طالبان
| ||||||||||||||||||||||||||||
|
طالبان (Pashto: طالبان ṭālibān "students")[52] هي حركة سياسية أصولية إسلامية في أفغانستان. انتشرت الحركة في أفغانستان وشكلت حكومة، حكمت إمارة أفغانستان الإسلامية من سبتمبر 1996 حتى ديسمبر 2001، وكانت عاصمتها قندهار. إلا أنها لم تحظ باعتراف دبلوماسي سوى من ثلاث دول: پاكستان، السعودية، والإمارات العربية المتحدة. زعيمها الحالي هو الملا أختر منصور.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
بعد سقوط الجمهورية الديموقراطية الأفغانية المدعومة من قِبل الإتحاد السوفييتي في عام 1992، تردّت الأوضاع في أفغانستان وشاع قانون الغاب بين القوى الأفغانيّة المتناحرة.
في ربيع عام 1994م، شاع خبر إختطاف وأغتصاب فتاتين عند إحدى نقاط السيطرة التّابعة لأحد الفئات الأفغانيّة المتناحرة في قرية "سانج هيسار" قرب مدينة "قندهار" ونما إلى الملاّ محمد عمر خبر إختطاف الفتاتين فألّف قوة من 30 رجل وسعي مع الرّهط لتخليص الفتاتين وقد نجح في عملية التخليص وقام بدوره بتعليق قائد عملية الخطف والإغتصاب على المشنقة. من هذه اللحظة، وُلدت جماعة طالبان بسبب فعلتهم هذه في تخليص الفتاتين وإضفاء نوع من العدالة والأمن بين القرويين الذين كانوا في أمس الحاجة لهذه الأفعال البطولية.
فرّ الملا عمر بعد هذه الحادثة إلى "بلوشستان" الواقعة في باكستان وعاود الظّهور مرة أخرى في أفغانستان في الخريف إلا أنه هذه المرة كان مدجّجاً بـ 1500 من الرّجال المسلحين والهدف من هذا العتاد كان لتوفير الحماية لقوافل التّجار الباكستانيين لعبور الأراضي الأفغانية مروراً إلى تركمانستان، إلا أن التقارير كانت تفيد أن هذه القوافل لم تكن إلا مقاتلين باكستانيين متخفّين كقوات طالبان. بهذا، تكون طالبان قد تلقّت دعما ماديّاً، عتاديّاً، والتّدريب اللازم من الباكستانيين.
بعد التمكن من السيطرة على قندهار وما حولها، هاجمت طالبان قوات إسماعيل خان المتمركزة في غرب البلاد وتمكنت من السيطرة على مدينة "هرات" في 5 سبتمبر من عام 1995م. وفي شتاء نفس العام، حاصرت طالبان العاصمة "كابول" وأطلقت الصواريخ على المدينة وقطع الطرق التجارية المؤدية إلى مدينة كابول مما إستدعى من كل من رئيس أفغانستان برهان الدين رباني وقلب الدين حكمتيار المتناحرين التّوقف عن القتال فيما بينهما وتوحيد الصّفوف في مواجهة العدو المشترك طالبان. في 26 سبتمبر من عام 1996م، ترك حكمتيار وربّاني كابول العاصمة واتّجها شمالاً وتخليا عنها لتقع في يد طالبان التي تسلمت مقاليد الأمور في العاصمة وأنشأت إمارة أفغانستان الإسلامية.
في أحسن الأحوال، إعترفت باكستان بحركة طالبان كحكومة شرعية في أفغانستان وتلتها العربية السعودية في اليوم التالي وآخر المعترفين في حركة طالبان كممثّل شرعي في أفغانستان كان الإمارات العربية المتحدة. وكانت طالبان تتحكم بالسواد الأعظم من أفغانستان باستثناء الجزء الشمالي الشرقي الذي فرضت قوات "التحالف الشمالي" سيطرتها عليه. لم يعترف باقي العالم بحركة طالبان كممثل شرعي في أفغانستان إلا الدول الثلاث آنفة الذّكر ومن ضمن الذين لا يعترفون بحركة طالبان كممثل شرعي هو منظمة الأمم المتحدة التي كانت لاتزال تنظر إلى "رباني" كرئيس لأفغانستان رغم علم المنظمة بقلة حيلة رباني في السيطرة على زمام الأمور.
تلقت الحركة دعماً لوجيستياً وانسانياً من العربية السعودية في فترة نشأتها وما بعد تمكّن الحركة من الإمساك بزمام الأمور وكانت العربية السعودية وعبر لجانها الخيرية تبعث مليونين دولار سنوياً لتمويل جامعتين، 6 مراكز طبيّة، ورعاية 4000 من الأيتام.
في 22 سبتمبر 2001 ونتيجة ضغوط دولية من أطراف عديدة سحبت كل من العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إعترافهما بحكومة طالبان مما ترك باكستان الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة طالبان. وفي أكتوبر من العام 2001، قامت الولايات المتحدة مدعومة من قبل بلدان أخرى بغزو أفغانستان لرفض حركة طالبان تسليم أسامة بن لادن وقامت قوات تحالف الشمال بخوض المعارك البرية وتم إستبعاد حركة طالبان من دفّة الحكم.
النشأة
نشأت الحركة الإسلامية لطلبة المدارس الدينية المعروفة باسم طالبان (جمع كلمة طالب في لغة البشتو) في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 على يد الملا محمد عمر مجاهد، حيث رغب في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994.
إمارة طالبان ضد الجبهة المتحدة
دور الجيش الپاكستاني
تسعى پاكستان إلى التعاون مع حكومة صديقة في أفغانستان لتسهيل عمليات التبادل التجاري بينها وبين جمهوريات آسيا الوسطى، ولم تجد بغيتها في حكومة رباني ومسعود التي اتهمتها بالتعاون مع الهند، وحاولت الإطاحة بتلك الحكومة عن طريق حكمتيار ودوستم لكنها فشلت في ذلك، فلما ظهرت طالبان سارعت باكستان إلى دعهما والتعاون معها.
المقاومة المناهضة لطالبان تحت قيادة مسعود
غزو الناتو بقيادة الولايات المتحدة لأفغانستان، الإطاحة بطالبان والتمرد
مقدمة
هجوم التحالف
العودة مجدداً
هجوم طالبان 2021
- مقالة مفصلة: هجوم طالبان 2021
في 4 يوليو 2021، مع اقتراب إتمام انسحاب القوات الأجنبية بشكل كامل من أفغانستان، تواصل حركة طالبان سيطرتها على مزيد من الولايات والمناطق في البلاد، وقد سيطر مقاتلو الحركة، على مديرية پانجوي ذي الأهمية الاستراتيجية في ولاية قندهار الجنوبية، معقل الحركة السابق بعد معارك ليلية مع القوات الأفغانية، على ما أعلنت السلطات المحلية.[53]
وتقع مديرية پانجوي على مسافة حوالى 15 كم من مدينة قندهار، عاصمة الولاية، وكان لفترة طويلة بؤرة لطالبان، وشهد على مر السنين معارك بين المتمردين وقوات الحلف الأطلسي.
وتأتي السيطرة على پانجوي بعد يومين على انسحاب القوات الأمريكية والأطلسية من قاعدة بگرام، أكبر قاعدة للتحالف في أفغانستان على مسافة 50 كلم شمال كابول، والتي شكلت مركزا للعمليات ضد المتمردين خلال العقدين الماضيين.
وقال حاكم منطقة پانجوي هاستي محمد إن معارك جرت بين طالبان والقوات الأفغانية خلال الليل، وإن القوات غادرت المنطقة في نهاية المطاف. وأفاد وكالة فرانس برس أن مقاتلي "طالبان سيطروا على مركز الشرطة في المنطقة ومبنى الإدارة المحلية". من جانبه، أكد رئيس مجلس ولاية قندهار جان خاكريوال سقوط بانجواي، متهما القوات الأفغانية التي كانت موجودة "بأعداد كافية" بأنها "تعمدت الانسحاب".
وتدور معارك ضارية منذ أسابيع في عدد من الولايات الأفغانية وتؤكد طالبان السيطرة على مئة إقليم من أصل حوالي 400 في البلد. ويخشى المراقبون أن يعاني الجيش الأفغاني صعوبات بمواجهة طالبان بعد انسحاب القوات الأجنبية من باغرام وقريبا من أفغانستان بالكامل، في غياب الدعم الجوي الذي كانت القوات الأمريكية توفره له حتى الآن.
يذكر أنه منذ بدء الانسحاب النهائي للقوات الأمؤريكية في الأول من مايو، صعّدت الحركة هجماتها ضد القوات الأفغانية وسيطرت على عدة مناطق ريفيّة، فيما يعمل الجيش على تحصين مواقعه في المدن الكبرى التي يحاصر المتمردون أغلبها. وأكدت الحركة اليوم السابق أنها سيطرت على سبع مديريات إضافية في ولاية بدخشان (شمال شرق). لكن رغم كل تلك المعطيات على الأرض، فإن تصاعد القتال وضغوط طالبان لم يمنعا الولايات المتحدة من تسريع انسحابها من البلاد لوضع حد للحرب الأطول في تاريخها.
في 8 يوليو 2021، فيما تواصل طالبان تقدمها في العديد من المناطق في أفغانستان، أفادت تقارير إعلامية، أن الحركة المتشددة تسيطر على معبر إسلام قلعة الحدودي مع إيران. وقالت إن جنوداً أفغان فروا إلى الأراضي الإيرانية بعد سيطرة طالبان على المعبر.[54]
جاء ذلك، اشتدت المعارك، بين طالبان والجيش الأفغاني لليوم الثاني على التوالي في مدينة قلعة نو، حيث ارتفعت سحب الدخان الأسود فوق عاصمة ولاية بادغيس هذه شمال غربي البلاد.
وأعلنت الحكومة إرسال مئات عناصر الكوماندوس بالمروحيات إلى ولاية بادغيس للتصدي لهذا الهجوم الذي تشنه طالبان. فيما قال عزيز توكلي وهو أحد سكان قلعة نو إن "حركة طالبان لا تزال في المدينة، يمكننا رؤيتهم يمرون على متن دراجاتهم النارية". وأضاف "المتاجر مغلقة والشوارع مقفرة"، موضحا أن نصف السكان تقريبا فروا. وعلى وقع تلك الاشتباكات المستمرة منذ مايو بين الطرفين، شدد الوفدان الممثلان لطالبان والحكومة الأفغانية بعد انتهاء اجتماعهما في طهران، على أن الحرب ليست حلاً. كما شددا على وجوب بذل كل الجهود للتوصل إلى حل سياسي، بحسب ما نقلت وكالة أنباء "إيرانا".
وكانت الحركة التي استولت منذ مايو على مناطق ريفية واسعة واقتربت من عدة مدن كبرى، دخلت بعد ساعات فقط على إعلان الجيش الأمريكي أنه أنجز انسحابه من أفغانستان بنسبة "أكثر من 90%"، مدينة قلعة نو التي تضم حوالي 75 ألف نسمة.
يذكر أن الاشتباكات انطلقت قبل أشهر بعد أن أعلنت واشنطن البدء بسحب قواتها من البلاد، منهية بذلك أكثر من 20 سنة على تواجدها في أفغانستان. خلال الأسبوع ، أخلى المسؤولون الأمريكيون أكبر مطار في البلاد، قاعدة بگرام الجوية، التي ظلت لسنوات مركزا للحرب ضد طالبان ومطاردة عناصر القاعدة، ومرتكبي هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية.
في 12 يوليو 2021، صرح مسؤول محلي إن مقاتلي حركة طالبان حاصروا مدينة غزنة بوسط أفغانستان واستولوا على منازل مدنيين لاستخدامها في قتال قوات الأمن، لتكون المدينة بذلك أحدث مركز حضري يتعرض لتهديدات المتشددين.والهجوم هو الأحدث على عاصمة إقليمية إذ تسعى طالبان لتطويق المدن والاستيلاء على الأراضي وشجعها في ذلك رحيل القوات الأجنبية. وقال حسن رضائي عضو مجلس إقليم غزنة "الوضع في مدينة غزنة حرج للغاية تستخدم طالبان منازل المدنيين كمخابئ وتطلق النار على قوات الأمن الأفغانية". وتصاعدت أعمال العنف في البلاد منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في أبريل أن القوات الأمريكية ستنسحب بحلول 11 سبتمبر منهية بذلك وجودها الذي دام 20 عاماً في أفغانستان.[55]
في 4 يوليو 2021، لقى 4 مدنيين مصرعهم وأصيب 5 آخرون بجروح جراء انفجار وقع وسط العاصمة الأفغانية كابول، حسبما أوردت وسائل إعلام، نقلاً عن الشرطة المحلية. ونقلت محطة طلوع نيوز التلفزيونية الأفغانية عن الشرطة قولها إن الانفجار وقع في شارع ميوند وسط العاصمة، مضيفة أن نوع العبوة الناسفة وهدف الهجوم لم يتم تحديدهما بعد، وأن "التحقيقات جارية" في ملابسات الحادث. ولم تعلن أي جهة حتى الآن، بما في ذلك حركة طالبان، مسؤوليتها عن الانفجار. وفي حادث منفرد، نقلت وكالة آريانا نيوز الأفغانية عن الشرطة أيضاً أن ثلاثة موظفين أمنيين اغتيلوا صباحاً على يد مسلحين مجهولين في منطقة حسين خيل في كابل، وأن أجهزة الأمن باشرت تحقيقا في الحادث.[56]
في 14 يوليو 2021، أعلنت حركة طالبان سيطرتها على مقر قيادة الأمن في ولاية قندهار، ومركز مديرية سبين بولدك، واستيلائهم على الكثير من الذخيرة والعتاد في الولاية. وفي اليوم نفسه، صرحت الحكومة الأفغانية أنها أطلقت نحو 100 عملية جديدة ضد الحركة خلال الأيام القليلة الماضية.[57]
وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع وقوات الأمن الأفغانية، أجمل عمر شنواري، أثناء مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء، بأن كابل أطلقت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة 98 عملية جديدة في 25 من أصل ولايات البلاد الـ34، مشيرا إلى وجود قيادات لـ"طالبان" بين الخسائر التي تكبدتها الحركة جراء هذه العمليات الجديدة. وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية صباحاً أن قواتها قتلت 191 مسلحاً لحركة طالبان، وأصابت 154 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية، ضمن عملياتها في ولايات بكتيا وغزني وقندهار وهرات وفراه وهلمند ونيمروز وتخار.
في غضون ذلك، تعهد الرئيس الأفغاني، أشرف غني، خلال زيارة إلى ولاية بلخ بشمال البلاد، بـ"كسر العمود الفقري لطالبان" واستعادة كافة المناطق التي سقطت في قبضة الحركة قريباً. ووعد غني بأن الوضع الأمني في البلاد سيتحسن بشكل ملحوظ في غضون الأشهر الثلاثة القادمة، وذلك على خلفية تواصل المواجهات بين قوات الحكومة وطالبان في معظم مناطق شمال البلاد.
في 15 يوليو 2021، كشف عضو فريق التفاوض الحكومي الأفغاني، نادر نادري، أن حركة طالبان اقترحت وقفاً لإطلاق النار لمدة 3 أشهر مقابل إطلاق الآلاف من سجناء الحركة لدى الحكومة الأفغانية، إضافة إلى شطب اسمها من القائمة السوداء للأمم المتحدة. ونقلت وكالة أنباء خاما برس الأفغانية عن نادري قوله في مؤتمر صحفي الليلة الماضية: "طالبان عرضت وقفا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر لكنها طالبت بإطلاق سراح 7000 سجين لدى الحكومة الأفغانية". [58]
وأضاف أن الحركة اشترطت أيضا "شطب زعماء الجماعة من القائمة السوداء للأمم المتحدة مقابل وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر"، مشيرا إلى أن هذا "مطلب كبير من حركة طالبان". وأعلنت حركة طالبان الأفغانية في وقت سابق عن سيطرتها على أكثر من 150 منطقة في عموم البلاد، وذلك في ظل استمرار عملية انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان.
في 22 يوليو 2021، أعلنت الولايات المتحدة شنها ضربات جوية لدعم قوات الحكومة الأفغانية التي تواجه ضغوطاً من حركة طالبان، فيما بدأت القوات الأجنبية التي تقودها واشنطن المراحل النهائية من انسحابها من البلاد. وقال جون كربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية للصحفيين إن الضربات كانت لدعم قوات الأمن الأفغانية في الأيام الماضية، دون ذكر المزيد من التفاصيل.[59]
وذكر ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان أن الضربات وقعت مساء 21 يوليو واستهدفت ضواحي مدينة قندهار في جنوب البلاد وأسفرت عن مقتل ثلاثة من مقاتلي الحركة وتدمير سيارتين. وأضاف "نؤكد هذه الضربات الجوية ونندد بها بأشد العبارات. إنها هجوم واضح وانتهاك لاتفاق الدوحة لأنه لا يمكنهم القيام بعمليات بعد مايو"، في إشارة لاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان يمهد الطريق لانسحاب القوات الأمريكية. وتابع "إذا قاموا بأي عملية فسوف يتحملون العواقب". ولم يتسن لرويترز التواصل مع متحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان للتحقق من توقيت وموقع الهجمات.
في 24 يوليو 2021، أعلنت وزارة الداخلية في أفغانستان أن 35 من مسلحي حركة طالبان قتلوا نتيجة عمليات شنتها القوات الحكومية الأفغانية في ولاية هلمند بجنوب البلاد.
وجاء في بيان للوزارة نشر على صفحتها في تويتر" أن "35 من إرهابيي طالبان، بينهم قيادي، قتلوا وأصيب 13 آخرون بجروح جراء عمليات متفرقة عدة شنتها قوات الأمن الوطنية الأفغانية، مدعومة من قوات الجيش الأفغاني، في نواحي نهر سراج ونادعلي وناوه، إلى جانب مدينة لشكر كاه في ولاية هلمند". وأضاف البيان أن العمليات أدت أيضا إلى تدمير عدد من معاقل "طالبان". من جهتها قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن 262 إرهابياً قتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية نتيجة معارك دارت في أراضي ولايات لغمان وننكرهار ونورستان وكونار و[بولاية غزني|غزني]] وبكتيا وقندهار وهرات وبلخ وجوزجان وهلمند وقندوز وكابيسا.[60]
وتشهد أفغانستان خلال الأسابيع الأخيرة تصاعد المواجهات بين القوات الحكومية الأفغانية وحركة "طالبان"، وذلك تزامناً مع خروج قوات الولايات المتحدة والناتو من البلاد المخطط لإتمامه 11 سبتمبر 2021.
أدى سقوط ثلاثة صواريخ في مطار قندهار في الساعات الأولى من 1 أغسطس 2021، إلى أضرار في مدرجه الوحيد وإلى إلغاء كل الرحلات الجوية من وإلى هذه المدينة الكبيرة الواقعة في جنوب أفغانستان والتي أحكمت حركة طالبان سيطرتها عليها في الأسابيع الأخيرة. من جهتها قالت حركة طالبان، إن مقاتليها شنوا هجوما بصواريخ على مطار قندهار جنوب البلاد، لوقف "ضربات جوية للعدو". وأعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان أن مقاتلي الحركة قصفوا مطار قندهار بثلاثة صواريخ على الأقل، مضيفاً أن الهدف كان إحباط الضربات الجوية التي تشنها القوات الحكومية الأفغانية. وأضاف المتحدث: "استهدفنا مطار قندهار لأن العدو يستخدمه كمركز لشن ضربات جوية علينا".[61]
ويشمل مجمع مطار قندهار الذي يضم مدرجاً واحداً فقط، قاعدة جوية عسكرية حيوية لإمداد القوات الأفغانية التي تواجه طالبان منذ أسابيع عدة في ضواحي المدينة التي يبلغ عدد سكانها 650 ألف نسمة. وقال رئيس مطار قندهار مسعود باشتون: "أطلقت ثلاثة صواريخ الليلة الماضية على المطار أصاب اثنان منها المدرج (...) ونتيجة لذلك ألغيت كل الرحلات من المطار وإليه". وهذا ما أكده مسؤول في الطيران المدني في كابول. وأضاف أن أعمال إصلاح المدرج جارية. واقتربت طالبان في الأسابيع الأخيرة من قندهار مهد الحركة، ووصلت إلى حدود ثاني كبرى مدن البلاد في عدد السكان.
وفي هرات، استمرت الاشتباكات مساء 31 يوليو في ضواحي المدينة. وساهمت غارات جوية في وقف تقدم طالبان" كما قال جيلاني فرهاد، الناطق باسم حاكم ولاية هرات لوكالة فرانس برس، صباح الأحد. وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية عن وصول المئات من جنود القوات الخاصة إلى هرات "بهدف زيادة العمليات الهجومية والقضاء على طالبان".
وبعد هدوء في الصباح، استؤنف القتال بعد ظهر 31 يوليو لليوم الثالث على التوالي في منطقتي إنجيل التي تحيط بالمدينة، وغوزارا الواقعة على مسافة عشرة كيلومترات تقريبا جنوبي هرات، على مقربة من المطار. وكان مقاتلو طالبان قد اقتربوا الخميس والجمعة من حدود المدينة التي انتشر حولها جنود أفغانيون ومسلحون تابعون لإسماعيل خان، زعيم الحرب المناهض لطالبان والذي شارك في القتال ضد الاحتلال السوڤيتي (1979- 1989). وفي 30 يوليو، تعرضت مكاتب بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) في هرات لهجوم بقاذفات صواريخ من قبل "عناصر مناهضة للحكومة" ما أسفر عن مقتل شرطي أفغاني كان يحرس المبنى، كما أوضحت البعثة مشيرة بأصابع الاتهام إلى طالبان.
في 3 أغسطس 2021، حضّ الجيش الأفغاني المدنيين على إخلاء مدينة لشكرگاه، عاصمة ولاية هلمند في جنوب البلاد، تمهيداً لشن هجوم على متمردي طالبان، على وقع مواجهات مستمرة منذ أيام. وخاطب الجنرال سامي سادات، القائد العسكري الأعلى رتبة في جنوب البلاد، سكان المدينة في تسجيل صوتي وزّعه على وسائل الإعلام وطلب بثّه، "نطلب منكم أن تغادروا منازلكم في أسرع وقت. سنواجه" متمردي طالبان "ونقاتلهم بقوة". وأضاف "لن نترك أي (عنصر من) طالبان على قيد الحياة.. يُرجى المغادرة في أسرع وقت ممكن حتى نتمكّن من بدء عمليتنا".[62]
وجاء نداء الجيش بعد وقت قصير من إحصاء بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان، في تغريدة، مقتل أربعين مدنياً على الأقل وإصابة 118 آخرين بجروح في الساعات الـ24 الأخيرة، خلال المعارك في لشكركاه، حيث يقيم مئتا ألف نسمة. وأبدت البعثة "قلقها الشديد" إزاء مأزق المدنيين العالقين. وحضّت على "وقف فوري للقتال في المناطق الحضرية".
وقال مدير إذاعة سوكون في المدينة صفات الله لوكالة فرانس برس صباحاً "اشتدّ القتال هذا الصباح". وأوضح أن "قاذفات أميركية من طراز بي 52 والقوات الجوية الأفغانية قصفت مواقع طالبان" متحدثاً عن قتال مستمر قرب سجن المدينة ومبنى يضم مقرات الشرطة وأجهزة الاستخبارات.
في 8 أغسطس 2021، قال عضو في المجلس التشريعي لإقليم أفغاني، إن مقاتلي حركة طالبان استولوا على المباني الحكومية الرئيسية في مدينة قندوز التي تقع في شمال شرق أفغانستان. وأضاف العضو في المجلس التشريعي أن القوات الحكومية لم تعد لها السيطرة سوى على مطار مدينة قندوز وقاعدتها العسكرية هناك. واستولت طالبان قبل يومين على أول عاصمة لولاية أفغانية منذ سنوات، وهي زارنج التي تقع على الحدود مع إيران، في ولاية نمروز بجنوب البلاد. وفي 7 أغسطس قال نائب حاكم ولاية جوزجان، في شمال أفغانستان إن الحركة تهاجم ضواحي مدينة شبرغان، عاصمة الولاية.[63]
في 9 أغسطس 2021، أعلنت حركة طالبان السيطرة على مدينة أيبك عاصمة ولاية سمنگان بشمال أفغانستان، لتصبح بذلك سادس عاصمة ولاية أفغانية تسقط في يد الحركة منذ بدء خروج قوات الناتو من البلاد. وقال الناطق باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، عبر حسابه في تويتر، اليوم الاثنين، إن مدينة أيبك باتت "خارج سيطرة العدو المرتزق"، في إشارة إلى القوات الأمنية الأفغانية، وذلك بعد معارك في مناطق متفرقة خاضتها القوات الحكومية مع مسلحي الحركة.[64]
في 9 أغسطس 2021، كشفت مصادر دبلوماسية وسياسية أن مبعوث الولايات المتحدة الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد اقترح تعديلاً لعملية السلام يقضي بتشكيل حكومة موقتة "تشاركية" وعقد مؤتمر يجمع الأطراف المتخاصمة خارج البلاد. لكن هذا الخطوة جوبهت برفض فوري من الحكومة الأفغانية وحركة طالبان على حد سواء. ويقوم خليل المولود في أفغانستان بجولة تشمل كابول والدوحة وعواصم أخرى في المنطقة هي الأولى منذ بدأت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بحث اختياراتها لعملية السلام المتعثرة.[65]
قالت مصادر دبلوماسية وسياسية إن المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد اقترح خلال الأيام الماضية تعديلا لعملية السلام المتعثرة يشمل تشكيل حكومة موقتة وعقد مؤتمر للأطراف الرئيسية، لكن خطته واجهت اعتراضات فورية من الجانبين المتحاربين. ويقوم المبعوث الأمريكي المولود في أفغانستان بجولة تشمل كابول والدوحة وعواصم أخرى في المنطقة هي الأولى منذ بدأت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بحث اختياراتها لعملية السلام وبينما ينفد الوقت المتبقي على الأول من مايو وهو نهاية مهلة سحب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وقالت المصادر إن خليل زاد يحاول، في الوقت الذي تحقق فيه مفاوضات السلام الجارية في عاصمة قطر القليل من التقدم ويتصاعد العنف في أفغانستان، بناء توافق حول اختيارات بديلة مع جميع الأطراف الأفغانية والقوى الإقليمية. وقال مصدر دبلوماسي يتابع العملية عن كثب "تعتقد (الولايات المتحدة) أن (مفاوضات) الدوحة غير منجزة وتحتاج إلى قوة دفع وإلى نهج بديل". وفي كابول اجتمع خليل زاد مع عبد الله عبد الله المفاوض الأفغاني الرئيسي والرئيس أشرف غني وقادة سياسيين آخرين من بينهم الرئيس السابق حامد كرزاي وقادة للمجتمع المدني.
وقالت ثلاثة مصادر دبلوماسية ومصدران في فريقي القادة السياسيين الذين اجتمعوا مع خليل زاد ومصدران دوليان في كابول إن أحد مقترحات المبعوث الرئيسية اتفاق حول حكومة مؤقتة أشير إليها باعتبارها حكومة تشاركية أو تمثيلية. وقال مسؤول سابق في الحكومة الأفغانية مطلع على الأمر إن خليل زاد وزع وثيقة تفصل اقتراح التشارك في السلطة وإنها تمثل تنقيحا لورقة وزعها في ديسمبر. وتمثل اقتراح آخر في عقد اجتماع في صيغة مماثلة لمؤتمر بون عام 2001 يضم ممثلين من قطاع عريض من الأحزاب الأفغانية يجتمعون معا في حين تدفعهم وكالات دولية ودبلوماسيون للوصول إلى حل.
واجتمع قادة مناهضون لطالبان تحت إشراف دولي في مدينة بون الألمانية بعد أن أطاح الغزو الأمريكي في عام 2001 بطالبان واتفقوا على تشكيل إدارة مؤقتة وخارطة طريق لتشكيل حكومة دائمة وكتابة دستور جديد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحافيين أمس الجمعة "ندرس عددا من الأفكار المختلفة التي قد تدفع العملية". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية يوم السبت إن "الولايات المتحدة لا تقدم أي مقترحات رسمية وتواصل مراجعة جميع الخيارات ذات الصلة لوضع القوة في المستقبل. ناقش السفير خليل زاد مجموعة من الطرق لدفع الدبلوماسية قدما، لا أكثر".
وقال المصدران الدوليان إن خليل زاد يطلب من الأمم المتحدة القيام بدور ريادي والدعوة إلى المؤتمر. ولم يرد متحدثون باسم بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان على الفور على طلب للتعليق. وقال مصدران إن المؤتمر قد يعقد في تركيا لكن مصدرا ثالثا حذر من أن هذا المكان قد يواجه اعتراضا من الدول الغربية ويجري النظر في دول أخرى من بينها ألمانيا وأوزبكستان. وواجهت خطط خليل زاد على الفور اعتراضات من كل من الحكومة الأفغانية وطالبان.
وكرر غني رفضه التنحي لتشكيل حكومة مؤقتة خلال كلمة أمام البرلمان الأفغاني يوم السبت. وحذر من أن أي انتقال للسلطة يجب أن يتم من خلال انتخابات كما يقضي الدستور. وقال مسؤولان دوليان في كابول إن معارضة غني القوية ستكون مشكلة بالنسبة للخطة. وقال أحد المسؤولين "المشكلة هنا هي أن غني يمكن أن يلوم الولايات المتحدة مباشرة ... فمن خلال تحدي شرعيته والتفكير في حكومة مؤقتة فهذا يعني أنها (الولايات المتحدة) تقوض العملية الديمقراطية".
في 10 أغسطس 2021، بدأت حركة طالبان السعي للسيطرة على مزار شريف، كبرى مدن شمال أفغانستان بعد تعزيز مواقعها هناك، فيما تعتزم واشنطن استئناف مفاوضات الدوحة من أجل الضغط على الحركة لوقف هجومها العسكري. وقال مسلحو طالبان إنهم بدأو الهجوم على مزار الشريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ. لكن السكان والمسؤولين الأفغان قالوا إن المسلحين لم يصلوا إليها بعد.[66]
من جهتها قالت الشرطة في ولاية بلخ إن أقرب موقع شهد معارك يبعد 30 كيلومترا على الأقل منها، متهمة طالبان بأنها تستخدم "الدعاية لترويع السكان". بدوره قال مرويس ستانيكزاي، الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية في رسالة إلى وسائل الاعلام إن "العدو يتحرك الآن باتجاه مزار الشريف، لكن لحسن الحظ أحزمة الأمان (حول المدينة) قوية وتم صد العدو". ومزار الشريف مدينة تاريخية ومفترق طرق تجاري. وهي من الدعائم التي استندت إليها الحكومة للسيطرة على شمال البلاد. وسيشكل سقوطها ضربة قاسية جدا للسلطات.
وتعهد محمد عطا نور، الحاكم السابق لولاية بلخ والرجل القوي في مزار الشريف والشمال، تعهد بالمقاومة "حتى آخر قطرة دم". وكتب على تويتر: "أفضل أن أموت بكرامة على أن أموت في حالة من اليأس". من ناحية أخرى باتت طالبان تسيطر على ست من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34، بعدما استولت قبل أيام على شبرغان معقل زعيم الحرب عبد الرشيد دوستم على مسافة حوالى 50 كيلومترا شمال ساري بول، والجمعة على زرنج عاصمة ولاية نيمروز البعيدة في جنوب غرب البلاد عند الحدود مع إيران.
وسيطرت على مدينة قندوز الكبيرة الواقعة في شمال شرق البلاد، وكذلك مدينتي ساري بول وتالقان، الأحد، في غضون ساعات قليلة، كما أضافت طالبان الاثنين إلى قائمتها مدينة أيبك البالغ عدد سكانها 120 ألف نسمة والتي سقطت من دون مقاومة. ووسط استمرار المعارك، فر آلاف السكان من شمال البلاد، ووصل الكثير منهم إلى كابول الاثنين، بعد رحلة لعشر ساعات في السيارة عبروا فيها العديد من حواجز طالبان.
تشكل السيطرة على قندوز الواقعة على مسافة 300 كيلومتر شمال كابول والتي احتلها المسلحون مرتين في 2015 و2016، وهي مفترق الطرق الاستراتيجي في شمال أفغانستان بين كابول وطاجيكستان، تشكل أكبر نجاح عسكري لطالبان منذ بدء الهجوم الذي شنته في مايو، مع بدء انسحاب القوات الدولية الذي يُتوقع أن ينتهي بحلول 31 أغسطس الجاري. وإثر تقدم طالبان يبدو بحسب خبراء أن الجيش الأفغاني غير قادر على وقف هجوم طالبان في الشمال، إلا أنه مستمر في مواجهة المسلحين في قندهار ولشكركاه، وهما معقلان تاريخيان للمسلحين في جنوب أفغانستان، وكذلك في هرات في غرب البلاد.
لكن هذه المقاومة تتم لقاء خسائر مدنية فادحة، إذا أفادت اليونيسف الإثنين عن مقتل عشرين طفلا على الأقل وإصابة 130 خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في ولاية قندهار وحدها. من جانب آخر أعلنت الخارجية الأمريكية في بيان مساء 9 أغسطس: "سيتوجه السفير خليل زاد إلى الدوحة للمساعدة في صياغة استجابة دولية مشتركة للوضع المتدهور بسرعة في أفغانستان".
وأضافت أنه "سيحض طالبان على وقف هجومها العسكري والتفاوض على اتفاق سياسي، وهو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية في أفغانستان". وخلال الأسابيع الأخيرة، أوضحت إدارة بايدن أن واشنطن ستحافظ على "دعمها" للحكومة في كابول، خصوصا في ما يتعلق بالتدريب العسكري، لكن بالنسبة إلى بقية الأمور، على الأفغان ان يقرروا مصيرهم. وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي، يوم الاثنين: "هذا بلدهم الذي يجب أن يدافعوا عنه. هذه معركتهم".
