تاريخ پاكستان

A map outlining historical sites situated in modern day Pakistan

قبل تقسيم الهند في عام 1947، كانت الباكستان الحديثة حكمت من قبل الملوك المحليين والعديد من القوى الإمبريالية طوال فترات زمنية مختلفة. يشمل التاريخ القديم في المنطقة، پاكستان الحالي وبعض الامپراطواريات والحضارات القديمة في شبه القارة. وبحلول القرن الثامن عشر انضمت البلاد إلى الهند البريطانية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قبل التاريخ

ثقافة Soanian

An early farming village in Mehrgarh, c. 7000 BCE, with houses built with mud bricks. (Musée Guimet, Paris).

فترة Mehgarh

حضارة وادي السند

منطقة پاكستان هي إحدى أقدم المناطق الحضارية في العالم، إذ تعود حضارة حوض نهر السند إلى 7000 عام تقريباً، وما تزال آثارها في موهنجو دارو وهرپة ودكت دنجي. وقامت فيها ديانات متعددة منها البوذية وما تزال آثارها في پشاور وراولپندي، وديانة السيخ في لاهور حيث تقوم معابدها، كما تنتشر فيها معابد الهندوس.[1]

التاريخ المبكر

الفترة الڤيدية

Archaeological cultures. The GGC, Cemetery H, Copper Hoard and PGW cultures are candidates for cultures associated with Indo-Aryans.

الامبراطورية الأخمينية

Much of modern-day Pakistan was subordinated to the Achaemenid Empire and forced to pay tributes to Persia

الغزو اليوناني

الاستعمار والثقافة اليونانية

Map showing the route of Alexander the Great

وقد وصلت إليها الحضارة الإغريقية القديمة في أواخر القرن الرابع ق.م، حين دخلتها جيوش الإسكندر المقدوني، وأقامت على تخومها مملكة باكترية الهلينية.

امبراطورية موريا

امبراطورية موريا تحت حكم أشوكا العظيم

ثقافة گاندارا

الإغريق الهنود

A coin of Menander I, who ruled the eastern dominions of the divided Greek empire of Bactria and the modern Pakistani provinces of the Khyber-Pakhtunkhwa, Punjab and Sindh.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهندو-سكوذيون

Scythia-Parthia 100 BC.png

الهندو-پارثيون، الرومان والمسيحية

امبراطورية كوشان

امبراطورية گوپتا

The Gupta Empire at its maximum extent.


الامبراطورية الساسانية

الهون البيض

أسرة راي

امبراطوريات هارشا، الهنوسية وپالا

Pala Empire under Dharmapala Pala Empire under Dharmapala
Pala Empire under Devapala

لاحقا في العصور الوسطى

The expansion of the Arab Caliphate.
  Expansion under Muhammad, 622–632
  Expansion during the Rashidun Caliphate, 632–661
  Expansion during the Umayyad Caliphate, 661–750

الغزو العربي

ومع دخول الإسلام إلى المنطقة ترسخت جذور الدين الإسلامي فيها منذ أوائل القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي، فكانت العقيدة الإسلامية أكثرها عمقاً وأقواها أثراً في الكيان الپاكستاني الراهن. ومع الموجات الإسلامية التي دخلتها، من طرفها الشمالي الغربي، في حوض السند، دخلها العرب والترك والفرس ثم المغول فامتزجوا مع قبائل الباتان وشعب بلوچستان وأبناء حوض السند وتكونت منهم على مدى اثني عشر قرناً السمات العامة لپاكستان المعاصرة.

بدأ وصول العرب إلى أرض الپاكستان منذ خلافة معاوية بن أبي سفيان، وفي عهد الوليد بن عبد الملك دخلت جيوش الفتح الإسلامي بقيادة محمد بن قاسم الثقفي (62-98هـ) أرض السند ووصلت إلى أطراف كشمير. وفي عهد ابنه، عمر بن محمد الثقفي، بدأ تشييد مدينتي المنصورة والمحفوظة.

الغزنويون

وما لبثت بلاد السند كلها أن غدت إسلاميةً في عهد أبي جعفر المنصور (158هـ/775م)، وأصبحت السند وپنجاب جزءاً من دولة محمود الغزنوي، ووصل ابنه مسعود إلى مدينة بنارس على ضفاف نهر الغانج.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سلطنة دلهي

وفي عهد شهاب الدين وقطب الدين من الأسرة الغورية اعتنق الكثيرون من أبناء الهند الدين الإسلامي. وتعد هذه الحقبة حجر الأساس في قيام الممالك الإسلامية في الهند.

