الراعي النميري
الراعي النميري | |
---|---|
توفي | 90 هـ / 708م |
المهنة | شاعر أندلسي |
الراعي النُمَيري (توفى 90 هـ / 708م) هو عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل. شاعر من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد. وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.
عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءً مُرّاً لكنه ندم أشد الندم حيث رد جرير ب٩٢ بيتا من الشعر يهجه فيها وقومة (بني النمير ) حيث قال جرير : غض الطرف فأنك من نميراً فلا كعب بلغت ولا كلاباً . وهو من أصحاب الملحمات. وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية. ويقول عنه الشاعر العراقي فالح الحجية: (أما شعره فيتميز بطابع التقليد والمحاكاة لكثرة مايحفظ من شعر الآخرين، اشتهر بالوصف والمدح والهجاء والشكوى).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أسلوبه الشعري
الوصف
تميَّز الراعي النميري في ضمن هذا الباب بوصف الإبل خاصة والرعاء حتى لقب براعي الإبل. إذ قال فيها: شم الكواهل جنحًا أعضادها صهبًا تناسب شدقمًا وجديلا بنيت مرافقهن فوق مزلة لا يستطيع بها القراد مقيلا وراح الراعي يعدد صفات تلك الإبل والتي تمثل عماد الحياة في البادية، وهي كالآتي: النجابة والأصالة، وذلك بقوله: نجائب لا يلقحن إلا يعارة ً :::عراضا ولا يشربن إلا غواليا العلو والقوة وجمال الملمس. الرعي والسمنة، حيث قال واصفا ناقته: وذات إثارةٍ تركت عليه :::نباتًا في أكمته قفارا الهدوء والنظام عند البروك والقيام وحسن الطباع، إذ قال:[١] ولا تعجل المرء المورو وهي بركبته أبصر وهي إذا قام في غرزها كمثل السفينة أو أوقر الحلم والسماحة عند حلبها، وسريعة عند الرحيل. إنها رمز للخير والفخامة، إذ قال في طولها وكيفية عدوها:[٢] من الغيد دفواء العظام كأنها عقاب بصحراء السمينة كاسر تحن من المغراء تحت أظلها حصى أوقدته بالحزوم الهواجر كما وصف الراعي النميري الإبل راح أيضا ووصف الفرس بكونها لا تقل أهمية عنها فهو يشهد بها الوقائع وويلات الحروب. وأيضا وصف الحمار الوحشي بحركته في مشهد قائلا: كأحقب قارح بذوات خيم رأي ذعراً برابية فغارا يقلب سمحجاً قوداء كانت حليلته فشد بها عبارا
المدح
تميز شعر الراعي بالمدح بالتزامه بالصورة التقليدية للشعر فقد التزم في المقدمة الطللية في مديحه، كما أنه ينتقي المعاني ويجسدها تجسيداً فنيًا رائعًا، وجاءت ألفاظه قوية صادقة فيها من الجدة والابتكار والخيال والدقة في التصوير، كمان نرى مفرداته مشبعة بالروح الدينية والنزعة الفلسفية، ويكثر اقتباسه من القرآن الكريم في وصف ممدوحه، ويظهر ذلك في مدحه لعبد الله بن مروان بقوله: إن الخلافة من ربي حباك بها لم يصفها لك إلا الواحد الصمد القابض الباسط الهادي لطاعته في فتنة من الناس إذا أهواؤهم قدد
النسيب والغزل
امتاز أسلوبه في ضمن هذا الباب بالجزالة والرقة والسهولة إذ لم تظهر الشكوى والثورة والطبع البدوي في غزله بل كان كل ما ظهر هو رقته وعذوبته فهو بهذا يخضع النفس داعي المحبة والغرام، وبرز امتلاك الشاعر للشعور المرهف والنفس الحساسة، ورغم أن قصائده كلها مستوحاة من بيئته الصحراوية إلا أنه استطاع أن يسخر هذه البيئة وما فيها من جماليات ويرسم عليها لوحاته الغزلية الرائعة، ويظهر هذا في قوله: وما بيضة بات الظليم يحفها بوعساء أعلى تربها قد تلبدا بالين مساً من سعاد للأمس وأحسن منها حين تبدو مجردا
الفخر والحماسة
تحدث الشاعر مليًا فاخرًا بنفسه أولا وبقومه ثانيًا وبوقائعهم ثالثًا، وأخذ الراعي عناصر صوره في الفخر والحماسة من الرماح والفرس السريعة والسيوف الهندوانية والتي يتناثر بها أشلاء الأعداء والحماس الملتهب، وكان لأسلوب الشاعر بتخير ألفاظه وصوره المعبرة والمجسدة للمعاني والخيال في وصف الحروب والكرم الدور الأكبر في إبراز شاعريته الفذة، ويمثل لنا هذا بقوله: يمسي ضجيع خريدة ومضاجعي عضب رقيق الشفرتين حسام والحرب حرفتنا وبئست حرفة إلا لمن هو في الوغى مقدام[1]
معركة بين جرير والراعي النميري
تذكر كتب الأدب أنّ الراعي النميري كان شاعرًا من شعراء العصر الأموي المعدودين، وكان له مجلس مع الفرزدق في أعلى سوق المربد في البصرة، وكان الراعي النميري كريم في قومه ومن أسياد قبيلته، ولكنّه ذات يوم دخل في المعركة التي كانت بين جرير والفرزدق، وفضّل الفرزدق على جرير في بيت يقول فيه: يا صاحِبَيَّ دَنا الأَصيلُ فَسيرا غَلَبَ الفَرَزدَقُ بِالهِجاءِ جَريرا [2]
وقال كذلك في قصيدة له: رَأَيتُ الجَحشَ جَحشَ بَني كُلَيبٍ تَيَمَّمَ حَولَ دِجلَةَ ثُمَّ هابا وهو في ذلك يقصد جريرًا، فاشتكى جرير لبعض قومه بأنّ الراعي يهجوه مع أنّه يمدح بني نمير، ويُفضّل الفرزدق مع أنّه يهجو بني نمير، وبقي جرير غاضبًا حتى قرر أن يذهب للراعي النميري ويلتقيه كي يتحدث معه ويستفهم منه عن سبب هذا التفضيل.
