نادر شاه
نادر شاه | |
---|---|
شاه فارس | |
العهد | 1736–1747 |
سبقه | عباس الثالث |
تبعه | عادل شاه |
نادر شاه أفشار (التركماني) ويعرف كذلك باسم "نادر قـُلي بگ" أو "تـَهْماسـْپ قلي خان" (6 أغسطس 1698[1] - 19 يونيو 1747) شاه إيران من 1736 إلى 1747، ومؤسس الأسرة الأفشارية التي حكمت إيران. وكان قبل ذلك قائد عسكري عبقرياً لآخر الشاهات الصفويين، ويصفه بعض المؤرخين بأنه كان نابوليون بلاد الفرس[2] أو الإسكندر الثاني[3]. كان له الفضل في حركة المقاومة العسكرية لتحرير إيران من الاحتلال الأفغاني الذي قامت به قبيلة الگلزاي الأفغانية (ذات الأصول الپشتونية) منطلقاً من مدينة "مشهد".
وبعد نجاحه انتهى به الأمر إلى أن نصب نفسه شاهاً (1736-1747) وأخذ اسم نادر شاه.
ينحدر نادر شاه من قبيلة أفشار التركمانية من شمال فارس،[4] التي أمدت الدولة الصفوية بالقوة العسكرية منذ عهد إسماعيل الصفوي.[5]
يعتبر نادر شاه واحداً من أكبر الغزاة الفاتحين في تاريخ إيران الحديث حيث قام عام 1737 م بالإستيلاء على أفغانستان وبعض الأجزاء من وسط آسيا - خانات خيوة[6] - ثم قاد حملة (1738-1739) إلى الهند، تمكن فيها من الإستيلاء على دلهي في 21 مارس 1738، حيث نهب دلهي واستولى على مجوهرات عرش الطاووس.
انتصر في معارك ضد الأفغان, العثمانيين, الروس والمغول. نادر تمثل خطى الفاتحين العظام من وسط آسيا, جنگيز خان وتيمور, فحاول أن يقلد إنجازاتهم العسكرية و - خصوصاً لاحقاً في حكمه - فظاعاتهم. انتصارات نادر شاه جعلت منه لفترة وجيزة أقوى حاكم في الشرق الأوسط, إلا أن امبراطوريته ما لبثت أن تفككت بسرعة بعد اغتياله في 1747. نادر شاه كان آخر غزاة آسيا العظام. ويعتبر نادر أنبغ قائد عسكري في تاريخ إيران[2] ويـُنسب إليه فضل قوة وأهمية إيران بين العثمانيين والمغول.[7]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مطلع حياته
في 1706-8 ثار أفغانيو قندهار بقيادة مير (أمير) فايز وطردوا الفرس. وغزا ابنه مير محمود فارس، وخلع الحاكم الصفوي حسيناً، ونصب نفسه شاهاً. وقد دعم الدين سلاحه، لأن الأفغانيين كانوا يتبعون المذهب السني، ويكفرون الفرس المتشيعين. وقتل محمود في سورة غضب ثلاثة آلاف من حرس حسين وثلاثمائة من أشراف الفرس، ونحو مائتي طفل اشتبه في أنهم استنكروا قتل آبائهم. وبعد راحة طويلة قتل محمود في يوم واحد (7 فبراير 1725) جميع الأحياء من أفراد الأسرة المالكة خلاً حسيناً واثنين من أبنائه الصغار. ثم التاث عقل محمود، فقتله وهو لا يزال في السابعة والعشرين ابن عمه أشرف (22 أبريل 1725) الذي نادى بنفسه شاهاً. وهكذا بدأ سفك الدماء الذي هد كيان فارس في ذلك القرن.
