يعقوب صنوع
يعقوب صنوع (1839 - 1912) هو أحد رواد ومؤسسي فن المسرح في مصر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. موليير مصر كما اطلق عليه الخديوي آنذاك. يهودى الوالدين وأحد رواد المسرح المصري والصحافة المصرية الساخرة. وكان والده من ضمن حاشية الأمير يكن حفيد محمد علي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
وُلد يعقوب صنوع عام 1839 ابناً وحيداً لوالديه اللذين فقدا أربعة أولاد بعد ولادتهم، وحينما حملت به أمه نصحتها إحدى صديقاتها المسلمات (كما هو الحال في البيئة المصرية الصميمة في ذلك الوقت) أن تطلب بركة إمام مسجد الشعراني الذي كان يكتب التمائم والتعاويذ والأحجبة. ويَذكُر يعقوب صنوع أن الشيخ قال للأم: «إن ربنا سيبارك ثمرة أحشائك وستُرزَقين بولد» ثم أكمل نبوءته: « وإن نذرتيه للدفاع عن الإسلام فلسوف يعيش، اكسيه من حسنات المؤمنين ليكون متواضعاً، ولسوف يجد ما يريد بفضل بركة خالقه ». وأطاعت المرأة ما أمرها به الشيخ، وأقرها زوجها على أن يَهَب ابنه للإسلام والمسلمين، غير أنه اعترض في أول الأمر على فكرة كساء الطفل المرتقب من حسنات المحسنين، واعتبر في ذلك مهانة لا تليق به، وهو يتمتع بالحظوة لدى البلاط ويستشيره الأمراء في مسائلهم الخاصة (أي أن المكانة الاجتماعية داخل المجتمع المصري عنده كانت أكثر أهمية من الانتماء الديني). غير أن الزوجة أصرت على أن تلبي نصيحة شيخ الضريح بحذافيرها لتضمن سلامة وليدها حين يرى النور! [1] [2]
يذكر أبو نظارة أنه حين كبر حفظ القرآن وعاهد والدته على أن يُوفِّي نذرها وأن يُجنِّد نفسه لخدمة الإسلام والمسلمين وأنه جعل رسالته « مكافحة الأباطيل التي تُفرِّق بين المسلمين والمسيحيين، بإظهار سماحة القرآن وحكمة الإنجيل، وهكذا تتسنى لي الملاءمة بين قلوب الفريقين ». ويقول كاتب سيرة يعقوب صنوع الدكتور إبراهيم عبده « إنه لم يشر قط في تاريخه إلى أنه وُلد لأبوين يهوديين». فإذا أضفنا إلى هذا موقف والده من الانتماء الديني، فإن هذا يعني أن أسرة صنوع كانت مندمجة حضارياً تماماً في المجتمع المصري وأن البُعد اليهودي (حتى من الناحية الدينية الشكلية) كان قد شارف على الاختفاء. وحينما بلغ يعقوب صنوع الثانية عشرة من عمره كان يقرأ التوراة بالعبرية والإنجيل بالإنجليزية والقرآن بالعربية. كما كان قد أجاد عدداً من اللغات منها: العربية والعبرية والتركية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية.
ثم أرسل في بعثة دراسية إلى إيطاليا في مدينة ليجورنو في إيطاليا (على نفقة الحكومة المصرية) لدراسة الفنون والأدب عام 1853 وعاد عام 1855. فمكث ثلاث سنوات درس أثناءها الاقتصاد السياسي والقانون الدولي والعلوم الطبيعية والفنون الجميلة.
ولكن الأهم من هذا أن الحركة القومية الإيطالية (الهادفة إلى التحرر من السيطرة النمساوية وتحقيق الوحدة الإيطالية) كانت آنذاك محتدمة وظهرت جمعيات سرية وطنية مثل الكاربوناري وجمعية إيطاليا الفتاة.
