تشينوا أتشبى

(تم التحويل من Chinua Achebe)
Chinua Achebe
Achebe in 2008
Achebe in 2008
وُلِدألبرت تشينوالوموگو أتشـِبـِى
(1930-11-16)16 نوفمبر 1930
Ogidi, محمية نيجريا
توفي21 مارس 2013(2013-03-21) (aged 82)
بوسطن، مساتشوستس، الولايات المتحدة
الوظيفةأستاذ كرسي ديڤد وماريانا فيشر وأستاذ الدراسات الأفريقية بجامعة براون (2009–2013) أستاذ كرسي تشارلز ستيفنسون للغات والأدب، كلية بارد (1990–2008)
العرقنيجيري
الفترة1958–2013
أبرز الأعمال"الثلاثية الأفريقية":
- الأشياء تسقط متناثرة،
- ليس مطمئناً
-سهم الرب؛
وأيضاً رجل الشعب،
ربى النمل في السافانا.

تشينوا أتشـِبـِه Chinua Achebe، وُلد ألبرت تشينوالوموگو أتشـِبـِه (و. 16 نوفمبر 1930 - ت. 21 مارس 2013)، هو روائي وشاعر وناقد وأستاذ جامعي نيجيري[1]. سبب شهرته هو روايته الأولى، الأشياء تسقط متفتتة (1958)، التي هي أكثر الكتب المقروءة في الأدب الأفريقي المعاصر.[2]

أصبح واحدًا من أهم الكتاب الأفارقة. تتناول كتاباته المخلّفات المأساوية للإمبريالية البريطانية على المجتمعات الإفريقية. حلّل أتشيبي العلاقات الأسلوبية بين الأدبين الإفريقي والإنجليزي. وقد استحوذت أعماله على اهتمامات النقد الأدبي. تصف روايته الأشياء تسقط متناثرة (1958) انهيار الحياة القبلية التقليدية في وجه الوجود الاستعماري البريطاني في نيجيريا؛ كما أنها تبرز أيضًا تفوقًا في اللغة. له مؤلفات أخرى منها: سهم الرب (1964)؛ ابن الشعب (1966)؛ كثبان الساڤانا (1987).

أصدر أتشيبي كذلك قصصًا قصيرة وكتبًا للأطفال، كما اشتهر ناشرًا وناقدًا.

حياته

خريطة الجماعات اللسانية في نيجريا. مسقط رأس أتشبه، منطقة إيگبو (تسمى أحياناً إبو)، تقع في الجنوب الأوسط.

تحول والدا تشينوا أتشيبه، إيزا أوكافو أتشيبيه وجانيت أنينتشه لوگبانام لينضما إلى جمعية التبشير الكنسية البروتستانتية في نيجيريا، ولكن ظل أتشيبه الأب يحترم شعائر أسلافه الدينية رغم توقف ممارسته لها مع اعتناقه الدين الجديد. ويعد الاسم الكامل لأتشيبه تشينوالوموگو عبارة عن دعاء لطلب الحماية الإلهية والاستقرار، وهو ما يعني حرفيًا ("لعل الرب يحارب عنى")[3]. وكان لعائلة أتشيبي خمسة أولاد أخرين لقبهم بأسماء تحمل دلالات دينية ذات صلة بالديانة المسيحية الجديدة التى اعتناقوها، وهم: فرانك أوكوفوا وجون تشوكوميكا إيفانيتشكو وأوجستين ندوكا وجريس نونكا.[4]

وُلد أتشيبي في نيوبي، احدى قرى الإيگبو في شرقي نيجيريا، وتلقَّى تعليمه بالكلية الحكومية في أومواهيا وبكلية إبادان الجامعية، وعمل بالإذاعة والخدمة المدنية أيضًا. وعمل مؤخرًا بالتدريس في الجامعات النيجيرية، وجامعات الولايات المتحدة الأمريكية.


النشأة

لاگوس في 2007
نسخ من إصدار الأشياء تسقط متناثرة 1995.

تعد رواية القصص عماد العادات التراثية والمحلية لشعب الإغبو، كما تعد جزء لا يتجزء من تكوين المجتمع نفسه. وكانت والدة أتشيبه وأختها «زنوبيا أزوما» يقصوا عليه العديد من روايات الإگبو في طفولته، والتي كان يطلبها بشكل متكرر. فقد شكلت المجموعات القصصية الخاصة بوالده إلى جانب التقاويم المعلقة على جدران منزلهم والكتب المتنوعة بما فيها النصوص النثرية المقتبسة كتلك المأخوذة عن مسرحية «حلم ليلة منتصف الصيف» (1590م) لويليام شكسبير وكذلك النسخة الخاصة بقبيلة الإغبو من كتاب «رحلة سائح» (1678) لجون بنيان[5] [6] عاملًا هامًا وفعالًا في مسيرة أتشيبي التعليمية. ودائمًا ماكان يتتوق أتشيبه في طفولته إلى الاحتفالات التقليدية لقريته كالاحتفالات التنكرية التي تناولها بعد ذلك في رواياته وقصصه. [7]

خريطة للمجموعات اللغوية في نيجريا. وتقع منطقة الإغبو، مسقط رأس أتشيبي في منطقة الجنوب.


التعليم

خريطة المناطق الناطقة بالسواحيلية
Achebe selected the novel Weep Not, Child by Ngugi wa Thiong'o as one of the first titles of Heinemann's African Writers Series.

التحق أتشيبي عام (1936) بمدرسة «سانت فيلبس المركزية»، كما قضى أسبوعًا كاملًا يحضر الصفوف الدينية للأطفال رغم اعتراضه آنذاك على ذلك، ولكن سرعان ما ترقى ليلتحق بمراحل أعلى خصوصًا بعدما أكد راهب المدرسة على ذكائه ونبوغه[8]. وقد وصفه أحد المعلمين يومًا أنه صاحب أفضل الخطوط بين أقرانه كما علق على تميزه فيما يخص مهارات القراءة لديه [9]. وكذلك التحق أتشيبي بفصول يوم الأحد الدينية من كل أسبوع، وشارك في الجلسات الإنجلية التي كانت تقام شهريًا. وفي أحد الأيام أُثير جدلًا واسعًا خلال إحدى هذه الجلسات بين أحد المرتدين وأحد الرهبان المختصين بتعليم المسيحية حول أسس العقيدة في الدين المسيحي، وقد أدرج أتشيبي مشهد هذه الحادثة بعد ذلك في روايته الشهيرة «الأشياء تسقط متناثرة». [10] [11]

في سن الثانية عشر، ترك أتشيبي عائلته وانتقل إلى قرية ناكدا والتي تبتعد حوالي أربعة كيلو مترات عن مدينة أويري، وهناك التحق بالمدرسة المركزية حيث تلقى اخوه الأكبر تعليمه. وفي ناكدا، أكتشف أتشيبي فن الـ«مبري» وهو شكل من أشكال الفن التقليدي الذي يسعى إلى طلب الحماية الإلهية من خلال تقديم قرابين رمزية في شكل منحوتات وكولاجات.[12] .وحينما جاء وقت الالتحاق بالمدرسة الثانوية عام (1944م)، خاض أتشيبي امتحانات القبول بالمدارس الثانوية، ونجح أتشيبي وتم قبوله في مدرسة«دينيس موموريال» المرموقة الواقعة في أونيتشا، وكذلك في «الكلية الثانوية الحكومية» الموجودة في أومواهيا والتي تعد من أعرق مدارس نيجيريا.[13]

قد تم تأسيس الكلية الحكومية بنيجريا عام (1929) على الطراز الإنجليزي بتمويل كامل من إدارة المستعمر الإنجليزي آنذاك بهدف تعليم النخب النيجيرية الصاعدة في المستقبل. وكان لهذه المدرسة أسس ومعاير صارمة؛ حيث كان قبول التلاميذ بها قائم على أساس الكفاءة والقدرات العلمية الفائقة. [14]وكانت الإنجليزية هي اللغة الرسمية لهذه المدرسة، ولكن هذا لم يكن بغرض تعليم الأولاد للغة الإنجليزية وإجادتها، إنما لخلق لغة مشتركة بين الطلاب من المجموعات الغوية النيجيرية المختلفة. [15] وهذا ما تحدث عنه أتشيبي فيما بعد قائلًا إنهم قد أُمروا "أن يهجروا لغاتهم الأم على أن يتواصلوا بلغة المستعمر." وكان ذلك يطبق بكل حزم وقوة وأشار أتشيبي أن أول عقوبة وقعّت عليه كانت بسبب خرقه لهذا القانون حيث طلب من أحد زملائه يومًا ما أن يمرر له الصابون بلغة الإغبو. [16]