واستنجد طهماسب بن حسين بروسيا وتركيا، فاستجابت بالاتفاق على اقتسام فارس فيما بينهما (1725). ودخل جيش تركي فارس واستول على همدان وقزوين والمراغة، ولكن هزمه أشرف قرب كرمانشاه. وكان الجنود الأتراك يفتقرون إلى الحماسة، فقد تساءلوا أي سبب يدعوهم لمقاتلة الأفغانيين، وهم أخوة لهم سنيون على شاكلتهم، ليردوا الصفويين الشيعيين الزنادقة إلى الحكم. وتصالح الأتراك مع أشرف ولكنهم احتفظوا بالأقاليم التي فتحوها (1727).
وبدا أن أشرف قد غدا الآن في أمان، ولكن ما مضي عليه عام حتى تحدى سلطانه المغصوب الدخيل ظهور رجل فارسي مغمور انقض على العدو في بضع سنين، فحقق انتصارات من أروع وأفظع ما سجله تاريخ الحروب قاطبة. وقد ولد هذا المقاتل واسمه نادر قيلي (أي عبد الله) في خيمة بشمال شرقي إيران (1686) وكان يعين أباه على رعي ما يملكان من قطعان الغنم والماعز، ولم يتح له من التعليم غير ما لقنته الحياة الشاقة المحفوفة بالمخاطر. فلما بلغ الثامنة عشرة وخلف أباه كبيراً لأسرته اختطفه هو وأمه المغيرون الأزبك وحملوهما إلى خيوة حيث باعوهما عبيداً. وماتت الأم في ذل السر، ولكن نادراً هرب وأصبح زعيماً لعصابة لصوص، واستولى على كالات ونيشابور ومشهد، وأعلن ولاءه وولاء هذه المدن للشاه طهماسب، وتعهد بطرد الأفغانيين من فارس ورد عرش فارس إلى طهماسب. وقد أنجز هذا كله في حملات متلاحقة (1729-30) ورد طهماسب إلى عرشه، فعين نادراً سلطاناً على خراسان وسيستان وكرمان ومازندران.
وما لبث القائد المظفر أن شرع في استرداد الأقاليم التي استولت عليها تركيا. فاستطاع بهزيمة الترك هزيمة فاصلة في همدان (1731) أن يخضع العراق وأزربيجان لحكم الفرس. ثم نمى إليه نبأ تمرد في خراسان، فرفع الحصار عن أروان وزحف ألفاً وأربعمائة ميل عبر العراق وإيران ليحاصر هراة، وهو زحف يتضاءل بالقياس إليه الزاحف الشهير الذي عبر فيه فردريك الأكبر ألمانيا مراراً في حرب السنين السبع. ونزل طهماسب بشخصه أثناء ذلك إلى ساحة القتال ضد الترك فخسر كل ما كسبه نادر، ونزل عن جورجيا وأرمينيا لتركيا نظير تعهد الترك بمساعدته ضد روسيا (1732). فأسرع نادر قافلاً من الشرق وأنهى المعاهدة، وخلع طهماسب وسجنه، وأجلس على العرش غلاماً لطهماسب لم يجاوز عمره ستة أشهر باسم الشاه عباس الثالث، ونادى بنفسه وصياً على الصبي، وأرسل إلى تركيا إعلاناً بالحرب.
ثم زحف على الترك بجيش عدته ثمانون ألف مقاتل جندهم بالإقناع أو بالإرهاب. وعلى مقربة من سامراء التقى بجيش عرمرم من الترك يقودهم توبال عثمان من محفته لبتر ساقيه. وأطلقت النار مرتين على جوادي نادر أسفله، وفر حامل علمه ظناً منه أنه قتل، وانقلبت عليه فرقة عربية كان يعتمد على معونتها، وهكذا كانت هزيمة الفرس هزيمة نكراء ماحقة (18 يوليو 1733). ولكنه لملم فلول جيشه في همدان، وجند آلافاً جدداً، وسلحهم وأطعمهم، ثم كر على الترك وبطش بهم في ليلان في مذبحة رهيبة لقي فيها توبال عثمان حتفه. ثم اندلعت ثورة أخرى في جنوب غربي فارس، فشق نادر طريقه من الغرب إلى الشرق، وهزم الزعيم المتمرد فانتحر. وفي عودته عبر فارس والعراق، التقى بثمانين ألف تركي في بغاوند (1735)، وهزمهم هزيمة نكراء أكرهت تركيا على إبرام صلح نزلت بمقتضاه لفارس عن تفليس وجوندة وأروان.
لم ينس نادر أن بطرس الأكبر هاجم فارس في 1722-23، واستولى على أقاليم جيلان وأستراباد ومازندران على بحر قزوين، وعلى مدينتي دربند وباكو. وكانت روسيا قد ردت الأقاليم الثلاثة لفارس (1732) لانشغالها في جهات أخرى. فهدد نادر الآن (1735) بالتحالفمع تركيا ضد روسيا إن لم تنسحب من دربند وباكو. وعليه سلمت إليه المدينتان، ودخل نادر أصفهان دخول الفاتح الظافر الذي أعاد بناء قوة فارس. فلما مات الصبي عباس الثالث (1736) مختتماً بموت ملك الصفويين، جمع نادر بين الواقع والمظهر، وارتقى العرش باسم نادر شاه.
وكان يؤمن بأن الخلافات الدينية بين تركيا وفارس تعمل على نشوب الحروب المتكررة، لذلك أعلن أن فارس ستتخلى منذ الآن عن بدعة التشيع وترتضي السنية مذهباً لها. فلما أدان زعيم الشيعة هذه الخطوة شنقه نادر بكل هدوء مستطاع. ثم صادر أوقاف قزوين الدينية ليفي بنفقات جيشه لأن فارس على حد قوله مدينة لجيشها أكثر مما هي مدينة لدينها(22). ثم إذ شعر بالحنين إلى الحرب، فأشرك معه في الملك ابنه رضا قلي، ثم قاد جيشاً من 100.000 مقاتل ليفتح به أفغانستان والهند. وضرب الحصار عاملاً كاملاً حول قندهار. فلما استسلمت له (1738) كان كريماً رحيماً مع المدافعين عنها، حتى أن جيشاً من الأفغانيين انضوى تحت لوائه وظل وفياً له إلى يوم مماته. ثم زحف على كابول مفتاح ممر خيبر، وهناك أعانته الغنائم التي ظفر بها على رفع الروح المعنوية في جيشه. وكان محمد شاه، إمبراطور الهند المغولي، يأبى أن يصدق إمكان الغزو الفرس للهند، وكان أحد ولاته قد قتل مبعوث نادر إليه، فعبر نادر جبال الهملايا، واستولى على بشاور، وعبر السند، وزحف على دلهي حتى لم يعد بينه وبينها سوى ستين ميلاً قبل أن يهب جيشه محمد لمقاومته والتقى الجيشان الهائلان على بطاح كرنال (1739)، واعتمد الهنود على فيلتهم، أما الفرس فقد هاجموا هذه الحيوانات الصبورة بكرات النار، فانقلبت الفيلة هاربة وأشاعت الفوضى في جيش الهنود، وقتل منهم عشرة آلاف، وأسر عدد زاد على القتلى، ويروي نادر أن محمد شاه جاءه يلتمس الرأفة "أمام حضرتنا السماوية". (23) وفرض عليه القائد المنتصر تسليم دلهي وكل ثروتها القابلة للنقل تقريباً، والتي تقدر بـ 87.500.000 جنيه، بما فيها عرش الطاووس الأشهر، الذي كان قد صنع (1628-35) لشاه جيهان في أوج سطوة المغول. وقتل بعض جنود نادر في شغب أحدثه الأهالي، فانتقم بالسماح بجيشه بذبح 100.000 من الوطنيين في سبع ساعات. واعتذر عن هذه الفعلة بتزويج ابنه نصر الله من ابنة محمد. ثم زحف قافلاً إلى فارس لا يعوقه عائق بعد أن أثبت أنه أعظم الفاتحين قاطبة منذ تيمور لنك.
