خط أنابيب قطر-تركيا
خط أنابيب قطر-تركيا Qatar-Turkey pipeline | |
---|---|
الموقع | |
البلد | قطر، تركيا |
الاتجاه العام | جنوب شرق – شمال غرب |
من | قطر |
إلى | تركيا (مع وصلات من هناك إلى أوروبا) |
معلومات عامة | |
النوع | غاز طبيعي |
خط أنابيب قطر-تركيا Qatar-Turkey pipeline هو مقترح لإنشاء خط أنابيب نقل غاز طبيعي من حقل جنوب فارس / الشمال للغاز والمكثفات الإيراني-القطري تجاه تركيا، حيث سيتصل مع نابوكو (خط أنابيب غاز) لمد المستهلكين الأوروپيين وتركيا بالغاز الطبيعي. المسار الأول للخط إلى تركيا يمر عبر السعودية، الأردن، وسوريا،[1][2] والمسار الآخر يمر عبر السعودية، الكويت والعراق.[3][4] قيل أن السبب المنطقي لرفض سوريا للمقترح القطري هو "حماية مصالح [حليفها] الروسي، والذي يعتبر المورد الأوروپي الأول للغاز الطبيعي".[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نظرية أنه سبب الحرب السورية
عام 2012 استشهد أحد المحللين بأنسا مديترينيان التي اقترحت بأن التدخل القطري في الحرب الأهلية السورية كان يعتمد جزئياً على رغبتها في بناء خط أنابيب موصل إلى تركيا عبر سوريا:
"اكتشاف حقل جديد للغاز بالقرب من إسرائيل، لبنان، قبرص وسوريا في 2009 فتح احتمالات جديدة لتجاوز الممر السعودي ولتأمين مصدر جديد للدخل. خطوط الأنابيب موجودة بالفعل في تركيا لتلقي الغاز. الأسد هو العقبة الوحيدة. تفضل قطر والأتراك الإطاحة بالأسد وتنصيب حاكم سوري من الإخوان المسلمين. وتعتبر أكبر حركة سياسية منظمة في المجتمع الفوضوي ويمكنها أن تسد الطريق على الجهود السورية لتنصيب نظام حاكم وهابي أكثر تعصباً. بمجرد تولي الإخوان السلطة، فإن علاقات الأمير الواسعة بجماعات الإخوان المسلمين في جميع المناطق من شأنها أن تيسر له إيجاد أذن منصتة ويد ممدودة في دمشق". [5]
يقول الدكتور نفيذ أحمد، وهو كاتب بريطاني في ميدل إيست آي والگارديان وله عدة كتب من بينها "الدول الفاشلة والبيئة والاقتصاد"، إن الأمير السعودي بندر بن سلطان، اعتبر أن خطة إنشاء خط أنابيب بين إيران والعراق وسوريا سيشكّل "صفعة مباشرة في الوجه" لخطط قطر وسيرفع من نفوذ إيران بشكل واسع في المنطقة، وقد حاول الأمير السعودي رشوة روسيا طالباً منها عدم السماح بتطبيق هذا المشروع، إذ أبلغ الرئيس الروسي ڤلاديمير پوتن أن "أي نظام سيأتي بعد" الأسد، سيكون في أيدي السعودية بالكامل وأنها ستحافظ على المصالح الروسية في سوريا، وعندما رفض پوتن، تعهّد الأمير بعمل عسكري ضد سوريا.
كما أنّ لإسرائيل مصلحة مباشرة في مواجهة خط الأنابيب الإيراني العراقي السوري، ففي عام 2003، أي بعد شهر واحد فقط من بدء حرب العراق، نقلت صحيفة الگارديان عن مصادر حكومية أميركية وإسرائيلية وجود خطط "لبناء خط أنابيب لسحب النفط من العراق الذي تمّ احتلاله حديثاً إلى إسرائيل" (عبر الأردن) وحتى أواخر عام 2007، كان المسؤولون الحكوميون الأميركيون والإسرائيليون في نقاش مستمر حول تكاليف مشروع هذا الخط الذي سقط لاحقاً بسبب التطورات والتغييرات في العراق.
المشروع التركي – القطري حظي بمباركة أمريكية-أوروپية، لأنه سيوجّه ضربة ضخمة للاقتصاد الروسي، ووفقاً لاعترافات وزير الخارجية الفرنسي السابق رولان دوما، فإن بريطانيا "كانت تخطّط لعمل سري وتعدّ مسلحين لغزو سوريا" منذ عام 2009، أي في العام نفسه الذي اقترح فيه أردوغان مشروع خط أنابيب الغاز القطري على الأسد. وفي 2011، واستناداً إلى رسائل إلكترونية مسرّبة من شركة المخابرات الخاصة "ستراتفور"، وفيها ملاحظات من اجتماع مع مسؤولين من الپنتاگون، كشف أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تدرّبان منذ عام 2011 قوات المعارضة السورية بهدف استنباط "انهيار" نظام الأسد من الداخل. على هذا الأساس، ومنذ 2011، تحالفت الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا و"إسرائيل" لتقديم الدعم العسكري للمجموعات المعارضة في سوريا، وكانت معظم هذه الأسلحة، بحسب نيويورك تايمز تصل إلى "المجموعات الإسلامية المتشدّدة" بما فيها جبهة النصرة التي لا تزال حتى الآن على قائمة الإرهاب الأمريكية، والتي استولى مقاتلوها في منتصف 2013، بالتحالف مع "الجيش الحر" المدعوم من تركيا، على حقول النفط في محافظتي دير الزور والحسكة، وحقّقوا منها أرباحاً هائلة.
