إلفنتين
الاسم الأصلي: جزيرة فيلة (Ⲉ)ⲓⲏⲃ | |
---|---|
الجغرافيا | |
الإحداثيات | 24°05′N 32°53′E / 24.09°N 32.89°E |
قريبة من | Nile |
الطول | 1٬200 m (3٬900 ft) |
العرض | 400 m (1٬300 ft) |
الإدارة | |
مصر |
| ||||||
3bw "إلفنتين"[1] بالهيروغليفية |
---|
إلفنتين ( /ˌɛlɪfænˈtaɪniː,_ʔˈtiːʔ/ EL-if-an-TY-nee, -TEE-;[2] Ancient Egyptian: ꜣbw; باليونانية: Ἐλεφαντίνη Elephantíne; Coptic: (Ⲉ)ⲓⲏⲃ (Ə)iêw)، هي جزيرة تقع في نهر النيل، تشكل جزءاً من مدينة أسوان في صعيد مصر. عام 1979 أدرجت اليونسكو المواقع الأثرية على الجزيرة ضمن قائمة التراث العالمي إلى جانب أمثلة أخرى للعمارة في صعيد مصر، كجزء من "الآثار النوبية من أبو سمبل إلى فيلة" (على الرغم من أن إلفنتين ليست نوبية، ولا تقع بين أبو سمبل وفيلة).[3]
كانت جزيرة إلفنتين من أقوى الحصون على حدود مصر الجنوبية وتقع حالياً مقابل فندق "كتراكت" بأسوان، وكان معبودها الإله "خنوم" أو "غنوم" (من كلمة غنم)، وهو على شكل رأس كبش[4].
اشتق اسم إلفننين من الاسم المصري القديم لها "أبو" بمعنى أرض الفيل، ويمكن تفسيره بأنها كانت إما مركزاً لتجارة العاج واسمه بالمصرية القديمة (أبو) أيضا، وكان يأتي إليها من السودان أو أن الاسم يشير إلى الفيل الذي كان يعيش في هذه المنطقة في عصور ما قبل الأسرات.[5]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الجغرافيا
تعد ألفنتين وهو الإسم الذي أطلقة اليونانيون علي الجزيرة المواجهة لمدينة أسوان أو جزيرة أسوان من أكبر جزر أسوان التي تقع شمال الشلال الأول والتي أخذت أهمية تاريخية طويلة بدأت منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصر الروماني. وتمتد هذه الجزيرة بطول 1.5 كم وعرض 500 متر.
ونظراً لموقعها الهام اتخذها المصري القديم عاصمة الإقليم الأول من أقاليم مصر العليا فإن قربها من محاجر الگرانيت والأحجار النصف كريمة والذهب جعلها تلعب دورا هاما في تاريخ مصر خلال هذه العصور خاصة في علاقتها مع دول الجنوب ما هذا وقد تعددت أهمية هذه الجزيرة بالنسبة للمصري القديم من النواحي الدينية والسياحية والعسكرية والتجارية والتجارية ، حيث كان معبودها الرئيسى هو الإلة خنوم وكان يعتقد أن ينبع بجوارها.
مصر القديمة
كانت الجزيرة معروفة لدى قدماء المصريين باسم ꜣbw "إلفنت" (المصرية الوسطى: /ˈʀuːbaw/ → المصرية الوسطى-المتأخرة: /ˈjuːbəʔ/ → القبطية: (Ⲉ)ⲓⲏⲃ /ˈjeβ/، محتفظة باسمها العبري، יֵב 'yev')، تقع جزيرة إلفنتين على الحدود بين مصر والنوبة. وكانت موقعًا دفاعيًا ممتازًا لمدينة، وجعلها موقعها نقطة الحدود الوطنية للتجارة النهرية. تقع هذه الحدود بالقرب من مدار السرطان.
كان الفنتين حصنًا يقع قبل الشلال الأول. أثناء الفترة الانتقالية الثانية (1650-1550 ق.م.)، كان الحصن يمثل الحدود الجنوبية لمصر.