وكان قدره المقدور أنه لو سرح جيشه فربما يعيث فساداً في الأرض ويشق عليه عصا الطاعة، ولو أبقى عليه جيشاً عاملاً فلزام عليه أن يكسوه ويطعمه، وكانت النتيجة التي خلص إليها أن الحرب أرخص له من السلم إذ استطاع خوضها على ساحة غريبة. فمن ترى يكون هدفه الآن؟ وتذكر غارات الأزبك على شمال شرقي فارس، وكيف باعوه عبداً، وكيف ماتت أمه في رقها. وإذن ففي 1740 قاد جيشه زاحفاً على أزبكستان، ولم يكن لأمير بخاري لا القوة ولا الميل للوقوف في وجه نادر، ومن ثم فقد أذعن، وأدى تعويضاً ضخماً، ووافق أن يكون نهر سيحون كما كان في القدم الحد بين أزبكستان وفارس. وكان أخاه خيوه قد أعدم مبعوث نادر، فقتل نادر هذا الخان، وأطلق سراح آلاف من العبيد الفرس والروس (1740).
كان نادر بكل شخصيته مقاتلاً استغرقت الحرب عقله كله، فلم يعد فيه ذرة من الرغببة في الحكم والإدارة. وبات السلام عنده عبئاً ثقيلاً لا يطيقه. وجعلته الغنائم والأسلاب إنساناً جشعاً بخيلاً بدلاً من أن يكون جواداً كريماً. فحين ملأت خزائنه كنوز الهند أعلن تأجيل دفع الضرائب في فارس ثلاث سنين، ثم عدل عن رأيه وأمر بجمع الأموال كما كانت تجمع من قبل، وأفقر جباته فارس كما لو كانت بلداً مغلوباً. ثم خامرته الظنون بأن ابنه يتآمر على خلعه، فأمر بأن تفقأ عيناه. وقال له ابنه رضا قلي "إنك تفقأ عيني بل عيني فارس"(24). وبدأ الفرس يمقتون منقذهم كما تعلم الروس من قبلهم أن يمقتوا بطرس الأكبر. وأثار الزعماء الدينيون عليه بغض أمة طعنت في إيمانها الديني. فحاول أن يخمد التمرد المتعاظم بإعدام المتمردين بالجملة، حتى لقد بنى أهراماً من جماجم ضحاياه. وفي 20 يونيو 1747 اقتحم خيمته أربعة رجال من حرسه وهجموا عليه، فقتل اثنين منهم، ولكن الآخرين صرعاه. وتنفست فارس كلها الصعداء.
وهوت من بعد البلاد إلى درك من الفوضى أسوأ مما تردت فيه أيام سيطرة الأفغانيين. فطالب نفر من خانات الأقاليم بالعرش، وتلا ذلك مباراة في التقتيل والاغتيال. وقنع أحمد خان بتأسيس مملكة أفغانستان الحديثة. أما شاه رخ-الرجل الوسيم اللطيف الرحيم-فقد سملت عيناه بعد اعتلائه العرش بقليل، فتقهقر ليحكم خراسان حتى 1796. وخرج كريم خان منتصراً من الصراع، وأسس الأسرة الزندية (1750) التي احتفظت بسلطانها حتى 1794. واختار كريم شيراز عاصمة لملكه، وزينها بالمباني الجميلة، وساد جنوبي فارس تسعة وعشرين عاماً من نظام وسلام لا بأس بهما. فلما مات جعل التطاحن على السلطة يتخذ من جديد صورة الحرب الأهلية، وعادت الفوضى تضرب أطنابها من جديد.
الانتصار على الأفغان
بعد الهند
حروبه مع العرب
نادر أنشأ أسطولاً فارسياً قوياً. واحتل جزيرة البحرين هازماً حكامها وسكانها العرب. وفي سنة 1743 غزا عُمان واستولى على عاصمتها مسقط.