القصة تعود إلى أحداث 11 سبتمبر 2001، فقد كشف الأمين العام المتقاعد لحلف الناتو ويسلي كلارك، بحسب الكاتب البريطاني الدكتور نفيذ أحمد، عن فحوى مذكّرة من مكتب وزير الدفاع الأمريكي بعد أسابيع قليلة من أحداث 11 سبتمبر عن خطط لمهاجمة وتدمير الحكومات في سبع دول في غضون خمس سنوات، بدءاً من العراق وانتقالاً إلى سوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان وإيران، والهدف السيطرة على موارد النفط والغاز الهائلة في المنطقة. هذا الكلام يتقاطع إلى حد بعيد مع تقرير صدر عام 2008 عن مؤسسة "راند" الأميركية للبحوث العسكرية بتمويل من الجيش الأمريكي، تحت عنوان "كشف مستقبل الحرب الطويلة"، وفيه أن الدول الصناعية ستستمر بالاعتماد بشكل كبير على النفط، وبما أن معظم النفط لا يزال يستخرج من الشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة لديها "الدافع للحفاظ على العلاقات الطيبة مع دول الشرق الأوسط واتخاذ كلّ الإجراءات لمنع خسارة السيطرة ولو الجزئية على نفط وغاز المنطقة.
لقد كان واضحاً، أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بتحالفه مع إيران والاتفاقية التي وقّعها الطرفان مع العراق قد أثارت مخاوف استراتيجية لدى مجموعة من الدول في مقدّمتها تركيا و"إسرائيل"، الخاسرتان من خط الأنابيب الإيراني–العراقي، فمن جهة سيمنع على تركيا التحوّل إلى منصة غاز دولية، تستخدمها كما فعلت روسيا لعقود طويلة، للضغط على الأوروبيين، فالرئيس التركي لم ولن ينسى رفض الأوروبيين لمشروع انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروپي. أما بالنسبة لإسرائيل، التي تحوّلت الى دولة مصدّرة للغاز وعقدت خلال السنتين الماضيتين اتفاقيات لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروپا، فإنها تجد في الخط القطري-التركي حلاً مثالياً لنقل غازها إلى القارة العجوز، ومن جهة ثانية، تخلّصت عبر التغيير الحاصل في دمشق، من مشروع غاز معادٍ لها، لأنّ نجاح خط الأنابيب الإيراني العراقي سيشكّل بالتأكيد رافعة اقتصادية استثنائية لهذه الدول. إن الصراع على الغاز والنفط، يبدو أنه هو من حدّد طبيعة التدخّل في سوريا وتغيير الأنظمة، ليس بالضرورة الاهتمام بحياة السوريين، فقد قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة السابق الجنرال مارتن ديمبسي: سوريا ليست مسألة اختيار بين جانبين بل اختيار جانب واحد من بين العديد من الجوانب، وأعتقد أن الجانب الذي نختاره لا بدّ أن يكون مستعدّاً لتعزيز مصالحه ومصالحنا عندما يتحوّل الميزان لصالحه.
ويروي روبرت كندي، ابن شقيق الرئيس الأمريكي الأسبق جون كندي، أن واشنطن واعتباراً من عام 2000 اتخذت قراراً بالعمل على مشروع يصبح فيه الغاز القطري بديلاً من الغاز الروسي الذي يتحكّم برقبة أوروپا، وقال في مقابلة مع مجلة پوليتكو إن القرار الأمريكي اتخذ بعد 10 سنوات بالتخلّص من الرئيس الأسد الذي "تعرّض للضغط الروسي في رفضه المشروع القطري–التركي.