وفي الكلية الحكومية أظهر أتشيبي نبوغًا مميزًا وتجلى ذلك في إكماله للسنتين الأولتين في المدرسة في سنةٍ واحدة، بل وقضى أربعة سنوات فقط في المدرسة الثانوية بدلًا من خمسة سنوات كما هو مقرر ومتعارف عليه.[17] ولم يكن أتشيبي يفضل الاشتراك في الأنشطة الرياضية بالمدرسة بل فضل أن يشارك مجموعة مكونة من ستة طلاب معروف عنهم الاجتهاد والولع بالقراءة، فكان اتشيبي ومجموعته تلك يرهقون أنفسهم بالقراءة مم جعل مدير المدرسة يقرر منع القراءة في الفترة من الخامسة إلى السادسة مساءً رغم استمرار النشاطات الأخرى. [18]

وشهدت المدرسة الثانوية اكتشاف أتشيبي ل"روعة مكتبها" حيث تعرف أتشيبي على كتاب بوكر تي. واشنطن «الخروج من الرق» (1901م) وهو عبارة عن سيرة ذاتية لعبد أمريكي سابق ما وجده أتشيبي قصة محزنة ولكن "الكتاب كشف له عن بعد أخر للواقع."[19] كما قرأ اتشيبي العديد من الروايات الكلاسكية مثل «رحلات غوليفر» (1726م) و«ديفيد كوبرفيلد» (1850م) و«جزيرة الكنز» (1883م) وغيرها من روايات المغامرات مثل رواية «ألان كواترمين» لسير رايدر هاجارد و«بريستر جون» (1915م) لجون بوشان. وأشار أتشيبي إنه بقراءته لمثل هذه الروايات "راح في صف الرجل الأبيض ضد الرجل الأسود المتوحش." بل إنه حمل بعض الكراهية والضغينة للأفارقة، "فالرجل الأبيض كان رائعًا ومنطقيًا وذكيًا وشجاعًا، فمن كان يهاجمه من السود المتوحشين كانوا مخطئيين، فقد كرهت جرأته ووحشيته." [20]

خريطة انفصال بيافرا.


في عام (1948)، ومع الاستعدادات لإعلان الاستقلال، تم افتتاح أول جامعة نيجيرية باسم «University college» والمعروفة الآن بـ«بجامعة إبادان» وكانت هذه الجامعة كلية تابعة لجامعة لندن. وكما هو الحال في اختبارات القبول في الثانوية، حصل أتشيبي على علامات عالية في إمتحان القبول بالجامعة كما تميز كباحث متميز في الدفعة الأولى بالجامعة، وحصل على منحة دراسية لدراسة الطب. [21] وخلال دراسته في إبدان بدأ أتشيبي مسيرته في نقد الأدب الأروبي الذي يتحدث عن أفريقيا. فبعد قراءة رواية «مستر جونسون» لجويس كاري والتي تحكي قصة رجل نيجيري خفيف الظل يعمل لدي رجل بيريطاني، انزعج أتشيبي للغاية من تناول الشخصية النيجرية وحصرها في كونها إما شخصية همجية متوحشة أو في صورة المهرج الذي يضحك عليه الآخرون، الأمر الذي استفزه ليقرر أن يصبح كاتبًا[22]، مدركًا واجبه نحو تحسين صورة البطل الأفريقي وإن تشويهه ليس إلا علامة على جهل الكاتب بثقافته. وقد صرح أحد زملاء أتشيبي بعد قراءته للرواية إنه من أمتع الحظات في الكتاب كانت تلك التى تم فيها إطلاق النار على جونسون. [23]

وقد ترك أتشيبي دراسة الطب وتحول ليدرس اللغة الإنجليزية والتاريخ وعلم اللاهوت، وبسبب ذلك التحول خسر أتشيبي منحته التعليمية، فكان عليه أن يتحمل نفقات دراسته، ولكن حصل على مساعدات حكومية كما تبرعت عائلته بالمال لاستكمال دراسته. وكان قسم اللغة الإنجليزية من أعرق أقسام الجامعة وتخرج منه العديد من الكُتاب العالميين من بينهم الحائز على جائزة نوبل «وول سونيكا» والروائي «إلتشي أمادي» والشاعر والكاتب المسرحي «جون بيبير كليرك» وكذلك الشاعر «كريستوفر أوكيجابو».[24]

وفي عام (1950م) كتب أتشيبي مقالًا لـ«جامعة هيرالد» تحت عنوان «Polar Undergraduate» والذي يعد أول أعماله ككاتب، وفيه استخدم أتشيبي أسلوب التهكم والفكاهة ليلقِ الضوء على الحماسة الفكرية عند زملائه. [25] وتبع هذه المقالة العديد من المقالات والخطابات عن الفلسفة وحرية النشاط العلمي، ونشر بعضها في مجلة «The Bug»، كما عمل كمراجع في هيرالد في الفترة مابين (1951م-1952م). [26] وشهدت سنوات دراسته بجامعة إبادان أولى كتابته في مجال القصة القصيرة، وكانت تحت عنوان «في كنيسة قرية- In a Village Church» وفيها جمع أتشيبي بين تفاصيل الحياة في المناطق الريفية النيجيرية وبين مؤسسات ورموز الديانة المسيحية، وهذا الجمع أصبح بعد ذلك أسلوبًا مميزًا في مختلف أعمال أتشيبي. [27] كما كان له العديد من القصص القصيرة والتى كتبها أثناء دراسته بالجامعة، منها «الصراع بين النظام القديم والنظام الحديث- The Old Order in Conflict with the New» وكذلك «طريق رجال متوفين- Dead Men's Path» وبها يبرز أتشيبي الصراع بين التقليد والحداثة مع إلقاء الضوء على قيمة الحوار والتفاهم بين أنصار الجانبين.[28] وخلال دراسته في إبادان، وصل أستاذ تعليم الدين المقارن «جيفري بريندر» ما ساعد أتشيبي على استكشاف تاريخ الدين المسيحي وتاريخ الديانات الأفريقية التقليدية.[29]

وبعد إمتحانات إبادان عام (1953م) حصل أتشيبي على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف من الدرجة الثانية، وبسبب انزعاجه من عدم حصوله على درجة أعلى، عجز اتشيبي عن تقرير مصيره بعد التخرج وعاد إلى موطنه في أوجيدي ليعيد ترتيب أوراقه. [30]

التدريس والكتابة

في الوقت الذي كان يتأمل فيه أتشيبي المسارات الوظيفية المتاحة أمامه، زاره أحد أصدقاء الجامعة وأقنعه على شغل وظيفة لتدريس اللغة الإنجليزية في مدرسة «مارشنتس أوف لايت-Merchants of Light school» الواقعة في أوبا. ولكن كانت هذه المدرسة من المدارس الفقيرة، بنيتها التحتية متهالكة، ومكتبتها صغيرة، حيث تم تأسيسها على أرض «باد باش- Bad bush» والتي يُعتقد أنه تسكنها أرواح شريرة. لاحقًا، في روايته «الأشياء تسقط متناثرة» وصف أتشيبي منطقة مشابهة معروفة باسم «غابة الشر» والتي سُمح لحمالات التبشير المسيحية بناء كنيستهم عليها. [31]

وكمعلم حث أتشيبي طلابه على الاطلاع والقراءة المستمرة، كما شجعهم على ابتكار الأعمال المتميزة. ولم يكن بمقدور الطلاب الحصول على مثل تلك الصحف التى اطلع عليه اتشيبي وهو طالب، ما دفعه إلى تحرير جريدة خاصة لطلابه. وبقى أتشيبي في أوبا لمدة أربعة أشهر ولكن انتقل إلى لاغوس عام (1954م) حينما سنحت له الفرصة للعمل بالإذاعة النيجيرية.[32]

