عماد الدولة أبو الحسن علي بن بويه
عماد الدولة | |
---|---|
أمير البويهيين | |
العهد | 934–949 |
تبعه | عضد الدولة |
وُلِد | 891 أو 892 إيران |
توفي | 949 |
البيت | البويه |
الديانة | الإسلام |
علي بن بويه، لقبه عماد الدولة (ح. 891/2 - ديسمبر 949)، هو مؤسس الأسرة البويهية في إيران (في شيراز، 934–949).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته المبكرة
تنسب الأسرة البويهية إلى أبي شجاع بويه، رجل ديلمي فقير كان يعمل صياداً على شواطئ بحر قزوين، على أن التواريخ بعد نجاح أولاد بويه الثلاثة، علي والحسن وأحمد، حملت عليهم أنساباً مختلفة، فبعضهم ربطهم ببهرام جور الملك الساساني، وبعضهم الآخر ربطهم بوزيره، مهرنرسي، أما أبو إسحاق الصابئ، فقد أرجع نسبهم في كتابه «التاجي» الذي كتبه لتمجيد البويهيين بأمر عضد الدولة إلى بني ضَيَّة في العرب وإلى بُهرام جور في آن واحد.
ويرافق غموض النسب البويهي غموض آخر في نشأة الأخوة الثلاثة، فما يذكر عنهم يكاد يشبه الخرافة، على أنه يستنتج من كل ما ذكر نشأتهم الفقيرة، وقد كان معزّ الدولة بعد تملكه البلاد يعترف بنعمة الله تعالى ويقول «كنت أحتطب الحطب على رأسي».
وقد برز أكبر الأخوة علي، الشهير بعماد الدولة، بمهارته الحربية وشجاعته وسماحته حتى أضحى هو وأخوه الحسن من القوَّاد البارزين في جيش «ماكان بن كاكي» القائد في خدمة الداعي إلى الحق «الحسن بن القاسم» آخر رجال الدولة العلوية في طبرستان، فلما هزم ما كان على يد مرداويج وانتقل إلى خدمة السامانيين انتقل الأخوان إلى خدمة مرداويج الجيلاني الذي علا شأنه سنة 315هـ/927م، وهو مؤسس الدولة أو الأسرة الزيارية التي كانت أول سلالة ثبتت مركزها غرب أراضي السامانيين في إيران، وامتد نفوذها من غربي إيران إلى الأهواز، ولكنها استقرت أخيراً في منطقة جرجان، واستمر حكمها حتى سنة 470هـ/1077م.
أظهر أولاد بويه أيام مرداويج مقدرة وكفاية، وترقَّى منهم عماد الدولة حتى ولاه مرداويج على الكرج، فأصاب نجاحاً وأظهر له الكرج الحب، فأثار ذلك شكوك مرداويج، وكاد الشر يقع بينه وبين أبناء بويه، لكن مقتل مرداويج بيد الأتراك سنة 323هـ/934م، أتاح الفرصة أمام الأخوة الثلاثة، فتمكن عماد الدولة وأخوه الحسن (ركن الدولة)، من السيطرة على بلاد فارس والجبَل، وبقي أخوهما الأصغر أحمد (معز الدولة) بغير ولاية يستبد بها، فرأيا أن يسيِّراه إلى كرمان ففعل، ثم ازداد طموح أحمد فأخذ يهاجم ممتلكات الخليفة ما بين سنتي 331 و334هـ، موغلاً في كل هجمة في بلاد العراق، وكانت أحوال بغداد السياسية في غاية السوء والفوضى بعدما أخفق نظام إمرة الأمراء إخفاقاً ذريعاً، وفي سنة 334 توفي توزون أمير الأمراء، فخلفه في منصبه قائد آخر يعرف بابن شيرزاد، وبعد تسلمه لمنصبه ببضعة أشهر، تحرَّك أحمد بن بويه من الأهواز واستطاع الوصول إلى بغداد دون عناء كبير، فاستقبله الخليفة المستكفي 333-334هـ في دار الخلافة، وخلع عليه، ولقَّبه معزّ الدولة كما لقَّب أخاه علياً بعماد الدولة ولقَّب أخاه الحسن بركن الدولة.
تأسيس الدولة البويهية
لم يكن الأخوة الثلاثة متفقين في العمل لواحد منهم، بل كان كل منهم على تساندهم يعمل لحسابه الخاص، ولهذا فقد استقرّ أصغرهم أحمد (معز الدولة) في بغداد. بينما بقي أخوه الأوسط حسن (ركن الدولة) في الري وهمذان وأصبهان بعد أن استخلصها من (وشمكير) أخي مرداويج، أما الأخ الأكبر علي (عماد الدولة)، وهو سبب مجد البويهيين فأقام في فارس وكرمان، فتألف من هؤلاء الأخوة الثلاثة أسرة حاكمة واحدة في ثلاثة مواقع. وكان للبويهيين في العراق الأثر البارز.
