شيوعية
من سلسلة سياسة |
مدارس الشيوعية |
' |
مواضيع متعلقة |
شيوعيون مشهورون |
بوابة السياسة |
الشيوعية هي نظرية إجتماعية وحركة سياسية ترمي إلى السيطرة على المجتمع ومقدّراتة لصالح أفراد المجتمع بالتساوي ولا يمتاز فرد عن آخر بالمزايا التي تعود على المجتمع.وتعتبر الشيوعية (الماركسية )تيار تاريخي من التيارات المعاصرة. الأب الروحي للنظرية الشيوعية هو كارل ماركس ومن أهم من توغل في النظرية الشيوعية وأسهم في الكتابات والتطبيق فيها هو فلاديمير لينين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
توضيع معنى الشيوعية
الشيوعية Communism نظام اقتصادي ـ اجتماعي لا طبقي، الملكية فيه عامة، والعمل لكل الناس بحسب قدراتهم، ولكل فرد نصيب من الثروة العامة بحسب حاجاته. والشيوعية هي المرحلة الأعلى للإشتراكية ، وبصفتها حركة سياسية، عمادها الأيديولوجي فلسفة المادية الجدلية . ويفترض من الدول التي تعتنق الشيوعية أن تساند المادية الجدلية فلسفة «رسمية» للدولة، وتأخذ بتطبيقها الاجتماعي وهو المادية التاريخية
تاريخ
تعود بدايات الأفكار الشيوعية إلى ما قبل الميلاد، إلى جمهورية أفلاطون (370ق.م) أولى مصنفات الشيوعية. التي لا تطلب المساواة للجميع، إنما تطلبها للنخبة الحاكمة، لأن انهماك هؤلاء في اقتناء الثروات، لا يساير الفضائل العليا، إضافة إلى أن المال والملكية هما جذور كل الشرور. وحديثاً، في القرن السادس عشر، نادى توماس مور More في كتابه «الطوبى» Utopia ت(1516) بالشيوعية، وأدخل ـ على العكس من أفلاطون ـ الجميع في نظامها، وإن كان قد استبقى العبيد لأداء الأعمال الشاقة والكريهة. كما تصور الإيطالي توماس كامبانيللا T.Campanella مدينة شيوعية على منوال يوتوبيا توماس مور وجمهورية أفلاطون، يتقاسم فيها الجميع العمل والثروة والنساء، وتؤلف الإنسانية جمعاء فيها امبراطورية واحدة، وأطلق عليها اسم مدينة الشمس Civitas Solis. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر كثرت دعوات الشيوعية، وأنتجت العديد من المؤلفات التي تتفق فيما بينها على أن المنافسة على الملكية هي أصل الخطيئة والجريمة والاضطراب.
وفي القرن التاسع عشر، دوّن ماركس Marx بالاشتراك مع أنگلز Engles البيان الشيوعي الشهير (1848)، حللا فيه الرأسمالية والاشتراكية الزائفة، وقدما تفسيراً للتاريخ يمهد لقيام النظام الشيوعي. وعرفت نظريتهما باسم «الاشتراكية العلمية» أو الشيوعية. ولما كان مصطلحا «الاشتراكية» و«الشيوعية» يستخدمان على التبادل، فقد أشار ماركس إلى أن الاشتراكية هي مرحلة أولى للانتقال إلى الشيوعية. فقد تبدو الاشتراكية والشيوعية متشابهتين، لكن تملك الأشياء، والأشياء التي تطالبان بتملكها، أمران مختلفان في النظامين، فأشياء الشيوعية هي السلع الاستهلاكية، وأشياء الاشتراكية هي الإنتاج. وهذه نقطة اختلاف رئيسية بين الاشتراكية (التي تركز على الإنتاج، وتنادي «من كل حسب قدراته ولكل حسب عمله وإنتاجه»)، والشيوعية التي تركز على الاستهلاك، وشعارها «من كل حسب قدراته ولكل حسب حاجاته».
