معاهدة السيب
معاهدة/اتفاقية السيب، كانت اتفاقية بين سلطان مسقط، تيمور بن فيصل وإمامة عمان بقيادة الإمام محمد بن عبدالله الخليلي في 25 سبتمبر 1920.[1] منحت المعاهدة الحكم الذاتي للإمامة في المناطق الداخلية من عُمان، لكنها اعترفت بسيادة سلطنة مسقط.[2][3][4][5] سُميت المعاهدة على اسم السيب، وهي بلدة ساحلية في عُمان المعاصرة.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
ظهرت الإمامة في دورات على مدى أكثر من 1200 سنة في عُمان، ونجحت في بعض الأحيان في طرد المستعمرين الپرتغاليين من جنوب شرق شبه الجزيرة العربية وتأسيس دولة بحرية امتدت قوتها نحو الخليج العربي وشرق أفريقيا.[6] وأدى التطور الاستعماري البريطاني في ساحل عُمان، سلطنة مسقط، إلى إحياء قضية الإمامة من جديد في المناطق الداخلية من عُمان.[6] كان العمانيون يكرهون أسلوب الحكم الاستبدادي والسيطرة البريطانية الواسعة على السلطنة.[7][2] قاد الإمام سالم بن راشد الخروصي النهضة الإسلامية، حيث أشعل ثورة ضد مسقط (1913-1920) بين الطائفة الإباضية المحافظة في عمان الداخلية، وأعاد تأسيس الإمامة في معارضة لمسقط.[8] كانت إمامة عُمان، على غرار السلطنة، يحكمها المذهب الإباضي، لكن المذهب الإباضي اختلف سياسياً حيث عارض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية واعتقد أن الحاكم يجب أن يكون منتخباً.[3][9] وبمساعدة بريطانية من خلال الوسيط رونالد ونگت ، تم توقيع معاهدة السيب في 25 سبتمبر 1920. وتأسست عاصمة الإمامة في مدينة نزوى، أحد مراكز القوة التقليدية في تاريخ عُمان.[6] قُتل الإمام سالم بن راشد الخروصي في يوليو 1924 وأُنتخب إماماً جديداً هو محمد بن عبد الله الخليلي.
كانت العلاقات بين مسقط وعُمان سلمية نسبياً حتى عام 1945 عندما انتشرت أنباء عن مرض الإمام الخليلي. أعرب السلطان سعيد بن تيمور للحكومة البريطانية عن اهتمامه باحتلال الإمامة مباشرة بعد وفاة الإمام والاستفادة من عدم الاستقرار المحتمل الذي قد يحدث داخل الإمامة عند حلول موعد الانتخابات.[10] وفي أعقاب وفاة الإمام الخليلي انتخب الإمام غالب الهنائي سنة 1954.[11] اعتبر الإمامة أن دخول واحتلال فهود في 25 أكتوبر 1954، وهي منطقة تقع داخل عُمان، من قبل مشاة مسقط بقيادة الكولونل كوريات، كان بمثابة خرق لمعاهدة السيب، مما أدى إلى اندلاع حرب الجبل الأخضر.[12] عام 1955 استولى السلطان سعيد بن تيمور على العاصمة نزوى، ودعمت السعودية، بعد نزاع البريمي، ومصر والعراق قضية الإمامة.[13][14]
وقد أعاد شقيق الإمام الجديد الشيخ طالب بن علي الهنائي، الذي فر إلى السعودية ثم إلى مصر، إحياء ثورة الجبل الأخضر تدريجياً، ثم عاد إلى الانضمام إلى أتباعه في عُمان. وبعد التدخل المباشر من جانب القوات البريطانية، بما في ذلك سلاح الجو الملكي وقوات الخدمة الجوية الخاصة، انتهت الحرب عام 1959 بهزيمة الثوار ونفي القادة إلى السعودية.[15][12][16]
النص
مثل حكومة مسقط السيد محمد بن أحمد الغشام البوسعيدي، ومثل حكومة الإمام محمد بن عبدالله الشيخ عيسى بن صالح الحارثي، وكان القنصل البريطاني في مسقط ونگيت بمثابة الوسيط.
هذا ما تم الاتفاق عليه في التسوية بين حكومة السلطان تيمور بن فيصل والشيخ عيسى بن صلاح بن علي الحارثي نيابة عن العًمانيين الذين يوقعون بأسمائهم هنا عن طريق وساطة السيد ونگيت الوكيل السياسي في مركز الدراسات الهندية وقنصل جلالته البريطاني في مسقط الذي فوضته حكومته في هذا الشأن ليكون وسيطاً بينهما. وقد وردت البنود على النحو التالي. أربعة منها تخص حكومة السلطان وأربعة منها تخص العًمانيين. أما ما يخص العُمانيين فهو ما يلي:
أولاً: أن يكون كل وارد من عُمان من جميع الأجناس إلى مسقط ومطرح وصور وسائر البلدات الساحل لا يؤخذ منه زيادة عن خمسة بالمائة.
ثانياً: أن يكون لجميع العًمانيين الأمن والحرية في جميع البلدات الساحلية.
ثالثاً: تُرفع جميع التحجيرات على جميع الداخلين والخارجين في مسقط ومطرح وجميع البلدان الساحلية.
رابعاً: أن لا تأوي حكومة السلطان مذنباً يهرب من إنصاف العمانيين وأن ترجعه إليهم إذا طلبوه منها وأن لا تتدخل في شئونهم الداخلية.وأما البنود الأربعة التي تخص حكومة السلطان فهي كالتالي:
أولاً: جميع القبائل والمشايخ يكونون بالأمن والصلح مع حكومة السلطان، وأن لا يهاجموا بلاد الساحل ولا يتداخلوا في حكومته.
ثانياً: جميع المسافرين إلى عُمان في مشاغلهم الجائزة والأموال التجارية يكونون أحراراً ولا تكون تحجيرات على تجارتهم ولهم الأمن.
ثالثاً: كل محدث ومذنب يهرب إليهم يطردونه ولا يأوونه.
رابعاً: أن تكون دعاوى التجار وغيرهم من العمانيين تسمع وتفصل على موجب ما هو الإنصاف بالحكم الشرعي.حرر هذا في بلدة السيب يوم 11 من شهر محرم 1339هـ، الموافق 25 سبتمبر 1920م.[1]
المراجع
- ^ أ ب "'File 8/67 MUSCAT STATE AFFAIRS: MUSCAT – OMAN TREATY.' [23r] (50/316)". Qatar Digital Library. April 30, 2018.
- ^ أ ب ت "'Historical Summary of Events in the Persian Gulf Shaikhdoms and the Sultanate of Muscat and Oman, 1928-1953' [93v] (191/222)". Qatar Digital Library. May 30, 2014.
- ^ أ ب "CNNArabic.com - وفاة آخر أئمة عُمان في منفاه السياسي بالسعودية". archive.arabic.cnn.com.
- ^ Dr Francis Owtram (2014-12-11). "A Close Relationship: Britain and Oman Since 1750". QDL.
- ^ "BBC Middle East: Oman profile - Timeline (25 April 2018)". BBC News. 2018-04-25.
- ^ أ ب ت Wilkinson, J. C. (1971). "The Oman Question: The Background to the Political Geography of South-East Arabia". The Geographical Journal. 137 (3): 361–371. doi:10.2307/1797273. JSTOR 1797273.
- ^ Cobain, Ian (September 8, 2016). "Britain's secret wars | Ian Cobain". The Guardian – via www.theguardian.com.
- ^ J. E. Peterson, "The Revival of the Ibadi Imamate in Oman and the Threat to Muscat, 1913–20," Arabian Studies 3 (1976): 165–88.
- ^ "'File 8/67 MUSCAT STATE AFFAIRS: MUSCAT – OMAN TREATY.' [7r] (18/316)". Qatar Digital Library. April 30, 2018.
- ^ "'File 8/62 Muscat State Affairs: Principal Shaikhs and Tribes of Oman' [35r] (69/296)". Qatar Digital Library. April 20, 2018.
- ^ J. E. Peterson, "Britain and ‘The Oman War’: An Arabian entanglement," Asian Affairs 7, 3 (1976): 285–298.
- ^ أ ب Peterson, J. E. (2 January 2013). Oman's Insurgencies: The Sultanate's Struggle for Supremacy. Saqi. ISBN 9780863567025. Retrieved 29 April 2018 – via Google Books.
- ^ Fremont-Barnes, Gregory (May 5, 2015). A History of Counterinsurgency [2 volumes]. ABC-CLIO. ISBN 9781440804250 – via Google Books.
- ^ Adams Schmidt, Dana (January 29, 1956). "U.S. SEEKS TO AID IN OASIS DISPUTE; Ready to Use 'Good Offices' in Deadlock Over Buraimi by Britain, Saudi Arabia Independence at Issue Undisputed as Best Route". The New York Times.
- ^ Allen, Calvin H.; II, W. Lynn Rigsbee (14 January 2014). Oman Under Qaboos: From Coup to Constitution, 1970-1996. Routledge. ISBN 9781135314309. Retrieved 29 April 2018 – via Google Books.
- ^ Publications, Europa (September 2, 2003). A Political Chronology of the Middle East. Routledge. ISBN 9781135356736 – via Google Books.
وصلات خارجية
- Husain M. Al-Baharna. The Legal Status of the Arabian Gulf States: A Study of Their Treaty Relations and International Problems. Manchester University Press, 1968.