وقد أسست حكومة المستعمر في نيجيريا شبكة راديو نيجيريا عام (1933م)[33]، وتم تعيين أتشيبي في قسم المحادثات ليقوم بإعداد البرامج والخطابات الإذاعية، مم ساعده على إتقان الفروق بين اللغة المكتوبة واللغة المنطوقة، ما أعانه على إدراج حوارات واقعية في رواياته. [34]

وكان لمدينة لاغوس واقعًا كبيرًا عليه، وخصوصًا حينما اكتظت المدينة بالمهاجرين من المناطق والقرى الريفية، ومنا هنا أدرك أتشيبي حقيقة النشاط الاجتماعى والسياسي من حوله؛ وهو ما استعرضه في روايته «ليس مطمئنًا- No Longer at Ease» عام (1962م) بعد ذلك. [35]

في فترة إقامته بالاغوس، شرع أتشيبي في كتابة أولى رواياته، وكان ذلك تحديًا صعبًا وخصوصًا مع نضوب الإنتاج الأدبي الأفريقى باللغة الإنجليزية باستثناء رواية «رواية مدمن خمر التمر» (1952م) لآموس توتولا ورواية «أُناس المدينة» (1954م) لسبريان إكوينسي. ومع تقديره الكامل لجهود إكوينسي، عمل أتشيبي لتطوير أسلوبًا خاصًا به جعله فيما بعد رائدًا في مجال كتابة الرواية النيجيرية. [36]والتفت أتشيبي إلى المشكلات الاستعمارية والسياسة التى ظهرت إلى السطح مع زيارة ملكة إنجلترا إليزابيث الثانية إلى نيجريا عام (1956م). [37]

وفي العام نفسه (1956م)، أُختير أتشيبي لينضم إلى فريق هيئة الإذاعة البريطانية الـ(BBC). وكانت رحلته الأولى خارج نيجريا بمثابة الفرصة الذهبية لتطوير مهارات الكتابة الأدبية لديه ومعرفة الآراء حول روايته والتى قسمت فيما بعد إلى كتابين. وفي لندن، التقى أتشيبي بروائي يُدعى «جيلبرت فيليبس» وعرض عليه روايته، وكان فيلبس متحمسًا لها وسأل أتشيبي أن يقدمها لمحررين وناشرين، ولكن رفض أتشيبي ذلك مصرًا أن الرواية في حاجة إلى المزيد من العمل. [38]


الأشياء تسقط متناثرة

رواية الأشياء تسقط متناثرة للروائي تشينوا أتشبه. انقر على الصورة لمطالعة الرواية كاملة.

فور عودته مرة أخرى إلى نيجيريا، أنكب أتشيبي على مراجعة وتحرير روايته والمعروفة الآن باسم الأشياء تسقط متناثرة المأخوذ عن أحد سطور قصيدة «المجيء الثاني» للشاعر الإنجليزي ويليام بتلر ييتس؛ حيث فصل الجزأيين الثاني والثالث من الرواية، وأبقى فقط على الجزء الأول الذي يتناول حياة المزارع أوكونكو في فترة الاستعمار بنيجيريا، كما قام بإدخال بعض التعديلات و التحسينات النصية على الكتاب. وفي عام (1957م) صمم أتشيبي غلاف روايته، كما سنحت له الفرصة لطباعة روايته عندما صادف إعلان عن تقديم خدمات الطباعة، لذا أسرع أتشيبي بإرسال النسخة المكتوبة لروايته إلى شركة لندن للطباعة كما أرسل أورفق رسوم هذه الخدمة والتي وصلت قيمتها إلى (22₤). وبعد شهور دون تلقى إية اتصالات من الشركة، بدأ القلق يساور أتشيبي، حتى طلب أتشيبي من رئيسته براديو نيجريا «أنجيلا بيتي» -والتى كانت ذاهبة إلى لندن لقضاء أجازتها السنوية- أن تستفسر له عن عدم نشر روايته، وبالفعل أثناء وجودها بلندن، ذهبت إلى الشركة وتساءلت عن تجاهل الرواية بهذا الشكل، وعندها أرسلت الشركة مباشرةً النسخة المطبوعة من الرواية. لذا كان تدخل بيتي هذا أمرًا فارقًا في مسيرة أتشيبي ككاتب فيقول: "لولا تدخلها هذا لربما عرضت عن الأمر برمته." [39]

أرسل أتشيبي روايته عام (1958م) إلى أحد الوكلاء الذين رشحهم له الروائي جيلبرت فيليبس أثناء زيارته للندن. والذي بدوره أرسل الرواية إلى العديد من دور النشر، ولكن رفضت بعض الدور الرواية بداع أن الأدب من إنتاج كُتاب أفارقة لا سوق له. [40] ثم وصلت الرواية إلى دار هاينمان، ولكن سرعان ما زال ترددهم بشأن نشرها بناءً على تقرير الخبير التربوي «دونالد ماكري» والذي كان عائدًا إلى إنكلترا بعد رحلة إلى غرب أفريقيا والذي قال فيه مقتضبًا: "هذه أفضل رواية قرأتها منذ قيام الحرب." [41]

نشرت دار هاينمان (2000) نسخة مطبوعة من رواية أتشيبي الأشياء تسقط متناثرة في 17 يونيو (1958م)، ووفقًا لما قاله ألن هيل العامل بدار هاينمان آنذاك أن الدار لم تمس النص قط، ولم تغير فيه شيئًا قبل النشر. [42]وقد استقبلت الصحافة البريطانية الكتاب بشكلٍ جيد، كما نال الكتاب استحسان نقاد أمثال ولتر ألن والروائي أنجس ويلسون. ويذكر أنه بعد ثلاثة أيام من نشر الرواية نشر الملحق الأدبي لجريدة «التايمز» "أن الرواية نجحت في عرض الحياة القبيلة من الداخل بطريقة عبقرية." كما وصفت صحيفة «الأبزرفر البريطانية»الرواية بأنها "رواية ممتازة"، وذكرت المجلة الأدبية« تايم آند تايد» "أن أسلوب السيد أتشيبي يمثل نموذجًا رائعًا للطامحين."[43]

أما عن الاستقبال الأول في نيجيريا فكان مختلطًا، إذ قوبل هيل ببعض التشكيك والسخرية عند ترويجه للكتاب في غرب أفريقيا، ولكن شعرت جامعة إبادان بالفخر كون أحد خريجيها هو صاحب رواية قيمة مثل هذه.[44] كما جاءت بعض ردود الفعل أكثر تدعيمًا للرواية، ففى أحد التعليقات على الرواية في مجلة «بلاك أورفيس» كُتب:" الكتاب بأكمله يرسم صورة حية للقاريء عن حياة قبيلة الإغبو، بل تمثل الحبكة والشخصيات رموزًا تمثل نمطًا للحياة تاه بلا رجعة في ذكرياتنا." [45]

وتدور أحداث الرواية حول شخصية أكونكو، والذي يكافح ضدد الإرث المهين الذي تركه له والده والذي كان مديونًا ولا يعرف إلا حب العزف على آلة الفلوت. كما تتناول القصة التعقيدات والتناقضات التي نشأت منذ وصول البعثات التبشيرية إلى قرية أموفويا.[46] كما تعرض الرواية ألوان الصراع الثقافي ولاسيما ذلك الذي ظهر بين تقاليد قبائل الأغبو والعقيدة المسيحية، ومن خلال القصة يستعرض أتشيبي بعضًا من الحكايات الشعبية والتي تنبع من نشأته على مثل هذه الحكايات.

وبعدها أصبحت رواية الأشياء تسقط متناثرة من أهم كتب الأدب الأفريقي.[47] وقد تم بيع أكثر من ثمانية مليون نسخة حول العالم، كما تم ترجمتها إلى أكثر من خمسين لغة، مم جعل أتشيبي أكثر الكتاب الذين تم ترجمة كتب له على مدار التاريخ.[48] [49]

وتقديرًا للعالمية التى وصل إليها الكتاب، تم إدارجه ضمن مجموعة من الكتب في مكتبة «بوكلبين» العالمية والتي تم ترشيحها من خلال مائة كاتب من أربعة وخمسون دولة مختلفة، وتم تجميعها وتنظيمها من قبل النادي النرويجي للكتاب. وتسعى هذه المجموعة لعرض الأدب العالمي من خلال كتب مختلفة، من جميع الثقافات، ومن فترات زمنية متنوعة.

وعلّق الكاتب النيجيري الحائز على جائزة نوبل للأداب «وولي سوينكا»: "أن هذه هي الرواية الأولى المكتوبة بالإنجليزية والتي تتحدث من أعماق الشخصية الأفريقية، دون تصوير الشخصية الأمريكية للرجل الأفريقى كونه هذا الغريب، أو كما يراها الرجل الأبيض." [50]

الزواج والعائلة

أتشبه في نيجريا، 1966.

في نفس العام الذي نُشرت فيه رواية الأشياء تسقط متناثرة ترقى أتشيبي في منصبه براديو نيجريا، ليصبح مسؤولًا عن تغطية الشبكة للمنطقة الشرقية. وانتقل أتشيبي إلى مدينة إنوگو لتولى مهامه الإدارية هناك. وفى إنوغو، قابل أتشيبي أمرأة تدعى«كريستينا شينوي أوكولي»، والتي ترعترعت في هذه المدينة وعملت في راديو نيجريا أثناء عمله هناك. وتحدثا لأول مرة عن تفاوت الأجور، إذ وجدت زميل لها بالرغم من شغلهم للوظيفة فى وقت واحد، إنها أقل في الدرجة، كما إنها تحصل على راتب أقل. وحينما ذهبت إلى المستشفى لإجراء عملية استئصال الزائدة الدودية، فوجئت كريستي بزيارة أتشيبي لها ومعه الكثير من الهدايا والمجلات. [51]

وفي السنوات التالية، نمت علاقة وطيدة بينهم، وفي 10 ديسمبر عام (1961م) تزوج الأثنان في كنيسة القيامة الموجوة في حرم جامعة إبادان، ووصف الزوجان أن زواجهما قائم على الثقة والتفاهم المتبادل، ولكن خلال السنوات الأولى من الزواج، ظهرت بعض الخلافات بسبب الاهتمام والتواصل فيما بينهما، ولكن سرعان انتهت هذه الخلافات مع نُضج العلاقة بينهما، واجتهادا الأثنان كزوج وزوجة للتأقلم على حياتهما. [52]

ورزق الزوجان بأول طفل لهما في 11 يوليو (1962م) وأسموها تشينلو، ورزقا بمولودأخر وهو إلكتشكو في 3 ديسمبر عام (1964م)، وفي 24 مايو عام (1967م) رزقا بمولودهم شيدي. وشعر الوالدان ببعض القلق إزاء نظرة العالم ولا سيما تلك التي تتعلق بالجنس مع دخول أولادهم للمدارس، وخصوصًا بسبب المعلمون أصحاب البشرة البيضاء، وكذلك الكُتب والتى تعكس وجهة نظر مغايرة عن الحياة الأفريقية.[53] لذا، نشر أتشيبي عام (1966م) كتابه الأول للأطفال «تشيكي والنهر» مستعرضًا بعضًا من هذه المخاوف. [54][55] وبعد الحرب الأهلية والمعروفة بـ«حرب بيافرا» جاء لعائلة أتشيبي فتاة أخرى وهي نواندو في 7 مارس عام (1970م). وحين سُئل أتشيبي عن عائلته قال: "أن هناك ما هو أكثر أهمية."[56] [57] [58] [59]ولدى أتشيبي ستة أحفاد وهم: تشوتشي وتشينو وتشينوا الأبن وناميدي وزيل.

ليس مطمئنًا

في عام 1960 وخلال فترة مواعدتهم، أهدى أتشيبي روايته الثانية «ليس مطمئنًا» لكريستي أوكولي، والتى تتناول قصة موظف متورط في قضايا فساد بمدينة لاغوس. والبطل في هذه الرواية هو «أوبي» وهو حفيد أكونكو[60] بطل رواية «الأشياء تسقط متناثرة». ومن خلال أقامته في مدينة لاغوس، كتب أتشيبي عن تجارب أوبي في لاغوس ليعكس التحديات التى تواجه الجيل الجديد الذي سيشهد استقلال نيجريا. ونرى في الرواية أن أوبى واقعًا تحت وطأة توقعات أهله له وكذلك توقعات عشيرته وأهل قريته ومجتمعه. ولكن كل هذه التحديات تسحقه أمامها، تمامًا مثلما حدث لجده الأكبر، ليجد نفسه في النهاية مسجونًا بتهمة الرشوة. وبعدما أظهر أتشيبي براعة وفطنة من خلال تصويره للحياة القبيلة التقليدية، كذلك أظهر مهارة في وصف الحياة النيجيرية الحديثة. [61]

وفي وقت لاحق من العام نفسه، مُنح أتشيبي زمالة روكفيلير للترحال لمدة ستة أشهر. وقال أتشيبي أن هذه الزمالة هي تمثل عاملًا هامًا لاستكمال مسيرته الكتابية."[62] وعندها ذهب أتشيبي للقيام برحلة إلى شرق أفريقيا. وبعد شهر واحد من استقلال نيجيريا، سافر أتشيبي إلى كينيا حيث واجه لأول مرة ضرورة تعبئة استمارة الهجرة عن طريق التحقق من مربع مشيرًا إلى العرق سواء كان: أوروبيًا أو أسيويًا أو عربيًا أو غير ذلك. الأمر الذي صدمه وسبب استيائه بسبب إجباره على اختيار (غير ذلك)، إذ وجد الأمر برمته «هزليًا» الأمر الذي وصل به إلى أن يأخذ نسخة أخرى من الاستمارة للذكرى. واستكمالًا لرحلاته في شرق أفريقياإلى تنجانيقا وزنجبار والمعروفة اليوم باسم «تنزانيا»، أحبط أتشيبي من أسلوب الادارة الذي لاحظه بين موظفي الفنادق غير الأفريقية والنخب الاجتماعية. [63]

كما وجد أتشيبي في رحلاته أن اللغة السواحلية تتكسب المزيد من التمييز لتكون لغة أفريقية هامة. إذ كان بث قنوات الراديو بالغة السواحلية، كما كان يتم استخدامها بشكل واسع في الدول التي زارها. رغم ذلك، وجد أتشيبي حالة من "عدم الاهتمام" من الناس تجاه الأدب المكتوب بالسواحلية.[64] كما قابل الشاعر الشيخ شعبان روبرت، والذي اشتكى من الصعوبات التي واجهها عند نشر أعماله باللغة السواحلية. [65]

خريطة توضح توزيع المتحدثين باللغة السواحلية.

وفي روديسيا الشمالية والمعروفة الآن باسم «زامبيا»، وجد أتشيبي نفسه جالسًا في القسم المخصص للبيض فقط في الحافلة المتجة إلى شلالات فيكتوريا. وسأله الكمسري لماذا جالس في المقدمة، فأجابه أتشيبي: " إذا أردت أن تعلم، أنا آت من نيجريا، وهناك نجلس إينما شئنا." [66]وبالوصول إلى الشلالات، هلل له ركاب الحافلة، لكنه شعر بحزن دفين بسبب عدم مقاومتهم لسياسة الفصل في ذلك الوقت.[67]

بعد عاميين، ترك أتشيبي مرة أخرى، ولكن هذه المرة كجزء من زمالة الفنانين المبدعيين التي تمنحها اليونيسكو. فسافر أتشيبي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل، وهناك قابل العديد من الكُتاب الأمريكيين ومن بينهم الروائيين رالف إليسون وآرثر ميلر. [68] وفي البرازيل، ألتقى أتشيبي بالعديد من المؤلفين، وناقش معهم تحديات الكتابة بالبرتغالية. وكان لدى أتشيبي بعض المخاوف من ضياع الأدب النابض لأي أمة إذا لم يتم ترجمته إلى لغات أكثر أنتشارًا. [69]