تذكر النصوص التاريخية من الدولة الفرعونية الوسطى أن تا-سيتي، والدة أمنمحات الأول، مؤسس الأسرة الثانية عشرة، كانت من[6] نوم إلفنتين المصري.[7][8][9] جادل العديد من العلماء بأن والدة أمنمحات الأول كانت من أصل نوبي.[10][11][12][13][14][15][16][17]
وفقًا للديانة المصرية القديمة، كانت إلفنتين مسكن خنوم، إله الشلال برأس كبش، والذي كان يحرس مياه النيل ويسيطر عليها من الكهوف الموجودة أسفل الجزيرة. كان يُعبد هنا كجزء من ثالوث الآلهة المصرية المتخر. شمل "ثالوث إلفنتين" الإلهة ساتيس والإلهة آنوكت. منذ العصور المبكرة كانت ساتيس تُعبد باعتبارها إلهة الحرب وحامية لهذه المنطقة الإستراتيجية في مصر. عندما ينظر إليها على أنها إلهة الخصوبة، جسدت الفيضان السنوي الوافر لنهر النيل، والذي تم تحديده على أنه ابنتها آنوكت. نشأت عبادة ساتيس في مدينة أسوان القديمة. في وقت لاحق، عند تشكيل الثالوث، تم التعرف على خنوم على أنه رفيقها، وبالتالي، كان يُعتقد أنه والد آنوكت. تغير دوره في الأساطير فيما بعد وتم تكليف إله آخر بواجباته مع النهر. في ذلك الوقت، مكنه دوره كخزّاف من تكليفه بواجب في تكوين الأجسام البشرية.
المواقع الأثرية
أما عن أثار الجزيرة فقد عثر بها على بقايا من عصور ما قبل التاريخ من الفخار والأحجار وتشمل كذلك علي مجموعة من الآثار ترجع للدولة القديمة حتى الحديثة معابد تحتمس الثالث وأمنوفيس الثالث ومعبد خنوم بالإضافة إلي جبانة يونانية رومانية.
كذلك من أهم ما يرتبط بالجزيرة العثور علي برديات إلفنتين بالأرامية التي عثر عليها في منازل بعض أفراد الجالية اليهودية التي كانت تعيش فيها كحاميه عسكرية في أيام الحكم الفارسي في القرن السادس ق.م. وفي جزيرة إلفنتين أيضا كثير من أطلال المدينة القديمة عدا المعابد وفيها أطلال الميناء القديم ومقياس النيل عند الطرف الجنوبي الشرقي للجزيرة، وكذلك يوجد بها متحف أسوان.
كذلك يشتمل علي الآثار الهامة التي عثر عليها في إلفنتين نفسها والمناطق المجاورة لمدينة أسوان .
ويعد من أهم ما يرتبط بتلك الجزيرة أيضا هو المقابر الصخرية المنحوتة علي الضفة الغربية للنيل بأسوان شمال غرب الجزيرة في منحدر جبلي يعرف الآن بقبة الهوا والتي اختارها نبلاء أو حكام الجزيرة لتكون مقرهم الأبدي في العالم الآخر.
المعابد
يوجد بالجزيرة بقايا من معابد حجرية من العصور المختلفة ويظهر على بوابة إحدى قاعات المعبد الجنوبية نقوشا تمثل الإسكندر الثاني على هيئة ملك مصري وهو يقدم القرابين للآلهة المختلفة واسمه مكتوب بالهيروغليفية ، مع الصيغة "ستب-ان-رع-مري-آمون " (المختار من رع ويحبه آمون|.
مقياس النيل
مقياس مياه النيل يعود إلى 7000 سنة. لقد اعتمدت جميع جوانب حياة المصريين القدامى تقريباً على نهر النيل. فإذا ارتفع منسوب مياهه، يحدث فيضان. وإذا انخفض منسوب مياهه، يحدث جفاف. وكلاهما كان يعني كارثة. ولحسن الحظ، تم اختراع مقياس مياه النيل لقراءة مستوى المياه والتنبؤ به ومن ثم معرفة مصير البلاد.[18]
فالشخص الذي إستطاع قراءة مقياس مياه النيل امتلك معرفة كنوز مصر الأكثر قداسة. حتى إن التنبؤ بالمطر قبل سقوطه كان عاملا أساسيا لتحديد الضرائب المتوجب على الفلاحين دفعها. فليس أمرا غريبا أن تحفظ هذه التكنولوجيا العالية بعد اختراعها، في المعابد ولا يُسمح لأحد بالوصول إليها سوى الكهنة والحكام. في جزيرة إلفنتين في أسوان، يوجد مقياسان للنيل، أحدهما في معبد خنوم والآخر في معبد سطت، وكان الأول على شكل حوض مربع بينما الثاني كان ذا طراز معماري تقليدي. حيث كان على شكل بيت ذو سلم منحدر إلى النهر مع فتحات في الجدار.
