كعب بن معدان الأشقري

(تم التحويل من كعب الأشقري الأزدي)

كعب بن معدان الأشقري أحد الشعراء الأمويين المعروفين ولد في عمان في القرن الهجري الأول ورافق المهلب بن أبي صفرة وبنيه في فتوحاتهم في خراسان. وكان لحضور قبيلته الأزد أثر في شعر إذا كانت تمثل هذي القبيلة الكبيرة أكثر مالمشاركين في الفتوحات و المعارك التي خاضها الجيش الأموي في فتوحاته و في حروبه ضد الخوارج

هو أبو مالك كعب بن معدان من بنو أشقر وبنو أشقر بطن من دوس واسمه سعد بن عائذ بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران الأزدي. وكانت أمهم تسمى الشقيراء، من عبد القيس.

شاعر فارس خطيب معدود في الشجعان، كان رفيق المهلب في جميع حروبه ومن أصحاب المهلب والمذكورين في حروبه للأزارقة وفيه سطر أروع القصائد. أوفده المهلب بن أبي صفرة إلى الحجاج بن يوسف الثقفي، وأوفده الحجاج إلى الخليفة عبد الملك بن مروان.

عده الفرزدق من شعراء الإسلام الأربع. وقال: شعراء الإسلام أربعة: أنا، وجرير، وكعب بن معدان الأشقري، والأخطل.

وكان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور يعجب بقوله في مدح المهلب ومن شعره:

شفيت صدوراً بالعراقين طالماتجاوب فيها النائحات الصوادح
مددت الندى والجود للناس كلهمفهم شرعُ فيه صديق وكاشح


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

شعره في مقتل بني الأهتم

قال أبو الفرج: ونسخت من كتاب النضر أيضاً أن الحجاج كتب إلى يزيد بن المهلب يأمره بقتل بني الأهتم، فكتب إليه يزيد: إن بني الأهتم أصحاب مقال وليسوا بأصحاب فعال، فلا تقدر أن نحدث فيهم ضرراً ، وفي قتلهم عاروسبة؛ واستوهبهم منه ، فتغافل عنهم، ثم انضموا إلى المفضل بن المهلب، فكتب إليه الحجاج يأمره بقتلهم، فكتب إليه بمثل ما كتب به أخوه، فأعفاهم ، ثم ولي قتيبة بن مسلم، فخرجوا إليه والتقوا معه، وذكروا بني المهلب فعابوهم، فقبلهم قتيبة واحتوى عليهم، فكانوا يغرون الجند عليه ويحملونهم على سوء الطاعة، فكتب يشكوهم إلى الحجاج، فكتب إليه يأمره بقتلهم، فقتلهم جميعاً، فقال كعب الأشقري في ذلك:

قل للأهاتم من يعود بفضله


بعد المفضل والأغـر يزيد

ردا صحائف حتفكم بمعاذر


رجعت أشائم طيركم بسعود

ردا على الحجاج فيكم أمره


فجزيتم غحسانه بجـحـود

فاليوم فاعتبروا فعال أخيكم


إن القياس لجاهل ورشـيد

شعره في عمرو بن عمير

قال أبو الفرج: ونسخت من كتابه أيضاً قال: ولى يزيد بن المهلب رجلاً من اليحمد يقال له عمرو بن عمير الزم، فلقيه كعب الأشقري فقال له: أنت شيخ من الأذد يوليك الزم. ويولي ربيعة الأعمال السنية، وأنشده:

لقد فازت ربيعة بالمعالي


وفاز اليحمدي بعهـد زم

فإن تك راضياً منهم بهـذا


فزادك ربنا غما بـغـم

إذا الأزدي وضح عارضاه


وكانت أمه من حي جرم

فثم حماقة لا شك فـيهـا


مقابلة فمن خـال وعـم

فرد اليحمدي عهد يزيد عليه، فحلف لا يستعمله سنة، فلما أجحفت به المئونة قال لكعب:

لوكنت خليتني يا كعب مـتـكـئاً


في دور زم لما أقفرت من علف

ومن نبيذ ومن لـحـم أعـل بـه


لكن شعرك أمر كان من حرفي

إن الشقي بمرو من أقـام بـهـا


يقارع الشوق من بيع ومن حلف

أخبرني أبو الحسن الأسدي قال: حدثني الرياشي عن الأصمعي قال: قال كعب الأشقري يهجو زياداً الأعجم:

وأقلف صلى بعد ما نـاك أمـه


يرى ذاك في دين المجوس حلالاً

فقال له زياد: يا بن النمامة أهي أخبرتك أني أقلف؟ فغلبه زياد. والقصيدة التي أولها:

