حفرة النحاس
حفرة النحاس
كافيا كنجي | |
---|---|
الإحداثيات: 9°16′23″N 24°25′03″E / 9.273123°N 24.417404°E | |
البلد | جنوب السودان |
الولاية | غرب بحر الغزال |
المحلية | الردوم |
منطقة التوقيت | GMT+3 |
حفرة النحاس أو كافيا كنگي Kafia Kingi، بلدة في جنوب غرب السودان بولاية جنوب دارفور في محلية الردوم، في منطقة وسطى بين بحر الغزال وجنوب السودان وجنوب إفريقيا. تبعد عن الخرطوم حوالي 1009 كيلو متر وعن نيالا حاضرة الولاية حوالي 350 كيلو متر و على إرتفاع 555 متر فوق سطح البحر. تقع البلدة بالقرب من محمية الردوم الطبيعية، وهي منطقة غنية بالنفط، وإحدى نقاط الخلاف الحدودي بين السودان ودولة جنوب السودان بعد إنفصال جنوب السودان في عام 2011، وكان من المقرر أن تعطى للسودان بموجب اتفاقية السلام الشامل 2005.[1] اليوم كافيا كنجي تحت ادارة السودان.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التسمية
كافيا كنجي اسم مركب بلغة البنقا (إحدى قبائل جنوب دارفور) يتكون من مقطعين كافيا أو كابيا و تعني رهد أي أرض منخفضة تتجمع فيها مياه الأمطار، و تكون صالحة للإستعمال. و لفظ كنجي أو قنجي تعني الحوت أو الأسماك وكافيا كنجي تعني (رهد السمك).
والبعض يقول قنجي تحريف لكلمة رينجي بلغة البنقا، وهو نوع من الأشجار التي تنبت على ضفاف الرهود.
ظلت تلك الرقعة المكتشفة بواسطة الطليان لغزاً حتى زارها الرئيس الراحل جعفر نميري في السبعينيات من القرن الماضي، ليزيح الستار عن ذلك اللغز وأدرك المواطنون أنهم يقيمون فوق كنز من النحاس فأطلقوا اسم حفرة النحاس على تلك الرقعة التي حملت الإسم من يومها وحتى اليوم.[3]
التاريخ
أشارت بعض القيادات السودانية الي أن منطقة حفرة النحاس تقع بين غرب بحر العزال وجنوب دارفور، وأشاروا الي إن حفرة النحاس كانت تتبع إدارياً إلي دارفور عام 1961، بينما أكد آخرون أنها أصلاً منطقة دارفورية ولكن البريطانيين إبان الإستعمار قاموا بحرقها حتى لا تكون منطقة تواصل بين الشمال والجنوب.
وبحسب قيادات بالمنطقة فإن حفرة النحاس تقع في ولاية جنوب دارفور وتتبع إدارياً لنظارة قبيلة الهبانية كما توجد بها قبائل البحر الذين ينحدرون من منطقة بحر الغزال وأغلب سكانها مسلمون مع وجود القليل من المسيحيين ويشير أهل المنطقة الي ان الحدود السياسية بين بحر الغزال وجنوب دارفور المتوارثة منذ القدم هي "بحر كيكي" المتفرع من "بحر عاد" وان اهم ما يميز المنطقة التعايش الاجتماعي والتواصل والاتصال الدائم بين مواطني بحر الغزال وجنوب دارفور، وقال عبد الله ادم خاطر القيادي الدارفوري لـ( الرأي العام) ان المنطقة كانت ملتقي تجارياً لمختلف أهل السودان بحكم موقعها الجغرافي حيث تقع في منطقة وسطي بين دارفور والجنوب وإفريقيا الوسطي وشكلت مركزاً تجارياً للمنتجات الاستوائية مثل سن الفيل والأبنوس وريش النعام.. وأضاف أن الهجرة لها لأجل التجارة ساعد علي تشكيل خلطة أثنية بين قبائل الشمال وقبائل دارفور، وتزاوج الجعليون بأهل المنطقة.[4]
كانت حفرة النحاس كانت من أكثر المناطق إستقراراً ولم تتأثر بالحروب الأهلية ولم تشكل أي هاجس أمني للحكومات ولكنها بدأت تشهد ببعض النزاعات منذ أن عبرت بها قوات المتمردين داؤود بولاد وعبد العزيز الحلو الي مناطق غرب دارفور في معركتهما الشهيرة في عام 1990 وأضاف : ومنذ ذلك التاريخ بدا الاهتمام بها في المفاوضات وتم إدراجها ضمن المناطق المتاخمة للحدود بين الشمال والجنوب بمفاوضات ابوجا وزاد أن هذا النزاع تم حسمه بإتفاقية ميشاكوس التي نصت أن الحدود بين الشمال والجنوب تحدد بخط 1956 الذي أبان الخطوط الفاصلة بين المناطق الشمالية والجنوبية وكانت هذه المنطقة تقع شمال الحدود بجانب مناطق أخري بالنيل الأزرق وجنوب كردفان الأمر الذي أثار حفيظة البعض هناك وتقدموا باحتجاج لدول الإيقاد ما جعلها تتقدم بمقترح المناطق الثلاث وإجراء إستفتاء بشأنه، وهذا الخطأ الغي ما حسمته ميشاكوس وجعل دولة الجنوب تتمدد شمالاً دون أن تراعي حدود 1956 مما أدي الي أن تكون هذه المناطق في واجهة الأحداث.
