خلافة البابا شنودة الثالث

البابا شنودة الثالث، هو بابا الاسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية والرئيس الأعلي للطائفة الأرثوذكسية بمصر وسائر بلاد المهجر منذ 14 نوفمبر 1971. وهو البابا ال 117 في تاريخ بطاركة الكنيسة الارثوذكسية المنبثقة من رئاسة القديس مرقص الرسولي صاحب انجيل مرقص.

وتجتمع الآراء على أن البابا القادم لن يخرج عن شخصيات ثلاث يكاد يكون أصحابها هم الأقوى داخل الكنيسة المصرية ما لم تحدث مفاجآت، وهم: الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا يؤانس سكرتير البابا شنودة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اختيار البابا

تبعا لقانون انتخاب البابا الصلدر عام 1957، والذي تنص لائحته على قيد الناخبين الذين يحق لهم التصويت على انتخاب البابا في كشوف تشمل أعضاء المجمع المقدس المكون من الأساقفة على مستوى الجمهورية وعددهم 74 إضافة إلى 12 مطرانا و39 أسقفا لأبرشيات و9 رؤساء أديرة بجانب أساقفة المهجر وعددهم 15.

ويضاف إلى هؤلاء، الآراخنة "وجهاء الأقباط" حيث يتم اختيار 12 من الآراخنة من كل مطرانية، وهو ما يعني أن عدد من سوف يختارون البابا القادم لن يتجاوز الألفي ناخب رغم أن عدد رعايا الكنيسة يقدر بالملايين.

أما بالنسبة لمن له حق الترشيح لمنصب البابا، فإن القانون يقصر الترشيح على الرهبان فقط ممن لا يقل عمرهم عن 40 عاما، ويمنع القانون ترشيح الأساقفة مع استثناء الأساقفة العامين.

ويقوم أعضاء المجمع المقدس والآراخنة بالتصويت على أن يتم إجراء قرعة بين أكثر 3 مرشحين حصولا على الأصوات لاختيار أحدهم، ثم يصدر مرسوم جمهوري باعتماد الفائز كبابا لكنيسة الإسكندرية وبطريرك للكرازة المرقسية.

وفي السنوات الأخيرة طالب مثقفون أقباط بضرورة تعديل هذه اللائحة، لتوسيع كشوف الناخبين الذين يحق لهم المشاركة في انتخاب البابا، وإلغاء "القرعة الهيكلية"، والاكتفاء بدلا من ذلك بانتخاب صاحب أعلى الأصوات مباشرة ودون قرعة.


المرشحون لخلافة البابا

الأنبا بيشوي

الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس يعتبر - وفقا للمراقبين - هو الأقرب لاعتلاء الكرسي البابوي، فهو إضافة إلى موقعه القوي داخل المجمع يعد من أقرب المقربين للبابا شنودة، الذي كلفه بأن ينوب عنه في مؤتمر الفيوم في 2008، كما يتولى بيشوي رئاسة لجنة المحاكمات الكنيسة بما لها من سلطات وصلاحيات تجعلها مرهوبة الجانب من رجال الأكليروس داخل الكنيسة.

وبدأ الأنبا بيشوي رحلة صعوده داخل الكنيسة مبكرا، حيث رشحه البابا شنودة قبل أن يكمل عامه الثلاثين أسقفا على مدينتين دفعة واحدة، وهما دمياط وكفر الشيخ في 1979، وذلك في وقت كان يحفل بكبار الأساقفة الذين سطروا أنفسهم في تاريخ الكنيسة الحديث.

وفي عام 1985 تولى الأنبا بيشوي منصب سكرتير المجمع المقدس، عقب غضب البابا على الراحل الأنبا يؤانس السكرتير السابق وأسقف الغربية بسبب قبوله الانضمام إلى اللجنة الخماسية التي شكلها الرئيس الراحل أنور السادات لإدارة شئون الكنيسة إثر خلافه مع البابا شنودة عام 1981.[1]


الأنبا موسى

[الأنبا موسى].

ويتصف الأنبا موسى أسقف الشباب بالانفتاح والاعتدال اللذين يجعلان منه المرشح المفضل لخلافة البابا شنودة لدى عناصر كثيرة داخل النظام الحاكم بمصر، وفقا لمراقبين متابعين للشأن القبطي.

ولفت هؤلاء المراقبون لما يتمتع به الأنبا موسى من انفتاح على كافة ألوان الطيف السياسي بمصر سواء على مستوى المعارضة أو على المستوى الحكومي.

لكن حديث الأنبا موسى المتكرر عن ضرورة تحديث الكنيسة خلق ضده جبهة معارضة قوية داخل المجمع المقدس يعد الأنبا بيشوي أبرز رموزها، كما أشارت مصادر كنسية كذلك إلى أن أصول الأنبا موسى البروتستانتية قبل تحوله للمذهب الأرثوذكسي، قد تعيق وصوله للكرسي البابوي.

الأنبا موسى، نفى بشدة أي تفكير لديه في خلافة البابا شنودة، محذرا من أن "هذا الكلام يؤثر سلبا على وحدة الكنيسة".

وتابع قائلا: "فلنؤجله لوقته وفى النهاية الاختيار يكون من جانب الشعب ويباركه الرب - يقصد القرعة الهيكلية - وليس من جانبنا".

وأضاف أسقف الشباب: "أنا صحتي الآن أضعف من البابا شنودة، فكيف يتحدث البعض عن إمكانية خلافتي له؟!".


يؤانس سكرتير البابا

ويأتي الأنبا يؤانس سكرتير البابا في المرتبة الثالثة في بورصة الترشيحات لخلافة البابا شنودة، حيث يشير إليه البعض باعتباره المرشح المفضل لواشنطن وأقباط المهجر، نظرا لسفره وتواجده الدائم بالولايات المتحدة، إضافة إلى علاقاته القوية وإشادته المتكررة بأقباط المهجر.

ويعد يؤانس أحد الرجال الأقوياء داخل المجمع المقدس، فهو سكرتير البابا وأحد أكثر الأساقفة العامين المقربين إليه.

ويردد المقربون منه ومريدوه أن العذراء ظهرت له وبشرته بأنه سيصبح بابا. وظهرت قوة يؤانس بشدة حينما ثارت أزمة وفاء قسطنطين التي أعلنت إسلامها مما أثار احتجاجات قبطية واسعة بدعوى تعرضها للإغراءات وضغوط لإقناعها بالإسلام، واعتكف البابا شنودة مطالبا الحكومة بتسليمها للكنيسة، ولم يفلح أحد وقتها في تهدئة الشباب سوى يؤانس الذي أشار لهم بوقف المظاهرات فانصرفوا في هدوء.

المصادر

  1. ^ "بابا الأقباط في أمريكا وحديث الخلافة يتجدد". إسلام أونلاين. 2008-01-29.