جنين
الجنين (بالإنجليزية: embryo) هو الكائن الحي حقيقي النوى ثنائي الصيغة الصبغية في مراحله الأولى من تطوره البيولوجي.
الجنين حيوان أو نبات في مرحلة مبكرة من مراحل نموه. ويعتبر الإنسان مضغة طوال الشهرين الأوليّن تقريبًا من النمو، ويُعَرَّف بعدئذ بأنه جنين. ويتكون الجنين في البداية من بضع خلايا فقط. وعندما يأخذ في النمو، تبدأ هذه الخلايا في الانقسام، وفي آخر الأمر تتضاعف إلى ترليونات من الخلايا التي تشكل بعد ذلك الكائن الكلي.
وأثناء نمو الجنين يتم أيضًا تحديد الموضع والوظيفة التي ستتولاها هذه الخلايا في الكائن البالغ فيما بعد. وينمو جنين الإنسان من حوالي 2,5 إلى 50سم طولاً. ويُطْلَق على العلماء الذين يتخصصون في علم الأجنة علماء الأجنة.
وتكون مراحل النمو الجنيني في جميع الفقاريات (حيوانات بها هياكل عظمية) في البداية متشابهة تمامًا، إلا أنها تختلف فيما بينها من حيث المكان، والوسط المحيط، والوقت الذي يتطلبه النمو قبل الولادة.
وتسمى فترة النمو قبل الولادة في البشر والثدييات الأخرى فترة الحمل. ويسمى محمل الجنين المبكر أو الجنين المتأخر الحمل أو حالة حدوث الحمل. يستهل الإخصاب أو التلقيح عملية تكوين معظم الأجنة الحيوانية. والإخصاب هو اتحاد النطفة (خلية ذكرية جنسية) والبيضة (خلية أنثوية جنسية).
ويتم إخصاب الخلية البيضية الحيوانية بالنطفة عادة داخل جسم الأنثى، وفي الإنسان يحدث الإخصاب في قناة فالوب. وفي الحيوانات الأكثر تطورًا يتشكل الحمل المبكر (الجنين والنسيج المحيط به) أولاً بعد عملية الإخصاب. ثم يتحرك الحمل لأسفل في قناة فالوب حتى يصل إلى الرَّحم (جزء من الجهاز التناسلي في الأنثى). وفي نهاية الأسبوع الأول يطلق لفظ جنين متقدم على جزء من الحمل في الإنسان، ويقوم الرحم بتغذية وحماية الجنين المتكون قبل الولادة.
وفي أثناء الإخصاب ينتقل إلى الجنين كثير من مميزات الآباء، مثل لون الشعر أو طول القامة. وتتحد الصبغيات (الكروموزومات) من الحيوان المنوي والبييضة لتكوِّن صبغيات الجنين، والصبغيات أجسام خيْطيَّة مكونة من الجينات التي تحدد تلك السمات الموروثة، كما أنها تحدد جنس ونمط عملية التطور والنمو. انظر: التكاثر.
وتسمى البيَيضْة المخصَّبة باللاَّقحة. وتنقسم اللاقحة إلى خليتين أثناء بدء تكون الجنين. وتنقسم هذه الخلايا تباعًا إلى خليتين صغيرتين. ويطلق على هذه السلسلة من الانقسامات التَّفَلُّج، وفي هذه المرحلة لا يتغير حجم الجنين، ولكن يزداد عدد الخلايا.
جنين بشري يبلغ من العمر ستة أسابيع ونصف الأسبوع. يبلغ طوله حوالي 2,5سم ويزن حوالي 0,9جم. يتم امتصاص الغذاء، والأكسجين، والماء، من نسيج الأم في المشيمة، (أعلى الصورة). وتتدفق هذه المواد للجنين عبر الحبل السُّري. تشكُّل الجنين في الإنسان. خلال الأسبوع الأول من الإخصاب يصبح الحمل المبكر في بداية الأمر كرة مصمتة من الخلايا تعرف باسم التُّوتِيَّة، وتتحول التُّوتِيَّة بعد ذلك إلى بلاستولة أو كُيَيْس بلاستوي. وللبلاستولة طبقة خارجية من الخلايا تسمى الجرثومة الغذائية، كما أن بها كتلة داخلية من الخلايا تسمى الجرثومة الجنينية. وفي أثناء الأسبوع الثاني تلصق الجرثومة الغذائية نفسها ببطانة الرحم وتصبح المشيمة. والمشيمة هي الأغشية التي من خلالها يحصل الجنين على الغذاء والماء والأكسجين، ومن خلالها يتخلص الجنين من الفضلات، ويُؤخَذ الغذاء من دم الأم الذي بدوره يمتص الفضلات.