في 10 أغسطس 2021، شن الطيران الأمريكي قصفًا جويًا، على مواقع حركة طالبان في عدة مواقع منها مديرية نجراب بولاية کاپیسا. وبعدما زعمت حركة طالبان مهاجمة مزار الشريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ، أعلنت الدفاع الأفغانية، التصدي بنجاح لهجوم مسلحي الحركة على مدينة مزار شريف، مؤكدة أيضاً صد الهجمات في إقليم باكتيا وتكبيدها خسائر كبيرة.[67]
وتحدث الجيش الأفغاني عن غارات جوية ضد مقاتلي طالبان في ولاية بلخ. وكانت الشرطة في الولاية كشفت في وقت سابق اليوم، أن أقرب موقع شهد معارك يبعد 30 كيلومتر على الأقل منها، متهمة طالبان بأنها تستخدم الدعاية لترويع السكان. إلى ذلك، أعلن الجيش الأفغاني شن غارات جوية على عناصر لطالبان في قندهار قتلت 47 وأصابت 25.
كذلك أعلن مقتل 12 من الحركة خلال غارات على نجراب في ولاية کاپیسا، وأكد مقتل 85 من مسلحي الحركة خلال التصدي لهجوم على عاصمة ولاية بكتيكا، ومقتل شخص وإصابة 3 خلال غارات للقوات الأفغانية على شاكادارا في كابل.
في المقابل، زعم المتحدث باسم طالبان، مقتل 30 جندياً من الجيش الأفغاني بولاية بلخ، مؤكداً أن مقاتلي الحركة وصلوا لناحية دي دادي بنفس الولاية. وقالت الحركة المتشددة، إنها اقتربت من السيطرة على مركز ولاية فراه على الحدود الأفغانية الإيرانية. في حين نفت مصادر أمنية أفغانية تلك المعلومات مشيرة إلى مقتل 80 مسلحا من طالبان في معارك بمحيط مدينة فراه غرب البلاد.
في 11 أغسطس 2021، أعلنت حركة طالبان، أنها سيطرت على سجن مدينة قندهار المركزي وأطلقت سراح كافة سجناء الحركة. وبعد ثلاثة أسابيع من الهدوء النسبي في قندهار، استأنفت حركة طالبان هجماتها على قندهار الليلة الماضية. وبحسب موقع طلوع نيوز الأفغاني، هاجمت طالبان أجزاء من ترينكومالي، عاصمة ولاية أرزجان. شنت حركة طالبان هجماتها على الأحزمة الأمنية لمدينة قندهار الليلة الماضية، ويقول بعض سكان قندهار إن طالبان دخلت أجزاء من الأحياء السادسة والحادية عشرة والخامسة عشرة من مدينة قندهار.[68]
وقال محمد ضي، وهو من سكان قندهار إن "الوضع سيء للغاية لدرجة أنه لا يوجد أحد في السوق ظهر اليوم. القلق استولى على الجميع". في الوقت نفسه، يتواصل القتال في لشكرجاه عاصمة ولاية هلمند. ويقول مسؤولون محليون إن سيارة مفخخة انفجرت صباح اليوم قبل أن تستهدف مقر الشرطة، ولم يصب أحد بأذى. ونشر الموقع الأفغاني مقطع فيديو يظهر آثار الدمار للمعارك مع طالبان في قندهار، حيث يعيش المواطنون في خيام بعد تهدم منازلهم.
وتسببت الحرب في لشكرجاه في وقف نشاط المؤسسات التعليمية في هذه المدينة وتحولت إلى معاقل حرب من العديد من المراكز التعليمية والجامعات. وقال الأستاذ الجامعي عزت الله سكندري:"يجب أن يولوا اهتمامًا كبيرًا للمنشآت المدنية في المدينة، وندعو الحكومة إلى الاهتمام الجاد بالغارات الجوية والحرب لمنع وقوع إصابات في صفوف المدنيين". في غضون ذلك، قال مسؤولون محليون في أرزجان إن طالبان تكبدت خسائر في الأرواح بعد أن هاجمت طالبان أحزمة أمنية في مدينة ترينكومالي، عاصمة أرزجان. وقال محافظ أومارجان محمد عمر شيرزاد إن "هجوم طالبان قوبل بمقاومة شرسة من قبل قوات الأمن". وحتى الآن، سيطرت طالبان على تسع عواصم إقليمية.
في 14 أغسطس 2021، واصلت حركة طالبان بوتائر متصاعدة زحفها العسكري الرامي إلى إحكام قبضتها على عموم أراضي أفغانستان. وأعلن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، اليوم السبت على حسابه في تويتر عن سيطرة الحركة على مدينة شرنة، مركز ولاية بكتيكا شرق البلاد، وكافة المرافق الحكومية فيها. كما أعلن مجاهد عن استيلاء طالبان أيضاً على مدينة أسد آباد، مركز ولاية كونر شرق البلاد، واستسلام حاكم الولاية وقائد الشرطة ورئيس الاستخبارات المحلية إلى المسلحين، بالإضافة إلى سيطرة الحركة على مناطق أخرى في الولاية.[69]
وأكدت وكالة نوفوستي الروسية صحة الأنباء عن سقوط أسد آباد نقلا عن مسؤول محلي. كما أفاد المتحدث باسم طالبان بأن مسلحي الحركة دخلوا مدينة غرديز، مركز ولاية بكتيا شرق البلاد، واستولوا على السجن المركزي هناك ويقتحمون حالياً مقر الاستخبارات.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت طالبان عن شنها هجوماً جديداً في مسعى للاستيلاء على مدينة مزار شريف الاستراتيجية، مركز ولاية بلخ في شمال البلاد، مؤكدة أنها تشن هجمات من الاتجاهات الأربعة على الأحزمة الدفاعية للمدينة. ولفتت طالبان إلى أن اشتباكات ضارية تدور في المنطقة، زاعمة إحرازها تقدماً ميدانياً مع تكبد القوات الحكومية خسائر فادحة.
وأعلنت طالبان أيضاً أن قواتها استكملت سيطرتها على ولاية بدخشان شمال شرقي البلاد، باستيلائها على مركز مديرية كران ومنجان. في الوقت نفسه، تتحدث تقارير إعلامية عن استسلام مجموعة القوات الحكومية التي كانت تتحصن في مطار قندهار جنوب البلاد إلى طالبان، وذلك بعد أيام من سقوط المدينة في قبضة المسلحين.
ونشرت الحركة على وسائلها الدعائية لقطات تظهر لحظة خروج حاكم قندهار، روح الله خانزادة، من المطار لتسليم نفسه إلى المسلحين.
في غضون ذلك، أكدت هدى أحمدي، المشرعة من ولاية لوكر الواقعة وسط البلاد جنوب شرقي العاصمة كابل، صحة الأنباء عن استيلاء "طالبان" على مركز الولاية مدينة بل علم واحتجازها جميع المسؤولين المحليين. وأوضحت المشرعة أن قوات "طالبان" تسيطر حاليا على عموم الولاية ووصلت إلى منطقة جهار آسياب الواقعة على بعد 11 كلم فقط عن كابل. وسيطرت "طالبان" في الفترة الأخيرة على مراكز 18 على الأقل من أصل الولايات الأفغانية الـ34.
في 14 أغسطس 2021، استولت طالبان على محطة إذاعية في قندهار، وتوجهت إلى موجات الأثير بعد الاستيلاء على جزء كبير من جنوب أفغانستان في هجوم سريع أثار مخاوف من استيلاء كامل على السلطة قبل أقل من ثلاثة أسابيع من موعد سحب الولايات المتحدة لقواتها الأخيرة. وسيطرت طالبان على جزء كبير من شمال وغرب وجنوب أفغانستان في الأسابيع الأخيرة، تاركةً الحكومة تسيطر على عدد قليل من الأقاليم في الوسط والشرق، فضلاً عن العاصمة كابول ومدينة مزار الشريف الشمالية. وأصدرت حركة طالبان مقطعا مصورا أعلن فيه متمرد لم يذكر اسمه استيلائه على محطة الإذاعة الرئيسية في المدينة، والتي أعيدت تسميتها بصوت الشريعة. وقال، إن جميع الموظفين كانوا حاضرين وسيقومون ببث الأخبار والتحليلات السياسية وتلاوات القرآن الكريم. ويبدو أن المحطة لن تقوم بتشغيل الموسيقى بعد الآن.[70]
في 15 أغسطس 2021، أوشكت عملية انهيار الدولة في أفغانستان وسقوط البلاد في قبضة حركة طالبان على النهاية، حيث دخل المسلحون إلى مشارف العاصمة كابول. وأعلنت الداخلية الأفغانية حسب وكالة رويترز، أن مسلحي طالبان بدأوا بدخول العاصمة من جميع الاتجاهات. ولفتت وكالة نوفوستي الروسية إلى ورود تقارير عن استيلاء المسلحين على جامعة كابول غرب المدينة ورفعهم أعلام حركتهم فوق أحد أحياء العاصمة على الأقل، وسط أنباء عن إخلاء المباني الحكومية على وجه الاستعجال من المسؤولين. في الوقت نفسه، أفادت وكالة الأناضول التركية بأن مسلحي طالبان"سيطروا على الأحياء المحيطة بكابل. بدورها، ذكرت الرئاسة الأفغانية على حسابها في تويتر أن كابل لم تتعرض لأي هجوم، مؤكدة في الوقت نفسه سماع دوي طلقات نارية في عدد من المناطق البعيدة في العاصمة. وأشارت الرئاسة إلى أن أجهزة الأمن تعمل بالتنسيق مع الشركاء الدوليين بهدف ضمان أمن المدينة، مشددة على أن "الوضع تحت السيطرة".
في غضون ذلك، صرح القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، عبد الستار ميرزاكول، في تصريح مسجل نشرته قناة "طلوع نيوز" بأن كابل لن تتعرض لهجوم وسيتم ونقل السلطة سلمياً، مشددا على أن القوات الأمنية لا تزال تعمل على ضمان الأمن في العاصمة. بدورها، أعلنت طالبان في بيان صدر عنها اليوم أنها أمرت قواتها بـ"الوقوف عند أبواب كابل" دون محاولة دخول المدينة، بهدف تفادي العنف، مشددة على أنها "لا تريد دخول المدينة بالقوة والحرب بل بسلام". وأشارت الحركة إلى أن التفاوض جار على إطلاق عملية انتقالية وتسليم كابل إليها، محملة إدارة الرئيس أشرف غني المسؤولية عن أمن المدينة.
وتعهدت الحركة بعدم ملاحقة المسؤولين العسكريين والسابقين في إدارة غني، مطالبة الجميع بـ"البقاء في أماكنهم ومنازلهم وعدم محاولة مغادرة البلاد". كما أعلنت طالبان عبر وسائلها الدعائية عن سيطرتها على سجن بل تشرخي في ضواحي كابل الشرقية وإطلاق سراح أكثر من خمسة آلاف من عناصرها المعتقلين هناك. ونقلت رويترز عن مسؤول في القصر الرئاسي الأفغاني أن الرئيس أشرف غني يجري الآن محادثات طارئة مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد ومسؤولين كبار في حلف الناتو.
في الوقت نفسه، قال مسؤول أفغاني لوكالة أسوشيتد برس إن طالبان أرسلت وفدا إلى القصر الرئاسي للتفاوض على نقل السلطة في البلاد، وأكدت وسائل إعلام أخرى صحة هذه الأنباء. وتتوقع وسائل إعلام محلية وأجنبية أن تتمخض هذه المحادثات عن تشكيل حكومة انتقالية برئاسة وزير الداخلية وسفير أفغانستان لدى ألمانيا سابقا علي أحمد جلالي، وسط توقعات بتقديم الرئيس غني الاستقالة في الساعات القادمة. [71]
وأكدت مصادر دبلوماسية لرويترز اختيار جلالي المقيم في الولايات المتحدة لرئاسة الحكومة الانتقالية المؤقتة. وأشار قيادي في طالبان في الدوحة لرويترز إلى أن الملا عبد الغني برادر الذي بعد الشخص الثاني في الحركة يستعد للعودة إلى أفغانستان، وسط توقعات بأنه سيشارك في المشاورات بشأن نقل السلطة. تأتي هذه التطورات على خلفية مواصلة الولايات المتحدة عملية إجلاء طاقم سفارتها من العاصمة الأفغانية.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن مبعوث واشنطن خليل زاد طلب من "طالبان" عدم دخول كابل ما لم تختتم عملية إجلاء الرعايا الأمريكيين والأفغان المتعاونين مع الإدارة الأمريكية من المدينة، لافتة إلى أن هذه العملية قد تشمل أكثر من 10 آلاف شخص. وذكر مسؤول أمريكي في حديث لرويترز أن الأعضاء الرئيسيين في الطاقم الأمريكي في كابل يعملون من مطارها الآن، موضحا أن أقل من 50 موظفا في سفارة واشنطن سيبقون في المدينة في الوقت الحالي. بدوره، أشار مسؤول في حلف الناتو للوكالة إلى أن العديد من موظفي دول الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى موقع أكثر أمنا في كابل في ظل تقدم طالبان.
وتأتي هذه التطورات على خلفية سيطرة طالبان على كافة حدود أفغانستان، ومواصلة الحركة إحكام سيطرتها على مراكز الولايات التي لم تستول عليها بعد. وأعلنت طالبان عن سيطرتها اليوم على مدينة محمود راقي (مركز ولاية كابيسا شمال شرقي البلاد)، ومدينة باميان (مركز الولاية التي تحمل الاسم نفسه وسط البلاد) ومدينة خوست (مركز ولاية خوست جنوب شرقي البلاد) ومدينة ميدان شهر (مركز ولاية وردك وسط البلاد) ومدينة نيلي (مركز ولاية دايكندي وسط البلاد) وجلال آباد (مركز ولاية ننكرهار في الشرق) ومدينة مهترلام (عاصمة ولاية لغمان في شرق البلاد). كما ذكرت طالبان أن مسلحيها سيطروا على تسيطر على قاعدة بغرام العسكرية (وهي كانت قاعدة رئيسية لقوات حلف الناتو في البلاد) وأطلقوا سراح عناصر الحركة المعتقلين في سجنها.
في غضون ذلك، أكدت وكالة نوفوستي نقلاً عن مصدر مطلع صحة الأنباء عن مغادرة القيادي العسكري الأفغاني البارز، عبد الرشيد دوستم، بلده إلى أوزبكستان مع مجموعة من العسكريين، مضيفة أن دوستم يجري الآن محادثات مع سلطات هذا البلد المجاور.
في 15 أغسطس 2021، نقلت قناة روسيا اليوم عن وسائل إعلام أن الرئيس الأفغاني أشرف غني، قدم استقالته من منصبه عقب دخول قوات حركة طالبان إلى مشارف العاصمة كابول، وإعلان الحركة محاصرتها لها من جميع الاتجاهات في مشهد جديد تعيشه أفغانستان هذه الفترة.[72] وقد ذكر مسؤول كبير بوزارة الداخلية الأفغانية أن الرئيس أشرف غني غادر العاصمة كابول إلى طاجيكستان. [73]
في 15 أغسطس 2021، استولت حركة طالبان على قاعدة بگرام الجوية، التي سلمتها القوات الأمريكية إلى الجيش الأفغاني شهر يوليو. تقع المنشأة شمال كابل، وكانت القاعدة العسكرية الرئيسية للولايات المتحدة منذ عام 2001، وتعد أكبر قاعدة جوية في أفغانستان.[74]
غادر أفراد عسكريون من الجيش الأمريكي وقوات حلف الناتو، القاعدة الجوية في 2 يولي تماشياً مع اتفاق انسحاب القوات. ومن المقرر أن يكتمل انسحاب الولايات المتحدة بحلول 11 سبتمبر. على جانب آخر، أطلق المسلحون سراح سجناء من أحد السجون المحلية. فيما ذكرت وسائل إعلام أن سلطات قاعدة بگرام سلمت القاعدة الجوية إلى طالبان عمداً.
مساء 15 أغسطس، قال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان إن الحركة أمرت مقاتليها بدخول العاصمة الأفغانية كابول لمنع عمليات النهب بعد أن غادرت الشرطة المحلية مواقعها. وعبر مجاهد عن قلق الحركة من غياب الأمن والاستقرار في العاصمة بعد مغادرة الشرطة المحلية، لاسيما بعدما افاد شهود عيان بوقوع حوادث إطلاق نار في العاصمة. ومن جهتهما، أكد مسؤولان بارزان في الحركة لوكالة رويترز دخول مقاتلي الحركة إلى القصر الرئاسي، مشددين على أنه لن تكون هناك حكومة انتقالية وأن طالبان ستبدأ في إدارة الأمور على الفور في كابل. جاء بيان المتحدث بعد وقت قصير من إعلان مسؤول أفغاني بارز أن الرئيس أشرف غني غادر البلاد. وتأتي تصريحات مجاهد بعد ساعات من إعلان متحدث باسم حركة طالبان، إن الحركة تتوقع انتقالاً سلمياً للسلطة خلال الأيام القليلة المقبلة. جاء ذلك بعد أن وصل مقاتلو الحركة إلى العاصمة كابل دون أن يواجهوا مقاومة تذكر.[75]
وأضاف المتحدث سهيل شاهين أن الحركة ستحمي حقوق المرأة وحريات وسائل الإعلام والعمال والدبلوماسيين، حسب ما ذكرته وكالة رويترز. وتابع المتحدث قائلاً في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «نطمئن الناس، خصوصاً في مدينة كابل، إلى أن أملاكهم وأرواحهم في أمان». وتابع «قيادتنا وجهت بأن تبقى القوات على أبواب كابل وعدم دخول المدينة... نريد نقلاً سلمياً للسلطة»، مشيراً إلى أن الحركة تتوقع حدوث ذلك خلال أيام قليلة. بدوره، قال مفاوض حكومي أفغاني إن وفداً تابعاً للحكومة الأفغانية يضم المسؤول البارز عبد الله عبد الله سيتوجه إلى قطر، اليوم الأحد، للقاء ممثلين عن حركة «طالبان». وأكد فوزي كوفي، وهو عضو في فريق تفاوض كابل، لـ«رويترز» أن الوفد سيلتقي مع «طالبان» في قطر بعد وصول مقاتلي الحركة للعاصمة الأفغانية في وقت سابق. وقال مصدر مطلع إن أعضاء الوفد الأفغاني وممثلي «طالبان» سيناقشون تسليم السلطة. وأضاف أن مسؤولين أميركيين سيشاركون أيضاً.
