صوت مجسم
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كيف تعمل أنظمة الصوت المحيطية؟
إن الذهاب للسينما لمشاهدة الأفلام في هذه الأيام مختلف تماماٌ عن ما كان عليه قبل سبعين سنة، الآن أضحت الصورة أوضح وأغلب الأفلام اصبحت ملونة و بالتأكيد تذكرة الدخول أصبحت أغلى بكثير، لكن التغيير الأكبر كان في التجربة الصوت، في ثلاثينيات القرن الماضي كانت مسرح التي تقدم الأفلام تعتمد بشكل كامل على مجهار واحد من أجل الصوت، أو على مجموعة من المجاهير التي كانت توضع على جانب شاشة الفلم، أما اليوم فإن مشاهدي الأفلام في السينما يتوقعون أن يسمعوا الصوت يأتي من كافة الاتجاهات، وهذه التقنية التي ميّزت السينما أصبحت من المعايير الأساسية في محطات التسلية المنزلية. في هذا المقال سنلقي الضوء على أنظمة الصوت المحيطية والتي أصبحت من معايير تجهيزات السينما العصرية، وسنلقي الضوء أيضا على تجهيزات أنظمة التسلية المنزلية والتي يمكن أن تقوم بإنشائها بنفسك.
ما هو الصوت المحيطي؟
هناك طرق عديدة لانتاج و عرض أي تسجيل صوتي ، أسهل طريقة -وهي الطريقة التي كانت شائعة في الأفلام القديمة- تسمى طريقة التسجيل أحادي القناة والتي تعني أن الملف الصوتي قد تم تسجيله على قناة سمعية واحدة (اسطوانة حلزونية واحدة-على سبيل المثال- أوشريط ذو مسلك ممغنط واحد) والذي يمكن سماعه عن طريق مجهار وحيد .
إحدى الطرق المتوفرة أيضا هي طريقة التسجيل مزدوج القناة، والذي يتم سماعه عن طريق مجهار تتوضع على طرفي المستمع والتي يطلق عليها عادة بالستريو أو الصوت المجسم. وإصطلاح "الصوت المجسم" هنا ليس دقيقا بشكل كامل لأن كلمة صوت مجسم تشير إلى تشكيلة اكبر من التسجيلات المزدوجة القناة، تسجيل الصوت الذي يعتمد على القناة المزدوجة هو المقياس الأساسي لمستقبلات الستريو المنزلية والتلفاز و الإذاعة، ابسط انواع الصوت المجسم - والذي يعرف بإسم التسجيلات السمعية الأذنية- يتم تسجيلها عن طريق ميكروفونين يتم وضعهما في حفلة على الهواء مباشرة -على سبيل المثال- لتأخذ محل الاذن البشرية، إن سماعك لهاتين القناتين على مجهارين يتيح لك الاستمتاع بالحفلة وكأنك موجود فيها . أخذت التسجيلات المحيطية هذه الفكرة ولكن إلى منحى ابعد من ذلك ، وذلك بإضافة قنوات سمعية جديدة بحيث يأتي الصوت من ثلاثة جهات أو أكثر، حيث أن مصطلح الصوت المحيطي يشير إلى نظام صوتي يعتمد على اقنية مزدوجة كالتي تم تصميمها من قبل مختبرات دوبلي، والذي يستخدم عادة كمصطلح شامل للمسارح أو المسارح المنزلية التي تعتمد على نظام القنوات السمعية المزدوجة لتسجيل الصوت المحيطي نحتاج إلى ميكروفونات من نوع خاص(لالتقاط الصوت من ثلاث جهات أو اكثر)،لكن هذه الطريقة ليست الطريقة المعيارية لتوليد الصوت المحيطي.إذ أن معظم الافلام التي تتمتع بتقنية الصوت المحيطي تعتمد على ستوديوهات خاصة للدمج. يقوم محررو ومهندسو الصوت بأخذ عدد من تسجيلات مختلفة للصوت (المحادثة المسجلة في الفيلم ، المؤثرات الصوتية المسجلة في ستوديو الدبلجة أو المولدة عبر الحاسوب،العلامات الموسيقية) ويقررون على اي قناة صوتية-أو قنوات- سيضعون هذه التسجيلات. في الفقرة التالية..سنتعلم القليل عن الآلية المتبعة سابقا لتوليد الصوت المحيطي وتركيبه في المسارح القديمة.
