مروي
| ||||||||||
16°56′N 33°45′E / 16.94°N 33.75°E مروي ، مرواه (Meroe) أو "بجراوية" هو الاسم القديم للمدينة التي تحوي الأهرامات النوبية في محافظة شندي في ولاية نهر النيل السودانية تبعد حوالي 200 كم عن الخرطوم وكانت عاصمة المملكة الكوشية وتحوي أهرامات النوبة. الأهرامات التي أقامها الحكام الكوشيون في (السودان) عام 300 ق.م. واشتهرت النوبة بكثرة بناء الأهرامات حيث كان النوبيون يعتقدون أن ملوكهم آلهة أحياء ولما يموتون هم وملكاتهم لابد من دفنهم في مدافن عظيمة. وكان أكبر البنايات الأهرامات كملوك قدماء المصريين. لهذا يوجد بها أهرامات عديدة أكثر مما موجود حاليا بمصر .وأكبر الأهرامات النوبية مرواه ونوري والكوري بالسودان. وتقع مروي في الحافة الشرقية لهذا الإقليم الذي يحتوي علي موقعين كوشيين هامين هما النقعة.[1][2] والمصورات الصفراء، أبرز ما يميز موقع مروي هو وجود أكثر من 200 هرم في ثلاث مجموعات، أطلق عليها اسم الاهرامات النوبية وهي مباني مميزة الأحجام والأبعاد، وقد تحطم الكثير منها عبر العصور. التاريخكانت مروي العاصمة الشمالية لمملكة نبتة/ مروي ، ووفقاً للنصوص المروية التي لم تفك شفرتها كلياً فأن المملكة امتد عمرها من العام 800 قبل الميلاد حتي العام 350 ميلادية وكان اسمها ميدوي او بيدوي (بحسب العالم لازولا توروك 1998). وقد كشفت الأبحاث الأثآرية جوار مناطق التكدس البشري أدلة هامة خصوصاً في المدافن الملكية الكوشية في المقابر الغربية التي تعود لحقبة نبتة 800 قبل الميلاد الي 200 قبل الميلاد . ويعود تطور الثقافة المروية للأسرة النوبية الخامسة والعشرون التي نشأت في كوش ، وينسب تطور مفهوم الحياة المدنية في مروي لنظام الملك ارككماني الذي بدأ عام 280 قبل الميلاد عندما تم تحويل المدافن الملكية من جبل البركل في نبتة الي مروي . وكان الاحتلال الروماني لمصر سبباً مباشراً للإضرابات الحدودية بين النوبيين و الرومان وتعددت الغزوات النوبية علي جنوب مصر ، مما حدا بالحاكم الروماني بترونيوس غزو بلاد النوبة لإنهاء هذه الازمات وطرد النوبيين جنوباً ونهب ثرواتهم ، وفي هذه الأثناء قام النوبيون بهجوم كبير علي المدن المصرية قرب الشلال الاول في اسوان وقاموا بالإستيلاء علي العديد من المقتنيات والتماثيل وكان من بين الغنائم تمثال معدني لرأس الامبراطور اغسطس نفسه ، وقام النوبيون بدفن التمثال عند درج المعبد كي يطأه الناس بأرجلهم في دلالة علي الإستحقار.[3] ، وبعد توقيع إتفاق السلام بين النوبيين والرومان في في جزيرة ساموس ، عام 22 ميلادي اعاد النوبيون التماثيل وتمتعت مروي بعلاقات تجارية قوية مع الرومان. ولكن رغم ذلك وكنتيجة مباشرة للحروب مع الرومان وتدهور الصناعات التقليدية في مروي بدأ الضعف يدب في اوصال الأمبراطورية في القرن الاول او الثاني بعد الميلاد.[4] وقد ذكرت مروي علي نحو مقتضب في كتاب الطواف حول البحر الإريتري وهو كتاب روماني صدر فيما بين القرن الاول والقرن الثالث بعد الميلاد لوصف كيفية الابحار والفرص التجارية في انحاء المعمورة خصوصاً في البحر الأحمر وشمال أفريقيا والهند، وجاء في فصله الثاني الاتي: ( 2. علي يمين الشاطئ وبعد بيرنس توجد بلاد البربر الي الداخل ، وقبلهم وعلي طول الشاطئ يسكن اكلوا الأسماك في كهوف مبعثرة في اودية ضيقة ويليهم اكلوا اللحم النئ واكلوا العجول وكل قبيلة منهم يحكمها رئيس ، ابعد من هؤلاء الي الغرب توجد مدينة أسمها مروي). وقد وثقت الحقبة الأخيرة من حضارة مروي في مسلة إنتصار نصبها ملك غير معروف من مملكة أكسوم (يرجح انه الملك عيزانا) في مروي حوالي العام 350 ميلادية ، وقد ذكر الأغريق ان ذلك الملك كان ملك يحكم مملكتي اكسوم و حمير.
