ثقافة أم النار

Coordinates: 24°26′21″N 54°30′16″E / 24.43917°N 54.50444°E / 24.43917; 54.50444
(تم التحويل من Umm al-Nar culture)

24°26′21″N 54°30′16″E / 24.43917°N 54.50444°E / 24.43917; 54.50444

أم النار
أم النار is located in الإمارات العربية المتحدة
أم النار
أم النار
الإحداثيات: 24°26′18″N 54°30′52″E / 24.43833°N 54.51444°E / 24.43833; 54.51444
البلد الإمارات العربية المتحدة
المنسوب
5 m (16 ft)
عمليات التنقيب في مدافن أم النار.

أم النار، هي جزيرة ومدينة أثرية في إمارة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة. تواجدت ثقافة أم النار في العصر البرونزي في الإمارات العربية المتحدة وشمال سلطنة عمان من 2600 ق.م. إلى 2000 ق.م.[1]. وتسبق وجود ثقافة أم النار ثقافة أخرى تسمى ثقافة حفيت ، وتلي ثقافة أم النار ، ثقافة وادي سوق[2].

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

بعد اكتشافها سنة 1959 على إثر حفريات قامت بها بعثة آثار دانماركية، وكذلك المسوحات التي قام بها علماء آثار من الإمارات العربية المتحدة والعراق، أظهرت جزيرة أم النار أدلة أثرية ساهمت بشكل كبير في تسليط الضوء على ثقافة السكان الأوائل للإمارات العربية المتحدة ونمط حياتهم. فمنذ حوالي 2600 إلى 2000 سنة قبل الميلاد، عمل سكان الجزيرة في الصيد وصهر النحاس، ومارسوا التجارة خارج حدود الجزيرة ليصلوا إلى بلاد الرافدين ووادي السند، وتمّكن سكان الجزيرة الأوائل من إقامة مستوطنات ممتدة نسبيا.


المدافن

مقبرة تعود لثقافة أم النار في رأس الخيمة
مدفن متميز لثقافة أم النار في موقع الصفوح الأثري في دبي.
هذه الجزيرة الصغيرة مقابل ساحل أبوظبي، هي اليوم موقع مصفاة النفط الرئيسية للدولة. وفي 1958، كانت موقع أول حملة حفريات أثرية في الساحل المتصالح، حين تم اكتشاف عدة مقابر جماعية مستديرة، مثل هذه المقابر: المقبرة أ، شمال هيلي، تل أبرق، مويهات، سفوح وشمال. حفرية المستوطنة في جزيرة أم النار أكدت أهمية الجوار ولهذا السبب فإن الإسم "ثقافة أم النار" أُعطي لتلك الفترة حوالي 2500-2000 ق.م. في الإمارات وعُمان.

قد اكتشف علماء الآثار مقبرة تضم 50 مدفنا مبنيا فوق سطح الأرض. هذه المدافن دائرية الشكل[3] حيث يبلغ قطرها 6 إلى 12 متر وعلوها بضعة أمتار، وهي مقّسمة إلى غرف يتم الدخول إليها من خلال مداخل صغيرة شبه منحرفة الشكل. وقد تم تصميم كل غرفة لإيواء عدة جثث: ومن الصعب تحديد العدد لأن بقايا الهياكل كانت مبعثرة مع تغيرات الزمن وتعرضها لنبش لصوص القبور في الأزمنة الغابرة.

كانت المدافن في شكل قبب، وتم بناؤها بواسطة حجارة مهندمة تم استعمال بعضها في ترميم عدد من هذه المدافن خلال السبعينيات. وأحيانا، تجد الجدران الدائرية للمباني الكبيرة مزخرفة بنقوش تمثل حيوانات المها والثيران والثعابين والجمال.

الأدوات والحلي المكتشفة

ويمكن التعرّف على الكثير من نشاطات سكان الجزيرة من خلال الأدوات التي تم العثور عليها في المقابر والمستوطنة عامة. ويشمل ذلك أدوات الزينة الشخصية على غرار العقود والمجوهرات ودبابيس الشعر الذهبية، والأسلحة النحاسية والأدوات الفخارية الحمراء المستوردة، والتي كانت مصنوعة بمهارة كبيرة ومزخرفة بتصاميم دقيقة. كما تبيّن صنارات الصيد وشِباك الغطاسين اعتماد سكان الجزيرة الأوائل على البحر كمصدر للغذاء. ويبدو أن الأطوم، أو عجل البحر، كان من المكونات الأساسية في نظامهم الغذائي إلى جانب استعمال جلده وزيته. ورغم أنه أصبح اليوم من الأنواع المحمية، يبدو أن الأطوم كان موجودا بوفرة في ذلك الوقت بدليل اكتشاف الكثير من عظامه ضمن المواد العضوية الأخرى التي تم العثور عليها في الموقع.

التغيرات المناخية

ومن المؤكد أن المنطقة تعرّضت لتغيرات مناخية هامة بسبب غياب أية أدّلة أثرية لمباني حجرية كبيرة على امتداد ساحل أبوظبي وجزرها بعد 2000 سنة قبل الميلاد. ويوحي ذلك بأن سكان العصر البرونزي لم يتمكنوا من الاستمرار في العيش وسط بيئة يتزايد جفافها باستمرار، فطوروا نمط حياة يميل إلى البداوة والترحال، مع العودة إلى الجزر خلال موسم الشتاء البارد فقط. كما أن الرأي القائم على فكرة ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات سقوط الأمطار تعززه التحاليل التي أجريت على عظام الطيور الأصلية التي كانت تعيش في المنطقة، مثل طائر الزقة الذي لا نجده اليوم سوى في مستنقعات دجلة والفرات، وكذلك هو الحال بالنسبة إلى الحمام الأخضر الذي نجده اليوم في منطقة ظفار في سلطنة عمان.

ورغم صغر هذه الجزيرة، إلاّ أن المميزات الخاصة لتاريخها القديم جعل من عبارة "ثقافة أم النار" عبارة معتمدة على المستوى العالمي للإشارة إلى ثقافة التي سادت في الخليج العربي وجنوب شرق الجزيرة العربية قبل أربعة آلاف سنة خلت.

المصادر

  • دکتور: عبد الله، مرسی، محمد (الإمارات العربیة وجیرانها) دار القلم: کویت، عام 1981 للميلاد.
  • دکتور: المجد، کمال، أحمد، (دولة الإمارات العربیة المتحدة، دراسة مسحیة شاملة).، شرکه المصریة للطباعة والنشر: عام 1978 للميلاد.
  • دکتور: رحمه، عبد الله، بن عبد الرحمن، “ (الإمارات فی ذاکرة أبنائها) “، عام 1990 للميلاد.
  • الفارسی، سالم، بن محمد، (القلاع والحصون فی الإمارات)
  • الیعربی، مصبح، بن سیف، (شواهد علی التاریخ)
  • لفتنانت کونیل، سیر آرنولد ویلسون،، «(تاریخ عمان والخلیج)» ،. انتشار عام 1988 للميلاد.
  • دکتور: المجد، کمال، احمد، (دولة الإمارات العربیة المتحدة، دراسة مسحیة شاملة) .، الشركة المصریة للطباعة والنشر: القاهرة، عام 1978 للميلاد.