بدايات الصوت المحيطي
على مر السنين، استخدمت العديد من الأساليب لتوليد الصوت المحيطي. ولعل ما استخدمه والت دزني عام 1941 في فيلم" فنتازيا" هو أحد اقدم الأساليب لتوليد الصوت المحيطي. إذ قام مهندس الصوت في ديزني "ويليام جاريتي" بأخد تسجيلات صوتية متفرقة من مقاطع مختلفة من الأوركسترا،ثم دمجها لينتج أربع مسارات صوتية واضحة ومستقلة ، والتي سُجّلت على شكل مسارات بصرية منفصلة على بكرة الفيلم.
هذه المسارات الأربعة تقود مجاهير مختلفة موزعة حول المسرح. في المسارح المجهزة، تبدو الموسيقا كما لو أنها تتحرك حول القاعة ،وهو تأثير يتم الحصول عليه عن طريق ما يعرف بتقنية فصل الصوت " sound panning ".يتم تحقيق هذه التقنية عن طريق تخميد الصوت على إحدى القنوات الصوتية فيما يتم ظهور الصوت من جديد على قناة أخرى. لعرض فيلم "فنتازيا" بنظام الصوت المحيطي،يحتاج المسرح إلى جهاز عرض إضافي لتشغيل المسارات الصوتية،تماما كما هو الحال في المستقبلات مرتفعة الثمن والمجاهير المركبة. لم تنتشر أنظمة الصوت المحيطي هذه بشكل واسع،وذلك لاعتمادها على تجهيزات باهظة الثمن.ولكن في أواخر خمسينيات القرن الماضي،استطاعت العديد من أفلام هوليوود الاعتماد على تنسيقات ابسط من القنوات المتعددة.وبرزت العديد من المسارح المختلفة على الساحة استخدمت تقنيتين شهيرتين (سينيراما وسينماسكوب)، ولكن معظم المسارح ظلت معتمدة على التقنية الأساسية نفسها.بشكل مجمل، تعرف أنظمة الصوت هذه بأنظمة الصوت المجسم أو أنظمة الصوت المجسم المسرحية.
نظام الصوت المجسم المسرحي:
استخدَم النظام الصوتي المسرحي المجسم أربعة أو أكثر من المسارات الصوتية التماثلية المسجَّلة مغناطيسياً. لا تعطي هذه المسارات المسجَّلة مغناطيسياً صوتاً واضحاً كوضوح صوت المسارات الصوتية البصرية التقليدية، و هي تعمل على توفير الوقت، و لكنَّها تشغل مساحة أقل بكثير من الفيلم. لا يمكن تسجيل أكثر من مسارين بصريين في الفيلم العادي، لكنَّه من الممكن تسجيل ستة مسارات مغناطيسياً على محيط الفيلم، (شاهد الصورة).
المخطط النموذجي لنظام الصوت المجسم المسرحي
توجد في هذا النظام ثلاث إلى خمس قنوات تقود المجاهير الموجودة خلف شاشة عرض الفيلم السينمائي. يتألف نظام الأربع قنوات المألوف من قناة تشغِّل المجهار الموجود على اليسار، و قناة تشغِّل المجهار الموجود على اليمين، و قناة تشغِّل المجهار المركزي و قناة تشغِّل المجاهير الموجودة على الجوانب و القسم الخلفي من الصالة (أو المسرح). و تتميز بعض الأنظمة بخمس قنوات منفصلة خلف الشاشة و واحدة محيطية (موجودة بكافة جوانب و محيط صالة العرض). في هذه الأفلام، يتم تسجيل معظم الصوت على القنوات الأمامية لكي يبدو الصوت و كأنَّه صادر من الشاشة. عندما يتكلم الممثِّل على الجانب اليساري من الشاشة، يصدر الصوت من المجاهير اليسارية. و عندما يتكلم الممثِّل على الجانب اليميني من الشاشة، يصدر الصوت من المجاهير اليمينية. و يُنقل معظم الصوت إلى المجاهير الموجودة في المركز، مما يؤدِّي إلى تركيز الصوت و تثبيته و كأنَّه صادر من الشاشة. و لقد خُصِّصت مكبِّرات الصوت الخلفية لإصدار "المؤثرات الصوتية"، كأصوات البيئة المحيطة بمشاهد الفيلم. وفي السبعينيات، قدَّمت مخابر سمِّيت بمخابر دولبي نظاماً صوتياً جديداً يعتمد البنية السابقة. و في الفقرة التالية، سنرى ما الذي جعل هذا النظام الجديد نظاماً صوتياً متَّبعاً في المسارح و صالات السينما. و دولبي هو نظام الكتروني يقلِّل من تأثير ضجيج البيئة الخارجية المحيطة، و ذلك لتحسين جودة الصوت المسجَّل في الأفلام السينمائية أو على أشرطة الكاسيت المغناطيسية، يعود هذا الاسم إلى اسم مهندس الصوت "راي دولبي" مخترع نظام الصوت هذا في لندن.
