دولة بحرية

الدولة البحرية أو ثالاسوقراطيا thalassocracy (المأخوذ من باليونانية قديمة: θάλασσα, وتعني بحر, و κρατείν, وتعني "يحكم", مما يجعل θαλασσοκρατία, "حـُكم البحر") ويشير إلى دولة ممتلكاتها في الأساس بحرية —أي امبراطورية بحرية, مثل الشبكة الفينيقية من المدن التجارية. والدول البحرية التقليدية قليلاً ما تسيطر على أراضي داخلية, حتى في مناطقها الأصلية (مثال ذلك: صور, صيدا أو قرطاج). ومن الضروري التفريق بين هذا المفهوم التقليدي للثلاسوقراطية وبين "امبراطورية", حيث مناطق الدولة, بالرغم من احتمال ارتباطها أساساً أو حصراً بالطرق البحرية, تمتد عموماً في الأعماق البرية; وطبقاً لهذا التعريف, فالامبراطوريات مثل الامبراطورية البريطانية لم تكن ثالاسوقراطيات.

والتعبير يمكن أيضاً أن يشير ببساطة إلى التفوق البحري, بالمعنيين التجاري أو الاقتصادي لكلمة "تفوق." وفي الواقع, كلمة ثلاسوقراطية استـُخدِمت لأول مرة من قِبل قدماء الاغريق ليصفوا حكومة الحضارة المينوية, التي اعتمدت قوتها على أسطولها. وقد تكلم هيرودوت أيضاً عن الحاجة لمجابهة الثلاسوقراطية الفينيقية بتطوير "امبراطورية بحرية" يونانية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أمثلة

طرق التجارة الفينيقية في البحر المتوسط.

هناك العديد من الأمثلة في التاريخ القديم بجانب الأمثلة المذكورة أعلاه, مثل شعوب البحر والرابطة الدلية. وبجانب هؤلاء, الذين كانوا امبراطوريات تعتمد أساساً على القوة البحرية زالسيطرة على الطرق البحرية وليس على أي ممتكات أرضية, فإن العصور الوسطى شهدت نصيبها من الثلاسوقراطيات, وكثيراً ما كانوا امبراطوريات أرضية تسيطر على البحر. وبين أشهرهم كانت جمهورية البندقية, conventionally divided in the fifteenth century into the Dogado of Venice and the Lagoon, the Stato di Terraferma of Venetian holdings in northern Italy, and the ستاتو دا مار Stato da Màr of the Venetian outlands bound by the sea:

"This was a scattered empire, reminiscent, though on a very different scale, of the Portuguese and later the Dutch empires in the Indian Ocean, a trading-post empire forming a long capitalist antenna; an empire 'on the Phoenician model', to use a more ancient parallel"[1]

وتقريباً في نفس الوقت, جمهورية دوبروڤنيك يمكن أن تـُرى ك"تلاسوقراطية," تابعة للبندقية.

العصور المظلمة (ح.500-ح.1000) شهدت تطور الكثير من المدن الساحلية في Mezzogiorno إلى تلاسوقراطيات صغرى whose chief powers lay in their ports and their ability to sail navies to defend friendly coasts and ravage enemy ones. These include the variously Greek, Lombard, Angevin, and Saracen duchies of Gaeta, صقلية, ناپولي, پيزا, سالرنو, أمالفي, باري, وسورّنتو. Later, northern Italy developed its own trade empires based on پيزا وخاصة جمهورية جنوة القوية, التي نافست البندقية (هؤلاء الثلاثة, بالإضافة إلى أمالفي, اُطلق عليهم Repubbliche marinare, أي جمهوريات البحر).

It was with the modern age, the عصر الاستكشاف, that some of the most remarkable thalassocracies emerged. Anchored in their European territories, several nations establish colonial empires held together by naval supremacy. First among them was the الإمبراطورية الپرتغالية, followed soon by the الإمبراطورية الإسبانية, which was challenged by the الإمبراطورية الهولندية, itself replaced on the high seas by the الإمبراطورية البريطانية, whose landed possessions were immense and held together by the greatest navy of its time. With naval arms races (خاصة بين ألمانيا وبريطانيا) and the end of colonialism and the granting of independence to these colonies, European thalassocracies, which had controlled the world's oceans for centuries, ceased to be.