ذات يوم خرج جرير ماشيًا ولم يركب لئلّا يراه أحد، ووقف في طريق يمرّ به الراعي عندما يعود من المربد، فاعترضه جرير وسلّم عليه، فعاتبه على تفضيل الفرزدق، وطلب منه أن يشهد للاثنين -أي الفرزدق وجرير- بالشاعرية وبذلك لا يكون طرفًا في الخصام، ولكنّ ابنه تدخَّلَ وضرب دابّة جرير فأوقعَ جريرًا على الأرض وكادت الدابة تدوس قدم جرير.
ثمّ قال ابن الراعي مخاطبًا والده: "لا أراك واقفًا على كلب من بني كليب كأنّك تخشى منه شرًّا أو ترجو منه خيرًا"، فانتظر جرير من الراعي أن يعتذر عمّا بدر من ابنه ولكنّه لم يفعل، فانصرف جرير غضبان ممّا كان من الراعي وابنه، فصلّى العشاء ولم يغمض له جفن حتى صار السَّحَر فإذا هو بقصيدة تزيد على تسعين بيتًا، وضع فيه كلّ طاقته في الهجاء.
عند الصباح توجّه جرير على فرسه إلى سوق المربد حتى انتهى إلى مجلس الراعي النميري والفرزدق، فهجا الراعي النميري وقبيلته نُمير وتوجه بشعره كذلك إلى الفرزدق فهجاه بعدد من أبيات القصيدة كونه كان سببًا من أسباب هذه القصيدة، وبعد هذه القصيدة لم يستطع الراعي الإقامة في قومه حياءً مما لحق بهن وتسببت هذه القصيدة في ضياع بني نمير بسبب الهجاء الذي كان فيها.
قصيدة جرير في هجاء الراعي
قال جرير في هجاء الراعي النميري:
أَقِلّي اللَومَ عاذِلَ وَالعِتابا | وَقولي إِن أَصَبتُ لَقَد أَصابا |
أَجَدِّكَ ما تَذَكَّرُ أَهلَ نَجدٍ | وَحَيّاً طالَ ما اِنتَظَروا الإِيابا |
بَلى فَاِرفَضَّ دَمعُكَ غَيرَ نَزرٍ | كَما عَيَّنتَ بِالسَرَبِ الطِبابا |
وَهاجَ البَرقُ لَيلَةَ أَذرِعاتٍ | هَوىً ما تَستَطيعُ لَهُ طِلابَ |
فَقُلتُ بِحاجَةٍ وَطَوَيتُ أُخرى | فَهاجَ عَلَيَّ بَينَهُما اِكتِئابا |
وَوَجدٍ قَد طَوَيتُ يَكادُ مِنهُ | ضَميرُ القَلبِ يَلتَهِبُ اِلتِهابا |
سَأَلناها الشِفاءَ فَما شَفَتنا | وَمَنَّتنا المَواعِدَ وَالخِلابا |
لَشَتّانَ المُجاوِرُ دَيرَ أَروى | وَمَن سَكَنَ السَليلَةَ وَالجِنابا |
أَسيلَةُ مَعقِدِ السِمطَينِ مِنها | وَرَيّا حَيثُ تَعتَقِدُ الحِقابا |
وَلا تَمشي اللِئامُ لَها بِسِرٍّ | وَلا تُهدي لِجارَتِها السِبابا |
أَباحَت أُمُّ حَزرَةَ مِن فُؤادي | شِعابَ الحُبِّ إِنَّ لَهُ شِعابا |
مَتى أُذكَر بِخورِ بَني عِقالٍ | تَبَيَّنَ في وُجوهِهِمِ اِكتِئابا |
إِذا لاقى بَنو وَقبانَ غَمّاً | شَدَدتُ عَلى أُنوفِهِمِ العِصابا |
أَبى لي ما مَضى لي في تَميمٍ | وَفي فَرعَي خُزَيمَةَ أَن أُعابا |
المصادر
- ^ "الراعي النميري". موقع موضوع.
- ^ "قصة جرير والراعي النميري". موقع موضوع.