يوسفوس
يوسفوس فلاڤيوس (لغة لاتينية: Josephus Flavius) أو يوسيپوس (لغة يونانية: Ιώσηπος) أو باسمه العبري الأصلي يوسف بن ماتيتياهو (יוסף בן מתתיהו) (38-100 للميلاد، تقدير) كان أديبا مؤرخا وعسكريا يهوديا رومانيا عاش في القرن الأول للميلاد واشتهر بكتبه عن تاريخ اليهود والتمرد اليهودي على الإمبراطوية الرومانية والتي تلقي الضوء على الأوضاع والأحداث في فلسطين خلال القرن الأول للميلاد في حين انهيار مملكة يهوذا، ظهور الديانية المسيحية والتغييرات الكبيرة في اليهودية بعد فشل التمرد بالرومان ودمار هيكل هيرودس.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نبذة
ولد يوسيفوس فلافيوس في 38 للميلاد باسم يوسف بن ماتيتياهو في مدينة أورشليم (القدس) لعائلة كهنة يهودية، أي من عائلات النخبة الدينية اليهودية في ذلك الحين. وكانت أمه من نسل الحشمونيين الذين ملكوا على يهوذا حتى 44 للميلاد. تلقى يوسيفوس التعليم الديني وعندما كان في ال19 من عمره انضم إلى شيعة الفريسيين التي كانت إحدى الأشياع الدينية الرئيسية لدى اليهود قبل دمار الهيكل، والشيعة اليهودية المركزية بعده. في فترة لاحقة سافر يوسيفوس إلى روما ومكث هناك بضع سنوات. عندما رجع إلى يهوذا أنضم إلى منظمي التمرد على الإمبراطورية الرومانية وعين قائد منطقة الجليل. من بين منظمي التمرد مال يوسيفوس إلى اتجاه معتدل مما أدى إلى نزاعات بينه وبين القادة المتطرفين مثل يوحنان من جوش حلاب (يوحنا الجشي). حاول يوحنان اغتيال يوسيفوس وبعد فشل الاغتيال، حاول خلعه من قيادة الجليل.
في نهاية التمرد سنة 67 للميلاد، وحينما تكثف الهجوم الروماني على القوات اليهودية، كان يوسيفوس في مدينة يودفات (يوتاباتا) الجليلية وقاد عليها في غضون الحصار الذي فرض عليها الجيش الروماني. بما أن الحصار استمر فترة طويلة، قرر يوسيفوس الاستسلام وفتح أبواب المدينة أمام الجنود الرومان، ولكن سكان المدينة رفضوا قراره وبعد 47 يوما سقطت المدينة في أيادي الرومان.
هرب يوسيفوس ورجاله من يودفات واختبأوا في مغارة، أما الرومان فعثروا عليهم بعد فترة قليلة. قرر رجال يوسيفوس أن يقتل بعض البعض كي لا يسقطوا في أيادي الجنود الرومان، أما يوسيفوس فبقي الأخير مع رجل آخر، وندم الاثنان على فكرة الانتحار وسلما أنفسهما للرومان. وبسبب هذا القرار وتعاون يوسيفوس مع الرومان بعد استسلامه ساءت سمعته لدى اليهود وأخذ البعض يعتبرونه خائنا.
نجا يوسيفوس من الإعدام بعد أسره بفضل الصداقة التي نشأت بينه وبين قائد القوات الرومان فسبازيان الذي أصبح قيصرا لاحقا. كذلك تعاون يوسيفوس مع الرومان تعاونا كاملا وساعدهم في قمع التمرد عندما كان أسيرا. في 69 للميلاد أطلق سراح يوسيفوس وفي 71 وصل إلى روما وأصبح مواطنا رومانيا. بموجب القانون الروماني تبنى يوسيفوس اسم عائلة وليه فسبازيان (مَن حرره من الأسر): تيتوس فلاڤيوس، حيث كان اسمه الرسمي في روما: تيتوس فلاڤيوس يوسيپوس، ولكن في كتبه عرض نفسه باللغة اليونانية ك"يوسيپوس ابن لماتياس (=ماتيتياهو) يهودي الأصل وكاهن في أورشليم". تاريخ وفاة يوسيفوس غير معروف بدقة، وحسب التقدير الشائع توفي في 100 للميلاد أو بعد ذلك بقليل.