الشيوعية الأولى
كثير من المثقفين الغربيين قاموا بالدفاع عن أفكار مشابهة لفكرة الشيوعية. ففي القرن الرابع، قام الفيلسوف اليوناني افلاطون بإقتراح يضع ملكية العقار بيد طبقة مثقفة من المجتمع لكي يبعد عن طبقات المجتمع الدنيا التناحر فيما بينها في ملكية العقار. في العام 1534م، قام المدعو جون من مدينة لايدين بتحويل مدينة منستير إلى مجتمع أطلق عليه اسم "القدس الجديدة" وابتدع فكرة تعدد الأزواج والزوجات إلى أن هجم الكاثوليك على تلك المدينة مما أدى إلى حدوث مذبحة في المدينة ونهايه حلم المدعو جون. في القرن التاسع عشر وإبّان الثورة الصناعية، سأم الكثير من الإنحطاط والإضطهاد الذين ألمّا بالناس نتيجة اللهث وراء لقمة العيش فأعتزلوا المجتمع، ونذكر هنا روبرت أوين الذي إعتزل المجتمع وكوّن مجتمعاً صغيراً أسماه نيو هارموني في ولاية إنديانا الأمريكية وكان المجتمع الصغير الذي أنشأه يتخذ طابعاً شيوعياً.
التحول من الاشتراكية إلى الشيوعية
يقتضي التحول من الإشتراكية إلى الشيوعية سلسلة من التغيرات الكيفية، تتركز في خلق الأساس المادي والتقني للشيوعية، وترويج العلاقات الاجتماعية الشيوعية، والأخذ بالتربية الشيوعية، ليصبح العمل مطلباً حيوياً لكل فرد. ولابد أن يصاحب التغيرات في الاقتصاد تغيرات في البناء الفوقي، لتذوي الأنظمة والأيديولوجية السياسية والتشريعية، ولتذوي الدولة. فيكون الحزب بهذا قد أدى دوره التاريخي. فتتقارب الأمم في ظل الشيوعية في جميع المجالات وتصل إلى درجة الإلغاء التام للفروق بينها. وتكون الشيوعية بهذا الشكل الأعلى للتنظيم الاجتماعي، الذي يعمل على أساس قوى الانتاج المتطورة، والعلم والتكنولوجية والثقافة والإدارة الذاتية العامة الشيوعية.
أفكار ماركس و إنگلز
أفكار كل من كارل ماركس و فريدريك إنجلز مثّلت الشيوعية كحركة ثورية ولكن ليس من الضروري أن تتبلور هذه الحركة في بقعة معينة من العالم بل من الممكن أن تحدث في العالم كلّه إستناداً على الورقة التي تقدّم بها الرجلان في وصف الشيوعية. يصف الرجلان التاريخ -بحلوه ومرّه- بأنه صراع بين طبقات المجتمع وفي كل مجتمع، نجد أن طبقة صغيرة متنفّذة تشرف على عملية الإنتاج والعطاء بينما السواد الأعظم من المجتمع يسهم إسهاماً قليلاً في عجلة المجتمع الإقتصادية والإنتاجية. في هذه المرحلة، كانت الرأسمالية تتحكم وتسيّر عجلة الإقتصاد بصورة غير منصفة من وجهة نظر كارل ماركس|ماركس في ورقته المعنونة بـنظرية قيمة العمل. يُسهب الرجل في كيفية إستغلال البرجوازيين للطبقة الكادحة ويستدلّ بالطريقة التي يشتري بها أرباب الأعمال وقت العامل عن طريق دفع راتب مقطوع لهذا العامل ومن ثمّ يقوم ربّ العمل ببيع السلعة التي يصنعها العامل بفارق ربح! كان كارل ماركس يرى في العملية آنفة الذكر إجحافا بحق العامل وأن هناك خللا في تطبيق العدالة بين ما يجنيه العامل من عائد متمثّل في راتبه المقطوع وبين الربح الفاحش الذي يجنيه أرباب الأعمال. يعتقد ماركس أنّها مسألة وقت يعي فيها العمّال في شتّى أنحاء الأرض الأهداف المشتركة في تحقيق العدالة الإجتماعية ويتّخذ العمّال الخطوة الأولى في الإطاحة بأرباب الأعمال والقيام على تقسيم الثروة بينهم وعزل البرجوازيين من معادلة الرّبح وان هذا التصرّف سيكون تلقائياً وحتمياً!