محاولة التوسع شمالا في غرب السودان "حفرة النحاس"
- مقالة مفصلة: حفرة النحاس
لم يقف الملك ليوبولد الثاني بأطماعه عند حدود الكونغو وانما عمل وحاول مد نفوذه في النيل، وأتاحت له الظروف الداخلية المضطربة في مصر والسودن الفرصة لتحقيق الأطماع فاتصل بجوردون القائد المكلف باخلاء السودان للاستعانة به في تحقيق أطماعه في حوض النيل وفي غرب السودان خاصة في المنطقة الواقعة جنوب غرب دارفور المسماة بحفرة النحاس والتي اشتهرت بثروتها المعدنية فتتبع أحداث الثورة المهدية على أمل أن يسيطر على هذه الجهات عندما تتنتاب الضعف قوات الدراويش.
وتحقيقا لهذا الهدف اتصل ستانلي في عام 1888 بأمين باشا الحاكم المصري في المنطقة الاستوائية وكان لها مركز حرج بسبب انتشار الثورة المهدية وانقطعت صلاته بالمناطق الشمالية وكانت المديرية الوحيدة التي لم تقع في يد الدراويش بعد انسحاب القوات المصرية فعرض عليه ستانلي أن يبقى في المنطقة مديرا وحاكما عليها ولكن في خدمة الكونغو الحرة وان يورد إيرادا معقولا للمديرية ولكن أمين باشا رفض هذا العرض.
وفي عام 1893 أرسل ليوبولد حملة بقيادة فان كركهوفن وصلت الى وادلاي على النيل فتخوفت دول اوروبا من أطماع ليوبولد واسرعت بريطانيا بعقد معاهدة 1894 مع بلجيكا بمقتضاها أجرت بريطنيا المنطقة الواقعة غرب بحيرة ألبرت بين خطي 35 و25 درجة شرقا جرينتش وخط عرض 40،10 درجة الى الملك ليوبولد شخصيا مدى حياته فقط على أن تسترجع بريطانيا المنطقة بعد وفاته في مقابل أن تعطي بلجيكا بريطانيا معبرا شريطا من بحيرة ادوارد الى بحيرة تنجانيقا.
والذي يهمنا من هذه المعاهدة أن الأراضي التي منحت الى الملك ليوبولد امتدت على الشاطئ الايسر للنيل عند ماهاجي على الشاطئ الغربي لبحيرة ألبرت حتى فاشودة.
وقد اعترضت فرنسا على هذه المعاهدة وتمسكت بحقوق وسيادة مصر على بحر الغزال حسب فرمانات الدولة العثمانية والتي اعترف بها مؤتمر برلين من قبل. وضغط هانوتو وزير الخارجية الفرنسي على ليوبولد الثاني عن الابحار ونظم ديلكاسية وزير المستعمرات حملة لطرد القوات البلجيكية، وعملت فرنسا على التقرب من ألمانيا من أجل مقاومة الاتفاق البلجيكي البريطاني – والغريب في موقف فرنسا هو تمسكها بأن هذه المناطق تابعة لمصر وللدولة العثمانية وضرورة تخلي بلجيكا عن احتلال بحر الغزال. والاكتفاء باستئجار حاجز اللادو، ولكن عندما جاء مارشان بحملته على فاشودة تغير الموقف الفرنسي حسب ما تقتضيه مصالحها الاستعمارية فأعلنت الحكومة الفرنسية أن السودان أرض مباح منذ انسحاب القوات المصرية منه.