طربت وهاج لي ذاك ادكارا

شعر له فيه غناء

وفيه الغناء المذكور بذكره خبر كعب الأشقري، يمدح بها المهلب بن أبي صفرة ويذكر قتاله الأزارقة، وفيها يقول بعد الأبيات الأربعة التي فيها الغناء:

غرضن بمجلسي وكرهن وصلي


أوان كسيت من شمـط عـذارا

زرين علي حين بدا مـشـيبـي


وصارت ساحتي لـلـهـم دارا

أتاني والـحـديث لـه نـمـاء


مقالة جـائر أحـفـى وجـارا

سلوا أهل الأباطح مـن قـريش


عن العز المـؤبـد اين صـارا

ومن يحمي الثغور إذا استحـرت


حروب لا ينون لـهـا غـرارا

لقومي الأزد في الغمرات أمضى


وأوفـى ذمة وأعـز جــارا

هم قادوا الجياد علـى وجـاهـا


من الأمصار يقذفن المـهـارا

بكل مفـازة وبـكـل سـهـب


بسابس لا يرون لهـا مـنـارا

إلى كرمان يحملـن الـمـنـايا


بكـل ثـنـية يوقـدن نــارا

شوازب لم يصبن الثـار حـتـى


رددناهـا مـكـلـمة مـرارا

ويشجرن العوالي السمر حـتـى


ترى فيها عن الأسـل ازورارا

غداة تركن مصرع عـبـد رب


يثرن عليه من رهج عـصـارا

ويوم الزحف بالأهواز ظـلـنـا


نروي منهم الأسـل الـحـرارا

فقرت أعـين كـانـت حـديثـاً


ولم يك نـومـهـا إلا غـرارا

صنائعنا الشوابـغ والـمـذاكـى


ومن بالمصر يحتلب العـشـار

فهن يبحن كل حـمـى عـزيز


ويحمين الحـقـائق والـذمـارا

طوالات الـمـتـون يصـن إلا


إذا سار المهلـب حـيث سـارا

فلولا الشيخ بالمصـرين ينـفـي


عدوهم لقـد تـركـوا الـديارا

ولكن قارع الأبـطـال حـتـى


أصابوا الأمن واجتنبوا الفـرارا

إذا وهنوا وحل بـهـم عـظـيم


يدق العظم كان لهـم جـبـارا

ومبهمة يحيد النـاس عـنـهـا


تشب الموت شد لـهـا الإزارا

شهاب تنجلي الظلـمـاء عـنـه


يرى في كل مبهـمة مـنـارا

بل الرحمن جـارك إذ وهـنـا


بدفعك عن محارمنا اخـتـيارا

براك الله حـين بـراك بـحـراً


وفجر منـك أنـهـاراً غـزارا

وقد مضت هذه الأبيات متقدمة فيما سلف من أخبار كعب وشعره.


شعره في المهلب وولده

أخبرني عمي قال: حدثنا محمد بن سعد الكراني قال: حدثني العمري عن العتبي قال: قال عبد الملك بن مروان: يا معشر الشعراء، تشبهوننا بالأسد الأبخر، والجبل الوعر، والملح الأجاج؟ ألا قلتم كما قال كعب الأشقري في المهلب وولده:

لقد خاب أقوام سروا ظـلـم الـدجـى


يؤمون عمراً ذا الشـعـير وذا الـبـر

يؤمون من نال الغنـى بـعـد شـيبـه


وقاسي وليداً ما يقاسي ذوو الـفـقـر

فقل للجيم حـيا صـمـيمـاً نـفـيتـم


بخيلكم بالرغم مـنـه وبـالـصـغـر

فلو كنتـم حـياً صـمـيمـاً نـفـيتـم


بخيلكم بالرغم مـنـه وبـالـصـغـر

ولـكـنـكـم يا آل بـكـر بـن وائل


يسودكم من كان في الـمـال ذا وفـر

هو المانع الكلب الـنـبـاح وضـيفـه


خميص الحشا يرعى النجوم التي تسري

هجاؤه لأخيه وخبر ذلك

قال: وكان بين كعب وبين ابن أخيه هذا تباعد وعداوة، وكانت أمه سوداء فقال يهجوه:

إن السواد الذي سربلت تعرفه


ميراث جدك عن آبائه النوب

أشبهت خالك خال اللؤم مؤتسياً


بهديه سالكاً في شر أسلـوب

مقتله

قال المدائني في خبره: وكان ابن أخي كعب هذا عدواً له يسعى عليه، فلما سأل مجزأة بن زياد بن المهلب أباه في كعب فخلاه، دس إليه زياد بن المهلب ابن أخيه الشاعر، وجعل له ملاً على قتله، فجاءه يوماً وهو نائم تحت شجرة، فضرب رأسه بفأس فقتله، وذلك في فتنة يزيد بن المهلب (101 هـ) وهو بعمان يومئذ، وكان لكعب أخ غير أخيه الذي قتله ابنه، فلما قتل يزيد بن المهلب فرق مسلمة بن عبد الملك أعماله على عمال شتى فولي البصرة وعمان عبد الرحمن بن سليمان الكلبي، فاستخلف عبد الرحمن على عمان محمد بن جابر الراسبي، فأخبر أخو كعب الباقي ابن أخيه الذي قتل كعباً، فقدمه إلى محمد بن جابر، وطلب القود منه بكعب، فقيل له: قتل أخوك بالأمس، وتقتل قاتله وهو ابن أخيك اليوم! وقد مضى أخوك وانقضى، فتبقى فرداً كقرن الأعضب ! فقال: نعم إن أخي كعباً كان سيدنا وعظيمنا ووجهنا، فقتله هذا، وليس فيه خير، ولا في بقائه عز، ولا هو خلف من كعب فأنا أقتله به، فلا خير في بقائه بعد كعب، فقدمه محمد بن جابر فضرب عنقه والله أعلم.

مدحه لقتيبة بن مسلم

أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدثنا أحمد بن الهيثم قال: حدثنا العمري، عن الهيثم بن عدي ولقيط وغيرهما، قالوا: حاصر يزيد بن المهلب مدينة خوارزم في أيام ولايته، فلم يقدر على فتحها، واستصعب عليه، ثم عزل وولي قتيبة بن مسلم، فزحف إليها، فحاصرها ففتحها، فقال كعب الأشقري يمدحه ويهجو يزيد بن المهلب بقوله:

رمتك فيل بما فيها وما ظلـمـت


من بعد ما رامها الفجفاجة الصلف

قيس صريح وبعض الناس يجمعهم


قرى وريف ومنسوب ومقتـرف

منهم شناس ومرداذاء نـعـرفـه


وفسخراء، قبور حشوها القـلـف

لم يركبوا الخيل إلا بعدما هرمـوا


فهم ثقال على أكتافهـا عـنـف

قال: الفيل الذي ذكره هو حصن خوارزم يقال له والكهندر: الحصن العتيق، والفجفاجة: الكثير الكلام. وشناس: اسم أبي صفرة، فغيره، وتسمى ظالماً، ومرداذاء: أبو أبي صفرة، وسموه بسراق لما تعربوا، وفسخراء: جده، وهم قوم من الخوز من أهل عمان، نزلوا الأزد، ثم ادعوا أنهم صليبة صرحاء منهم،

صوت

لأسماء رسم أصبح اليوم دارسا


وقفت يوماً إلى الليل حابـسـا

فجئنا بهيت لا نرى غير منـزل


قليل به الآثار إلا الروامـسـا

يدورون بي في ظل كل كنيسة


فينسونني قومي وأهوى الكنائسا

البيت الأول من الشعر للعباس بن مرداس السلمي، وبيت العباس مصراعه الثاني:

توهمت منه رحرحان فراكسا

وغيره يزيد بن معاوية فقال مكان هذا المصراع:

وقفت به يوماً إلى الليل حابسا

والبيت الثاني للعباس بن مرداس، والثالث ليزيد بن معاوية، ذكر بعض الرواة أنه قاله على هذا الترتيب وأمر بديحا أن يغني فيه، ففعل؛ ولم يأت ذلك من جهة يوثق بها، والصحيح أن الغناء لمالك، خفيف ثقيل بالبنصر عن الهشامي ويحيى المكي، وهذا صوت زعموا أن مالكاً صنعه على لحن سمعه من الرهبان.

أخبرني الحسن بن يحيى، عن حماد بن إسحاق، عن أحمد المكي، عن أبيه، عن سياط، أن مالكاً دخل مع الوليد بن يزيد ديراً، فسمع لحناً من بعض الرهبان، فاستحسنه، فصنع عليه.

ليس رسم على الدفين ببالي

فلما غناه الوليد قال له: الأول أحسن فعد إليه. اللحن الثاني الذي لمالك، ثقيل بالبنصر عن الهشامي وعمرو، وأوله:

در در الشباب والشعر الأس


ود والضامرات تحت الرحال

والخناذيذ كالقداح من الـشـو


حط يحملن شكة الأبـطـال

المراجع

  • الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني
Gxermo2.svg هذه المقالة عبارة عن بذرة تحتاج للنمو والتحسين؛ فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.