متحف أسوان
كان خنوم - وهو إله له رأس كبش - حارسا" للنيل قبل أن يحرسه سد أسوان بفترة طويلة، وحتى قبل قدوم الفراعنة الذين قاموا بحراسته في وقت لاحق. كان فيضان النيل يجلب الطمي والطين، فكان الاعتقاد بأن خنوم قد خلق الحياة من هذا الطمي جالبًا أولاده من الطين لبطون الأمهات، ولعل هذا الاعتقاد هو الأصل التاريخي لفكرة أن النيل هو الحياة نفسها.
جزيرة إلفنتين هي واحدة من أقدم المواقع في مصر، والمعقل الرئيسي لعبادة خنوم. وعندما بُني سد أسوان، وُجدت العديد من القطع الأثرية التي تعود إلى ما قبل الأسر الحاكمة - بما فيها كبش خنوم المُحنَّط الشهير – والتي وضعت في متحف. المتحف واقع في ڤيلا سير وليام ويلكوكس، وهو المهندس المعماري الذي بنى سد أسوان.
وأصبحت الڤيلا متحفاً في عام 1912 وتم توسيعه في عام 1998. ليضم المتحف العديد من المومياوات والتوابيت الحجرية، من ضمنها تابوت حجري يحوي مومياء لطفل ملفوفة في طبقات من الكتان.
مقابر نبلاء إلفنتين الصخرية
ليس من أمم العالم من شغل بالحياة الآخرة، وعنى بتشييد المقابر والمعابد كالمصريين القدماء ، ونظراً لأن البيت بمثابة البيت الأبدى لذلك شيده من الأحجار ، بل زاد اهتمامه بذلك بأنه قام بحفره في الصخر " المقابر الصخرية " وظهر ذلك منذ الدولة القديمة واستمر حتي الدولة الحديثة وقد تم الفصل بين المقبرة الصخرية والمعبد الجنائزي في الدولة الحديثة لإخفائها عن أعين اللصوص.[19]
وتعد المقابر الصخرية أحد طرز المقابر التي احتلت مكانة مرموقة وانتشرت انتشاراً واسعاً في مصر، هذا وقد كان نحت المقبرة الصخرية في وادي جبلي بعيد عن الوادي المزروع، وكذلك فصلها عند المعبد الجنائزي بالدولة الحديثة له سبب رئيسي ألا وهو إخفائها عن أعين اللصوص الذين لم تسلم مقابر الدولتين القديمة والوسطى من أعمالهم.
وكانت تسوى واجهات المقابر الصخرية في بداية الأمر بحيث يميل قليلاً للداخل على نحو ما يشبه المصاطب المبنية، وليس من المقابر الصخرية ما يشبه غيره تماماً، وتقع عادة المشكاه في الجدار الخلفي للمقصورة على محور المقبرة. وقد أخذ تصميم المقبرة الصخرية في التعقيد تدريجياً وباتت تحفر في هيئة دهاليز ضيقة طويلة، وتغطى أحياناً بطبقة من الملاط تبعاً لجودة الصخر، ومع ازدياد نفوذ حكام الأقاليم خاصة في الدولة الوسطى ازداد الاهتمام بتلك المقابر من حيث المكان والمناظر والفخامة المعمارية.
ومن أشهر المقابر الصخرية بجنوب مصر ما يعرف بمقابر نبلاء إلفنتين الصخرية أو ما تعرف بمقابر قبة الهوا أو مقابر أسوان الصخرية.
