إسكندر مودا
إسكندر مودا (وتعني اسكندر الأصغر؛ عاش 1583-1636). أشهر حكام إقليم آتشه وسلطان الجزء الشمالي من سومطرة الذي أصبح يعرف الآن بإندونسيا. حكم من عام 1607 إلى عام 1636. وبعد أن استولى البرتغاليون على ملقا في شبه جزيرة الملايو عام 1511م، كان مركز التجارة في مضيق ملقا قد تحول إلى شمال سومطرة. وقد تمتعت آسه برخاء كبير في النصف الأول من القرن السادس عشر. وبلغت ذروتها أثناء حكم إسكندر مودا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فتوحاته
تمخضت انتصارات إسكندار مودا عن قوته العسكرية. واحتوت قواته المسلحة على بحرية من القوادس الثقيلة، كلٍ بـ600-800 رجل، وسلاح فرسان باستخدام الأحصنة الفارسية، وفيالق الأفيال، وقوات مشاة مجندة إجباريًا [1] وأكثر من 2000 مدفع وسلاح (من أصول سومطرية وأوروبية). [2] وبمجرد توليه السلطة، بدأ بتقوية السيطرة على شمالي سومطرة. وفي 1612 قام بغزو ديلي، وفي 1613 آرو وجوهر. وبعد غزو جوهر، تم إحضار سلطانها، علاء الدين رعايات شاه الثاني، وأعضاء آخرين من العائلة الملكية إلى آتشه، جنبًا إلى جنب مع جماعات التجار من شركة الهند الشرقية الهولندية. مع ذلك، استطاعت جوهر طرد الحامية الآتشية بعد ذلك بعام، ولم يستطع إسكندر مودا بعدها أن يفرض سلطة دائمة على المنطقة. وقامت مدينة جوهر ببناء علاقات تحالف مع پهڠ، باليمبانج، جامبي، إندراجري، كامبار وساياك ضد آتشيه.[1]
وقد مدَّ إسكندر مودا نفوذه جنوبًا إلى سواحل سومطرة الشرقية والغربية حتى سيطر على تجارة التوابل، وخصوصاً الفلفل. وكانت لديه قوة عسكرية مؤثرة وكان النمط الرئيسي للسفينة في أسطوله هو سفينة العمل بمجاديف تحمل ما بين 600 و800 رجل.
كذلك كانت لديه قوة من الخيالة وفيالق من الفيلة وقوات كبيرة من المشاة. وفي عام 1613، هاجم أسطوله السلطان علاء الدين رعايات شاه.
وفي العام التالي، ألحق أسطوله الهزيمة بأسطول برتغالي في بنتان. وفي عام 1617، أغارت قواته على پهنگ وأسرت سلطانها، أحمد شاه. وفي عام 1620، فتحت آتشيه بلدة كايدا لكن في عام 1629 تم تدمير أسطول يتألف من بضع مئات من السفن كانت قد أرسلت لمهاجمة البرتغاليين في ملقا.
واستمرت حملات اسكندر مودا، مع أنه لم يستطع هزيمة الأسطول البرتغالي عند بينتان في 1614 وفي 1617 قام بغزو بهنج وحمل سلطانها أحمد سياح إلى آتشه، محققًا بذلك موطئ قدم إلى شبه الجزيرة الملاوية.[1] وتبع هذه الغزوة غزو قدح في 1619، التي أصبحت فيها العاصمة خرابًا، وتم جلب الناجين إلى آتشيه.[3] وحصل غزو مماثل لبراق في 1620، عندما أسر 5,000 شخص وتُرِكوا للموت في آتشيه.[2] وقام مجددًا بالهجوم على جوهر في 1623 وأخذ نياس في 5/1624 وعند هذه النقطة هددت قوة آتشيه الاحتلال البرتغالي لـمالاكا. في 1629، أرسل عدة مئات من السفن للهجوم على مالاكا، ولكن المهمة فشلت فشلًا ذريعًا. وطبقًا للمصادر البرتغالية، تم تدمير كل سفنه والقضاء على 19,000 رجل معها. وبعد هذه الخسارة، قام اسكندر مودا بإطلاق حملتين أخريين فقط، في 1/1630 و1634، كلتاهما لإخماد ثورات بهنج. واستطاعت سلطنته إبقاء السيطرة على شمالي سومطرة، ولكن لم يقدر على الفوز بالسيادة في المضيق، أو توسيع السلطنة إلى المنطقة الغنية المنتجة للفلفل لامبونج على الجزء الجنوبي من الجزيرة، والذي كان تحت سيطرة سلطنة بانتين.[4]
الاقتصاد والإدارة
كانت تجارة التوابل هي الأساس الاقتصادي للسلطنة، خاصة الفلفل الأسود. وكانت الأسباب الرئيسية للنزاع العسكري، النزاعات بين آتشيه وجوهر ومالاكا البرتغالية، بالإضافة إلى الموانئ العديدة المنتجة للفلفل في نطاق السلطنة.[5] ومن الصادرات الأساسية الأخرى القرنفل وجوزة الطيب، بالإضافة إلى الحضض، التي تجاوزت خصائصها المخدرة الحظر الإسلامي للكحول. والصادرات، التي شجعها سلاطين الدولة العثمانية كبديل للطريق الذي يسيطر عليه "غير المسلمين" (أي، البرتغاليون) حول إفريقيا، مما أضاف إلى ثروة السلطنة. واتخذ اسكندر مودا أيضًا قرارات اقتصادية حكيمة دعمت النمو، مثل نسب منخفضة للفائدة والاستعمال الموسع للعملات الذهبية الصغيرة (ماس).[6] وبالرغم من ذلك، مثلها مثل السلطنات الآخرى في المنطقة، فقد واجهت مشاكل في إخضاع مزارع المناطق النائية على إنتاج فائض غذائي كاف للجيش والنشاطات التجارية للعاصمة. وبالفعل، فإن أحد أهداف حملات اسكندر مودا هي جلب أسرى حرب يمكنهم العمل كـعبيد في الإنتاج الزراعي.[7]
ومن أسباب نجاح اسكندر مودا، بخلاف السلاطين الأضعف الذين سبقوه ولحقوه، كانت قدرته على إخضاع نخبة آتشيه، المعروفين باسم أورانج كايا ("الرجال الأقوياء"). ومن خلال الاحتكار الملكي للتجارة، أصبح قادرًا على إخضاعهم لإرادته.[7] وأجبر الأورانج كايا على حضور المحاكمات حيث يمكن الإشراف عليهم، حيث كانوا ممنوعين من بناء منازل مستقلة، قد تستخدم لأغراض عسكرية أو لتخزين المدافع.[8] وكان يبحث في خلق طبقة جديدة من النبلاء مكونة من“قادة الحرب” (باللغة الملايوية : hulubalang؛ الآتشيه: uleëbalang)، الطبقة التي أعطاها أحياء (mukim) في حيازة الإقطاعية. ومع ذلك، فبعد حكمه، غالبًا ما دعمت هذه النخبة السلاطين الأضعف، بغرض الإبقاء على استقلالهم الذاتي.[7] وبحث أيضًا في تبديل الأمراء الآتشيه بالموظفين الملكيين الرسميين المدعوين بـ أنجاليما، الذين اضطروا إلى تسليم تقرير سنوي، وكانوا عرضة للتقييم الدوري. وتم عمل حرس نخبة للقصر، يتكون من 3,000 امرأة. ومرر إصلاحات قانونية صنعت شبكة من المحاكم المطبِّقة للـفقه الإسلامي.[8] وأصبح نظامه للقانون والإدارة نموذجًا للولايات الإسلامية الأخرى في إندونيسيا.[5]
ولُطِّخت فترة حكم اسكندر مودا بقدر من الوحشية على الأفراد غير المطيعين. ولم يتردد كذلك في إعدام الأفراد الأغنياء ومصادرة ثرواتهم. وكانت عقوبات المخالفات شنيعة؛ فقد ذكر زائر فرنسي في العشرينيات من القرن السابع عشر بالقول "كان الملك يأمر كل يوم بقطع الأنوف، وفقأ الأعين، والإخصاء، وقطع الأرجل، أو اليدين، الأذنين، وتشويه أعضاء أخرى، وعادة من أجل أمور صغيرة للغاية."[8] وأمر بقتل ابنه، وعين زوج ابنته، ابن سلطان بهنج المسجون، خليفة له، اسكندر الثاني.[7]
وفي فترة حكم إسكندر مودا لآسه، شُيِّد عدد من المساجد وأُرسيت مبادئ العقيدة الإسلامية وحظر الخمر والميسر.
الهامش
- ^ أ ب ت Ricklefs, 34
- ^ أ ب Barwise and White, 115
- ^ Barwise and White, 115. Ricklefs (p. 34) dates this conquest in 1620.
- ^ Ricklefs, 34-35
- ^ أ ب "Iskandar Muda", in The New Encyclopædia Britannica, 15th ed., 2002, vol. VI: p. 408-409.
- ^ Barwise and White, 115-116
- ^ أ ب ت ث Ricklefs, 35
- ^ أ ب ت Barwise and White, 116
المصادر
- J.M. Barwise and N.J. White. A Traveller’s History of Southeast Asia. New York: Interlink Books, 2002.
- M.C. Ricklefs. A History of Modern Indonesia Since c. 1300, 2nd ed. Stanford: Stanford University Press, 1994.
سبقه علي رعايت شاه |
سلطان آتشيه | تبعه إسكندر ثاني |