صوت نيجريا وسلسلة الكتاب الأفارقة

عندما عاد مرة أخرى إلى نيجيريا، ترقى أتشيبي ليمسك منصب مدير الإذاعات الخارجية بشبكة راديو نيجيريا. وكانت من أولى واجباته إنشاء شبكة صوت نيجيريا. وكان البث الأول لهذه الشبكة يوم رأس السنة عام 1962. وعملت المحطة على تبني نظرة موضوعية خلال فترة الاضطرابات التي عشتها نيجيريا بعد الاستقلال.[70] وأصبحت هذه الموضوعية على المحك حينما أعلن رئيس الوزراء النيجيري أبو بكر تافاوا حالة الطواريء في المنطقة الغربية من البلاد، استجابة لمجموعة من سلسلة من الصراعات بين مسؤولى الأحزاب المختلفة بنيجيريا. ما أشعر أتشيبي بالحزن بسبب الفساد الذي تشهده البلاد وكذلك إسكات المعارضة السياسية. [71]

وفي عام 1962، حضر أتشيبي المؤتمر التنفيذي للكتاب الأفارقة باللغة الإنجليزية، في جامعة ماكيريري في كمبالا بأوغندا. والتقى هناك بالعديد من الشحصيات الأدبية الهامة من محتلف أنحاء القارة بل والعالم، ومنهم الشاعر الغاني كوفي أونور والكاتب المسرحي والشاعر النيجيري وولي سوينكا، والشاعر والؤلف الأمريكي لانغستون هيوز. وكانت من ضمن قضايا النقاش بالمؤتمر مهمة تحديد ما إذا كان الأدب الإفريقى يجب أن يضم أعمال كتاب من خارج القارة، أم أنه يقتصر على أعمال من إنتاج كتاب من داخل القارة فقط. وأشار أتشيبي أنها "لم تكن قضية مهمة على الإطلاق،" [72]وأنه على العلماء انتظار أعمال كبيرة حقًا للحكم عليها. وكتب أتشيبي في العديد من المجلات أن هذا المؤتمر يعد علامةٌ فارقة في تاريخ الأدب الأفريقي، كما سلط الضوء على أهمية اجتماع الأصوات المعزولة داخل القارة وخارجها. [73]

وخلال وجوده في ماكيريري، طلب أحد الطلاب من أتشيبي قراءة الرواية التي كتبها واسمها «لا تبك يا ولدي» والذي اشتهر بعد ذلك باسم «جيمس نجوجي». منبهرًا بالرواية، أرسل أتشيبي النص إلى ألان هيل في دار هينمان للنشر، والتي نشرها بعد ذلك بعاميين ليتم إلحاق أعمال الكتاب الأفريقين بظهر الكتب. وجاء ذلك كحل لما عرفته دور النشر البريطانية "باعتبار غرب أفريقيا المكان الوحيد الذي تباع فيه الكتب الأفريقية." وتم تعيين أتشيبي ليكون المحرر العام لسلسلة الكتاب والتي مثلت فيما بعد قوة لا يستهان بها في تعريف العالم بأدب ما بعد الكولونية الأفريقي،[74] واستمر في هذا المنصب حتى عام (1972م). [75]

اختار أتشيبي رواية لا تبك يا ولدي لجيمس نجوجي، لتكون أولى سلسلة الكتب التي تنشرها دار هاينمان للكتاب الأفريقين.

ومع توافر هذه الأعمال بشكل أوسع، بدأت المقالات النقدية التي تتناول الأدب الأفريقي، وخاصة تلك التي من أروبا في التنامي. ونشر أتشيبي مقالًا في ديسمبر عام (1962م) تحت عنوان «حين تخاف الملائكة أن تخطو» في إحد إصدارات مجلة نيجيريا للرد على وابل التعليقات الذي يتناول بلاده، وفيه أوضح أتشيبي الفرق بين الناقد الهدام (نقده سلبي تمامًا) وبين الناقد الناقد البناء (نقده إيجابي تمامًا)، والناقد الواعي (وهو الناقد الذي يسعى إلى تحقيق التوازن بين النوعين السابقيين.) كما هاجم هؤلاء الذين بنتقدون الكتاب الأفارقة من الخارج: " لا يوجد من يقدر أن يستوعب لغة شخص أخر وهو لا يتحدث بها، واللغة هنا لا تعني فقط الكلمات وماشابه، ولكن تعني رؤية كاملة لعالم هذا الشخص." [76]


سهم الرب

أتشبه عام 1988.

نشر الكتاب الثالث لأتشيبي «سهم الرب» عام 1964. وكما سابقتها، تستكشف الرواية التداخلات بين عادات قبائل الأغبو والمسيحية الأروبية. وتقع أحداث القصة في قرية أومارو في بدايات القرن العشرين، وتحكي الرواية قصة حياة أوزولو وهو رئيس كهنة الأولو، والذي أمر أبنه لمعرفة أسرار الأجانب، وخصوصًا بعدما صُدم من قوة التدخل البريطاني في المنطقة. وكما هو الحال مع أكونكو في «الأشياء تسقط متناثرة» وكذلك مع أزولو في في «ليس مطمئنًا»، قابل أزولو نهايته التراجيدية.

تدور الرواية حول شخصية «إيزولو»؛ كبير كهنة «أولو» الذي منحه أهالي قبيلته الحب والتقدير، وأشعروه بقوة نفوذه عليهم، بينما هو كان يتشكك ويتساءل: هل هذا النفوذ حقيقي؟ رغم أنّ الأهالي منحوه حق اختيار أيام الأعياد القومية. وكان خصومه ينتقدون أحاديثه حول تشويه صورة الآلهة، فكان يتحداهم قائلاً أنّ من يقول هذا الكلام «لا يستطيع معرفة الفرق بين وجه الإله ووجه القناع»، وكان على وعي بأنّ الناس هم الذين اخترعوا الآلهة المحلية. وكان (أولو) إلهــاً باقي الآلهة. بل إنه وصف أحد الآلهة بالإله الجبان. وأنّ الإله (شوكو) أوشك على تدمير العالم. بل إنّ الإله (أولو) يـُـدمّر الإنسان. وقال للأهالي أنّ «أولو» لن يـُـحارب معكم كما تعتقدون. في إشارة- بلغة الفن- إلى ضرورة أنْ يعتمدوا على أنفسهم. ومن إشاراته الموحية عن اختراع الآلهة، يدخل الأديب إلى باب الأساطير المصبوغة بالخرافة، مثل أنّ مرض الأرواح لا يمكن علاجه إلّا بالنار. وحيرة الناس عند معرفة الفرق بين الأفعى العادية و(الثعبان المقدس) وأنّ أهالي ست قرى قالوا لجد إيزولو «سوف تتحمّـل الآلهة من أجلنا»، وأنّ شجرة الأودالا «مقدسة بالنسبة لأرواح الأسلاف»، وإذا زادتْ بذور البطاطا، فإنهم يـُـقـدّمون قربانـاً لأولو عرفاناً بالجميل، وإذا كان العدد ناقصـاً يبحثون عن السبب عند العرّافين. ورغم الهوس بالخرافات، فإنّ ذلك لم يمنع أهالي شعب (أنينتا) من حرق إلههم. في ثنايا الرواية، تمكــّـن الأديب من تضفير الأساطير بصراع القبائل بالاحتلال الإنكليزي، فعندما حدثتْ معركة بين قبيلتيْن، فإنّ ممثل الاحتلال تمكــّـن من وقف الحرب بينهما، ولكنه- بدهاء المحتل – «جمع كل الأسلحة وأصدر أمراً لجنوده بتكسيرها في وجوههم، ثم فصل في النزاع وأعطى الأرض للقبيلة التي تستحقها»، وقال ممثل الاحتلال إنّ الحكم غير المباشر يرتكز على الإرادة الوطنية أو القومية بالنسبة لعديد من الأمم الاستعمارية»، وبعد هذا الكلام، حاول - بسذاجة بالغة - أنْ يبدو الاحتلال الإنكليزي مختلفــاً، فأضاف «نحن نسعى لتطهير النظام القومي من شوائبه، لبناء حضارة عليا تسمو فوق الجذور القومية التي اكتسبتْ أفكارها من قلوب وعقول الشعب»، ثم تناقض مع نفسه فقال: «لا يجب أنْ نــُـدمّـر البيئة الأفريقية أو العقل الأفريقي أو أصل جنسه»، تصوّر مُـمثل الاحتلال أنّ الشعب سينخدع بكلامه «المعسول/ المتناقض»، ولذلك كان تعقيب إيزولو «كلمات؛ كلمات، حضارة، عقل أفريقي، بيئة أفريقية. هل - هذا الكلام الاستعماري - أنقذ رجلاً كان مدفونــاً إلى رقبته حيـاً، وقطعة من البطاطا المُـحمّـرة فوق رأسه لجذب النسور؟».[77]