ويرى الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى أن يعقوب صنوع قد تَشرَّب كثيراً من هذه الأفكار القومية، إبان إقامته. وعند عودته اشتغل بالتدريس في مدرسة الهندسة، كما قام بتعليم أبناء رجال البلاط. ولكنه لم يقنع بهذه الوظيفة المريحة فشخصيته كانت مبدعة حركية، ففكر في إنشاء مسرح وطني يقدم تمثيليات عربية. وكانت أولى محاولاته المسرحية عام 1869 إذ مثَّل مسرحية فودفيل قصيرة تتخللها أشعار مُلحَّنة تلحيناً شعبياً في القصر أمام باشوات وبكوات البلاط الخديوي الذين ضحكوا للتمثيلية من أعماق قلوبهم. وشجعوه على عرض مسرحياته في حديقة الأزبكية. فألَّف فرقة مسرحية من تلاميذه وكان هو مدير المسرح ومؤلف التمثيليات، كما كان يقوم أحياناً بدور الملقن. وكان يُقدِّم تمثيليات مُترجَمة عن الفرنسية والإنجليزية والإيطالية. وقد أعجب به الخديوي في أول الأمر وخلع عليه لقب «موليير مصر» (ولكنه قام بتعنيفه حينما كتب مسرحية عن تَعدُّد الزوجات).
ولكن يعقوب صنوع لم يكن يتحرك داخل دائرة البلاط الملكي والمسرح وحسب، إذ بدأ يحتك بالدائرة الفكرية التي تَحلَّقت حول جمال الدين الأفغاني، الذي شجعه هو والشيخ محمد عبده على الكتابة في الصحـف، بل وعلى إنشـاء صحـيفة عـربية تُكتَب بالعامية. وحكى لنا يعقوب صنوع كيف وقع اختياره على اسم أبو نظارة. فبعد أن قرر تأسيس مجلة خرج من بيت الأفغاني فأحاط به المكارية (أصحاب الحمير) وكان كل واحد منهم يريد أن يختار يعقوب حماره، ويقول: « ده يا أبو نظارة »، فأعجبه النداء واختاره اسـماً لصحيفته. وقد أعـجب بهذا الاسم كثيرون من أصدقاء يعقوب، حيث يوحي بأن صاحبه رجل يرى من بعيد، وفي ذلك ما يعني أنه رجل ملهم (ذو نظر) لا تفوته فائتة. وكانت الصحيفة ذات تَوجُّه اجتماعي ناقد؛ فنددت بزيادة الضرائب والتدخل الأجنبي وهاجمت الوزراء بأسلوب ساخر ملتو ونكات وفكاهات، وشجعت المصريين على الشكوى وبصَّرتهم بحقوقهم.
وهنا لابد أن نتوقف عند علاقة يعقوب صنوع بالماسونية، إذ يذكر الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى أن يعقوب صنوع وجمال الدين الأفغاني قد نشطا في التنظيمات الماسونية، وأن هذه التنظيمات لعبت دوراً « في دعم الحركة الوطنية المصرية الوليدة ». وكانت التنظيمات الماسونية في بلاد أفريقيا وآسيا تضم الأجانب بالدرجة الأولى، حيث كانوا يتمتعون بمزايا وحقوق خاصة وبمساندة القناصل الأوربيين. وقد استخدمت كل دولة أوربية المحفل الماسوني التابع لها كأداة في صراعها الاسـتعماري بين بعضـها البعض. وقد استفاد كثير من زعماء الحركات الوطنية من هذا الوضع، تماماً كما يحدث الآن حين يتمتع زعيم حركة وطنية بدعم فرنسا على سبيل المثال فيُعطَى حق اللجوء السياسي للإقامة في باريس، بل وممارسة نشاطه السياسي. ووجود مثل هذا الزعيم يمثل بالنسبة لدولة المأوى ورقة ضغط في صراعها مع القوى الغربية الأخرى. كما أن هناك دائماً احتمال أن يصل إلى الحكم، ولذا فمن الحكمة أن تَبقَى الجسور مفتوحة معه. وفي هذا الإطار يمكن فهم انضمام يعقوب صنوع والأفغاني لمثل هذه التنظيمات وترحيبها بهما وبغيرهما من المثقفين والسياسيين الثوريين.
وقد أدَّى تَوجُّه مجلة أبو نظارة إلى مصادرتها المستمرة ولذا كان يعقوب صنوع يضطر لتغيير اسمها، فهي مرة أبو نظارة ومرة أخرى أبو نظارة زرقاء وثالثة رحلة أبي نظارة زرقاء ورابعة النظارة المصرية. بل وكان يصدر ما يسميه إبراهيم عبده «مجلات الضرورة» (الضرورة التي فرضتها عليه القوانين المتعسفة) فكان يصدر المجلة تلو الأخرى فلا يُغيِّر سوى اسمها، فهي أبو صفارة وحينما أغلقت أبو صفارة ظهرت أبو زمارة التي جاء في افتتاحيتها التي تعبِّر عن روح الدعابة المصرية ما يلي: « بسـم الله الرحـمن الرحـيم، الحمـد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أنبيائه أجمعين.
أما بعد فيقول العبد الحقير أبو زمارة. لما بلغني بأن صدر أمر من ناظر الخارجية. بقفش وكسر الصفارة. الساعية في استحصال التمدن والحرية. قلت ياربي نور عقلي وفهمي. وانصرني على الواد الأمرد مصطفى فهمي. إللي أمر بتعطيل صفارتي البهية. العزيزة عند الشبان المصرية ».
وحينما أغلقت أبو زمارة صدرت مجلة الحاوي التي وصفها صاحبها بأنها «الحاوي الكاوي إللي يطلَّع من البحر الداوي عجايب النكت للكسلان والغاوي ويرمي الغشاش في الجب الهاوي».
كتب صنوع العديد من المسرحيات ، ولكن أغلبها فقد ، وأنشأ العديد من الصحف مثل: ( أبو نظارة زرقاء) ، و ( أبو زمارة ) ، و ( الوطني المصـري ) ، و ( العالم الإسلامي ) ، و ( الثرثارة المصرية ). وهي في أغلبها تنتقد السياسة المصرية في ذلك الوقت. أنشأ صنوع فرقته المسرحية الخاصة لتقديم مسرحياته . وتولى تدريبها بنفسه . وقد ساعده على ذلك الدراسة الأكاديمية للفنون واللغات؛ واطلاعه على أعمال الكتاب المسرحيين في لغاتهم الأصلية وخاصةً موليـير وجولدوني وشريدان؛ والاشتـراك في العروض المسرحيـة للفـرق الخاصـة بالجاليات الأوروبية .
وكما قلنا فإن صنوع استطاع أن يكوّن المناخ الملائم لفرقته المسرحية واستطاع بمساعدة أصدقائه أن يعرض عروضه على مسرح ( قاعة الأزبكية ) فحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً لدرجة أن الخديوي إسماعيل نفسه طلب منه أن يعرض مسرحياته في القصر، وأطلق عليه: (موليير مصر ). وفي فرقة صنوع ظهرت النساء لأول مرة على خشبة المسرح . وعرض صنوع مسرحياته لمدة سنتين في القصر إلى أن قدم مسرحية: ( الوطن والحرية ) والتى سخر فيها من فساد القصر ، فغضب عليه الخديوي وأغلق مسرحه ثم نفاه الى فرنسا بعد ذلك ، نتيجة لتحريض أعداءه عند الخديوي ضده.