وأما ضغط فرنسا تنازلت بلجيكا عن هذه المناطق من بحر الغزال مقابل تعهد فرنسا بعدم معارضتها في استئجار حاجز اللادو، وقامت القوات البلجيكية باحتلال حاجز اللادو ولكن القوات البلجيكية لم تكتف بالوقوف عند اللادو وانما تطلعت للتقدم منه شمالا الى منطقة حفرة النحاس جنوب دارفور فتوغلت في منطقة بحر الغزال عام 1895 ومنها الى حفرة النحاس ولكن التعايشي أرسل حملة بقيادة الخدم موسى لطرد القوات البلجيكية.
وبعد انسحاب فرنسا من فاشودة عام 1898 عاودت الآمال الملك ليوبولد وتطلع لمد نفوذه في غرب السودان حتى منطقة حفرة النحاس فحاول عقد معاهدة جديدة مع بريطانيا لمد خط حديدي من الكونغو حتى أعالي النيل ولكن مشروعه رفض فقد كانت بريطانيا مصممة على ابعاد بلجيكا عن السيطرة على أي قسم من النيل واستمرت المفاوضات بين الدولتين من أجل عقد المعاهدة منذ عام 1901 ثم قطعت عام 1903 لعدم اتفاق الطرفين، ثم اقترحت بريطانيا في عام 1902 ارضاء بلجيكا باستبدال حاجز اللاود بأراضي بحر الغزال الواقعة جنوب عرض 6،30 شمالا وهذا التعويش أكبر من حاجز اللادو ستبقى هذه الأراضي في حوزة بلجيكا بعد وفاة ليوبولد بينما حاجز اللادو تنتهي سيطرة بلجيكا عليها بعد وفاة ليوبولد ولكن الأخير رفض فقد كان مصرا على أن يحصل على المناطق الواقعة عند حدود دارافور أي منطقة حفرة النحاس.
وفي عام 1903 أرسل الملك ليوبولد بعثة الى منطقة حفرة النحاس بقيادة لاندهام تقدمت من حاجز اللادو الى دارفور ولكنها قوبلت بالاحتجاجات البريطانية فطلب ليوبولد بالتحكيم ولكن بريطانيا رفضت هذا المبدأ. وبرر ليوبولد ارسال بعثة لاندهام الى دافور بانها بعثة طبوغرافية ليست لها أي أهداف سياسية أو عسكرية ولكن بريطانيا أصرت على انسحاب البعثة من جنوب دارفور وكادت الدولتان أن تشتبكا في عام 1903 بسبب هذه لابعثة مثلما حدث في فاشودة من قبل عام 1898 عندما كادت بريطانيا أن تشتبك في حرب مع فرنسا لولا أن الأخيرة سارعت بسحب قواتها من المنطقة وهو ما فعلته بلجيكا أيضا فقد أثرت الانسحاب من حفرة النحاس، ولكن تباطأت قوات القائد البلجيكي لميير في الانسحاب من الأراضي السودانية فهددت بريطانيا باستخدام القوة في عام 1905. وكان كرومر في مصر يؤكد دوما أن البعثة البلجيكية سوف تضطر للانسحاب عن المنطقة وذلك أن موسم الأمطار اقترب في بحر الغزال وسوف تنقطع صلاتها بمراكزها. كذلك بسبب النفقات الطائلة التي سوف تسنفذها البعثة وأنه من الأفضل لبريطانيا الاستمرار في الضغط الدبلوماسي على بلجيكا.
وهكذا اقتضت مصلحة بريطانيا الضغط على بلجيكا واجبارها على الانسحاب من حفرة النحاس وذلك لكي تستخلص السودان لنفسها فتصدت لبلجيكا بمختلف الوسائل الدبلوماسية وثم بواسطة الضغط والتهديد حتى أجبرتها على التراجع من المنطقة والاكتفاء بحاجز اللادو.
وفي عام 1906 تم تسوية حدود السودان وتنازل ليوبولد عن المطالبة باستئجار بحر الغزال واكتفى باستئجار حاجز اللادو على أن تعود هذه المنطقة الى السودان في ظرف ستة أشهر من انقضاء تمل ليوبولد لها.