الّلينينيّة و الديموقراطية الإشتراكية
إستناداً إلى نظرية كارل ماركس، سيتحوّل العالم الرأسمالي إلى عالم إشتراكي اشتراكية وفي النهاية سيقف به المطاف إلى الشيوعية. في بداية القرن العشرين، لم يكن العالم الرأسمالي قريباً على الإطلاق من نظرية ماركس بل على العكس، كان العالم الرأسمالي قويّاً أيما قوة مما أحدث شرخاً في أتباع ماركس وأطروحاته النظرية. فسّر بعض أتباع ماركس أنه بالإمكان تحقيق مجتمع إشتراكي بدون الحاجة للقيام بثورة وسمّيت هذه الفكرة بالإشتراكية الديموقراطية. أمّا بالنسبة لـلينين، فكان يقول أن ماركس لم يقدّر قوة الرأسمالية الإمبيريالية كما ينبغي وهناك حاجة للقيام بثورة عمّالية تأخذ السلطة من البرجوازيين وتسير باتّجاه تطبيق المبدأ الشيوعي وهذا أفضل تعريف للشيوعية.
مفهوم الماركسية - اللينينية
تمثّل لينين أفكار كارل ماركس وأنگلز وأضاف إليها نظريته، فبرز مفهوم الماركسية - اللينينية مبدأً نظرياً للشيوعية، وتأسس أول مجتمع شيوعي في روسيا مع نجاح الثورة الشيوعية فيها عام 1917، حيث استولى لينين وحزبه البلشفي على السلطة، وقام اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية (الاتحاد السوفييتي)، وغيّر البلاشفة اسمهم إلى «الحزب الشيوعي»، وجعلوا الفلسفة الماركسية عقيدة، وأنزلوا كتب ماركس وأنگلز ولينين، مدةً من الزمن، منزلة التبجيل الشديد، وأقاموا على الأيديولوجية الماركسية حراساًً هم أعضاء الحزب، وزعماء هم المنظرون والشراح والمعلقون. وبدأت الحكومة بمعاقبة كل من يخالف الفكر الماركسي، وعدت ذلك مناهضة للحكم وقلباً للنظام العام. وأنشأت مجلة فلسفية، «تحت راية الماركسية» مهمتها التفسير والتعليق على كتب ماركس وأنغلز ولينين. وبهذا انفردت الشيوعية كاتجاه سياسي بتسييسها للفلسفة. وحاول الاتحاد السوفييتي القضاء على الرأسمالية من خلال نشر الثورة الشيوعية في العالم.
وخلف لينين ستالين، فحول الاتحاد السوفييتي إلى ديكتاتورية تعتمد على تحكم الدولة المطلق بالاقتصاد، وكبت أية معارضة. فتحولت الماركسية في عهده إلى عقيدة صارمة، ولم تفلح التغييرات المحدودة التي تمت بعد وفاته في قلب هذه المعايير.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كلمة "الشيوعية" في اللغة
هناك لبس كبير بين الكلمتين "شيوعية" و"إشتراكية" (يرى البعض ان الّلبس متعمّد) فعندما تَرِدْ إحدى هاتين الكلمتين في سياق الكلام، كـ "الإتحاد السوفيتي الإشتراكي"، يستنتج القاريء 3 أشياء: أن المَعنيّ في الكلام عضوٌ في منظمة شيوعية، أو عضوٌ يصبو إلى مجتمع شيوعي في المستقبل، أحزاب سياسية تأمل في رؤية مجتمع شيوعي في المستقبل المنظور ولا يتألف هذا المجتمع من حكومة تقوده أو تسيّره. إحتار المؤرّخون في إيجاد حل للعلاقة التي تربط الدول الشيوعية/الإشتراكية من جهة، و إهدار حقوق الإنسان في مثل هذه الدول من جهة أخرى. مؤسسات كـ KGB و NKVD أبلت بلاء حسناً في الفتك بالأبرياء والمذنبين والجدير بالذكر أن الدول أُحادية الحزب في تاريخنا المعاصر تميزت بالفتك بالإنسان وإهدار حقّه بحقّ و بدون حقّ. يعترض الماركسيون على ربط كلمة "الشيوعية" بالقمع ويصفون الكلمة بالمعنى السامي الذي يصف المجتمع بمجتمع بلا طبقية، وبلا حكومة تسنّ القوانين، وبلا ملكية إذ تعود الملكية للشعب كلّه، وبلا إضطهاد ولا إستغلال للعامل ومقدّراته!