الصراع بين التلاسوقراطية والتلوروقراطية

مصطفى اللباد
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

تجد التصورات الجيوبوليتيكية الكونية سياقها الأساس في الصراع الذي تعتبره حتمياً بين "التيلوروقراطية" tellurocracy، أي القوى البرية، و"التالاسوقراطية"، أي القوى البحرية. جسدت روسيا القيصرية القوى البرية، في حين قادت بريطانيا العظمى القوى البحرية، طوال القرن التاسع عشر وحتى الربع الأول من القرن العشرين. وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية كرست الولايات المتحدة الأميركية نفسها قائدة للمعسكر الغربي بالمعنى السياسي، ولقواه البحرية بالمعنى الجيوبوليتيكي. أما روسيا قائدة القوى البرية فقد اندرجت تحت عباءة الاتحاد السوفيتي لمواجهة القوى البحرية وزعيمتها الولايات المتحدة الأميركية، ليخوض قطبا الجيوبوليتيك الكوني صراع القرن العشرين الذي ربحته القوى البحرية، كما ربحت صراع القرن التاسع عشر من قبله.[2]

لكن التصورات الجيوبوليتيكية الروسية تعتقد أن هزيمة القوى البرية لا تعدو أن تكون ظاهرة موقتة؛ تعود بعدها روسيا إلى أداء رسالتها القارية، تلك التي تأخذ في الحسبان كل العوامل الجيوبوليتيكية التي أغفلتها تجربة روسيا القيصرية والاتحاد السوفياتي السابق، لتحقق في النهاية انتصارها الذي تراه حتمياً على القوى البحرية. وحتى تتحقق الأفكار المؤسسة للجيوبوليتيك الروسي الجديد على أرض الواقع، يجب أن تعمل روسيا على تكوين محاور جيوبوليتيكية جديدة، منها محور موسكو - طهران. ويحقق هذا المحور لروسيا -أكبر بلدان العالم من حيث المساحة- والمفتقرة إلى مطلات ومنافذ بحرية على المياه الدافئة التمدد والوصول إلى الخليج العربي، وهو هدف جيوبوليتيكي ظلت موسكو قروناً طويلة تسعى إليه ولا تتمكن من تحقيقه. ووفق هذا التصور تحتل إيران مكانتها لدى موسكو؛ باعتبارها الشريك الوحيد لروسيا في منطقة الشرق الأوسط والذي يسمح لها بالوصول إلى الخليج سياسياً.

على النسق ذاته تركيا لها موقع مركزي في الإستراتيجية الأميركية ليس للاعتبارات الإيديولوجية بل للاعتبارات الجيوبوليتيكية أيضاً، ومرد ذلك أن الرقعة الجغرافية التي تنهض عليها تركيا كانت ومازالت لب منطقة الأوراسيا ومركز دائرتها. وتعتبر القوة البحرية الحالية (الولايات المتحدة) المنطقة الأخيرة أساساً لسيطرتها الكونية، بسبب أنها تحبس وتحاصر القوة البرية (روسيا) وتمنعها من الوصول إلى البحار المفتوحة. تطل تركيا بعبقرية على الممرات البحرية في البوسفور والدردنيل، كما تفصل روسيا عند البحر الأسود وتمنعه من الوصول إلى مياه البحر المتوسط الدافئة وكأنها شريحة جغرافية هابطة من السماء بين البحرين الأسود والأبيض.

قائمة أمثلة أخرى

طالع أيضاً

الهامش

  1. ^ Fernand Braudel, The Perspective of the World, vol. III of Civilization and Capitalism (Harper & Row) 1984:119.
  2. ^ مصطفى اللباد. "الأبعاد الجيوبوليتيكية للحوار العربي - التركي - الإيراني". جريدة النهار البيروتية.

وصلات خارجية