أنشأ صنوع فرقته المسرحية الخاصة لتقديم مسرحياته . وتولى تدريبها بنفسه . وقد ساعده على ذلك الدراسة الأكاديمية للفنون واللغات؛ واطلاعه على أعمال الكتاب المسرحيين في لغاتهم الأصلية وخاصةً موليـير وجولدوني وشريدان؛ والاشتـراك في العروض المسرحيـة للفـرق الخاصـة بالجاليات الأوروبية . وكما قلنا فإن صنوع استطاع أن يكوّن المناخ الملائم لفرقته المسرحية واستطاع بمساعدة أصدقائه أن يعرض عروضه على مسرح ( قاعة الأزبكية ) فحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً لدرجة أن الخديوي إسماعيل نفسه طلب منه أن يعرض مسرحياته في القصر، وأطلق عليه: (موليير مصر ). وفي فرقة صنوع ظهرت النساء لأول مرة على خشبة المسرح . وعرض صنوع مسرحياته لمدة سنتين في القصر إلى أن قدم مسرحية: ( الوطن والحرية ) والتى سخر فيها من فساد القصر ، فغضب عليه الخديوي وأغلق مسرحه ثم نفاه الى فرنسا بعد ذلك ، نتيجة لتحريض أعداءه عند الخديوي ضده.
وكتب صنوع عدداً كبـيراً من المسرحـات منـها ما قـدم من خـلال فرقـه المسـرحية في الفترة: (1870 ـ 1872) أو التي نشرها في صحافته .
ذهب لدراسة الفنون والأدب في ايطاليا و ذلك عام 1853 و عاد في العام 1855 ليعمل في الخدمة بالقصر,وسمح له بالتنقل بين جميع فئات المجتمع من حرفيها و عمالها و جاليتها الاجنبية و الطبقة الارستقراطية فكان لذلك تأثيرا فعالا في التعرف على كافة افراد الشعب المصرى أنذاك و استفاد من ذلك في رسم شخصباته المسرحية الكوميدية.و انشأ العديد من الصحف نذكر منها ابو نضاره و التي اضطر الي تغيير اسمها عدد من المرات الي ابو نظاره زرقاء و ابي نظارة زرقاء و الوطنى المصرى و ابو صفاره و التي ايضا اضطر الي تغيير اسمها الي ابو زمارة و غيره.أنشأ فرقته الخاصة لتقديم مسرحياته و في فرقته ظهرت النساء و لأول مرة على خشبة المسرح. و يرجع لقب موليير مصر إلى الخديوى اسماعيل الذى اطلق عليه ذلك الاسم و طلب منه ان يعرض مسرحياته بالقصر و فعلا عرض لمدة سنتين بالقصر إلى ان قدم مسرحية الوطن والحريه فغضب عليه الخديوى لانه سخر فيها من فساد القصر ثم اغلق مسرحه و نفاه إلى فرنسا فاستقر في باريس إلى آخر حياته. و التقى هناك بأديب إسحاق و جمال الدين الافغاني و محمد عبده و ابراهيم المويلحي و خليل غانم ثم مصطفى كامل وغيرهم. ثم واصل دعايته للقضية الوطنية بعد الاحتلال البريطاني لمصر ، فأصدر العديد من الصحف بالعربية والفرنسية وأخذ يتنقل في أوربا للدفاع عن مصر واشترك في الحملات التي شنت على الخديوي إسماعيل والاحتلال البريطاني، وراسل احمد عرابي في منفاه في جزيره سيلان.
من مسرحياته
وكتب صنوع عدداً كبـيراً من المسرحـات منـها ما قـدم من خـلال فرقـه المسـرحية في الفترة: (1870 ـ 1872) أو التي نشرها في صحافته .
وكتب صنوع العديد من المسرحيات ذات النقد الاجتماعي في قالبٍ فكاهيٍ كوميدي ، ينتقد فيه ما لا يراه مناسباً في المجتمع المصري، ومن المسرحيات التى كتبها صنوع في هذا الشأن مسرحية: " أبو ريدة وكعب الخير" وفيها يقدم نموذجا للحب الرومانسي في صورةٍ ساخرة . كما أنه تطرق الى قضايا الحب والزواج في مسرحيات أخـرى منـها مسرحية: " العليل " ومسرحية: " بورصة مصر " ومسرحية: " الأميرة الاسكندرانية " ومسرحية " الصداقة " ... وغيرها.
أهم أعماله : الوطن والحرية ، الجهادي ، شيخ الحارة , القرداتي ، و "حكم قراقوش ، الدخاخيني ، سلطان الكـنوز ، الواد ، زمـزم المسكينة ، راستور وشيخ البلد والقواص ، أبو ريدة وكعب الخير ، العليل ، بورصة مصر ، الأميرة الاسكندرانية ، الصداقة ، البنت العصرية ، وغندور مصر ، الضرتين .
وكتب صنوع العديد من المسرحيات ذات النقد الاجتماعي في قالبٍ فكاهيٍ كوميدي ، ينتقد فيه ما لا يراه مناسباً في المجتمع المصري، ومن المسرحيات التى كتبها صنوع في هذا الشأن مسرحية: " أبو ريدة وكعب الخير" وفيها يقدم نموذجا للحب الرومانسي في صورةٍ ساخرة . كما أنه تطرق الى قضايا الحب والزواج في مسرحيات أخـرى منـها مسرحية: " العليل " ومسرحية: " بورصة مصر " ومسرحية: " الأميرة الاسكندرانية " ومسرحية " الصداقة " ... وغيرها.
حكم قراقوش والدخاخينى و سلطان الكنوز و الأميرة الاسكندرانية و غيره.
مجلاته
أنشأ العديد من الصحف مثل:
- أبو نظارة زرقاء
- أبو زمارة
- الوطني المصـري
- العالم الإسلامي
- الثرثارة المصرية
وهي في أغلبها تنتقد السياسة المصرية في ذلك الوقت.
اختلاف الباحثين في تراث يعقوب صنوع
اختلف الباحثون في تراث يعقوب صنوع ، الكاتب والشاعر والمخرج والموسيقي والصحافي ، فهو مؤسس أول مسرح وطني في مصر والرائد الثالث للمسرح العربي ، عرف بأسماء متعددة منها : (أبو نظارة ، أبو زمارة ، الحاوي ، النظارات المصرية ، موليير مصر) ، عرف نشاطه في مصر باتجاهين بارزين هما الصحافة والمسرح . ولد يعقوب روفائيل صنوع في العام 1839م في القاهرة لأبوين يهوديين ، عمل والده مستشاراً للأمير احمد يكن حفيد محمد علي ، فأتيحت الفرصة ليعقوب للإطلاع على معظم الثقافات فدرس التوراة والإنجيل والقرآن وكان مؤمناً بوجود الله .
ظل اسم يعقوب صنوع منسياً لفترة طويلة ، فلم يذكره الكثير من المهتمين في المسرح العربي ، وهذا ما نقرئه في كتاب (المسرح العربي ريادة وتأسيس) للباحث الدكتور جميل نصيف التكريتي الصادر عن دار الشؤون الثقافية ـ بغداد 2002 ، الذي تناول ريادة المسرح العربي من ظهور أول نشاط مسرحي عربي وهو مسرحية (البخيل) لمارون النقاش وذلك في العام 1847م وختاماً بخصائص مسرح يعقوب صنوع ، أي انه درس فترة التأسيس فقط . التي تنحصر بين بلاد الشام ومصر . واني آرى ان الدكتور التكريتي كان موفقاً حينما شرع في اصدار دراسة جديدة عن المسرح العربي الذي تفتقره المكتبات المتخصصة في المسرح .
وذكره ايضاً الباحث الدكتور محمد يوسف نجم في كتابه (المسرحية في الأدب العربي الحديث 1847ـ1914م) الصادر عن دار الثقافة ـ لبنان 1956م ، فيذكر الدكتور نجم ، المسرح في مصر من خلال اشارته لموضوع الرحالة الدنمركي كارستين نيبر (Carsten Nibuhr) الذي زار القاهرة حوالي سنة 1780م وقد ذكر ان هناك فرقة تمثيلية تتكون من عدد من الممثلين وهؤلاء مختلفين الديانات وكانوا يمثلون في الهواء الطلق ويستخدمون فناء البيت كمسرح وهذا مـا اثار دهشه .