وفاته وذكراه
حاول داخلياً أن يتبنى مذهباً للدولة يوفق بين الشيعة والسنّة. قتل سنة 1747 على يد أحد قواده.
لم يتمكن خلفاءه من الحفاظ على مملكته وانحصر ملك حفيده -الأعمى- شاه رخ (1748-1796) في خراسان حتى سنة 1796 حين قضى الزندیة (وهم من لور أو کورد) على المملكة نهائياً وأسس بعدهم القاجار أسرة حاكمة جديدة هي سلالة أبناء أغا محمد خان قاجار التي حكمت إيران حتى عام 1924.
"في الكنيسة قلت لفاتنة نصرانية،
يا من يقع القلب في فخك أسيراً، أنت التي يتعلق كل طرف شعرة من شعري بسدي منطقتك! إلى متى تضلين الطريق إلى وحدانية الله؟ إلى متى تفرضين على الإله الواحد عار التثليث؟ كيف يتأتى أن تدعي الإله الحق الواحد أباً وابنا وروح القدس؟ فافتر ثغرها الجميل وقالت لي والضحك الحلو يتدفق منها: إن كنت تعرف سر الإله الواحد فلا ترمني بسبة الكفر! في ثلاث مرايا يشرق الجمال الأبدي بشعاع من وجهه الساطع. وبينما نحن في حديثنا هذا انبعثت هذه الأنشودة بجوارنا من جرس الكنيسة: "إنه إله واحد ولا إله سواه؟ "لا إله إلا الله وحده... في قلب كل ذرة تشقينها ترين شمساً في الوسط. إن أنت بذلت لله كل ما تملكين، فلا حسب كافراً إن أصابك مثقال ذرة من الخسران... سوف تعبرين الصراط الضيق وتبصرين الملكوت الرحب، ملكوت الإله الذي لا يحده مكان.. .. وسوف تسمعين ما لم تسمعه أذن، وترين ما لم تره عين، حتى يأتوا بك إلى مكان لا تبصرين فيه من الدنيا وأهلها غير واحد أحد إلى هذا الواحد ستبذلين الحب من قلبك وروحك، حتى ترى بعين اليقين في جلاء لا خفاء فيه. إنه إله واحد ولا إله سواه، لا إله إلا الله وحده"(29). " |
—هاتف اصفهاني |
اختتمت فارس آخر مراحلها الفنية العظمى بسقوط الدولة الصفوية على يد الأفغانيين، فلم تجملها بعد ذلك غير بعض الآثار الفنية الصغيرة. وقد وصف اللورد كرزن مدرسة الشاه حسين (1714) بأصفهان-وكانت كلية لتدريب الدارسين والمحامين-بأنها "من أفخم الأطلال في فارس"(25). وتعجب السير پرسي سايكس من "قرميدها البديع... ورسومها المخرقة الجميلة"(26). وكان صناع القرميد لا يزالون أمهر صناعه في العالم بأسره، بيد أن افتقار الطبقات العليا نتيجة للحروب الطويلة قضى على سوق المهارة والتفوق وأكره الخزافين على الهبوط بفنهم إلى مستوى الصناعة. وصنعت أغلفة الكتب الفاخرة من الورق المعجن المصقول. وأنتج النساجون أقمشة مقصبة ومطرزة غاية في الرهافة. وظلت السجاجيد الفارسية تنسج للمحظوظين من شعوب كثيرة رغم أنها شهدت آخر أمجادها في عهد الشاه عباس الأول. وفي يوشاجان، وهراة، وكرمان، وشيراز على الأخص، كان النساجون ينتجون سجاجيد "لا يقلل من روعتها في عين الناظر إلا مقارنتها بأسلافها الكلاسيكية"(27).
