فضيحة صندوق 1MDB
فضيحة صندوق 1MDB 1Malaysia Development Berhad scandal، هي فضيحة سياسية وقعت عام 2015 في ماليزيا، تم اتهام رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب رزاق بتحويل أكثر من 2.67 مليار رينگيت ماليزي (حوالي 700 مليون دولار أمريكي) من صندوق التنمية الماليزي 1MDB، وهي شركة تطوير استراتيجية تديرها الحكومة، إلى حساباته المصرفية الشخصية. [1] أثارت هذه الفضيحة موجة انتقادات واسعة في ماليزيا ، حيث طالب الكثيرون باستقالة نجيب رزاق - بمن فيهم الدكتور مهاتير محمد الذي انتصر على نجيب في الانتخابات العامة في عام 2018 ليصبح رئيس وزراء ماليزيا مرة أخرى.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ما هو 1MDB ؟
صندوق 1MDB (إختصاراً لـ 1Malaysia Development Berhad ) (كلمة Berhad تعني المحدود بلغة الماليو) كان في الأصل ليس أكثر من صندوق تنمية سيادي استثماري لدولة ماليزيا، تم تأسيسه في العام 2009 لتعزيز عملية التطوير عبر الإستثمار والشراكات الأجنبية. وكان رئيس الوزراء حينها نجيب رزاق Najib Razak هو رئيس هذا الصندوق.
تحول صندوق التنمية الماليزي 1MDB بعد ذلك إلى مركز أحد أكبر فضائح الفساد في العالم. وتعتقد وزارة العدل الأمريكية أن أكثر من 4.5 مليار دولار قد تم سرقتها، وكانت الفضيحة التي حدثت قد أدت إلى إزاحة الحكومة الماليزية عن السلطة وإلقاء القبض على رئيس الوزراء حينها نجيب رزاق، وزوجته الثانية روسما منصور Rosmah Mansor، وعدد متزايد من شركائه المقربين. [3]
كيف تم التصرف في أموال الصندوق وإهدارها؟
إدعت وثائق مالية مسربة أن صندوق 1MDB كان حاضنة لنشاطات الإحتيال منذ تأسيسه. تم اقتراض مبالغ ضخمة عبر سندات حكومية وتحويلها إلى حسابات بنكية في سويسرا، سنغافورة والولايات المتحدة الأمريكية. وقد ظهر مبلغ يصل إلى 731 مليون دولار في الحساب البنكي الشخصي لنجيب رزاق مباشرة قبل إنتخابات عام 2013، وهناك مزاعم تشير إلى أن هذا المبلغ تم استخدامه لرشوة شخصيات سياسية، وكرصيد في بطاقة إئتمانه ولتغطية تكاليف عادات التسوق المبهرجة لزوجته. نجيب ينكر هذه الإدعاءات ويصر على أن هذه النقود تم التبرع بها له من قبل ولي عهد الممكلة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان.
وخارج ماليزيا، هناك زعم أن الأموال قد استخدمت لتغطية مصروفات أسلوب الحياة المتفاخر لواحد من المستشارين الذي زُعم أنه قد تم المجيء به للإشراف على صندوق 1MDB، وهذا الشخص هو رجل الأعمال الماليزي الشهير بإسم "جو لو" Jho Low (إسمه الكامل Low Taek Jho لو تايك جو)
تحت أعين جو لو، يُزعم أن أموال الصندوق استخدمت لتمويل عمليات شراء تتضمن ممتلكات عقارية في بيفرلي هيلز ومانهاتن داخل الولايات المتحدة الأمريكية ترواح قيمتها عشرات المليارات من الدولارات، من ضمنها شقة سكنية فاخرة سبق أن امتلكها مغني الراب الأمريكي الشهير جاي زي Jay Z وزوجته مطربة البوب الأمريكية بيونسيه نويلز Beyonce Knowels، وطائرة خاصة بقيمة 35 مليون دولار، يخت بحري بقيمة 260 مليون دولار، لوحة لبيكاسو تم إهدائها للممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو بقيمة 3.2 مليون دولار، ومبلغ يصل إلى 85 مليون دولار في صورة ديون مقامرة في مدينة لاس فيغاس.
كما تم إهدار المبالغ المنهوبة من ضمن ما أهدر كمثال: على حفل عيد ميلاد "جو لو" الذي حضره وأحياه فنانين أمريكيين بارزين مثل الممثل الأمريكي جيمي فوكس، والمطربين مثل كريس براون Chris Brown، لوداكريس Ludacris، باستا رايمز Busta Rhymes وفاريل ويليامز Pharrell Williams، وقد قام هؤلاء بالغناء في الحفل، الذي ظهرت فيه في بشكل مفاجيء معد مسبقاً مطربة البوب الأمريكية الشهيرة بريتني سبيرز Britney Spears من داخل كعكة عيد الميلاد الضخمة، كما تضمن الإهدار مبلغ 8 مليون دولار لشراء جواهر لعارضة الأزياء الأسترالية ميراندا كير Miranda Kerr.
عشرات الملايين من الدولارات زُعم أنه تم توجيهها لتمويل إنتاج الفيلم الهوليودي الشهير "ذئب وول ستريت" The Wolf of Wall Street [4]، وقد تم ذلك من خلال شركة إنتاج فني يديرها "رضا عزيز" Riza Aziz [5]، زوج إبنة نجيب رزاق، وأحد مؤسسي شركة إنتاج الأفلام Red Granite Production [6] ومقرها مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
كيف تم تفجير الفضيحة؟
النهب المزعوم لصندوق 1MDB السيادي للتنمية والذي حدث بين عامي 2009 و2012، كان قد تم دون أية عوائق، وقد استمر هذا الوضع حتى العام 2015. حيث أن في هذا العام بالتحديد، تم تسليم 227 ألف وثيقة مسربة لصفحي بريطاني يدعى كلير روكاسل-براون Clare Rewcastle-Brown، وهو الصحفي الذي كان يدير الموقع الإلكتروني Sarawak Report، وكانت هذه الوثائق تحوي تفاصيل عميقة عن عملية الإحتيال والنهب التي حدثت بالصندوق. وجدير بالذكر أنه قد تم تسريب بعض الوثائق أيضاً للجريدة الأمريكية الشهيرة وول ستريت جورنال Wall Street Journal.
