جون ويكليف
جون ويكليف | |
---|---|
وُلِدَ | ح. 1324 |
توفي | 31 ديسمبر 1384 | (aged about 64)
العصر | فلسفة العصور الوسطى |
المنطقة | الفلسفة الغربية |
جون وايكلف (1320- 1384) كان إنجليزياً ومستشاراً لاهوتياً لملك انجلترا، هاجم سلطة البابا المطلقة، ومبدأ الاستحالة الجوهرية في الافخارستيا. أعظم إسهاماته كان ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية الدارجة. ثارت الكنيسة عليه بسبب ذلك ومنعت نشر الكتاب لاحقاً. آمن بأن سلطة الكتاب المقدس هي فوق كل سلطة أخرى. بعد موته أدين بالهرطقة، وأحرقت كتبه بل وحتى عظامه أخرجت من القبر وأحرقت بأمر من البابا. تكمن أهمية ويكليف في أنه يعتبر من جون هس أبرز المصلحين قبل الإصلاح البروتستانتي.
ترى ما هي الظروف التي جعلت إنجلترا تستجيب لنداء الإصلاح الديني في خلال القرن الرابع عشر؟ أكبر الظن أن أخلاق رجال الدين لم يكن لها إلا دور ثانوي في هذه المسرحية. فقد رضي كبارهم وقتئذ بحياة العزوبة، نعم أننا نسمع أن أسقفاً يدعى بيرنل كان له خمسة أبناء ذكور، ولكن حالته كانت في أغلب الظن حالة شاذة. ويتفق ويكلف ولايخلاند، وجوور، وتشوسر فيما لاحظوه من ميل بعض الرهبان والإخوان إلى الطعام الشهي والنساء الفاسدات، ولكن البريطانيين ما كانوا ليستولي عليهم الغيظ وينتشر بين أمتهم بسبب خروج هؤلاء على هذا الصراط الذي كان الزمن قد مهده لهم من قبل، بسبب الراهبات اللائى كن يأتين إلى الصلاة وفي أيديهن مقاود كلابهن وعلى أذرعهن طيورهن المدللة، أو بسبب الرهبان الذين كانوا يسرعون في صلواتهم المتقطعة غير المتماسكة (وقد خص الإنجليز الفكهون الشيطان بمعاون خاص يجمع له جميع المقاطع التي "تتساقط من أفواه القابضين، والقافزين، والمسرعين، والمتمتمين والسابقين في الوثب والجري" وهم يقومون بصلواتهم المرخمة، ثم كان الشيطان يختص هؤلاء الآثمين بعام في الجحيم جزاء لهم على هذه المقاطع التي يغفلونها أو يطئونها بأقدامهم).
أما الذي كان يقض مضاجع غير رجال الدين ويفت في عضدهم هم ورجال الحكم على السواء فهو الزيادة المطردة في ثروة الكنيسة الإنجليزية وتداولها بين أيدي رجال الدين. نعم إن رجال الدين كانوا يسهمون بأداء عشر إيرادهم للدولة، ولكنهم كانوا يصرون على ألا تفرض عليهم ضريبة إلا بموافقة مجامعهم الدينية. ذلك أنهم كانوا يجتمعون بأشخاصهم أو بمن يختارونهم للنيابة عنهم، في مجامع يرأسها كبير أساقفة كنتربري ويورك، وذلك فضلاً عن انهم كان لهم ممثلون في مجلس اللوردات هم أساقفتهم ورؤساء الأديرة، وكان رجال الدين يقررون في هذه المجالس كل الأمور ذات الصلة بالدين أو برجاله وقد جرت العادة على أن يختار الملك أكبر موظفي الدولة من بين رجال الدين بوصفهم أعظم الطبقات علماً في إنجلترا. وكانت القضايا التي يقيمها العلمانيون على رجال الدين، والتي تمس أملاك الكنيسة، ترفع إلى محاكم الملك، ولكن محاكم الأساقفة كانت هي المختصة بالنظر في الجرائم التي يرتكبها رجال الدين. وكانت الكنيسة في كثير من المدن تؤجر أملاكها للأفراد، وتطالب أن يكون لها السلطة القضائية الكاملة على هؤلاء المستأجرين، حتى إذا ارتكبوا جرائم عادية . وكانت هذه كلها أمور تضايق الأهلين، ولكن أكثر ما كان يضايقهم هو انتقال الثروة من الكنيسة الإنجليزية إلى الباباوات، أي انتقالها في القرن الرابع عشر إلى افنيون أي إلى فرنسا نفسها. وقد قدرت الثروة الإنجليزية التي حصل عليها البابا بأكثر من التي حصلت عليها الدولة أو الملك.