وفي عهد الأسرة الشمسية (ناصر الدين وغياث الدين) التي تبعتها الأسرة الخلجية (جلال الدين وعلاء الدين) ثم الأسرة التَغْلقية (غياث الدين وابنه فخر الدين) ثم فيروز شاه، ضُمت إلى هذه الممالك الإسلامية بلاد الدكن وجزءٌ من التبت وازدهرت العلوم والفنون وانتشر العمران (كثر بناء المساجد والمستشفيات والمعاهد العلمية وانتشرت السدود والأقنية) وقد امتدت هذه الحقبة حتى أواخر القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي).

وفي عهد الأسرة التيمورية، الذي بدأ بدخول ظهير الدين محمد بابر (888-937هـ/1483-1530م) مدينة دلهي، أصبحت أغرة هي العاصمة وعاشت الهند في ظل أوسع سلطنة إسلامية عرفتها، وتولى أمرها سلاطين عظماء مثل جلال الدين محمد أكبر شاه، وشاه جهان باني تاج محل، وأورنگزيب الذي كفل لغير المسلمين حريتهم الدينية، وقد أفلت شمس هذه السلطنة عام 1857 عندما أكمل الإنگليز سيطرتهم الاستعمارية على شبه القارة الهندية.

الامبراطورية المغولية

الامبراطورية المغولية في ذروتها
[تحرير]

الشعائر الإسلامية، مثل صلاة الجماعة، تؤدي دورًا مهمًا في الحياة اليومية لمعظم أهل پاكستان. وتبلغ نسبة المسلمين نحو 97% من جملة عدد الشعب الپاكستاني.

كانت إمبراطورية المغول تضم جميع الأنحاء التي تكون كلا من پاكستان والهند وبنگلادش اليوم، وقد نمت خلال فترة حكم المغول ثقافة تجمع بين عناصر من الشرق الأوسط وأخرى هندية. تضم هذه الثقافة لغة جديدة هي اللغة الأردية التي تأثرت باللغتين الهندية والفارسية. وقد كانت هذه اللغة تحمل في طياتها ديانة جديدة هي ديانة السيخ. بدأت إمبراطورية المغول في التفكك والانحلال منذ حلول القرن الثامن عشر الميلادي. وقد تعاقبت على حكم هذا الإقليم الذي يعرف اليوم باسم پاكستان، جماعات متعددة كان من بينها الفرس، والأفغان. وقد اكتسبت ممالك السيخ مظاهر القوة في الپنجاب، وذلك في مستهل الفترة التي تلت القرن التاسع عشر الميلادي.

بعد الحقبة المغولية

الامبراطورية الدورانية

امبراطورية مراثا

امبراطورية مراثا في أقصى اتساعها 1758 (برتقالي)

الاسترداد الدراني

امبراطورية السيخ

Maharaja Ranjit Singh, born in Gujranwala, Punjab. He was referred to as the "Maharaja of Lahore".

الغزو البريطاني

الاستعمار البريطاني، الاسترداد، والتراث الثقافي

Queen Victoria of British Empire.

ومنذ بدأ التوغل الاستعماري الإنگليزي في الهند مع بداية القرن السابع عشر، اعتمد في تحقيق أهدافه سياسة «فَرِّقْ تَسُدْ» بتحريض الأمراء الهنود بعضهم على بعضهم الآخر وإثارة العداء الديني للمسلمين وبخاصة بين أتباع الديانة الهندوسية. وكثيراً ما حدثت معارك دموية بين الهندوس والمسلمين دفعت هؤلاء إلى التفكير بإنشاء كيان سياسي مستقل.

الفترة المبكرة من حركة باكستان

Lord Minto met with the Muslim delegation in June 1906. The Minto-Morley Reforms of 1909 called for separate Muslim electorates.

التحالف المسلم

Allama Sir Muhammad Iqbal
مسيرة حزب الرابطة الإسلامية في لاهور في عام 1947 التي طالبت بتأسيس دولة إسلامية مستقلة
ملف:محمد علي جناح
محمد علي جناج مؤسس پاكستان المستقلة

ظهر أول منهج لإقامة دولة خاصة بمسلمي الهند عام 1924 على يدي عبيد الله السندي، كما أسهم الفيلسوف والشاعر محمد إقبال (1876-1937) بفكره وعاطفته في إغناء فكرة إقامة مثل هذه الدولة. وكانت قد تأسست منذ عام 1906 جمعية عُرفت باسم «الرابطة الإسلامية لعموم الهند» ولكن نشاطها السياسي لم يتبلور حتى عام 1937، فقد برز في هذا العام حزب المؤتمر الهندي الذي ينادي بالقومية الهندية وحزب الرابطة الإسلامية بقيادة محمد علي جناح وينادي بقيام دولة تجمع المسلمين وتضع حداً للنزاعات الدينية بين المسلمين والهندوس.

المواطنون المسلمون - "الآن أو أبدا"

Chaudhry Khaliquzzaman seconding the Resolution with Jinnah and Liaquat Ali Khan presiding the session
The Working Committee of the Muslim League in Lahore (1940)

انعقد مؤتمر حزب الرابطة الإسلامية في مدينة لاهور (22-24 آذار 1940) لبحث مستقبل المناطق ذات الأكثرية المسلمة في شمال غربي الهند وفي شرقيها، وأعلن المؤتمر ما سُمِّي بقرار پاكستان. وفي 26 أبريل عام 1943 انعقد مؤتمر حزب الرابطة الإسلامية وقرر وضع برنامج عملي لتأسيس دولة الپاكستان. وتألفت لجنة من ستة أعضاء برئاسة محمد اسماعيل خان لهذه المهمة.

ولما جرت انتخابات الجمعية التشريعية المركزية لعموم الهند في 2 كانون الأول عام 1945 فاز حزب الرابطة الإسلامية بكل المقاعد المخصصة للمسلمين. أما في انتخابات الأقاليم في 22 شباط 1946 فقد حصل الحزب نفسه على 440 مقعداً من أصل 495 مقعداً مخصصة لمسلمي عموم الهند.

خلق پاكستان

Muhammad Ali Jinnah (right) taking oath from Justice Sir Mian Abdul Rashid (left) as Governor-General of Pakistan on 14 August 1947

وفي 9 أبريل 1946 ترأس محمد علي جناح (1876-1948) اجتماعاً ضم الأعضاء المسلمين في الجمعية المركزية والأعضاء المسلمين في جمعيات الأقاليم وتقرر تأسيس دولة مستقلة من المناطق ذات الأغلبية المسلمة وأصدر اللورد لويس مونتباتن (نائب الملك في الهند) بياناً في 3 حزيران 1947 حول استقلال الهند وفصل پاكستان عنها وذلك بعد مشاورات مع حكومة لندن رافقتها خطوات سياسية داخل الهند.

وقد وافق كل من مجلس العموم ومجلس اللوردات على القرار الذي وقعه ملك بريطانيا جورج السادس في 18 تموز 1947 والذي يقضي بما يأتي: «إنه بدءاً من 15 أغسطس عام 1947 تؤسس دولتان مستقلتان في الهند دولة پاكستان ودولة الهند وإن لكل منهما حاكماً عاماً، ويستمر تطبيق قانون حكومة الهند لعام 1935 إلى أن تضع كل من الدولتين دستورها الخاص بها».

الدولة والدستور: پاكستان

الفترة الديمقراطية الأولى (1947–1958)

1950 فيلم عن پاكستان

وتألفت أول جمعية تأسيسية لپاكستان في 11 أغسطس 1947 وطلب محمد علي جناح إلى أعضائها أن يضعوا دستوراً للپاكستان وأن تقوم الجمعية بالمهمة التشريعية.

عقدت الجمعية التأسيسية في كراتشي احتفالاً في 14 أغسطس 1947 بمناسبة انتقال السلطة إلى شعب پاكستان، خطب فيه كل من محمد علي جناح واللورد مونتباتن، وفي اليوم التالي أقسم محمد علي جناح اليمين الدستورية أول حاكم عام للباكستان وعُيّن «لياقت علي خان» أول رئيس للوزراء.

بعد وفاة محمد علي جناح (11 أيلول 1948) خلفه «لياقت علي خان» في زعامة الرابطة الإسلامية وتولى «الخواجة نظام الدين» منصب الحاكم العام. ولما اغتيل لياقت علي خان (في تشرين الأول 1951) انقسم حزب الرابطة الإسلامية إلى شطرين أحدهما في پاكستان الغربية وقد عُرف باسم حزب جناح الإسلامي والثاني في پاكستان الشرقية سُمي حزب عوامي الذي أخذ ينادي بالاستقلال الذاتي للجناح الشرقي (البنغال) متذرعاً بأنه الشريك الخاسر في الدولة وبسوء الأحوال الاقتصادية التي يكابدها.

