ابن قيم الجوزية
ابن قيم الجوزية |
---|
ابن قيم الجوزية (1292-1350 م) من أعلام الإصلاح الديني الإسلامي في القرن الثامن الهجري. ولد في دمشق ودرس على ابن تيمية وتأثر به. سجن عدة مرات وتعرض للتعذيب. أطلق من سجنه بقلعة دمشق بعد وفاة ابن تيمية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
اسمه ونسبه
أبو عبدالله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزُّرعي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن قيم الجوزية . واشتهر ـ رحمه الله ـ بإبن قيم الجوزية [2]. وقيم الجوزية هو والده ـ رحمه الله ـ فقد كان قيما على المدرسة الجوزية بدمشق مدة من الزمن ، واشتهر به ذريته وحفدتهم من بعد ذلك ، وقد شاركه بعض أهل العلم بهذه التسمية [3]. وتقع هذه المدرسة بالبزورية المسمى قديما سوق القمح ، وقد اختلس جيرانها معظمها وبقي منها الآن بقية ثم صارت محكمة إلى سنة 1372هـ [4]
مولده ونشأته
ولد في اليوم السابع من شهر صفر لعام 691هـ . قيل أنه ولد في زرع وقيل في دمشق .
عبادته وزهده
قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ : وكان ـ رحمه الله تعالى ـ ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى ، وتأله ولهج بالذكر وشغف بالمحبة ، والإنابة والاستغفار والافتقار إلى الله والانكسار له ، والإطراح بين يديه وعلى عتبة عبوديته ، لم أشاهد مثله في ذلك ولا رأيت أوسع منه علماً ، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه ، وليس بمعصوم ، ولكن لم أر في معناه مثله . وقد امتحن وأوذي مرات ، وحبس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة منفردا عنه ولم يخرج إلا بعد موت الشيخ . وكان في مدة حبسه منشغلا بتلاوة القرآن بالتدبر والتفكر ففتح عليه من ذلك خير كثير وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة ، وتسلط بسبب ذلك على الكلام في علوم أهل المعارف والدخول في غوامضهم وتصانيفه ممتلئة بذلك . ) [5]
وقال ابن كثير ـ رحمه الله ـ : ( لا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه ، وكانت له طريقة في الصلاة يطيلها جدا ، ويمد ركوعها وسجودها ، ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان فلا يرجع ولا ينزع عن ذلك ـ رحمه الله تعالى ـ ) [6]
أعماله
- الإمامة بالجوزية .
- التدريس بالصدرية ، وأماكن أخرى .
- التصدي للفتوى .
- التأليف .
فتاوى امتحن بسببها
- مسألة الطلاق الثلاث بلفظ واحد .
- فتواه بجواز المسابقة بغير محلل : وذكر ابن حجر ـ رحمه الله ـ أنه رجع عن هذه الفتوى [7]، وما ثمة دليل على الرجوع ، والله أعلم بالصواب ، وقوله هو الصواب الموافق للدليل [8] .
- إنكاره شد الرحال إلى قبر الخليل .
- مسألة الشفاعة والتوسل بالأنبياء .
فرحمه الله تعالى وهذا هو طريق الأنبياء والمرسلين ، فمن ابتلى في الله علم أنه على طريق إمام الموحدين الخليل إبراهيم ومن بعده سيد ولد آدم محمد ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ .
اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية
اتفقت كلمة المؤرخين على أن تاريخ اللقاء كان منذ سنة 712هـ وهي السنة التي عاد فيها شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ من مصر إلى دمشق واستقر فيها إلى أن مات ـ رحمه الله ـ سنة 728هـ . وقد تاب ـ رحمه الله ـ على يد شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ قال :
يا قوم والله العظيم نصيحة *** من مشفق وأخ لكم معوان
جربت هذا كله ووقعت في *** تلك الشباك وكنت ذا طيران
حتى أتاح لى الإله بفضله *** من ليس تجزيه يدى ولساني
بفتى أتى من أرض حران فيا *** أهلا بمن قد جاء من حران
فالله يجزيه الذي هو أهله *** من جنة المأوى مع الرضوان
أخذت يداه يدي وسار فلم يرم *** حتى أراني مطلع الإيمان
ورأيت أعلام المدينة حولها *** نزل الهدى وعساكر القرآن
ورأيت آثارا عظيما شأنها *** محجوبة عن زمرة العميان
مشايخه
له عدد كبير من المشايخ جمعهم معالي الشيخ بكر أبو زيد ـ وفقه الله لكل خير وبر ـ وذكر منهم خمسة وعشرين ونذكر بعضهم :
- . قيم الجوزية : والده ـ رحمه الله ـ .
- شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ .
- ابن عبدالدائم : أحمد بن عبدالدائم بن نعمة المقدسي مسند وقته ـ رحمه الله ـ .
- أحمد بن عبدالرحمن بن عبدالمنعم بن نعمة النابلسي ـ رحمه الله ـ .
- ابن الشيرازي : ذكر في مشيخة ابن القيم ولم يذكر نسبه فاختلف فيه .
- المجد الحراني : إسماعيل مجد الدين بن محمد الفراء شيخ الحنابلة ـ رحمه الله ـ .
- ابن مكتوم : إسماعيل الملقب بصدر الدين والمكنى بأبي الفداء بن يوسف بن مكتوم القيسي ـ رحمه الله ـ .
- الكحال : أيوب زين الدين بن نعمة النابلسي الكحال ـ رحمه الله ـ .
- الإمام الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ .
- الحاكم : سليمان تقي الدين أبو الفضل بن حمزة بن أحمد بن قدامة المقدسي مسند الشام وكبير قضاتها ـ رحمه الله ـ .
- شرف الدين ابن تيمية : عبدالله أبو محمد بن عبدالحليم بن تيمية النميري أخو شيخ الإسلام ـ رحمهما الله ـ .
- بنت الجوهر : فاطمة أم محمد بنت الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي البعلي ، المسندة المحدثة ـ رحمها الله ـ .
تلاميذه
وتلاميذه كثر ذكر منهم الشيخ بكر احدى عشر ونذكر بعضهم :
- البرهان بن قيم الجوزية : ابنه برهان الدين إبراهيم ـ رحمهما الله ـ .
- الإمام الحافظ [ابن كثير] ـ رحمه الله ـ .
- الإمام ابن رجب ـ رحمه الله ـ .
- السبكي : علي بن عبدالكافي بن علي بن تمام السبكي ـ رحمه الله ـ .
- الإمام الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ .
- الحافظ ابن عبدالهادي : محمد بن أحمد بن عبدالهادي بن قدامة المقدسي ـ رحمه الله ـ .
- الفيروزآبادي : محمد بن يعقوب بن محمد الفيروزآبادي صاحب القاموس ـ رحمه الله ـ .
مؤلفاته
بلغ بها معالي الشيخ بكر أبو زيد 98 مؤلفا ومنها :
- الصواعق المرسلة .
- زاد المعاد .
- مفتاح دار السعادة .
- مدارج السالكين
- الكافية الشافية في النحو
- الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية
- الكلم الطيب والعمل الصالح
- الكلام على مسألة السماع
- هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
- المنار المنيف في الصحيح والضعيف
- أعلام الموقعين عن رب العالمين
- الفروسية
- طريق الهجرتين وباب السعادتين
- الطرق الحكمية
- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح
أشعاره
ميمة ابن القيم
فلله ذاك الموقف الأعظم الذي | كموقف يوم العرض بل ذاك أعظمُ |
ويدنو به الجبـار جل جلالـهُ | يباهي بهم أملاكـه فهو أكرمـوا |
يقول عبادي قد أتوني محبـةً | وانـي بـهم بر أجـود وأرحـمُ |
فأشهدكم أني غفرت ذنوبهـم | وأعطيتهـم مـا أمـلـوه وأنعـمُ |
فبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي | به يغفـر الله الذنـوب ويرحـمُ |
فكم من عتيق فيه كمـل عتقـه | وآخر يستسعى وربـك أرحـمُ |
وما رؤى الشيطان أغيظ في الورى | وأحقر منه عندهـا وهو الأمُ |
وذاك لأمر قـد رآه فغـاظـه | فاقبل يحثو الترب غيظاً ويلطـمُ |
لما عاينت عيناه من رحمة أتت | ومغفرة من عند ذي العرش تُقسمُ |
بنى ما بنى حتى إذا ظن انهُ | تمكـن من بنيـانـه فهـو محكـمُ |
أتى الله بنياناً له من أساسـه | فخـر عليـه سـاقطـاً يتهــدمُ |
وفاته
توفي ـ رحمه الله ـ في ليلة الخميس 13/7/751هـ وقت أذان العشاء وبه كمل من العمر ستون سنة . وصلي عليه في الجامع الأموي ثم بجامع جراح وقد ازدحم الناس للصلاة عليه .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .