مضيق باب المندب
باب المندب | |
---|---|
الموقع | بين شمال شرق أفريقيا وغرب آسيا |
الاحداثيات | 12°35′N 43°20′E / 12.583°N 43.333°E |
بلدان الحوض | جيبوتي، إرتريا، واليمن |
أقصى طول | 50 كم |
أقل عرض | 26 كم |
متوسط العمق | 186 م |
الجزر | السوابع، الدميرة، بريم |
باب المندب[1][2]، هو مضيق يصل البحر الأحمر بخليج عدن و المحيط الهندي وتفصل قارة آسيا عن قارة إفريقيا. يفصل بين قارتي آسيا في الشمال الشرقي وإفريقية في الغرب، عرضه نحو 27 كم، تقع في قسمه الشرقي جزيرة بريم (مَيّون) اليمنية، ومساحتها 8 كم² بركانية المنشأ، أقام فيها الإنجليز عام 1857 محطة لتزويد السفن بالوقود. وظلت جزءاً من مستعمرة عدن حتى الاستقلال عام 1967.
مياه الممر دافئة (24- 32.5 درجة مئوية)، والتبخر فيه شديد (2200-3000 مم سنوياً) مما يُفقد البحر الأحمر كميات كبيرة من المياه تعوضها مياه تدخله من خليج عدن خاصة في الشتاء. أما في الصيف فتخرج من البحر الأحمر مياه سطحية. وتقدر حصيلة التبادل المائي في باب المندب بنحو 1000 كم لمصلحة البحر الأحمر. وتصل ملوحة مياه الممر إلى 38 في الألف، وحركة المد فيه إلى نحو المتر.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الاسم
يقال إن باب المندب ورد ذكره في المساند الحميرية، وإن اسمه من ندب أي: جاز وعبر، وهناك رأي يقول إنه من «ندب الموتى» ويربطه بعبور الأحباش إلى اليمن. وفي رواية أخرى، سمي بباب المندب لأن العرب قديما كانوا إذا غزوا الأفارقة وسبوا بناتهم واستعبدوا أولادهم ينقلونهم إلى الجزيرة العربية عبر هذا المضيق، فكانت أمهات السبايا يبكين ويندبن على فقد أولادهن هناك. كما أن هناك أسطورة أخرى تقول إن سبب التسمية يعود إلى عدد الذين غرقوا في البحر بسبب هزة أرضية فصلت بين قارتي آسيا وأفريقيا.[3]
الجغرافيا
يبلغ عرض مضيق باب المندب حوالي 26 كيلومتراً، من رأس منهلي في اليمن إلى رأس سيان في جيبوتي. تقسم جزيرة بريم المضيق إلى قناتين، يبلغ عرض القناة الشرقية، المعروفة باسم باب إسكندر، 5.37 كيلومتراً ويبلغ عمقها 29 متراً؛ 96، بينما يبلغ عرض القناة الغربية، أو داكت الميون، 20.3 كيلومتراً وعمقها 310 متراً. بالقرب من ساحل جيبوتي تقع مجموعة من الجزر الأصغر المعروفة باسم جزر السوابع. يوجد تيار سطحي متجه إلى الداخل في القناة الشرقية، لكن يوجد تيار سفلي قوي متجه إلى الخارج في القناة الغربية.[4]
التاريخ
أدت الأحداث التكتونية الأحداث البيئية القديمة في العصر الميوسيني إلى تكون برزخ الدناقل، وهو جسر بري يشكل اتصالاً واسع النطاق بين اليمن وإثيوپيا.[5] خلال 100.000 سنة الماضية، أدت تقلبات مستوى سطح البحر إلى فتح وإغلاق المضايق بالتناوب.[6] ووفقاً لفرضية الأصل الواحد الحديثة، ربما كان مضيق باب المندب شاهداً على أقدم هجرات البشر المعاصرين. ويُفترض أن المحيطات كانت آنذاك أقل عمقاً بكثير وأن المضيق كان أكثر ضحالة أو جفافاً، مما سمح بسلسلة من الهجرات على امتداد الساحل الجنوبي لآسيا.
وفقاً لتقاليد كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوپية، شهد مضيق باب المندب أقدم هجرات للناطقين باللغة السامية الجعزية إلى أفريقيا، والتي حدثت حوالي عام 1900 ق.م، تقريباً في نفس الوقت الذي ولد فيه النبي يعقوب.[7] كانت مملكة أكسوم قوة إقليمية كبرى في منطقة القرن الأفريقي. وقد امتد حكمها عبر المضيق بغزو مملكة حمير قبل فترة وجيزة من انتشار الإسلام.