وتألف في بلاط الملك حزب مناهض لرجال الدين، وسنت شرائع تجعل القسط الذي تسهم به الكنيسة في نفقات الدولة أكبر وأعظم ثباتاً مما كان. ولما كان عام 1333 أبى إدوارد الثالث أن يستمر في أداء الجزية التي تعهد جون ملك إنجلترا عام 213 بأدائها للباباوات، وفي عام 1351 حاول البرلمان في "قانون الشروط" أن يضع حداً لسلطان الباباوات على موظفي الكنيسة الإنجليزية وإيراد ممتلكاتها. ونص "قانون السجن والمصادرة" (1353) على أن يحرم من حماية القانون كل إنجليزي يتقاضى في المحاكم الأجنبية (البابوية) في جميع المسائل التي يرى أنها في دائرة اختصاص السلطة الدنيوية. وفي عام 1376 شكا مجلس العموم رسمياً من أن جباة البابوية في إنجلترا يبعثون إلى البابا بمبالغ طائلة من المال، وان الكرادلة الفرنسيين غير المقيمين في إنجلترا يحصلون على إيرادات كبيرة من كراسي الأسقفية الإنجليزية.
وكان زعيم الحزب المناهض لرجال الدين في بلاط الملك هو جون جونت. وكانت الحماية التي بسطها جون على ويكلف هي التي جعلته يموت ميتة طبيعية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
وكان مولد أول المصلحين البريطانيين في هبسول القريبة من قرية ويكلف، من أعمال مقاطعة يوركشير في حوالي عام 1320 ودرس في جامعة أكسفور، وصار أستاذاً للاهوت، وقضى عاماً (1360) بعد ذلك رئيساً لكلية بالبول. ورسم قسيساً، وتلقى من الباباوات عدداً من المناصب أو المرتبات من كنائس الأبرشيات، ولكنه ظل خلال ذلك يدرس في الجامعة. وكان نشاطه الأدبي كبيراً إلى حد روع معاصريه، فقد كتب رسائل في الفلسفة المدرسية عما وراء الطبيعة، وعن اللاهوت، والمنطق، وكتب مجلدين في فن الجدل، وأربعة مجلدات في المواعظ، ورسائل كثيرة متنوعة قصيرة التأثير منها رسالة في السلطة المدنية. وكان معظم ما كتب بلغة لاتينية خالية من الرشاقة عسيرة الفهم من شأنها أن تجعلها قليلة الضرر إلا لعلماء النحو. ولكنه كان يخفي في ثنايا هذا الغموض أفكاراً جد خطيرة، كانت تفصل بريطانيا عن الكنيسة الرومانية قبل أن يفصلها هنري الثامن بمائة وخمس وخمسين عاماً، وتقذف ببيوهيميا في أتون الحرب الأهلية وتسبق جميع أفكار الإصلاح التي نادى بها جون هوس ومارتن لوثر إلا القليل منها.
وبدأ ويكلف عمله بداية سيئة، فاستسلم لمنطق أوغسطين وفصاحته، وبنى عقيدته على مبدأ الجبرية الخطير، وهو المبدأ الذي قدر له أن يبقى حتى يومنا هذا أشبه بالمغناطيس الذي يجذب إليه المذهب البروتستنتي اللاهوتي وينجي القائلين به من العقاب. وفي ذلك يقول ويكلف إن الله يمنح بركته ورحمته لمن يشاء، وقد كتب على كل إنسان مصيره المحتوم في الأزل قبل مولده كتب عليه الخسران أو النجاة إلى الأبد. وليست الأعمال الصالحة هي التي تنجي صاحبها، بل إنها تدل على إن من يعملها قد تلقى رحمة الله ونعمته وأنه ممن اختارهم وخصهم بهذه النعمة وتلك الرحمة ونحن نصدر في أعمالنا حسبما قسمه الله لنا، ومصيرنا هو خلقنا وليس خلقنا هو مصيرنا كما قال هرقليطس. وكان آدم وحواء وحدهما هما اللين استمتعا بحرية الإدارة، ثم خسرا وأبناؤهما من بعدهما هذه الحرية بمعصيتهما.
ولله سيدنا ذو السلطان الكامل علينا، وولاؤنا له ولاء مباشر أشبه ما يكون باليمين التي يقسمها كل إنجليزي أمام الملك، وليس هو ولاء غير مباشر عن طريق ولاء لسيد تابع كما هي الحال في فرنسا الإقطاعية. ومن ثم كانت العلاقة القائمة بين الإنسان والله علاقة مباشرة لا تحتاج إلى وسيط، ولذلك يجب أن يرفض كل ما تدعيه الكنيسة أو يدعيه أي قس من أن تكون هي أو يكون هو واسطة لا بد منها. وبهذا المعنى يكون كل مسيحي قسيساً وليس في حاجة إلى أن يرسم كذلك والله مالك الأرض وما عليها، وليس في مقدور الآدمي أن يمتلك شيئاً منه بحق إلا بوصفه تابعاً له طائعاً لأمره. وكل ما يحمل وزراً-يكون بذلك عاصياً للملك القدوس-يفقد بذلك كل حق له فيما يملك لأن الامتلاك الحق يتطلب أن يكون المالك متمتعاً بنعمة الله. وواضح مما جاء في الكتاب المقدس أن المسيح قد قصد ألا يكون للحواريين ولمن خلفهم، ولمن رسموا بعدهم مندوبين عنهم ألا يكون لهؤلاء جميعاً أملاك ما وأذن فكل كنيسة، وكل قس يمتلكان شيئاً يعصيان أوامر الله، وهما لذلك آثمان، ومن ثم فهما لا يستطيعان تقديم العشاء الرباني. ومن ثم فإن أعظم ما تحتاجه الكنيسة ويحتاجه رجال الدين من إصلاح هو أن تتخلص ويتخلص رجالها من الأملاك الدنيوية.