في 17 أغسطس 2021، أعلنت أوغندا موافقتها على استقبال 2000 لاجئ من أفغانستان بشكل مؤقت بناء على طلب من الولايات المتحدة بعد فرارهم إثر استيلاء حركة طالبان على السلطة في بلادهم. وقالت إستر أنياكون دافينيا، وزيرة الدولة للإغاثة ومواجهة الكوارث واللاجئين في أوغندا، لوكالة رويترز: "قدمت الحكومة الأمريكية الطلب أمس إلى الرئيس يويري موسيفيني وأعطاهم الموافقة على استقدام 2000 لاجئ (أفغاني) إلى أوغندا". وأضافت: "سيبقون هنا مؤقتاً لثلاثة أشهر قبل أن تعيد الحكومة الأمريكية توطينهم في مكان آخر". ولم يتضح متى سيبدأ وصولهم.[76] ولأوغندا تاريخ طويل في استقبال الهاربين من الصراعات، وتستضيف حالياً حوالي 1.4 مليون لاجئ معظمهم من جنوب السودان. وفي وقت سابق قبلت كل من ألبانيا وكوسوڤو طلباً أمريكيا لاستقبال لاجئين أفغان بشكل مؤقت.
في أعقاب استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، بدأت السلطات التركية في تسريع وتيرة بناء الجدار على الحدود مع إيران، لمنع تدفق اللاجئين الأفغان.[77] كانت تركيا في أواخر يوليو 2021، قد بدأت تركيا إلى تعزيز الأمن على حدودها المشتركة مع إيران، وتشييد جداراً محاطاً بأسلاك شائكة، على طول حدودها المشتركة مع إيران (295 كم). ووفق تصريح حاكم محافظة ڤان سينتهي تشييد الجزء الأول البالغ 64 كيلومترا في نهاية العام. أعلن حاكم محافظة ڤان بشرق تركيا، أمين بيلمز، تشييد جدار حدودي بطول 295 كيلومتراًيغطي الحدود المشتركة مع إيران.
ويهدف الجدار إلى مكافحة تدفقات الهجرة غير الشرعية من إيران، إذ تتزايد المخاوف من تدفق جديد محتمل للاجئين أفغان فارين من العنف المتنامي في بلدهم، تزامنا مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.[78]
من إيران، يدخل المهاجرون عادة إلى تركيا، لاسيما محافظة ڤان الحدودية. ونشر صحافيون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة توثق وصول قوافل المهاجرين إلى تركيا ودخولهم إلى محافظة فان. ونقلت وسائل إعلام تركية عن بيلمز قوله "خصصت وزارة الداخلية 35 فرقة عمليات خاصة و50 عربة مسلحة للمنطقة لمساعدة قوات حرس الحدود". مضيفا، "حفرنا الخنادق على مدار العامين الماضيين بعرض وعمق 4 أمتار. وستحيط مدخل هذه الخنادق أسلاك الشائكة". "نتوقع أن يتم تجهيز قسم بطول 64 كيلومترا بحلول نهاية العام. نحضّر مناقصة لبناء 63 كيلومترا إضافيا من السور"، وأشار الحاكم إلى أن الأقسام المتبقية ستكتمل في السنوات القادمة. بالإضافة إلى بناء الجدار، "سيكون هناك 58 برج مراقبة و45 برج اتصالات. وسيتم تجهيز الأبراج بكاميرات حرارية ورادارات وأجهزة استشعار وأنظمة مكافحة الحرائق".
في 18 أغسطس 2021، أفادت وسائل إعلام بسقوط ضحايا بشرية جراء إطلاق مسلحين منتمين لحركة طالبان النار على المشاركين في مسيرة شعبية نظمت في مدينة جلال آباد، عاصمة ولاية ننگرهار شرق أفغانستان. ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن مصدر محلي تأكيده سقوط قتلى وجرحى جراء إطلاق عناصر طالبان النار على المسيرة التي نظمت دعماً للعلم الوطني. وأشارت وكالة رويترز نقلاً عن شهود عيان إلى أن الحادث خلف ثلاثة قتلى وأكثر من 12 جريحاً على الأقل. وتداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي لقطات قيل إنها توثق لحظة إطلاق النار على المسيرة.[79]
في 24 أغسطس 2021، أعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، أن الحركة أغلقت الطريق المؤدي إلى مطار كابل، مشيراً إلى "أننا لا نسمح بالمرور إلا للأفراد الأجانب". وقال: "ما نشهده في مطار كابل شيء أليم وعلى الأمريكيين ألا يحثوا الأفغان على مغادرة البلاد"، داعياً الأفراد المتجمعين قرب المطار إلى العودة إلى منازلهم، و"نحن نتعهد الحفاظ على أمنهم".[80]
وأضاف: "نطمئن المترجمين الأفغان بأننا سنحافظ عليهم وندعوهم إلى عدم المغادرة، كما ندعو العاملين في قطاعات الصحة والتعليم والمرور إلى العودة لأعمالهم وتقديم الخدمات"، مؤكداً "أننا لا نريد أن تتوقف السفارات الأجنبية عن العمل أو أن تغلق أبوابها ونحن ضمنا لهم الحفاظ على أمنهم".
وأعلن أنه لا توجد لدى طالبان قائمة ثأرية بأسماء الأشخاص المستهدفين، وقال: "نحن نسينا الماضي وأعلنا العفو عن الجميع ولن نستجوب أي معارض". وأكد أن الحركة لم توافق على تمديد مهلة الإجلاء و"نريد اكتمال إجلاء الأجانب بحلول 31 أغسطس"، مشيراً إلى "أننا نعمل على إعادة هيكلة الجيش والشرطة بشكل أفضل وإعادة المسؤولين السابقين".
في 24 أغسطس 2021، عقد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام برنز اجتماعاً سرياً في كابول مع نائب زعيم طالبان الملا عبد الغني برادر، وفق صحيفة واشنطن بوست، في لقاء هو الأعلى مستوى بين مسؤول أمريكي وآخر في طالبان منذ عادت إلى السلطة. ولم تكشف واشنطن بوست مضمون المحادثات بين برادر ورئيس السي آي إيه لكن من المرجح أن تكون تناولت مهلة عمليات الإجلاء من مطار العاصمة الأفغانية حيث لا يزال آلاف يحتشدون على أمل الرحيل خوفا من حكم الإسلاميين. كثف الأمريكيون جهودهم لإجلاء آلاف الأفغان والأجانب من كابول في أسرع وقت ممكن بعدما حذرت طالبان من انها لن تسمح بهذه العمليات بعد مهلة أسبوع. وستبحث قمة افتراضية لمجموعة السبع وضع عمليات الإجلاء بعد ظهر اليوم نفسه.[81]
في 6 سبتمبر 2021، أعلن المتحدث باسم حركة طالبان السيطرة على وادي پنجشیر، بعد معارك استمرت عدة أيام. ونشرت الحركة صوراً لمقاتليها أمام مقر حاكم ولاية پنجشیر، كما نشرت صوراً لعلمها منصوباً فوق مبنى المقرّ. وأعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، في مؤتمر صحفي "سيطرة الحركة بالكامل" على الولاية الواقعة شمال العاصمة كابل، من دون سقوط أي ضحايا في صفوف المدنيين. وقال ذبيح الله مجاهد في بيان "بهذا الانتصار، خرج بلدنا بشكل كامل من مستنقع الحرب".[82]
من جهته دعا أحمد شاه مسعود، قائد المقاومة المناهضة لطالبان في وادي پنجشیر إلى "انتفاضة وطنية" ضد الحركة. وقال مسعود في رسالة صوتية أُرسلت إلى وسائل الإعلام "أينما كنتم، في الداخل والخارج، أحثّكم على بدء انتفاضة وطنية من أجل كرامة وحرية وازدهار بلدنا".
وقال المتحدث باسم الحركة إن خدمات الكهرباء، والهواتف النقالة والإنترنت ستعود في وادي بانشير بداية من اليوم، مضيفاً أن الحركة تمكنت من القضاء على "آخر بؤرة للإرهاب" في أفغانستان. وطالب المتحدث باسم طالبان الدول باستمرار تقديم المساعدات لبلاده، منوهاً إلى عودة العمل لرحلات الطيران الداخلية، وإلى أن الحركة تترقب استئناف العمل لرحلات الطيران الدولية.
وأدانت إيران بشدة الاثنين الهجوم الذي شنته طالبان على وادي بانشير، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي في طهران "الأنباء التي نسمعها من بانشير مقلقة (...) ندين هجوم ليلة أمس على هذه المنطقة بشدة". والتزمت طهران منذ سيطرة طالبان على أفغانستان الحذر في مواقفها، ولم تنتقد طالبان بشكل مباشر.
وحذر مجاهد من أن أي شخص يتمرد ضد حكم طالبان "سيتلقى ضربة قاسية"،وقال إن "الإمارة الإسلامية، حساسة جداً إزاء حركات التمرد، وكل من يحاول بدء تمرد سيتلقى ضربة قاسية. ولن نسمح بتمرد آخر". ووجه مجاهد الدعوة لأفراد القوات المسلحة الأفغانية إلى الاندماج بنظام الحكم الجديد. وقال "القوات الأفغانية التي تلقت تدريبات في السنوات العشرين الماضية سيطلب منها الانضمام إلى الإدارات الأمنية إلى جانب أعضاء طالبان".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تشكيل الحكومة سبتمبر 2021
في 7 سبتمبر 2021، أعلنت حركة طالبان تشكيل حكومة انتقالية جديدة في مؤتمر صحفي، على أن يكون الملا محمد حسن أخوند، رئيس الوزراء المؤقت، والشريك المؤسس لحركة طالبان الملا عبد الغني برادار نائباً له. وسيكون الملا يعقوب سيكون وزيرًا للدفاع في حكومة تصريف الأعمال. ويعقوب هو أحد نائبي زعيم طالبان منذ عام 2016.[83]
وجاء باقي تشكيل حكومة طالبان على النحو التالي:
- رئيس الوزراء: محمد حسن أخوند
- النائب الأول لرئيس الوزراء: عبد الغني برادر
- النائب الثاني لرئيس الوزراء: مولوي عبد السلام حنفي
- وزير الخارجية: أمير خان متقي
- وزير الثقافة والإعلام المكلف: الملا خيرالله خيرخوا
- وزير الاقتصاد بالوكالة: قاري الدين محمد حنيف
- وزير العشائر والحدود بالوكالة: نور الله نوري
- وزير المالية بالوكالة: الملا هداية الله بدري
- القائم بأعمال وزير التوسع القروي: يونس أخوند زاده
- وزير الرفاه المكلف: الملا عبد المنان العمري
- وزير المعادن والبترول بالوكالة: الملا محمد عيسى اخوند
- وزير المياه والكهرباء المكلف: الملا عبد اللطيف منصور
- وزير التعليم العالي بالوكالة: عبد الباقي حقاني
- وزير شؤون المهاجرين بالوكالة: خليل الرحمن حقاني
- رئيس الشؤون الإدارية بالوكالة: أحمد جان أحمدي
- وكيل وزارة الدفاع المكلف: الملا محمد فاضل مظلوم
- رئيس الأركان بالوكالة: القاري فصيح الدين
- وكيل وزارة الخارجية بالوكالة: شير محمد عباس ستانكزي
- وكيل وزارة الداخلية بالوكالة: مولوي نور جلال
- وكيل وزارة الثقافة والإعلام المُكلف: ذبيح الله مجاهد
- القائم بأعمال النائب الأول للرئاسة العامة للاستخبارات: الملا تاج مير جواد
- القائم بأعمال النائب الإداري للرئاسة العامة للاستخبارات: الملا رحمة الله نجيب
- وكيل وزارة الداخلية المكلف لمكافحة المخدرات: الملا عبد الحق أخوند
في 9 سبتمبر 2021، طالبت حركة طالبان التي عادت إلى سدة الحكم في أفغانستان، الولايات المتحدة والأمم المتحدة بشطب أسماء أعضاء في حكومتها الجديدة من القوائم السوداء الخاصة بهما.[84]
وانتقدت طالبان في بيان لها بشدة تصريحات مسؤولين في الپنتاگون بشأن وجود عدد من المدرجين على القائمة السوداء الأمريكية (وعلى رأسهم سراج الدين حقاني الذي تولى منصب وزير الداخلية) ضمن تشكيلة الحكومة الأفغانية الجديدة. ووصفت الحركة هذا الموقف الأمريكي بأنه "انتهاك سافر" للاتفاقية المبرمة بين الطرفين في العاصمة القطرية الدوحة في فبراير 2020، محذرة من أن هذا الموقف "ليس لصالح أمريكا ولا لصالح أفغانستان".
وشددت طالبان على أن جميع مسؤوليها دون استثناء، ومنهم عائلة حقاني التي "ليس لها عنوان ولا تركيب منفصل"، كانوا جزءاً من اتفاق الدوحة، مضيفة: "كان من الواجب إخراج أسمائهم من قوائم أمريكا والأمم المتحدة السوداء، وهذه المطالبة ما زالت قائمة حتى الآن". وقد حملت "طالبان" الولايات المتحدة ودولاً أخرى المسؤولية عن الإدلاء بـ"تصريحات مثيرة" و"محاولة التدخل في ما يتعلق بالشؤون الداخلية لأفغانستان، محذرة من أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين "ليست إلا تكراراً للتجارب الفاشلة، وستعود على أمريكا بالضرر".
اختتم البيان بالقول: "مطالبتنا هي أن يتغير مثل هذا الموقف الخاطئ في أسرع وقت ممكن إلى علاقات دبلوماسية حسنة". وتضم حكومة تصريف الأعمال التي أعلتنها "طالبان" مؤخراً أرفع معتقلين سابقين في معتقل گوانتانامو، بالإضافة إلى سراج الدين حقاني الذي يترأس قائمة المطلوبين الخاصة بمكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي FBI.
العوامل الداخلية والخارجية لبروز الحركة
ساعد على سرعة انتشار الحركة وإقبال الأفغان عليها في العديد من الولايات وبالأخص الجنوبية والشرقية عدة عوامل داخلية وخارجية منها:
أولا: العوامل الداخلية
- اغتيال أحمد شاه مسعود قائد تحالف الشمال المناوئ لحركة طالبان على أيدي عناصر يشتبه في انتمائها إلى طالبان.
- الحروب الأهلية:
كان للحروب الأهلية الطاحنة التي نشبت بين فصائل المعارضة الأفغانية بسبب الصراع على السلطة وإيمان كل طرف بأنه الأحق بالحكم والتي أوقعت عددا كبيرا من الخسائر البشرية بلغ أكثر من 40 ألفا إضافة إلى خسائر مادية أخرى جسيمة، ولم ينجح الوسطاء الدوليون في وضع حد لهذه الحروب، وكان لذلك دور مهم في إقبال قطاعات كبيرة من الأفغان على حركة طالبان التي رأوا فيها وسيلة لتخليص أفغانستان من ويلات تلك الحروب وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.
- الفوضى وانعدام النظام:
دبت الفوضى في الجسد الأفغاني بعد دحر قوات الاحتلال السوفياتي، وانقسمت أفغانستان بين الجماعات والفرق المتصارعة، وأصبحت وحدة البلاد مهددة نتيجة لذلك، ولم يكن أمام السكان قوة موحدة تجبرهم على احترام القوانين والتقيد بالقرارات الصادرة. فإبان ظهور الحركة كانت حكومة رباني ومسعود تسيطر على سبع ولايات فقط في شمال ووسط أفغانستان، بينما يسيطر القائد الشيوعي السابق رشيد دوستم على ست ولايات في الشمال، وكانت "شورى ننجرهار" تحكم ثلاث ولايات في الشرق، وإدارة إسماعيل خان تتحكم في غرب أفغانستان، إضافة إلى العديد من الولايات التي كانت دون أي نوع من الإدارة، فكانت حركة طالبان أملا للشعب الأفغاني في المحافظة على وحدة البلاد ومنع انشطارها الداخلي.