معالم أخرى
يقع متحف أسوان في الطرف الجنوبي للجزيرة. كشفت الحفريات الجارية من قبل المعهد الأثري الألماني في موقع المدينة القديمة بالجزيرة عن العديد من الاكتشافات المعروضة حاياً في المتحف، بما في ذلك كبش خنوم المحنط. يعيش عدد كبير من النوبيين في ثلاث قرى في الجزء الأوسط من الجزيرة. كما يوجد فندق فخم كبير في الطرف الشمالي للجزيرة.
تقع حديقة أسوان النباتية في الغرب على في جزيرة النباتات.
التواجد اليهودي
يرد في الرسالة إلى أرستياس Letter of Aristeas وهي من الأسفار الأپوكريفية، أن اليهود دخلوا إلى مصر مع الملك الفارسى قمبيز، بينما أتى آخرون من قبل إلى مصر (يهود من مملكة أشور) ليحاربوا كمرتزقة في جيش الفرعون بسماتيك ويقول هيرودوت أن بسماتيك الثاني (593-588 ق.م.) شن حربًا على الكوشيين (الأحباش) مما يحمل على الظن بأنه استعان باليهود في هذه الحرب، ثم وضعهم في معسكر "فيلة" بالقرب من الحدود المصرية النوبية، فإن صحَ هذا القول، فإن المجتمع اليهودي في الفيلة قد ازداد من خلال مجندين جدد من فلسطين، حيث خدم جميعهم في الجيش الفارسي.
والحقيقة أنه ومع ذلك فإن مجتمع اليهود في فيلة، قد حيّر الكثير من العلماء، وجميع النظريات التي طرحت كان لها معارضون، فقد كانت هناك صلات بين مصر وإسرائيل - ما بين سيئة وحسنة - منذ زمن بعيد على ذلك التاريخ، فعندما قرر يربعام Jerobaam أن يهرب من وجه سليمان وجد في مصر ملجأ، كما كان لكل من أورشليم والسامرة حزب موالٍ لمصر، وذلك قبل تدميرهما من قبل البابليين والآشوريين، وقد طلب إرميا النبي من صديقا ألاَ يلتفت إلى الحزب الموالى لمصر، بينما كان صديقا يتوقع معونة من مصر عند مقاومته لنبوخذ نصر، وإلى مصر أخذ إرميا حيث عاش هناك بقية حياته.
- مقالة مفصلة: برديات إلفنتين
وتوضّح إحدى برديات مجتمع الفيلة أن المجتمع اليهودي هناك يسبق في تاريخه غزو قمبيز الثاني بن قورش الأكبر وخليفته لمصر، تقول البردية:"... بنى آباؤنا الأولون هذا الهيكل في حصن فيلة في الماضي في عهد مملكة مصر، وحين سار قمبيز إلى مصر وجده مبنيًا، لقد هدموا كل هياكل آلهة مصر ولكن لم يضر أحدً هذا الهيكل".
وفى سنة 1907-1908م وأثناء عمليات الحفر والتنقيب في جزيرة الفيلة الواقعة مقابل مدينة أسوان عند الشلال الأول للنيل، تم اكتشاف الكثير من البرديات المكتوبة باللغة الأرامية، والتي كُتبت من قبل الجماعة اليهودية في القرن الخامس قبل الميلاد، ما بين عامى (492 - 400 ق.م.) وكانت تلك البرديات في أغلبها مستندات تجارية: ما بين "قروض ونقل ملكية وما شابه ذلك"، ومما يؤكد يهودية تلك المستندات: الأسماء اليهودية الواردة فيها مثل: هوشع، عزرا، صفنيا، يوناثان، زكريا، ناثان، وهي أسماء معروفة جيدًا لقارئي الكتاب المقدس.
