مارگريت من پارما
Margaret | |
---|---|
الزوج | ألساندرو دى مديتشي اوتاڤيو فارنزى |
الأنجال | ألكسندر فارنزى |
البيت | آل هابسبورگ |
الأب | شارل الخامس، الامبراطور الروماني المقدس |
الأم | يوهانا ماريا ڤان در گينست |
مارگريت ، دوقة پارما Margaret, Duchess of Parma (عاشت 28 ديسمبر 1522 – 18 يناير 1586) حاكمة الأراضي الواطئة الاسبانية من 1559 إلى 1567، كانت الابنة غير الشرعية لشارل الخامس.
كان فليپه الثاني من إسپانيا قد عين مرجريت دوقة بارما نائبة له. وهي ابنة شرعية لشارل الخامس من أم فلمنكية. وكانت قد نشأت وترعرعت في الأراضي الوطيئة، وعلى الرغم من طول مقامها في إيطاليا، فإنها استطاعت أن تلم بالفلمنكية. إن لم يكن بالهولندية كذلك. ولم تكن ضيقة الأفق ولا متعصبة، ولكنها كانت كاثوليكية ورعة، حرصت على أن تغسل في الأسبوع المقدس من كل عام أقدم اثنتي عشرة من العذارى وتمنحهن مهور الزواج. وكانت مرجريت امرأة قديرة عطوفة، ولكن عصفت بها بشكل مزعج رياح الثورة.
لقد حد المستشارون الذين عينهم فيليب من سلطان مرجريت. وكان أجمونت وأورنج من بين أعضاء مجلس الدولة لديها. ومذ رأى هذان العضوان أنهما ينهزمان دائماً أمام رأى الأعضاء الثلاثة الآخرين في المجلس فإنهما امتنعا عن الحضور. وفي هذا الثالوث الناشئ برزت وسيطرت شخصية أنطوان برينو أسقف آراس. المعروف في التاريخ باسم الكاردينال دي جرانفل. وكان رجلاً كريماً وفقاً لفلسفته وتفكيره، وكان ينزع- كما تنزع مرجريت-إلى الوسائل السلمية في معالجة الهرطقة، ولكنه كان مخلصاً للكاثوليكية والملكية إلى حد تعذر معه أن يسيغ الانشقاق أو الخلاف الديني. وقد غلت أيدي الكاردينال ومرجريت بإصرار فيليب على عدم اتخاذ أي إجراء هام إلا بموافقة الملك، وكان وصول هذه الموافقة الملكية من مدريد إلى بروكسل يتطلب عدة أسابيع. وضحى الكاردينال بشعبيته في سبيل طاعة الملك. وعارض تعدد الأسقفيات سراً، ولكنه خضع لإلحاح فيليب على أن أربع أسقفيات لا تكفي لسبع عشرة مقاطعة. ولحظت الأقلية البروتستانتية في استياء وغضب أن الأساقفة الجدد ينشرون محاكم التفتيش البابوية ويتشددون في إجراءاتها. وفي مارس 1563 كتب أورلنج وأجمونت وهورن-وهم أنفسهم كاثوليك-كتبوا إلى فيليب يتهمون جرانفل بانتهاك حرمة الحقوق الإقليمية التي تعهد الملك بالإبقاء عليها واحترامها، ورأوا أن الكاردينال مسئول عن الأساقفة الجدد، وحضوا على عزله من منصبه. ولم تستسغ مرجريت نفسها استيلاء الكاردينال على السلطة، وتاقت إلى شيء من التراضي مع النبلاء الساخطين الذين كانوا ذوي أهمية لديها للمحافظة على النظام الاجتماعي، وأخيراً في سبتمبر 1563 أوصت هي كذلك بنقل جرانفل إلى مكان آخر. وبعد مقاومة طويلة خضع الملك، ودعا القسيس العظيم إلى التمتع بإجازة ينقطع فيها عن عمله. وغادر جرانفل بروكسل في مارس 1564، ولكنه ظل واحد من أعظم المستشارين الموثوق بهم لدى الملك. وعاد النبلاء إلى مجلس الدولة الخاص بمرجريت، وباع بعض موظفيهم المناصب وأحكام القضاء وأوامر العفو، ويبدو أن نائبة الملك، مرجريت، شاركت في الغنائم(9).
