جليلة بنت مرة بن ذهل بن شيبان من بنو شيبان بن بكر بن وائل، توفيت نحو (84 ق.هـ - 538 م)
أولى الشاعرات العربيات ومن أجمل نساء بكر بن وائل وهي زوجة كليب صنو الزير سالم، وهي أيضاً أخت جساس بن مرة قاتل كليب.
تزوج كليب بن ربيعة جليلة بنت مرة وكان لها عشرة أخوة أصغرهم يدعى "جساساً"، وجاءت البسوس فنزلت في جوارهم وكان لها ناقة يقال لها سراب فمرت إبل لكليب بسراب وهي معقولة بفناء بيت البسوس، فنزعت الناقة عقالها واختلطت بإبل كليب الذي كان على حوض الماء ومعه قوسه وسهامه فلما رآها أنكرها ونزع سهماً رماها به فمزق ضرعها فنفرت وهي
ترغو وقد اختلط لبنها بدمها فلما رأتها البسوس صاحت: واذلاه!!..وامجيراه!!
وثارت ثائرة جساس فأسرع إلى فرس له فركبها وحمل معه سلاحه وتبعه أحد فتيان قومه وانطلق الفتيان ثائرين
حتى دخلا على كليب فقال له جساس: يا أبا المحامد عمدت إلى ناقة جارتي فعقرتها فقال كليب: أكنت مانعي من أن أذود عن حماي!
فاشتد الغضب بجساس وعطف عليه فرسه وطعنه برمحه وأقبل عمرو فطعنه أخرى وسقط كليب.
وقعت جليلة بنت مرة بين شقي الرحى، فلقد قتل أخوها جساس زوجها كليب بن ربيعة، وفي مأتم كليب اجتمع عدد من النسوة قلن لأخت كليب: رحّلي الجليلة - أي اطرديها - عن مأتمك، فإن قيامها فيه شماتة وعار علينا عند العرب، فقالت لها أخت كليب: يا هذه، أخرجي عن مأتمنا، فأنت أخت واتِرنا "الواتر – القاتل"، فخرجت جليلة وهي تجر أعطافها، ولما رحلت جليلة قالت أخت كليب: رحلة المعتدي، وفراق الشامت! ويل غدًا لآل مرة، من الكرة بعد الكرة، فبلغ قولها جليلة، فقالت: وكيف تشمت الحُرَّة بهتك سترها، وترقُّب وَتْرها! أسعد الله جد أختي، أفلا قالت: نفرة الحياء، وخوف الاعتداء! ثم أنشأت تقول:
يا ابنة الأقوام إن لمت فلا
تعجلي باللوم حتى تسألي
فإن أنت تبينت الذي
يوجب اللوم فلومي واعذلي
إن تكن أخت امرئ ليمت
على شفق منها عليه فافعلي
جل عندي فعل جساس
فيا حسرتي عما انجلت أو تنجلي
فعل جساس على وجدي به
قاطع ظهري ومدنٍ أجلي
لو بعين فقئت عيني سوى
اختها فأنفقأت لم أحفلِ
تحمل العين قذى العين كما
تحمل الأم أذى ما تفتلي
يا قتيلاً قوض الدهر به
سقف بيتي جميعاً من عل
قوضت بيتي الذي استحدثته
وانثنت في هدم بيتي الأولِ
ورماني قتله من كثيب
رمية المنصمي به المستأصلِ
يانسائي دونكن اليوم قد
خصني الدهر برزء معضلِ
خصني قتل كليب بلظىً
من ورائي ولظى مستقبلي
ليس من يبكي ليوميه كمن
إنما يبكي ليوم بجلِ
يـشتفي الـمدرك بالثأر وفي
دركـي ثـأري ثـكل المثكلِ
ليته كان دمي فاحتلبوا
درراً منه دمى من أكحل
فـأنـا قـاتـلةٌ مـقـتولةٌ
ولعل الله أن ينظر لي
التأثير
جاءت الجليلة في نثر أمل دنقل المشهور «لا تصالح»:[1]