غير أن أكثر ما يلفت الأنظار في تلك البرديات تلك التي كتبت عام 407 ق.م.، وهي عبارة عن خطاب مرسل إلى بيوجڤاي Biogvai حاكم يهودا، ويعرض الخطاب كيف أن كهنة مصر وبإيعاز من الحاكم المحلى وبمعونة ابنه، قد قاموا بهدم الهيكل الذي بناه اليهود في جزيرة فيلة، ويرد في الخطاب:.. لقد دخلوا هذا الهيكل وسوّوّه بالأرض وحطموا الأعمدة الصخرية وكذلك سقفه المصنوع من خشب الأرز، وكل ما كان هناك أحرقوه بالنار، إما الأواني الذهبية والفضية فقد سلبوها جميعًا.. لقد اشمئز الكهنة المصريون من وجود هيكل لإله غريب في وسطهم، وقرروا أن يطهروا أرضهم من نجاسته، وبالطبع وجدوا لدى الشعب عداوة كافية ضد اليهود ليحققوا غرضهم...".
وقد طلب يهود فيلة المساعدة لإعادة بناء هيكلهم:"...الآن خادمك يدونيا Yadoniah ومعاونوه وسكان جزيرة فيلة من اليهود جميعهم يقولون، وإن حسن في عين سيدنا فلينظر إلى هذا الهيكل ويعيد بناؤه، لإنهم لا يسمحوا لنا بإعادة بنائه. انظر إلى محبيك وأصدقائك هنا في مصر، فلترسل خطاب من لدنك إليهم بخصوص هيكل الإله يهوه.. ليبنوه في حصن فيلة، كما بُنى من قبل، والتقدمات والبخور وذبائح المحرقة سوف تُقدم باسمك وسوف نصلى من أجلك في كل حين مع زوجاتنا وأولادنا وجميع اليهود الذين هنا إذا فعلت ذلك وأعيد بناء الهيكل، وسوف تنال جزاءك وأجرك من الإله يهوه إله السموات، أكثر من أي رجل يقدم له محرقات وذبائح تساوي آلاف القطع الفضية أو الذهبية، ومن أجل هذا قد كتبنا لنخبرك وكذلك كتبنا مخبرين بكل شيء في خطاب باسمنا إلى "شلميا" و"دلايا" Shelemiah Delaia أبناء سنبلط حاكم السامرة، ولكن ارسوميس Arsumes حاكم إقليم مصر لم يعلم بكل ما فعلوه بنا..."اه -.
هذا ويؤرّخ الخطاب في العشرين من شهر ماربشوان Marbeshwan في السنة السابعة عشر لملك داريوس.
وبينما كان يهود جزيرة فيلة مهتمين جدًا بالهيكل وعبادة إله إسرائيل يهوه، فإنهم لم يحافظوا على نقاء عبادتهم التي أوصى بها أنبياء إسرائيل، فقد عبدوا آلهة أخرى مثل أشوبيثال Ishumbethal، هيرم بيثال Herembethal، أناثباثال Anathbathal، وكذلك الإله Anathyahu، وكانت Anath إلهة الخصوبة والحرب في كنعان، اخت وزوجة "بعل".
ويعتبر وجود الهيكل والذبائح في فيلة دلالة على أن اليهود هناك رفضوا مبدأ الهيكل الواحد المركزى (فى أورشليم) لتقدم فيه الذبائح ليهوه، وعبر مراحل كبيرة في التاريخ كان هناك صراع بين أولئك الذين دافعوا عن الهيكل المركزى وأولئك الذين يرفضون المركزية بل يفضلون تعدد الأماكن والمرتفعات، فقد كانت فكرة أن الإله يهوه إله واحد، تتمشى مع فكرة وحدانية الهيكل، والمصلحين مثل يوشيا قد صمموا على هدم المرتفعات كمراكز للوثنية، وبالتالي فإن العناصر الوثنية في عبادة يهود فيلة تسهم في رفض فكرة أن هيكل أورشليم هو المكان الأوحد للعبادة والذبائح، غير أن يهود فيلة اعتبروا أنفسهم مستقيمى العقيدة. وتفيد كتابتهم بإنهم اهتمَوا بالفصح والفطير، وكان نظام الكهنوت وتقديم الذبائح الموجود في معبد فيلة، مأخوذ عن نظام الهيكل في أورشليم، ويؤكد التجاءهم إلى كل من أورشليم والسامرة: عدم التحيّز في الانتماء إلى أي من الطرفين في صراعهم.
