وهب بن منبه
الإمام وهب بن منبه (34 هـ/655م - 114 هـ/738م) كان ممن قرأ الكُتب ولزم العبادة وواظب على العلم وتجرد للزهد. وعدّه أصحاب السِيَر من الطبقة الثالثة من التابعين[1]. روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه في التفسير. يلقب بأنه "الراوي الثاني للإسرائيليات".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته
هو وهب بن منبه بن كامل بن سيج أبو عبد الله الصنعاني. ويقال: الذماري نسبة لذمار في اليمن. ولد في سنة 34 للهجرة. كان وهب من أصول يهودية يمنية[2] الذهبي: ولد في آخر خلافة عثمان، كثير النقل عن كتب الإسرائيليات، توفّي سنة ١١٤ وقد ضعّفه الفلاس. وقال ابن كثير في البداية والنهاية في أحداث سنة 110 هـ، ووفاته في صنعاء باليمن.
كان عنده من علم أهل الكتاب شيء كثير، فإنّه صرف عنايته إلى ذلك وبالغ، وحديثه في الصحيحين عن أخيه همام.
وترجمه أبو نعيم في حلية الأولياء ترجمة مفصلة استغرقت قرابة ستين صفحة، وبسط الكلام في نقل أقواله وكلماته القصار. صار يعرّف نفسه بأنّه أعلم ممّن قبله ومن عاصره بقوله لبعض حضّار مجلسه: يقولون عبد اللّه بن سلام أعلم أهل زمانه، وكعب أعلم أهل زمانه، أفرأيت من جمع علمهما؟ يعني نفسه.
وقد تسنّم الرجل، منبر التحدّث عن الأنبياء والأُمم السالفة يوم كان نقل الحديث عن النبي ممنوعاً وأخذ بمجامع القلوب فأخذ عنه من أخذ، وكانت نتيجة ذلك التحدّث، انتشار الإسرائيليات حول حياة الأنبياء في العواصم الإسلامية، وقد دوّن ما ألقاه في مجلد واحد، أسماه في كشف الظنون « قصص الأبرار وقصص الأخيار». ويظهر من تاريخ حياته أنّه أحد المصادر لانتشار نظرية نفي الاختيار والمشيئة عن الإنسان ، حتّى المشيئة الظلية التي لولاها لبطل التكليف ولغت الشريعة.
روى حماد بن سلمة عن أبي سنان قال: « سمعنا وهب بن منبه قال: كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعة وسبعين كتاباً من كتب الأنبياء في كلّها: من جعل لنفسه شيئاً من المشيئة فقد كفر ، فتركت قولي» والمراد من القدر في قوله : «كنت أقول بالقدر» ليس القول بتقدير اللّه، بل المراد هو القول بالاختيار والمشيئة للعبد كما يظهر من ذيل كلامه.
وهذا النقل يعطي أنّ القول بنفي القدر والمشيئة للإنسان، قد تسرب إلى الأوساط الإسلامية، عن طريق هذه الجماعة وعن الكتب الإسرائيلية. أفصبح بعد هذا أن القول بنفي المشيئة عقيدة جاء بها القرآن والسنة النبوية، وتكفير من قال بالمشيئة للإنسان ولو مشيئة ظلية تابعة لمشيئته الله.[3]
أعماله
وأكثر ما يُروى عن وهب إنما هو حِكَم ومواعظ، وكانت غزارة علمه في الإسرائيليات، وصحف أهل الكتاب، وأما روايته للأحاديث فهي قليلة. من كتبه:
- ذكر الملوك المتوجة من حمير
- قصص الأنبياء
- قصص الأخيار
من أقواله
- إذا مدحك الرجل بما ليس فيك فلا تأمنه أن يذمك بما ليس فيك.
- العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمة، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللين أخوه.
- المؤمن ينظر ليَعلم، ويتكلم ليَفهم، ويَسكت ليَسلَم، ويخلو لَيغنَم.
- استكثر من الإخوان ما استطعت فإن استغنيت عنهم لم يضروك وإن احتجت إليهم نفعوك.
- عجبا على الناس يبكون عن من مات جسده ولا يبكون على من مات قلبه وهو أشد
- لا يكون همّ أحدكم في كثرة العمل، ولكن ليكن همه في إحكامه وتحسينه، فإن العبد قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته
مرئيات
ابراهيم عيسى متحدثاً عن سيرة وهب بن منبه |
مراجع
- ^ وهب بن منبه - موقع قصة الإسلام
- ^ عبد الرحمن بن خلدون، تاريخ بن خلدون ج ٢ ص ١٧٩
- ^ "بحوث في الملل والنّحل - ج ١". جعفر السبحاني.
- حافظ الذهبي، سير أعلام النبلاء