- الفساد الأخلاقي:
فقد استشرى الفساد نتيجة لرواسب الحقبة الشيوعية التي عاشتها أفغانستان وتحكم القائد الشيوعي رشيد دوستم في بعض الولايات والفوضى الإدارية التي جعلت من الصعوبة على جهة معينة محاربة الرذائل التي انتشرت في المجتمع الأفغاني المحافظ بطبيعته، وهو ما جعل من حركة طلاب المدارس الدينية (طالبان) -والتي أخذت على عاتقها محاربة مثل هذه المظاهر- تلقى صدى طيبا في نفوس الأفغان.
- الاضطرابات الأمنية:
وقد عانت أفغانستان كثيرا من انفلات الوضع الأمني الذي تمثل في اختطاف السيارات وبالأخص التابعة للمؤسسات الإغاثية وأعمال السلب والاشتباكات المسلحة التي كانت تقع بين المجموعات المسلحة داخل الأماكن المزدحمة مما كان يسفر عن عشرات القتلى ومئات الجرحى. كما نتج عن ذلك ابتزاز الأموال وفرض أنواع من الإتاوات، لذلك رغب الناس في أية سلطة تعيد الأمن وتفرض الاستقرار وتمنع هذه الانتهاكات مما مهد الطريق أمام طالبان الذين استطاعوا التعامل بفاعلية مع هذا الأمر حتى تخلصت أفغانستان من آثاره.
- طبقة أثرياء الحرب:
وهي طبقة ظهرت عليها علامات الثراء السريع بعد انتهاء الحرب الأفغانية السوفياتية بسبب الاتجار بالمعادن والأحجار الكريمة والأسلحة والذخيرة وأكوام الحديد الخردة التي خلفتها الحرب إضافة إلى تحكم بعض ذوي المناصب في الأموال الناتجة عن الجمارك والضرائب الحدودية، فأصبح هناك طبقة ثرية وسط شعب يعتبر من أفقر شعوب العالم مما أوجد مشاعر من الحنق على هؤلاء، وقد رغبوا بأن تخلصهم طالبان منهم وتعمل على إعادة توزيع الثروة في البلاد بطريقة عادلة.
ثانيا: العوامل الخارجية
أما العوامل الخارجية فقد تضافر العديد منها في وقت واحد على المستوى الدولي والإقليمي وهيأت المجال أمام حركة طالبان.
أما الولايات المتحدة الأميركية فقد تقاطعت مصالحها مع مصالح طالبان فلم تمانع من ظهورها في بداية الأمر ثم سرعان ما اختلفت المصالح بعد ذلك فانقلب الوضع وأصبحت من ألد أعدائها. ففي البداية رغبت الولايات المتحدة في ضرب الأصولية الأفغانية بأصولية أشد منها حتى تخلو الساحة لجماعة أصولية واحدة تستطيع تطويعها في فلك السياسة الأميركية بعد ذلك، ورغبت واشنطن كذلك في تشديد الحصار على النفوذ الإيراني ومنعه من التوغل تجاه الشرق وبخاصة في جمهوريات آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين التي تحوي أكبر ثاني احتياطي نفطي في العالم بعد الخليج العربي. لذلك لم تمانع الولايات المتحدة ولم تقف حجر عثرة أمام تقدم طالبان.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انتهاكات حقوق الإنسان
حملات المذابح
التجارة بالبشر
إضطهاد المرأة
الإرهاب ضد المدنيين
الأيديولوجيا
جزء من سلسلة السياسة عن |
الإسلام السياسي |
---|
بوابة إسلام بوابة السياسة |
تعتنق طالبان العقيدة الماتريدية السنية التي تختلف مع العقيدة الأشعرية في 13 مسالة ، وتتبع أيضا المدرسة الديوبندية الصوفية ، وتلزم نفسها بالمذهب الحنفي كمذهب رسمي لا يجوز الخروج عليه [86]
طالبان حركة إسلامية سنية تعتنق المذهب الحنفي، وتعتبر الحكم الشرعي في مذهبها حكما واحدا لا يحتمل الأخذ والرد حوله، ومن ثم يصبح تنفيذ الأحكام الشرعية لدى طالبان حتى وإن كانت هناك مذاهب أو آراء أخرى تخالفها واجبا دينيا لا مفر من تنفيذه.
وقد تعلم أفراد الحركة في المدارس الدينية الديوبندية (نسبة إلى قرية ديوبند في الهند) وتأثروا بالمناهج الدراسية لهذه المدارس الأمر الذي انعكس على أسلوبهم في الحكم. حيث ركزت تلك المدارس على العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والسيرة إضافة إلى بعض العلوم العصرية التي تدرس بطريقة تقليدية قديمة.
يتدرج الطالب في هذه المدارس من مرحلة إلى أخرى، حيث يبدأ بالمرحلة الابتدائية ثم المتوسطة فالعليا والتكميلية، وفي الأخير يقضي الطالب عاما يتخصص فيه في دراسة علوم الحديث وتسمى "دورة الحديث"، وأثناء دراسة الطالب تتغير مرتبته العلمية من مرحلة إلى أخرى، فيطلق عليه لفظ "طالب" الذي يجمع في لغة البشتو على "طالبان" وهو كل من يدخل المدرسة ويبدأ في التحصيل العلمي، ثم "ملا" وهو الذي قطع شوطا في المنهج ولم يتخرج بعد، وأخيرا "مولوي" وهو الذي أكمل المنهج وتخرج من دورة الحديث ووضعت على رأسه العمامة وحصل على إجازة في التدريس.
الأعضاء
ينتمي معظم أفراد حركة طالبان إلى القومية البشتونية التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد ويمثلون حوالي 38% من تعداد الأفغان البالغ قرابة 27 مليون نسمة.
يتميز أفراد الحركة بعدة صفات نفسية أهمها العناد والصلابة وتحمل المشاق شأنهم في ذلك شأن الأفغان عموما وسكان ولاية قندهار التي نشأت حركتهم بها على وجه الخصوص.
ولعل في المسابقة الشعبية المشهورة في ولاية قندهار والتي يطلق عليها "إطفاء الجمر" ما يعطي إشارة على ذلك، فالمسابقة تتلخص في حمل اللاعبين لجمر مشتعل بأيديهم لمدة طويلة حتى تنطفئ، ويكون الفائز في هذه المسابقة هو من لا يتحرك أو يتأوه. كما يتميز أفراد هذه الحركة بالقدرة على تحمل الخشونة وشظف العيش، واحترامهم لعلماء الدين، إضافة إلى الإخلاص لفكرتهم والعمل الجاد على تنفيذها، والبساطة التي تميز حياتهم.
أهداف الحركة
أعلنت طالبان على لسان الناطق الرسمي باسمها الملا عبد المنان نيازي يوم 3/11/1994 بعد أن استولوا على مديرية سبين بولدك أن هدف حركتهم هو استعادة الأمن والاستقرار وجمع الأسلحة من جميع الأطراف إضافة إلى إزالة مراكز جمع الإتاوات من الطرق العامة التي سلبت الناس أموالهم وانتهكت أعراضهم.
لكن بعد أن استولت الحركة على عدد من الولايات ولقيت قبولا مبدئيا لدى قطاعات عريضة من الشعب الأفغاني الذي أنهكته الحرب الأهلية، طورت الحركة من أهدافها ليصبح هدفها هو إقامة حكومة إسلامية كما صرح بذلك الملا محمد عمر في كلمته التي ألقاها أمام العلماء في قندهار يوم 4/4/1996. وقد نشرت الحركة أهدافها على النحو التالي:
- إقامة الحكومة الإسلامية على نهج الخلافة الراشدة.
- أن يكون الإسلام دين الشعب والحكومة جميعا.
- أن يكون قانون الدولة مستمدا من الشريعة الإسلامية.
- اختيار العلماء والملتزمين بالإسلام للمناصب المهمة في الحكومة.
- قلع جذور العصبيات القومية والقبلية.
- حفظ أهل الذمة والمستأمنين وصيانة أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ورعاية حقوقهم المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية.
- توثيق العلاقات مع جميع الدول والمنظمات الإٍسلامية.
- تحسين العلاقات السياسية مع جميع الدول الإسلامية وفق القواعد الشرعية.
- التركيز على الحجاب الشرعي للمرأة وإلزامها به في جميع المجالات.
- تعيين هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع أنحاء الدولة.
- قمع الجرائم الأخلاقية ومكافحة المخدرات والصور والأفلام المحرمة.
- استقلال المحاكم الشرعية وفوقيتها على جميع الإدارات الحكومية.
- إعداد جيش مدرب لحفظ الدولة الإسلامية من الاعتداءات الخارجية.
- اختيار منهج إسلامي شامل لجميع المدارس والجامعات وتدريس العلوم العصرية.
- التحاكم في جميع القضايا السياسية والدولية إلى الكتاب (القرآن) والسنة.
- أسلمة اقتصاد الدولة والاهتمام بالتنمية في جميع المجالات.
- طلب المساعدات من الدول الإسلامية لإعمار أفغانستان.
- جمع الزكاة والعشر وغيرهما وصرفها في المشاريع والمرافق العامة.
الاستيلاء على الحكم
حققت قوات طالبان مكاسب عسكرية سريعة واستطاعت أن تهزم القيادات العسكرية ذات الخبرة الواسعة بفنون القتال أثناء الحرب الأفغانية السوفياتية، والسبب في ذلك يرجع إلى قوة الدافع الديني المحرك لهؤلاء الطلاب والذين أفتى لهم علماؤهم بأن ما يقومون به هو جهاد في سبيل الله، وبسبب التعاطف الشعبي الذي لاقوه رغبة في التخلص من الاضطرابات الأمنية وحالة الفوضى التي كانت تعيشها أفغانستان. وكانت مراحل الاستيلاء على السلطة على النحو التالي:
- يوليو/تموز 1994 ظهرت الخلية الأولى لحركة طالبان بعد أن اجتمع 53 طالبا من طلاب المدرس الدينية في منطقة "سنج سار" بقندهار ثم انتقلوا إلى منطقة "كشك نخود" وبدؤوا بنزع السلاح من مجموعات المجاهدين وإزالة نقاط التفتيش الموضوعة لجمع الإتاوات على الطرق العامة ثم استولوا على مديرية أرغستان.
- أغسطس/آب 1994 بايع طلاب المدارس الدينية الملا محمد عمر أميرا لهم وتعاهدوا على جمع السلاح واستعادة الأمن والاستقرار وإزالة نقاط التفتيش وجمع الإتاوات.
- أكتوبر/تشرين أول 1994 وسعت طالبان من نشاطاتها فاستولت على مديرية "سبين بولدك" الحدودية كما استولت على مخازن الأسلحة والذخيرة المركزية للولايات الجنوبية الغربية التابعة للحزب الإسلامي بزعامة حكمتيار التي تعتبر من أكبر مخازن السلاح في أفغانستان.
- 3/11/1994 برز اسم طالبان في الإعلام الدولي لأول مرة بعد نجاحهم في إنقاذ قافلة الإغاثة التي أرسلتها الحكومة الباكستانية إلى أفغانستان واعترضتها مجموعة جيلاني بقيادة منصور آغا واستطاعت طالبان إنقاذ القافلة وإعدام قائد جماعة جيلاني مع بعض رفاقه.
- 5/11/1994 سقطت مدينة قندهار بيد طالبان بعد معارك راح ضحيتها 40 قتيلا.
- شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 1994 استولت الحركة على الولايات المجاورة دون مقاومة فبسطوا سيطرتهم على ولايات هلمند وزابل وأرزجان، ولم تكن الحركة تتوقع أو تنوي مجاوزة حدود قندهار إلى غيرها من الولايات كما صرح بذلك مولوي أحمد الله ناني وملا محمد حسن رحماني لمجلة "خبرنامه" في عددها الصادر في أغسطس/آب 1995.
- 26/1/1995 سقطت مدينة غزني بيد طالبان بعد أن جردت قوات الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار من أسلحتهم.
- 10/2/1995 استولى طالبان على ميدان شهر المعقل الحصين للحزب الإسلامي (حكمتيار) بولاية وردك في هجوم مباغت.
- 14/2/1995 أي بعد أربعة أيام من سقوط ولاية وردك تمكنت حركة طالبان من إحكام سيطرتها على جميع مناطق نفوذ الحزب الإسلامي (حكمتيار) حول كابل بعد انسحابه من مقره في "تشاراسياب" إلى منطقة سروبي.
- 19/2/1995 استولت الحركة على معظم مناطق ولايتي بكتيا وبكتيكا الجنوبيتين.
- 21/2/1995 طالب المولوي فضل الرحمن رئيس جمعية علماء إسلام باكستان الرئيس الأفغاني برهان الدين رباني بتسليم الحكم والأسلحة التي بحوزته لطالبان.
- 6/3/1995 اندلعت حرب شديدة بين قوات مسعود وحزب الوحدة الشيعي بقيادة عبد العلي مزاري الذي فقد سندا قويا بعد انسحاب قوات حكمتيار ودوستم من مواقعها حول كابل.
- 8/3/1995 تدخلت قوات طالبان للحيلولة بين الفصائل المتحاربة (حزب الوحدة والحكومة) واستولت على مواقع حزب الوحدة الشيعي وبدأت بنزع أسلحة الشيعة وأسرت قائد الحزب عبد العلي مزاري في 11/3/1995 ووجدت طالبان لنفسها موطئ قدم لها في العاصمة كابل وراحت تستعد لمواجهة القوات الحكومية للمرة الأولى.
- 11/3/1995 استردت قوات مسعود جميع مواقع حزب الوحدة الشيعي التي استولت عليها طالبان في غرب كابل.
- 13/3/1995 أعلن عن مقتل عبد العلي مزاري زعيم حزب الوحدة الشيعي في ظروف غامضة.
- 9/5/1995 هاجمت القوات الحكومية بقيادة إسماعيل خان والي هيرات في جنوب غرب أفغانستان حركة طالبان وتمكنت من استرجاع ولايتي فراه ونيمورز وأكثر مناطق ولاية هلمند وبدأت تهدد قندهار مركز حركة طالبان ومعقلها الحصين.
لكن في 2/9/1995 استطاعت طالبان في هجوم مفاجئ أن تسترد ولاية فراه وهلمند ونيمروز من قوات إسماعيل خان واستولت على قاعدة "شين دند" الجوية التي تعتبر من أكبر القواعد الجوية في أفغانستان.
- 3/9/1995 وقعت خلافات بين والي هيرات وأحمد شاه مسعود فأصدر الأخير قراره بعزل والي هيرات وفي هذه الأثناء دخلت قوات طالبان هيرات بعد أن انسحب واليها مع رفاقه إلى إيران.
- 10/10/1995 تقدمت قوات طالبان نحو كابل بعد أن سيطرت على مساحات شاسعة جنوب غرب أفغانستان وعلى تشاراسياب وتلال خير آباد المشرفة على جنوب كابل للمرة الثانية وبذلك أحكمت حصارها على مدينة كابل.
- 3/4/1996 بايع 1500 من العلماء من مختلف أنحاء أفغانستان الملا محمد عمر أميرا ولقبوه بأمير المؤمنين.
- أغسطس/آب 1996 بدأ هجوم طالبان على معسكرات الحزب الإسلامي (حكمتيار) في ولايتي بكتيا وبكتيكا خوفا من تنسيق العمليات العسكرية ضدهم من جهتي الأمام والخلف بعد التوقيع على اتفاق بين حكمتيار ورباني في 24/5/1996 الذي دخل على أثره حكمتيار كابل وتولى منصب رئيس الوزراء.
- 24/8/1996 استولت طالبان على قاعدة "سبينة شجة" المعقل الحصين لحكمتيار بولاية بكتيا واستولت على مخازن كبيرة للسلاح.
- 27/8/1996 استولت طالبان على مديرية "أزره" بولاية لوجر التي كانت تعتبر خطا دفاعيا منيعا لمدينة كابل.
- 8/9/1996 استولت طالبان على مديرية "حصارك" التي تعتبر بوابة مدينة جلال آباد وانهزمت قوات شورى ننجرهار دون مقاومة مخلفة وراءها عشرات الدبابات وراجمات الصواريخ.
- 10/9/1996 استقال حاجي عبد القدير والي ننجرهار ورئيس شورى الولايات الشرقية من منصبه وهرب إلى باكستان برفقة محمد زمان القائد الميداني لجماعة جيلاني في ننجرهار.
- 11/9/1996 دخلت قوات طالبان إلى مدينة ننجرهار بقيادة ملا بورجان بعد مقتل كبار شخصيات ولاية ننجرهار.
- 13/9/1996 سقطت ولاية لغمان بيد الحركة.
- 14/9/1996 سقطت ولاية كونر بيد الحركة.
- 25/9/1996 دخلت طالبان مديرية سروبي بقيادة ملا بورجان وملا عبد الرازق واستولوا عليها بعد انسحاب قوات الحكومة منها.
- 26/9/1996 تقدمت قوات طالبان إلى منطقة "بل تشرخي" وقتل في هذه المعارك ملا بورجان أحد أشهر القادة العسكريين للحركة.
- 27/9/1996 سقطت العاصمة كابل في يد طالبان بعد انسحاب القوات الحكومية منها إلى الشمال، وأعدمت الحركة ليلة دخولها كابل رئيس أفغانستان الشيوعي السابق نجيب الله، وأعلن ملا محمد عمر عن تكوين لجنة من ستة أشخاص برئاسة ملا محمد رباني النائب الأول له، وسقطت قاعدة "بغرام" الجوية بيد طالبان.