استولت شركة الهند الشرقية البريطانية على جزيرة بريم عام 1799 نيابة عن إمبراطوريتها الهندية. وأكدت الحكومة البريطانية ملكيتها للجزيرة عام 1857 وأقامت منارة هناك عام 1861، واستخدمتها للسيطرة على البحر الأحمر وطرق التجارة عبر قناة السويس.[4] أُستخدمت الجزيرة كمحطة لتزويد السفن البخارية بالوقود حتى عام 1935 عندما أدى انخفاض استخدام الفحم كوقود إلى جعل العملية غير مربحة.[8]
في إحدى الحملات المنسية أثناء الحرب العالمية الثانية، وبعد أن أعلنت إيطاليا الحرب على المملكة المتحدة في يونيو 1940، قامت قواتها في شرق أفريقيا بحصار باب المندب والبحر الأحمر. شكلت البحرية الملكية قوة البحر الأحمر، وفي يوليو قامت بتسيير قوافل BN-BS (من بومباي شمال/جنوب إلى السويس) عبر المنطقة. وأبحرت 54 قافلة حتى نهاية عام 1940 وأغرقت الطائرات الإيطالية سفينة واحدة. تم تدمير القوات البحرية الإيطالية عندما استولت قوات الجيش الهندي على إريتريا في مارس 1941 وإثيوپيا في الشهر التالي من قبل القوات الأفريقية. في 11 أبريل 1941، ألغى الرئيس الأمريكي فرانكلن روزڤلت وضع منطقة الحرب في البحر الأحمر وسمح للسفن الأمريكية بدخول المنطقة لدعم الجيش البريطاني الثامن في مصر. لكن هذا لم يعني أنها كانت خالية من المخاطر، حيث غرقت السفينة الحربية الأمريكية [[إس إس ستيل سيفارر في البحر الأحمر بواسطة طائرات ألمانية في 5 سبتمبر 1941.[9]
استمر الوجود البريطاني حتى عام 1967 عندما أصبحت الجزيرة جزءاً من جمهورية اليمن الجنوبي. قبل التسليم، قدمت الحكومة البريطانية أمام الأمم المتحدة اقتراحاً بتدويل الجزيرة[10][11] كوسيلة لضمان استمرار أمن المرور والملاحة في باب المندب، إلا أن الاقتراح رُفض.
في 22 فبراير 2008، أعلنت شركة يملكها طارق بن لادن، عن عزمه إنشاء جسر القرن الأفريقي المعلق فوق المضيق يربط اليمن وجيبوتي.[12] أصدرت شركة تنمية الشرق الأوسط مذكرة لبدء إنشاء الجسر الذي سيكون أطول جسر معلق في العالم، بطول 28.5 كم.[13]
أهمية المضيق
الأهمية الاقتصادية
يعمل باب المندب كحلقة وصل استراتيجية بين المحيط الهندي والبحر المتوسط عبر البحر الأحمر وقناة السويس]. تمر معظم صادرات النفط والغاز الطبيعي من الخليج العربي التي تمر عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد عبر باب المندب ومضيق هرمز.[14] في حين أن العرض الضيق للمضيق يتطلب من السفن أن تبحر عبر المياه الإقليمية للدول المجاورة، بموجب المادة 37 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، فإن مفهوم المرور العابر القانوني ينطبق على باب المندب، على الرغم من أن إريتريا (على عكس بقية البلدان الساحلية) ليست طرفاً في الاتفاقية.[15]
نقاط الاختناق هي قنوات ضيقة على امتداد الطرق البحرية العالمية المستخدمة على نطاق واسع والتي تشكل أهمية بالغة لأمن الطاقة العالمي. ويبلغ عرض مضيق باب المندب 26 كيلومتراً في أضيق نقطة، مما يحد من حركة ناقلات النفط إلى قناتين بعرض ميلين للشحنات الواردة والصادرة.[14][4]
قد يمنع إغلاق مضيق باب المندب الناقلات القادمة من الخليج العربي من عبور قناة السويس أو الوصول إلى خط أنابيب سوميد، مما يضطرها إلى الإبحار حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، وهو ما من شأنه أن يزيد من وقت العبور وتكاليف الشحن.
عام 2006، مر عبر المضيق ما يقدر بنحو 3.3 مليون برميل (520 ألف متر مكعب) من النفط يومياً، من إجمالي عالمي يبلغ نحو 43 مليون برميل يومياً تنقلها ناقلات النفط.[16] ارتفع هذا بحلول عام 2014 إلى 5.1 مليون برميل يومياً من النفط الخام والمكثفات ومنتجات النفط المكررة المتجهة نحو أوروپا والولايات المتحدة وآسيا، ثم إلى ما يقدر بنحو 6.2 برميل يومياً بحلول عام 2018. وبلغ إجمالي تدفقات النفط عبر مضيق باب المندب حوالي 9٪ من إجمالي النفط المنقول بحراً (النفط الخام ومنتجات النفط المكررة) عام 2017. وانتقل حوالي 3.6 مليون برميل يومياً شمالاً نحو أوروپا؛ وتدفق 2.6 مليون برميل يومياً أخرى في الاتجاه المعاكس بشكل أساسي إلى الأسواق الآسيوية مثل سنغافورة والصين والهند.[14]
الأهمية الأمنية والعسكرية
في 11 يونيو 1971، قام فدائيون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بإطلاق عشر صواريخ بازوكا على ناقلة النفط الإسرائيلية "كورال سي" التي كانت تحمل علم ليبريا وكانت في طريقها إلى إيلات. الصواريخ أشعلت حريقين في الناقلة، وبعد اطفائهما واصلت الناقلة المعطوبة الإبحار إلى إيلات. وفي حرب أكتوبر 1973، قامت مصر بإغلاق باب المندب طوال الحرب ولم تفتحه إلا في يناير 1974، بعد توقيع اتفاقية فض الاشتباك الأولى وبدء الانسحاب الإسرائيلي من غرب قناة السويس. وإثر هجمات 11 سبتمبر 2001 الارهابية، وبالتحديد منذ فبراير 2002، تقوم فرقة العمل المشتركة 150 التابعة للقوة البحرية المشتركة، تحت قيادة أمريكية، بتأمين المضيق لمحاربة القرصنة في المنطقة.
الديموغرافيا
باب المندب:[17] | ||||||
البلد | المساحة (كم2) |
السكان (تقديرات 2016) |
الكثافة السكانية (لكل كم2) |
العاصمة | ن.م.إ. (ق.ش.م.) مليون $ | ن.م.إ. للفرد (ق.ش.م.) $ |
---|---|---|---|---|---|---|
اليمن | 527.829 | 27.392.779 | 51.9 | صنعاء | $58.202 | $2.249 |
إرتريا | 117.600 | 6.380.803 | 54.3 | أسمرة | $9.121 | $1.314 |
جيبوتي | 23.200 | 846.687 | 36.5 | مدينة جيبوتي | $3.327 | $3.351 |
الإجمالي | 668.629 | 34.620.269 | 51.8 / كم2 | مختلفة | $70.650 | $1.841 |
المراكز السكانية
أهم المدن والبلدات الواقعة على جانبي باب المندب في جيبوتي واليمن:
جيبوتي
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
اليمن
انظر أيضاً
المصادر
- ^ Wehr's Arabic-English Dictionary, 1960.
- ^ "BP pauses all Red Sea shipments after rebel attacks". BBC News (in الإنجليزية البريطانية). 2023-12-18. Retrieved 2023-12-19.
- ^ "باب المندب". الجزيرة نت. 2021-01-11. Retrieved 2021-02-02.
- ^ أ ب ت خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةEB 1878, 179
- ^ Henri J. Dumont (2009). The Nile: Origin, Environments, Limnology and Human Use. Monographiae Biologicae. Vol. 89. Springer Science & Business Media. p. 603. ISBN 9781402097263.
- ^ Climate in Earth History. National Academies. 1982. p. 124. ISBN 9780309033299.
- ^ Official website of EOTC Archived يونيو 25, 2010 at the Wayback Machine
- ^ Gavin, p. 291.
- ^ "In one of the forgotten campaigns of WWII". History Alert. 2024-10-27. Retrieved 2024-10-27.
- ^ Halliday, Fred (1990). Revolution and Foreign Policy, the Case of South Yemen, 1967–1987. Cambridge University Press. p. 11. ISBN 0-521-32856-X.
- ^ Hakim, pp. 17-18.
- ^ BBC NEWS | Africa | Tarek Bin Laden's Red Sea bridge
- ^ http://enr.construction.com/news/intl/archives/070501.asp
- ^ أ ب ت "The Bab el-Mandeb Strait is a strategic route for oil and natural gas shipments". www.eia.gov (in الإنجليزية). August 27, 2019. Retrieved November 10, 2023. هذا المقال يضم نصاً من هذا المصدر، الذي هو مشاع.
- ^ Lott, Alexander (2022). "Iran-Israel 'Shadow War' in Waters around the Arabian Peninsula and Incidents near the Bab el-Mandeb". Hybrid Threats and the Law of the Sea. Brill. pp. 117–118. ISBN 9789004509368.
- ^ World Oil Transit Chokepoints Archived فبراير 18, 2015 at the Wayback Machine, Energy Information Administration, US Department of Energy
- ^ "CIA World Factbook". The World Factbook. Langley, Virginia: Central Intelligence Agency.