لجأ ضباط الاحتلال إلى القسوة لدرجة أنهم كانوا- أحيانــاً- يجلدون بعض المواطنين، فساد الرعب بينهم، لذلك عندما تحدى شاب أفريقي أحد الضباط الإنكليز، وأهانه فإنّ صديقــاً قال له: «هل جننتَ حتى تهاجم الرجل الأبيض؟ لقد سمعتُ أنّ عائلتك من المجانين»، وهذا الشخص الذي قال هذا الكلام، لم يكن خانعـاً أو انتهازيـاً أو عميلاً للمحتل، وإنما كان يقرأ (الواقع)، لذلك قال لمن حوله «الرجل الأبيض جاء ليبقى... الرجل الأبيض جاء ليقضي على عاداتنا... إنني متأكد مما أقوله لكم الآن وسترون»، ثـمّ أضاف ساخراً «هو يملك قوة مصدرها إله حقيقي، قوة تحرق مثل النار. إنه الإله الذي نجتمع عنده في اليوم الثامن من كل أسبوع» وكان الإنكليز يـُشرعون في إنشاء طريق جديد مُـسفلت، فكان تعقيب هذا الشخص الذي أجاد قراءة الواقع «الطريق الجديد... الدين الجديد، كل ذلك جزءاً من الشيء نفسه... الرجل الأبيض يملك بندقية وفأسـاً وقوسـاً، ويحمل النار في فمه. ولن يـُـحارب بسلاح واحد».

وركــّـز الأديب على مزج الاستعمار بالدين، حيث إنّ الإنكليز شجـّـعوا على بناء الكنائس، وعلى أنّ يتخلى الشعب النيجيري عن آلهته المحلية، ولذلك عندما سمع إيزولو جرس الكنيسة، بدأ يفكر في الدين الجديد، وساورته الشكوك، وأصبح خائفــاً لكون الدين الجديد مثل الجُزام. وعندما اعتنق ابنه المسيحية عنّـفه، ولكن صار من العسير محاولة رده عن ذلك الدين. وعندما سأله البعض عن معنى جرس الكنيسة، لخــّـص رأيه قائلاً: «يعني أنْ تترك جمع البطاطا لتذهب إلى الكنيسة. وينشد الناس أغنية الفناء»، ورغم ذلك فإنّ إيزولو استسلم للأمر الواقع ووافق على دخول ابنه في المسيحية، بهدف أنْ «تكون الكهنوتية من نصيب الابن»، وبرّر موقفه قائلاً لابنه: «العالم يتغير من حولنا، وأنا لا أحب ذلك، ولكنّ إحساساً يتملّكني بأنّ أولئك الذين يرفضون صداقة الرجل الأبيض اليوم سيقبلون غداً». فعل إيزولو ذلك رغم معارضة زوجته الشديدة. وعندما وصفه البعض بأنه «سهم في قوس ربه المحلي شعر (إيزولو) بنشوة كبيرة»، وانتهى الأمر بإيزولو أنْ «عاش فى أيامه الأخيرة في بهاء وعجرفة وكاهنــاً مهووسـاً».

واختتم الأديب روايته قائلاً: «عرف زعماء القبيلة وشعبها النتيجة النهائية التي كانت بديهية. فقد وقف الإله بجانبهم ضد الكاهن الطموح والعنيد. لقد وقف بجانب حكمة أسلافهم، فالرجل مهما كان عظيمـاً لن يكون أعظم من شعبه. وقد عاقب الإله كاهنه وتخلى عنه»، والأكثر دلالة أنّ الناس قـدّموا البطاطا على الدين الجديد. ولكن صار حصاد البطاطا يتم باسم الابن. ورغم التحولات في شخصية إيزولو (من التمسك بالآلهة المحلية إلى قبول المسيحية)، فإنّ الأديب نجح في جعله أحد الرموز القومية للشعب النيجيري، حيث كان ممثلو الاحتلال الإنكليزي يعتبرونه أحد المُـحرّضين الأساسيين ضد الإنكليز، ولذلك سجنوه أكثر من مرة.

ولذلك أبدع الشعب النيجيرى أسلوب «المُـقاومة السرية» وكل ذلك رغم محاولات بعض الكتاب الإنكليز، في خلق أساطير (ملفــّـقة) حول (العلاقة التاريخية بين بريطانيا ونيجيريا) مثل كتاب جورج آلين المعنون «مصالحة قبائل النيجر البدائية»، وجاء في الفصل الأخير منه «من أجل تلك المطالب (مطالب الاحتلال) بل من أجل حياة أفضل و(احتلال هادئ) فإنّ نيجيريا مغلقة وستظل مغلقة حتى تفقد الأرض بعضـاً من خصوبتها... إنّ نيجيريا تــُـقـدّم ذراعيها لأجل الرجال (الإنكليز) في الهند الذين جعلوا من الإنكليز صـُـناعـاً للقانون... إنه لمن الفخر الشديد أننا لا نخاف من هذه الشعوب المُـتخلفة. إنّ الجنس البريطاني سيأخذ مكانته. إنّ الدم البريطاني سيحكم».

ولكن عندما سمع أحد رموز الاحتلال الإنكليزي هذا الكلام، كان له رأي آخر، حيث قال: «نحن البريطانيين مجموعة من الفضوليين نفعل كل شيء بغير حماس. انظر إلى الفرنسيين، إنهم لا يخجلون من تعليم ثقافتهم إلى الأجناس المُـتخلفة، ويقولون لحاكم هذه الشعوب إذا لم تكن راضيـاً، فتعال وحاربنا. أما نحن البريطانيين فماذا نفعل؟ إننا نتخبط من طريقة إلى عكسها». في تلك الرواية البديعة، تمكن المؤلف من التأريخ الروائي لفترة من عمر الشعب النيجيري، فضفّـر- بالإبداع الروائي- بشاعة الاحتلال الإنكليزي بمقاومة الشعب النيجيري للاحتلال بالأساطير التي امتزج فيها ما هو غيبي، بالتراث الذي شكّـل الشخصية القومية للشعب النيجيري، من خلال الوعي بمُـجمل تراث الثقافة القومية لشعوب أفريقيا.

كيف تطورت فكرة الرواية

وقد جاءت الفكرة لكتابة هذه الرواية عام 1959، حينما عرف أتشيبي بقصة رئيس الكهنة الذي سجنه أحد الضباط.[78] وتتطورت الفكرة بعدها بعام، حينما وجد أتشيبي مجموعة من أثار قبيلة الإيگبو يستخرجها عالم الأثار ثرستان شو، وقد ذُهل أتشيبي من مدى الرقي الثقافي لهذه الأثار. وفي الوقت الذي أظهر له أحد معارفه سلسلة من الرسائل السرية من ضباط الاستعمار (والتي لا تختلف عن تلك التي أشار إليها في روايته «الأشياء تسقط متناثرة» الخاصة بالقبائل البدائية لجنوب النيجر.) جمع أتشيبي هذه الخيوط التاريخية جنبًا إلى جنب، ليكتب روايته الثالثة «سهم الرب». [79]ومثل الأعمال السابقة لأتشيبي، نالت «سهم الرب» إشادة من النقاد. [80]وتم نشر النسخة المعدلة منها في (1974م) لتعديل ما وصفه أتشيبي " نقاط الضعف الهيكلية."[81]

وفي أحدى الخطابات إلى أتشيبي، أعرب الكاتب الأمريكي جون أپدايك عن إعجابه الممتزج بالمفاجأة تجاه السقوط المفاجيء لبطل رواية «سهم الرب». وأشاد بشجاعة المؤلف في "كتابة نهاية قد يفشل العديد من كتاب الغرب في افتعالها."[82] ورد أتشيبي مشيرًا أن البطل الأوحد كان شيئًا نادرًا في الأدب، الأفريقي وأن جذوره تمدد في الحياة المشتركة، ودرجة ابتكار هذه الشخصية يخضع لـ" قوي غير بشرية في الكون." [83]

