كونستانتيا فون كوزل
آنا كونستانتيا رايخسگريفن فون كوزل، وحين مولدها فون بروكدورف Anna Constantia von Brockdorff (عاشت 17 أكتوبر 1680 - 31 مارس 1765)، كانت نبيلة ألمانية وأشهر عشيقات أوگوستوس القوي، ملك پولندا وناخب ساكسونيا. لاحقاً انقلب عليها ونفاها إلى ساكسونيا، حيث ماتت بعد حبس دام 49 عاماً.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرتها
أيمن زغلول ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال
|
ساكسونيا هي اليوم ولاية من الولايات الستة عشرة الداخلة في تشكيل جمهورية ألمانيا الاتحادية. وقد كانت فيما مضى مملكة مستقلة تربطها بجيرانها من الممالك الألمانية المتعددة روابط مختلفة وعلاقات وتشعبة تقع بين التحالف اللصيق والحرب الضروس.
وفي القرن الثامن عشر كانت محكومة بالملك فريدريش أوجوست المعروف كنية بأوجوست القوى (جسمانيا) حيث أنه كان فحلا يستطيع بأصابعه أن يثنى العملة الفضية ووزنه على الميزان تجاوز المائتي وأربعين رطلاً (كان ذلك قبل إختراع وحدة الكيلو التى جاءت بها الثورة الفرنسية).
وكان زئر نساء له كثير من العشيقات إلى جانب زوجته وله الكثير جدا من الأولاد من هؤلاء العشيقات. وإلى جانب كل ذلك كان سياسيا حاذقا فهم مبكرا فضل التجارة على الحروب فكان يقول:
لماذا نشن الحروب إن كان كل تالر ندفعه في التجارة يعود علينا بثلاثة أضعافه؟ التجارة أفضل من شن الحروب العسكرية.
(التالر هو العملة التى كانت سائدة في الاراضى الألمانية في ذلك الزمان ومن هذه الكلمة إشتقت كلمة الدولار).
وقد كانت عشيقته المفضلة هى السيدة كونستانسا فون كوزل والتى كانت تغار عليه بشدة (رغم أنه متزوج بأخرى) إلى درجة أنها اصرت على أن تستكتبه ورقة تعهد بزواجها في حالة موت زوجته. ويبدو أن دلالها عليه كان كبيرا فكتبها فعلا ووقعها. المهم أنه عندما أصبح أيضا ملكا على بولندا برغبة البولنديين أنفسهم أخذ يقضى كثيرا من الوقت في وارسو مما جعل العشيقة تغار بشدة وتحاول السفر إليه من دريسدن عاصمة سكسونيا ولكن البوليس أوقفها وأعادها إلى درسدن ومن هناك حاولت أن تحرج أوجوست فلجأت إلى مملكة پروسيا المجاورة (والمعادية) وعاصمتها برلين وأظهرت الورقة المحرجة للملك فريدريش من پروسيا (إسمه أيضا فريدريش).
وهنا جن جنون الملك أوجوست وطلب تسليم العشيقة فورا فاشترط ملك بروسيا تسليم الهاربين من الخدمة العسكرية في بروسيا إلى جيشه فوافق أوجوست وتمت الصفقة.
فقد قرر أوجوست إتهام فون كوزل بالخيانة العظمى وحكم عليها بالحبس في برج إحدى القلاع الموجودة على الحدود مع بولندا وكان عمرها عندئذ 36 عاما. وكان الحبس خشنا والبيئة قاسية باردة والحراسة مشددة ولا يوجد خدم ولا تدفئة كالتى نعرفها اليوم حيث كان الدفء المتاح ينبعث من الإحتفاظ بالخنازير في مكان قريب من السرير حتى تدفىء الحرارة المنبعثة من أجسادها المكان ليلا.
المهم أن هذه السيدة ظلت حبيسة هذه القلعة لمدة 49 عاما مات فيها الملك أوجوست ومات إبنه وتغيرت الدنيا وتعدلت الأمور إلا أنها قضت البقية الباقية من حياتها في هذا الظلام والقهر حتى ماتت حيث أن أحدا لم يتجاسر ويرفع فكرة إطلاق سراحها إلى حيز الكلام.
الهامش
- Gabriele Hoffmann, Constantia von Cosel und August der Starke − Die Geschichte einer Mätresse, 1984.
- Cornelius Gurlitt: August der Starke
- Kosel oder Cosel, Cossel. In: Zedlers Universal-Lexicon. vol. XV, Leipzig 1737, column 1569 f.
- Walter Fellmann: Mätressen
- Heinrich Theodor Flathe, Cosel, Anna Constanze Gräfin von. In: Allgemeine Deutsche Biographie (ADB). Vol IV, Duncker & Humblot, Leipzig 1876, p. 512.
- Oscar Wilsdorf, Gräfin Cosel – Ein Lebensbild aus der Zeit des Absolutismus. Verlag von Heinrich Minden, Dresden und Leipzig 1892 on-line
- Thomas Kuster, Anna Constantia Hoym: Reichsgräfin Cosel. In: Der Aufstieg und Fall der Mätresse im Europa des 18. Jahrhunderts. Eine Darstellung anhand ausgewählter Persönlichkeiten. Innsbruck 2001.