وانتشرت محاكم التفتيش، وكان فيليب يراقبها وهو في أسبانيا، ويشجع على استمرارها، ويبعث إلى مرجريت بأسماء الهراطقة المشتبه فيهم. وما كاد يمر يوم دون إعدام. وفي ؤ1561 أحرق جلين دي مولر في أودينارد، وأحرق توماس كولبرج في تورني، وقطع أحد أنصار تجديد العماد أرباً حتى الموت بسبع ضربات من سيف عتيق صدئ، في حضور زوجته التي قضت نحبها فزعاً من هول المنظر(10) وأثارت هذه الأعمال الوحشية حفيظة برتران لبلاس فهاجم كاتدرائية تورفي، أثناء قداس عيد الميلاد واندفع إلى المذبح وانتزع القربان المقدس من يد القسيس ووطئه بقدميه، وصاح في جمهور المصلين "أيها المضللون، هل تظنون أن هذا هو المسيح إلهكم ومخلصكم؟ " وعذب الرجل فأحرقت يده اليمنى وقدميه حتى لم يبق منها إلا العظام، وقطع لسانه، وعلق فوق نار وشوي على محصل حتى لفظ أنفاسه، وفي ليل أحرق روبرت أو جيبه وزوجته وأبناؤه لأنهم قالوا بأن عبادة القربان المقدس ليست إلا تجديفاً وثنياً (1).
أما توركيادا الأراضي الوطيئة أول قاض للتحقيق وعضو في محكمة التفتيش في أسبانيا "يضرب به المثل في القسوة والتعصب الذميم. فهو بيتر تيتلمان الذي بلغت أعماله من التعسف والوحشية حداً اتهمه معه مجلس مدينة بريجز-وكله من الكاثوليك-لدى مرجريت، بأنه متوحش انتزع الناس من بيوتهم وحاكمهم دون أية ضوابط قانونية، وأجبرهم على أن ينطقوا بما يريده هو، وحكم عليهم بالإعدام، كما أن القضاة في الفلاندز وجهوا إلى الملك فيليب كتاباً مثيراً يرجون فيه وضع حد لهذه الأعمال الشائنة. وطلبت مرجريت في شيء من الجبن إلى هذا المحقق أن يتذرع "بالحزم والاعتدال"، ولكن الإعدام لم يتوقف. وأيد فيليب تيتلمان، وأمر مرجريت أن تنفذ دون رحمة ولا إبطاء القرارات التي أصدرها مجمع ترنت (1564). واحتج مجلس الدولة بأن عدداً من هذه القرارات انتهك حرمة الامتيازات المعترف بها للمقاطعات، وأوقف نشرها.
وكان وليم أورانج تواقاً إلى الإبقاء على الأرض الوطيئة متحدة في سبيل المحافظة على حريتها السياسية التقليدية، فاقترح انتهاج سياسة التسامح سابقة كثيراً لعصره وأوانه. فأعلن في مجلس الدولة "أن الملك يخطئ إذا ظن أن الأراضي الوطيئة سوف تحتمل وتساند هذه المراسيم الدموية بلا حدود. ومهما كنت شديد التمسك بعقيدتي الكاثوليكية، فأني لا أقر محاولة الأمراء أن يتحكموا في ضمائر رعاياهم، ورغبتهم في أن يسلبهم حرية العقيدة(11) "وأنظم الكاثوليك إلى البروتستانت دمغ هذه المراسيم بالظلم والطغيان(12) وأرسل أجمونت إلى مدريد ليلتمس التخفيف من شدة هذه المراسيم، وعززت مرجريت هذا المطلب سراً. ووجه أساقفة ايبرس ونامور وغنت وسانت أومر ملتمساً إلى فيليب (يونية 1565) يرجون فيه أن يخفف الملك المراسيم "وأن يوجه النصح إلى الشعب في شيء من الرفق والحب الأبوي، لا بالقساوة الشرعية(13)، ورد فيليب على كل هذه الاحتجاجات بأنه يؤثر أن يضحي بمائة ألف من الأرواح على أن يغير سياسته(14). وفي أكتوبر 1565 أرسل توجيهاته الصريحة إلى وكلاء محكمة التفتيش:
أريد فيما يتعلق بمحكمة التفتيش أن تطبق إجراءاتها وأحكامها...كما كان الحال من قبل، وكما تقتضيه كل القوانين وضعية كانت أو إلهية. أن هذا يقع من نفس أحسن موقع. أريد منكم أن تنفذوا أوامري. أعدموا كل المسجونين، ولا تتركوا لهم بعد اليوم فرصة للإفلات نتيجة تقصير القضاة وضعفهم وعقيدتهم الفاسدة، وإذا قعد الجبن ببعضهم عن تنفيذ المراسيم فإني استبدل بهم رجالاً أكثر جرأة وحماسة(15).
وأذعنت مرجريت لفيليب وأصدرت أوامرها بتطبيق المراسيم تطبيقاً كاملاً (14 نوفمبر 1565). وانسحب أورانج واجمونت ثانية من مجلسها. ورفض أورانج وغيره من النبلاء وكثير من القضاة تطبيق المراسيم: وانهالت نشرات البروتستانت وإعلاناتهم التي يستنكرون فيها الاضطهاد. واشتم التجار الأجانب رائحة الثورة في الجو. فبدءوا ينزحون من الأراضي الوطيئة، وأغلقت المخازن وكسدت التجارة، وخيم شبح الموت على أنتبورب وفر كثير من البروتستانت من الأراضي الوطيئة إلى إنجلترا وألمانيا. وفي إنجلترا ساعدوا على النهوض بصناعات النسيج التي نافست "المقاطعات المتحدة" في القرن السابع عشر، وقادت الانقلاب الصناعي في القرن الثامن عشر.
واعتنق كثير من صغار النبلاء المذاهب البروتستانتي خفية. وفي ديسمبر 1565 اجتمع بعض هؤلاء-لويس كونت ناسو (وهو الشقيق الأصغر الشهم أوليم)، وفيليب فان مارنكس أمير سانت ألديجوند، وأخوه جان فان مارنكس أمير تولوز، وهندريك كونت بردرود، وغيرهم اجتمعوا في قصر كولمبرگ في بروكسل، وحرروا "وثيقة" يستنكرون فيها إدخال محاكم التفتيش إلى الأراضي الوطيئة، وشكلوا عصبة تعهدت بإخراجها من البلاد. وفي إبريل 1566 سار 400 من صغار النبلاء إلى قصر مرجريت وقدموا لها "ملتمساً" بأن تطلب إلى الملك أن يضع حداً لمحاكم التفتيش والمراسيم في الأراضي الوطيئة، وأن توقف تطبيق المراسيم حتى يصل جواب الملك. وأجابت مرجريت بأنها سترسل ظلامتهم إلى الملك، ولكن ليس من سلطتها أن توقف المراسيم، وأنها ستبذل كل ما في مقدورها للتخفيف من مفعولها. ولما رأى أحد أعضاء مجلسها شدة فزعها من عدد مقدمي الظلامة وقوة عزيمتهم طمأنها بقوله "عجباً يا سيدتي" هل تخشين يا صاحبة العظمة المتسولين؟ وتقبل المتحالفون هذا اللقب تحدياً. وارتدى كثير منهم البدلة الرمادية الخشنة، وحملوا الحقيبة والطاس اللذين تميز بهما المتسولين آنذاك. وأصبحت عبارة "فليحي المتسولين" صيحة الحرب في الثورة. ولمدة عام كان هؤلاء النبلاء الصغار هم الذين قادوا الثورة وأذكوا نارها.
وأبلغت مرجريت نبأ "الملتمس، إلى فيليب، كما أبلغته ما يلقاه من تأييد شعبي كبير. وجددت مساعيها لحملة على الاعتدال، فكان جوابه يحمل في الظاهر معنى الترضية (6 مايو 1566)، وعبر عن أمله في إمكان قمع الهرطقة دون إراقة مزيد من الدماء، ووعد بزيارة الأراضي الوطيئة في موعد قريب وأرسل إليه مجلس الدولة فلورنت مونمورنس، والبارون مونتيني، ومركيز برجون، لتعزيز رجاء مرجريت. فاستقبلهم فيليب استقبالاً حسناً. وفي 31 يولية كتب إليها بموافقته على إلغاء محاكم التفتيش الأسقفية في الأراضي