مؤلفاته
بعد توطينه في روما كتب يوسيفوس بعض المؤلفات حيث سرد سيرة حياته، أحداث التمرد اليهودي على الرومان وتاريخ اليهود حسب ما علمه من التراث والمصادر اليهودية المتوفرة له في ذلك الحين. وتحتوي هذه المؤلفات على تقارير مفصلة خاصة بشأن الأحداث التي شهدها يوسيفوس بنفسه، ويعد معظم المؤرخين المعاصرون هذه التقارير ذات مصداقية ويستندون إليها في الأبحاث التي تتناول تاريخ الشرق الأوسط في القرن الأول للميلاد.
وأهم مؤلفات يوسيفوس هي كتابان تاريخيان:
تاريخ حرب اليهود ضد الرومان
المعروف باختصار كـ"الحروب اليهودية": صدر في عام 78 للميلاد باللغة اليونانية ومن المحتمل أن يوسيفوس كتبه بالعبرية أو بالآرامية أولا، ثم ترجمه إلى اليونانية، غير أن لم تبق إلا النسخة اليونانية. في هذا الكتاب يسرد يوسيفوس أحداث آخر أيام حكم الحشمونيين على مملكة يهوذا، احتلال المملكة من قبل الرومان، التمرد اليهودي على الرومان وفشله حتى سقوط آخر تحصينات المتمردين في مسادا (مسعدة|).
التاريخ اليهودي
صدر في عام 94 للميلاد، صدر كتاب التاريخ اليهودي (Jewish Antiquities)، باللغة اليونانية، ويشمل 20 فصلا، يعرض تاريخ الشعب اليهودي حسب التراث والمصادر المتوفرة آنذاك.
مخاطبات يوسيفيوس حول حادس
يُنسب إلى يوسفوس خلال الترجمة بالخطأ إذ أن كاتبه الأصلي هو هيپوليتوس الروماني.
يوسيفوس فلافيوس بمواجهة أبيون
صدر في عام 97 وحاول فيه الدفاع عن مفاهيم لديانة اليهودية بوجهة المفاهيم الرومانية المعاصرة له.
حياة يوسيفوس فلافيوس
صدر في عام 99 وهو قصة حياته.
أهمية مؤلفاته في المسيحية
بقيت مؤلفات يوسيفوس عبر القرون بفضل الأهمية التي عزى إليها المسيحيون، إذ يذكر يسوع في كتاب "تاريخ اليهود" (الفصل ال18). ويسمى هذا الذكر ب"الشهادة الفلافية" (بالاتينية:Testimonium Flavianum) أي شهادة يوسيفوس فلافيوس على وجود يسوع، ويعتبر الذكر الوحيد لليسوع من شخص غير مسيحي عاش في نفس المكان وفي نفس الوقت عاشهما يسوع. وبرغم المصداقية التي يعدها المؤرخين المعاصرين لمعظم كلام يوسيفوس، يعتبر الكثير منهم "الشهادة الفلافية" مشكوكا فيها، وما زال الخلاف قائما حول مصداقيتها.
في نسخة "تاريخ اليهود" الباقية يقول يوسيفوس إن يسوع كان المسيح، ويشير بعض الباحثين إلى أنه ليس من المنطقي أن يكون يوسيفوس قد اعتبر يسوع مسيحا لأنه لا توجد أية دلالة على كونه من أنصار المسيحيين الأولين. كذلك يوجد اقتباس من كتاب "تاريخ اليهود" في "كتاب العنوان" للأديب العربي المسيحي أجابيوس بن قسطنطين الذي عاش في القرن ال10 للميلاد، وهذا الاقتباس يختلف عن النسخة الموجودة حاليا حيث لا تذكر فيه كلمة "المسيح"[2]. وتنقسم آراء الباحثين المعاصرين إلى ثلاثة افتراضات:
- الأول يرفض "الشهادة الفلافية" ويعتبرها تزويرا أضيف إلى النص الأصلي من أجل ترويج المسيحية،
- الثاني يقبل مصداقية "الشهادة الفلافية" ويعتبرها جزءا لا يتجزأ من كلام يوسيفوس،
- الثالث والأشيع من بين هذه الافتراضات، فيعتبر ذكر يسوع في الكتاب موثوق به، غير أن الأدباء المسيحيين أضافوا إليه التعابير والمصطلحات لتفخيم يسوع.
ويعتبر هؤلاء الباحثين اقتباس أجابيوس أقرب إلى نص يوسفوس الأصلي من النسخة الموجودة حاليا.