikely that "the Israelite who composed Psalm 104 borrowed directly from the sublime Egyptian 'Hymn to the Aten'," as Stager has recently claimed."; [[#CITEREF

    Alter2018|

    Alter 2018]], p. 54: "...I think there may be some likelihood, however unprovable, that our psalmist was familiar with at least an intermediate version of Akhenaton's hymn and adopted some elements from it."; [[#CITEREF

    Brown2014|

    Brown 2014]], p. 61–73: "the question of the relationship between Egyptian hymns and the Psalms remains open"

  82. ^ Assmann 2020, pp. 4043: "Verses 20–30 cannot be understood as anything other than a loose and abridged translation of the "Great Hymn":..."; [[#CITEREF

    Day2014|

    Day 2014]], pp. 22–23: "...a significant part of the rest Of Psalm 104 (esp. vv. 20–30) is dependent on... Akhenaten's Hymn to the Sun god Aten... these parallels almost all come in the same order:..."; [[#CITEREF

    Day2013|

    Day 2013]], pp. 223–224: "...this dependence is confined to vv. 20–30. Here the evidence is particularly impressive, since we have six parallels with Akhenaten's hymn... occurring in the identical order, with one exception."; [[#CITEREF

    Landes2011|

    Landes 2011]], pp. 155, 178: "the hymn to Aten quoted as epigraph to this chapter—replicates the intense religiosity and even the language of the Hebrew Psalm 104. Indeed, most Egyptologists argue that this hymn inspired the psalm...", "...For some, the relationship to Hebraic monotheism seems extremely close, including the nearly verbatim passages in Psalm 104 and the “Hymn to Aten” found in one of the tombs at Akhetaten..."; [[#CITEREF

    Shaw2004|

    Shaw 2004]], p. 19: "An intriguing direct literary (and perhaps religious) link between Egypt and the Bible is Psalm 104, which has strong similarities with a hymn to the Aten"

  83. ^ أ ب Redford 1987.
  84. ^ Levenson 1994, p. 60.
  85. ^ Hornung 2001, p. 14.
  86. ^ Redford, Shanks & Meinhardt 1997.
  87. ^ Takács & Cline 2015, pp. 5–6.
  88. ^ Ridley 2019, p. 87.
  89. ^ Aldred 1991.
  90. ^ Smith 1923, pp. 83–88.
  91. ^ Strachey 1939.
  92. ^ Hawass 2010.
  93. ^ Burridge 1995.
  94. ^ Lorenz 2010.
  95. ^ National Center for Advancing Translational Sciences 2017.
  96. ^ Schemm 2010.
  97. ^ أ ب Montserrat 2003.
  98. ^ "House Altar with Akhenaten, Nefertiti and Three Daughters (Amarna Period)". Smarthistory at Khan Academy. Retrieved March 15, 2013.
  99. ^ أ ب Kendall, Nicholas (1980). The Lost Pharaoh: The Search for Akhenaten. National Film Board of Canada. Retrieved 2012-09-13.
  100. ^ "Roy Campbell - Akhnaten Suite (AUM Fidelity, 2008)". 13 March 2008. Retrieved 2012-09-07.
  101. ^ Luks, Joel (15 March 2012). "Beyond poems and prayers: Mohammed Fairouz's Akhenaten celebrates young people affecting change and paying the price for it". Culture Map Houstan. Retrieved 2012-09-07.

المراجع

  • Jürgen von Beckerath, Chronologie des Pharaonischen Ägypten. Philipp von Zabern, Mainz, (1997)
  • Berman, Lawrence. 'Overview of Amenhotep III and His Reign,' and Raymond Johnson, 'Monuments and Monumental Art under Amenhotep III' in 'Amenhotep III: Perspectives on his Reign' 1998, ed: David O'Connor & Eric Cline, University of Michigan Press, ISBN 0-472-10742-9
  • Rosalie David, Handbook to Life in Ancient Egypt, Facts on File Inc., 1998
  • Edward Chaney, 'Freudian Egypt’, The London Magazine, April/May 2006, pp. 62–69.
  • Edward Chaney,‘Egypt in England and America: The Cultural Memorials of Religion, Royalty and Revolution’, in Sites of Exchange: European Crossroads and Faultlines, eds. M. Ascari and A. Corrado (Amsterdam, Rodopi, 2006), pp. 39–69.
  • Peter Clayton, Chronicle of the Pharaohs, Thames and Hudson, 2006
  • Trigger, B.G, Kemp, B.G, O'Conner, D and Lloyd, A.B (2001). Ancient Egypt, A Social History. Cambridge: Cambridge University Press.{{cite book}}: CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  • William L. Moran, The Amarna Letters, Johns Hopkins University Press, 1992
  • Trevor Bryce, The Kingdom of the Hittites, Clarendon Press, 1998.
  • A.R. Schulman, "The Nubian War of Akhenaten" in L'Egyptologie en 1979: Axes prioritaires de recherchs II (Paris: 1982)
  • James H. Allen (2006). "The Amarna Succession" (PDF). Archived from the original (PDF) on May 28, 2008. Retrieved 2008-06-23.
  • Nicholas Reeves, Akhenaten: Egypt's False Prophet, Thames & Hudson, 2000
  • Montserrat, Dominic (2000). Akhenaten: History, Fantasy and ancient Egypt. Routledge. OCLC 0-415-30186-6. {{cite book}}: Check |oclc= value (help)
  • Kozloff, Arielle (2006). "Bubonic Plague in the Reign of Amenhotep III?". KMT. 17 (3).
  • Choi B, Pak A (2001). "Lessons for surveillance in the 21st century: a historical perspective from the past five millennia". Soz Praventivmed. 46 (6): 361–8. doi:10.1007/BF01321662. PMID 11851070.
  • Shortridge K (1992). "Pandemic influenza: a zoonosis?". Semin Respir Infect. 7 (1): 11–25. PMID 1609163.
  • Webby R, Webster R (2001). "Emergence of influenza A viruses". Philos Trans R Soc Lond B Biol Sci. 356 (1416): 1817–28. doi:10.1098/rstb.2001.0997. PMC 1088557. PMID 11779380.

قراءات إضافية

  • Aldred, Cyril (1991) [1988]. Akhenaten: King of Egypt. Thames & Hudson. ISBN 0-500-27621-8.
  • Aldred, Cyril (1973). Akhenaten and Nefertiti. London: Thames & Hudson.
  • Aldred, Cyril (1984). The Egyptians. London: Thames & Hudson.
  • Bilolo, Mubabinge (2004) [1988]. "Sect. I, vol. 2". Le Créateur et la Création dans la pensée memphite et amarnienne. Approche synoptique du Document Philosophique de Memphis et du Grand Hymne Théologique d'Echnaton (in French) (new ed.). Munich-Paris: Academy of African Thought.{{cite book}}: CS1 maint: unrecognized language (link)

وصلات خارجية

Wikiquote-logo.svg اقرأ اقتباسات ذات علاقة بأخناتون، في معرفة الاقتباس.



سبقه:
أمنحوتپ الثالث
فرعون
الأسرة الثامنة عشر
1353 ق.م. حتى 1334 ق.م.
لحقه:
سمنخ كا رع