هيئة مكافحة الفساد الماليزية MACC قامت بالبدء في التحقيق، وكانت على وشك استصدار أمر بالقبض على رئيس الوزراء، حتى قام نجيب رزاق بتحركات استباقية.
فخلال الأسبوع الذي تم تسميته "أسبوع السكاكين الطويلة" The Week of the Long Knives - إشتقاقاً من التسمية الشهيرة إبان فترة الحكم النازي لأدولف هتلر في ألمانيا "ليلة السكاكين الطويلة" The Night of the Long Knives [7]وكانت بمثابة ليلة التنفيذ لعملية تطهير كان قد أمر فيها هتلر بالتخلص بالإعدام شنقاً خارج نطاق القضاء من عدد من قيادات القوة شبه العسكرية إس أ SA، وذلك في إطار إحكام نظام هتلر قبضته على السلطة وكإجراء وقائي تم إتخاذه تحاشياً لعملية إنقلاب مزعومة من داخل إس أ – [8] وعلى هذا المنوال ولكن بوسائل مختلفة وإجراءات مغايرة وفي عصر مختلف، قام نجيب رزاق بإصدار أوامر إعتقال للمدعي العام "عبد الغني باتيل" Abdul Ghani Patail - [9] وهو الذي كان يقود عملية التحقيق في ذاك الوقت - واستبداله بالمدعي العام "محمد أباندي علي" Mohamed Apandi Ali،. [10]
كما تخلص نجيب من نائب رئيس الوزراء "محيي الدين ياسين" Muhyiddin Yassin (رئيس وزراء ماليزيا الحالي)، والذي كان من منتقدي صندوق 1MDB السيادي، إلى جانب أربعة وزارء آخرين قاموا بإظهار الفضيحة، بالإضافة إلى مداهمة مكاتب هيئة مكافحة الفساد MACC، والقبض على 4 مسئولين آخرين.
كما رفضت حكومة نجيب رزاق التعاون مع المحققين في الولايات المتحدة الأمريكية، سنغافورة وسويسرا. وفي العام 2016، قام المدعي العام الذي تم تعيينه على يد نجيب بتبرئة رئيس الوزراء من كل الإتهامات بالأفعال المشينة، وكان المدعي العام أباندي علي قد صرح في وقتها قائلاً أن هذا الموضوع قد:
"تم إنهائه بشكل كامل".
كيف تم إزاحة نجيب رزاق عن السلطة؟
لم يقتنع الجميع بادعاءات البراءة التي أطلقها رئيس وزراء ماليزيا آنذاك نجيب رزاق، وقد كان مهاتير محمد وقتها رئيس الوزراء السابق لنجيب وهو من سانده للوصول إلى السلطة، وقد استمر مهاتير بالحديث علناً عن الفضيحة المالية، مقتنعاً أنه الشخص الوحيد القادر على فعل شيء حيال هذا الأمر،وقد تحالف مهاتير مع غريمه القديم أنور إبراهيم Anwar Inrahim كتحالف معارض ضد السلطة.[11]
أعلن مهاتير أنه سيقوم بترشيح نفسه في الإنتخابات العامة على منصب رئيس الوزراء ضد نجيب في عام 2018.، وهو ما حدث بالفعل لاحقاً، وقد حل الحزب الذي ينمتي إليه مهاتير وهو حزب السكان الأصليين المتحد الماليزي BERSATU [12]- وهو الحزب الذي أسسه مهاتير محمد في العام 2016 بعد استقالته العام ذاته من حزب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة إثر فضائح فساد بالحزب – في المركز الأول بعدد مقاعد 113 مقعد في مجلس النواب الماليزي Dewan Rakyat، وهو ما يتخطى بذاته الحد الأدنى المطلوب لتحديد الحزب الفائز بالأغلبية وهو 112 مقعد (مجموع مقاعد مجلس النواب الماليزي هو 222 مقعد)، يضاف إليها 8 مقاعد فاز بها حزب صباح التراثي Sabah Hertiage Party [13]، لأن هذا الحزب شكل إئتلافاً سياسياً مع حزب مهاتير تحت إسم "تحالف الأمل" Pakatan Harapan [14] ليصبح مجموع مقاعد التحالف 121 مقعداً.
وقد حصل حزب الجبهة الوطنية Barisan Nasional [15]الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء آنذاك نجيب رزاق على 79 مقعد في البرلمان، مما جعله يحل في المركز الثاني في الإنتخابات وإزاحته عن رأس الحكومة الفيدرالية.
وفور فوز تحالف الأمل بنتيجة الإنتخابات العامة، قام مهاتير محمد بإعلان فوز حزبه بالعدد الكافي من المقاعد (111+1) اللازم لتشكيل الحكومة الفيدرالية، وأعلن تفادياً لأية تلاعبات أنه سيقوم بحلف اليمين كرئيس الوزراء السابع لماليزيا. وكانت هذه هي الولاية الثانية لمهاتير محمد بعد فترة ولايته الأولي طويلة الأمد والتي استمرت لمدة 22 عاماً (من 1981 إلى 2003)، وبعد إنتخابه مرة أخرى عام 2018، أصبح مهاتير أكبر رؤساء الوزراء والرؤساء سناً في العالم وهو في عمر يقل ببضع أسابيع عن 93 عاماً. [16]
وبعد ذلك قدم نجيب رزاق رئيس الوزراء المزاح عن السلطة استقالته من رئاسة حزب الجبهة الوطنية، وأستأنفت أيضاً التحقيقات بخصوص صندوق 1MDB مرة أخرى، -والتي كان قد تم إيقافها أثناء فترة وجود نجيب في منصب رئيس الوزراء -، ونتج عن ذلك عدة إتهامات بجرائم ضد نجيب.
وبعد أيام من سقوطه عن كرسي السلطة، تم تفتيش ممتلكات نجيب من قبل الشرطة، وقد تم مصادرة 1400 عقد، 567 حقيبة يد، 423 ساعة يد، 2200 خاتم، 1600 بروش و14 تاج، وهي ما كان يعتقد أنها تخص زوجته روسما منصور، وقد قدرت قيمة هذه الأشياء بحوالي 273 مليون دولار.
وفور انتخابه، وضع مهاتير محمد فضيحة 1MDB كمحور إهتمام رئيسي.
وقد صرح رئيس الوزراء مهاتير محمد للمراسلين أثناء مؤتمر صحفي قائلاً:
"هذا حقيقي أني قمت بمنع نجيب من مغادرة الدولة. على حد علمي، هو وزوجته كذلك".
وكانت بالفعل سلطات الهجرة في ماليزيا قد أصدرت قراراً بمنع نجيب من السفر إلى الخارج، بعد دقائق قليلة من منشور قام نجيب بوضعه على صفحته في فيس بوك Facebook معلناً أنه وزوجته يخططون لقضاء عطلة مدتها أسبوع خارج البلاد كفرصة للراحة بعد هزيمته في الإنتخابات العامة. وقد إتخذ مهاتير قراراً بتنحية المدعي العام محمد أباندي علي والذي كان قد عينه نجيب، تمهيداً لعزله من منصبه، وصرح مهاتير وقتها أنه:
" في الوقت الحالي، لم يعد لدينا مدعِ عام"
، وهو القرار الذي تم تأييده من القصر السلطاني بعد فترة وجيزة، وتم السماح بعزل المدعي العام، وتعيين "تومي توماس" Tommy Thomas بدلاً منه في المنصب. [17]
الرسائل الإلكترونية وفضائح الجرائد
التحقيقات والتحركات الماليزية
التحقيقات البرلمانية
حددت لجنة برلمانية ماليزية تورط ما لا يقل عن 4.2 مليار دولار في المعاملات غير القانونية التي تتعلق بصندوق التنمية الماليزي 1MDB. وقد أطيح بنجيب من السلطة في الانتخابات العامة التي جرت في مايو 2018، إذ أثارت الفضيحة رد فعل عنيف بين الناخبين، مما أنهى حكم حزبه الذي استمر 61 عامًا. واتهمت السلطات الماليزية في الـ 4 من شهر يوليو نجيب بالإخلال بالثقة ذي الصفة الجنائية المتعلقة بالأموال ذات الصلة بصندوق 1MDB.
التهم الموجهة لنجيب رزاق وشركائه
يواجه نجيب 42 تهمة في خمسة قضايا منفصلة، ويمكن أن يقضي أعواماً طويلة داخل السجن، ويستمر رئيس الوزراء الأسبق لماليزيا في إنكار ارتكابه أية أفعال مخالفة للقانون.
حتى الآن، تم الإعلان عن إصدار حكم قضائي ضده يختص بالمحاكمة الأولى له، حيث وجد مذنباً فيما يخص سبعة من التهم من ضمنها خرق الثقة بشكل إجرامي، غسيل الأموال واستغلال النفوذ. وحتى الآن لم يتم الإعلان عن منطوق الحكم ولكنه من المتوقع أن يواجه عقوداً داخل السجن. وهذه القضية تتعلق بتحويل مبلغ 42 مليون رنكيت ماليزي ringgit (ما يساوي 9.9 مليون دولار) من إحدى الوحدات السابقة لصندوق 1MDB إلى حسابه الشخصي عبر شركات وسيطة.
أما المحاكمة الثانية لنجيب فهي الأبرز، حيث تختص بـ 25 تهمة متعلقة بتحويل مبلغ 731 مليون دولار من أموال 1MDB إلى حساباته البنكية الشخصية. وهذه القضية لازالت جارية.
وقد تم توجيه 17 تهمة غسيل أموال لزوجته روسما منصور، وقد دفعت هي بالبراءة من جميع هذه التهم.
تم توجيه تهم غسيل الأموال والتهرب من الضرائب أيضاً إلى "شفيع عبد الله" Shafee Abdullah محامي نجيب، بينما تم القبض على عضو البرلمان "عبد العزيز عبد الرحيم" المنتمي إلى حزب نجيب السياسي وتم توجيه تهم إليه تتعلق بإدعاءات الرشوة وغسيل الأموال.
واستمرت التداعيات الكاشفة لهذه القضية والتي يتضح مدى ضخامتها وفداحة هذا النوع من الفساد الصارخ والذي تم من شخصيات من دول مختلفة وهو ما أدى إلى تقارير وتسريبات ومتابعة نيابية وملاحقة قضائية للعديد من الجهات والبنوك والأشخاص في مختلف الدول.
وتعود أصول القضية إلى أعوام سابقة، وفقا لتقرير ماليزي، نقلته صحيفة ”القبس“ الكويتية، كشف عن وجود علاقة مالية تدور حولها شبهات بين شخصيات كويتية و“جو لو“ الممول الماليزي، الذي يقول الادعاء الماليزي: إنه مرتبط بفضيحة فساد في الصندوق السيادي الماليزي.
وذكر التقرير، أنه تم تحويل الكثير من الأموال لـ“جو لو“، عبر شركات تسيطر عليها شخصيات كويتية العام 2016. وقد دارت الشبهات والاتهامات حول تورط شخصية كويتية نافذة في تلك الفضيحة وتوليها غسل أموال عبر تأسيس مجموعة شركات في جزر القمر، وهو ما دفع مجلس الوزراء لتكليف الجهات المعنية بالتحقيق في تلك الاتهامات. هذا، ويبلغ عدد الدول التي تجري تحقيقات بشأن أموال الصندوق الماليزي منذ مارس 2016 نحو 8 دول على الأقل، وهي ماليزيا والولايات المتحدة وسويسرا وهونغ كونغ وسنغافورة و3 دول خليجية.
وأثيرت قضية الصندوق السيادي الماليزي من قبل نواب في البرلمان الكويتي ومتابعين في أيار/مايو الماضي، حيث تمت الإشارة إلى ”تورط شخصيات كويتية ومؤسسات في صفقات غير مشروعة مرتبطة بمشاريع خارج البلاد“، ليتم على إثر ذلك تكليف جهات رقابية رسميا بفحص ومراجعة المعاملات المرتبطة بالقضية للوقوف على حقيقتها.
و”أنه تم تحويل هذا المبلغ إلى ماليزيا إلا أنه تم التحفظ عليه بعد فوز حزب مهاتير محمد بالانتخابات وتعيينه رئيسا للوزراء، وما أعقب ذلك من فتح ملفات الفساد، ومن بينها ملف الصندوق السيادي الماليزي وتوقيف رئيس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق“.
و”أن البنك الأجنبي في الكويت الذي قام بتحويل هذا المبلغ إلى ماليزيا لم يبلِغ عنه حينها بحجة الثقة بعملائه“. [18]
القضية تخضع لتحقيقات دولية بشأن التعديات الصارخة التي تورط فيها أفراد وشركات وبنوك داخل الكويت وخارجها، شملت تحويلات مالية ضخمة جداً تم بعضها خلال فترات متقاربة، وتخللتها محاولة عمل فواتير مشبوهة لتغطية هذه الأعمال المجرّمة مالياً، إضافة إلى أن التحويلات تمت بمختلف العملات، وبعضها تم داخل الكويت بالإيداع والسحب والتحويل للخارج وغسل الأموال، وكلها كان بطريقة مشبوهة. [19]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الإمساك بطرف خيط القضية
حاول المحققون تتبع الكيفية التي تدفقت بها الأموال من خلال صندوق التنمية الماليزي 1MDB وحوله بشكل غير قانوني إلى حسابات شخصية. وصرحت وزارة العدل الأمريكية أن أكثر من 4.5 مليار دولار تدفقت من الصندوق، من خلال شبكة معقدة من المعاملات الغامضة والشركات الوهمية الاحتيالية، لتمويل الإنفاق المُسرف من قبل المسؤولين الفاسدين وشركائهم. وزعمت أن قلة قليلة من الماليزيين، بقيادة رجل أعمال معروف باسم "لو تايك جو"، تمكنت من تحويل الأموال من صندوق التنمية الماليزي 1MDB إلى حسابات شخصية مُوِّهَت لتبدو وكأنها شركات مشروعة، ودفعت ببعض هذه الأموال إلى المسؤولين الحكوميين. ويقال إن بعض هذه الأموال انتهى بها المطاف مع نجيب رزاق وعائلته. ووفقًا للمدعي العام الأمريكي، فقد شمل ذلك مبلغ يُقدر بـ 681 مليون دولار أودعت في الحساب المصرفي الشخصي الخاص بنجيب. وقال المدعي العام الماليزي آنذاك، بدعم من السلطات السعودية في عام 2016، إن مبلغ الــ 681 مليون دولار كان تبرعًا من العائلة الملكية السعودية، وقد أُعيد جزء كبير منه. بينما يقول المحققون الأمريكيون عكس ذلك، وهو أن الأموال جاءت من جهة خارجية يُزعم أن رجل الأعمال الماليزي لو هو من يسيطر عليها، وقد أُعيدت إلى نفس الجهة.
التحقيقات الدولية
تُجرى تحقيقات تتعلق بصندوق التنمية الماليزي 1MDB في 10 دول على الأقل، تركز على احتمال حدوث عمليات اختلاس أو غسل الأموال. تسعى وزارة العدل الأمريكية لمُصادرة أصول تصل قيمتها إلى 1.7 مليار دولار، تقول إنه تم الحصول عليها بطرق غير قانونية من خلال تحويل الأموال من صندوق التنمية الماليزي 1MDB، والتي تشمل العقارات والأعمال الفنية واليخوت الفاخرة وعائدات فيلم "وولف أوف وول ستريت" (إلا أنها تمكنت من عقد تسوية بقيمة 60 مليون دولار مع منتج ذلك الفيلم). وقد فرضت سنغافورة وسويسرا عقوبات مالية على العديد من البنوك بسبب الثغرات في الضوابط المتعلقة بمكافحة غسل الأموال فيما يخص الأموال المزعومة من صندوق 1MDB، ووفقًا لما ذكره مكتب التحقيقات الفيدرالي، فقد كان الشهود المُحتملون خائفين للغاية من التحدث إلى المحققين الأمريكيين لأنهم يخشون تعرضهم إلى إجراءات انتقامية، كما سعت الحكومة الماليزية الجديدة إلى إعادة التحقيقات الخاصة بها مجددًا، بعد أن أصرت الإدارة السابقة التي تورطت في فضيحة صندوق 1MDB على أن جميع الأموال قد تم التأكد من مصدرها.
فيلم ذئب وول ستريت
قامت الزوجة الثانية لرئيس الوزراء الأسبق نجيب رزاق منشئ الصندوق في عام 2010 بتأسيس شركة “ريد غرانايت بيكتشرس” للإنتاج السينمائي بـ هوليوود والتي اشتهرت في السنوات الثلاث التالية بفيلمها “ذئب وول ستريت: وولف أوف وول ستريت” الذي أخرجه مارتن سكورسيزي وقام بالبطولة فيه ليوناردو دي كابريو في قصة عن الشره للمال والإفراط.
المعركة القانونية
تعهد المحققون في ماليزيا بالتعاون مع غيرهم من المحققين على مستوى العالم بينما يحاولون معرفة الكيفية التي تم من خلالها اختلاس مليارات الدولارات وغسلها عن طريق المراكز المالية الرئيسية في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا. يمكن لتلك النتائج أن تحدد، وتساعد في إغلاق الثغرات الموجودة في النظام المالي العالمي التي تُمهد الطريق أمام الفساد.
المتورطون في القضية
- لو تايك جو، المعروف باسم جو لو، المستثمر الماليزي الذي قال إنه قام ببعض الأعمال الاستشارية لصالح صندوق التنمية الماليزي 1MDB، بأنه الشخصية الرئيسية التي أسست الشركات الوهمية لجمع العائدات من الصندوق ونظمت عمليات سحب عشرات الملايين من الدولارات التي استخدمت في الدفع للمسؤولين في الحكومة الماليزية ولتحمل تكاليف نفقاته المُسرفة. وقال لو الذي يلاحقه المسؤولون الماليزيون لاستجوابه، ويوصف بأنه "شخص رئيسي ذو أهمية" في سنغافورة، في شهر يونيو أنه أصدر تعليمات لمحاميه بالاتصال بلجنة مكافحة الفساد الماليزية للمساعدة في التحقيق. وكان قد نفى في السابق ارتكابه لأي مخالفات.