أما الشعر الفارسي فقد حطم الفتح الأفغاني قلبه، وتركه أخرس أو كالأخرس طوال حقبة العبودية التالية لهذا الفتح. وحوالي 1750 صنف لطف على بك أدار-قاموساً بسير الشعراء الفرس، اختتم بستين من معاصريه. ومع هذه الوفرة الظاهرة فإنه آسف على ما رآه مجاعة في الكتاب المجيدين في عصره، وعزا ذلك إلى الفوضى والفقر السائدين، "واللذين استشريا بحيث لم يعد لإنسان رغبة في قراءة الشعر فضلاً عن قرضه"(28). ونسوق هنا تجربة نموذجية للشيخ علي خازن، الذي نظم أربعة دواوين من الشعر، ولكنه أمسك في حصار الأفغانيين لأصفهان، ومات كل أهل بيته في الحصار، وظل هو على قيد الحياة، ثم أفاق من محنته، وهرب من أنقاض المدينة التي كانت رائعة الجمال يوماً ما، وأنفق الأعوام الثلاثة والثلاثين الباقية من أجله في الهند. وقد خلد في "مذكراته" (1742) ذكرى مائة شاعر فارسي في جيله، وأعظمهم في رأيه سيد أحمد هاتف الأصفهاني، ولعل أكثر قصائده ظفراً بالثناء تلك التي أكد فيها بوجد المتصوفة إيمانه بالله رغم الشك والدمار:
سبقه عباس الثالث |
شاه فارس | تبعه عادل شاه أفشار |
المصادر
- ^ تاريخ ميلاد نادر على وجه التحديد غير معروف ولكن 6 أغسطس هو "الأرجح" حسب Axworthy ص.17 (والهامش) و The Cambridge History of Iran (Vol. 7 p.3); مؤرخون آخرون يرجحون 1688.
- ^ أ ب [1] Encyclopedia Britannica
- ^ http://www.xs4all.nl/~kvenjb/madmonarchs/nadir/nadir_bio.htm
- ^ Michael Axworthy's biography of Nader, The Sword of Persia (I.B. Tauris, 2006), p.17-19: "His father was of lowly but respectable status, a herdsman of the Afshar tribe ... The Qereqlu Afshars to whom Nader's father belonged were a semi-nomadic Turcoman tribe settled in Khorasan in north-eastern Persia ... The tribes of Khorasan afgwere for the most part ethnically distinct from the Persian-speaking population, speaking Turkic or Kurdish languages. Nader's mother tongue was a dialect of the language group spoken by the Turkic tribes of Iran and Central Asia, and he would have quickly learned Persian, the language of high culture and the cities as he grew older. But the Turkic language was always his preferred everyday speech, unless he was dealing with someone who knew only Persian."
- ^ Stephen Erdely and Valentin A. Riasanovski. The Uralic and Altaic Series, Routledge, 1997, ISBN 0700703802, p. 102
- ^ NAÚDER SHAH 1736-47 Encyclopedia Iranica, by Ernest Tucker March 29, 2006
- ^ Vali Nasr, "The Shia Revival: How Conflicts within Islam Will Shape the Future" (New York 2006)
قراءات اضافية
- Lawrence Lockhart "Nadir Shah" (London, 1938)
- Cambridge History of Iran, vol 7
- Michael Axworthy, "Sword of Persia: Nader Shah, from Tribal Warrior to Conquering Tyrant" Hardcover 348 pages (26 July 2006) Publisher: I.B. Tauris Language: English ISBN 1-85043-706-8
- Ernest Tucker, "Nadir Shah's Quest for Legitimacy in Post-Safavid Iran" Hardcover 150 pages (4 October 2006) Publisher: University Press of Florida Language: English ISBN 0-8130-2964-3
انظر أيضاً
Nader Shah's Sword Mirza Mehdi Khan Astarbadi, Nader Shah's Prime Minister
وصلات خارجية
- Nader Shah's portrait
- History of Iran: Afsharid Dynasty (Nader Shah)
- Biography of Nader Shah Afshar "The Persian Napoleon
- Nader Shah Mausoleum and Museum
- Nader Shah
- [2]
.