وكأن هذا لم يكن يثير من المتاعب ما فيه الكفاية، فاستنتج ويكلف من مذهبه الديني مذهباً آخر من مذاهب الشيوعية النظرية والفوضى النظرية، فقال إن كل شخص تحل عليه نعمة الله وبركته يشارك الله في امتلاك الطيبات، أي أن كل شيء من الوجهة النظرية يمتلكه جميع الصالحين مجتمعين. أما الملك الخاص والحكومة فهما أثر من آثار خطيئة آدم وخطيئة الإنسان التي ورثها عنه أي أنهما متأصلان في الطبيعية البشرية. كما كان ينادي بذلك بعض الفلاسفة المدرسيين. والمجتمع الذي تعمه الفضيلة لا يكون فيه ملك فردي، ولا قانون يضعه الإنسان وتسنه الكنيسة أو الدولة. وخشي ويكلف أن يفسر ذلك المتطرفون الذين كانوا يفكرون وقتئذ في الخروج على الحكومة في إنجلترا تفسيراً حرفياً، فقام يفسر هو شيوعيته على أنها يجب أن تؤخذ بمعناها المثالي، وأن السلطات التي تقوم بمقتضاها هي التي نادى بها القديس بولس والتي أمر بها الله ومن ثم كانت واجبة الطاعة. وقد كرر لوثر في عام 1525 تكراراً يكاد يكون دقيقاً كل الدقة ما لمح به ويكلف في أقواله عن الثورة.
ورأى الحزب المناهض للكنيسة شيئاً من المعنى في تنديد ويكلف بثروة الكنيسة، إن لم يره في شيوعية ويكلف. ولما رفض البرلمان مرة أخرى أن يؤدي الخراج الذي تعهد الملك جون أن يؤديه للبابا (1366) عين ويكلف قساً في خدمة الملك ليعد دفاعاً عن هذا العمل، وعينه إدوارد الثالث في عام 1374 رئيساً لكنيسة أبرشية لوثر وورث ويبدو أنه قصد بذلك أن يكون إيرادها أجراً له يحتفظ به لنفسهِ. ثم عين ويكلف في عام 1376 عضواً في اللجنة المكلفة التي أرسلت إلى بروج لتبحث مع عمال البابا ما تصر عليه إنجلترا من رفض أداء الخراج، ولما أن اقترح جون جونت أن تصادر الحكومة بعض أملاك الكنيسة، دعا ويكلف إلى الدفاع عن هذا الاقتراح في سلسلة من الخطب الدينية يلقيها في لندن. ولبى ويكلف الدعوة (في سبتمبر من عام 1376)، وكان جزاؤه أن وسمه الحزب المناصر لرجال الدين بأنه آلة في يد جونت. وقرر كورتناي أسقف لندن أن يشن هجوماً غير مباشر على جونت، فاتهم ويكلف بأنه رجل مارق خارج عن الدين. واستدعي الواعظ للمثول أمام مجلس من الأحبار في كنيسة القديس بولس في شعر فبراير من عام 1377. وأطاع الأمر، ولكنه جاء ومعه جون جونت تتبعهما حاشية مسلحة. وشجر نزاع بين الجنود وبعض النظارة، قامت على أثره ضوضاء، فرأى الأسقف أن من الحكمة تأجيل المحاكمة، وعاد ويكلف إلى أكسفورد دون أن يمسسه سوء. وبعث كورنتاي إلى روما اتماماً مفصلاً نقل فيه اثنتين وخمسين عبارة من كتب ويكلف، فلما كان شهر مايو أصدر جريجوري الحادي عشر مراسيم بابوية يطعن فيها على ثمانية عشر من أقوال ويكلف، معظمها من رسالتهِ "عن الحكم المدني"، وأمر سدبري كبير الأساقفة والأسقف كورنتاي أن يبحثا الأمر ليعرفا هل لا يزال ويكلف معتنقاً لهذه الآراء، فإذا تبينا أنه لا يزال يعتنقها فعليهما أن يلقيا القبض عليه ويحتفظا به في الأغلال حتى تصدر إليهما تعليمات أخرى.