الوطيئة، وبأنه يصدر عفواً عاماً عمن توصي هي بالعفو عنهم. وانتهز الكلفنيون واللوثريون وأنصار تجديد العماد في الأراضي الوطيئة فرصة هذا الهدوء في العاصفة ليجهروا بعبادتهم، وعاد اللاجئون البروتستانت أفواجاً من إنجلترا وألمانيا وسويسرا، وقام الوعاظ من مختلف الطبقات-الرهبان السابقون، علماء اللاهوت، صانعو القبعات، ممشطو شعر الخيل، دباغو الجلود-يخطبون في الجموع الغفيرة من النساء والرجال، وكثير منهم مسلحون، وكلهم يرتلون المزامير ويهتفون "فليحي المتسولون". وبالقرب من ثورني، ألقى أمبروزويل الذي كان قد درس مع كلفن-ألقى موعظة في ستة آلاف شخص (28 يونيه 1566)، وبعد ذلك بيومين وفي نفس المكان، خطب قسيس آخر في عشرة آلاف، وبعد أسبوع واحد استمع لموعظته عشرون ألفا(16). وبدا أن نصف سكان الفلاندرز أصبحوا بروتستانت. وكادت الكنائس والمدن أن تخلو من الناس في أيام الآحاد لأنهم هرعوا إلى جماعات البروتستانت. وإذا سمع الناس في مقاطعة هولندا بأن بيتر جبرييل الخطيب المفوه سوف يلقي موعظة في أوفرين بالقرب من هارلم، وهرع آلاف البروتستانت إليه، وهزوا أجواء الفضاء في الحقول بمزاميرهم. وبلغت جموع البروتستانت بالقرب من أنتورب خمسة عشر ألفاً، وقال بعضهم ثلاثين ألفاً، وكان كل الرجال مسلحين تقريباً. وأمرت مرجريت حكام أنتورب بمنع هذه التجمعات لأنها خطر على البلاد، فأجابوا بأن قواتهم المسلحة غير كافية ولا يعتمد عليها، ولم يكن تحت تصرف مرجريت نفسها قوات منذ رحيل الحاميات الأسبانية ح. وبلغ الاضطراب في أنتورب حداً ساءت معه الحياة الاقتصادية بشكل خطير. وطلب مرجريت إلى وليم أورانج أن يشخص إلى المدينة لإجراء تسوية سليمة بين الكاثوليك والبروتستانت هناك. فعمل على تهدئة الأمور بحض الوعاظ على قصر اجتماعاتهم على الضواحي ألا يحمل المجتمعون سلاحاً.
وفي الشهر نفسه (يوليه 1566) اجتمع كونت لويس ناسوا ألفان من "المتسولين" في سانت تروند، في أسقفية لييج، وسط هذا الصخب البهيج، وضعوا الخطط للمضي قدماً في قضيتهم. وقرروا الاتصال بالبروتستانت الألمان ليشكلوا بينهم جيشاً يهب لنجدة البروتستانت في الأراضي الوطيئة إذا هوجموا. وفي 26 يوليه قدم لويس واثني عشر آخرون، وهم في زي المتسولين، إلى مرجريت، طلباً بعقدة الجمعة العمومية، وأن تحكم هي نفسها في نفس الوقت. بتوجيه من أورانج وأجمونت وهورن، ولما كان ردها ملتوياً غير واضح فأنهم لمحوا إلى أنهم قد يضطرون إلى التماس مساعدة أجنبية، ومن ثم شرع لويس، بالتواطؤ مع أخيه الأحرص منه وليم، في تجهيز أربعة آلاف من الخيالة وأربعين سرية من المشاة في ألمانيا(17).