وفي 29 شباط 1956 أُعلن الدستور الاتحادي بين شطري الباكستان الغربي والشرقي، وكان يقضي بإقامة نظام جمهوري وبأن يُمثَّل شطرا الجمهورية في المجلس الاتحادي بالتساوي، ولكل شطرٍ مجلسٌ محلي الأول في لاهور والثاني في دكا. ويُنتخب رئيس الجمهورية من المجلس الاتحادي والمجلسين المحليين، وتكون الحكومة مسؤولة أمام المجلس ويُختار رئيسها من قبل رئيس الجمهورية. كما عدّ الدستور اللغتين الأُردية والبنغالية لغتين رسميتين للدولة.

الفترة العسكرية الأولى (1958–1971)

وتولى إسكندر ميرزا رئاسة الجمهورية مؤقتاً، وكان يشغل منصب الحاكم منذ آب 1955، واستمرت الاضطرابات بسبب النزاعات السياسية بين الشطرين الشرقي والغربي، فضلاً عن صعوبة الأوضاع الاقتصادية، مما دعا إسكندر ميرزا إلى تعليق الدستور في 7/10/1958 وإعلان حالة الطوارئ، وتسلّم قيادة البلاد الجنرال محمد أيوب خان فقام بتنحية إسكندر ميرزا في 28 من الشهر نفسه وتولى منصب رئيس الجمهورية.

الرئاسة الجمهورية (1962–1969)

وفي عام 1959 وُضع قانون الإصلاح الزراعي لحماية صغار الفلاحين كما وُضع في أوائل عام 1960 برنامج سياسي على أسس ديمقراطية تشارك فيه مجالس شعبية يتألف أعضاؤها من قسمين أحدهما تنتخبه جماهير الشعب والثاني تعيّنه الحكومة، وتُجدّد هذه المجالس كل خمس سنوات. وثُبّت في شهر شباط عام 1960 محمد أيوب خان في منصب رئاسة الجمهورية.

وفي الأول من آذار عام 1962 أعلن أيوب خان دستوراً رئاسياً يقضي بتأسيس جمعية وطنية يُنتخب أعضاؤها من الشعب، وجرت الانتخابات في 28 نيسان 1962، وفي حزيران من العام نفسه أُلغيت الأحكام العرفية وأخذت الأوضاع السياسية تستقر من جديد وأُعيد انتخاب أيوب خان لرئاسة الجمهورية عام 1965، ولكن مالبثت الپاكستان أن دخلت في صراع مع الهند بسبب كشمير للمرة الثانية، إلا أن تدخل الدول الكبرى أوقف الحرب في العام نفسه. وقد استضاف الاتحاد السوڤيتي (سابقاً) لقاءً بين الرئيس أيوب خان ورئيس وزراء الهند لال بهادر شاستري في طشقند ووُقِّع على بيان مشترك لإعادة العلاقات الطبيعية (10 كانون الثاني 1966)، وبقيت مشكلة كشمير معلقة. غير أن الأوضاع الداخلية عادت واضطربت، وبرز زعيمان حملا لواء المعارضة للرئيس أيوب خان أحدهما ذو الفقار علي بوتو الذي أسس حزب الشعب (تشرين الثاني 1967) في الباكستان الغربية والثاني الشيخ مجيب الرحمن زعيم حزب عوامي في الباكستان الشرقية.

الأحكام العرفية في پاكستان (1969–1971)

الجنرال يحيى خان (يسار).

>

وآثر أيوب خان أن يترك منصبه للجنرال يحيى خان في 25 آذار 1969، وبادر الرئيس الجديد إلى تعليق الدستور وأخذ يحكم البلاد حكماً عسكرياً. وجرت الانتخابات في كانون الأول 1970 وفاز فيها الحزبان المعارضان. وفي كانون الثاني 1971 أعلن مجيب الرحمن رفضه المشاركة في وضع دستور لا يستجيب لمطالب الپاكستان الشرقية بالاستقلال الذاتي، وعادت الاضطرابات الداخلية في باكستان الشرقية خاصة، فلجأ يحيى خان إلى إعلان الأحكام العرفية واعتُقل مجيب الرحمن ونُقل إلى باكستان الغربية فأعلن أنصاره في 26 آذار 1971 استقلال الپاكستان الشرقية تحت اسم بنگلادش وتألفت فيها حكومة مؤقتة، وتدخلت الهند عسكرياً لمساندة الحركة الانفصالية، فدخل جيشها مدينة دكّا (16 كانون الأول 1971) كما فتحت جبهة ثانية في كشمير، وهكذا اشتعلت الحرب الثالثة بين الهند وپاكستان وكان من أهم نتائجها تثبيت انفصال بنگلادش.