- شارك ريزا أزيز (أو رضا عزيز)، وهو ربيب نجيب وصديق لو، في تأسيس شركة إنتاج الأفلام التي دفعت 60 مليون دولار لتسوية مطالبة وزارة العدل الأمريكية المتعلقة بزعمها أن شركته مولت إنتاج فيلم "وولف أوف وول ستريت"، بأموال حولت من صندوق التنمية الماليزي 1MDB.
- مؤسسة غولدمان ساكس الأمريكية للخدمات المالية، والاستثمارية التي حققت أرباح تقدر بمبلغ 593 مليون دولار نتيجة للعمل على ثلاثة مبيعات للسندات التي جمعت مبلغ 6.5 مليار دولار لصالح صندوق التنمية الماليزي 1MDB في عامي 2012 و2013، مما جعل العائدات التي تحققها البنوك عادة من تلك الصفقات الحكومية تبدو ضئيلة للغاية. وصرحت المؤسسة في عام 2015 أن الرسوم والعمولات التي حصلت عليها "تعكس مخاطر الاكتتاب" التي أخذته على عاتقها.
- تيم ليسنر، رئيس مؤسسة جولدمان السابق لمنطقة جنوب شرق آسيا والمصرفي الرئيسي المُتخصص في إدارة سندات صندوق التنمية الماليزي 1MDB، إضافة إلى روجر إنج، مساعد ليسنر، الذي قدم العديد من الأطراف المركزية في هذه الفضيحة إلى بعضهم البعض، كما يقول أشخاص مطلعون على المسألة. وأضافوا أن السلطات الماليزية تُعد مذكرة توقيف في حق إنج.
- محافظ البنك المركزي الماليزي، محمد إبراهيم الذي استقال من منصبه في الوقت الذي تزايدت فيه الشكوك حول الدور الذي لعبته السلطة النقدية في صفقة شراء الأراضي من حكومة نجيب، والتي استخدمت بدورها العائدات لدفع دين صندوق التنمية الماليزي 1MDB. ونفى محمد أن الأموال المُحصلة من تلك الصفقة استخدمت في مساعدة الصندوق "على نحو متعمد، أو أنه شارك في الجرائم المتعلقة باختلاس الأموال العامة".
- فرض البنك المركزي السنغافوري عقوبات على شركة الخدمات المالية يو بي إس UBS Group AG، وشركة DBS Group Holdings Ltd، ومصرفي كريدي سويس Credit Suisse Group AG، ويونايتد أوفرسيز بنك United Overseas Bank Ltd، وشركة ستاندرد تشارترد ش.ع.م Standard Chartered Plc من بين شركات ومؤسسات مالية أُخرى، لانتهاكهم قواعد مكافحة غسل الأموال الخاصة بالمعاملات المرتبطة بفضيحة صندوق التنمية الماليزي 1MDB. وصرحوا بأنهم سيعملون على تعزيز الضوابط الخاصة بأعمالهم.
- صدر أمر إلى فالكون برايفت بنك ليمتد للخدمات المصرفية الخاصة، الذي يتخذ من مدينة زيوريخ مقرًا له والمتورط في التعامل بمبلغ 3.8 مليار دولار من تدفقات أموال صندوق التنمية الماليزي 1MDB، بوقف العمليات في سنغافورة في حين هددت سويسرا بسحب ترخيصها في حالة حدوث أي انتهاكات أخرى لقواعد غسل الأموال.
- فقد بنك بي اس أي اس أيه «BSI SA» السويسري الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى 143 عامًا وتورط في العمل مع صندوق 1MDB، ترخيصه للقيام بالأعمال في سنغافورة بسبب مخالفة قواعد غسل الأموال.
- ستقوم الجهة التنظيمية المالية في سويسرا بإجراء مراجعة تفصيلية للضوابط الخاصة بمكافحة غسل الأموال في جي بي مورغان تشيس وشركائه جي پي مورگان تشيس. بعد أن وجدت أن البنك قد خالف القواعد بشكل خطير في تعامله مع صندوق 1MDB.
- منعت سنغافورة على الأقل ثمانية متخصصين ماليين من ممارسة مهنهم، عقب ثبوت تورطهم في أعمال تتعلق بصندوق 1MDB.
- توصلت وزارة المالية الماليزية ووزارة التنمية الإدارية إلى تسوية بقيمة 1.2 مليار دولار مع صندوق الثروة السيادية في أبو ظبي بسبب نزاع على الديون وسددت المبالغ المستحقة في العام الماضي.
أين ذهب جو لو؟
كان ولا يزال مكان تواجد جو لو (Low Taek Jho وشهرته Jho Low) موضع جدل لا ينتهي، ففي عام 2018، انتشرت أقاويل تدعي أنه شوهد في حفل على جزيرة من الجزر التايلاندية، ولكنه غادر على وجه السرعة فور سقوط نجيب عن السلطة. لاحقاً في نفس العام، تم مصادرة اليخت الخاص به – الذي يُزعم أنه تم شرائه بأموال صندوق 1MDB المنهوبة – في جزيرة بالي الأندونيسية، ومنذ ذلك الوقت انتشرت إشاعات متعددة بتواجد جو لو في مقاطعة مقاطعة ماكاو الصينية الشهيرة بالقمار، في بانكوك عاصمة دولة تايلاند أو في تايوان.
مهاتير محمد الذي لم يعد رئيس الوزراء في ماليزيا منذ استقالته في فبراير 2020، صرح قائلاً:
“إنه لأمر شائك أن نقوم من جانبنا باتهام الصين بأنها تخفي لو.”
وكانت حكومة مهاتير الفيدرالية السابقة قد قامت بتأكيد قصة أن جو لو قام بمحاولات متكررة لعقد إتفاق حصانة Immunity Deal، ولكن كل محاولاته قوبلت بالرفض من قبل الحكومة.[3]
ولازال جو لو مختفياً، لا يعرف له مكان، وهو مطلوب للعدالة في عدة دول، وهو يصر على إعلان براءته.