لم يكن دخول البويهيين إلى بغداد شبيهاً بدخول الأمراء الآخرين، وما كان مجرد استبدال أمير بأمير، فقد أنشأ البويهيون إمارة وراثية في قلب عاصمة الخلافة منفصلة عن الخليفة نفسه، كما أنهم جاؤوا على رأس جيش أجنبي استولى على عمل الخليفة وعاصمته. فساد الاتجاه العسكري في مؤسسات الدولة، ويلاحظ ذلك في كل أعمالهم وفي طريقة الإدارة التي اتبعوها، وكان بنو بويه شيعة لا يعترفون بحق العباسيين في حكم العالم الإسلامي، ولم يُبق البويهيون هؤلاء الخلفاء إلا لاعتبارات سياسية، فقد أراد معز الدولة نقل الخلافة للمعز لدين الله الفاطمي أو لغيره من العلويين، فحذَّره خواصه من سخط الناس ومخالفتهم، وبينوا له الخطر على مركزه في حالة تعيين خليفة علوي قائلين: «ومتى أجلست بعض العلويين خليفة كان معك من تعتقد أنت وأصحابك صحة خلافته، فلو أمرهم بقتلك لفعلوا».
حكمه
ذكر أبو محمد هارون بن العباس المأموني في تاريخه أن عماد الدولة اتفقت له أسباب عجيبة كانت سبباً لثبات ملكه: منها أنه لما ملك شيراز في أول ملكه اجتمع أصحابه وطالبوه بالأموال، ولم يكن معه ما يرضيهم به وأشرف أمره على الانحلال، فاغتم لذلك، فبينما هو مفكر قد استلقى على ظهره في مجلس قد خلا فيه للفكرة والتدبير إذ رأى حية قد خرجت من موضع من سقف ذلك المجلس ودخلت موضعاً آخر منه، فخاف أن تسقط عليه، فدعا الفراشين وأمرهم بإحضار سلم، وأن تخرج الحية، فلما صعدوا وبحثوا عن الحية وجدوا ذلك السقف يفضي إلى غرفة بين سقفين، فعرفوه ذلك، فأمرهم بفتحه ففتحت فوجد فيها عدة صناديق من المال والمصاغات قدر خمسمائة ألف دينار، فحمل المال إلى بين يديه، فسر به وأنفقه في رجاله، وثبت أمره بعد أن كان قد أشفى على الانخرام. ثم أنه قطع ثياباً وسأل عن خياط حاذق، فوصف له خياط كان لصاحب البلد قبله، -فأمر بإحضاره، وكان أطروشاً، فوقع له أنه قد سعي به إليه في وديعة كانت عنده لصاحبه، وأنه طلبه لهذا السبب، فلما خاطبه حلف أنه ليس عنده إلا اثنا عشر صندوقاً لا يدري ما فيها، فعجب عماد الدولة من جوابه، ووجه معه من حملها، فوجد فيها أموالاً وثياباً بجملة عظيمة، فكانت هذه الأسباب من أقوى دلائل سعادته، ثم تمكنت حاله واستقرت قواعده.[1]
وكان عماد الدولة في حياته هو أمير الأمراء، فلما مات صار أخوه ركن الدولة أمير الأمراء؛ وكان معز الدولة هو المستولي على العراق والخلافة، وهو كالنائب عنهما؛ وكان عماد الدولة كريماً حليماً عاقلاً حسن السياسة للملك والرعية، وقد تقدم من أخباره ما يدل على عقله وسياسته.[2]
مرضه ووفاته
وكانت وفاته يوم الأحد في ديسمبر 949، بشيراز، ودفن في دار المملكة، وأقام في المملكة ست عشر سنة. وكانت علته التي مات بها قرحة في كليته طالت به، وتوالت عليه الأسقام والأمراض، فلما أحس بالموت أنفذ إلى أخيه ركن الدولة يطلب منه أن ينفذ إليه ابنه عضد الدولة فناخسرو ليجعله ولي عهده، ووارث مملكته بفارس، لأن عماد الدولة لم يكن له ولد ذكر، فأنفذ ركن الدولة ولده عضد الدولة، فوصل في حياة عمه قبل موته بسنة، وسار في جملة ثقات أصحاب ركن الدولة، فخرج عماد الدولة إلى لقائه في جميع عسكره، وأجلسه في داره على السرير، ووقف هو بين يديه، وأمر الناس بالسلام على عضد الدولة والانقياد له، وكان يوماً عظيماً مشهوداً.
الهوامش
- ^ "عماد الدولة ابن بويه". الحكواتي. Retrieved 2013-10-11.
- ^ عز الدين ابن الأثير الجزري. "فصل: ذكر وفاة عماد الدولة بن بويه". الكامل في التاريخ. Retrieved 2013-10-11.
المصادر
- R. N. Frye (1975). The Cambridge History of Iran, Volume Four: From the Arab Invasion to the Saljuqs. ISBN 0-521-20093-8
- Nagel, Tilman. Buyids, Encyclopædia Iranica. http://www.iranica.com/articles/search/searchpdf.isc?ReqStrPDFPath=/home1/iranica/articles/v4_articles/buyids&OptStrLogFile=/home/iranica/public_html/logs/pdfdownload.html
سبقه لا أحد |
أمير البويهيين (في فارس) 934–949 |
تبعه عضد الدولة |