تولى ذو الفقار علي بوتو[ر] رئاسة الباكستان خلفاً للجنرال يحيى خان (20 كانون الأول 1971) في مرحلة صعبة اقتصرت فيها الباكستان على الشطر الغربي وفي جو من العلاقات المتوترة مع الهند.

الفترة الديمقراطية الثانية (1971–1977)

The PPP's democratic socialist and visionaries directed the left oriented policies throughout the 1970s.

وفي عام 1972 شهد تقارباً بين الدولتين، إذ التقى علي بوتو رئيسة وزراء الهند إنديرا غاندي ووقعا اتفاقاً في 3 تموز 1972 عُرف باتفاق سيملا Simla عادت بموجبه العلاقات الطبيعية بين الدولتين وتبع ذلك إلغاء الأحكام العرفية.

وفي 10 أبريل 1973 وُضع دستور ثالث للباكستان على أساس اتحادي بين المقاطعات (البنجاب والسند وبلوجستان وإقليم الحدود الشمالية الغربية) ولكل منها جمعية تشريعية وحكومة محلية، وتولى فضل إلهي شودري رئاسة الجمهورية وتولى بوتو رئاسة الوزارة وهو مسؤول أمام الجمعية التشريعية ويحكم البلاد بموجب صلاحياته الواسعة، التي أدت إلى نشوء أزمة سياسية واضطرابات واسعة نجم عنها قيام الجنرال محمد ضياء الحق بحركة عسكرية أطاحت حكم بوتو وأعدمته.

الفترة العسكرية الثانية (1977–1988)

الجنرال ضياء الحق (يمين).
Benazir Bhutto, in the U.S. (1988), became the first female prime minister of Pakistan in 1988.


Pakistan film actress, Musarrat Nazir; the Western permed hairstyle was popularized among women in the country in 1980s.

بدأ ضياء الحق عهده بالسيطرة على الاضطرابات وتمكن من التغلب على الأوضاع المتوترة بين مقاطعات الباكستان وأعاد الهدوء إلى بلوجستان، وانتقل عدد من رجال الجيش إلى الوظائف المدنية في الإدارة والقضاء والمؤسسات الاقتصادية والوظائف السياسية والدبلوماسية. ثم أعلن ضياء الحق عام 1983 إجراء انتخابات في مدة لا تتجاوز شهر آذار 1985، وكان الزعماء الإسلاميون يرفضون تطبيق الأنظمة الديمقراطية الغربية، ويؤكدون أن نظام الشورى الإسلامي هو الأفضل لدولة پاكستان. وقد أظهر ضياء الحق ميلاً إلى هذا الاتجاه إذ كان يؤكد في برنامجه عزمه على إيجاد دولة إسلامية. واستعان برجال لهم هذا الاتجاه من أبرزهم رئيس الوزراء محمد خان جوينجو الذي اشتهر ببرنامج يهدف إلى الانتقال من الحكم العسكري إلى نظام ديمقراطي إسلامي يزدهر فيه الاقتصاد ويستأصل البطالة ويتجه نحو التقنية العلمية بالإضافة إلى توفير الأمن والعدالة واتباع سياسة خارجية متوازنة وبناء جيش قوي لحماية الدولة. وجرت انتخابات الجمعية التشريعية عام 1985، وبدا أن عهد ضياء الحق قد حقق خطوات ناجحة في بناء الدولة على أسس علمية سليمة، وتمكن من إصلاح الأخطاء ومحاربة الفساد. ومع ذلك فقد برزت جبهة المعارضة من جديد بزعامة بي‌نظير بوتو ابنة علي بوتو التي أخذت مكان أبيها في زعامة حزب الشعب.

الفترة الديمقراطية الثالثة (1988–1999): فترة بي‌نظير - نواز

The 1988 elections results showing left-wing sphere (in red & gray led under BB) in majority.
نواز شريف 1998
The 1997 elections showing right-wing circle (in green) with exclusive mandate in the country.
A significant event in Pakistan's history when the snowy graphite mountains raised above in the sky as atomic tests being conducted: Chagai-I.

وفي 17آب 1989 انتهى عهد ضياء الحق بمصرعه في حادثة سقوط الطائرة التي كانت تُقله داخل پاكستان مع عدد من القادة ورجال الدولة والسفير الأمريكي في پاكستان، وبذلك تيسّر للمعارضة أن تصل إلى الحكم.