ما علاقة ليوناردو دي كابريو بقضية جو لو؟
بتاريخ 3 أبريل 2023، أدلى الممثل الأمريكي ليودناردو دي كابريو بشهادته أمام المحكمة الفيدرالية بالعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، في القضية المتعلقة بعملية غسيل الأموال الدولية، التي تشمل قائمة المتهمين بها إلى جانب جو لو، مطرب الراب الأمريكي براس ميتشل Pras Michel، مؤسس الفريق الموسيقى الذي اشتهر في فترة التسعينيات The Fugees. براس متهم بأنه قام بتسهيل تهريب أموال من جو لو، عبر متبرعين مزيفين للحملة الانتخابية الرئاسية لباراك أوباما عام 2012. وبعد ذلك بخمس سنوات، يقول الإدعاء بأنه حاول تعطيل التحقيقات بخصوص جو لو ذاته أثناء فترة حكم الرئيس دونالد ترامب. [20]
تنبع علاقة ليوناردو دي كابريو بالقضية من معرفته بجو لو نتيجة لأن الأخير كان من الممولين الأساسيين لفيلم The Wolf of Wall Street، الذي قام ببطولته الممثل الشهير بلقب ليو. وفقاً لقائمة الاتهام، تحول براس ميتشل إلى موصِّل لملايين جو لو المنهوب، التي استخدمها لمحاولة التأثير على الحكومة الأمريكية. يدفع المدعون بأنه في الفترة من يونيو إلى نوفمبر 2012، وجه جو لو أكثر من 21.6 مليار دولار لتتحول من جهات خارجية نحو حسابات ميتشل البنكية، بغرض توجيهها إلى تبرعات للانتخابات الرئاسية الأمريكية. ويقولون بأن ميشتل دفع أموال لحوالي 20 متبرع زائف وموصِّلين، لكي يقوموا بالتبرعات تحت أسمائهم، لإخفاء مصدر الأموال الحقيقي طبقاً لما ذكرته قائمة الإتهام.
قدم دي كابريو شهادته بأنه تقابل مع ونشأت صداقة بينه وبين جو لو في حفل عي ميلاد بمدينة لاس فيجاس عام 2010،قائلاً: "لقد عرفته على أنه رجل أعمال كبير ذو اتصالات متعددة في أبو ظبي وماليزيا." أجاب دي كابريو على الأسئلة الموجهة له على منصة الشهادة بهدوء، وعبر عن أنه ذاكرته مشوشة بخصوص عديد التفاصيل، ولكنه ذكر أيضاً معرفته بالمدعى عليه براس ميتشل منذ تسعينيات القرن الماضي، عندما قابله في كواليس إحدى حفلات فريق The Fugees الموسيقية.
عرف عن جو لو استشافته لحفلات حضرها نجوم وفنانون من الصف الأول، بالإضافة إلى عطلات سافر فيها بطائرته الخاصة إلى بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وتذكر ليوناردو بخصوص بعذ الرحلات إلى أستراليا ولاس فيجاس للاحتفال صحبة جو لو برأس السنة لليلتين متتاليتين، أن براس ميتشل كان حاضراً في بعض هذه الرحلات.
وقد أصبح جو لو من المساهمين المستديمين لمؤسسة دي كابريو الإنسانية، وهو ما قاد إلى طرحه فكرة المساهمة في تمويل إنتاج فيلم The Wolf of Wall Steert،وهو التمويل الذي أكد ليوناردو في شهادته أنه قد دقق في قانونية تمويل جو لو بحرص قبل الدخول في مثل هكذا علاقة عمل معه، قائلاً" "لقد أعطيت الضوء الأخضر من فريق عملي وكذلك الأستوديو، بأنه رجل أعمال شرعي يرغب في استثمار أمواله في الفيلم."
والأهم أن دي كابريو تذكر أثناء شهادته أن جو لو قد ذكر له في حديث عابر بينهما أنه ينتوي عمل تبرع بمبلغ كبير لحملة إعادة انتخابا أوباما لرئاسة الولايات المتحدة لفترة ثانية. وقال دي كابريو عن ذلك: "لقد كان مبلغاً محترماً، يبلغ حوالي 20 إلى 30 مليون دولار، وقد قلت أنان، ياللهول، إنه أموال طائلة."
تلا دي كابريو على المنصة، شهود آخرين أكدوا ذات المعلومات عن تحويل ميتشل لمبالغ بالفعل من جو لو إلى متبرعين مزيفين لحملة أوباما الرئاسية. [21]مما جعل الأمور تبدو غير جيدة على الإطلاق لميتشل في هذه القضية، التي لا تنفك تفاصيلها عن الكشف عن تفاصيل وتعقيدات غرائبية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تحقيقات وكالات إنفاذ قانون أجنبية
أستراليا
هونگ كونگ
إندونسيا
لوكسمبورگ
سيشل
سنغافورة
سويسرا
المملكة المتحدة
الولايات المتحدة
في 20 أكتوبر 2020، أعلنت گولدمان ساكس عن عزمها دفع مبلغ 2.8 مليار دولار لتسوية فضيحة رشوة صندوق 1mdb الاستثماري الماليزي. جاءت التسوية مع وزارة العدل الأمريكية لتسوية فضيحة استمرت لقرابة عام، بعد أن وافق بنك گولدمان ساكس على دفع مبلغ 2.5 دولار لماليزيا لتسوية قضيته هناك، وبعد أيام، أدين رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب رزاق بإساءة استخدام السلطة لدوره في الفضيحة.[22]
وتنص الصفقة مع وزارة العدل على مطالبة شركة گولدمان ساكس بدفع غرامة قدرها 2.2 مليار دولار وسداد حوالي 600 مليون دولار من المكاسب غير المشروعة، على الرغم من أن بنك گولدمان ساكس قادراً على تعويض بعض هذا المبلغ بغرامات مدفوعة للسلطات والوكالات الأخرى.
تطورات وتحديثات
2022
نشرت وكالة رويترز أن تصريحات قد صدرت من ماليزيا الخميس 13 يناير 2022 بأنها قد استرجعت ما يكفي من التمويلات المتعلقة بالصندوق السيادي الماليزي صاحب الفضيحة الشهيرة 1MDB، لكي تتمكن من دفع المبلغ الأساسي فقط من الدين الذي لا يزال الصندوق يدين به هذا العام.
جمع صندوق 1MDB المليارات من الدولارات في هيئة صكوك، ظاهرياً كانت مخصصة لمشروعات استثمارية وشركات محاصة، بين عامي 2009 و 2013. لكن السلطات تؤمن بأن أكثر من 4.5 مليار دولار تم تحويلها حسب الزعم من الصندوق لحساب مسؤولين من المستوى الرفيع وشركائهم في إطار خطة جرائمية على نطاق دولي.