- 28/9/1996 وصلت قوات طالبان إلى مدخل وادي بنجشير وجبل السراج وهما من المعاقل الحصينة لأحمد شاه مسعود.
- 10/10/1996 وقع كل من دوستم (قائد المليشيات الأوزبكية) وعبد الكريم خليلي (زعيم حزب الوحدة الشيعي بعد مقتل مزاري) اتفاقا للدفاع المشترك وأعلنوا عن ائتلاف جديد باسم "الدفاع عن أفغانستان" يرأسه دوستم.
- 12/10/1996 اندلعت في شمال كابل انتفاضة شعبية ضد طالبان وفي الوقت نفسه شن أحمد شاه مسعود هجوما استرد فيه منطقة جبل السراج وتشاريكار واستعاد قاعدة بغرام الجوية يوم 18/10/1996.
- 24/10/1996 وصلت قوات دوستم ومسعود إلى مديريتي حسين كوت وكاريزمير على مسافة 15 كم من كابل.
- 17/1/1997 استردت قوات طالبان مناطق شمال كابل مرة أخرى من قوات دوستم ومسعود ووصلت إلى سالانغ بعد الاستيلاء على مطار بغرام.
- 24/5/1997 دخلت القوات المتحالفة مع طالبان بقيادة الجنرال عبد الملك بعد انشقاقه على دوستم إلى مزار شريف وسقطت في يدها ولايات فارياب وجوزجان وسمنغان وبلخ وقندوز وبغلان.
- 25/5/1997 اعترفت باكستان بحكومة طالبان وكانت أول دول في العالم تعترف بها.
- 26/5/1997 اعترفت المملكة العربية السعودية بها (وطلبت عام 1998 من القائم بأعمال طالبان مغادرة المملكة).
- واعترفت الإمارات العربية المتحدة بها في عام 1997 أيضا (وسحبت اعترافها في 22/9/2001 بسبب الضغوط الأميركية على خلفية تفجيرات نيويورك وواشنطن).
- 27/5/1997 حدثت خلافات شديدة بين قوات الجنرال عبد الملك وقوات طالبان أسفرت عن قتل وأسر آلاف العناصر من طالبان وكان من بينهم كبار القيادات وإجلاء طالبان عن بعض المناطق في الشمال.
- عام 1997 استولت طالبان على أجزاء من ولاية قندوز وبغلان في الشمال.
- عام 1998 عادت قوات طالبان إلى المناطق التي انسحبوا منها في الولايات الشمالية مثل فارياب ومزار شريف وطالقان.
- عامي 1999/2000 بسطت طالبان نفوذها على بعض مدن الشمال مثل باميان وطالقان وبادغيس.
التنظيم
لا تتمتع حركة طالبان بتنظيم قوي، فليس عندها هيكل إداري واضح ولا لوائح تنظم شؤونها الداخلية وبرامجها، ولا برامج لتربية أعضائها، ولا حتى بطاقات عضوية توزع على الأعضاء لتسجيلهم.
ويقول طالبان إنهم ليسوا حزبا مثل الأحزاب الأخرى فلا يهتمون بالنظام الإداري التنظيمي، بل يريدون أن يخدموا الشعب كله عن طريق تفعيل الدوائر الحكومية. ومع ذلك فإن لهم هيكلا شبه تنظيمي يتمثل في:
أمير المؤمنين
وهو الملا محمد عمر ويتمتع بصلاحيات واسعة، أختاره طالبان أميرا لهم في أغسطس/آب 1994، وبايعه 1500 عالم من علماء أفغانستان عام 1996 أميرا للبلاد ولقبوه بأمير المؤمنين، وله حقوق شرعية فلا تجوز مخالفة أمره، كما لا يجوز عزله إلا إذا خالف التعليمات الدينية، أو عجز عن القيام بمسؤولياته، ويبقى في منصبه حتى الموت.
المجلس الحاكم المؤقت
عين الملا محمد عمر مجلسا لإدارة الأمور في كابل لفترة مؤقتة بعد سقوطها بيد طالبان في 27/9/1997، ويعمل هذا المجلس تحت إشرافه مباشرة، ويتكون من شتة أشخاص كان يرأسهم الملا محمد رباني قبل وفاته، ثم خلفه الملا محمد حسن.
مجلس الشورى المركزي للحركة
ليس لهذا المجلس عدد ثابت وأعضاء معينون، وإن كانت الحركة في بداية تشكيله قد أعلنت أنه يضم 70 عضوا برئاسة الملا محمد حسن رحماني والي قندهار.
مجلس الشورى العالي لحركة طالبان
تعتبر كل القيادات المعروفة داخل الحركة أعضاء في هذا المجلس، ولا يوجد أعضاء محددون له، ومن أشهر أعضائه محمد حسن رحماني ونور الدين الترابي وإحسان الله إحسان وسيد محمد حقاني ويار محمد ووكيل أحمد متوكل.
مجلس الوزراء
يتكون هذا المجلس من القائمين بأعمال الوزراء، ويعقد جلساته أسبوعيا باستمرار، ومعظمهم من الشباب، وقلما يبقى أحد من أعضاء المجلس في منصبه إذ يتغيرون باستمرار. وقد أصدر الملا محمد عمر قرارا بدمج العديد من الوزارات خفضا للنفقات.
دار الإفتاء المركزي
ويضم عددا من العلماء لاستفتائهم في الأمور الشرعية، ومقره قندهار الموطن الأصلي لحركة طالبان ومقر إقامة أمير المؤمنين الملا محمد عمر. ويرأس هذا المجلس المولوي نور محمد ثاقب. ومن علمائه المشهورين المولوي عبد العلي الديوبندي، والعالم الباكستاني شير علي شاه والمولوي نظام الدين شامزي.
مجالس الشورى في الولايات
منح الملا محمد عمر صلاحيات واسعة للولاة، وقد شكل كل وال مجلس شورى له تناقش فيه الأمور المتعلقة بإدارة حكومة الولاية وحركة طالبان.
القيادات العسكرية
تعتمد طالبان في صراعها مع المعارضة الشمالية على العديد من القادة العسكريين من أشهرهم الملا عبيد الله وزير الدفاع، والمولوي جلال الدين حقاني القائد المعروف في ولاية بكتيا، والحاج محمد نعيم كوتشي من ولاية لوجر.
اتخاذ القرار
بالرغم من مجالس الشورى الكثيرة التي أنشأتها الحركة إلا أنها تؤمن بأن الشورى معلمة وليست ملزمة، فالقرارات المهمة يتخذها الملا محمد عمر بالاستئناس بآراء أهل الشورى، وله الحرية الكاملة في الأخذ بآراء مجلس الشورى أو رفضه.
عوامل التماسك الداخلي في حركة طالبان
ليس لحركة طالبان لائحة داخلية تنظم شؤونها، ولا يوجد لديها نظام للعضوية ومع ذلك فهي حركة متماسكة من الداخل، ويرجع ذلك إلى الخلفية الفكرية الموحدة لعناصرها إذ إن معظمهم تخرج في مدارس دينية واحدة تنتمي إلى المدارس الديوبندية التي تعارض التيارات الفكرية التجديدية. كما أنهم مخلصون لفكرتهم ومقتنعون بها ويعتبرون العمل من أجلها جهاد في سبيل الله. ويتمتع أمير الحركة بنوع من السيطرة الروحية على الأفراد الذين يعتبرون مخالفته معصية شرعية، وكان لعدم وجود شخصيات محورية ذات نفوذ قوي في الحركة أثر في استقرارها الداخلي، وساعد في ذلك أيضا قيام الحركة بعقوبات فورية للمخالفين وتغيير مستمر في المناصب حتى لا تتشكل جيوب داخلية في الحركة أو مراكز قوى، كما أنهم لا يقبلون أفراد الأحزاب الأفغانية الأخرى وبالأخص في المناصب الكبيرة ومراكز اتخاذ القرار.
السياسة
ترفض طالبان استعمال لفظ الديمقراطية لأن الديمقراطية تمنح حق التشريع للشعب وليس لله. ولا ترى الحركة أهمية لوضع دستور أو لائحة لتنظيم شؤون الدولة وترى أن القرآن والسنة هما دستور الدولة الإسلامية.
وتعتبر الحركة أمير المؤمنين بمثابة الخليفة ينتخبه أهل الحل والعقد، ولا توجد مدة محددة لتولى منصب أمير المؤمنين، ويتم عزله فقط في حالة العجز أو الموت أو إذا أتي ما يخالف الدين. والشورى كما تؤمن بها الحركة معلمة فقط وليست ملزمة، وتهتم الحركة اهتماما كبيرا بالمظهر الإسلامي كما تتصوره، فتأمر الرجال بإطلاق اللحى ولبس العمامة وتمنع إطالة الشعر وتحرم الموسيقى والغناء والصور وتمنع عمل المرأة خارج بيتها ويشرف على تنفيذ ذلك هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولا تسمح الحركة بتشكيل أحزاب سياسية جديدة ولا تقبل الأحزاب الموجودة، ويقول زعيم الحركة في ذلك إنه رفضها لأنها "تقوم على أسس عرقية وقبلية ولغوية وهي نوع من العصبيات الجاهلية الأمر الذي تسبب في مشاكل وعداء وفرقة بين الناس".
الاقتصاد
العلاقات الدولية
پاكستان
كثرت التحليلات التي تناولت الجهات الخارجية التي كانت وراء إنشاء حركة طالبان وبروزها على مسرح الأحداث، بعضها ينسبها إلى المخابرات الباكستانية والبعض الآخر ينسبها إلى المخابرات الأميركية إبان الحرب الأفغانية السوفياتية، وهي تنفي عن نفسها كل ذلك وتحكي على لسان مؤسسها الملا محمد عمر كيف نشأت وتطورت.
والذين ينسبون قيام الحركة إلى باكستان يستندون إلى الجولة التي قام بها وزير الداخلية الباكستاني آنذاك الجنرال نصير الله بابر في جنوب وغرب أفغانستان في أكتوبر/تشرين أول 1994 حيث التقى فيها بالقادة والمسؤولين في ولايتي قندهار -معقل الحركة- وهيرات، وأرسل قافلة إغاثية مكونة من 30 حافلة تحت قيادة كولونيل من المخابرات الباكستانية واستطاعت طالبان إنقاذها بعد أن حاولت جماعة جيلاني بزعامة منصور آغا اعتراضها، وبرز اسم طالبان في الإعلام العالمي منذ ذلك اليوم الذي كان يتابع أنباء الاستيلاء على تلك القافلة.
لكن من الثابت أن حركة طالبان كانت قد بدأت نشاطها قبل ذلك بأربعة أشهر على الأقل، وجاء ظهورها متواكبا مع رغبة باكستان في الحصول على تأييد حركة شعبية بمثل حجم طالبان التي بدأت تكسب تأييد الشعب الأفغاني يوما بعد يوم.
ويرى آخرون أن المولوي فضل الرحمن أمير جمعية علماء الإسلام في باكستان والذي كان يرأس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الباكستاني في حكومة بينظير بوتو هو الذي طرح فكرة إنشاء حركة طالبان واستشار في ذلك برهان الدين رباني وعبد رب الرسول سياف وقد وافقا على إنشائها على اعتبار أنها ستوجه ضربة قوية لقوات حكمتيار عدوهما اللدود حينذاك. ويرى بعض المحللين أن المولوي فضل الرحمن لم يكن بالشخصية المؤثرة فيما كان يجري في أفغانستان ولم يكن في استطاعته إنشاء حركة مثل طالبان.
أما الملا محمد عمر مؤسس الحركة فيقول إن الفكرة نبعت في ذهنه بعد أن فكر في الفساد المستشري في ولاية قندهار حيث كان يتلقى علومه الدينية ورأى أنه لا بد من وضع حد لهذا الفساد الذي أشاع الفوضى والإخلال بالأمن في ربوع البلاد، ودعا بعض طلاب المدارس الدينية فوافقوا على العمل للقضاء على هذا الفساد وبايعوه أميرا لهم. وفي 3/4/1996 اجتمع 1500 من علماء أفغانستان من مناطق مختلفة وبايعوه أميرا على البلاد.
تحريك طالبان پاكستان (طالبان الپاكستانية)
ملكند طالبان
القاعدة
پاكستان
بالنسبة لباكستان فقد كانت الحركة تنظر إليها على أنها أقرب الدول إليها وأكثرها صداقة لها، حتى أعلنت إسلام آباد موافقتها على التعاون مع الولايات المتحدة في حربها ضد أفغانستان عقب تفجيرات نيويورك وواشطن في 11/9/2001.
إيران
يتفاوت موقف حركة طالبان من الدول المجاورة، فبالنسبة لإيران تميزت العلاقة بينهما بالتوتر الشديد، فالحركة تتهم إيران بالعمل على تصدير المذهب الشيعي إلى أفغانستان ودعم أحزاب المعارضة، بينما تتهمها إيران باضطهاد الأقلية الشيعية الموجودة هناك.
الولايات المتحدة
المملكة المتحدة
الهند ودول آسيوية أخرى
أما بالنسبة للموقف من الهند وروسيا وبعض دول آسيا الوسطى فإن هذه الدول لا تخفي قلقها تجاه طالبان وتعمل على دعم المعارضة، فالهند ترى أن طالبان تشكل عمقا إستراتيجيا لباكستان وتفتح أمامها أسواق آسيا الوسطى، بينما تخاف روسيا وحلفاؤها في آسيا الوسطى من نفوذ حركة طالبان والإسلام المتشدد، وطالبان بدورها لا تخفي عداءها لهذه الدول.
الأمم المتحدة والمنظمات الأهلية
نقد
حركة طالبان شأنها شأن بقية أنظمة الحكم حققت بعض الإيجابيات ولكنها في الوقت نفسه تعاني من بعض السلبيات.
أولا: المنجزات
- إعادة الأمن والاستقرار.
- توحيد الأراضي الأفغانية.
- القضاء على الفساد الإداري والمحسوبية.
- مقاومة الفساد الخلقي.
- جمع الأسلحة وحصرها بيد التنظيم.
- القضاء على طبقة أثرياء وامراء الحرب.
- إنشاء المحاكم وإيجاد نظام إداري في الولايات الأفغانية.
- القضاء علي زراعة المخدرات -حيث من كان يثبت زراعته للمخدرات يحكم عليه بالإعدام-
ثانيا: المآخذ
- عزل أفغانستان عن محيطها الخارجي.
- تقديم صورة مشوهة للنموذج الإسلامي في الحكم.
- التعصب بالرأي.
- عدم وجدود كوادر مؤهلة.
- أهمال التعليم العصري.
- قتل عدد كبير من الأفغان لأسباب بسيطة.
- نمو تجارة الرقيق وبيع النساء في الاسواق على شكل (جواري). [90]
طالبان والحرب مع الولايات المتحدة
مثل يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 يوما فاصلا في تاريخ حركة طالبان، إذ اعتبرت الولايات المتحدة أفغانستان وحركة طالبان هدفا أوليا لانتقامها، بعد أن رفضت الحركة تسليم بن لادن لعدم تقديم الأدلة التي تثبت تورطه.
ومن أبرز الأحداث التي عرفتها حركة طالبان بعد ذلك:
- 22 سبتمبر 2001 سحبت السعودية والإمارات العربية المتحدة اعترافهما بحكومة طالبان، وبقيت باكستان الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة طالبان.
- أكتوبر 2001 شنت أميركا وبلدان أخرى حربا على أفغانستان.
- 13 نوفمبر 2001 سقطت العاصمة كابل في يد تحالف قوات الشمال. ولم ينته هذا الشهر حتى سقطت مدن أفغانستان من يد حركة طالبان. وقد وقع الكثير من عناصر طالبان في الأسر.
- مارس 2002 سقوط مروحيتين أميركيتين على يد مقاتلين من طالبان.
- 5 سبتمبر 2002 محاولة اغتيال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، وقد اتهمت حركة طالبان بتدبير المحاولة.
- يناير 2003 سقوط مروحية أميركية وموت 4 جنود كانوا على متنها.
- نوفمبر 2003 صرح قائد القوات الدولية لحفظ السلام المساعد الجنرال الكندي آندرو ليسلي بأن حركة طالبان تسيطر على ربع مساحة أفغانستان.
- يناير 2004 موت 8 جنود أجانب في منطقة غزني بسبب هجوم لمقاتلي طالبان.
- أبريل 2004 هجوم للحركة على قاعدة أميركية وموت سبعة جنود.
- 16 سبتمبر 2004 محاولة ثانية لاغتيال الرئيس كرزاي.
- مايو 2006 حركة طالبان تشن هجمات انتحارية في مدينة كابل.
- 2005 - 2006: تصاعد عدد العمليات الانتحارية التي يشنها مسلحو طالبان.
- 12 مايو 2007 مقتل قائد حركة طالبان العسكري الملا داد الله.
- 19 يوليو 2007 اختطفت حركة طالبان 23 كوريا جنوبيا أغلبهم نساء في منطقة غزني على طريق كابل-قندهار.