جرت انتخابات عامة في أواخر عام 1989 وتمكنت بي‌نظير بوتو مع حزبها من الفوز بالأكثرية، مما أتاح لها أن تتسلم منصب رئاسة الحكومة في 2كانون الأول من العام نفسه. وقد حاولت أن تعود بالپاكستان إلى سياسة أبيها في بناء نظام ديمقراطي تجاري فيه، إلى حد كبير، الأنظمة الديمقراطية في الدول الغربية. وقد أثار هذا الاتجاه الفئات الدينية مرة أخرى وعدداً من رجال السياسة والقيادات العسكرية مما أدى إلى إطاحة حكمها في 6 أغسطس 1990.

وفي العام نفسه انتُخبت جمعية تشريعية في 26 تشرين الأول 1990، أعقبها تولّي رئيس الوزراء نواز شريف قيادة الدولة في 6 تشرين الثاني من العام نفسه. ويتصف عهده باتباع سياسة داخلية وخارجية متوازنة بالإضافة إلى انتهاج سياسة اقتصادية رُسمت في الخطة الخمسية (1987-1992)، ومما يجدر ذكره أن وزير الخارجية في الحكومة الباكستانية أصدر بياناً يوم 18 كانون الثاني 1993 يتضمن رغبة الباكستان في التعايش بسلام مع جارتها الهند وحل المشكلات بين الدولتين على أسس سليمة وعادلة. وفي عام 1993 تمكنت بي-نظير بوتو من تولي منصب رئاسة الوزراء مرة ثانية بعد فوزها في الانتخابات، ولكنها واجهت صعوبات سياسية واقتصادية كبيرة، كما اندلعت أعمال عنف واضطرابات مختلفة سقط فيها مئات الأشخاص وخاصة في كراتشي العاصمة الاقتصادية والتجارية للبلاد. وأدت هذه الأوضاع إلى عزلها من منصبها في أواخر عام 1996 بقرار من رئيس الجمهورية فاروق ليغاري. وتولى خصمها السياسي نواز شريف رئاسة الوزارة منذ عام 1997 فهدأت الأوضاع.

وفي شهر حزيران عام 1998 قامت الباكستان بتفجير قنبلتها الذرية الأولى رداً على قيام الهند بإجراء تجربة مماثلة. وردت الولايات المتحدة الأمريكية بتعليق مساعداتها لپاكستان وفرض عقوبات اقتصادية عليها، وتبنى نواز شريف مشروع قانون يجعل من الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للقوانين في البلاد فواجه بعض المعارضة.

الفترة العسكرية الثالثة (1999–2007): فترة مشرف-عزيز

General Pervez Musharraf, PA.
The unity symbol of Pakistan, Minar-e-Pakistan, glances in 2005.

وفي صيف عام 1999 قامت مجموعات إسلامية مسلحة بعبور خط الهدنة في كشمير ومهاجمة المواقع الهندية مما أدى إلى اندلاع المعارك بين الهند وپاكستان، وتدخلت الولايات المتحدة وأجبرت پاكستان على سحب المقاتلين الإسلاميين من كشمير وكذلك الحد من دعمها لحركة طالبان الأفغانية، وأدى هذا إلى وقوع انقلاب عسكري في 12/10/1999 بقيادة الجنرال برويز مشرف أسفر عن إقالة رئيس الوزراء نواز شريف واعتقاله، كما أعلن الجيش تعليق العمل بالدستور وحل الحكومة والجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ وحكومات الأقاليم وفرض حالة الطوارئ في البلاد، وعُيّنت حكومة مؤقتة من العسكريين والمدنيين لإدارة البلاد وتشكيل مجلس للأمن القومي وبدأت حملة لمكافحة الفساد المستشري في الإدارات والوضع الاقتصادي والأمني المتدهور، وجرت محاكمة نواز شريف بتهمة الفساد والتآمر على قائد الجيش وأُدين ولكنه سُمح له في أواخر عام 2000 بمغادرة البلاد والذهاب إلى المنفى في المملكة العربية السعودية. كما جرت في شهر كانون الأول عام 2000 أول انتخابات محلية في ظل الحكم العسكري كخطوة على طريق إعادة الديمقراطية للبلاد.

الفترة الديمقراطية الرابعة (2008–حاليا)

After the 2008 elections, the left-wings circles (in all red) in majority with conservatives (in green) being the second largest.
Yousaf Raza Gillani, (2008-2012).

العلاقات الخارجية

انطلقت سياسة پاكستان، في علاقاتها الدولية، من منطلق تقوية مركزها لمجابهة حالة التوتر الخطرة بينها وبين جارتها الهند، ففي أقل من ربع قرن خاضت الباكستان ثلاثة حروب مع الهند على الرغم من محاولاتها المتكررة لتحسين علاقاتها مع جارتها الكبرى وحل مشكلاتها معها بروح المودة وحسن الجوار.

وقد ارتبطت پاكستان عام 1954 بحلف جنوب شرقي آسيا، وكانت الولايات المتحدة تعتمد على هذا الحلف لوقف انتشار الشيوعية إبان الحرب الباردة. ولما وقعت الحرب الثانية عام 1965 بين الباكستان والهند لم تبادر الولايات المتحدة إلى مساعدة الباكستان بل على العكس أوقفت مساعداتها العسكرية والاقتصادية، يضاف إلى ذلك أن موقف الولايات المتحدة في الحرب الثالثة بين پاكستان والهند عام 1971 اقتصر على تأييد پاكستان على الصعيد الدبلوماسي وامتنعت عن تقديم أي عون عسكري لها، وقد أدى ذلك إلى دفع الباكستان إلى التقارب مع الصين فحصلت منها على دعم سياسي واقتصادي ونمو في المبادلات التجارية فضلاً عن الإمدادات بالأسلحة.

وبعد توقيع اتفاقية سيملا عام 1972 في أعقاب الحرب الثالثة بين پاكستان والهند حدث انعطاف في العلاقات الهندية الپاكستانية وتزايد أنصار التقارب وإقامة علاقات ودية معها، وتجنب أي مشكلة تحدث توتراً بين الدولتين، وهذا ما ظهر جلياً في عهد بوتو، واتجهت پاكستان نحو التخلص من سياسة الارتباط بالأحلاف العسكرية مثل حلف جنوب شرقي آسيا وحلف بغداد (سابقاً)، وقد أدى ذلك إلى تزايد علاقاتها مع الدول المحايدة، وضعف الصلات بين واشنطن وإسلام آباد عام 1976 وبخاصة عندما شرعت پاكستان تقيم منشآت ذرية. وفي الوقت ذاته اتجهت الباكستان نحو تدعيم علاقاتها مع الاتحاد السوڤيتي الذي قام بإنشاء مصنع للفولاذ في كراتشي عام 1970. كذلك الأمر مع فرنسا وبريطانيا على الرغم من انسحاب الباكستان من رابطة دول الكومنولث إثر انفصال بنگلادش.

وفي مضمار العلاقة مع أفغانستان فقد تحسنت عن ذي قبل بعد أن توقف قادتها عن المطالبة بقيام دولة باشونيستان التي تضم منطقة الباتان الباكستانية، وبعد تدخل السوڤيت في الحرب الأهلية، التي استعرت في أفغانستان، لجأ عدد كبير من الأفغانيين إلى پاكستان ووصل عددهم إلى 2.5 مليون عام 1982 حتى إن قيادة المقاومة الأفغانية، للوجود السوفييتي في أفغانستان لدعم رئيسها نجيب الله، جعلت مقرها في پاكستان (پشاور) وأصبحت الحدود بين الجارتين مفتوحة لتَنَقُّل فصائل المقاومة الأفغانية مما جعل الولايات المتحدة تمد الباكستان بالعون العسكري والاقتصادي.

أما على صعيد العلاقات مع الدول العربية والإسلامية فقد حرصت الباكستان منذ البداية على إقامة علاقات متينة معها على الصعيدين السياسي والاقتصادي، كما حرصت، في موقفها من القضية الفلسطينية، على تأييد الحق العربي، وأقرب الأمثلة على ذلك جولة رئيس الوزراء نواز شريف إبان أزمة الخليج (عام 1991) في عدد من الأقطار العربية والإسلامية ومنها سورية التي زارها في (24-25 كانون الثاني 1991) يرافقه وزير الخارجية زادة يعقوب خان. وقد شملت المحادثات العلاقات الودية بين الدولتين سوريا وپاكستان إضافة إلى بحث أزمة الخليج بروح من الصداقة وتبادل الأفكار.

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ محمد حسن عبيد. "الباكستان (التاريخ في-)". الموسوعة العربية.