وكان ويكلف في هذه الأثناء قد كسب تأييد طائفة كبيرة من الرأي العام فضلاً عن تأييد جون جونت ولورد بيرسي لورد نورثمبرلند. وكان البرلمان الذي اجتمع في شهر أكتوبر مناهضاً للكنيسة أشد المناهضة. وكانت حجة القائلين بمصادرة أموال الكنيسة تستهوي كثيرين من الأعضاء، فقد كان هؤلاء يحسبون أنه إذا ما استولى الملك على الثروة التي يستحوذ عليها الأساقفة، ورؤساء الأديرة والرهبان، فإن في وسعه أن يقيم بها خمسة عشر نبيلاً يحملون لقب ايرل، وألفاً وخمسمائة فارس، وستة آلاف ومائتين من أتباع الفرسان، وأن يتبقى له بعد ذلك عشرون ألف جنيه. وكانت فرنسا وقتئذ تستعد لغزو إنجلترا، وكانت الخزانة الإنجليزية تكاد تكون خاوية، وبدا أن من الحمق أن يسمح لوكلاء البابا بأن يجمعوا الأموال من الأبرشيات الإنجليزية لبابا فرنسي ولمجلس من الكرادلة كثرته الغالبة من الفرنسيين. وسأل مستشارو الملك ويكلف "هل يحق لمملكة إنجلترا شرعاً، إذا كانت الضرورة تحتم عليها لتعمل لصد ما يتهددها من الغزو الفرنسي، أن تمنع أموال الدولة من الوصول إلى البلاد الأجنبية، وإن طلبها البابا وهدد من يمنعها بالعقاب معتمداً في ذلك على وجوب طاعة أوامره؟" وأجاب ويكلف عن هذا الاستفتاء بمنشور كان في الواقع دعوة لفصل الكنيسة الإنجليزية عن البابوية وقد جاء في هذا المنشور: "إن البابا لا يستطيع أن يطلب هذا المال إلا على سبيل الصدقة.. ولما كانت أهل البلاد أولى من غيرهم بهذه الصدقات، فإن توجيه صدقات الدولة إلى البلاد الخارجية إذا كانت البلاد نفسها في حاجة إليها، يخرج بها عن نطاق الصدقات ويجعلها حماقة وبلاهة. ورد ويكلف على الدعوة القائلة بأن الكنيسة الإنجليزية جزء من الكنيسة العالمية الكاثوليكية وإن من واجب الكنيسة الإنجليزية لهذا السبب أن تطيعها وتخضع لأوامرها، رد ويكلف على هذه الدعوة بأن أوصى باستقلال إنجلترا الكنسي وقال: "إن الدولة الإنجليزية، بنص الكتاب المقدس يجب أن تكون هيئة واحدة، وأن يكون رجال الدين، واللوردات، والسكان العاديون أعضاء في هذه الهيئة". وقد بلغت هذه الدعوة، التي استبق بها هنري الثامن من الجرأة حداً جعل مستشاري الملك يطلبون إلى ويكلف أن يمتنعون عن الإدلاء بآراء جديدة في هذا الموضوع.
وأجل البرلمان جلساته في يوم 8 نوفمبر. وفي الثامن عشر من ديسمبر نشر الأساقفة-وكانوا قد أعدوا العدة للقتال-قرارات التنفيذ التي أصدرها البابا، وأمروا مدير جامعة أكسفورد أن ينفذ أمر البابا القاضي باعتقال ويكلف. وكانت الجامعة وقتئذ في ذروة استقلالها العقلي، وكانت في عام 1322قد اتخذت لنفسها حق خلع أي مدير لها لا ترضى عنه دون أن تأخذ في ذلك رأي أسقف لنكولن رئيسها الرسمي الأعلى، وكانت في عام 1367 قد نبذت كل ما كان للأساقفة من إشراف عليها. وأيد نصف كليات الجامعة حق ويكلف في أن يجهر برأيه على الأقل وأبى مدير الجامعة أن يطيع الأساقفة، وأنكر كل حق حبر من الأحبار على الجامعة في المسائل الخاصة بالعقائد، ولكنه أوصى ويكلف في الوقت نفسه بأن يبقى إلى حين في عزلة متواضعاً، غير أنه قلما يوجد بين المصلحين من يستطيع الصمت، ظهر ويكلف في شهر مارس من عام 1378 أمام مجلس الأساقفة في لامث ليدافع عن آرائهِ. ولما أوشك النقاش أن يبدأ تلقى كبير الأساقفة رسالة من والدة الملك إدوارد الثاني تستنكر فيه أي قرار نهائي بإدانة ويكلف، وبينما كانت إجراءات المحاكمة تجري في مجراها شق جمهور من الأهلين طريقه من الشارع إلى قاعة الاجتماع، وأعلن أن الشعب الإنجليزي لا يسمح بقيام أية محكمة للتفتيش في إنجلترا. وخضع الأساقفة لرأي الشعب المتفق مع رأي الحكومة وتأجل اتخاذ قرار وعاد ويكلف مرة أخرى إلى داره دون أن يصيبه أذى، بل إنه في الحق عاد ظافراً منتصراً. وتوفي جوريجوري الحادي عشر في السابع والعشرين من شهر مارس وحدث الانشقاق البابوي الذي قسم البابوية وأضعف سلطان الكنيسة بوجه عام. وعاد ويكلف إلى الهجوم، وأخذ يصدر المنشور تلو المنشور، وكان الكثير منها باللغة الإنجليزية، وكلها تزيد في مخالفته للكنيسة وثورته عليها.
