محمد بك أبو الدهب
محمد بك أبو الدهب (1734 - 1775) واحد من المماليك الذين سيطروا على زمام الأمور في مصر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي. وقد أصبح الساعد الأيمن لعلي بك الكبير. حتى تولى منصب الخازندار وهو المسئول عن خزانة الدولة (وزير المالية حاليا) و من شدة فرحة محمد بك بهذا المنصب الكبير قام بتوزيع الهبات والعطايا الذهبية على الفقراء والعامة ومن هنا لقب بمحمد بك أبو الذهب. ثم ترأس حملة إلى بلاد الشام لمساعدة الشيخ ظاهر العمر في حربه مع والي دمشق العثماني. ولكنه ما لبث أن عاد إلى مصر فألب المماليك على سيده علي بك ونجح في إقصائه وتولي زمام الأمور في مصر ونصب نفسه شيخا للبلد (سنجق بك القاهرة). واستطاع أن يأسر علي بك الذي التجأ إلى حليفه ظاهر العمر في كمين له قرب العريش.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
وُلِد محمد أبو الدهب في شمال القوقاز لعائلة من الأبخاز، مثل علي بك الكبير. وكان مولده إما في شركسيا[1] أو في أبخازيا.[2][3] واشتراه علي بك الكبير من تاجر عبيد يهودي. وقد أصبح أقرب المقربين لعلي بك الكبير، وزوّجه ابنته.
وضمن الحرب التركية الروسية أعلن علي بك الكبير استقلال مصر عن الدولة العثمانية.
عرض أبو الذهب على الباب العالي العثماني إعادة مصر إلى الحظيرة العثمانية، وطلب الإذن بالقضاء على ظاهر العمر بحجة خروجه على الدولة وتحالفه مع أعدائها الروس. وأجابته الدولة العثمانية إلى طلبه وثبتته على مصر وأنعمت عليه بلقب باشا.
من أجل سيده علي بك الكبير، قاد أبو الدهب، في البداية، حرباً على العثمانيين، إلا أنه في 1772 خان سيده.
مع علي بك الكبير، حارب أبو الدهب ضد الأمير ضاهر العمر. وفي 1774 انقلب عليه
بعد أن هزم ضاهر العمر، طمع أبو الدهب أن يوليه السلطان عبد الحميد الأول في 1775 ولاية ما.
بعد وفاة أبو الدهب، تفرق أتباعه بين المملوكين مراد بك وإبراهيم بك المتناحرين على حكم مصر
قاد محمد بك أبو الذهب جيشا كبيرا إلى فلسطين (1189هـ / 1775م) ففتح يافا عنوة وأعمل السيف في أهلها. وقيل أنه بنى من رؤوس القتلى صوامع على غرار ما كان يفعله تيمورلنك. وقد أثارت فعلته بأهالي يافا الفزع في الشام فتخلى الأمراء عن ظاهر العمر فاضطر إلى ترك عكا واللوذ بالمناطق الجبلية المجاورة. ودانت فلسطين لمحمد بك أبي الذهب، وقدم له الأمراء الطاعة والولاء، ودمر الحصون والقلاع التي بناها ظاهر العمر وأهمها قلعة دير حنا ودير مار الياس.
خلف أبو الدهب آثاراً مدهشة من المعمار الراقي وخصوصاً في الغورية وتكية ليس لها مثيل وبها مكتب مدير الآثار الإسلامية بالقاهرة.
لم يطل المقام بأبي الذهب في فلسطين ووافاه الأجل قبل أن ينال بغيته من ظاهر العمر فحمله أتباعه إلى مصر ودفنوه فيها.
الهامش
- ^ Lusignan, page 80
- ^ Andrew Kippis: The New Annual Register or General Repository of History, Politics and Literature, volume 7, page 37. London 1787
- ^ Encyclopaedia of Islam: Abū l-Dhahab, Muḥammad Bey