نظام دولبي الصوتي:
لنظام دولبي الصوتي الأصلي ثلاث قنوات أمامية و قناة صوت محيطية ، كما في النظام الصوتي العادي. و لكنه عاد إلى استخدام تقنية المسارات البصرية بدلاً من المسارات المسجَّلة مغناطيسياً، و ذلك للحصول على صوت مسجَّل أوضح و أفضل. كما استخدم هذا النظام عمليةً متطورةً لتقليل الضجيج، الأمر الذي أدَّى إلى تحسين جودة الصوت أكثر، (شاهد الصورة). ونظام دولبي الصوتي هو النظام الصوتي المعياري التماثلي المستخدَم اليوم، و ذلك لجودة الصوت الممتازة التي قدَّمها و تركيبه البسيط نسبيَّاً.
يخزِّن نظام دولبي الصوتي الصوت على مسارين بصريين.
لقد أدَّت الجودة المتزايدة لنظام دولبي الصوتي إلى استخدام منتجي الأفلام السينمائية للقنوات المحيطية لإصدار الصوت (أو الموجودة على محيط صالة العرض) بشكل كبير. مثل المنتج جورج لوكاس منتج فيلم "حروب النجم"، (و هو من أوائل الأفلام التي طبِّقت عليها تقنية نظام دولبي الصوتي)، فقد استخدَم في هذا الفيلم تقنية إصدار الصوت من خلال القنوات المحيطية و ذلك لزيادة ضخامة مشاهد القتال الملحمية في هذا الفيلم. و بتحريك صوت سفن المقاتلين تدريجياً من القنوات الأمامية إلى القنوات الخلفية، تعمَّد مهندسو الصوت فعلَ ذلك ليشعرَ المشاهدون و كأنَّ السفن قد خرجت من الشاشة إليهم.
مخطط نظام دولبي الصوتي المسرحي:
استخدَمت الأفلام السينمائية التي صدرت بعد فيلم "حروب النجم" نظام إصدار الصوت من جميع جوانب صالة العرض، و ذلك لإصدار المؤثرات و الأصوات القوية الموجودة في خلفية مَشاهدها. بعدها بدأ استخدام أجهزة إصدار الصوت ذي التردد المنخفض جداً (و هي أدوات يمكنها فصل الأصوات ذات التردد المنخفض عن المقطع الصوتي و إصدارها) لاستخدامها في صالات العرض والمسارح عند عرض الأفلام المعتمدة على هذه التقنية. و استخدم العديد من منتجي الأفلام هذه الأجهزة للحصول على الأصوات القوية التي تملأ صالة العرض أو المسرح، و تهزُّ المشاهدين و خصوصاً في مشاهد الانفجارات و الهزَّات الأرضية. و تُدعى أحياناً قناة هذا الجهاز في كلا نظامي الصوت المحيطي الرقمي و التماثلي بقناة مؤثرات التردد المنخفض. و في عام 1982 أطلقَ دولبي نظاماً صوتياً منزلياً ترفيهياً كنسخةٍ من نظامه الصوتي المسرحي. يتمتَّع هذا النظام الصوتي المنزلي بنفس ميزات و مؤثرات النظام المسرحي، لكنَّه يعمل بشكل مختلف قليلاً عنه. يتم فيه ترميز الصوت الذي تحمله القنوات الصوتية على شكل مسارات المغناطيسية على شريط الفيديو(بشكل اكبر من تسجيله باستخدام المسارات البصرية) أو يرسَل الصوت كإشارة تلفزيونية. و توضَع مكبرات الصوت في هذا النظام المنزلي بنفس طريقة وضعها في النظام المسرحي، و هو النظام الوحيد الذي له ثلاث قنوات تنقل الصوت إلى ثلاثة مجاهير، المجهار اليساري، المجهار اليميني، و المجهار الخلفي. ثم قدَّم دولبي في عام 1987 نظاماً آخراً، و الذي يمتاز بأنَّ له قناة إضافية لمجهار مركزي أمامي. إنَّ الابتكار الحقيقي في تقنية دولبي الصوتية هو إمكانية تسجيل كمية كبيرة من الصوت على مساحة صغيرة من الفيلم. عندما بدأ مهندسو مخابر دولبي بالعمل على إحداث هذه التقنية الجديدة، وجدوا أنَّه من غير الممكن تسجيل أكثر من مقطعين بصريين في المساحة المتوفرة. فقاموا بتطويرها و ابتكار النظام الصوتي 4-2-4 الذي يمكن من خلاله تسجيل الصوت من أربعة قنوات صوتية منفصلة. استُخدِم هذا النظام في مشغِّل الموسيقى المنزلي ذي الأربعة مجاهير في أوائل السبعينيات، و فيه يمكن تسجيل الصوت من أربع قنوات صوتية و تخزينه في المساحة المتوفرة. و في الفقرة التالية، سوف نعلَم ما هي الخدعة الذكية التي جعلت ذلك ممكناً.