الاعلان العام
والصورة التي يصور لنا بها تلك السنين هي صورة الرجل الذي أبهظ الجدل كاهله، وجعله كبير السن متزمتاً في آرائه الدينية. ولم يكن بالرجل المتصوف، بل كان إنساناً محارباً ومنظماً، ولعله قد ذهب بمنطقه إلى أبعد حدود التطرف، وأخذ وقتئذ يطلق العنان للقدح والطعن بلا حساب، يطعن على الإخوان الرهبان بسبب دعوتهم إلى التمسك بالتقى، في حين أنهم يجمعون المال ويكدسونه، وكان يرى أن بعض الأديرة إن هي إلا مأوى للصوص، وعششاً للأفاعي، وبيوتاً للأحياء من الشياطين"، وعارض النظرية القائلة بأن فضائل القديسين يمكن أن يستعان بها على إنقاذ الأرواح من المطهر، وقال إن المسيح والقديسين لم يأتوا إلى الناس بشيء من صكوك الغفران، "إن الأحبار يخدعون الناس بصكوك الغفران الزائفة أو وثائق المغفرة. وينهبون بذلك أموالهم لعنة الله عليهم.. وما أشد حماقة من يبتاعون هذه الصكوك بهذه الأثمان الغالية؟ وإذا كلن في مقدور البابا أن ينتزع الأرواح من المطهر، فلم لم ينتزعها منه على الفور عملاً بروح الإحسان المسيحية؟ وذهب ويكلف إلى أبعد من هذا في عنفه فقال إن "كثيرين من رجال الدين يدنسون أعراض الزوجات، والعذارى، والأرامل، والراهبات، بكل ضروب الفسق والفجور"، وطالب بأن يحاكم رجال الدين على جرائمهم أمام المحاكم المدنية غير الدينية، وهاجم الكهنة الذين يتملقون الأغنياء، ويزدرون الفقراء، والذين لا يترددون في أن يغفروا ذنوب الأثرياء، ولكنهم يحرمون الفقراء المدقعين من حظيرة الدين لأنهم لا يؤدون العشور للكنيسة، والذين يقضون أوقاتهم في صيد الحيوان والطير ولعب الميسر، ويقصون على الناس أنباء المعجزات الكاذبة. أما أحبار إنجلترا فقد اتهموا بأنهم "ينتزعون من الفقراء أرزاقهم، ولكنهم لا يقاومون الظلم" وبأنهم "يقدرون البنس العطن أكثر مما يقدرون دم المسيح الثمين". ولا يصلون إلا تظاهراً وادعاء ويأخذون الأجر عن كل صلاة دينية يقومون بها ويحيون حياة الترف، فيمتطون الجياد الثمينة، ذات السروج المصنوعة من الفضة والذهب"، وهم نهابون... خبثاء، ثعالب ماكرة،...وذئاب ناهشة.. نهمون شرهون.. شياطين.. قردة". وهو بهذه الأقوال يستبق لوثر في لغته "والاتجار بالمقدسات منتشر في جميع أقسام الكنيسة.. وأكثر ما ينتجه هذا الاتجار من الضرر اتجار كنيسة روما لأنه أوسع ضروب الاتجار انتشاراً، تحت ستار ادعاء من القداسة، ولأنه يحرم بلادنا من الرجال والمال أكثر مما يحرمها غيره".وأن ما هو قائم بين الباباوات "في انقسامهم" من تنازع شائن، تبادلهم الحرمان من حظيرة الدين، واقتتالهم على السلطان اقتتالا يجللهم العار" يجب أن يدفع الناس إلى ألا يؤمنوا بالباباوات إلا بقدر ما يتبع هؤلاء تعاليم المسيح"، إن مقام البابا والقسيس في مقام اللورد بل قل في مقام الملك"، في الشؤون الروحية، ولكنه إذا ما جمع لنفسه الأملاك الدنيوية، أو السلطة السياسية، أصبح غير خليق بمنصبه، إن المسيح لم يكن له مكان يريح فيه رأسه أما هذا البابا فيقول عنه الناس إنه يمتلك الإمبراطورية... وكان المسيح وديعاً... أما البابا فيجلس على عرشه، ويجعل الأعيان يقبلون قدميه". ثم يشير ويكلف إشارة رقيقة فيقول أن البابا هو عدو المسيح الذي تنبأت به الرسالة الأولى من رسائل الرسول يوحنا، وأنه الوحش الوارد ذكره في سفر الرؤيا، والذي ينبئ بعودة المسيح.
ويقول ويكلف أن هذه المشكلة لا تحل إلا بتجريد الكنيسة من كل الأملاك والسلطات المادية، ويقول أن المسيح وحوارييه قد عاشوا فقراء وأن من واجب القسيسين أن يعيشوا هم أيضاً فقراء، أما الرهبان والإخوان فيجب أن يعودوا إلى ما كانت عليهم قوانين طوائفهم، فيبتعدوا عن كل ملك وترف. والقساوسة "يجب أن يبتهجوا حين تنتزع منهم كل أسباب السيادة الزمنية"، ويجب أن يقنعوا بالطعام والكساء، وأن يعيشوا على الصدقات التي يقدمها الناس إليهم طائعين مختارين. وإذا لم يتخلَ رجال الدين عن ثروتهم ويعودوا باختيارهم إلى الفقر الذي أمرتهم به الشريعة المسيحية، وجب أن تتدخل الدولة فتصادر أملاكهم "ألا يصلح السادة والملوك من شأن رجال الدين، ويرغموا القساوسة على الاستمساك بالفقر الذي أمرهم به المسيح". ومن واجب الملك حين يفعل هذا ألا يخشى ما يصبه عليه البابا من اللعنات، لأن "اللعنة الصادرة من الآدمي أياً كان ليست لها قوة، إلا إذا كانت اللعنة صادرة من الله نفسه". والملوك مسئولون أمام الله وحده، وهم يستمدون سلطانهم منه. ويقول ويكلف في هذا إن الدولة يجب أن تعد نفسها ذات السلطان الأعلى في جميع الشؤون الزمنية، وأن عليها أن تستحوذ على جميع أملاك الكنيسة. بدل أن تقبل المبدأ الذي يقول به جريجوري السابع وبونيفاس الثامن وهو أن سلطة الحكومات الدنيوية يجب أن تخضع هي نفسها للكنيسة، وعلى هذا يجب أن يكون الملك هو الذي يرسم القساوسة. وكانت سلطة القس تعتمد على حقه في أن يقدم العشاء الرباني، ولهذا ولى ويكلف وجهه نحو هذا القربان مستبقاً في ذلك ما قام به لوثر وكلفن استباقاً فيه كل معانيه، وأنكر ضرورة الاعتراف الجهري أمام القس، ونادى بالعودة إلى الاعتراف الاختياري العام الذي كان يفضله المسيحيون الأولون، ومن أقواله في هذا المعنى: "لا حاجة إلى الاعتراف السري أمام القساوسة.. فذلك اعتراف أدخله الشيطان أخيراً في الدين.. ذلك أن المسيح لم يكن يعمل به، كما لم يعمل به أحد من الحواريين من بعده. وبه استحال الناس الآن عبيداً لرجال الدين، وهو يستخدم الآن أسوأ استخدام للأغراض الاقتصادية والسياسية" و "بهذا الاعتراف السري يستطيع الراهب والراهبة أن يرتكبا الخطيئة معاً" وقد يكون في وسع الصالحين من غير رجال الدين أن يغفروا ذنوب الإثم خيراً مما يستطيع أن يغفرها له القساوسة الأشرار، ولكن الحق الذي لا ريب فيه أن الله وحده هو الذي يغفر الذنوب. ومن واجبنا أن نرتاب بوجه عام في صحة العشاء الرباني الذي يقدمه القس الآثم أو الخارج على الدين، كما أن القس، صالحاً كان، أو طالحاً، لا يستطيع أن يحيل الخبز المقدس إلى جسم المسيح ودمه. ولم يكن شيء يبدو أبشع في نظر ويكلف من تفكيره في أن بعض من يعرفهم من القساوسة يستطيعون أن يأتوا بهذه المعجزة التي هي من صنع الله وحده.
وكان ويكلف ينكر فكرة التجسد كما ينكرها لوثر، ولكنه لم يكن ينكر حضور المسيح بحق ويقول أن المسيح كان يحضره حضوراً روحياً، حقيقياً، صادقاً، قوي الأثر، ولكن حضوره هذا كان مع الخبز والنبيذ اللذين لم ينعدم وجودهما كما تدعي الكنيسة. أما كيف يكون ذلك فهو سر غامض لم يحاول كلا الرجلين أن يفسره.
ولم يكن ويكلف يعترف بأن في هذه الأفكار خروجاً على الدين، ولكن فكرة "اتحاد الجوهر" روعت بعض أنصاره، فأسرع جون جونت إلى أكسفورد، وألح على صديقه ألا يذكر شيئاً آخر عن العشاء الرباني (1381)، ورفض ويكلف نصيحته، وعاد فأكد آراءه في اعتراف له أصدره بتاريخ 10 مايو 1381. واندلعت نيران ثورة اجتماعية في إنجلترا بعد شهر من ذلك التاريخ، ارتاع لها كل ذوي الأملاك، وجعلتهم يقاومون كل مذهب فيه خطر على الملكية أياً كان شكلها، كنيسة كانت أو علمانية. وخسر ويكلف إذ ذاك معظم ما كانت تنفحه به الحكومة من تأييد، وكان اغتيال سدبري كبير الأساقفة سبباً في ارتقاء الأسقف كورنتاي ألد أعدائه إلى منصب كبير أساقفة إنجلترا بدلاً منه. وظن كورتناي أنه إذا سمح لفكرة العشاء الرباني التي يقول بها ويكلف أن تنتشر، فإن انتشار سيقضي على منزلة رجال الدين، أي القضاء على أساس سلطة الكنيسة الأدبية والأخلاقية. ولهذا دعا في شهر مايو من عام 1381 مجلساً من رجال الدين ينعقد في دير بلاكفرايز في لندن. وأقنع كبير الأساقفة هذه الجمعية بأن تستنكر أربعة وعشرين من آراء ويكلف قرأها هو من مؤلفاته، ثم بعث بأمر عاجل إلى مدير جامعة أكسفور ليمنع مؤلف هذه الكتب من الاستمرار في التعليم أو الوعظ إلا بعد أن يثبت استمساكه بأصول الدين القويم. وأضاف الملك رتشارد الثاني إلى هذا أمراً أصدره إلى مدير الجامعة بأن يطرد منها ويكلف وجميع مؤيديه، وكان ذلك جزءاً من الخطة التي انتهجها لمقاومة الفتنة التي كادت تطوح به عن عرشه. فما كان من ويكلف إلا أن انسحب إلى أملاكه في لتر وورث، وكان لا يزال وهو فيها تحت حماية جون جونت على ما يبدو.
Relation to the English Bible
وارتبك ويكلف وتحير بما أبداه من إعجاب به القس جون بول زعيم الثورة، فأصدر عنه منشورات يتنحى فيها عن العصاة، ويبرأ فيها من كل آراء اشتراكية، ويحث أتباعه على الخضوع لسيادتهم من غير رجال الدين، وأن يصبروا ويصبروا وهم أقوى ما يكونون إيماناً بأنهم سينالون خير الجزاء بعد الموت. لكنه مع ذلك ظل يصدر المنشور تلو المنشور ضد الكنيسة، وأشأ طائفة من "القساوسة الوعاظ الفقراء" لينشروا إصلاحاته بين الشعب. وكان من هؤلاء "الأتباع" من لم يتلقوا من العلم إلا أقله، كما كان منهم رجال من جامعة أكسفورد، وكانوا جميعاً يرتدون أثواباً من الصوف الأسود ويمشون حفاة، كما كان يفعل "الإخوان" الأقدمون، كما كانوا كلهم تعمر قلوبهم حماسة الرجال الذين تكشفت لهم من جديد حقيقة المسيح. وكانت عقيدتهم المتأصلة في نفوسهم هي أن الكتاب المقدس لا يأتيه الباطل بخلاف تقاليد الكنيسة وعقائدها المعرضة للخطأ، وكانوا يصرون على أن يعظوا الناس بلغتهم القومية لا بالطقوس الغامضة التي تتلى عليهم بلغة أجنبية. وكتب ويكلف إلى هؤلاء القساوسة العلمانيين وإلى من يستمعون إليهم من المتعلمين بلغة إنجليزية سهلة قوية خالية من التنميق ثلاثمائة موعظة، وكثيراً من المقالات الدينية.وإذ كان يجث الناس إلى العودة إلى المسيحية كما جاءت في كتاب العهد الجديد، فقد شرع هو ومساعدوه يترجمون الكتاب المقدس ليكون هو المرشد الوحيد المنزه عن الخطأ إلى الدين الحق ولم يكن قد ترجم حتى ذلك الوقت (1381) إلا جزء قليل من الكتاب المقدس إلى اللغة للإنجليزية، وإن كانت ترجمة فرنسية منه كانت معروفة إلى الطبقات المتعلمة، وترجمة من اللغة الإنجليسكسونية، لا تفهمها إنجلترا في أيام ويكلف، قد وصلت إليها في عهد الملك الفرد. ووجدت الكنيسة أن الخارجين على الدين أمثال طائفة الولدرسيين يفيدون كثيراً من الكتاب المقدس، فأخذوا يثبطون عزيمتهم على قراءة التراجم غير المعترف بها، وأخذت تندد بما تتوقعه من فوضى في العقائد الدينية حين تعمد كل شيعة إلى ترجمة الكتاب المقدس لنفسها، وتلون تلك الترجمة بآرائها، وحين يكون كل قارئ حراً في أن يفسر نصوص الكتاب المقدس كما يشاء. ولكن ويكلف كان صادق العزيمة في أن يكون الكتاب المقدس في متناول كل إنجليزي يستطيع القراءة. ويلوح أنه هو نفسه قد ترجم أسفار العهد الجديد، وترك ترجمة العهد القديم لنقولاس هيرفور وجوبير وقد تمت هذه التراجم كلها بعد عشر سنين من موت ويكلف. وكان الأصل الذي ترجم الكتابان عنه هو ترجمة جيروم اللاتينية. لا الترجمة العبرية للعهد القديم أو اليونانية للعهد الجديد. ولم تكن الترجمة نموذجاً يحتذى في النثر الإنجليزي، لكنها كانت حدثاً خطيراً في التاريخ الإنجليزي.
ولما كان عام 1384 دعا البابا أربان السادس ويكلف للمثول بين يديه في روما. ولكن دعوة أخرى كانت ذات سلطان أكبر من سلطان دعوة أربان. ذلك أن المصلح المريض أصيب في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر عام 1384 بضربة شلل وقت أم كان يقوم بالقداس ثم وافته المنية بعد ثلاثة أيام من تلك الإصابة. ودفن في لثروت، لكن عظامه قد أخرجت من قبره بناءً على قرار من مجلس كنستانس (4 مايو سنة 1415) وألقيت في مجرى ماء قريب من هذا القبر. ودار البحث عن كتاباته وأبيد كل ما عثر عليه منها.
وكانت آراء ويكلف تحوي كل عناصر الإصلاح الكبيرة، تحوي انهماك رجال الدين في متاع الدنيا، والدعوة إلى إتباع قانون أخلاقي شديد صارم، والعودة من الكنيسة إلى ما جاء في الكتاب المقدس، ومن توما الأكيوني إلى أوغسطين، ومن حرية الإرادة إلى الجبرية، ومن النجاة عن طريق العمل الصالح إلى النجاة باختيار الرحمة الإلهية. وكانت هذه الآراء تحوي كذلك رفض صكوك الغفران، والاعتراف السري للقسيس، وعقيدة التجسد، وأن القس واسطة بين الله والعبد، وتحتج على إرسال الثروة القومية إلى روما، ودعوة الدولة إلى نبذ طاعة البابوية، والهجوم على أملاك رجال الدين (وبذلك مهد الطريق لهنري الثامن). ولو لم تقض الثورة الكبرى على حماية الحكومة لجهود ويكلف، لتأصل الإصلاح الديني وعلت قواعده في إنجلترا قبل أن تشب ثورة الإصلاح في ألمانيا بمائة وثلاثين عاماً.
انظر أيضاً
- Wyclif's Bible
- Wycliffe Bible Translators, one of the worlds largest international organisations dedicated to translating the Bible into every living language in the World; named in honour of John Wycliffe.
- Wycliffe Hall, Oxford, one of the Church of England's designated Evangelical theological colleges, is also named in his honour.
- Wycliffe College at the University of Toronto
- Wycliffe College (Gloucestershire)
- Movie: John Wycliffe: The Morning Star
- Middle English Bible translations
- William Tyndale
- Jan Hus
- Wyclef Jean
الهامش
المصادر
- Anne Hudson and Anthony Kenny, "Wyclif , John (ت. 1384)", Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, 2004 accessed 6 May 2007
للاستزادة
- Tytler, Patrick Fraser (1826), The Life of John Wickliff, Edinburgh: William Whyte and Co, and Maclachlan and Stewart (published 1842), http://books.google.com/?id=MUoBAAAAQAAJ, retrieved on 2008-08-17
- Wycliffe, John (1840), Todd, James Henthorn, ed., The Last Age of the Church, Attributed to John Wycliffe, Dublin: University Press, http://www.archive.org/details/lastageofchurch00wycl, retrieved on 2008-08-10
- Wycliffe, John (1842), Todd, James Henthorn, ed., An Apology for Lollard Doctrines, Attributed to Wicliffe., London: Camden Society, http://books.google.com/?id=R3JahD2AwLwC, retrieved on 2008-08-10
- Wycliffe, John (1851), Todd, James Henthorn, ed., Three Treatises by John Wycklyffe, D. D., Dublin: Hedges and Smith, http://books.google.com/?id=W1QNAAAAYAAJ, retrieved on 2008-08-10
- A Companion to John Wyclif, Late Medieval Theologian (Brill's Companions to the Christian Tradition; 4). Edited by Ian C. Levy. Leiden: Brill, 2006 (hardcover, ISBN 90-04-15007-2).
- The Cambridge History of the Bible. The West from the Fathers to the Reformation, [Vol 2] G. W. H. Lampe (ed.)
- Elemér Boreczky, John Wyclif’s Discourse on Dominion in Community (Leiden, Brill, 2007) (Studies in the History of Christian Traditions, 139).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وصلات خارجية
- Translators of the Bible into English
- خريجو جامعة أكسفورد
- People from Buckinghamshire
- English Reformation
- Lollards
- Masters of Balliol College, Oxford
- 1320s births
- 1384 deaths
- People from Richmondshire (district)
- Translators to English
- أشخاص حرمتهم الكنيسة الكاثوليكية
- كتاب لاتينية القرن 14
- قديسون أنگليكان
- إنگليز
- مواليد 1328
- وفيات 1384