صرح وزير المالية الماليزي قائلاً بأن الحساب الائتماني الذي أعد لكي يستقبل الأموال المستعادة إلى 1MDB، استقبل 19.1 مليار رينجت (4.58 مليار دولار)، بما في ذلك 80 مليار من شركة المراجعة الحسابية KPMG التي دفعتها لكي تسوي قضية كانت قد رفعت عليها من جانب صندوق 1MDB.
قامت الحكومة بتسديد 13.3 رينجت من ديون صندوق 1MDB حتى الآن، مع تبقي 38.81 مليار رينجت مستحقة السداد حتى 31 ديسمبر. صرحت الوزارة أن الرصيد الحالي للحساب الائتماني يكفي لسداد المبلغ الأساسي للصكوك لعام 2022 فقط. وبعد استخدام هذا الرصيد في السداد، ستستمر الحكومة في تحمل الالتزام بدفع المبلغ المتبقي من ديون الصندوق السيادي 1MDB.
وعبرت الوزارة عن التزامها بتكريس الجهود من أجل استرجاع ممتلكات صندوق 1MDB لكي تؤمن ما يكفي من التمويل لإدارة العبء المالي الوطني الي تسببت به فضيحة صندوق السيادي الماليزي.
وكانت محكمة ماليزية أيدت حكم الاتهام ضد نجيب رزاق الشهر السابق، والذي حكم عليه بالسجن لمدة 12 سنة بالإضافة إلى غرامات تبلغ الملايين مقابل تهم بالفساد وغسيل الأموال مرتبطة بالاختلاس غير القانوني من وحدة من وحدات صندوق 1MDB السيادي. ويستمر رزاق في إنكار التهم عن نفسه، ولازال طليقاً بعد دفع الكفالة وفي انتظار االبت في استئناف آخر. [23]
^ في 15 أغسطس 2022، بدأت المحكمة الفيدرالية العليا بماليزيا الاستماع للاستئناف المقدم من قبل رئيس الوزراء الأسبق نجيب رزاق ضد اتهامه في قضية فساد مرتبطة بعملية الاختلاس الضخمة التي تمت على الصندوق السيادي الماليزي IMDB.
وقد أعلنت وكالة رويترز حسب ما ورد إليها غبر ملفات القضية، أن المحكمة الأعلى بماليزيا قد حجبت النشر عن 9 أيام من جلسات الاستماع لاستئناف نجيب رزاق، الي بالإضافة لاستئنافه على هذا الحكم، كان محاموه قد خططوا لتقديم أدلة جديدة تتهم القاضي محمد نزلان غزالي بتضارب المصالح، على أساس أنه قد سبق له أن قام بالعمل في وظيفة مستشار لبنك قام سابقاً بتمويل الصندوث السيادي الماليزي. وهو القاضي حكم على نجيب بالسجن 12 عاماً وغرامة قدرت بـ 210 مليون رينجت ماليزي.
كان رزاق قد سحب مذكرة قبل ذلك بأيام،، تم تفسيرها حين قدمت للمحكمة على أنها تتضمن اتهام منه للقاضي نزلان بالرشوة. ولكن نجيب رزاق أكد على نقطة تضارب المصالح. وقد ذكر بعض المحللين أنه وأياً كانت نتيجة هذا الاستئناف، فإنه مجرد جزء ضئيلضمن 42 تهمة في 5 قضايا مختلفة يواجهها نجيب رزاق تتعلق بقضية صندوق 1MDB، وأن محاولاته لتسييس القضية واستخدامه لثروته الشخصية الضخمة لإطالة أمد عملية الاستئناف بشكل زائد، يؤكد على أنه وبعد مرور 7 سنوات على انفجار قضية الفساد الأكبر في تاريخ ماليزيا، فإنها لم تنتهي بعد. [24] [25]
في 1 سبتمبر 2022، تم إدانة روسما منصور، زوجة نجيب رزاق في ثلاث رشوة، بالمحكمة العليا لكوالالمبور. تتعلق التهم بشركة كانت قد ساعدتها في الفوز بعقد قيمته 279 مليون دولار، بعد طلبها وتلقيها شاوى منها بالفعل. قد يؤجل تنفيذ الحكم إذا ما قدت روسما استئنافاً عليه،ولكنها تواجه 17 تهمة أخرى تتعلق بغسيل الأموال والتهرب من الضرائب.
تدعى زوجة رئيس الوزراء السابق، أنه قد تم توريطها في هذه القضايا على يد مساعد سابق لها، ومسئولين في كل من الحكومة والشركة كانوا ضالعين في المشروع. حيث أن هذه التهمة تحديداً تتعلق بعقد أسند للشركة التي منحتها الرشوة، لإسناد تنفيذ مشروع حكومي للطاقة الشمسية. وقد اتهمها الإدعاء بحصولها على رشاوى مجموعها 41.8 مليون دولار، وما قيمته 6.5 مليون رينجت ماليزي من شركة الطاقة الشمسية تحديداً. هذه التهم قد تتسبب في سجن لمدة تصل إلى عشرين عاماً، بالإضافة إلى غرامات تصل قيمتها إلى خمس أضعاف قيمة الرشوة المتلقاه.[26]
في 12 سبتمبر 2022، تم إيداع نجيب رزاق في مستشفى كوالالمبور، بعد ترحيله إليها من سجن كاجانج، لمعاناته من بعض المشاكل الصحية المتعلقة باضطرابات ضغط الدم، واحتياجه للكشف والفحوصات. وقدعاد يوم 23 من ذات الشهر إلى سجنه مرة أخرى. وكانت ابنته نوريانا نجوى قد ادعت في وقت سابق أن مشاكل رزاق الصحية نتجت عن تغيير في الأدوية التي أعطيت له من قبل أطباء فحصوا رزاق قبل ذهابه للمستشفى بأيام قليلة. الإدعاء الذي نفاه وزير الصحة الماليزي خيري جمال الدين بنفسه، مضيفاً أنه على نجيب رزاق إن هو رفض تناول الأدوية التي أعطيت له من جانب وزارة الصحة أن يقوم بشراء أدويته بنفسه إذن.[27]
2024
تقرر بدء محاكمة شخصين من المتورطين في فضيحة 1MDB، في محكمة سويسرية، أولهما هو السعودي-السويسري طارق عبيد، وثانيهما هو السويري-الإنجليزي باتريك ماهوني. وقد أعلن المتهمين عن براءتهما من التهم الموجهة إليهما أمام المحكمة التس تقرر أن يترأسها ثلاثة قضاة، طالب محامي المتهم طارق عبيد برد أحدهم وهو رئيس المحكمة ذاته، بداعي أنه قد قبل حيثيات الإدعاء بالفعل، مما يثير الشكوك حول قدرته بإدارة إجراءات المحاكمة بشكل غير منحاز.
