فرا أنجليكو

فرا أنجليكو
Fra Angelico
Posthumous portrait of Fra Angelico by لوكا سنيورلي، تفصيلة من جصية أعمال المسيح الدجال (ح.1501) في كاتدرائية اورڤييتو، إيطاليا.
اسم الميلادGuido di Pietro
وُلِدح. 1395
Rupecanina, Mugello region, جمهورية فلورنسا
توفي18 فبراير 1455 (عن عمر 59)
روما, الدويلات الپاپوية
الجنسيةفلورنسي
المجالرسم, جصيات
الحركةالنهضة الإيطالية المبكرة
WorksAnnunciation of Cortona, Fiesole Altarpiece, San Marco Altarpiece, Deposition of Christ، المصلى النيكولي
الراعونكوزيمو ده مديتشي، الپاپا يوجين الرابع، الپاپا نيكولاس الخامس
Blessed John of Fiesole, O.P.
مكرّم في
الكنيسة الكاثوليكية
(نظام الدومنيكان)
Beatified3 أكتوبر 1982, مدينة الڤاتيكان by الپاپا يوحنا پولس الثاني
عيده18 فبراير
يرعىالفنانون

فرا أنجليكو Fra Angelico (وُلِد گويدو دي پييترو Guido di Pietro؛ ح. 1395[1]18 فبراير 1455) كان رساماً من النهضة الإيطالية المبكرة وصفه ڤاساري في كتابه حيوات الفنانين بامتلاكه "موهبة نادرة وكاملة".[2]


ظل فرا أنجيلكو وسط هذه الأساليب الجديدة المثيرة يسير في هدوء على طريقته هو طريقة العصور الوسطى. وكان مولده في قرية تسكانية وسمي جيدو دي بيترو، ثم وفد إلى فلورنس وهو شاب، ودرس فن التصوير، وأكبر الظن أنه درسه مع لورندسو وموناكو. وسرعان ما نضجت موهبته الفنية، وهيئت له جميع السبل التي تمكنه من أن يشغل مكاناً طيباً مريحاً في العالم، ولكن حب السلام وأمله في النجاة حملاه على أن يلتحق بطائفة الرهبان الدمنيك (1407). وظل فرا جيوفني (الأخ جوفني)- وهو الاسم الذي اطلق عليه في هذه الفترة-يتدرب على نظام الرهبنة زمناً طويلاً في عدة مدن مختلفة، استقر بعدها في دير سان دمنيكو SanDominico ببلدة فيسولي Fiesole(1418)، حيث شرع وسط عادته التي حباه احتجاجه وخمول ذكره يزين المخطوطات ويرسم صور الكنائس وجماعات الإخوان الدينية. وحدث في عام 1436 أن نقل رهبان سان دمنيكو إلى دير سان ماركو الجديد الذي شاده ميكلتسو بأمر كوزيمو ومن ماله. ورسم جيوفني في التسع السنين التالية نحو خمسين صورة بالجص على جدران كنيسة الدير-تشمل بيت القسيسين، ومكان نومهم، ومطعمهم، وموضع راحتهم، وطرقات الدير المقنطرة المسقوفة، وصوامع الرهبان. وكان في خلال هذه المدة يقوم بالشعائر الدينية في تواضع وخشوع حملا زملاءه الرهبان على أن يسموه »الأخ الملاك« فرا أنجيلكو Fra Angelico. وقد بلغ من حلمه أن أحداً من الناس لم يره غاضباً قط، وان أحداً لم يفلح قط في أن يغضبه. وكان في وسع تومس أكمبس Thomas à Kempis أن يجد الصورة التي رسمها لتمثيل محاكاة المسيح قد تحققت إلى أكمل حد فيه إذا استثنينا من ذلك التعميم زلة واحدة لا يستطيع الإنسان معها أن يحاجز نفسه عن الابتسام: ذلك أن الراهب الملاك الدمنيكي لم يستطع أن يقاوم نزعة من نزعاته فوضع في صورة من صور يوم الحساب عدداً قليلا من الرهبان الفرنسيس في الجحيم(48).

