تيار الإصلاح في السعودية
يعد مفهوم الإصلاح الاجتماعي من أكثر مفاهيم التغير الاجتماعي إيجابية وجاذبية ، ويشير إلى ذلك التغير الموجه والمقصود والمرغوب (التغيير) وهو مفهوم قديم ، ولكن يتجدد طرحه ورفع شعارته كلما ساءت أوضاع الناس في مرحلة من المراحل ، بحيث يشعر غالبية الناس بحاجة ملحة إلى تغيير واقعهم الكائن نحو واقع ممكن افضل ، وفي المجتمع السعودي لا يختلف إثنان حول الحاجة الملحة إلى تغيير إصلاحي دون إبطاء ، وهكذا فقد بدأ منذ عام1990م تبلور وعي إصلاحي ونهوض تيار ينادي بضرورة العمل على إصلاح واقع هذا المجتمع الذي أصبح متضخما مترهلا وفاسدا بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ، حيث استحوذ فيه أهل الثقة على كافة المقدرات وأهمها السلطة و المال و الإعلام وساد فيه خفافيش الظلام و مصاصو الدماء بينما يهمش فيه أهل الكفاءة والصلاح وأصبح الشعب يعيش تحت استبداد نوع من الطغيان المركب الذي لم يحدث في التاريخ كله . ويضم التيار الإصلاحي في السعودية العديد من الاتجاهات والاجتهادات المتباينة ، التي في مجملها ترى في الواقع القائم بعض العيوب والمفاسد التي يتوجب العمل على إصلاحها وصولا إلى واقع اجتماعي ممكن أفضل ، ومن هذه الاتجاهات ما هو شمولي راديكالي لا يؤمن بالترقيع ويرى بضرورة تغيير الواقع كلية ابتدأ من النظام السياسي و السلطة الحاكمة مرورا بكافة النظم والمكونات الأساسية في المجتمع ، ويتزعم هذا الطرح الحركة الإسلامية للإصلاحومنها ما هو جزئي يرى بضرورة إصلاح بعض المكونات مثل تيار الدستوريين و الليبراليين و الأصوليين ، وهكذا فمنها ما هو إسلامي أصولي محافظ وما هو إسلامي معتدل ومنها ماهو علماني ..ومنها ما يؤيد الإصلاح من داخل النظام الحاكم نفسه ، وتمثله تلك الاتجاهات الجزئية التي تضع بعض الخطوط الحمراء لمطالبها الإصلاحية. ، بينما يرفض آخرون هذا الاتجاه نحو العمل على الإصلاح من خارج هذا النظام الذي يرونه فاسدا بذاته ، وأنه لا يريد الإصلاح الحقيقي ولا يستطيعه ، وبالتالي فإنه يلزم بلورة تحرك راديكالي ثوري وسلمي بحيث يؤدي إلى تفيير جذري وشامل لكل مكونات الواقع الاجتماعي القائم ، وتبرز في هذا المجال الحركة الإسلامية للإصلاح ولعل مثل هذا الطرح هو ما تحقق على أرض الواقع مؤخرا في تحركات الربيع العربي تحت شعارات مثل الشعب يريد إسقاط النظام.
أبرز الإصلاحيين السعوديين
ومن أبرز الإصلاحيين الناشطين مع اختلاف مشاربهم في هذا المجال:
|
|
|
ليس فقط هؤلاء بل يوجد غيرهم الكثير ، ولعل ما يجمع شتاتهم هو النعبير عن الحاجة الملحة لعملية إصلاح ما وذلك للخلاص من واقعهم المرير ، كما يراه كل منهم ، وقد أصدروا هؤلاء وغيرهم العديد من البيانات ، وكذلك حاولوا تنظيم بعض المظاهرات ، ولكنهم يتعرضون للقمع والتنكيل من السلطات السعودية ، حيث تعرض ولا زال يتعرض الكثير منهم للسجن والتعذيب ، و الفصل التعسفي من العمل ، و المنع من السفر ، ونحو ذلك من الإجراءات التعسفية الظالمة ، وقد اطلعت منذ أيام على رسالة حول تشكيل جبهة خلاص لعلها تجمع شتات الاتجاهات الإصلاحية لدى أبناء الجزيرة العربية (السعودية).