انتشار الشيوعية
وبعد الحرب العالمية الثانية، ساعد الاتحاد السوفييتي في فرض هذا النظام السياسي على الصين وكوبا والعديد من دول أوروبا الشرقية. وفي آسيا أدى نجاح الثورة الشيوعية في الصين عام 1949 إلى نمو الأقاليم الشيوعية والحركات السياسية في دول أخرى شملت كوريا وفيتنام. وكانت هذه الأنظمة الشيوعية المركزية بعيدة تماماً عن المجتمعات النموذجية التي تخيلها كل من ماركس وأنگلز. في ذلك الوقت بدأت الحرب الباردة وسباق التسلح بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي بداية الثمانينات من القرن العشرين، كان ثلث سكان العالم يعيشون تحت أنظمة شيوعية تشترك فيما بينها بصفات معينة وهي: تبني الماركسية ـ اللينينية، رفض الرأسمالية والملكية الفردية، وتسلط الدولة على النشاط الاقتصادي، والسيطرة المطلقة للحزب الواحد.
ومنذ نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، خضعت المجتمعات الشيوعية لتراجع وركود حقيقيين في أنظمتها الاجتماعية والاقتصادية، وأدى عدم الاستقرار الناتج من الإصلاحات التي بدأهاگورباتشوف إلى سقوط النظام الشيوعي وتفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، وانهيار الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية وفي أنحاء أخرى من العالم. واندثرت الشيوعية كحركة عالمية موجهة مركزياً، ولم يعد هناك أمل حقيقي في عودتها. ولكن بعض الأحزاب الشيوعية مازالت موجودة تمارس اللعبة السياسية ضمن الأنظمة الديمقراطية. أما في الصين وبعض الدول الشيوعية الأخرى فقد غيّرت الإصلاحات الاقتصادية الجذرية صورة الأحزاب الشيوعية، ولم يتبق اليوم سوى نظامي كوبا وكوريا الشمالية، محافظين على الصورة التقليدية للأحزاب الشيوعية.
مرجع
المصادر
- Notes
قراءات أخرى
- Forman, James D., "Communism From Marx's Manifesto To 20th century Reality", New York, Watts. 1972. ISBN 978-0-531-02571-0
- Furet, Francois, Furet, Deborah Kan (Translator), "The Passing of An Illusion: The Idea of Communism In the Twentieth Century", University of Chicago Press, 2000, ISBN 978-0-226-27341-9
- Daniels, Robert Vincent, "A Documentary History of Communism and the World: From Revolution to Collapse", University Press of New England, 1994, ISBN 978-0-87451-678-4
- Karl Marx and Friedrich Engels, "Communist Manifesto", (Mass Market Paperback – REPRINT), Signet Classics, 1998, ISBN 978-0-451-52710-3
- Dirlik, Arif, "Origins of Chinese Communism", Oxford University Press, 1989, ISBN 978-0-19-505454-5
- Beer, Max, "The General History of Socialism and Social Struggles Volumes 1 & 2", New York, Russel and Russel, Inc. 1957
- Adami, Stefano, 'Communism', in Encyclopedia of Italian Literary Studies, ed. Gaetana Marrone – P.Puppa, Routledge, New York- London, 2006
- Pons. Silvio Pons & Service, Robert, "A Dictionary of 20th century Communism" (2010)
- Nicolas Werth, Karel Bartošek, Jean-Louis Panné, Jean-Louis Margolin, Andrzej Paczkowski, Stéphane Courtois, The Black Book of Communism: Crimes, Terror, Repression, Harvard University Press, 1999, hardcover, 858 pages, ISBN 978-0-674-07608-2
- Anne Applebaum, foreword, Paul Hollander, introduction and editor, From the Gulag to the Killing Fields: Personal Accounts of Political Violence And Repression in Communist Studies, Intercollegiate Studies Institute (April 17, 2006), hardcover, 760 pages, ISBN 978-1-932236-78-1
- Alexandre Zinoviev, The Reality of Communism (1980), Publisher Schocken, 320p, 1984
وصلات خارجية