مفاوضات السلام
في 28 يناير 2019 توصلت حركة طالبان والولايات المتحدة إلى مسودة اتفاق بعد انتهاء الجولة الرابعة من محادثات السلام في الدوحة، تضمن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وعدم استخدام تنظيمات إرهابية لأفغانستان كقاعدة، فيما يبدو أنها فرصة لإنهاء حرب استمرت قرابة 17 عام.[91]
ووصف القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي پاتريك شاناهان المفاوضات بين المسؤولين الأمريكيين وحركة طالبان حول السلام في أفغانستان بأنها مشجعة. وبشأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان أكد شاناهان أنه لم يتم تكليفه بالتخطيط للانسحاب الكامل من البلاد. وأصدرت طالبان بياناً حول الاتفاقية يتضمن إنسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 18 شهر، بينما نفى مسؤول أمريكي مناقشة أي جدول زمني للانسحاب.[92] وأضافت طالبان في بيانها أيضاً إلى تحقيق تقدم بشأن انسحاب القوات وقضايا أخرى، لكنها قالت إن هناك حاجة لإجراء مزيد من المفاوضات والمشاورات الداخلية.[93]
في 4 فبراير 2019 عقد مجلس العلاقات الخارجية الروسي اجتماعاً يضم قوى المعارضة الأفغانية وشخصيات سياسية بارزة من بينها الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي وممثلين من طالبان في غياب الحكومة الأفغانية. يأتي ذلك بعد نحو 10 أيام من المحادثات الأمريكية مع طالبان والتي عُقدت في قطر، والتي أحرزت تقدماً ملموساً حول انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.[94]
انتقدت الحكومة الأفغانية هذه الخطوة ووصفت المعارضة المشاركة في الاجتماع بالسعي وراء السلطة. ومن المرجح أن يزيد اجتماع موسكو من عزلة الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي أثار غضبه من المحادثات المباشرة لمبعوث السلام الأمريكي زلماي خليل زاد مع طالبان، بالإضافة إلى جولاته المتتالية من المحادثات في دول المنطقة.
أفادت مصادر في حركة طالبان إن الملا عبد الغني بارادار، أحد مؤسسي حركة طالبان، سيشارك في المحادثات التي تجرى بين حركة طالبان ومسؤولين أمريكان في الدوحة، قطر، 25 فبراير 2019. كما أعلنت قطر مشاركة بارادار، وترأسه لوفد الحركة في المحادثات، رغم تقارير سابقة أشارت إلى غيابه. ومن المتوقع أن تتركز المحادثات على وقف إطلاق النار، بهدف إنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة، وانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستتان، حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية. ويقود الجانب الأمريكي في المفاوضات المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان، زلماي خليل زادة، وذلك حسب بيان للخارجية الأمريكية.[95]
في 11 سبتمبر 2020، الموافقة للذكرة 19 لهجمات 11 سبتمبر 2001، التي نفذتها القاعدة التي كانت في ذلك الوقع جزءاً من حركة طالبان، أشرف وزير الخارجية الأمريك مايك پومبپو في الدوحة على شروع الحكومة الأفغانية في مفاوضات مع الحركة، لتقاسم السلطة.[96]
جاء ذلك في الأسابيع الأخيرة قبيل انعقاد الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، حيث يقود الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ سياسة خارجية هجومية في الشرق الأوسط الموسع، وأفغانستان على تخومه إن لم يكن من ضمنه، ويقود عمليات التطبيع المتتالية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومن بعدها البحرين، مع إسرائيل، ويجزم بأن ثمة دولاً كثيرة عربية وإسلامية تتصل بالولايات المتحدة من أجل الإلتحاق بقطار التطبيع مع إسرائيل، ويورد قراري صربيا وكوسوڤو بنقل سفارتيهما من تل أبيب إلى القدس، في هذا السياق.
وإن اللافت للإنتباه أن الولايات المتحدة التي أطاحت بحكم طالبان بعد أسابيع من هجمات 11 سبتمبر، لأن الحركة بزعامة الملا عمر، سنتذاك، رفضت تسليم زعيم القاعدة أسامة بن لادن، هي نفسها الولايات المتحدة التي تعيد طالبان إلى الحكم حالياً.
إنها قمة الپراگماتية، تمارسها إدارة ترمپ، وهي على وعي كامل بأن حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غاني لن تصمد طويلاً أمام زحف طالبان الجديد، وما هي إلا بضعة أشهر أو بالكاد سنة، حتى تستعيد الحركة التي صنّفتها واشنطن على لوائح الإرهاب، بسبب دعمها للتنظيمات الجهادية، وفي مقدمها القاعدة منفذة أقوى هجمات على الأراضي الأميركية، منذ الهجوم الياباني على بيرل هاربر، مما كان سبباً مباشراً لدخول أميركا الحرب العالمية الثانية.
إذن، عملية الدوحة هي أكبر من مجرد إشراك لحركة طالبان بالسلطة، هي فعلياً شروع في إعادة السلطة، كامل السلطة، إلى الحركة، التي لم ينمُ عنها حتى الآن أنها بدّلت إيديولوجيتها الجهادية، أو أنها نحت نحو الإعتدال. التنازل الوحيد من جانب طالبان، كان السماح للقوات الأمريكية بانسحاب آمن من أفغانستان. والانسحاب الآمن هو فعلاً ما يبحث عنه ترمبپ
مفاوضات الدوحة، في القراءة السياسية المبسطة، هي مجرد تسليم بالهزيمة، في أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة. حتى ولو غلّفت واشنطن هزيمتها بتبريرات عن السلوك الحسن لطالبان من مثل القول أن الحركة لم تقتل أي جندي أمريكي منذ فبراير 2020. يقول ترمپ أن مساعديه أخبروه بذلك. وتذهب الاستخبارات الأمريكية إلى حد توجيه الإتهام تارة لروسيا وطوراً إلى إيران بمحاولة دفع أموال لعناصر طالبان كي يقتلوا جنوداً أمريكيين، وكأن الحركة يعوزها الحافز الإيديولوجي او السياسي لقتل جنود أميركيين.
وفي المدى الإقليمي، يعتقد ترمپ أن إعادة طالبان إلى الحكم، سيساهم في سياسة الضغوط القصوى على إيران، باعتبار أن الحركة في سنوات حكمها أظهرت عداءً واضحاً لطهران وهجّرت ملايين من عرقية الهزارة المنتمين إلى المذهب الشيعي إلى إيران.
وفي المحصلة، فإن أقصى ما يطمح إليه ترمپ الآن، هو تحقيق مكاسب آنية تخدم مصالحه الانتخابية، وتعوّض بعضاً من شعبية فقدها من جراء سياسته في التصدي لما يسميه الڤيروس الصيني في معرض إشارته إلى كورونا، وذلك من باب تغذية الشعور بنظرية المؤامرة ضد الولايات المتحدة، تماماً مثلما يكثر الحديث الآن عن محاولات روسية وصينية دؤوبة للتدخل في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية.
في 6 يوليو 2021 بموجب اتفاق مع طالبان، وافقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو على سحب جميع القوات، مقابل التزام الحركة بعدم السماح للقاعدة أو أي جماعة متطرفة أخرى بالعمل في المناطق التي يسيطرون عليها.
وحدّد الرئيس الأمريكي جو بايدن موعدا نهائيا في 11 سبتمبر، الذكرى السنوية العشرين لهجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، للانسحاب الكامل للقوات الأمريكية، لكن التقارير تشير إلى أن الانسحاب قد يكتمل في غضون أيام.
وقالت حركة طالبان لبي بي سي إن أي قوات أجنبية تبقى في أفغانستان، بعد الموعد النهائي لانسحاب الناتو في سبتمبر، ستكون معرضة للخطر بصفتها محتلة.
ويتزايد القلق بشأن مستقبل كابول في الوقت الذي تستعد القوات الأفغانية لتولي مسؤولية الأمن في البلاد منفردة.[97]
في 28 يوليو 2021، أعلن متحدث باسم حركة طالبان أن وفداً من قادة طالبان التقى في الصين وزير الخارجية الصيني وانگ يي ومسؤولين، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المتحدث محمد نعيم إنه خلال هذه الزيارة التي تستمرّ يومين وبدأت، في 27 يوليو، عقد الوفد المكون من تسعة أعضاء بقيادة المسؤول الثاني في حركة طالبان الملا عبد الغني بارادار، لقاءات منفصلة مع وزير الخارجية الصيني وانگ يي ونائب وزير الخارجية والممثل الصيني الخاص لشؤون أفغانستان. وقال نعيم في كابل إن قادة طالبان أكدوا للصين أن الأراضي الأفغانية لن تُستخدم ضد أمن أي بلد كان. وأضاف أن المسؤولين الصينيين وعدوا بعدم التدخل في الشؤون الأفغانية، إنما على العكس المساعدة في حلّ المشاكل وإرساء السلام.[98]
وتثير السيطرة السريعة لحركة طالبان على أراض شاسعة في أفغانستان خلال أقل من ثلاثة أشهر أثناء هجوم شامل، القلق خصوصاً في الدول المجاورة لأفغانستان، في وقت أصبح الانسحاب النهائي للقوات الدولية من البلاد بعد وجود استمرّ عشرين عاماً، شبه مكتمل. ولم تتمكن القوات الأفغانية من الصمود في وجه «طالبان لم تعد تسيطر سوى على عواصم الولايات والمحاور الرئيسية. وطرد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة منذ حوالي عشرين عاماً، نظام طالبان الذي قاد أفغانستان بين 1996 و2001 ويرتكز على تفسير متطرف للشريعة الإسلامية، بعد رفضه تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أعقاب هجمات 11 سبتمبر. ولم تحقق مفاوضات السلام بين طالبان والسلطات الأفغانية بدأت في سبتمبر 2020 في الدوحة، أي تقدم حتى تاريخ.
في 12 أغسطس 2021، صرح مصدر في فريق مفاوضي الحكومة الأفغانية المجتمعة في قطر مع طالبان بأن كابول عرضت على الحركة المتمردة تقاسما للسلطة مقابل وقف أعمال العنف في البلاد. واستحوذت الحركة على عشر عواصم ولايات في غضون أسبوع من المعارك، ولم تستبعد مصادر استخباراتية أمريكية أن تستولي على العاصمة الأفغانية في غضون ثلاثة أشهر.
وأضاف المصدر الذي لم يكشف عن هويته قائلًا: "نعم، قدمت الحكومة عرضا عبر الوسيط القطري. الاقتراح يسمح لطالبان بتقاسم السلطة مقابل وقف العنف في البلاد".
وتعقد الحكومة وحركة طالبان محادثات متقطّعة منذ أشهر في الدوحة ولكن المصادر تؤكد تراجع المفاوضات مع تقدم طالبان في ساحة المعركة.[99]
قائمة السفارات المهددة
بعد سيطرة طالبان علي أفغانستان مرة اخري ومغادرة السفير الأمريكي في كابول المدينة في 15 أغسطس 2021 حاملاً معه راية النجوم المتلألئة. علم أفغانستان، علم الولايات المتحدة. هناك حالات مماثلة لتهديد السفارات في التاريخ أبرزها:
1) مبنى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، سايغون، 1975. المثال الأكثر وضوحًا الذي يتبادر إلى الذهن هو بالطبع الجسر الجوي في سايغون في صباح يوم 25 أبريل 1975.
2) السفارة البلجيكية بالقاهرة 1961. بعد مقتل لومومبا، تعرضت المباني الدبلوماسية البلجيكية للهجوم في جميع أنحاء العالم. في القاهرة أضرمت النيران في مبنى المفوضية، ولحسن الحظ لم يصب أحد بأذى.
3) حي الانتداب، بكين، 1900. وصلت ثورة الملاكمين المناهضة للغرب (أو حركة Yihuetan) إلى حي مفوضية بكين في صيف عام 1900. لمدة 55 يومًا تم حصار المنطقة، مما أدى إلى تدمير معظم مفوضيات الربع.
4) قصر القناصل، الإسكندرية، 1882. في عام 1882، نجحت ثورة عرابي المناهضة للإمبراطورية في الاستيلاء على الإسكندرية. سرعان ما حاصر أسطول فرنسي-إنجليزي المدينة، ودمر العديد من المباني الدبلوماسية لحلفائهم.
5) السفارة الأمريكية، بغداد، 2020. أضرم عناصر من حركة حشد الشعب شبه العسكرية الموالية لإيران النار في السفارة الأمريكية في العراق ليلة رأس السنة. دفع هذا ترامب إلى إعادة التفكير في سياساته تجاه العراق.
6) السفارة الإسرائيلية، بوينس آيرس، 1992. في 17 مارس 1992 انفجرت سيارة مفخخة أمام السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين. ادعى حزب الله مسؤوليته.
7) القنصل الأمريكي، بنغازي، 2012. بعد الربيع العربي في ليبيا السلفي حركة أنصار الشريعة تهاجم القنصلية الأمريكية في بنغازي. السفير جون كريستوفر ستيفنز لم ينج من الهجوم. هيلاري كلينتون تتذكر هذا.
8) سفارة إسبانيا، مدينة گواتيمالا، 1980. خلال الحرب الأهلية في غواتيمالا ، قامت منظمة العمل الفلاحية "Comité de Unidad Campesina، een belangenvereniging" بمهاجمة السفارة الإسبانية. قام الجيش والشرطة لاحقًا بحصار المبنى، مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا.
9) القنصلية الجزائرية بمرسيليا 1973. رداً على استقلال الجزائر، انتقمت منظمة الدول الأمريكية من المستعمرين السابقين بما يسمى "راتوناديس". وكان من أكثر الهجمات دموية الهجوم على القنصلية الجزائرية في مرسيليا.
10) السفارة المصرية بإسلام أباد 1995. عندما علمت حركة الجهاد الإسلامي المصرية أن السفارة المصرية تبحث عن علاقاتها مع الجهاديين الباكستانيين ، قرروا قصف المبنى. قتل 16 شخصا.[100]
انظر أيضاً
مرئيات
وزير الخارجية الصيني وانگ يي يستقبل وفد طالبان بقيادة الملا عبد الغني برادر، بكين، 27 يوليو 2021. |
قوات طالبان تدخل مدينة أيبك، عاصمة ولاية سمنگان، 9 أغسطس 2021. |
مدينة قندهار بعد سيطرة طالبان عليها في أغسطس 2021. | قوات طالبان بمدينة شرنة، عاصمة ولاية بكتيكا، أغسطس 2021. |
خروج والي قندهار من المطار واستسلامه لقوات طالبان، أغسطس 2021. |
وزير الداخلية الأفغاني يعلن تعهد الحكومة تسليم كابول سلمياً لطالبان، 15 أغسطس 2021. |
الرئيس غني يلقي كلمة للشعب بعد وصول طالبان أطراف كابول، 14 أغسطس 2021. |
الصور الأولية لسجن مطار بگرام بعد إعلان حركة طالبان السيطرة عليه ونقل السجناء إلى مكان آمن. |
مقاتلو طالبان يدخلون العاصمة كابول، 15 أغسطس 2021. | جدار الحدود التركية-الأفغانية، أغسطس 2021. |
التاريخ الكامل لحركة طالبان. |
طالبان تبدأ حملة لقطع رؤوس المانيكانات النسائية |
المراجع
- Griffiths, John C. (2001), Afghanistan: A History of Conflict, London: Carlton Books, ISBN 1-84222-597-9
- Rashid, Ahmed (2000), Taliban: Militant Islam, Oil and Fundamentalism in Central Asia, New Haven: Yale University Press, ISBN 0-300-08340-8
المصادر
- ^ Bowman, Bradley and McMaster, H.R. (15 August 2021). "In Afghanistan, the Tragic Toll of Washington Delusion". The Wall Street Journal. Retrieved 17 August 2021.
The Taliban militants display the jihadist group's flag after taking control of Jalalabad, Afghanistan, Aug. 15.
{{cite web}}
: CS1 maint: multiple names: authors list (link) - ^ Whine, Michael (1 September 2001). "Islamism and Totalitarianism: Similarities and Differences". Totalitarian Movements and Political Religions. 2 (2): 54–72. doi:10.1080/714005450. S2CID 146940668.
- ^ أ ب Deobandi Islam: The Religion of the Taliban U. S. Navy Chaplain Corps, 15 October 2001
- ^ أ ب Maley, William (2001). Fundamentalism Reborn? Afghanistan and the Taliban. C Hurst & Co. p. 14. ISBN 978-1-85065-360-8.
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةStanford
- ^ Ogata, Sadako N. (2005). The Turbulent Decade: Confronting the Refugee Crises of the 1990s. W. W. Norton & Company. p. 286. ISBN 978-0-393-05773-7.
- ^ McNamara, Melissa (31 August 2006). "The Taliban In Afghanistan". CBS. Retrieved 5 June 2016.
- ^ أ ب "Did you know that there are two different Taliban groups?". digitaljournal.com. 1 April 2013.
- ^ "Taliban - Oxford Islamic Studies Online". oxfordislamicstudies.com.
- ^ "Afghan Taliban". National Counterterrorism Center. Archived from the original on 9 May 2015. Retrieved 7 April 2015.
- ^ Rashid, Taliban (2000)
- ^ "Why are Customary Pashtun Laws and Ethics Causes for Concern? | Center for Strategic and International Studies". Csis.org. 19 October 2010. Archived from the original on 9 November 2010. Retrieved 18 August 2014.