ابن الشعب

نُشرت رواية «ابن الشعب» عام 1966. وتعد الرواية هجاءً يتناول أحد الدول الأفريقية حصلت على الاستقلال مؤخرًا، ولكنه لم يسمي بلدًا بيعنها. وتتناول الرواية قصة معلم اسمه أوديلي سامالو من قرية أناتا، والتي لديها وزير ثقافة فاسد اسمه نانجا. وبناءً على قراءة نسخة مسبقة من الرواية قال صديق أتشيبي جون بيبير كلارك: "تشينوا، أنا أعلم أنك رسول. كل شيء في هذا الكتاب حذث باستثناء الإنقلاب العسكري." [84]

وبعد ذلك مباشرةً، أحكم القائد النيجيري تشوكوما كادونا نزوجو قبضته على المناطق الشمالية بالبلاد كجزء من محاولة إنقلاب أكبر كان يخطط لها. ولكن فشل قادةٌ آخرون في السطيرة على المناطق الأخرى، وقُوبلت خطة الانقلاب هذه بحاملات عسكرية. وبعدها حدثت مجزرة راح ضحيتها ثلاثة آلاف شخص في المنطقة الشرقية، وبدأت كذلك سلسلة من الهجمات لتصفية رجال الأغبو النيجيرين في لاغوس.[85]

وكانت نهاية الرواية السبب في اتهام اتشيبي في معرفته مسبقًا بأمر الانقلاب. وحينما تلقى رسالة الاستدعاء، أرسل أتشيبي زوجته إلى والتي كانت حاملًا في هذه الفترة وأطفاله على متن أحد المراكب المتهالكة لتوصيلهم إلى معقل قبائل الأغبو في بورت هاركورت. وقد وصلت العائلة بسلام فعلًا، ولكن تعرضت كريستي للإجهاض خلال هذه الرحلة. وتبعهم أتشيبي مباشرة إلى أوجيدي. وكانت هذه المناطق آمنة وبعيدة عن التوغل العسكري، لأنها تقع في جنوب شرقي البلاد. [86]


التقاعد

أتشبه في 2002 مع الرئيس الجنوب أفريقي السابق نلسون ماندلا في جامعة كيپ تاون.[87]
تشينوا أتشبه في 2008، في كلية بارد، أناندال-اون-هدسون، نيويورك.


الأعمال

الروايات

القصص القصيرة

  • "Marriage Is A Private Affair", (1952)
  • "Dead Men's Path", (1953)
  • The Sacrificial Egg and Other Stories, (1953)
  • "Civil Peace", (1971)
  • Girls at War and Other Stories, (1973)
  • African Short Stories (editor, with C.L. Innes), (1985)
  • Heinemann Book of Contemporary African Short Stories (editor, with C.L. Innes), (1992)
  • The Voter

الشعر

  • Beware, Soul-Brother, and Other Poems, (1971) (published in the US as Christmas at Biafra, and Other Poems, 1973)
  • Don't let him die: An anthology of memorial poems for Christopher Okigbo (editor, with Dubem Okafor), (1978)
  • Another Africa, (1998)
  • Collected Poems, Carcanet Press (2005)
  • Refugee Mother And Child
  • Vultures, which is used GCSE English as a 'Different Cultures' poem

Essays, Criticism and Political Commentary

  • The Novelist as Teacher, (1965)
  • An Image of Africa: Racism in Conrad's "Heart of Darkness", (1975)
  • Morning Yet on Creation Day, (1975)
  • The Trouble With Nigeria, (1984)
  • Hopes and Impediments, (1988)
  • Home and Exile, (2000)
  • Education of a British protected Child (2008) (Forthcoming)
  • “The Igbo and their Perception of God, Human Beings and Creation,” 2009 Blessed Pope John XXIII Lecture Series in Theology and Culture University of Notre Dame Press ( Forthcoming)

Children's Books

  • Chike and the River, (1966)
  • How the Leopard Got His Claws (with John Iroaganachi), (1972)
  • The Flute, (1975)
  • The Drum, (1978)

المصادر

  1. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 6.
  2. ^ Ogbaa, p. xv.
  3. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 7.
  4. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 7.
  5. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 8.
  6. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 16.
  7. ^ Ezenwa-Ohaeto, pp. 10–11.
  8. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 11.
  9. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 14.
  10. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 12
  11. ^ Achebe 1994, pp. 146–147.
  12. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 19.
  13. ^ Ezenwa-Ohaeto, pp. 22–23.
  14. ^ Ezenwa-Ohaeto, pp. 22–23.
  15. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 30.
  16. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 30.
  17. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 25.
  18. ^ Ezenwa-Ohaeto, pp. 26–27.
  19. ^ Ezenwa-Ohaeto, pp. 26–27.
  20. ^ Quoted in Ezenwa-Ohaeto, pp. 26–27
  21. ^ Ezenwa-Ohaeto, pp. 34–36.
  22. ^ "Chinua Achebe of Bard College". The Journal of Blacks in Higher Education 33: 28. Autumn 2001. doi:10.2307/2678893. JSTOR 2678893.
  23. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 44.
  24. ^ July, p. 64; Laurence, p. viii.
  25. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 39.
  26. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 46.
  27. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 42.
  28. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 49.
  29. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 43.
  30. ^ Ezenwa-Ohaeto, pp. 50–52.
  31. ^ Achebe (1994). The "evil forest" is a place where twins (considered an abomination by the community) are thrown away to die. When the Christian missionaries persevere despite their location, they are able to convince some in the community that the superstition is unwarranted.
  32. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 56.
  33. ^ Federal Radio Corporation of Nigeria. "About Us". Online at Radio Nigeria Online. Retrieved on 15 October 2007.
  34. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 57.
  35. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 58.
  36. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 62
  37. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 60.
  38. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 62.
  39. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 63.
  40. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 65.
  41. ^ Hill, Alan (1991). Quoted in Petersen, reprinted in Ezenwa-Ohaeto, p. 65.
  42. ^ Quoted in Ezenwa-Ohaeto, p. 65
  43. ^ Quoted in Ezenwa-Ohaeto, pp. 65–66.
  44. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 68.
  45. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 69.
  46. ^ Achebe 1994, p. 4.
  47. ^ Booker, p. xvii.
  48. ^ Yousaf, p. 34.
  49. ^ Ogbaa, p. 5.
  50. ^ "Chinua Achebe of Bard College". The Journal of Blacks in Higher Education 33: 28. Autumn 2001. doi:10.2307/2678893. JSTOR 2678893.
  51. ^ Ezenwa-Ohaeto, pp. 67–68.
  52. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 86.
  53. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 105.
  54. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 112.
  55. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 112.
  56. ^ "Nwando Achebe". history.msu.edu. Retrieved 2011-07-24.
  57. ^ Achebe, Nwando (27 January 2011). "The Female King of Colonial Nigeria". Indiana University Press. Retrieved 2011-07-24.
  58. ^ Achebe, Nwando. "Farmers, Traders, Warriors, and King". Heinemann. Retrieved 2011-07-24.
  59. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 155.
  60. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 77.
  61. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 78.
  62. ^ Quoted in Ezenwa-Ohaeto, p. 79.
  63. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 79.
  64. ^ Quoted in Ezenwa-Ohaeto, p. 81.
  65. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 81.
  66. ^ Quoted in Ezenwa-Ohaeto, p. 83.
  67. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 83.
  68. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 97.
  69. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 98.
  70. ^ Ezenwa-Ohaeto, pp. 87–88.
  71. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 89.
  72. ^ Quoted in Ezenwa-Ohaeto, p. 89.
  73. ^ Ezenwa-Ohaeto, pp. 89–90.
  74. ^ Ezenwa-Ohaeto, pp. 90–92,
  75. ^ Ibrahim Bello-Kano, "Chinua Achebe: A non-romantic view", Pambazuka News, Issue 624, 3 April 2013.
  76. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 94.
  77. ^ طلعت رضوان (2016-04-19). "تشينوا أتشيبي والأدب الأفريقي". صحيفة الحياة السعودية.
  78. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 70.
  79. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 75.
  80. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 99.
  81. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 187.
  82. ^ Quoted in Ezenwa-Ohaeto, p. 105.
  83. ^ Quoted in Ezenwa-Ohaeto, p. 106.
  84. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 109.
  85. ^ Ezenwa-Ohaeto, pp. 115.
  86. ^ Ezenwa-Ohaeto, p. 117.
  87. ^ "Chinua Achebe, African Literary Titan, Dies at 82". نيويورك تايمز. 2015-03-21. Retrieved 2015-03-24.

