عمر علي
وسيم العاني ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال
|
عمر علي البيرقدار | |
---|---|
وُلِدَ | 1910 قلعة كركوك، العراق |
توفي | سبتمبر 1974 |
سبب الوفاة | حادث سيارة |
الجنسية | عراقي تركماني |
المهنة | ضابط عسكري |
عمر علي البيرقدار (1910، قلعة كركوك -1974)، ضابط عسكري عراقي تركماني الأصل، وقائد القوات العراقية في حرب فلسطين عام 1948. ومما يروى عن دوره في حرب فلسطين، حاصر 4000 مقاتل من القوات الصهيونية مدينة جنين في 3 يونيو 1948 في محاولة للاستيلاء عليها فأتى عمر العلي على رأس قوة من 500 جندي عراقي و 100 من المجاهدين الفلسطينيين وبعد قتال شرس خارج وداخل المدينة استطاع فك الحصار وتحرير المدينة في اليوم التالي وبقيت تحت الحكم الأردني حتى احتلالها عام 1967. [1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
السنوات المبكرة والتعليم
ولد عمر علي عام 1910) في قلعة كركوك من عائلة تركمانية، واكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها ودخل المدرسة العسكرية الملكية في العاصمة بغداد منطقة الكرادة الشرقية عام 1928 ضمن دورتها الخامسة، وتخرج منها برتبة ملازم عام 1931.
المسير العسكرية
نسب آمر فصيل في الفوج الأول موسى الكاظم ورُقي الى رتبة ملازم أول عام 1935، ونقل الى مدرسة الأسلحة الخفيفة الواقعة في (معسكر الوشاش) معلماً فيها. ثم نقل الى المدرسة العسكرية الملكية عام 1936 كمعلم أسلحة، وبقى فيها لحين التحاقه في مدرسة الاركان العراقية بدورتها الخامسة بعد ترقيته الى رتبة نقيب (عام 1938). فتخرج منها عام 1939، ونجح بامتياز ومنح قدماً ممتازاً لسنتين.
نقل نقيب ركن عمر علي الى منصب مقدم اللواء الرابع عشر (شكل حديثا وقتذاك)، فشارك بالحرب العراقية البريطانية التي نشبت أعقاب حركة مايو عام 1941 (حركة رشيد عالي الكيلاني – رئيس وزراء العراق حينها، بالإضافة الى العقداء الأربعة الذين تم اعدامهم بعد فشل الحركة من قبل الوصي عبد الإله بن علي ورئيس وزراء العراق نوري سعيد). وساهم (لواء 14) بتأخير تقدم القوات البريطانية الزاحفة شمالاً على محور نهر الفرات (البصرة – الناصرية – السماوة). وبعد ترقيته إلى رتبة (رائد ركن) نقل الى مقدم لواء القوة الآلية، واستمر عمر علي في تبوؤ المناصب المختلفة بوحدات الجيش.
نقل رائد ركن عمر علي الى منصب آمر (ف2 ل5 فق2) في شهر أغسطس عام 1944، وترقى إلى رتبة (مقدم ركن) في شهر (ت2 عام 1944). واحتل فوجه اعلى قمة في جبل بيرس عام 1945، وأطلق عليه "الفوج الثاني العالي"، وشارك فوجه في حركات شمال العراق حتى نهاية (عام 1947).
شاركت معظم قطعات الجيش العراقي بحرب إنقاذ فلسطين في منتصف عام 1948. وأُنيطت اليها مسؤولية السيطرة على المنطقة التي تضم المدن الفلسطينية؛ جنين وطولكرم وقليقلة وكفر قاسم. فشارك الفوج الثاني العالي في تلك الحرب، وخاض خلالها غمار معارك شرسة مع قوات الكيان الصهيوني. فحاصرت تلك القوات احد افوج اللواء الرابع في (جنين وقلعتها)، فأوعزت القيادة العراقية الى (ف2 ل5) الذي يقوده المقدم الركن عمر علي بالإسراع لنجدته، وباشر الفوج بـإكمال استحضارات الهجوم متعطشاً لقتال قوات العدو. فأدى الآمر صلاة الفجر إماماً بمنتسبي فوجه، وبعد الفراغ من أدائها صاح بأعلى صوته الجهوري (العالي.. الفوج الثاني.. العالي) ثم كبر عدة مرات، فصدت حناجر الجنود والضباط بصوت واحد مدو شق عنان السماء (الله أكبر.. الله أكبر..) وارتفعت معنوياتهم الى اعلى مستوياتها استعداد للتضحية والفداء. وتقدم (مقدم ركن عمر علي) صفوف المقاتلين كالاسد الهصور فألهب مشاعرهم وفجر حماسهم، واصبحوا كالبركان الثائر يقذف حممه المشتعلة. فزحف الجمع الى أمام وهم يسابقون قائدهم كالسهام، وانقضوا على اعدائهم كالصقور الجارحة، وتفرقت صفوفهم وتشتت جمعهم، وقد عمل السلاح الأبيض (الحربة/ السكين) فعلته الرهيبة بهم. وتمكن الفوج الثاني من كسر الطوق الذي ضرب حول (جنين وقلعتها)، وقد أمست جثث قتلاهم مبعثرة على الأرض المحيطة بالقلعة. فهربت القوات الصهيونية تاركة أكثر من (300) جثة لقتلاها في ساحة المعركة. واستولى الفوج على الكثير من التجهيزات والمعدات والاسحلة المختلفة متروكة في المواضع. والتقى مقاتلو الفوجين وهم يحتضنون بعضهم ويصدحون بأعلى أصواتهم (الله اكبر.. الله اكبر). لقد كان نصراً مبيناً لمنتسبي (الفوج الثاني العالي) وقائدهم المغوار.