- ^ "Understanding taliban through the prism of Pashtunwali code". CF2R. 30 November 2013. Archived from the original on 10 August 2014. Retrieved 18 August 2014.
- ^ Giustozzi, Antonio (2009). Decoding the new Taliban: insights from the Afghan field. Columbia University Press. p. 249. ISBN 978-0-231-70112-9.
- ^ Clements, Frank A. (2003). Conflict in Afghanistan: An Encyclopedia (Roots of Modern Conflict). ABC-CLIO. p. 219. ISBN 978-1-85109-402-8.
- ^ Bezhan, Frud. "Ethnic Minorities Are Fueling the Taliban's Expansion in Afghanistan". Foreign Policy (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2021-08-26.
- ^ "The Non-Pashtun Taleban of the North: A case study from Badakhshan – Afghanistan Analysts Network". Afghanistan-Analysts.org. 3 January 2017. Retrieved 21 January 2018.
- ^ "Qatar's Dirty Hands". National Review. 3 August 2017.
- ^ "Saudi has evidence Qatar supports Taliban: Envoy". Pajhwok Afghan News. 7 August 2017.
- ^ أ ب "Why did Saudi Arabia and Qatar, allies of the US, continue to fund the Taliban after the 2001 war?". scroll.in. Retrieved 19 April 2018.
- ^ "The Taliban – Mapping Militant Organizations". web.stanford.edu. Retrieved 20 February 2019.
- ^ "Taliban Leader Feared Pakistan Before He Was Killed". The New York Times. 9 August 2017.
- ^ "Turkmenistan-Foreign Relations". Globalsecurity. Archived from the original on 1 September 2017.
- ^ "Turkmenistan Takes a Chance on the Taliban". Stratfor. Archived from the original on 8 December 2019.
- ^ Are Chechens in Afghanistan? – By Nabi Abdullaev, 14 December 2001 Moscow Times Archived 7 أغسطس 2009 at the Wayback Machine
- ^ Kullberg, Anssi. "The Background of Chechen Independence Movement III: The Secular Movement". The Eurasian politician. 1 October 2003
- ^ Guelke, Adrian (25 August 2006). Terrorism and Global Disorder – Adrian Guelke – Google Libros. ISBN 9781850438038. Retrieved 15 August 2012.
- ^ "Iranian Support for Taliban Alarms Afghan Officials". Middle East Institute. 9 January 2017.
Both Tehran and the Taliban denied cooperation during the first decade after the US intervention, but the unholy alliance is no longer a secret and the two sides now unapologetically admit and publicize it.
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةmansouriran
- ^ "Iran Backs Taliban With Cash and Arms". The Wall Street Journal. 11 June 2015. Retrieved 13 June 2015.
- ^ "Iran Closes Consulate in Mazar-i-Sharif as Fighting Escalates in Northern Afghanistan - Politics news" (in الإنجليزية). Tasnim News Agency. Retrieved 16 August 2021.
- ^ Small, Andrew (23 August 2015). "China's Man in the Taliban". Foreign Policy Argument. Retrieved 26 July 2019.
- ^ Danahar, Paul (3 September 2007). "Taleban 'getting Chinese arms'". BBC. Retrieved 26 July 2019.
- ^ "Is Russia arming the Afghan Taliban?". BBC News. April 2018.
- ^ Diplomat, Samuel Ramani, The. "What's Behind Saudi Arabia's Turn Away From the Taliban?". The Diplomat.
{{cite web}}
: CS1 maint: multiple names: authors list (link) - ^ Shehzad, Mohammad (10 March 2006). "Why is the Pakistan army scared of this man?". Rediff.com. Archived from the original on 16 December 2007. Retrieved 14 December 2020.
Baitullah was appointed as Mullah Omar's governor of the Mehsud tribe in a special ceremony attended by five leading Taliban commanders
- ^ Gall, Carlotta (26 March 2009). "Pakistan and Afghan Taliban Close Ranks". The New York Times. Islamabad, Pakistan. Retrieved 14 December 2020.
The Afghan Taliban delegation urged the Pakistani Taliban leaders to settle their internal differences, scale down their activities in Pakistan and help counter the planned increase of American forces in Afghanistan, the fighters said.
- ^ Zahid, Farhan (15 April 2019). "Profile of New TTP Chief Mufti Noor Wali Mehsud: Challenges and Implications" (PDF). pakpips.com. Islamabad, Pakistan: Pak Institute for Peace Studies. p. 4. Retrieved 14 December 2020.
According to Mehsud, the real jihad is against US forces in occupied Afghanistan to restore the Islamic Emirate while using tribal areas of Pakistan as base of operations and safe haven for both Taliban and Al-Qaeda. He further explains the goals and aims of the jihadi movement as: maintaining the independent status for Mehsud tribe, defeating the US in Afghanistan, establishing caliphate in Afghanistan
- ^ "Afghan militant fighters 'may join Islamic State'". BBC News. 2 September 2014. Retrieved 3 March 2017.
- ^ "Afghanistan: Ghani, Hekmatyar sign peace deal". Al Jazeera. 29 September 2016.
- ^ "Why Central Asian states want peace with the Taliban". DW News. 27 March 2018.
"Taliban have assured Russia and Central Asian countries that it would not allow any group, including the IMU, to use Afghan soil against any foreign state," Muzhdah said.
- ^ Roggio, Bill; Weiss, Caleb (14 June 2016). "Islamic Movement of Uzbekistan faction emerges after group's collapse". Long War Journal. Retrieved 6 August 2017.
- ^ "Rare look at Afghan National Army's Taliban fight". BBC News. Retrieved 18 August 2014.
- ^ "Taliban attack NATO base in Afghanistan – Central & South Asia". Al Jazeera. Retrieved 18 August 2014.
- ^ "ISIS reportedly moves into Afghanistan, is even fighting Taliban". 12 January 2015. Archived from the original on 13 February 2015. Retrieved 27 March 2015.
- ^ "ISIS, Taliban announced Jihad against each other". Khaama Press. 20 April 2015. Retrieved 23 April 2015.
- ^ "Taliban leader: allegiance to ISIS 'haram'". Rudaw. 13 April 2015. Retrieved 23 April 2015.
- ^ "Taliban say gap narrowing in talks with US over Afghanistan troop withdrawal". Military Times. 5 May 2019.
- ^ أ ب "Afghanistan's warlord vice-president spoiling for a fight with the Taliban". The Guardian. 4 August 2015.
- ^ Ibrahimi, Niamatullah. 2009. "Divide and Rule: State Penetration in Hazarajat (Afghanistan) from Monarchy to the Taliban", Crisis States Working Papers (Series 2) 42, London: Crisis States Research Centre, London School of Economics
- ^ Jonson, Lena (25 August 2006). Tajikistan in the New Central Asia. ISBN 9781845112936. Archived from the original on 16 January 2016. Retrieved 17 December 2014.
- ^ "Analysis: Who are the Taleban?". BBC News. 2000-12-20.
- ^ "طالبان تتقدم.. وتسيطر على إقليم استراتيجي قرب قندهار". جريدة الشرق الأوسط. 2021-07-04. Retrieved 2021-07-04.
- ^ "طالبان تسيطر على معبر حدودي مع إيران.. وفرار جنود أفغان". جريدة الشرق الأوسط. 2021-07-08. Retrieved 2021-07-08.
- ^ "مسؤول أفغاني: طالبان تحاصر مدينة غزنة وسط البلاد وتستولي على منازل سكانها". روسيا اليوم. 2021-07-12. Retrieved 2021-07-12.
- ^ "أفغانستان.. مقتل 7 أشخاص جراء انفجار وهجوم مسلح في العاصمة الأفغانية كابل". روسيا اليوم. 2021-07-13. Retrieved 2021-07-13.
- ^ ""طالبان" تعلن سيطرتها على مقر قيادة الأمن في قندهار وغني يتعهد بـ"كسر عمودها الفقري" خلال 3 أشهر". روسيا اليوم. 2021-07-14. Retrieved 2021-07-14.
- ^ ""طالبان" تعلن عن شروطها مقابل وقف إطلاق النار لثلاثة أشهر". سپوتنيك نيوز. 2021-07-15. Retrieved 2021-07-15.
- ^ "الجيش الأمريكي ينفذ ضربات جوية ضد طالبان دعما للقوات الأفغانية". مونت كارلو الدولية. 2021-07-23. Retrieved 2021-07-23.
- ^ "مقتل 35 مسلحا جراء عمليات لتحرير ولاية هلمند الأفغانية من قبضة "طالبان"". روسيا اليوم. 2021-07-24. Retrieved 2021-07-24.
- ^ "طالبان تشن هجوما صاروخيا على مطار قندهار وتوقف الرحلات الجوية". عربي 21. 2021-08-01. Retrieved 2021-08-01.
- ^ "أفغانستان: مقتل 40 مدنياً على الأقل في 24 ساعة في "لشكركاه" المحاصرة من طالبان". مونت كارلو الدولية. 2021-08-03. Retrieved 2021-08-03.
- ^ ""طالبان" تستولي على المباني الحكومية في مدينة قندوز الأفغانية". روسيا اليوم. 2021-08-08. Retrieved 2021-08-08.
- ^ ""طالبان" تعلن سيطرتها على سادس عاصمة ولاية في البلاد". روسيا اليوم. 2021-08-09. Retrieved 2021-08-09.
- ^ "أفغانستان: الحكومة وطالبان ترفضان مقترحا أمريكيا بإدخال تعديل على عملية السلام المتعثرة". فرانس 24. 2021-08-09. Retrieved 2021-08-09.
- ^ "بعد سيطرتها على 6 من عواصم الولايات.. طالبان تسعى نحو "مزار الشريف" كبرى مدن شمال أفغانستان". روسيا اليوم. 2021-08-10. Retrieved 2021-08-10.
- ^ "أفغانستان.. قصف جوي أمريكي لمواقع طالبان بمديرية نجراب بولاية كابيسة". شبكة رؤيا. 2021-08-10. Retrieved 2021-08-10.
- ^ "طالبان تعلن سيطرتها على سجن قندهار المركزي وتهريب نزلائها.. فيديو". البلد نيوز. 2021-08-11. Retrieved 2021-08-11.
- ^ ""طالبان" تقتحم مزار شريف وباتت على بعد 10 كلم من كابل". روسيا اليوم. 2021-08-14. Retrieved 2021-08-14.
- ^ "أفغانستان.. طالبان تستولى على محطة إذاعية وتحولها إلى «صوت الشريعة»". الصباح العربي. 2021-08-14. Retrieved 2021-08-14.
- ^ "مسلحو "طالبان" يدخلون أطراف كابل وإدارة غني تتعهد بتسليم العاصمة سلميا". روسيا اليوم. 2021-08-15. Retrieved 2021-08-15.
- ^ "بعد تقديم استقالته.. معلومات عن الرئيس الأفغاني أشرف غني «فيديو»". روسيا اليوم. 2021-08-15. Retrieved 2021-08-15.
- ^ "أفغانستان: أنباء عن مغادرة أشرف غني العاصمة كابول إلى طاجيكستان". مونت كارلو الدولية. 2021-08-15. Retrieved 2021-08-15.
- ^ "طالبان تستولي على أكبر قاعدة جوية في أفغانستان... باغرام الأمريكية". سپوتنيك نيوز. 2021-08-15. Retrieved 2021-08-15.
- ^ "«طالبان» تدخل كابل وتعلن السيطرة على قصر الرئاسة". جريدة الشرق الأوسط. 2021-08-15. Retrieved 2021-08-15.
- ^ "بطلب أمريكي.. أوغندا تستقبل 2000 لاجئ أفغاني". روسيا اليوم. 2021-08-17. Retrieved 2021-08-17.
- ^ "لوقف تدفق المهاجرين الأفغان .. تركيا تسرع بناء الجدار على الحدود". صحيفة الاقتصادية. 2021-08-17. Retrieved 2021-08-17.
- ^ "تركيا: جدار ضخم على طول الحدود المشتركة مع إيران خوفا من تدفق المهاجرين". مهاجر نيوز. 2021-07-29. Retrieved 2021-08-17.
- ^ "وسائل إعلام: قتلى وجرحى جراء إطلاق "طالبان" النار على متظاهرين في ننغرهار". روسيا اليوم. 2021-08-18. Retrieved 2021-08-18.
- ^ ""طالبان" تعلن إغلاق الطريق المؤدي إلى المطار: لن نسمح بمرور إلا الأجانب". روسيا اليوم. 2021-08-24. Retrieved 2021-08-24.
- ^ ""واشنطن بوست": لقاء سرّي بين مدير "سي آي أيه" الأمريكية والملا برادر في كابول". مونت كارلو الدولية. 2021-08-24. Retrieved 2021-08-24.
- ^ "أفغانستان تحت سيطرة طالبان: الحركة تعلن السيطرة بالكامل على وادي بانشير". بي بي سي. 2021-09-06. Retrieved 2021-09-06.
- ^ "بالأسماء.. طالبان تعلن تشكيل حكومة تصريف أعمال لإدارة الفترة الانتقالية". سي إن إن. 2021-09-07. Retrieved 2021-09-07.
- ^ روسيا اليوم (2021-09-09). "طالبان تطالب واشنطن والأمم المتحدة بشطب أسماء أعضاء في حكومتها من قوائمهما السوداء". arabic.rt.com.
- ^ "Movies". Revolutionary Association of the Women of Afghanistan (RAWA). Archived from the original (MPG) on 25 March 2009.
- ^ طالبان - تعريف من شبكة إسلام أون لاين
- ^ ""Taliban publicly execute woman", Associated Press, November 17, 1999". Rawa.org. Retrieved 2012-09-02.
- ^ Antonowicz, Anton. 'Zarmina's story", Daily Mirror, June 20, 2002
- ^ "Zarmeena". Revolutionary Association of the Women of Afghanistan (RAWA). Archived from the original (MPG) on 17 November 2006.
- ^ http://www.time.com/time/magazine/article/0,9171,1101020218-201892,00.html
- ^ "مسودة اتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان". وكالة أنباء هاوار. 2019-01-28. Retrieved 2019-01-28.
- ^ "البنتاغون: مفاوضات السلام مع "طالبان" مشجعة". روسيا اليوم. 2019-01-28. Retrieved 2019-01-28.
- ^ "طالبان: القوات الأجنبية ستغادر أفغانستان خلال 18 شهرا". روسيا اليوم. 2019-01-28. Retrieved 2019-01-28.
- ^ "Kabul 'regrets' Taliban-Afghan opposition talks in Russia". الجزيرة نت. 2019-02-04. Retrieved 2019-02-05.
- ^ "محادثات بين طالبان وواشنطن في الدوحة بمشاركة الملا بارادار". بي بي سي. 2019-02-25. Retrieved 2019-02-25.
- ^ "ترامب في حمى الملا عمر". 180 پوست. 2020-09-13. Retrieved 2020-09-13.
- ^ "طالبان: الحركة التي فشلت أمريكا في القضاء عليها وفاوضتها بعد 19 عاماً من الحرب". bbc. 2021-07-06. Retrieved 2021-07-06.
- ^ "وفد من «طالبان» يزور الصين لإجراء محادثات". جريدة الشرق الأوسط. 2021-07-28. Retrieved 2021-07-28.
- ^ "كابول تعرض عبر الوسيط القطري على طالبان تقاسم السلطة مقابل وقف العنف". فرانس 24. 2021-08-12. Retrieved 2021-08-12.
- ^ "The American ambassador in Kabul has left the city today, carrying the Star-Spangled Banner with him". Gert Huskens.
وصلات خارجية
- Taliban in Oxford Islamic Studies Online
- Taliban's website (English)
- طالبان على تويتر
- How Do I Get in Touch With a Terrorist Slate. October 2009
- The Taliban's Secret Photos
- Future Opioids: Afghanistan, Opium and the Taliban
- The National Security Archive – The September 11th Sourcebooks Volume VII: The Taliban File September 2003
- The Taliban Diaries by Shaukat Qadir, Daily Times, 2009-06-20
- طالبان collected news and commentary at Al Jazeera English
- Taliban Conflict collected news and commentary at BBC News
- طالبان collected news and commentary at The Guardian
- أخبار مُجمّعة وتعليقات عن طالبان في موقع صحيفة نيويورك تايمز.
- Works by or about طالبان in libraries (WorldCat catalog)
- تمرد
- Return Of The Taliban from PBS Frontline, October 2006
- Held by The Taliban: A Reporting Trip Becomes a Kidnapping from The New York Times, 2008–2009
- Military Raids, Backing of Corrupt Government Undermining Stated US Goals in Afghanistan – video report by Democracy Now!
- CS1 الإنجليزية الأمريكية-language sources (en-us)
- Articles containing Pashto-language text
- Pages using Lang-xx templates
- Articles with hatnote templates targeting a nonexistent page
- Pages using div col with unknown parameters
- طالبان
- حكومة أفغانستان
- جدل متعلق بالإسلام
- الإسلام السياسي
- منظمات جهادية
- Misogyny
- جريمة منظمة
- أحزاب سياسية في أفغانستان
- جماعات متمردة في أفغانستان
- جماعات متمردة في سوريا
- Supraorganizations
- الإرهاب في أفغانستان
- شمولية