إحياء المشروع 2024
في أعقاب سقوط نظام الأسد في منتصف ديسمبر 2024، عاد مشروع أنبوب الغاز القطري عبر تركياً وصولاً لأوروپا إلى الواجهة. كان الرئيس السوري بشار الأسد قد رفض المشروع عام 2009، أي قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية بسنتين. سلّطت وسائل الإعلام الغربية ومراكز القرار الغربي في حينه الضوء على المصالح الروسية كسبب وحيد لرفض الرئيس الأسد المشروع التركي-القطري، لأن الغاز القطري سيحلّ محلّ الغاز الروسي الذي كان، قبل الحرب في أوكرانيا، يؤمّن 45% من احتياجات أوروپا للغاز الطبيعي. وهذه الفرضيّة صحيحة إلى حد ما، فموسكو حليفة تاريخية لسوريا ومن غير المتوقّع أن تأخذ دمشق قراراً يهدّد مصالح حليفتها، واتهم الأسد في حينه أنه فضّل مصالح روسيا على مصلحة شعبه الذي كان بالإمكان أن يستفيد من حقّ مرور الغاز في أراضيه، لكنّ الوقائع التي كشفت منذ تلك المرحلة، تفيد بأنّ رفض الأسد كان له سبب وجيه آخر ويعود لسوريا بمنافع اقتصادية أعلى بكثير من الخط القطري-التركي.[6]
كان الأسد يناقش في تلك المرحلة، وبدعم روسي، مشروع بناء خط أنابيب لنقل الغاز الإيراني عبر العراق وصولاً إلى أوروپا عبر نافذة سوريا على المتوسط، وكان بإمكان هذا المشروع أن يؤمّن احتياجات سوريا من الغاز عبر حقّ المرور، وثانياً سيحوّل سوريا إلى مركز استراتيجي لتصدير الغاز الإيراني إلى أوروپا بديلاً من تركيا، وقد تمّ بالفعل توقيع مذكّرة تفاهم بين الدول الثلاث؛ إيران والعراق وسوريا في يوليو 2011، أي بعد ثلاثة أشهر فقط على بدء الحرب السورية، على أن يكون جاهزاً للعمل بحدود العام 2016، وحدّدت التكاليف بنحو 10 بليون دولار.
وبالتزامن مع طرح أردوغان للمشروع القطري التركي على سوريا عام 2009، تمّ اكتشاف حقول ضخمة من الغاز الطبيعي في حوض شرق المتوسط (الأراضي المحتلة لبنان سوريا وقبرص ومصر)، وتمّ توزيع رخص التنقيب مباشرة على شركات أمريكية وأوروپية وهذا ما رفع أهمية المشروع لكونه يمكن أن يتكفّل بنقل الغاز المكتشف حديثاً عبر الخطوط التركية.
على هذا الأساس، يمكن الذهاب نحو الاستنتاج الذي جرى الحديث عنه بإسهاب مع بداية الحرب في سوريا، عن أن المشروع القطري التركي ورفض الرئيس السوري له كانا سبباً وجيهاً لبدء حرب إسقاط الأسد عام 2011 من قبل الأطراف المعنية بالغاز، وكان هذا أيضاً واحداً من الأسباب التي دفعت روسيا لدخول الحرب. لهذا السبب دخلت روسيا في الحرب لأنّ أيّ تغيير للنظام في سوريا في تلك المرحلة، يعني مجازفة انتظار نظام جديد سيجري تصنيعه بحيث لن يعارض مشروع خط الغاز القطري- بحسب ما يقول البروفيسور ميشيل اورنيشتاين من مركز دراسات روسيا في جامعة هارفرد، كما لن يعارض النظام الجديد في سوريا الترتيبات الإقليمية المطلوبة لتجميع ناتج غاز سواحل شرق المتوسط، على نحو تتوافر فيه كميات تكفي الحاجة الأوروبية وتكون بديلاً نهائياً عن الغاز الروسي.
قبل أيام قليلة، أعلن في أنقرة أنّ سقوط بشار الأسد أعاد إلى الواجهة مشروع خط الغاز الطبيعي بين قطر وتركيا، وقالت الباحثة السياسية والاقتصادية التركية بشرى زينب أوزدمير، إن سوريا بلد هام للغاية بالنسبة لدولة قطر من حيث تصدير الغاز الطبيعي، وأشارت إلى أنّ "الثورة السورية" التي استمرت أكثر من 10 أعوام، جعلت المشروع مستحيل التنفيذ، إلا أنه بعد تأسيس نظام مستقر في سوريا، يمكن القول "إن المشروع لن يواجه أيّ عقبات سياسية في المنطقة إذا استمرّ الوضع الراهن".
انظر أيضاً
الهامش
- ^ أ ب Nafeez Ahmed, The Guardian, 30 August 2013, Syria intervention plan fueled by oil interests, not chemical weapon concern
- ^ Pipelines International, March 2010, Pipeline projects in the Middle East
- ^ The National, 26 August 2009, Qatar seeks gas pipeline to Turkey
- ^ The National, 18 January 2010, Turkey touts proposed gas pipeline from Qatar
- ^ Ansa Mediterranean, 1 October 2012, Syria: new markets for Qatari gas without Al Assad, analyst
- ^ "أي ثمن دفعه السوريون لقاء نقل الغاز القطري إلى أوروبا عبر تركيا؟". قناة الميادين. 2024-12-15. Retrieved 2024-12-17.
وصلات خارجية
- ORSAM, January 2011, Is the Qatar-Iraq-Turkey-Europe Natural Gas Pipeline Project Feasible?
- Pepe Escobar, Al Jazeera, 6 August 2012, Syria's Pipelineistan war