أما اللغة التي كتبت بها البرديات فهي الآرامية وليست العبرية، فقد كان اليهود الذين حضروا إلى مصر قبل سبي بابل يتكلمون العبرية بينما الآخرون الذين حضروا بعد ذلك كانوا يتكلمون الآرامية.
ويثير البعض مشكلة أخرى من حيث تاريخ وجود اليهود في فيلة، إذ يرون أن بسماتيك الثاني كان يعتلى عرش مصر في الفترة التي سبقت سقوط أورشليم، فكيف يتخلى اليهود عن أرضهم ووطنهم ليحاربوا في جيوش بسماتيك ضد الكوشيين، ويرى أولئك أنه من الممكن أن يكون بسماتيك قد أتى بمجندين يونانيين مرتزقة، وبالتالي فلم يكن بحاجة ملحة إلى مجندين من اليهود. ولكن ديسترلى W.D.E.Desterley يطرح نظرية أخرى مفادها أن المستوطنين في منطقة فيلة، كانوا يتكونون من يهود ولكن من مملكة أشور، ويعتقد أن الأسرى المسبيين الذين أخذوا من إسرائيل بعد سقوط السامرة قد تم تجنيدهم بإرادتهم، أو ربما فروا من جيش أشوربانيبال، وبعد غزو الخير مصر اُقيمت حاميات وحصون آشورية في أماكن عديدة من المنطقة، غير أن تولى أشوربانيببال لمصر لم يدم طويلًا، وترجع انتصاراته إلى سنة 667 ق.م. ولكنه ومع اقتراب سنة 663 ق.م.، طهّر بسماتيك الثاني كافة البلاد من الحصون الأشورية ويعتقد "ديسترلى" هذا أن بسماتيك نظر إلى حصن فيلة باعتباره يخص اليهود فجنّدهم وضمَهم إلى جيوشه.
ومن المحتمل أن يكون يهود فيلة قد سعدوا بابتعادهم عن بلاد أشور، وقد كانت لغتهم في أشور هي الأرامية، ولذلك كتبت مخطوطاتهم بالأرامية. هذا وتشرح وجهة نظر ديسترلى هذه، السبب في طلبهم المعونة من أهل السامرة، ويحتمل أن الغالبية العظمى في مجتمع فيلة ترجع أنسابهم إلى السامريين، إذ أن أوصاف السامريين الواردة في الأسفار المقدسة تتفق مع العناصر الوثنية لمجتمع فيلة، ففي كلا المجتمعين ومع أنهم يخشون "يهوه" إلاَّ أنهم لا يجدون غضاضة في عبادة آلهة أخرى!
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انظر أيضاً
معرض الصور
منازل نوبية على جزيرة إلفنتين الوسطى.
"جزيرة إلفنتين الخضراء، قبالة أسوان، مصر"، شريحة فانوس. متحف بروكلين.
جزيرة إلفنتين، رسم إدوين هاولاند بلاشفيلد، متحف بروكلين.
المصادر
- ^ "3bw" in Faulkner, Concise Dictionary of Middle Egyptian cf. http://projetrosette.info/popup.php?Id=1012&idObjet=423
- ^ Merriam-Webster's Geographical Dictionary, Third Edition (Merriam-Webster, 1997; ISBN 0877795460), p. 351.
- ^ "Nubian Monuments from Abu Simbel to Philae". UNESCO World Heritage Centre. United Nations Educational, Scientific, and Cultural Organization. Retrieved 7 September 2021.
- ^ http://www.aswan.gov.eg/Arabic/Tourism/maalem.htm
- ^ "جزيرة إلفنتين". منتدى مصر القديمة.
- ^ "Then a king will come from the South, Ameny, the justified, by name, son of a woman of Ta-seti, child of Upper Egypt""The Beginning of the Twelfth Dynasty". Kingship, Power, and Legitimacy in Ancient Egypt: From the Old Kingdom to the Middle Kingdom. Cambridge University Press: 138–160. 2020.
- ^ "Ammenemes himself was not a Theban but the son of a woman from Elephantine called Nofret and a priest called Sesostris (‘The man of the Great Goddess’).",Grimal, Nicolas (1994). A History of Ancient Egypt. Wiley-Blackwell (July 19, 1994). p. 159.