ببليوگرافيا

  • Achebe, Chinua (1965). "English and the African Writer". Transition 18: 27–30. ISSN 0041-1191.
  • Achebe, Chinua (1975). Morning Yet on Creation Day. London: Heinemann Educational. ISBN 978-0-435-18026-3.
  • Achebe, Chinua (1989). Hopes and Impediments: Selected Essays. New York: Doubleday. ISBN 978-0-385-24730-6.
  • Achebe, Chinua (1994). Things Fall Apart. New York: Anchor Books. ISBN 978-0-385-47454-2.
  • Agetua, John (Ed.) (1977). Critics on Chinua Achebe, 1970-76. Benin City, Nigeria: Bendel Newspapers Corp.
  • Azohu, Virginia (1996). "Culture and the Frontiers of Language". In Ihekweazu, Edith. Eagle on Iroko: Selected Papers from the Chinua Achebe International Symposium, 1990. Ibadan, Nigeria: Heinemann Educational Books (Nigeria) PLC. ISBN 978-978-129-379-5.
  • Bicknell, Catherine (1996). "Achebe's Women: Mothers, Priestesses, And Young Urban Professionals". In Ihekweazu, Edith. Eagle on Iroko: Selected Papers from the Chinua Achebe International Symposium, 1990. Ibadan, Nigeria: Heinemann Educational Books (Nigeria) PLC. ISBN 978-978-129-379-5.
  • Booker, M. Keith and Simon Gikandi (2003). The Chinua Achebe Encyclopedia. Westport, Connecticut: Greenwood Press. ISBN 978-0-325-07063-6.
  • Egar, Emmanuel Edame (2000). The Rhetorical Implications of Chinua Achebe's 'Things Fall Apart' Lanham, Maryland: University Press of America. ISBN 978-0-7618-1721-5.
  • Egejuru, Phanuel (1996). "Orethory Okwu Oka: A Neglected Technique In Achebe's Literary Artistry". In Ihekweazu, Edith. Eagle on Iroko: Selected Papers from the Chinua Achebe International Symposium, 1990. Ibadan, Nigeria: Heinemann Educational Books (Nigeria) PLC. ISBN 978-978-129-379-5.
  • Egejuru, Phanuel Akubueze (2001). Chinua Achebe: Pure and Simple, an Oral Biography. Stoke-on-Trent: Malthouse Press. ISBN 978-978-023-148-4.
  • Ekwe-Ekwe, Herbert (2001). African Literature in Defence of History: An Essay on Chinua Achebe. Dakar: African Renaissance. ISBN 978-1-903625-10-1.
  • Emenyonu, Ernest N. (1991). "Chinua Achebe's Things Fall Apart: A Classic Study in Colonial Diplomatic Tactlessness". In Petersen, Kirsten Holst and Anna Rutherford, eds. Chinua Achebe: A Celebration. Oxford, England: Dangeroo Press. ISBN 978-0-435-08060-0.
  • Emenyonu, Ernest N. (1996). "Foreword: For Whom The Honour Is Due". In Ihekweazu, Edith. Eagle on Iroko: Selected Papers from the Chinua Achebe International Symposium, 1990. Ibadan, Nigeria: Heinemann Educational Books (Nigeria) PLC. ISBN 978-978-129-379-5.
  • Emenyonu, Ernest N. (Ed.) (2004). Emerging Perspectives on Chinua Achebe Trenton, New Jersey: Africa World Press. ISBN 978-0-86543-876-7 (v. 1), ISBN 978-0-86543-878-1 (v. 2).
  • Ezenwa-Ohaeto (1997). Chinua Achebe: A Biography. Bloomington: Indiana University Press. ISBN 978-0-253-33342-1.
  • Gera, Anjali (2001). Three Great African Novelists. New Delhi: Creative Books. ISBN 978-81-86318-79-9.
  • Gikandi, Simon (1991). Reading Chinua Achebe: Language and Ideology in Fiction London: J. Currey. ISBN 978-0-85255-527-9.
  • Innes, Catherine Lynette (1990). Chinua Achebe. Cambridge, England: Cambridge University Press.
  • Innes, C. L. and Bernth Lindfors (Eds.) (1978). Critical Perspectives on Chinua Achebe. Washington: Three Continents Press. ISBN 978-0-914478-45-4.
  • Jaya Lakshmi, Rao V (2003). Culture and Anarchy in the Novels of Chinua Achebe Bareilly: Prakash Book Depot.
  • July, Robert W (1987). An African Voice. Durham (NC): Duke University Press. ISBN 978-0-8223-0769-3.
  • Killam, G. D. (1977). The Writings of Chinua Achebe London: Heinemann Educational. ISBN 978-0-435-91665-7.
  • Laurence, Margaret (2001). Long Drums and Cannons: Nigerian Dramatists and Novelists, 1952-1966. Alberta: University of Alberta Press. ISBN 978-0-88864-332-2.
  • Lindfors, Bernth (1982). Early Nigerian Literature. New York: Holmes & Meier Publishers, Ltd. ISBN 978-0-8419-0740-9.
  • Mezu, Rose Ure (2006). Chinua Achebe: The Man and His Works. London: Adonis & Abbey Publishers Ltd. ISBN 978-1-905068-21-0.
  • Niven, Alistair (1991). "Chinua Achebe and the Possibility of Modern Tragedy". In Petersen, Kirsten Holst and Anna Rutherford, eds. Chinua Achebe: A Celebration. Oxford, England: Dangeroo Press. ISBN 978-0-435-08060-0.
  • Njoku, Benedict Chiaka (1984). The Four Novels of Chinua Achebe: A Critical Study New York: P. Lang. ISBN 978-0-8204-0154-6.
  • Nnolim, Charles (1996). "The Artist in Search of The Right Leadership: Achebe As A Social Critic". In Ihekweazu, Edith. Eagle on Iroko: Selected Papers from the Chinua Achebe International Symposium, 1990. Ibadan, Nigeria: Heinemann Educational Books (Nigeria) PLC. ISBN 978-978-129-379-5.
  • Ogbaa, Kalu (1999). Understanding Things Fall Apart. Westport, Connecticut: Greenwood Press. ISBN 978-0-313-30294-7.
  • Ogede, Ode (2001). Achebe and the Politics of Representation: Form Against Itself, From Colonial Conquest and Occupation to Post-Independence Disillusionment Trenton, New Jersey: Africa World Press. ISBN 978-0-86543-774-6.
  • Ojinmah, Umelo (1991). Chinua Achebe: New Perspectives Ibadan: Spectrum Books Limited. ISBN 978-978-2461-16-2.
  • Okpewho, Isidore, (Ed.) (2003). Chinua Achebe's 'Things Fall Apart': A Casebook Oxford, England: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-514763-6.
  • Sallah, Tijan M. and Ngozi Okonjo-Iweala (2003). Chinua Achebe, Teacher of Light: A Biography Trenton, New Jersey: Africa World Press. ISBN 978-1-59221-031-2.
  • Tredell, Nicolas (2000). Joseph Conrad: Heart of Darkness. New York: Columbia University Press. ISBN 978-0-231-11923-8.
  • Yankson, Kofi E. (1990). Chinua Achebe's Novels: A Sociolinguistic Perspective. Uruowulu-Obosi, Nigeria: Pacific Publishers. ISBN 978-978-2347-79-4.
  • Yousaf, Nahem (2003). Chinua Achebe. Tavistock : Northcote House in Association with the British Council. ISBN 978-0-7463-0885-1.

وصلات خارجية

Wikiquote-logo.svg اقرأ اقتباسات ذات علاقة بتشينوا أتشبى، في معرفة الاقتباس.