وفي 9 أغسطس وقع فيليب وثيقة رسمية يعلن فيها أن العرض الذي قدمه للعفو العام قد انتزع منه رغم إرادته، وأنه لا يلزمه بشيء، وفي 12 أغسطس أكد للبابا أن إيقاف محاكم التفتيش مرهون بموافقة البابا(18). وفي 14 أغسطس اقتحمت جمهرة من البروتستانت بتحريض من الوعاظ الذين استنكروا الصور الدينية، كنائس سانت أومر الواحدة بعد الأخرى فحطموا الصور والمذابح ودمروا كل الزخارف. وفي نفس الأسبوع قامت جموع شبيهة بمثل هذه الأعمال في ايبز وكورتراي وأودينارد وفالنسيان. وفي يومي السادس عشر والسابع عشر دخلت الجماهير الكاتدرائية الكبرى في أنتورب وحطموا المذبح والزجاج الملون والصلبان وغيرها من الصور، ودمروا الآلات الموسيقية والزخارف وكؤوس القربان والأوعية المقدسة، وفتحوا الأضرحة وجردوا الجثث من حليها، وشربوا النبيذ المقدس، وأحرقوا كتب القداس الثمينة، ووطئوا بأقدامهم التحف الفنية. وأرسلوا في طلب السلام والجبال، فتسلقوا وجذبوا التماثيل من أماكنها وهشموها بالمطارق الثقيلة، وأخترق الجمع أنتروب وهم يهتفون منتصرين، وحطموا الصور والزخارف في ثلاثين كنيسة وديراً، وأحرقوا مكتبات الرهبان، وأخرجوا الرهبان والراهبات من الأديار(19) ولما ترامت أنباء هذه "الضراوة الكلفنية" إلى تورني انطلقت نشوة تحطيم الصور المقدسة من عقالها هناك، وأعمال السلب والنهب في كل الكنائس. وفي الفلاندرز وحدها جردت 400 كنيسة من الصور. وفي كولمبرج أشرف الكونت المبتهج المرح على أعمال التخريب وأطعم ببغاواته على القرابين المقدسة(20). وفي جهات أخرى قام بعض الكهنة السابقين بتحميص رقائق الخبز على شوكات(21). ومن الفلاندرز أمتد الهياج إلى المقاطعات الشمالية، وإلى امستردام وليدن ودلفت وأوترخت، ثم جروننجن وفريزلند. واستنكر معظم زعماء البروتستانت أعمال التخريب هذه، ولكن بعضهم ممن رأوا أن الأفراد لم يلحق بهم أيسر الأذى والضرر. ذهبوا إلى تحطيم التماثيل والصور أقل إجراماً من إحراق الأحياء "الهراطقة".
وخارت قوى مرجريت بارما أمام العاصفة. فكتبت إلى فيليب تقول "أن أي شيء وكل شيء مختل في هذا البلد عدا العقيدة الكاثوليكية"(22). وبات فيليب يتحين الفرصة للانتقام. ولكن مرجريت التي تواجه الجماهير المسلحة والزعماء المغامرين أحست بأنها مرغمة على بعض التنازلات. فوقعت في 23 أغسطس، مع ممثلي المتسولين، اتفاقاً تباح بمقتضاه العبادة الكلفنية في الأماكن التي كانت تمارس فيها بالفعل، بشرط عدم التعرض للطقوس الكاثوليكية، وألا يحمل البروتستانت سلاحاً خرج بيوتهم. ووافق ممثلو المتحالفين على حل "عصبتهم" إذا أوفت الحكومة بهذا الاتفاق. وتوقف الاضطهاد وساد السلام لبعض الوقت.
ولكن أياً من وليم أورانج وملك أسبانيا لم يقنع بهدوء الحال. فإن وليم كان يرى في البروتستانتية الثائرة أداة لتحقيق استقلال الأراضي الوطيئة، وعلى الرغم من أنه كان لا يزال كاثوليكياً اسما فإنه تخلى عن كل مناصبه الحكومية، ونظم وسائله الخاصة للتجسس، وقصد (22 أبريل 1567) إلى ألمانيا يلتمس المدد من الرجال والمال. وبعد ذلك بخمسة أيام غادر دوق ألفا أسبانيا، مفوضاً من الملك فيليب، في جمع ما يلزم من القوات لاستخدامها في الانتقام من المشاغبين الكلفنيين، والقضاء بلا وهادة على أية حال هرطقة وثورة وحرية في الأراضي الوطيئة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انظر أيضاً
الهامش
- تحوي هذه المقالة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامةarticle "Margaret of Austria".
مارگريت من پارما وُلِد: 28 ديسمبر 1522 توفي: 18 يناير 1586
| ||
الملكية الإيطالية | ||
---|---|---|
سبقه منصب مستحدث |
دوقة فلورنسا 1533-1537 |
تبعه إليانور من طليطلة |
|- style="text-align: center;"
|- style="text-align:center;"
|width="30%" align="center" rowspan="1"|سبقه
گيرولاما من اورسيني
|width="40%" style="text-align: center;" rowspan="1"|دوقة پارما
1556-1586
|width="30%" align="center" rowspan="1"| تبعه
إنفانتا ماريا من گيماريس
|-
|-
! colspan="3" style="border-top: 5px solid #ACE777;" | ألقاب ملكية
|- style="text-align: center;"
|- style="text-align:center;"
|width="30%" align="center" rowspan="1"|سبقه
إمانول فيليبرت، دوق ساڤوا
|width="40%" style="text-align: center;" rowspan="1"|حاكم الأراضي الواطئة
1559-1567
|width="30%" align="center" rowspan="1"| تبعه
فرناندو ألڤاريز دى توليدو، دوق ألڤا
|-
|}