وكان التصوير عند الأخ جيوفني عملا دينياً كما كان متعة وانطلاقاً لحماسة الجمال. وكان مزاجه وهو يصور نفسه مزاجه وهو يصلي، ولم يبدأ قط تصويره دون أن يصلي قبل بدئه. وإذا كان قد تحرر من منافسات الحياة القاسية، فقد كان ينظر إلى هذه الحياة كأنها ترنيمة من الحب الإلهي والتوبة الإلهية. وكانت الصور التي يرسمها دينية على الدوام-حياة مريم والمسيح، والمنعمين في الجنة، وحياة القديسين ورؤساء طائفته. وكان غرضه هو أن يبث التقي أكثر مما يخلق الجمال، وجربا على هذه القاعدة رسم في البيت الذي يعقد فيه الرهبان اجتماعاتهم الصورة التي يظن أنها يجب أن تكون في ذهنهم على الدوام-صورة صلب المسيح، وهي تعبير قوي أظهر فيها أنجيلكو دراسته للأجسام العارية كما أظهر فيها في الوقت عينه الصفة العامة الشاملة للمسيحية. وقد صور فيها عند أسفل الصليب مع القديس دمنيك مؤسسي طوائف الرهبنة المنافسة لطائفته وهم - أوغسطين، وبندكت، وفرانسس، وجون جولبرتو John Gualberto مؤسس طائفة الفلمبروزان Vallombosans، واكبرت مؤسس طائفة رهبان الكرمل. كذلك قص أنجيلكو، في الكوة التي فوق مدخل حجرة الاستقبال التي يطلب إلى الرهبان أن يقدموا فيها واجب الضيافة لكل عابر سبيل، قص في هذه الكوة قصة الحاج الذي تبين أنه هو المسيح نفسه، وكان يهدف بتصويره إلى أن كل حاج يجب أن يعامل على أنه قد يكون هو المسيح. وقد جمعت الآن في حجرة الاستقبال هذه بعض الموضوعات التي صورها أنجيلكو لمختلف الكنائس والحرف الطائفية: منها عذراء عمال الكتان وفيها جعل للملائكة المرنمين أجسام النساء اللدنة، ووجوه الأطفال الطاهرة الصريح، ولا تقل صورة النزول عن الصليب جمالا ورقة عن أية واحدة من ألف الصورة التي تمثل هذا المنظر في فن النهضة. أما صورة يوم الحساب فهي مسرفة بعض الإسراف في تناسب أجزائها، كما أنها مزدحمة بالخيالات المرعبة المنفرة كأنما العفو من صفات البشر والكره من صفات الله. أما أروع صور أنجيلكو فتقوم في أعلى الدرج المؤدية إلى خلوات الرهبان، تلك هي صورة البشارة- وهي تصور ملكاً في منتهى الظرف والرشاقة يظهر الإجلال والتعظيم لمن ستكون أم المسيح، وتصور مريم تنحني، وتمسك كلتا يديها بالأخرى مظهرة بذلك خشوعها وعدم تصديقها. وقد وجد الراهب المحب من الوقت ما استطاع به أن يصور في الصوامع الخمسين بمساعدة تلاميذه الرهبان صوراً على الجص تذكر الرائي بمنظر ملهم من مظاهر الإنجيل كالتجلي، واجتماع الرسل حول العشاء الرباني، ومريم المجدلية تمسح قدمي المسيح. وصور أنجيلكو في الصومعة المزدوجة التي ترهب فيها كوزيمو صورة لصلب المسيح، وأخرى لعبادة الملوك، تظهر فيها الثياب الشرقية الفخمة التي يحتمل أن الفنان قد شاهدها في مجلس مدينة فلورنس. ورسم في صومعته هو صورة تتويج العذراء، وكان موضوعها هو الموضوع المحبب له الذي صوره المرة بعد المرة، ويحتوي معرض أفيزي Uffizi على واحدة منقولة عنها، كما يحتوي مجمع فلورنس العلمي على واحدة أخرى، ومتحف اللوفر على ثالثة، وأحسنها كلها هي التي رسمها أنجيلكو لقاعة النوم في دير سان ماركو، لأن صورة المسيح ومريم في هذه الصورة من أبدع الصور في تاريخ الفن كله.