بادر م ر عمر علي بعد نجاحه الباهر وفوزه الساحق بالاندفاع صوب مدينة حيفا)القريبة من الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وبالرغم من صدور الأوامر المشددة اليه من مرجعه الأعلى بالتوقف وعدم مواصلة التقدم بعمق الأراضي الفلسطينية المحتلة فلم يتوقف فعلاُ إلا عند حضور الوصي على العرش الأمير عبد الإله بن علي الهاشمي الذي كان موجوداً في العاصمة الأردنية عمان حينذاك والتقى بالمقدم الركن عمر علي وترجاه بعدم إحراجه مع القيادة العليا للجيوش العربية التي رئسها الملك عبد الله بن الشريف حسين وإلا سوف يضطر الى إعادته الى بغداد مع. فمن أي طينة جُبلت أيها الصنديد يا ابن الميامين يا حفيد المثنى والقعقاع وصلاح الدين.
بعد عودة القوات العراقية المشاركة في حرب الإنقاذ منتصف عام 1949، عين عمر علي بمنصب آمر اللواء الخامس وآمر موقع الموصل بعد ان رُقي الى رتبة (عقيد ركن). ثم نقل آمراً للكلية العسكرية الملكية وبعد مرور ثلاث سنوات تقريباً تمت ترقيته الى (رتبة زعيم). وقد تخرجت خلال فترة وجوده في الكلية طيلة الاعوام (1953- 1955) ثلاث دورات هي (29-30-31).
كلف الزعيم الركن عمر علي بمسؤولية متصرف (محافظ) لواء محافظة السليمانية وكالة عامي (1955-1956)، ونجح بإدارتها وأحدث تطوراً فيها. وبعد الإنجازات الكبيرة التي حققها بلواء السليمانية، عرض عليه مسؤولية أحدى متصرفيتي الموصل او البصرة، الا انه فضل العودة للخدمة في الجيش. فصدر القرار بتعيينه قائداً لفرقة المشاة الأولى والتي اتخذت من لواء الديوانية محافظة القادسية مقراً لها، بعد ترقيته الى رتبة أمير لواء ركن بداية عام 1957.
طبقت (فق مش1) مطلع (شهر مايو 1958 تمرينًا تعبويًا بالقطعات باستخدام العتاد الحقيقي (الذخيرة الحية) بمستوى جحفل لواء مشاة آلي، وبالإضافة الى وحدات أخرى من الفرقة. جرى تطبيق التمرين ضمن المنطقة الممتدة من صحراء الرطبة وحتى أطراف بحيرة الحبانية الشرقية (لواء الرمادي) للأيام بين 5 - 11 مايو عام 1958. وقد نسب الزعيم الركن عبد الكريم قاسم آمر (ل مش 19 فق3) رئيساً لهيئة الحكمين المشرفة على تطبيق التمرين وقتذاك. وخلال تنفيذ رمي حقيقي للمدفعية لإسناد أفواج المشاة الهاجمة على أهدافها (حسب سير التمرين) صباح يوم (11 مايس 1958)، فسقطت قذيفتي مدفع ميدان على مقربة من تلة المثابة (سرادق المدعوين)، والتي يقف عليها كل من الملك فيصل الثاني، ولي العهد الأمير عبد الإله، رئيس أركان الجيش، قادة الجيش والملحقين العسكريين لدول حلف بغداد. فأصدر الفريق الركن رفيق عارف رئيس أركان الجيش أمراً بـإيقاف الرمي وتدارك الموقف الحرج الذي كاد أن يسفر عن وقوع خسائر بالأرواح (شكل حينها مجلس تحقيقي عن أسباب حصول الحادث ولم يتوصلوا الى نتيجة بسبب تأثير تنظيم الضباط الاحرار على لجنة التحقيق برئاسة العقيد الركن عبد العزيز العقيلي واعتبر الحادث نتيجة حصول خطأ فني غير مقصود او متعمد وأُغلق التحقيق).