النظام الصوتي 4-2-4:
إنَّ الفكرة الأساسية للنظام الصوتي 4-2-4 هي الحصول على أربع مسارات صوتية من مسارين صوتيين. و هذه المسارات الصوتية الأربعة بشكل أساسي هي: 1. الصوت من المسار A. 2. الصوت من المسار B. 3. المعلومات الصوتية المتشابهة من كل من المسارين A و B. 4. الاختلاف بين المسارين A و B.
تعمل القناتان الأولى و الثانية بشكل مباشر. توصَل القناة A إلى المجهاراليساري، والقناة B إلى المجهار اليميني. لكن القناتين الثالثة و الرابعة تعملان بطريقة معقَّدة أكثر بقليل. ولفهمها، يجب أن نعرف قليلاً عن كيفية إصدار المجاهير للصوت. يحيط المجهار الأساسي بأسطوانة معدنية (مغناطيس كهربائي) ملفوفٌ عليها وشيعة. ويُحاط هذا المغناطيس بمغناطيس طبيعي دائم. عند مرور التيار الكهربائي في المغناطيس الكهربائي، يتمغنط و يسلك سلوك مغناطيس طبيعي، بقطب موجب و آخر سالب. توصَل إحدى نهايتي الوشيعة إلى السلك الموجب للمكبر و النهاية الأخرى إلى السلك السالب. يغيِّر المجهار اتجاه التيار بشكل دائم فتتبدَّل الأقطاب باستمرار. يؤدي تبدُّل الأقطاب إلى تغيُّر الجاذبية بين المغناطيس الكهربائي و المغناطيس الطبيعي المحيط به. و الذي يؤدي بدوره إلى تحريك المغناطيس الكهربائي، فيقوم بدفع و سحب مكبر الصوت، مما يؤدي إلى دفع الهواء الخارجي المحيط و سحبه بسرعة. تعطي حركة جزيئات الهواء هذه الأصوات التي نسمعها. بداية يكون لدينا إشارة صوتية، ثم تيار كهربائي متغيِّر. عندما يتغيَّر التيار بأحد الاتجاهين يتحرك مكبر الصوت باتجاه معيَّن، و عندما يتغيرَّ التيار بالاتجاه الآخر يتحرك مكبر الصوت بالاتجاه المعاكس. يمكن تمثيل هذه الإشارة كإشارة مهتزة. يعتمد الصوت على مقدار تحرُّك مكبر الصوت و على سرعة هذه الحركة، و اللذين يعتمدان على تغيُّر التيار الكهربائي. في نظام الصوت المحيطي، تسجَّل الإشارة الصوتية للقناة المركزية على كل من القناتين A و B. و لهذه الإشارات نفس المطال و التردد، كما أنَّها متزامنة تماماً.
يأخذ المرمِّز في نظام الصوت المحيطي أربع قنوات صوتية و يجمعها كلها في قناتين.
• فرق الطور: ينتقي مفكك الترميز في نظام الصوت المحيطي ذي القناة المركزية الإشارات المتماثلة بالشكل و المطال في كل من المقطعين A و B. أمَّا إذا كان هذا النظام بدون مجهار مركزي، يصدُر الصوت الذي تحمله الإشارات الصوتية المركزية المتوازنة من مكبر ثالث "وهمي" بين المجهارين اليميني و اليساري.
يقوم مرمز الصوت المحيطي بأخذ القنوات الصوتية الأربع ومقارنتها جميعها و يسجلها على قناتين.
تسجَّل الإشارة الصوتية في النظام الصوتي المحيطي أيضاً على المقطعين A و B، لكن تكون الإشارات المتماثلة في كل مقطع مختلفة بالطور عن بعضها البعض.
و بدلاً من أن تعمل بشكل متزامن، تطبق إزاحة زمنية على كلا الإشارتين في المقطعين الصوتيين. و بالتالي تعمل الإشارتان بشكل متعاكس: عندما تعمل الإشارة الصوتية للقناة المحيطية في المقطع A على تحريك المجهار اليساري باتجاه معيَّن، تعمل الإشارة في المقطع B على تحريك المجهار اليميني بالاتجاه المعاكس. و لذلك، يتم إلغاء تأثيرالإشارة الصوتية المحيطية الصادرة من المكبرين اليساري و اليميني بشكل كبير، فلا نسمع هذا الصوت.
يقسِّم المرمِّز الصوت نظام الصوت المحيطي إلى إشارتين صوتيتين و يقوم بإزاحتهما زمنياً لتصبحا "مختلفتين بالطور".
يستقبل مفكك الترميز في نظام الصوت المحيطي إشارتي الصوت A و B و يقوم بإزاحتهما زمنياً بالنسبة إلى بعضها البعض لتصبح الإشارات الصوتية المحيطية متفقة بالصفحة من جديد. و بعد هذه الإزاحة، تصبح جميع الإشارات الصوتية اليمينية، اليسارية و المركزية مختلفة بالصفحة، فتعمل على إلغاء تأثير بعضها البعض.
ينتقي مفكك الترميز في نظام الصوت المحيطي الإشارات الصوتية المختلفة بالطور في القناتين اليمينية و اليسارية، و يقوم بإزاحتها لتصبح متفقة بالطور من جديد ثمَّ يوجهها إلى مكبرات الصوت المحيطية. بالإضافة إلى فصل الإشارات المختلفة، تمرر بعض المفككات الإشارات الصوتية عبر مرشِّحات مختلفة و عناصر لتقليل الضجيج و ذلك لجعل مستويات الصوت متوازنة و لتخفيف الضجيج أيضاً. و تستخدِم المفككات في بعض النظم الصوتية عناصر توجيه فعَّالة للتحكم بعمل النظام بشكل أدق. ابتكر الكثير من هواة أنظمة الصوت المنزلية طريقةً لتشكيل نظام صوت محيطي بشكل جزئي و ذلك بالاعتماد نظام صوتي منزلي بقناتين صوتيتين و مجموعة إضافية من المجاهير فقط. و سوف نتعرف في الفقرة التالية كيف يعمل هذا النظام.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تشغيل قناة الصوت المحيطي :
الطريقة الأسهل لتشغيل قناة الصوت المحيطي هي باستخدام المستقبل ذي مفكك ترميز الصوت المحيطي ( Receiver with Surround Sound decoder ) والذي يميز المعلومات الغير متفقة بالطور ويستخرجها ويدخلها في قناة ثالثة (Third Channel ). لموازنة الصوت يقوم المستقبل بتقوية القناة إلى حد ملائم ويضيف إليها تأخيرا زمنيا بسيطا. لتشغيل نظام الإحاطة الصوتي مع مستقبل قياسي للصوت المجسم ( Standard Stereo Receiver ) فان جميع المعلومات يجب أن تكون موجودة في القناتين اليمنى و اليسرى. لفعل ذلك خذ زوجا من المجاهير الخلفية واجعلهم إلى اليسار واليمين من المستمع ثم اربط نهاية المضخم الصوتي الأمامي الموجبة (+) للقناة اليمنى إلى النهاية الموجبة (+) من المجهارالخلفي الأيمن والنهاية الموجبة (+) للقناة اليسرى في المضخم الصوتي إلى النهاية الموجبة (+) للمجهار الخلفي الأيسر. بعد ذلك اربط النهايتين السالبتين (-) للمكبرات الخلفية مع بعضهما.
نظام إحاطة صوتي عادي
إن إشارات جهاز تجسيم الصوت المتفقة بالطور في القنوات الأمامية يلغي بعضها بعضا في مكبرات الصوت الخلفية حيث أن التيارين الموجبين (+) للمكبرين الأيمن والأيسر سيصلان للنهايتين الموجبة (+) والسالبة (-) لكل مكبر بنفس الوقت لذلك فان التيار لن يؤثر على المجهار على الإطلاق . لكن إشارات جهاز تجسيم الصوت المختلفة بالطور (Out of phase ) ستشكل تيارا متناوبا سيتدفق خارجا من النهاية الموجبة للقناة اليسرى من المضخم وداخلا إلى النهاية الموجبة للقناة اليمنى . تقوم الإشارات المختلفة بالطور بتغيير الحقل الكهرطيسي في المكبر الخلفي وبالتالي تتحكم بصوت المكبرات الخلفية. لتنصيب مجهار مركزي بسيط، شغّل تلفازك فقط .
فإذا كان تلفازك ذو مجهار أحادي (ليس مجسما للصوت) ستعمل كِلا قناتي مكبر الصوت مع بعضهما و ستعمل مكبرات التلفزيون بشكل مُرضي لوظائف معينة لأن كِلا القناتين خارجتان من التلفاز. ستحتاج بعملية التنصيب إلى مقاومة متغيرة التي يمكنها تحديد قيم التيار المار بالدارة، وبذلك إنقاص الجهد بالدارة. في نظام الصوت المحيطي تعمل المقاومة ببساطة كمتحكم بصوت المجاهير الخلفية. يمكن تثبيت هذا المقياس في أي مكان على طول الدارة باتجاه المكبرات الخلفية . هذا التنصيب بالتأكيد لن يعطيك نفس جودة الصوت المحيطي الذي يعطيه مستقبل الصوت المحيطي النظامي. لكن التجميع اليدوي لنظام الصوت المحيطي هو تدريب فعال لإدراك عمل أنظمة الصوت المحيطي التماثلي. ظهر نوع جديد من الصوت المحيطي وبشكل كبير في المسارح عام 1990، وبعدها بدأ يضاهي تدريجيا طريقة 4-2-4 المعيارية. في القسم التالي، سنشاهد نظام الصوت المسرحي الرقمي الجديد.
المجال الرقمي: (DTS)
تعتمد العديد من المسارح اليوم أنظمة الصوت المحيطي الرقمية، التي يعتمد عملها على مبادئ مختلفة عن أنظمة الصوت التماثلية.
في التسجيلات التماثلية، يُرمَز الصوت برمز طويل. بينما في التسجيل الرقمي، يُرمَز الصوت كسلسلة من الأصفار والواحدات، تماما كبرنامج حاسوبي .بهذه الطريقة يمكن ترميز معلومات أكثر ضمن ذاكرة محدودة، بمسارات سمعية أدق. تم تقديم الصوت الرقمي في المسارح للجمهور لأول مرة عند إطلاق فيلم "العصور الجوراسية" (Jurassic Park) عام 1993 ، و اُستخدمت في هذا الفيلم تقنية سُميت بالصوت المسرحي الرقمي (DTS-Digital Theater Systems).
في نظام الصوت هذا فإن ست قنوات سمعية منفصلة يتم ترميزها وتخزينها على واحد أو اثنين من الأقراص الليزرية. و يُزود المسرح بمشغل أقراص ليزرية ومفكك ترميز ( Decoder) يفصل هذه القنوات ويشغلها بمجاهير مختلفة موزعة بانتظام على المسرح . يشبه نظام المجال الرقمي (DTS) مجسمات الصوت الخاصة بنظام Dolby في أنه يملك ثلاث قنوات صوت أمامية مع الزعاق (مجهار مخصص للترددات العالية ) لكن بدلا من أن يكون لديها قناة وحيدة للإشارة المحيطية فإنه يملك قنوات منفصلة للمكبرات على كل من الجانب الأيسر و الجانب الأيمن من المسرح.
تنصيب المسرح المستخدم في نظامي المجال الرقمي و مسجلات تجسيم الصوت
إن أقراص التسجيل الليزري متزامنة مع الصورة بواسطة شيفرة خاصة بالزمن أثناء عرض الفيلم . الشيفرة عبارة عن سلسلة من النقاط والشحطات على جانب كل إطار تتم قراءته بقارئ بصري خاص محمول على أداة تسليط الصور. القارئ يسلط الضوء على الفيلم بواسطة ثنائيات مشعة للضوء (LED) ثم يجتاز الضوء الفيلم بحيث يصل لخلايا ضوئية صغيرة تُرسل بدورها نبضات من التيار ممثلة ومضات الضوء لمعالج النظام الرقمي. الشحطات تكافئ الترميز على أقراص التسجيل الليزرية ويتأكد المعالج من أن كِلا الرمزين متزامنين ليكون هناك تلاءم بين الصوت والصورة.