وذاعت شهرة هذه الصور الدالة على التقي والخشوع وتوالت بسببها على جيوفني مئات الطلبات، وكان كلما جاء طلب منها رد على صاحبه بقوله إن عليه أولاً أن يحصل على موافقة رئيس الدير، فإذا حصل على هذه الموافقة أجابه إلى ما طلب على الدوام، ولما طلب إليه نقولاس الخامس أن يحضر إلى روما غادر صومعته في فلورنس وذهب ليزين معبد البابا بمناظر من حياة القديسين استيفن ولورنس، ولا تزال هذه الصور من أجمل ما تقع عليه العين في الفاتيكان، وبلغ من إعجاب نقولاس بالفنان أن عرض عليه منصب كبير أساقفة فلورنس، ولكن أنجيلكو اعتذر وأوصى بأن يعين في هذا المنصب رئيسه المحبوب، وقبل نقولاس هذا العرض، وبقى الراهب أنطونيو من القديسين حتى بعد أن لبس ثياب كبير الأساقفة.

وليس من بين المصورين جميعاً-إذا استثنينا إل گريكو El Greco (الإغريقي)- من ابتكر له طرازاً في التصوير خاصاً به كما ابتكر الأخ أنجيلكو، وفي وسع كل إنسان حتى المبتدئ أن يتبين هذا الطراز فلا يخطئ فيه. وهو يمتاز ببساطة الخط والشكل وهي البساطة التي ترجع إلى عهد جيتو، وقلة في مجموع الأوان ولكنها قلة أثيرية سماوية- تشمل الألوان الذهبي والزنجفري، والقرمزي، والأزرق، والأخضر-وهي تكشف عن روح نيرة، وإيمان هانئ، وصور رسمت في بساطة متناهية، تكاد تغفل علم التشريح، ووجوه جميلة، ظريفة، ولكنها شاحبة يبعدها عن الحياة، متشابهة تشابهاً يبعث الملل في الرهبان، والملائكة، والقديسين، كأنها في الفكرة التي قامت عليها أزهار في جنات النعيم، وكلها قد سمت بها روح بلغت المثل الأعلى في الحنان والخشوع، ونقاء المزاج والتفكير الذي يعيد إلى الذاكرة أجمل لحظات العصور الوسطى، ولا تستطيع النهضة أن ترجها. لقد كانت هذه آخر صرخة تبعثها العصور الوسطى في الفن. وظل الأخ جيوفتي يعمل سنة في روما، ثم عمل بعض الوقت في أرفيتو Orvreto، ثم كان مدة ثلاث سنين رئيساً لدير الدمنيك في فيسولي، ودعا مرة أخرى إلى رومة، حيث توفى في سن الثامنة والستين. وربما كان قلم لورندسوفلا الفصيح هو الذي كتب قبريته:

لست أريد أن يكون ما أمدح به أنني كنت أبليس آخر، بل أريد أن يكون سبب مديحي أنني خرجت عن جميع مكاسبي إلى المؤمنين بك أيها المسيح، لأن بعض الأعمال يتوجه بها إلى الأرض وبعضها إلى السماء. لقد كنت، أنا وجيوفني، من أبناء فلورنس المدينة التسكانية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً


الهامش

  • ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
  1. ^ Metropolitan Museum of Art
  2. ^ Giorgio Vasari, Lives of the Artists. Penguin Classics, 1965.

المراجع


  • Rossetti, William Michael. Angelico, Fra. 1911 Encyclopædia Britannica.
  • Hood, William. Fra Angelico at San Marco. Yale University Press, 1993.
  • Morachiello, Paolo. Fra Angelico: The San Marco Frescoes. Thames and Hudson, 1990. ISBN 0-500-23729-8
  • Frederick Hartt, A History of Italian Renaissance Art, Thames & Hudson, 1970. ISBN 0-500-23136-2
  • Giorgio Vasari. Lives of the Artists. first published 1568. Penguin Classics, 1965.
  • Donald Attwater. The Penguin Dictionary of Saints. Penguin Reference Books, 1965.
  • Luciano Berti. Florence, the city and its Art. Bercocci, 1979.
  • Werner Cohn. Il Beato Angelico e Battista di Biagio Sanguigni. Revista d’Arte, V, (1955): 207–221.
  • Stefano Orlandi. Beato Angelico; Monographia Storica della Vita e delle Opere con Un’Appendice di Nuovi Documenti Inediti. Florence: Leo S. Olschki Editore, 1964.

للاستزادة

وصلات خارجية

قالب:Paintings by Fra Angelico

الكلمات الدالة: