مرقيونية
جزء من سلسلة عن |
الغنوصية |
---|
المرقيونية Marcionism عقيدة مركبة من الغنوصية Gonsticism والثنائية dualism والمسيحية جاء بها مرقيون Marcion (نحو 95- 160م) من سينوب بآسيا الصغرى، وكان مسيحياًً أرثوذكسياً، ولم يعجبه التعارض الواضح بين العهدين القديم والجديد، وكان والده أسقفاً، وقد كفّره لمّا رآه يجاهر بآراء تخالف المسيحية، وقد هبط مرقيون إلى روما نحو عام 140م، ولما شرع بتعليمها أقلق الرؤساء، فنشر رسالة يبين فيها معتقده، فكانت سبباً في فصله من الكنيسة وحرمانه وتكفيره سنة 144م متهمة إياه بالهرطقة Heretic فشايعته جماعته وتكاثرت، فأنشأ كنيسة انتشرت انتشاراً سريعاً في مناطق مسيحية عدة، وبلغت دعوته ذروتها في منتصف القرن الثاني الميلادي، ثم اضمحلت وامتصتها المانوية Manichaeism، وانتهت تقريباً في القرن الخامس. والمرقيونية عقيدة تثبت أصلين قديمين متضادين أحدهما النور والثاني الظلمة وتثبت أصلاً ثالثاً هو المعدل الجامع وهو سبب المزاج، فالمتنافرين المتضادين لا يمتزجان إلا بجامع هو دون النور في المرتبة وفوق الظلمة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الأسس
مثّلت الكنيسة التي أسسها مرقيون أكبر تهديد للكنيسة الرسمية، واستمرت قوية فترة طويلة بعد وفاة مؤسسها، خصوصاً في الأطراف الشرقية لمناطق انتشار المسيحية، وكانت وراء تعجيل الكنيسة في إقرار الأناجيل الأربعة، وتثبيت المعتقد الرسمي في صيغته النهائية.
كان مرقيون ثنائي النزعة dualist وقد تأثر بالغنوصية أو العرفانية التي كانت ترى أن المادة شرّ، وأن الخلاص يأتي عن طريق المعرفة الروحية، وكان يعدّ أحد ثلاثة معلمين مسيحيين غنوصيين ظهروا في القرن الثالث الميلادي؛ وهم: المعلم الأول ڤالنتينوس Valentinos الذي وُلد في منطقة الدلتا بمصر لأسرة ذات أصول يونانية نحو عام 100م وتعلّم بالإسكندرية وعلّم بها، ثم قصد روما وأقام بها ثلاثين سنة (126- 165م)، وهناك انشق عن الكنيسة وكوّن شيعته الخاصة. وباسيليدس Basilides الذي أسس مدرسة غنوصية بالإسكندرية فيما بين سنتي 120- 140م. والثالث هو مرقيون Marcion الذي زاوج بين المسيحية ومفاهيم الغنوصية.
يُعدّ مرقيون أكثر الغنوصيين مسيحية، فهو على الرغم من اتفاقه مع الغنوصية في طروحاتها الرئيسة كلها؛ إلا أنه يؤكد في النهاية عنصر الإيمان المسيحي ويعليه فوق العرفان الغنوصي، فالخلاص عنده يأتي بالإيمان وعن طريق يسوع المسيح، وهذا قد استتبع عنده نكران الطبيعة الوحدانية التي تجمع بين روح الإنسان وروح الله.
التعليم
وينطلق مرقيون في تفكيره من مبدأ الفصل التام بين العهد القديم والعهد الجديد، فيؤسس لعقيدة مسيحية مستقلة عن التوراة تقوم على إنجيل لوقا فقط في شكله المشذب والمختصر من قبله، وعلى رسائل بولس الرسول، ذلك أن بولس ـ في رأي مرقيون ـ هو الذي فهم الإنجيل حق الفهم من دون بقية الرسل، بعد أن تجلى له المسيح على طريق دمشق، وأوكل إليه مهمة التبشير بالإنجيل الحقيقي، فعارض منذ البداية المسيحية اليهودية التي كان يرى أن بطرس St.Peter وزملاءه يدعون إليها. ويرى مرقيون أن هذا العالم المادي الناقص والمليء بالشرور هو من صنع الإله يهوه، وأن إله العهد القديم هذا هو الذي خلق الإنسان وفرض عليه الشريعة، ولكن الإله يهوه ليس الإله الأعلى، بل إن هناك قوة شمولية عظمى تتمثل في الله الخفي، الأب الأعلى، إله المحبة. وقد شعر الأب الأعلى بالشفقة نحو الإنسان فأرسل ابنه المسيح في هيئة يسوع الناصري ليخلص البشرية.
ألّف مرقيون كتاباً أسماه «الأضداد» جمع فيه آيات متقابلة في حرفها؛ ليستنتج منها تغاير الإلهين والشريعتين، إله العهد الجديد إله المسيحيين، وهو الإله الأعلى، إله الخير والطيبة وخالق العالم المعقول، وإله العهد القديم إله اليهود، وهو إله العدل والثواب والعقاب وخالق العالم المادي المحسوس من مادة أزلية.
كان مرقيون شخصاً متعصباً ومتقشفاً، وطلب من أنصاره عدم أكل اللحم مكتفين بالسمك والخضار، وطالب فضلاً عن ذلك بالامتناع عن ممارسة الجنس، ومنع الزواج ليعجل في انقراض البشرية بأسرع ما يمكن، وكان يعترف بالعماد والقربان المقدس فقط، لكنه عمَّد فقط الرافضين الزواج، وإلا فإنه ينبغي تأجيل العمادة إلى اليوم الذي يعدّ فيه المرشح للعمادة مريضاً دنا أجله.
انتشرت المرقيونية في إيطاليا ومصر وسورية وفلسطين، وفي قبرص وبلاد فارس وأرمينيا وأماكن أخرى، وكان أتباعها يفتخرون منذ نهاية القرن الثاني بأن لديهم عدداً من الشهداء أكثر مما لدى «الكنيسة الكبيرة». وبعد نهاية القرن الرابع بدأت المرقيونية بالتراجع والاضمحلال حتى انتهت تقريباً في القرن الخامس الميلادي.
انظر أيضاً
- God as the Devil
- Christology
- Antinomianism
- Montanism
- الغنوصية
- Antitactae
- المسيحية واليهودية
- المورمونية
ملاحظات
المصادر
- الموسوعة العربية
- Baker, David L., Two Testaments, One Bible (second edn; Leicester: Inter-Varsity, 1991): pp. 35, 48-52.
- Legge, Francis, Forerunners and Rivals of Christianity, From 330 B.C. to 330 A.D. (1914), reprinted in two volumes bound as one, University Books New York, 1964. LC Catalog 64-24125.
- McGowan, Andrew, Associate Professor of Early Christian History at the Episcopal Divinity School, Cambridge, Massachusetts Journal of Early Christian Studies, Vol. 9
- Mead, G.R.S., Gospel of Marcion Fragments of a Faith Forgotten, London and Benares, 1900; 3rd Edition 1931.
- Price, Robert M. The Evolution of the Pauline Canon.
- Riparelli, Enrico, Il volto del Cristo dualista. Da Marcione ai catari, Peter Lang, Bern - Berlin - Bruxelles - Frankfurt am Main - New York - Oxford - Wien 2008, 368 pp. ISBN 9783039114900
وصلات خارجية
- The Marcionite Research Library
- [[wikisource:Catholic Encyclopedia (1913)/Marcionites "|Marcionites]"]. Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company. 1913.
{{cite encyclopedia}}
: Check|url=
value (help)