للإستزادة

  • The Imperial Gazetteer of India (26 vol, 1908–31), highly detailed description of all of Pakistan & India in 1901. complete text online
  • Ahmed, Akbar S. (1976). Millennium and charisma among Pathans : a critical essay in social anthropology. London; Boston: Routledge & Kegan Paul. ISBN 978-0-7100-8348-7.
  • Allchin, Bridget; Allchin, F. Raymond (1982). The rise of civilization in India and Pakistan. Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-24244-8.
  • Baluch, Muhammad Sardar Khan (1977). History of the Baluch race and Baluchistan. Quetta: Gosha-e-Adab.
  • Buchsteiner, Jochen, Ein Land im freien Fall, Frankfurter Allgemeine Sonntagszeitung 10 October 2010, pp. 2–3
  • Weiner, Myron; Ali Banuazizi (1994). The Politics of social transformation in Afghanistan, Iran, and Pakistan. Syracuse, New York: Syracuse University Press. ISBN 978-0-8156-2608-4.
  • Bhutto, Benazir (1988). Daughter of the East. London: Hamilton. ISBN 978-0-241-12398-0.
  • Bosworth, Clifford Edmund (1963). The Ghaznavids; their empire in Afghanistan and eastern Iran, 994 : 1040. Edinburgh: University Press.
  • Bosworth, Clifford Edmund (1977). The later Ghaznavids: splendour and decay. New York: Columbia University Press. ISBN 978-0-231-04428-8.
  • Bryant, Edwin F. (2001). The quest for the origins of Vedic culture : the Indo-Aryan migration debate. Oxford; New York: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-513777-4.
  • Burki, Shahid Javed. Pakistan: Fifty Years of Nationhood (3rd ed. 1999)
  • Cohen, Stephen P. (2004). The idea of Pakistan. Washington, D.C.: Brookings Institution. ISBN 978-0-8157-1502-3.
  • Davoodi, Schoresch & Sow, Adama (2007): The Political Crisis of Pakistan in 2007 - EPU Research Papers: Issue 08/07, Stadtschlaining
  • Dupree, Louis (1973). Afghanistan. Princeton, New Jersey: Princeton University Press. ISBN 978-0-691-03006-7.
  • Esposito, John L. (1999). The Oxford history of Islam. New York, N.Y.: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-510799-9.
  • Gascoigne, Bamber (2002). A Brief History of the Great Moguls. New York: Carroll & Graf Publishers. ISBN 978-0-7867-1040-9.
  • Gauhar, Altaf (1996). Ayub Khan, Pakistan's first military ruler. Oxford; New York: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-577647-8.
  • Hardy, Peter (1972). The Muslims of British India. London: Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-08488-8.
  • Hopkirk, Peter (1992). The Great Game : the struggle for empire in Central Asia. New York: Kodansha International. ISBN 978-4-7700-1703-1.
  • Iqbal, Muhammad (1934). The reconstruction of religious thought in Islam. London: Oxford University Press.
  • Jaffrelot, Christophe (2004). A history of Pakistan and its origins. London: Anthem Press. ISBN 978-1-84331-149-2.
  • Kahn, Yasmin. The Great Partition: The Making of India and Pakistan (2008)
  • Kenoyer, Jonathan Mark (1998). Ancient cities of the Indus valley civilization. Karachi: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-577940-0.
  • Moorhouse, Geoffrey (1992). To the frontier : a journey to the Khyber Pass. New York: H. Holt. ISBN 978-0-8050-2109-7.
  • Qureshi, Ishtiaq Husain (1967). A Short history of Pakistan. Karachi: University of Karachi.
  • Raja, Masood Ashraf. Constructing Pakistan: Foundational Texts and the Rise of Muslim National Identity, 1857–1947, Oxford 2010, ISBN 978-0-19-547811-2
  • Sidky, H. (2000). The Greek kingdom of Bactria : from Alexander to Eucratides the Great. Lanham, Maryland: University Press of America. ISBN 978-0-7618-1695-9.
  • Sisson, Richard, and Leo E. Rose, eds. War and Secession: Pakistan, India, and the Creation of Bangladesh (1991)
  • Talbot, Ian. Pakistan: A Modern History (2010) excerpt and text search
  • Tarn, William Woodthorpe (1951). The Greeks in Bactria and India. Cambridge: Cambridge University Press.
  • Thackston, Wheeler M.; Robert Irwin (1996). The Baburnama: Memoirs of Babur, Prince and Emperor. Oxford: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-509671-2.
  • Thapar, Romila; Thomas George Percival Spear (1990, 1965). A history of India. New York: Penguin. ISBN 978-0-14-013836-8.
  • Welch, Stuart Cary (1978). Imperial Mughal painting. New York: George Braziller. ISBN 978-0-8076-0870-8.
  • Wheeler, Robert Eric Mortimer (1950). Five thousand years of Pakistan : an archaeological outline. London: C. Johnson.
  • Wheeler, Robert Eric Mortimer (1959). Early India and Pakistan: to Ashoka. New York: Praeger.
  • Wolpert, Stanley A. (1984). Jinnah of Pakistan. New York: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-503412-7.
  • Ziring, Lawrence (1997). Pakistan in the twentieth century : a political history. Karachi; New York: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-577816-8.
  • Pakistan Smart Book v1.pdf

وصلات خارجية