نُفذ التمرين التعبوي للفرقة من قبل (لواء المشاة آلي 15) وآمره العقيد الركن ناجي طالب، وإسكانه الدائمي في معسكر الشعيبة – البصرة (لقد حاول المقدم الركن عبد الغني الراوي آمر ف مش آلي من استغلال تنقل اللواء أعلاه من مدينة الرمادي الى العاصمة بغداد وبالتعاون مع ضباط مجتمعين ليلاً داخل معسكر ابي غريب وعلى رأسهم العقيد الركن عبد الوهاب الشواف ومنهم الرائد خزعل السعدي آمر مدرسة الدروع والرائد خليل إبراهيم العلي آمر كتيبة دبابات المثنى، وبالإضافة الى آخرين بلغ عددهم اكثر من خمسين ضابط من مختلف وحدات الجيش، بنية القيام بمحاولة انقلابية واسقاط الحكم الملكي ليلة 11/12 مايو عام 1958. ولكن قائد الفرقة الأولى اصدر امراً الى اللواء المذكور أنفاً بالتعسكر في المنطقة المحصورة بين قضاء الفلوجة وناحية ابي غريب. ومنح المشاركين بالتمرين إجازة قصيرة يتمتعون بها في مناطق سكناهم، مما أدى الى فشل تلك المحاولة الانقلابية).
منع الإنقلاب والمحاكمة
سمع لواء ركن عمر علي قائد فق1 في الساعة السادسة من فجر يوم الاثنين 14 يوليو 1958 نبأ قيام الانقلاب من إذاعة بغداد بصوت العقيد الركن عبد السلام عارف الذي بسط سيطرته على العاصمة بغداد بوحدات ل مش 20 فق 3 خلال عملية تنقله ليلة 13/14 يوليو من معسكر جلولاء ماراً ببغداد قاصداً الأردن لتبديل لواء مدرع السادس/ رتل الهادي الموجود على أراضيها. فأوعز قائد فق1 الى آمر (ل مش 1 فق1) الموجود في معسكر المسيب بتنفيذ خطة امن بغداد، ولكن سيطرة الضباط المرتبطين بحركة الضباط الاحرار على مقر اللواء واعتقال آمره الزعيم الركن وفيق عارف شقيق ر ا ج حال دون ذلك، وبأثره اُحيل (ل ر عمر علي) على التقاعد.
وَدعَ القائد عمر علي منتسبي وحدات فرقته في الديوانية مساء يوم 14 يوليو. وغادرها فجر يوم 15 يوليو بملابسه المدنية صحبة عائلته الكريمة متوجهاً الى مدينة بغداد. وفي مساء نفس اليوم حضر القائد عمر علي الى ديوان وزارة الدفاع حيث مقر رئاسة الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة. والتقى قائدي الثورة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم والعقيد الركن عبد السلام عارف. وقد برر موقفه المناوئ للحركة الانقلابية قائلاً: بأنه قائد فرقة مشاة تتحمل مسؤولية الامن الداخلي والتهديد الخارجي للمحافظات الجنوبية العراق بالإضافة الى منطقة الفرات الأوسط، ولا علم له مسبقاً بتلك الحركة وهويتها الحقيقية والقائمين بها.
وعلى أثرها أُعتقل القائد عمر عل) في آمرية الانضباط العسكري آمرها العقيد عبد الكريم الجدة، ثم أُودعَ السجن العسكري رقم (1) في معسكر الرشيد.
أحيل القائد عمر علي الى المحكمة العسكرية العليا الخاصة (محكمة الشعب) والتي رأسها (العقيد فاضل عباس المهداوي بتهمة التآمر ضد الثورة ومحاولة تقويضها في مهدها. واستمرت محاكمته التي بدأت من الجلسة الخامسة والستين في 7 فبراير 1959 وحتى الجلسة الثامنة والتسعين في 6 أبريل 1959 وحكم عليه بالاعدام والطرد من الجيش. أصدر رئيس الوزراء لواء ركن عبد الكريم قاسم في (اذار عام 1960) قرارً بتخفيف عقوبة الإعدام الى السجن لمدة سبع سنوات. ثم خففت عقوبة السجن الى خمس سنوات في (شهر أيلول 1961).
بَقى القائد عمر علي في السجن العسكري حتى صدور المرسوم الجمهوري رقم (647) في 19 يوليو 1964) والقاضي بالإفراج عنه. وألغيت تهمة التآمر وعقوبة الطرد من الجيش ورد إليه اعتباره في 23 أبريل 1969. وعاش (ل ر متقاعد عمر علي) ما تبقى له من سنين العمر في مدينة بغداد مبتعداً عن الحياة العامة ولم يمارس أي نشاط آخر.
الوفاة
في سبتمبر 1974 توفى القائد عمر عند عودته من العاصمة اللبنانية (بيروت) مروراً بالاراضي السورية متوجها الى مدينة بغداد بسبب حادث سيارة كانت تقله في طريق العودة، بعد رحلة علاج بمنطقة قريبة من الرطبة محافظة الأنبار. وهناك رواية تقول ان جهاز الموساد الاسرائيلي هو من دبر حادث السيارة انتقاما.