ومن ثم يذكر الدكتور محمد يوسف نجم : (.. لعل اول خطوة عملية جدية في سبيل اقامة مسرح عربي في مصر ، هي تلك الخطوة التي اضطلع بها يعقوب صنوع ، في النصف الثاني من القرن الماضي ...) . وجاء على ذكره الباحث الدكتور علي الراعي في كتابه (المسرح في الوطن العربي) الصادر عن سلسلة عالم المعرفة ـ الكويت 1980م ، ولكن بشكل مهمش أي كان مروره عليه بشكل سريع فيقول : (ويجئ دور الرائد الثالث يعقوب صنوع .. كيف انه تلقى مرانه المسرحي بالاشتراك بالتمثيل في مسرحيات فرقتين اوروبيتين ، فرنسية وإيطالية زارتا مصر عام 1870م مما اوحى له بأن ينشئ مسرحاً عربياً يغترف من هذا المعين .. فدرس اعمال كل من جولدوني وموليير وشريدان..) .
كما أصدر الدكتور إبراهيم حمادة كتاباً عن يعقوب صنوع عام 1955م واسماه (الصحفي الثائر) كما جاء في المقدمة : (في هذا الكتاب سيرة لصحفي ثائر نادر المثال في تاريخ الصحافة المصرية ... كان مؤرخاً دقيقاً لفضائح العصر ومباذل القصر .. يمتاز يعقوب صنوع أو أبو نظارة كما عرف في التاريخ بأنه كان أول من انشأ مسرحاً في مصر ، وأول من أصدر صحيفة هزلية كاريكاتورية في الشرق قاصية ودانية ، وأول من اخرج مجلة بالألوان ، وأول من نفى من اصحاب الأقلام ، وأول من جاهد في مصر والسودان ضد الاستعمار في كل مكان أربعة وثلاثين سنة وبطريقة لم يسبقه إليها إنسان..) . ونجد ذكر لصنوع في دراسات اخرى لم يتسن لنا ذكرها .
بينما تغافلت دراسات كثيرة عند ذكر تراث هذا المسرحي فقد كتب محمد تيمور في مجلة (السفور) : (أتانا التمثيل من ايطاليا عن طريق سوريا ، وأول من جاءنا به قوم من فضلاء السوريين أمثال النقاش وأديب إسحاق والخياط والقباني ، وفدوا إلى مصر مقر العلوم والآداب الشرقية لينشروا فيها بذور ذلك الفن الجديد ... وانشأوا بأيديهم فن التمثيل في مصر بعد ان كنا لا نعلم من أمره شيئاً يذكر ...) وهكذا نرى ان الدكتور محمد تيمور لم يأت على يذكر يعقوب صنوع مطلقاً .