المجال الرقمي: دولبي ( Dolby ) الرقمي
قامت Dolby بإصدار تجهيزاتها الخاصة والمتوافقة مع الصيغة السابقة وهي دولبي الرقمي (Dolby Digital®) ويعرف أيضاً كدولبي الرقمي 5.1 (من أجل خمس قنوات سمعية وقناة تضخيم)، و دولبي ®SR-D (من أجل التسجيل الطيفي الرقمي). دولبي الرقمي (Dolby Digital®) يملك نفس قاعدة نظام مجهار الصوت في DTS، ومشابه لصوته ، لكن يعمل على نظام مختلف كثيراً. فبدلاً من التسجيل الرقمي على أقراص التسجيل الليزرية، ترمز المعلومات الرقمية بنسق معين (tiny patterns) على الفيلم في الفراغ بين الثقوب.
يضيئ دولبي الرقمي ليد (LED) عبر هذه الأنماط عند دوران الفيلم عبر البرجكتور .على الجانب الأخر من الفيلم، يصطدام الضوء بحساسات لاقطة للضوء CCD (Charge-Coupled Device)، نفس النوع من حساسات الإضاءة يستخدم في الكاميرا الرقمية. تخزن الــ CCD الصورة المصنوعة من مئات النقط الصغيرة التي تمثل الوحدان ومئات الفراغات التي تمثل الأصفار. تترجم وحدة المعالجة في نظام دولبي الرقمي المعلومات الرقمية في هذه الصورة كإشارة سمعية.
قارئ دولبي الرقمي
يعمل نظام دولبي الرقمي المحيطي"EX" بنفس طريقة دولبي الرقمي، لكن يتضمن على قناة محيطية إضافية. القنوات الإضافية تقود التغذية الصوتية للجدار الخلفي من المسرح مع مجاهير الصوت. وتستخدم لموازنة الصوت بين يمين ويسار القنوات الصوتية المحيطية.
المجال الرقمي SDDS
" Sony Dynamic Digital Sound " وهي أحدث الإضافات على السينما الحديثة، تدعم خمس قنوات منفصلة في مقدمة المسرح وقناتين محيطيتين على جانبيه أي أنها تدعم 7 قنوات صوتية بالإضافة إلى قناة الهدار"Subwoofer"(ثماني قنوات إجمالا ) .
يشفر "SDDS" المعلومات الرقمية بشكل مشابه لدولبي الرقمي مع نسق واضح للمناطق المظلمة والمضيئة على الفيلم. في هذه الحالة، يملك القارئ رأس الليزر في على جانب واحد من الفيلم ومصفوفة من الخلايا الضوئية على الجانب الأخر. يمر ضوء الليزر عبر المناطق الشفافة من الفيلم، ولا يمر بالمناطق غير الشفافة. الخلايا الضوئية غير المعرضة للضوء تمرر تيار صغير إلى المعالج أما الخلايا الضوئية المعرضة لا تمرر أي تيار. بهذه الطريقة المعالج يستقبل إشارة رقمية، التي تفسر كأشارة صوت. وبشكل مختلف عن الصيغ الرقمية الأخرى، يستخدم "SDDS" مسارين رقمين متماثلين ليسمح بأفضل تصحيح للخطأ.
قامت دولبي و DTS بإطلاق اصدارات للمسرح المنزلي لهذه الصيغ الشهيرة، فمثلا يوجد لدينا الــ SDDS Surround 7.1® (سبع قنوات سمعية وقناة هدار) المتاحة للمستخدمين. عندما لايمكن تسجيل الصوت الرقمي على شريط فيديو أو نشره فوق كابل تقليدي، تكون الطريق الوحيد لتشفير المعلومات على الــ DVD. أصبحت نظم الإحاطة الصوتية جزءا أساسيا في أي نظام صوتي، كما أنها مرغوبة بشكل كبير من عشاق الأفلام والترفيه المنزلي. نقلت هذه النظم الأفلام إلى البعد الثالث، ووضعت المشاهد في مركز الحدث وقمة الإثارة، بشكل منقطع النظير .