- ^ "Senusret, a commoner as the father of Amenemhet, his mother, Nefert, came from the area Elephantine."A. Clayton, Peter (2006). Chronicle of the Pharaohs: The Reign-by-Reign Record of the Rulers and Dynasties of Ancient Egypt. Thames & Hudson. p. 78.
- ^ "Amenemhet I was a commoner, the son of one Sen-wosret and a woman named NEFRET, listed as prominent members of a family from ELEPHANTINE Island."Bunson, Margaret (2002). Encyclopedia of Ancient Egypt (Facts on File Library of World History). Facts on File. p. 25.
- ^ "The XIIth Dynasty (1991–1786 B.C.E.) originated from the Aswan region. As expected, strong Nubian features and dark coloring are seen in their sculpture and relief work. This dynasty ranks as among the greatest, whose fame far outlived its actual tenure on the throne. Especially interesting, it was a member of this dynasty – that decreed that no Nehsy (riverine Nubian of the principality of Kush), except such as came for trade or diplomatic reasons, should pass by the Egyptian fortress at the southern end of the Second Nile Cataract. Why would this royal family of Nubian ancestry ban other Nubians from coming into Egyptian territory? Because the Egyptian rulers of Nubian ancestry had become Egyptians culturally; as pharaohs, they exhibited typical Egyptian attitudes and adopted typical Egyptian policies."F. J. Yurco. "'Were the ancient Egyptians black or white?'". Biblical Archaeology Review. (Vol 15, no. 5, 1989): 24–9, 58.
- ^ General History of Africa Volume II – Ancient civilizations of Africa (ed. G Moktar). UNESCO. p. 152.
- ^ Crawford, Keith W. (1 December 2021). "Critique of the "Black Pharaohs" Theme: Racist Perspectives of Egyptian and Kushite/Nubian Interactions in Popular Media". African Archaeological Review (in الإنجليزية). 38 (4): 695–712. doi:10.1007/s10437-021-09453-7. ISSN 1572-9842. S2CID 238718279.
- ^ Lobban, Richard A. Jr (10 April 2021). Historical Dictionary of Ancient Nubia (in الإنجليزية). Rowman & Littlefield. ISBN 9781538133392.
- ^ Morris, Ellen (6 August 2018). Ancient Egyptian Imperialism (in الإنجليزية). John Wiley & Sons. p. 72. ISBN 978-1-4051-3677-8.
- ^ Van de Mieroop, Marc (2021). A history of ancient Egypt (Second ed.). Chichester, West Sussex. p. 99. ISBN 978-1119620877.
{{cite book}}
: CS1 maint: location missing publisher (link) - ^ Fletcher, Joann (2017). The story of Egypt : the civilization that shaped the world (First Pegasus books paperback ed.). New York. pp. Chapter 12. ISBN 978-1681774565.
{{cite book}}
: CS1 maint: location missing publisher (link) - ^ Smith, Stuart Tyson (8 October 2018). "Ethnicity: Constructions of Self and Other in Ancient Egypt". Journal of Egyptian History. 11 (1–2): 113–146. doi:10.1163/18741665-12340045. ISSN 1874-1665. S2CID 203315839.
- ^ "مقياس النيل بأسوان". الهيئة المصرية للسياحة.
- ^ "اليهود خارج فلسطين وفي مستعمرة ألفنتين". الأنبا تكلا.
وصلات خارجية
24°05′N 32°53′E / 24.083°N 32.883°E{{#coordinates:}}: لا يمكن أن يكون هناك أكثر من وسم أساسي واحد لكل صفحة
- Pages using gadget WikiMiniAtlas
- CS1 maint: location missing publisher
- صفحات ذات وسوم إحداثيات غير صحيحة
- Articles with hatnote templates targeting a nonexistent page
- Coordinates on Wikidata
- Articles containing Ancient Egyptian-language text
- Pages using Lang-xx templates
- Articles containing Greek-language text
- أسوان
- جزر النيل
- جزر مصر
- مواقع أثرية في مصر
- جاليات يهودية تاريخية
- تاريخ النوبة
- معابد مصرية