الاقتصاد
بحسب الدراسات الجيولوجية فقد ثبت أن المنطقة الغربية للسودان توجد بها المعادن بصورة كبيرة خاصة اليورانيوم وكان شريف التهامي وزير الطاقة السوداني السابق قد صرح بأن منطقة دارفور لها علاقة جيولوجية مع كاتنگا في جمهورية الكنغو الديمقراطية، وهي أكثر منطقة غنية بالمعادن في أفريقيا، وان الدراسات الجيولوجية تشير الي أن منطقة جنوب دارفور من المردوم الي حفرة النحاس بها كميات كبيرة من اليورانيوم ذي خاصية في سهولة الاستخراج كما يؤكد خبراء جيولوجيون إن المنطقة غنية بالذهب مشيرين الي مشروع شراكة تم في السبعينيات بين مؤسسة التعدين وقتها والأمم المتحدة لإستخراج الذهب، إذ أن المنطقة تعد إمتداداً طبيعياً للوضع الجيولوجي في إفريقيا الوسطي التي تعد من أكثر الدول الزاخرة بالمعادن خاصة الثمينة منها"اليورانيوم والماس" في وقت تشير فيه تقارير عن وجود ترسبات لمعدن الماس من إفريقيا الوسطي عبر الأمطار والوديان الي حفرة النحاس وكانت شركة الروضتين الإماراتية قد نالت ترخيص التنقيب عن الذهب بمنطقة حفرة النحاس ولكن توقف عملها للظروف الأمنية.
وقال عبد الرسول النور الحاكم السابق لكردفان إن منطقة حفرة النحاس تتميز بالمعادن خاصة النحاس لذا سميت بحفرة النحاس ولكن كان يتم إستخراجه عشوائياً كما يحدث الآن للذهب بمناطق مختلفة قبل أن تنتظم الدولة في تعدينه وأشار الي أن المنطقة توجد بها أيضا كميات من الحديد والذهب.
وتشير بعض التقارير غير الرسمية الي أن حفرة النحاس تحتوي علي 99 نوع من المعادن بينها اليورانيوم المشع وبكميات قياسية كما تزخر حفرة النحاس بكميات كبيرة من النحاس، اشتهرت بها منذ الفترة التاريخية للسلطان علي دينار.
المنطقة ومنذ سلطة علي دينار تتبع لدارفور وقد قام وقتها السلطان علي دينار بإنشاء المشاريع الخدمية التي عرفت باسمه داخل السودان وخارجه ومنها آبار علي بالحجاز في المملكة العربية السعودية وأضاف إن هذه المنطقة سيكون لها شأن كبير مستقلاً بحكم تاريخها وموقعها الجغرافي وبما تزخر به من معادن غالية.
والمنطقة بجانب تميزها بامتلاكها مخزوناً من المعادن فهي تمثل منطقة مرعي للماشية بجانب توافر عدد ضخم من الحيوانات البرية وحيوانات الصيد فهي بذلك تمثل عمقاً استراتيجياً لجنوب دارفور، واختلط سكانها بقبائل الرزيقات والهبانية وقبائل غرب بحر الغزال لأن المنطقة كانت معبراً للتجار بين الشمال والجنوب.
السكان
أهم مايميز المنطقة التعايش الإجتماعي، والتواصل، والإتصال الدائم بين مواطني بحر الغزال وجنوب دارفور، وتعتبر المنطقة ملتقى تجاري لمختلف أهل السودان بحكم موقعها الجغرافي. وشكلت مركزاً تجارياً للمنتجات الإستوائية مثل سن الفيل، والأبنوس، وريش النعام. وساعدت الهجرة إليها لأجل العمل في التجارة على تشكيل خلطة أثنية بين قبائل الشمال وقبائل دارفور.
المصادر
- ^ "The Kafia Kingi Enclave People: Politics and History in the North–South Boundary Zone of Western Sudan" (PDF). Rift Valley Institute. 1 Dec 2010. Retrieved 2011-08-20.
- ^ Sudan Supporting Kony, group Says The Boston Globe, April 27, 2013
- ^ "كافيا كنجي حفرة النحاس". sudanjournal. 2021-04-15. Retrieved 2023-09-19.
- ^ "حفرة النحاس.. هجليج (منسية)". سودان سفاري. 2012-05-06. Retrieved 2013-12-25.