مقالة (محاكمة يعقوب صنوع ... هدم أسطورة رائد المسرح المصري) المنشورة في جريدة أخبار الأدب المصرية في 17/3/2002م لكاتبها رابح لطفي جمعة وهو يستعرض كتاب (محاكمة يعقوب صنوع) الصادر عام 2001م لكاتبه الأستاذ الدكتور سيد علي اسماعيل رئيس قسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم ـ جامعة المنيا ، حيث يقول الدكتور سيد علي : (منذ أن كتبت كتابي (محاكمة مسرح يعقوب صنوع) ، وفندت فيه كافة مزاعم يعقوب صنوع ـ ومن كتب عنه من الباحثين ـ بأنه رائد للمسرح العربي في مصر ، وجدت لهذا الكتاب أصداء إيجابية وأخرى سلبية . فالإيجابية كانت تناقش الفكرة والأدلة المثبتة في الكتاب بكل موضوعية وتنتهي إلى قبول الطرح ، أما الأصداء السلبية فكانت ترفض الفكرة دون مناقشة وفي مشاركتي الأخيرة في مهرجان الكويت المسرحي الثامن في إبريل الماضي ، وجدت أن هذا الموضوع يُناقش على الصعيد العربي وبالأخص في الأردن وسورية والعراق وبعض دول الخليج العربي. ناهيك عن كتابات الدكتور نادر القنة والأستاذ علاء الجابر حول هذا الموضوع في الكويت، وذلك من خلال لقاءات عديدة تمت في المهرجان مع بعض الضيوف من الدول العربية هذا الموضوع على الجميع، لعل أي مهتم يجد ولو دليلاً واحداً على قيام يعقوب صنوع بنشاط مسرحي في مصر خدمة لتاريخ المسرح فأنا على أتم استعداد لسحب فكرتي فور إيجاد هذا الدليل علماً بأن معظم الأدلة المنشورة في الدراسات والأبحاث والمقالات ورسائل الماجستير والدكتوراه ، التي تقول بأن يعقوب صنوع له نشاط مسرحي في مصر ، وأنه رائد المسرح العربي في مصر، تم تفنيدها وإثبات عدم مصداقيتها في كتابي سابق الذكر لذلك أرجو مناقشة الموضوع بعيداً عن الكتابات المذكورة في الكتاب ، والبحث عن أدلة جديدة تستحق المناقشة ، إلا إذا أراد أي شخص مناقشة أي جزء من الكتاب من خلال رؤية جديدة ، ووجهة نظر تستحق المناقشة. مع ملاحظة أن هناك ملحقاً يتعلق بهذه القضية نشرته في ختام كتاب آخر لي وهو (مسيرة المسرح في مصر 1900-1935م) الجزء الأول ، الصادر عن هيئة الكتاب عام 2003م ، فلعله يفيدكم في النقاش علماً بأن ملخص كتابي (محاكمة مسرح يعقوب صنوع) و(مسيرة المسرح في مصر)) .
هكذا نرى أوجه التشابه الاختلاف في الدراسات والكتب حول تراث يعقوب صنوع التي تحير.
هل كان هناك يعقوب صنوع فعلاً
بالرغم من كل التاريخ الذي يحمله صنوع فان الاديب والقاص المصري محمود تيمور ينفي بوجود هكذا شخصية في التاريخ الادبي المصري.
يعقوب صنوع والخديو إسماعيل
ذكر الكاتب عبد اللطيف حمزة في كتاب في حكم قراقوش لابن مماتي الصفحة 128 نفي ابن صنوع عام 1878 الي باريس وهناك اصدر طائفة كثير من الصحف وكانت الصحف في محاربة الخديو إسماعيل ومجلس النظار المصري ورجال الاحتلال الانجليزي
وكان يسمي مرة الصحيفة - ابو نظارة زرقاء وابو صفارة وغيرها
وقال ابن صنوع أفضل أن لعيش في المنفي علي أن أكون غنيا في خدمة طاغية
ومن أشعارة في الخديو إسماعيل
ايه العبارة المتعوسه---صبحت دواير معكوسه
شرم برم حالي غالبان
lما اعرفش ايه من دا الطالع --- مقصودهم ابقالهم خالع
واطلع كدا مغتاظ والع--- يامحلا لما اصبح عريان
شرم برم حالي غالبان
دول المستر فلسن --- اكنو مجدع و ملسن
لعن خاشي بركات ورسن -- ما خلاليش في الدار امان
شرم برم حالي غالبان
وجابولي عمي الشيخ نوبار--- وعملوه رئيس لكبار
يحمر عينه زي النار --- وانا قاعد قصضادة جربان
شرم برم حالي غالبان
المصادر
- ^ الدكتور إبراهيم عبده: "سيرة يعقوب صنوع"
- ^ الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى: "مقال عن يعقوب صنوع"