الحضارة
كما صدرت مروي المنسوجات و المجوهرات ، وكانت المنسوجات النوبية من القطن ، وبلغت اعلي إزدهار لها عام 400 قبل الميلاد، وفضلاً عن ذلك كانت المملكة الكوشية غنية بالذهب وكلمة نبر او نب تعني باللغة النوبية الحالية الذهب ، وكذلك يسمي الذهب بالهيروغليفية المصرية القديمة نب (nub) ، وكذلك أشتهرت مروي بتجارة الحيوانات النادرة الي ماهو ابعد من مصر وشمال افريقيا وكان هذا وجهاً اخراً من اوجه الإقتصاد المروي المتنوع. وفي الوقت الذي دخلت في مصر فكرة الساقية كاداة لزيادة الإنتاج الزراعي وإستدامة الري.[5]، كان النوبيون يسيطرون علي مياه النيل بواسطة خطوط ري مستقيمة من الشمال الي الجنوب بلغ امتدادها الي اكثر من 1000 كيلومتر.[6] نظام الحكمكان نظام الحكم النوبي نظاماً اتوقراطياً ، ولا يشرك الحاكم احداً في إتخاذ القرار إلا الملكة الأم او الكنداكة ولكن بدور محدود او خفي ، فيما يباشر الملك بنفسه إدارة الخزينة وحملة الأختام وحافظي السجلات ورؤساء الكتبة وكل مايلي ذلك. وبحلول القرن الثالث الميلادي وفي مرحلة نبتة (مابين عام 300 الي 700 قبل الميلاد) طور المرويون ابجدية كتابية جديدة بديلة عن الهيروغليفية المصرية ومشتقة منها ، تتكون من 23 حرفاً واستخدمت لكتابة اللغة المروية في المملكة. ورغم ذلك هنالك دلائل تشير الي ان الظهور الاول لهذه الأبجدية كان في القرن الثاني الميلادي ، ويحتمل ان تكون هذه اللغة استخدمت من قبل الملوك النوبيين المتعاقبين..[7] كما كان للكوشيين في مروي إله خاص اباداماك بجانب الالهه الفرعونية التي كانت تعبد بدرجة اقل مثل امون و حورس و ايزيس و تحوت وغيرها. المواقع الآثرية
عرف الاوربيون مروي في العصر الحديث عام 1821 م عن طريق عالم المعادن الفرنسي فريدريك كلود الذي زار مروي ثم عاد الي اوربا ونشر ملفاً يصف فيه اثار مروي ، ويعتقد ان هذا الملف كان السبب المباشر لحضور الكثير من صائدو الجوائز و اللصوص الباحثين عن الذهب كامثال الإيطالي جوزيبي فريليني ، الذي اكتشف اثاراً متنوعة وخصوصاً المجوهرات والحلي الذهبية الملكية التي تعرض في متحف برلين المصري اليوم. وتم إستكشاف مروي بدقة علمية لأول مرة عام 1844 م بواسطة العالم كارل ريتشارد ليبسيس الذي قام برسم العديد من الخرائط والرسومات والتي اودعها بجانب ما اكتشفه من تماثيل ومجوهرات في متحف برلين ايضاً. كما جري إستكشاف المنطقة مرة اخري في الفترة مابين عامي 1902 الي 1905 م بواسطة عالم المصريات والمستشرق الإنجليزي إي . أ وليامز بدج ، وهو الذي إكتشف اجمل ماعثر عليه في مروي حتي الان مثل مجسمات النحت البارز في حوائط المعابد التي تظهر اسماء الملكات وبعض الملوك وبعض فصول كتاب الموتى والمسلات المنقوشة باللغة المروية والاواني المعدنية واعمال الخزف ، وقد تم تفكيك النحوت البارزة حجراً حجراً وتم نقلها الي المتحف البريطاني واعيد تجميعها جزئياً فيما تم تجميع الجزء المتبقي في متحف السودان القومي بالخرطوم ، وقد نشر العالم إي . أ وليامز بدج كتاباً مهما في لندن عام 1907 م اسماه السودان المصري : التاريخ والاثار. وقد ثبت هذا العالم ان الإهرامات النوبية كان يتم بناؤها علي غرف نحتت في الصخر وتحتوي علي أجساد الملوك الراحلين التي عادة مايتم تحنيطها كمومياءات او لا يتم كما في بعض الحالات. وفي عام 1916 قام الحاكم البريطاني للسودان ريجنالد ونجت بإرسال قوات لشق الطرق الي إهرامات مروي وفيما بينها فتسبب ذلك في غرق العديد من الإعمدة والآثار . وفي عام 1910 ونتيجة لتوصيات عالم الأشوريات واللغويات الانجليزي (1846 -1933) أرشيبالد سايس الذي كان يرأس كرسي الدراسات الأشورية بجامعة اوكسفور ، تم القيام بأعمال حفر و تنقيب واسعة في تلال مروي و مقبرتها الكبري بواسطة العالم الإنجليزي جون قراستنق (1876-1956) وبرعاية جامعة ليفربول فأسفر البحث عن إكتشاف قصر كبير و معابد متعددة شيدها حكام مروي.
قائمة التراث العالميفي 1 يونيو 2011، أدرجت المواقع الأثرية في مروي على اليونسكو للتراث العالمي.[8] انظر أيضاًالهوامش
المصادر
وصلات خارجية
|
- Pages using gadget WikiMiniAtlas
- Pages using infobox UNESCO World Heritage Site with unknown parameters
- Coordinates on Wikidata
- مقالات مأخوذة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية
- مدن قديمة
- مملكة كوش
- ملوك كوش
- ملكات كوش
- أسرات مصرية قديمة
- حدود رومانية
- تاريخ النوبة
- حضارات أفريقية
- أماكن مأهولة سابقة في السودان
- مواقع أثرية في السودان
- مواقع التراث العالمي في السودان