وقد وجهت جهة الإدعاء السويسرية اتهامات تتعلق بتورط المتهمين واشتراكهما معا ًفي جريمة الاختلاس التي قادها جو لو، المستشار السابق لنجيب رزاق أثناء فترة رئاستة لمجلس وزراء ماليزيا.
تقرر عقد المحاكمة بدءاً من شهر إبريل 2024، في المحكمة الجنائية الفيدرالية السويسرية، التي تقع في مدينة بيلينزونا في جنوب سويسرا. وقد ورد في وثيقة الاتهام أن المتهمين قاما باستخدام أموال مختلسة من الصندوق السيادي الماليزي، للستحواذ على ممتلكات وعقارات في سويسرا وفي مدينة لندن، بالإضافة إلى مجوهرات، وأسهم خاصة بهدف تطوير مشروعات تتبع شركة "بترو سعودي"، والتي تكسبوا منها أرباحاً معتبرة، وصنعوا لأنفسهم أنماط حياة رغيدة.
كان طارق عبيد قد عمل كمستشار خاص للعائلة الملكية السعودية، وقد فصلت الجريدة السويسرية الناطقة بالفرنسية لوطون Le Temps، ما استطاعت من تفاصيل في تحقيق شامل نشرته الجريدة عام 2018. يمكن قراءة التحقيق الكامل وترجمته من الفرنسية لمعرفة كافة التفاصيل من الموقع الرسمي للجريدة السويسرية من هنا. [28]
انظر أيضاً
المصادر
- ^ "Malaysian taskforce investigates allegations $700m paid to Najib". The Guardian UK. 6 July 2015. Retrieved 24 March 2018.
- ^ "The Story of Malaysia's 1MDB, the Scandal That Shook the World of Finance". bloombergquint.com. 2018-12-17. Retrieved 2019-01-04.
- ^ أ ب https://www.theguardian.com/world/2018/oct/25/1mdb-scandal-explained-a-tale-of-malaysias-missing-billions
- ^ https://www.imdb.com/title/tt0993846/
- ^ https://www.imdb.com/name/nm4265383/?ref_=nv_sr_srsg_0
- ^ http://www.redgranitepictures.com/
- ^ https://www.bbc.co.uk/bitesize/guides/z3kqrwx/revision/4
- ^ https://www.bbc.co.uk/bitesize/guides/z3kqrwx/revision/4
- ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Abdul_Gani_Patail
- ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Mohamed_Apandi_Ali
- ^ https://apnews.com/article/mahathir-mohamad-malaysia-najib-razak-asia-pacific-870cd69ba2edbbdf2b6ed29bca3ff095
- ^ https://www.wikiwand.com/en/Malaysian_United_Indigenous_Party
- ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Sabah_Heritage_Party
- ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Pakatan_Harapan
- ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Barisan_Nasional
- ^ https://en.wikipedia.org/wiki/2018_Malaysian_general_election
- ^ https://www.freemalaysiatoday.com/category/nation/2018/05/12/mahathir-says-he-prevented-najib-from-leaving-country/
- ^ https://www.eremnews.com/news/arab-world/gcc/2276190'
- ^ https://alqabas.com/article/5776410
- ^ https://apnews.com/article/leonardo-dicaprio-fugees-pras-money-laundering-trial-59dc3ffb5ab1f5b2bea957482e9afdd7
- ^ https://www.theguardian.com/us-news/2023/apr/03/leonardo-dicaprio-money-laundering-bribery-jho-low
- ^ "Goldman Sachs to Pay $2.8 Billion, Admit Wrongdoing to Settle 1MDB Charges". وال ستريت جورنال. 2020-10-20. Retrieved 2020-10-20.
- ^ https://www.reuters.com/world/asia-pacific/malaysia-has-received-817-mln-kpmg-1mdb-settlement-2022-01-13/
- ^ https://thediplomat.com/2022/08/ex-malaysian-pm-najib-begins-final-appeal-against-1mdb-conviction/
- ^ https://www.thestar.com.my/news/nation/2022/08/09/najib-withdraws-bribery-allegations-against-judge-nazlan
- ^ https://www.dw.com/en/malaysia-wife-of-former-pm-najib-razak-found-guilty-of-corruption/a-62989056
- ^ https://www.straitstimes.com/asia/se-asia/malaysias-najib-returns-to-prison-after-hospital-treatment
- ^ https://www.france24.com/en/live-news/20240402-trial-over-1-8-bn-fraud-at-malaysia-s-1mdb-opens-in-switzerland
المراجع
- Brown, Clare Rescastle (2018). The Sarawak Report: The Inside Story of the 1MDB Exposé. Gerak Budaya. p. 496. ISBN 9789670311166.
- Wright, Tom; Hope, Bradley (2018). Billion Dollar Whale: The Man Who Fooled Wall Street, Hollywood, and the World. Hachette UK. p. 400. ISBN 9780316436489.
وصلات خارجية
- The Guardian, "1MDB: The inside story of the world’s biggest financial scandal", July 28, 2016.
- Global Witness, "The Real Wolves of Wall Street - The banks, lawyers and auditors at the heart of Malaysia’s biggest corruption scandal (HTML)", March 2018.
- Global Witness, "The Real Wolves of Wall Street - The banks, lawyers and auditors at the heart of Malaysia’s biggest corruption scandal (PDF)", March 2018.
- Bloomberg News, "A Guide to the Worldwide Probes of Malaysia’s 1MDB Fund", 8 March 2018.