فوزي المعلوف
فوزي بن عيسى إسكندر المعلوف (1317-1348 هـ/1899-1930 م)شاعر لبناني رقيق. ولد في زحلة. أتقن الفرنسية. عين مديرا لمدرسة المعلمين بدمشق ثم أمين سر لعميد مدرسة الطب بها. سافر إلى البرازيل عام 1921 م ونشر فيها قصائده المذكورة أدناه. وتوفي بالبرازيل في مدينة ريو دي جانيرو.
ولد فوزي المعلوف في زحلة في 21/5/1899. "وهو زهرة منتقاة من الطبعة النبيلة في أمته، إذ يمتُّ بنسبه إلى أسرة عريقة في القدم، أنجبت الشعراء والمؤرخين والكتبة"(8). فوالده عيسى اسكندر المعلوف هو العالم المؤرخ والعضو في ثلاثة مجامع علمية، منها المجتمع العلمي العربي بدمشق. ووالدته عفيفة كريمة إبراهيم باشا المعلوف. وأخواه شفيق صاحب "ملحمة عبقر" ورياض، وهما شاعران. أما أخوالـه الثلاثة: قيصر وميشيل وشاهين، فهم شعراء مجيدون، ساهموا في الحركة الأدبية والصحافية العربية الحديثة. كان قيصر المعلوف المولود عام 1874 رائد الصحافة العربية في أميركا الجنوبية، حين أصدر في سان باولو عام 1898 جريدة عربية باسم "البرازيل".
وكان ميشيل المعلوف مؤسس "العصبة الأندلسية" في سان باولو عام 1932، وهي رابطة أدبية ضمت عدداً من كبار الشعراء والأدباء المهجريين، وأصدرت في العام التالي لتأسيسها مجلة ناطقة باسمها هي مجلة "العصبة".
في وسط هذه البيئة الثقافية الراقية تجلّى نبوغ فوزي المعلوف، وظهرت عليه علائم العبقرية في سنٍّ مبكرة، فقد بدأ القراءة في الثالثة، وأحسنها في الخامسة، وراسل أباه من زحلة إلى دمشق في الثامنة.
درس في الكلية الشرقية بزحلة، ثم انتقل في الرابعة عشرة من عمره إلى بيروت ليتابع دراسته في مدرسة الفرير. واشتغل بالتجارة متنقلاً بين لبنان ودمشق. وفي الوقت نفسه كان يكتب في الصحف اللبنانية والسورية والمصرية.
وفي يوم السبت 17/9/1921، أبحرت به سفينة الغربة من بيروت، قاصداً أخواله في البرازيل، وحط به الرحال في ساو باولو (صنبول)، يمارس فيها وفي ريودي جانيرو أعمالاً صناعية وتجارية.
في المهجر "رأى حوله نخبة من أدبائنا الشباب، وكلُّهم يحنّون إلى الوطن العربي الأم، ويتألمون لما كان يعانيه من جور المستعمرين وطغيان الحاكمين، فتأججت مشاعرهم، وثارت فيهم الحمية العربية، وفاضت قرائحهم الخصبة بنفثات أدبيّة حيّة، وبشعر قومي فيه الجزالة وفيه الحنين وفيه النقمة والثورة على الغاصبين"(9). فغلبت عليه نزعته الأديبة، وانغمس في الأجواء الثقافية السائدة، وظهرت آثاره الشعرية في كبريات الصحف العربية في الوطن والمهجر. كما نشر معظم أعماله مترجماً في الصحف الأجنبية. ودعي لإلقاء شعره في المحافل الأدبية.
وكان إنتاجه الأدبي مزيجًا زاخرًا بالثقافتين العربية والغربية. وأتقن اللغة البرتغالية إضافة إلى العربية والفرنسية، وكتب في الصحافة، وحاضر في الأندية الأدبية. وهو الذي أنشأ المنتدى الزحلي في ساو پاولو عام 1922م.
تميّزت حياته بالثراء والشباب والموهبة والمكانة الاجتماعية، لكنه كان كئيبًا كآبة تُدنيه أحيانًا من ظلام القيود. وهذا يتضح في شعره الوجداني المفعم بروح التشاؤم، كما هو الحال في ملحمته التي لم يكملها: شعلة العذاب. أما شعره الرومانسي ففيه دعوة إلى تحرر الإنسان من القيود التي تشدّه إلى الاستعباد.
وأشهر آثاره ملحمته الشعرية على بساط الريح، التي وصف فيها جمال الشرق الروحي مقارناً بمادية الغرب. وعُدّت هذه الملحمة مفخرة من مفاخر الأدب العربي؛ لأنها جمعت إلى سموّ الخيال والهدف روعة الشعر العالي، كما يقول جورج صيدح. وقد تُرجِمت إلى سبع لغات حية. يقول في معاناة آلام الحب:
الحبّ! قف ياموت واشفق على | قلبي ودعه لحظة يخفق | |
لي بغية قبل الرّدى ليتها | تمّت فلم آسف ولم أفرقِ | |
وتلك أن ألمح محبوبتي | فنحن بعد اليوم لن نلتقي |
توفي شابًا إثر عملية جراحية خطيرة. وقد كرمه مهاجرو العرب في البرازيل بإقامة منصة تذكارية له في حديقة المجلس البلدي في زحلة، وقلدته الحكومة اللبنانية وسام الاستحقاق اللبناني المذهب الأول.
يقول الدكتور طه حسين: ¸مرّ فوزي بالأرض مرًّا سريعًا، ولكنه ترك في النفوس صدى يتردّد فيها حلوًا لاذعًا محرقًا معًا. ولا أعرف أنني تأثرت بشاعر كما تأثرت بهذا الشاعر الشاب حين قرأت قصيدته على بساط الريح·.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
من آثاره
- سقوط غرناطة
- شعلة العذاب
- أغاني الأندلس
- من قلب السماء
- على بساط الريح
المصادر
- الأعلام للزركلي.
- موقع القصة السورية