وتتشكّل المشيمة بصورة جيدة بعد شهرين من الإخصاب، وتتصل بالجنين بوساطة الحبل السُّري. ويمثل هذا الحبل خيط الحياة بين الجنين المتقدم والأم. وتمتص المشيمة الغذاء والماء والأكسجين من الأم، وتسري هذه المواد إلى دم الجنين خلال أوعية دموية في الحبل السُّري. وتُحْمَل فضلات الجنين إلى المشيمة خلال الحبل السري، وتمتص بواسطة دم الأم، وبعدئذ تتخلص منها الأم.
تنقسم الكتلة الداخلية من الخلايا والجرثومة الجنينية للبلاستولة وتنتظم نواتج الانقسام لتكون القرص الجنيني أو الصفيحة بين تجويفين؛ التجويف الأمنيوسي أو الرهلي وكيس المح. وفي أثناء الأسبوع الرابع يأخذ القرص الجنيني شكلاً أنبوبيًا ويتكون هذا القرص من ثلاث طبقات جرثومية، وتوجد هذه الطبقات في جميع الأجنة الحيوانية؛ من ديدان الأرض حتى البشر. وهذه الطبقات هي طبقة المضغة الظاهرة (الأديم الظاهر) أو الإكتودرم؛ الأديم المتوسط أو (الميزودرم )، والأديم الباطن أو (الإندودرم). وفي هذه المرحلة يسمى الجنين البطينة أو الجاسْترُولَه في أدنى صور الحياة. وتنشأ مختلف الأنسجة والأعضاء من كل طبقة جرثومية، حيث تكون الطبقة الخارجية المخ والنسيج العصبي والجلد والشعر والأظافر وأجزاء من العين والأذن. وتكوّن الطبقة الوسطى القلب والعضلات والعظام والأوتار والكُلَى والغدد والجهاز الدوري والأعضاء التناسلية. وتنشأ بطانة الجهازين الهضمي والتنفسي وأعضاء داخلية معينة من الطبقة الجنينية الداخلية.
وفي نهاية الشهر الأول من حدوث الإخصاب يكون الجنين ذو الشكل الأنبوبي قد بلغ طوله حوالي 6 ملم. وتكون منطقة الرأس منحنية، ومُعَلمّة بارتفاعات متطاولة ضيقة وأخاديد مثل الفتحات الخيشومية للسمكة. وتصبح هذه الارتفاعات والأخاديد فيما بعد جزءًا من الوجه والرقبة. أما البراعم (الانتفاخات) الموجودة على جانبي الجنين فتنمو فيما بعد مكونة الأذرع والأرجل، كما توجد مجموعات أو قوالب أخرى نسيجيَّة تسمى الجسيدات وذلك على طول ظهر الجنين، وتنمو هذه الجسيدات مكونة العظام والعضلات المختلفة.
التَّعْضِيَة أو تكوُّن الأعضاء. في أثناء تكوُّّن الأعضاء في الجنين، تتحرك الخلايا لمواضع معينة، وتنقسم هذه الخلايا مرارًا ثم تخضع لعملية تمايز (تخصيص لنوع الخلية). والخلية المتمايزة هي الخلية التي لها وظيفة مخصصة في الكائن الحي. فعلى سبيل المثال، تصبح خلية ميزودرمية جرثومية وسطية خلية عضلية وليست خليَّة عصبية. وعمومًا فإنه يتم تحديد وظيفة الخلية عن طريق موضع هذه الخلية في الجنين في أثناء المراحل المبكرة للنمو. ويعتقد العلماء في وجود مجموعات معينة من الخلايا تسمى المنظِّمات، تتحكّم بصورة عامة في تكوين الجنين وتمايزه،كما يعتقد هؤلاء العلماء أنّ هذه المنظمات تؤثر على الخلايا الأخرى وتوجهها وذلك عن طريق مادة كيميائية تسمى مادة المنظم.
يسبب النمو غير الطبيعي للجنين عيوبًا خلقية، مثل وجود ست أصابع في يد واحدة، أو ظهور قدم مشوهة خلقةً، وقد تنتج تلك العيوب عن صبغيات بها أخطاء يتلقاها الجنين من أحد الوالدين أو كليهما، أو تسببها عوامل خارجية، مثل الإشعاع أو بعض العقاقير أو الفيروسات، وذلك بتأثيرها على الجنين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .